بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين اما بعد يقول الشيخ السعدي رحمه الله في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم المقصود من هذه الترجمة البعد والحذر من التعرض للاحوال التي يخشى منها نقض العهود والاخلال بها بعدما يجعل للاعداء المعاهدين ذمة الله وذمة رسوله فانه متى وقع النقض في هذه الحال كان انتهاكا من المسلمين لذمة الله وذمة نبيه وتركا لتعظيم الله وارتكابا لاكبر المفسدتين كما نبه عليه صلى الله عليه وسلم وفي ذلك ايضا تهوين للدين والاسلام وتزهيد للكفار به فان الوفاء بالعهود خصوصا المؤكدة باغلظ المواثيق خصوصا المؤكدة باغلظ المواثيق من محاسن الاسلام الداعية للاعداء المنصفين الى الداعية للاعداء المنصفين الى تفضيله واتباعه الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى ناله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه اي من وجوب تعظيم ذلك وان هذا من تمام التوحيد وان وان نقظى هذه الذمة العظيمة يعد منافيا لكمال التوحيد الواجب ولهذا اورد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة في كتاب التوحيد قال باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم عقدها تنبيه المسلم على البعد والحذر من نقض العهود والعهد عندما يكون قد اعطي للمعاهد على ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم فان الامر فيه اعظم والميثاق فيه اشد فاذا نكث هذا العهد فان اخفار ذمة الله يتنافى مع التعظيم الواجب لله سبحانه وتعالى واذا كان المسلمون اعطوا الكفار عهدا على ذمة الله ثم نقضوه هذا مما يوهن مما يوهن الاسلام ويضعفه ويضعف الاقبال عليه ويزهد اعداءه فيه اما اذا حصل الوفاء بالعهد والتعظيم له فان هذا له اثر بالغ مثل ما اشار المصنف رحمه الله تعالى في دعوة اعداء الله عز وجل الى هذا الدين العظيم وتفظيله قوله ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه اي من وجوب التعظيم والمطلوب هنا في هذا الباب اولا التأكيد على الوفاء بالعهود وان العهد امره عظيم وليس بالهين قد استمعنا اليوم في صلاة الفجر الى قول الله سبحانه وتعالى واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقظ الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا فهذا عهد وميثاق يجب الوفاء به يجب الوفاء به والاسلام دين الوفاء والتعظيم للعهود والعقود والمواثيق وعدم نقظها وهذا من محاسن الاسلام ودواعي ايضا اقبال اعدائه عليه فاذا لم يطبق اهل الاسلام هذا المبدأ العظيم والاصل المتين من دين الاسلام تسببوا في الزهادة في هذا الدين وعدم الاقبال عليه وهونوا من شأنه ومكانه الامر الاخر ان المصنف رحمه الله تعالى اورد تحت هذا هذه الترجمة حديث النبي صلى الله عليه وسلم حديث بريدة الطويل وفيه قال عليه الصلاة والسلام اذا نزلتم بساحة قوم وطلبوا ان تجعلوا لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه وانما اجعلوا له ذمتكم فانكم ان تغفروا ذممكم خير من ان تغفروا ذمة الله وذمة نبيه وهذا تنبيه على مطلب عظيم في هذا الباب منبني على التعظيم لله وتعظيم ذمة الله فارشدهم عليه الصلاة والسلام انهم اذا نزلوا بساحة قوم ثم طلبوا منهم اه عهدا يعطوهم عهدا على ذمة الله وذمة نبيه قال لا تفعل ذلك واعطوهم عهدا على ذمتكم انتم لانكم ان تغفروا ذممكم خيرا من ان تغفروا ذمة الله وذمة نبيه لانه لا يأمن ان يحصل من بعض افراد المسلمين اخلال بهذه الذمة اخلال بهذه الذمة وخطأ في في هذا الباب فان تغفروا ذممكم اي انتم خير من ان تغفروا ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم فالحاصل ان هذا من التوحيد من التوحيد تعظيم تعظيم ذمة الله. مر معنا في الباب الذي قبله من التوحيد آآ ما جاء في النصوص من التحذير من كثرة الحلف وان لا يجعل الله عرظة ليمينه فهذا من التعظيم لله لان الانسان اذا جعل الله عرظة لمينه يكثر من الحلف وربما دخل عليه مع كثرة حلف بعض اليمين الكاذبة فهذا من ضعف تعظيمه لله من ضعف تعظيمه لله والتوحيد مبني على التعظيم التعظيم لله سبحانه وتعالى جل في علاه نعم قال قول الشيخ هنا كان انتهاكا من المسلمين لذمة الله وذمة نبيه وتركا لتعظيم الله وارتكابا لاكبر المفسدتين الان عندما ينقض العهد هذه مفسدة لكن هناك مفسدتان ان كان قد اعطي الاعداء اه ميثاقا على ذمة الله وذمة نبيه او اعطوا ميثاقا على ذممهم وحصل النقض في هذا وهذا؟ اي المفسدتين اعظم اي المفسدتين؟ اعظم لا شك ان العهد الذي اعطي لهم على ذمة الله وذمة نبيه اذا نكث فالمفسدة فيه اعظم ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام اه ارشد الى ارتكاب اخف المفسدتين قال ان تغفروا ذممكم خير من ان تغفروا ذمة الله. هنا مفسدة هنا مفسدة. لو حصل يعني المقصود لو حصل شيء من ذلك ان تغفروا ذممكم خير من ان تغفروا ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم نعم قال رحمه الله باب الاقسام على الله وقال باب لا يستشفع بالله على خلقه وهذان الامران من سوء الادب في حق الله وهو مناف للتوحيد اما الاقسام على الله فهو في الغالب فهو في الغالب من باب العجب بالنفس والادلال على الله وسوء الادب معه ولا يتم الايمان حتى يسلم من ذلك كله واما الاستشفاء بالله على خلقه فهو تعالى اعظم شأنا من ان يتوسل من ان يتوسل به الى القفه لان رتبة المتوسل به غالبا دون رتبة المتوسل اليه. وذلك من سوء الادب مع الله اينوا تركه فان الشفعاء لا يشفعون عنده الا باذنه. وكلهم يخافونه. فكيف يعكس الامر فيجعل هو الشافع وهو الكبير العظيم الذي خضعت له الرقاب وذلت له الكائنات باسرها هذان بابان جمع بينهما رحمه الله تعالى في هذا الموطن باب الاقسام على الله وباب لا يستشفع بالله على خلقه وجمع بينهما رحمهم رحمه الله تعالى لان هذين الامرين الوقوع فيهما من سوء الادب مع الله من سوء الادب مع الله تبارك وتعالى وهو مناف اه كمال التوحيد الواجب فان التوحيد ادب مع الله وصيانة للألفاظ المتعلقة بجنابه العظيم سبحانه وتعالى واكدت غير مرة ان الشريعة كما جاءت باصلاح المقاصد والقلوب فانها جاءت ايضا باصلاح المنطق والالفاظ. لان كثير من الناس يأتي على اه على على السنتهم كلمات خاطئة فيها سوء ادب مع الله فاذا نبه يقول لم اقصد ذلك يقال له حتى وان لم تقصد لان الشريعة كما جاءت باصلاح القلب جاءت ايضا باصلاح اللسان جاءت باصلاح اللسان وان يكون لسان المرء وخاصة في جناب الله وما يتعلق به واسمائه وصفاته آآ سديدا سليما نزيها نظيفا والخطأ في حق الله واسمائه وصفاته ليس كالخطأ في حق غيره او اسماء غيره او صفات غيره فان الامر عظيم فهذان البابان اه يجتمعان في هذا الامر ان هذا من سوء الادب مع الله تبارك وتعالى وهو مما يتنافى مع التوحيد الباب الاول الاقسام على الله والمقصود بالاقسام على الله هنا نوع من الاقسام على الله الذي هو التألي الذي هو التألي على الله ومثل ما قال الشيخ رحمه الله غالبا يأتي من عجب المرء بعمله يأتي من عجب المرء بعمله والادلال بهذا العمل ويرى يرى في نفسه كمال العمل وصلح الدين وكذا فيحصل منه. يحصل منه بسبب هذا العجب اه هذا الاقسام الذي هو تألي على الله سبحانه وتعالى تألي على الله سبحانه وتعالى والعجب مهلكة العجب مهلكة مثل ما قال الناظم والعجب فاحذره ان العجب مجترف اعمال صاحبه في سيله العرم العجب مهلكة للانسان قد قد يؤثر عجب الانسان في نفسه هذا التألي على الله ويأتي تحت هذه الترجمة قصة العابد من بني اسرائيل قد ذكر هذه القصة نبينا عليه الصلاة والسلام كان شديد العبادة والتقرب الى الله عز وجل وكان صاحبا له وصاحب معاصي وذنوب فكان ينصحهم بين وقت واخر ينصحه بين وقت واخر ويحذره من هذه الذنوب. فجاءه مرة وهو مقيم عليها فقال لا زلت على هذه الذنوب وغضب غضب منه وقال والله لا يغفر الله لك قال والله لا يغفر الله لك قسم هذا هذا قسم على الله قسم على الله يتعلق مغفرة الله التي وسعت كل شيء. ورحمة الله سبحانه وتعالى التي وسعت كل شيء والله جل وعلا يغفر لمن يشاء ويرحم من يشاء ويهدي من يشاء الامر امره جل وعلا الامر امره جل وعلا وقد يكون في الناس من هو منا اشدهم اغراقا في الفساد حتى انه قد يقع في ظنون بعظ الناس ان مثله لا يهتدي فيهديه الله ويصبح خيرا منهم فيهديه الله ويصبح خيرا منهم بل من عجائب هذا الباب وهذا يقع كثيرا ان بعض الاشخاص يدعو بعض العصاة الى الدين ولا والى الاستقامة ولا التوبة فيهديهم الله على يديه ثم يصبحون خيرا منه ثم يصبحون خيرا من هذا الذي هداهم الله على يديه. ويراهم هذا الذي آآ دعاهم واهتدوا بفظل الله على يديه يراهم اصبحوا خيرا وافضل منه كان يشتغل بعضهم بعد استقامته بالعلم فيفوقونه علما او بحفظ القرآن فيفوقونه او بالعبادة فيفوقونه هذا فضل الله ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم فهذا العابد غضب وقال والله لا يغفر الله لفلان حلف والله لا يغفر الله فقال الله جل وعلا من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان فاني قد غفرت له واحببت عملك غفرت له واحبطت عمله احبط عمل العابد بهذا التألي على الله عز وجل بالتألي على الله الذي هو الاقسام على الله بالا يرحم آآ فلانا او لا يغفر لفلان او لا يدخله الجنة او انه من اهل النار او من هذا القبيل هذا تألي على الله هذا تألي على الله عز وجل وهذا القسم على الله هو قسم مبني على سوء الادب مع الله وسوء التعظيم لجنابة وهو يختلف عن نوع اخر من القسم والمبني على حسن الظن بالله المبني على حسن الظن بالله سبحانه وتعالى مثل ما جاء في الحديث رب اشعث اغبر ذي قمرين مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لابره لا اقسم على الله لابره هذا قسم على الله لكنه مبني على ماذا على حسن ظن بالله وهو في باب الرجاء والطمع فيما عند الله. اما الاول فهو قسم على الله في تحجير للرحمة. والمغفرة والفضل فهذا يختلف ولهذا لما قال انس بن النظر والله لا والله لا يكسر سن الربيع قال كتاب الله القصاص فعفوا وعفوا حصل العفو فابر الله يمينه وقسمه والا كتاب الله القصاص قال والله لا يقصر اقسم هذا مبني على حسن الظن على حسن الظن بالله سبحانه وتعالى لكن النوع الاول الذي هو مقصود الترجمة هذا الذي هو التألي على الله المبني على سوء الادب مع الله والتحجير لرحمة الله الواسعة ومغفرة الواسعة سبحانه وتعالى هذا الباب الاول الباب الثاني باب لا يستشفع بالله على خلقه هذا ايضا من سوء الادب مع الله جاء رجل وقال يا رسول الله اني استشفع بك على الله واستشفع بالله عليك استشعر بك على الله يعني اطلب ان تكون شفيعا لي عند الله ماشي واستشفع بالله عليك يعني ان يكون الله شفيعا لي عندك. هذا الكلام هل يقول هذا من يعظم الله ويعرف فغضب عليه الصلاة والسلام واخذ يسبح يسبح الله وينزه الله جل وعلا فالحاصل ان هذا ايضا من سوء الادب مع الله وسوء التعظيم لله سبحانه وتعالى ان يستشفع بالله على خلقه يقول الشيخ واما الاستشفاء بالله على خلقه فهو تعالى اعظم شأنا من ان يتوسل بها الى خلقه بان يجعل شفيعا عند الخلق. الخلق كلهم ازمة آآ امورهم بيده وهم كلهم طوع تدبيره وتسخيره وامره فيهم نافذ انما فقولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون فهو تعالى اعظم شأنا من ان يتوسل به الى خلقه لان رتبة المتوسل به دون رتبته غالبا دون رتبة المتوسل اليه وذلك من سوء الادب مع الله فيتعين تركه فان الشفعاء لا يشفعون عنده الا باذنه وكلهم يخافون فكيف يعكس الامر؟ فيجعل هو الشافع فكيف يعكس الامر فيجعل هو الشافع وهو الكبير العظيم الذي خضعت له الرقاب وذلت له الكائنات باسرها. نعم قال رحمه الله باب ما جاء في حماية المصطفى حمى التوحيد وسده طرق طرق الشرك تقدم نظير هذه الترجمة واعادها المصنف اهتماما بالمقام فان التوحيد لا يتم ولا يحفظ ولا يحصن ولا يحصن ولا يحصن فان التوحيد لا يتم ولا يحفظ ولا ويحصن الا باجتناب جميع الا باجتناب جميع الطرق المفظية الى الشرك والفرق بين البابين ان الاول فيه حماية التوحيد بسد الطرق الفعلية. عندكم نسخة اخرى ماذا فيها اكرم فان التوحيد لا يتم اقرأ نعم ولا يحصن يصلحونه عندكم قال رحمه الله فان التوحيد لا يتم ولا يحفظ ولا يحصن الا باجتناب جميع الطرق الى الشرك والفرق بين البابين ان الاول فيه حماية التوحيد بسد الطرق الفعلية وهذا الباب فيه حمايته وسده بالتأدب والتحفظ بالاقوال فكل قول فكل قول يفضي الى الغلو الذي يخشى منه الوقوع في الشرك فانه يتعين اجتنابه ولا يتم التوحيد الا بتركه. والحاصل ان تمام التوحيد بالقيام بشروطه واركانه ومكملاته ومحققاته. وباجتناب نواقضه وموقصاته قاهرا وباطنا قولا وفعلا وارادة واعتقادا. وقد مضى من التفاصيل ما يوضح ذلك. هذه ترجمة وهي قوله رحمه الله باب ما جاء في حماية المصطفى قيمة التوحيد وسده طرق الشرك تقدم عند المصنف رحمه الله تعالى ترجمة بهذا المعنى قدم عنده ترجمة بهذا المعنى فقد يسأل سائل ما الفرق بين الترجمتين وكلاهما في في معنى واحد ويظهر الفرق بينهما من اه الادلة التي ساق رحمه الله تحت كل ترجمة فالترجمة الاولى تتعلق بالصيانة لجناب التوحيد في جانب العمل والافعال وسد كل طريق عملي فعلي يفضي الى الشرك وهذه الترجمة تتعلق بالاقوال وسد كل طريق قوله يفضي الى الشرك والشريعة مبناها على التوحيد الدين والاسلام مبناه على التوحيد والتوحيد هو اعظم شيء فيه وزبدة دعوة المرسلين وخلاصة رسالتهم النبي عليه الصلاة والسلام لما بين التوحيد واقام البراهين عليه والدلائل سد كل المنافذ والطرق التي تفضي الى الشرك لما بين التوحيد وذكر دلائله وحذر من الشرك وبين فساده وعظم مضرته سدد كل طريق يفضي للشرك حمى حمى التوحيد صيانة لجنابه وسد كل طريق يفضي الى الشرك سد الطرق القولية كما في هذه الترجمة وهو مقصودها وسد الطرق الفعلية كما في الترجمة التي وتقدمت وهنا ينبه الشارع على امر مهم جدا وهو من مقاصد هذين الترجمتين ان التوحيد لا يتم ولا يحفظ ولا يحصن الا باجتناب الطرق المفضية الى الشرك لان الانسان اذا استهان بالاقوال واستهان بالافعال التي ليست في نفسها شركا لكن تفضي الى الشرك هي في نفسها ليست شركا لكنها تفظي الى الشرك تسوق الى الشرك تؤدي اليه فهو على خطر عظيم اذا التوحيد نفسه لا يتم ولا يحفظ ولا يحصن الا باجتناب ذلك ولهذا النصح المصنف رحمه الله تعالى عقد ترجمتين في هذا الباب كلاهما في حماية جناب التوحيد وصيانة وصيانته وسد الطرق التي تفضي الى الشرك الطرق الفعلية كما في الترجمة الاولى والطرق القولية كما في هذه الترجمة نعم قال رحمه الله باب قول الله تعالى وما قدروا الله حق قدره ختم المصنف رحمه الله كتابه بهذه الترجمة وذكر النصوص الدالة على عظمة الرب العظيم وكبريائه ومجده وجلاله وخضوع المخلوقات باسرها لان هذه النعوت العظيمة والاوصاف الكاملة اكبر الادلة والبراهين على انه المعبود وحده المحمود وحده الذي يجب ان يبذل له غاية الذل والتعظيم وغاية الحب والتأله وانه الحق وما سواه باطل. وهذا حقيقة التوحيد ولبه وروحه وسر الاخلاص فنسأل الله ان يملأ قلوبنا من معرفته ومحبته والانابة اليه انه جواد كريم. هذه بها ختم المصنف رحمه الله تعالى كتابه التوحيد وهي قول الله سبحانه وتعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون وذكر اه رحمه الله تعالى آآ ادلة كثيرة كلها في هذا الباب باب التعظيم لله وان الواجب على العباد ان يقدروا ربهم حق قدره وان يعظموه حق تعظيمه ومعنى قوله ما قدروا الله حق قدره اي ما عظموه سبحانه وتعالى حق تعظيمه. مثلها ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوار اي عظمة وتعظيما لله تبارك وتعالى وهو خالقكم جل في علاه ذكر رحمه الله ذكر رحمه الله نصوصا كثيرة من يتأملها تحرك في قلبه التعظيم لله يحرك في قلبه التعظيم لله فنستمع اولا الى النصوص التي ختم بها رحمه الله تعالى ثم بعد ذلك اه ننتقل الى تعليق الشيخ رحمه الله في اه القول السديد في مقاصد التوحيد. نعم قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله باب ما جاء في قول الله تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال جاء حبر من الاحبار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد انا نجد ان الله يجعل السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والشجر على اصبع والماء على اصبع والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع فيقول انا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة الاية. وفي رواية لمسلم والجبال والشجر على اصبع. ثم هزهن فيقول انا الملك. انا الله. وفي رواية للبخاري يجعل السماوات على اصبع على اصبعه والماء والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع. اخرجاه ولمسلم عن ابن عمر مرفوعا يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول انا الملك اين هارون اين المتكبرون؟ ثم يطوي الاراضين السبع ثم يأخذهن بشماله ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما السماوات السبع والارضون السبع في كف الرحمن الا كخردلة في يد احدكم وقال ابن جرير رحمه الله حدثني يونس قال اخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد قال حدثني ابي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما السماوات السبع في الكرسي؟ الا كدراهم سبعة القيت في ترس قال وقال ابو ذر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما الكرسي في العرش الا كحلقة من حديد القيت بين ظهري فلاة من الارض وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال بين السماء الدنيا والتي والتي تليها خمس خمس خمسمئة عام وبين كل سماء خمسمائة عام وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام وبين الكرسي والماء خمسمئة عام. والعرش فوق الماء. والله فوق العرش لا يخفى عليه من اعمالكم اخرجه ابن مهدي عن حماد ابن سلمة عن عاصم عن زر عن عبدالله ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم عن ابي وائل عن عبدالله قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى قال وله طرق وعن ابن وعن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون كم كم بين السماء والارض؟ قلنا الله ورسوله اعلم. قال بينهما مسيرة خمس مئة سنة وبين كل سماء الى سماء مسيرة خمس مئة سنة وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة وبين السماء السابعة والعرش بحر بين اسفل واعلاه كما بين السماء والارض. والله سبحانه وتعالى فوق ذلك. وليس يخفى عليه شيء من اعمال بني ادم اخرجه ابو داوود وغيره نعم يعني هذه نصوص ختم بها اه رحمه الله تعالى كتابه آآ التوحيد وهي نصوص تدل على عظمة الرب. وكبريائه وكماله وكمال قدرته وملكه وتدبيره سبحانه وتعالى وان له الاوصاف الكاملة وهذا من اكبر الادلة وابين البراهين على وجوب توحيده واخلاص الدين له والبراءة من الشرك والخلوص منه ولهذا الاية التي ترجم بها فيها هذه هذه الخلاصة. قال الله عز وجل ما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمين. هذا برهان على توحيده. وختم بقوله سبحانه وتعالى عما يشركون يعني مع وضوح البراهين الا ان اهل الشرك على شركهم واهل الضلال على ضلالهم والا فان هذه براهين واظحة بينة على وجوب توحيد الله واخلاص الدين له من فوائد هذه الترجمة ان الوقوف على الادلة التي تحرك في القلب تعظيم الله نافعا في باب التوحيد الوقوف على النصوص التي تحرك في القلب تعظيم الرب وتعظيم جنابه العظيم تحرك في القلب حسن التوحيد لله والاخلاص له والبراءة من الشرك الخلاص منه اه الحاصل ان آآ مقصود هذه الترجمة هو هذا ان يعظم العبد ربه تعظيما يقبل بقلبه على توحيد ربه يقبل بقلبه على توحيد ربه واخلاص الدين له اه البراءة من الشرك والخلوص منه. نعم قال رحمه الله الخاتمة وهذا اخر التعليق المختصر على كتاب التوحيد وتوظيح مقاصده. وقد حوى من غرر مسائل التوحيد ومن التقاسم والتفصيلات النافعة ما لا يستغني عنه الراغبون في هذا الفن الذي هو اصل الاصول وبه تقوم وبه العلوم وبه تقوم العلوم كلها. والحمد لله على تيسيره ومنته. وصلى الله على محمد وعلى اله صحبه وسلم تسليما. نعم يعني خاتمة اه لخص فيها ما صنع في هذا الكتاب الذي وصفه بانه تعليق مختصر على كتاب التوحيد قصد منه بيان مقاصد هذا الكتاب وتعلمون ان كتاب التوحيد له شروحات موسعة وفيها بسط في الادلة نقل كلام اهل العلم وتوظيح المعاني وتقريبها للاثام. هناك شروحات موسعة ومطولة جدا لكن الشيخ رحمه الله التفت اه هذه الالتفاتة النافعة فكتب هذا الكتاب المختصر قصد منه توضيح المقاصد توضيح المقاصد باخصر عبارة واوجزها ويقول مع ذلك قد حوى من غرر مسائل التوحيد. ومن التقاسيم والتفصيلات النافعة ما لا يستغني عنه الراغبون بهذا الفن الذي هو التوحيد الذي هو اصل الاصول وبه تقوم العلوم كلها. وبه تقوم العلوم كلها وقد احسن رحمه الله وافاد ونسأل الله عز وجل ان يجزيه على ذلك خير الجزاء وان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين والشيخ رحمه الله اعني ابن السعدي له رسالة آآ جميلة جدا نافعة لعموم المسلمين اه سماها سؤال وجواب في اهم المهمات وبسط فيها هذا العلم وعرضه على صيغة السؤال والجواب يذكر السؤال وجوابه ايضا راعى فيها الايجاز والاختصار وهي نافعة جدا ومفيدة وسنشرع في قراءتها اعتبارا من الغد باذن الله سبحانه وتعالى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا