بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد يقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى غفر له ولشيخنا والسامعين وجميع المسلمين في رسالة في الحث لاجتماع كلمة المسلمين وذم التفرق والاختلاف. قال رحمه الله تعالى فصل في بعض مفاسد الاختلاف والتنازل والتباغض والتهاجر ومضارها. لا يستريب عاقل ان الله تبارك وتعالى لم ينهانا عن امر من الامور. الا وفيه من المفاسد العامة والخاصة ما اوجبته حكمته ورحمته. فاول مضار التشاحن والتباغظ والاختلاف اضاعة هذا العظيم ومعصيته ومعصيته الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الموجب للعقاب. وحرمان الثواب ونقصانه الايمان وحصول الحسرة والخسران واهمال ما دلت عليه الايات القرآنية والاحاديث النبوية. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم على عبدك رسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد في تمام الفصل الماضي ذكر المصنف عبدالرحمن السعدي رحمة الله عليه انه سيعقد فصلين احدهما في يعني المفاسد والمضار التي تترتب على الاختلاف والتباغض والتهاجر. والفصل الثاني في في والثمار العظيمة التي تجنى من الائتلاف. والتراحم والتعاون. وما من شك ان الوقوف على مفاسد الاختلاف والتنافر يعين العبد على البعد عنه والحرص على السلامة منه. وكذلك وقوفه على الفوائد والثمار التي تترتب على الائتلاف والتعاون والتراحم فانه يعينه على تحقيق هذا المطلب العظيم والاصل الجليل ذكر رحمه الله تعالى اولا ما يتعلق بمفاسد الاختلاف والتنازع والتباغظ والتهاجر والمضار التي تترتب على ذلك. وذكر رحمه الله في مقدمة ذلك اصلا مفيدا في هذا الباب وهو ان الله عز وجل لا ينهى عن شيء الا وفيه شر. ومضرة على العباد. كما انه سبحانه وتعالى لا يأمر الا وفيه خير لهم. فهو عز وجل لا يأمر الا بما فيه خير للعباد ومصالح نافع في دنياهم واخراهم ولا ينهى عن شيء الا فيه مضرة عليهم وشرور عظيمة في دنياهم واخراهم. اول مضار التشاحن والتباغض والاختلاف اضاعة هذا الاصل. اضاعة هذا الاصل الذي دعت اليه وهو الائتلاف والتراحم والتعاون فتضيع هذا الاصل الذي فيه المصلحة العظيمة للناس الامة يحصل انشغال الناس بالتشاحن والتهاجر والتباغظ ونحو ذلك. الامر الثاني معصية الله ورسوله لان هذا التنافر والتباغض لا يريده الله عز وجل بين المؤمنين. وانما ما يريد ان يكون بينهم الفة في الايمان ومحبة في الايمان وتعاون على الايمان وان يتركوا الاهواء التي تفرق بينهم وتقطع اواصرهم. ومن هذه المظار حرمان الثواب اي المترتب على تحقيق الائتلاف الذي يحبه الله سبحانه وتعالى ونقصان الايمان لان مما ينقص به الايمان آآ ترك ما امر به لان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية كما انه ينقص ايضا بترك المأمور الذي امر الله وتعالى عباده به. ايضا من المظار حصول الحسرة. وهذا وهذه الحسرة في الغالب تأتي في يعني في اوج الاختلاف كل طرف متحمس وجهة نظره ورأيه على الطرف الاخر ثم اذا الة الامور الى النتائج المؤلمة المؤسفة التي هي ثمرة من ثمار التباغظ والتدابر يصيب كل من الطرفين حسرة على ما كان منهم وندم لكن بعد ان اه اه اضاعوا خيرا عظيما وحرموا انفسهم من خير عظيم وهو العمل بما امر الله سبحانه وتعالى عباده به من الائتلاف والتعاون والتحاب والتآخي. اضافة الى اهمال ما دلت عليه الايات القرآنية والاحاديث النبوية. وهذه لفتة مهمة يعني من من انشغل بالتباغظ والتهاجر والتدابر اين هو من هذه الايات التي تأمر بالاعتصام؟ والائتلاف والتراحم والتعاون والتحاب والتواد لا نصيب له ولا احظ له منها قال رحمه الله ومنها ما يترتب عليها من الاقتتال والاختصام والموالاة والمعاداة التي تجعل المسلمين فرقا. كل فريق يريد نصرة قوله بحق او باطل. فيحصل بذلك من ارتكاب الخطأ الضلال والهوى من المفاسد العامة والخاصة ما لا يعلمه الا الله. نعم يعني هي اول ما تبدأ تبدأ خلاف. ثم تنازع ثم تباغض ثم تهاجر ثم قتال. يعني قد يصل الامر الى مد الايدي واستطالة اللسان شدة والعنف فهي تبدأ خطوات والعاقل يحسم هذه الامور من بداياتها ويأخذ الامور باناة الشريعة فالاسلام والتراحم الذي دعا الله سبحانه وتعالى عباده اليه يتعامل مع الامور بالمعاملة الحكيمة التي تعقب العواقب عقب الحميدة في الدنيا والاخرة. نعم. قال رحمه الله ويترتب على ذلك ويترتب على ذلك ترك الحق الذي مع المنازع نصرة للهوى وبغضا للشخص الذي جاء به. فيوجب له بغض ما معه من الحق يحصل بسبب ذلك من الغيبة والنميمة والسعاية ما هو من اكبر المعاصي. هذا ايضا من المفاسد التي تترتب على التباغض والتنازع والتهاجر ان الانسان قد يترك الحق الذي مع خصمه بسبب الخصومة التي دارت بينهم. لو كان الجو الذي بينه وبين من امامه جو صفاء فانه اذا ذكر له حكما من الاحكام بدليله يقبله مرتاحا لان نفسه مرتاحا لكن اذا وقع بينه وبينه تنازع قد يذكر له حكما صحيحا بدليله مدعوما بدليله من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فيرفضه وربما قد استبان له الحق لكن يرفضه لانه جاء من طريق خصمه. جاء من طريق خصمه وجاء من طريق منازعه فتأخذه العزة بالاثم فيرد الحق الذي مع الخصم. وربما يقول خصمه حقا بدليله فيقول لاجل ما في نفسه علي يقول هذا باطل. يكابر وهذا يقع كثيرا. يقول هذا باطل ويقول انت جاهل ولا تفهم وهو انما قال حقا مدعوما بدليله من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هذا من اثار قرف من اثار التخاصم والتهاجر والتنازع انه ربما رد الانسان الحق المؤيد بالدليل من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وانتصر للهوى لا لشيء الا لكونه يبغض هذا الشخص الذي جاء من طريقه هذا الحق ايظا ما يجر اليه من الغيبة والنميمة والسعاية اي بالافساد والوقيعة فهذه كلها من من من الاثار التي تترتب على التنازع والتباغض والتهاجر. قال رحمه الله ويتحير مريد الهدى حسن اذا كان قليل البصيرة فلا يهتدي لسبيله ولا يدري اي الطائفتين يتبعه في قيله. ويجد سيء القصد المتبع مجالا يجول فيه باعراض العلماء والصالحين وولاة امور المسلمين. فينتسب بقوله لطائفة ويتلبس بلباس فيها على قلب منافق مكار مخادع. فيتوصل بذلك الى مقاصده الخبيثة. ويبذر في قلوب من انتسب اليهم ما يقدر عليه من البذور التي تنتج ويبذر في قلوب من انتسب اليهم ما يقدر عليه من البذور التي تنتج الخزي والفضيحة وليس الاسف على هلاك من هذا شأنه وهذا غاية قصده. فانه بسبيل من هلك. وانما الاسف كل الاسف لمن يلقي اليه سمعا ويمكنه من قلبه ولبه ويصغي اليه ظانا نصحه وهو في الحقيقة اكبر عدو غاش هذا بعظ ما انتجه خلاف نعم يعني هذا هذا امر يعني عجيب ينبه عليه الشيخ ولنتأمله جيدا لو كان في مجتمع من المجتمعات نسبت خصومة بين طرفين كلهم من اهل الحق. واهل الخير واهل الاستقامة لكنه حرش بينهم الشيطان فصار بينهم خصومة شديدة. واصبح كل طرف من الطرفين يكيل للاخر الطعون وتهم ووقيعة وكل منهم مشتد على الاخر. ماذا يترتب على هذا؟ يقول الشيخ من كان ليس من هؤلاء اما يريد اما شخص يريد الحق يبحث عنه يريد الهداية يريد الاستقامة وهؤلاء هم الذين في بلده يمثلون الاستقامة لكن بينهم هذه الشراسة وهذا الطعون وهذا هذه الشدة والغلظة فماذا يحصل له هذا الذي يريد الحق ويرغب في الحق يبقى في حيرة يبقى في حيرة ولا يدري الى اين وكيف يستقيم لان اهل الاستقامة متناحرون. وكل يكيل تهما للاخر هي من اشد ما يكون فيبقى متحيرا لا يدري ماذا ماذا يفعل مثل ما عبر الشيخ رحمه الله تعالى يقول رحمه الله فلا يهتدي لسبيله ولا يدري اي الطائفتين يتبع في قيله. يبقى متحيرا. هذا هذا شخص اخر قصده سيء. قصده سيء ويحب الاساءة للاسلام ولاهل الاسلام. فتبقى هذه الحرب بين هاتين الطائفتين من اهل الحق فرصة ماذا؟ فرصة ثمينة له حتى يزيد الشر بين المسلمين ربما مثل ما قال الشيخ ربما اندس مع احد الطرفين واظهر انه معهم لكنه اخذ يبذر فيهم شدة في الفتنة وقسوة في وهم يستمعون اليه يظنونه معهم ومنهم وهو لا من هؤلاء ولا من هؤلاء منافق يريد الفتنة بين المسلمين ويريد الشر بين المسلمين. فيأتي الى احدى الطائفتين ويظهر له انه معهم وانه محبهم وانتم اهل الحق وانتم انصار الحق وينبغي ان تقولوا كذا وان تفعلوا كذا يبذر بذور شر وزيادة في الفتنة فيذكي الشر والفتنة بين الطرفين. هذا الذي يفعل ذلك منافق هالك. ولهذا الشيخ يقول ليس للاسف على هلاك كاذب ليس للاسف على هلاك من هذا شأنه وهذا غاية قصده فانه اصلا بسبيل هلاك. لكن للاسف على من الاسف على هذا الذي يستمع اليه ويصغي الى كلامه ويزيد بسببه الفتنة والشر على على اخوانه فهذا الذي يتأسف عليه اما ذاك منافق في سبيل هلاك. فلا يؤسف على مثله لكن الاسف كل الاسف لمن يلقي اليه سمعه ويمكنه من قلبه ولبه ويصغي اليه ظنا انه ناصحا وهو في الحقيقة يورطه في زيادة الشر والفتنة نعم قال رحمه الله ومنها انه يستدرج بالمفترقين الى المباعدة والمهاجرة حتى لا يتعلم بعضهم من بعض ولا ينصح بعضهم بعضا فيضيع من المصالح التي هم بصددها لو كانوا مجتمعين ما هو من اوجب ما هو من اهم الواجبات واكبر القربات واجل الطاعات الى غير ذلك من طمع اعدائهم بهم لتفرق كلمتهم وتشتت امرهم. ولهذا يعني هذا الذي يذكر الشيخ في بعض المجتمعات كان بعض الاخيار منشغلين في العلم والتعلم ودراسة المتون وحفظها التفقه في دين الله فجاءت هذه الفتن ونشبت بينهم فتركوا العلم. وتركوا مجالسه. وصار بينهم انشغال تام العداوة وكيل التهم والتنقيب عن كل ينقب عن ماذا عند الاخر من من اه من اخطاء وكانوا قبل ذلك كلهم مجتمعين على العلم والتعلم والتفقه لكن حرش بينهم الشيطان فجعلهم مجالس العلم ويتركون حلق العلم ويتركون حفظ العلم والتفقه في العلم يتركون ذلك كله وينشغل بعضهم لبعض فتنة هوجا وضلالة عمياء وشرا عظيما مستطيرا. نعم. قال رحمه الله تعالى فصل في فوائد اتفاق المسلمين وتحابهم والسعي في ذلك. وهذا هو المطلوب المقصود الذي جرى الكلام لاجله وهو المقصد الذي يرغب فيه المصلحون واليه شمر المشمرون. وبه تنافس المتنافسون. ولمثله فليعمل العاملون ما اشتمل عليه من المصالح العظيمة والمهمات الجسيمة. نعم يعني الاتفاق اتفاق المسلمين والتحاب بينهم والسعي في ذلك هذا من اعظم مطالب بل ومن الاصول العظيمة ولهذا طالب العلم منذ نشأته منذ نشأته ينبغي ان يوطد نفسه على هذه الصفة ان يكون ساعيا في ائتلاف المسلمين. عاملا على تحقق التحاب والتواد بينهم في الدين وطاعة رب العالمين. ويسعى قدر واستطاعته في ذلك فانه ان سعى في هذه الطريقة وسلك هذا المسلك حصل على يديه خير عظيم جدا من ائتلاف القلوب وحصول التحاب والتراحم والتواد الى غير ذلك. وهذا مطلب عظيم مثل ما وصفه الشيخ يرغب فيه مصلحون واليه شمر المشمرون وبه تنافس المتنافسون ولمثل هذا فليعمل العاملون. قال رحمه الله وبالجملة فجميع فجميع المفاسد التي ذكرت والتي لم تذكر في مفاسد التهاجر والتباغظ والتدابر بهذا الامر تزول اول ما يتحقق يعني من من الفوائد لمن سلك هذا المسلك تحقيق التآلف والتحاب والتواد بين المسلمين السلامة من مفاسد التهاجر واضرارها العظيمة. قال رحمه الله واتصل بصاحبها الى كل خير وتؤول فبه تحصل الخيرات وتنزل البركات وتستجاب الدعوات وتبدل السيئات بالحسنات. ما من شك ان هذه ثمار عظيمة للائتلاف التحاب فان فان الاجتماع رحمة والفرقة عذاب. رحمة تجلب لهم خيرات عظيمة جدا. نعم قال رحمه الله وباتفاق كلمة المسلمين يجتمع شمل الدين ويحصل لهم بذلك في الارض العز والتمكين وبه يزيد الاسلام والايمان لان الايمان عند اهل السنة والجماعة قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. والسعي في هذا من اكبر الطاعات فيزيد به الايمان درجات وبالتآلف والاجتماع يحصل التعاون على جميع خصال البر والتقوى والخير. قال تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس. اتفاق كلمة المسلمين ان يجمع شملهم وجمع الشمل هو الذي تتحقق به مصالح المسلمين. من طمأنينة في العبادة من تحقق المصالح العامة الدينية والدنيوية من انتظامهم في اه سيرهم في امورهم من طلب بعلم او او سير في عبادة او مصلحة من مصالح آآ دينهم او دنياهم الالتئام الشمل تتحقق به كل هذه المصالح واذا تفرقت الكلمة اصبح الناس في ضائقة شديدة وفي كرب من عظيمة وفي فتن شديدة تعوقهم عن كثير من مصالحهم ومطالبهم الدينية والدنيوية. قال نفس الاجتماع والائتلاف هو زيادة ايمان لان الايمان يزيد بالطاعة ومن الطاعة التي يحبها الله ان نأتلف وان نتحاب هذه طاعة يحبها الله. فاذا ائتلفنا وتحاببنا في الله زاد ايماننا بذلك لان هذا جزء من طاعة الله كما في الحديث قال عليه الصلاة والسلام من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان فهذا من مما يستكمل به الايمان ومما يزيد به الدين. قال رحمه الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبركم من درجة الصيام والقيام والصدقة؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال اصلاح ذات البين. فان فساد ذات البين هي الحالقة وفي رواية لا اقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين. هذا الحديث يتضمن حث على امر ونهي ونهي عن اخر تضمن الحث على اصلاح ذات البين. وان هذا من الاعمال الصالحة الجليلة والطاعات الكبيرة التي يحبها الله وتعالى بل استمع جيدا ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في حثه على اصلاح ذات البين؟ قال عليه الصلاة والسلام الا اخبركم بافضل من درجة الصائم؟ من درجة الصيام والقيام والصدقة من درجة الصيام والقيام والصدقة؟ قالوا بلى يا رسول الله وهم رظي الله عنهم الحريصون على كل خير. قال اصلاح ذات البين اصلاح ذات في البين اصلاح ذات البين عمل نفعه متعدي نفعه متعدي الصيام والصيام والقيام ونحو هذه الاعمال هذه عبوديات نفعها قاصر يعني تخص من قام بها لا تتعداه الى غيره. لكن اصلاح ذات البين هذا من الاعمال التي نفعها متعد. ونفعها عظيم. ولهذا وصف عليه الصلاة والسلام بان هذا العمل افضل من الصيام ومن درجة الصيام ودرجة الصدقة خرجت القيام والمقصود المقصود الصيام والقيام والصدقة اي النوافل. ليس الفرض من آآ من هذه الاعمال القيام بالصلاة المفروضة المكتوبة او صيام رمضان او المفروظة هذي افظل الاعمال واعلى رتب الدين لكن اذا اراد الانسان ان يتنفل مثلا بقيام ليل او هناك فتنة بين اشخاص ويريد ان يسعى في الاصلاح بينهم والقضاء على هذه الفتنة التي بينهم. هذا السعي افظل افظل له واعظم اجرا عند الله سبحانه وتعالى. اذا كان يريد ان يصوم نافلة او يصلح بين متخاصمين صلح بين المتخاصمين افضل لانه يقضي على فتنة ويجهز على شر ويحقق الفة ومحبة وتآخي والله يقول لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس. فهذا حث منه عليه الصلاة والسلام على الاصلاح اصلاح ذات البين وان يكون من همتك ايها المسلم انعم ان علمت بين طرفين من المسلمين خلافا وتنازع وبغض وشحناء تجعل من همتك ان تزيل هذا الذي بينهم وازالته ملخصه بامرين. كثرة الدعاء للمتخاصمين اللهم اصلح ذاته بظهر الغيب تدعو الله لهم اصلح ذات بينهم اللهم الف بين قلوبهم تدعو الله لهم. ودعاء الاخ لاخيه بظهر الغيب مستجاب فتدعو الله بظهر الغيب ثم تلاطف كلا من الطرفين ملاطفة تمتص فيها جدة والشحناء التي بينهم. حتى لو وريت ببعض الكلام وذكرت بعض الكلام الذي تقصد منه تخفيف هذه الشدة التي بينهم فان فان هذا العمل من اعظم الاعمال الصالحة والقربات التي تقوم بها. واذا فعلت ذلك حتى وان لم يصطلحوا كتب لك الاجر. ما دمت دعوت لهم وعملت على اصلاحهم حتى وان بقوا في خصومتهم لا يضرك ذلك. حتى وان منهم بعض الاذى لا يضرك ذلك ثبتك ثبت اجرك عند عند الله سبحانه وتعالى. ثم في في الحديث نفسه قدر عليه الصلاة والسلام من فساد ذات البين. من فساد ذات البين. ويصف فساد ذات البين بانها الحال فاحلق ماذا؟ قال عليه الصلاة والسلام لا اقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين. سبحان الله فساد ذات البين فعلا يحلق الدين عندما يكون مجتمع مثلا من المجتمعات مؤتلفين ويعملون على الطاعات والعبادات وطلب العلم والتفقه في دين الله ومتعاونين على ذلك. ثم فسد ذات بينهم. هل يبقون على تلك النشاط في الوظائف الدينية والعبادات جماعتهم تتفرق طلبهم للعلم يتمزق آآ الالفة التي بينهم تذهب وآآ العداوة تشتد وان بل بعضهم ببعض وهذا الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم تحلق الدين. تحلق الدين. ولهذا يجد من يشتغلون في الخصومة بعد سنوات انهم رجعوا الى الوراء كثيرا جدا في تحقيق المطالب الدينية التي امرهم الله سبحانه وتعالى بسبب الخصومات التي اشتغلوا بها وارهقوا انفسهم بها. وهي لا تؤدي بهم الى طائل ولا يحصلون من ورائها نتائج ولو اشتغلوا باصلاح ذات البين والالفة والمحبة والتآخي الى غير ذلك تصلح الامور. اذا قال قائل اذا كان هناك اخطأ يقال من المعصوم؟ كلنا نخطئ. واسأل نفسك لو لو اخطأت خطأين او ثلاثة ماذا تحب من اخوانك هل تحب ان يستغلوا خطأك لهدمك؟ او يستغلوا خطأك لاصلاحك واعادتك بلطف الى الحق ما الذي تحب لنفسك وعامل الناس بالشيء الذي تحب ان تعامل به. ان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك. ولا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. لو حصل منك زلة في كلام لك او خطأ او نحو ذلك. ماذا تحب ان تعامل به وما من شك ان اللطف والرفق ما دخل في شيء الا زانه. ولا نزع من شيء الا الا شانه. فاذا عمل المرء على اصلاح هذه الاخطاء باللطف والمحبة والتواد والكلمة الطيبة والهدية والدعاء بظهر الغيب تصلح الامور على احسن ما على احسن ما يكون. نعم. قال رحمه الله تعالى فاي درجة اعظم من هذه الدرجة التي زاد بها على امهات الفضائل الصلاة والصيام والصدقة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم والله لا تدخلوا الجن والله لا تدخلوا حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا. افلا اخبركم بشيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم نعم. فرتب صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على وجود الايمان. ورتب وجود الايمان على حصول التحاب الذي هو سبب ائتلاف ونبه على الدواء لهذا بافشاء السلام. لان لين الكلام الذي من اجله افشاء السلام من اكبر الدواعي لذلك نعم انتبه لهذا الحديث عظيم جدا في هذا الباب باب تحقيق الالفة والائتلاف والتحاب بين المسلمين. يقول عليه الصلاة والسلام والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا. في حديث اخر لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة. لا تدخل الجنة حتى اتؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا حتى يكون بينكم تحاب. والمقصود بالتحاب اي تحاب في الله وفي طاعة الله سبحانه وتعالى الذي هو ثمرة الايمان. افلا اخبركم بشيء؟ اذا فعلتموه تحاببتم. افشوا السلام بينكم افشوا السلام بينكم. يعني اشيعوا السلام بينهم. اكثروا من السلام. السلام يحقق سلام افشوا السلام تسلموا. يحقق سلامه بين المؤمنين. لانه دعوات السلام دعوات هي من اعظم دعاء بل السلام من جمال هذه الشريعة. واذا قارنت امة الاسلام بالامم الاخرى في في في لقاءاتهم تجد النعمة العظيمة التي اكرم الله سبحانه وتعالى بها امة الاسلام في هذا السلام الذي جعله الله سبحانه وتعالى بينهم آآ اه حين يلقى الاخ اخاه يقول السلام عليكم او يزيد رحمة الله او يزيد وبركاته وكلما زاد هذه الزيادات مأثورا زاد اجره وثوابه عند الله سبحانه وتعالى. وماذا يطلب من المسلم عليه؟ هذه مسألة ننتبه لها. ماذا يطلب من المسلم عليه اذا القي عليك السلام ما المطلوب منك؟ يقول الله تعالى وتأملوا لي خاتمة الاية يقول الله تعالى واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها. ان الله كان على كل لشيء حسيبا انتبه لخاتمة الاية ان الله على كل شيء ان الله كان على كل شيء حسيبا. يعني بعض الناس يسلم عليه اخاه فيصد مثلا او يحيي بتحية دون انتبه الله سيحاسب على كل شيء لا تظن ان هذه الاشياء تمر ينتهي لا سيحاسبك الله على ذلك. اذا حييت بتحية فحيي من حياك باحسن منها. او على اقل تقدير رد هذه التحية بالمثل وانتبه في هذا الباب باب التحية الله سيحاسب على كل شيء ومن ذلكم التحية. لا تظن انها تمشي هكذا وتنتهي يلقي عليك السلام ثم تعرظ عنه. انتهت ما انتهت هذا مما ستحاسب عليه اذا لقيت الله. ووقفت فبين يدي الله كم مرة القي عليك السلام فصددت او اعرضت؟ هذا كله سيحاسبك الله عليه وستجد آآ هذا من الاعمال التي فالتحية مما يدخله اما لك ثوابا او عليك عقابا اذا كنت لم تطع الله سبحانه على فيما امرك الله سبحانه وتعالى به فالله حسيب على كل شيء ومن ذلكم التحية التي امر عباده بها اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يصلح ذات بيننا وان يؤلف بين قلوبنا وان يهدينا اجمعين سبل وان يخرجنا من الظلمات الى النور وان يبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احيانا وان يهدينا اليه الصراط مستقيما انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا