ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين ان اما بعد معاشر المؤمنين عباد الله اتقوا الله تعالى فان من اتقى الله وقاه وارشده الى خير امور دينه ودنياه ثم اعلموا رعاكم الله ان اعظم ابواب المعرفة والعلم والايمان معرفة الله تبارك وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العليا قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال جل وعلا هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم وقال جل وعلا الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى عباد الله وان مما تمس الحاجة اليه في هذه الازمان معرفة الله تبارك وتعالى بانه الرزاق مع ان الحاجة ماسة في كل زمان واوان لمعرفة اسماء الله الحسنى جميعها وتدبرها كلها في ضوء كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عباد الله ان من اسماء الله الحسنى العظيمة الرزاق كما قال الله تبارك وتعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وقال وعلا وارزقنا وانت خير الرازقين. وقال جل وعلا وان الله لهو خير الرازقين والايات في هذا المعنى كثيرة عباد الله والرزاق هو الذي بيده ارزاق العباد واقواتهم. وهو وهو جل وعلا الذي ابسط الرزق لمن يشاء ويقدر. الذي بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض قال الله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها وقال جل وعلا وكأين من دابة لا تحمل رزقها. الله يرزقها واياكم هو السميع العليم. وقال جل وعلا ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. انه كان بعباده خبيرا خبيرا بصيرا. وقال جل وعلا والله يرزق من يشاء بغير حساب. فالارزاق عباد الله كلها بيد الله. اقوات العباد طعامهم شرابهم غذاؤهم جميع امورهم كل ذلك بيد الله جل وعلا فهو المعطي المانع القابض الباسط الخافض الرافع المعز والمدن الذي بيده ازمة الامور فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم عباد الله ولقد جاء في القرآن الكريم حديث واسع وبيان وافر لهذا الامر العظيم الا وهو ان ان الرزق بيد الله تبارك وتعالى وانه جل وعلا هو الرزاق ذو القوة المتين. وقد جاء حديث القرآن في بيان هذا الامر العظيم في مقامين. المقام الاول مقام التفضل والانعام والعطاء والاكرام وهذا جاء منه ايات كثيرة في كتاب الله تبارك وتعالى منها قول الله جل وعلا ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبين وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا والمقام الثاني عباد الله مقام الدعوة الى عبادة الله وطاعته سبحانه وتحقيق التوحيد له وتحقيق التوحيد له والقيام بطاعته جل وعلا كما امر. وفي هذا المعنى ورد ايات كثيرة في كتاب الله يقول الله تبارك وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا. الذي جعل لكم الارض فراشا. والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اي لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم ولا رازق لكم غير الله تبارك وتعالى. وقال جل وعلا في مقام ابطال الشرك وبيان سفه اهله وغيهم وضلالهم قال الله جل وعلا يا ايها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم وقال جل وعلا الله الذي خلقكم ثم ثم يتوفاكم الله الذي خلقكم ثم ثم يتوفاكم الى ان قال جل وعلا هل من خالق هل من خالق غير الله يرزقكم عباد الله ان الرزق بيد الله جل وعلا. ان الرزق بيد الله جل وعلا. فالعطاء عطاؤه. والمنه الجود جوده والكرم كرمه. وكل ذلك بيده جل وعلا. ورزقه جل وعلا لعباده على نوعين رزق عام يشمل البر والفاجر والمؤمن والكافر كما تقدم معنا في قوله تبارك وتعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. وهذا عطاء عام لا يختص به احد دون احد لا يختص به احد دون احد. قال الله جل وعلا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء اي المؤمنين والكفار والابرار والفجار كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا. انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا هذا عطاء عم وهو عطاء للطعام والشراب والغذاء والملبس والمسكن ونحو ذلك وهذا النوع من العطاء عباد الله لا يدل على رضا الله تبارك وتعالى عمن اعطاه فانه جل وعلا يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب. واما الاخرة فانه جل وعلا لا يعطيها الا من احب وتأمل في هذا المعنى قول الله تبارك وتعالى فاما الانسان اذا ما فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه. فيقول ربي اكرما. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقا فيقول ربي اهانن. قال جل وعلا كلا اي ليس الامر كذلك. ليس الامر كذلك اي ليس الامر ان الانسان اذا اعطي واكرم في الدنيا دليل على اكرام الله له ورضاه عنه وليس التضييق على الانسان في طعامه ورزقه. دليل على عدم رضا الله عنه. واهانته له كلا اي ليس الامر كذلك فانه جل وعلا يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب والعطاء في الدنيا من الانعام والملبس والمسكن ليس دليلا على الرضا وكذلك التضييق في ذلك اليس دليلا على مهانة الله لعبده؟ فالعطاء في الدنيا والمنع عباد الله كل ذلكم ابتلاء من الله تبارك وتعالى لعباده. فهو جل وعلا يبتلي عباده بالغنى كما يبتليهم بالفقر ويبتليهم بالصحة كما يبتليهم بالمرض ويبتليهم بالرخاء كما يبتليهم بالشدة فالدنيا دار امتحان وابتلاء واختبار. عباد الله والواجب على عبد الله المؤمن. والواجب على عبد الله المؤمن الذي عرف ان الارزاق بيد الله تبارك وتعالى الا يلجأ في شيء منها الا الى الله تبارك وتعالى سواء منها الرزق العام او الرزق الخاص الذي خص به عباده المؤمنين. وهو رزق الايمان والهداية الى الطاعة والتثبيت على التوحيد والحفظ والوقاية والتسديد. وغير ذلك من الارزاق التي خص بها عباده المؤمنين. واولياءه المتقين. فعبد الله المؤمن يلجأ الى الله في كل اموره وفي جميع ارزاقه وجميع شؤونه يلجأ الى الله تبارك وتعالى وحده. ولا يلجأ لاحد سواه وان من اعظم ما يطلب به رزق الله ومنه سبحانه. تقوى الله والايمان. فهذا اساس كل خير واساس قل لفضيلة قال الله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. وقال جل وعلا فالذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم. والايات في هذا المعنى عباد الله وخلاصة القول ان الواجب علينا في هذا الباب ان الواجب علينا في هذا الباب في باب طلب الرزق والوقاية من عسره ان نلجأ الى الله جل وعلا صادقين كما تقدم معنا في قوله وارزق وانت خير الرازقين وان نتجنب عباد الله الذنوب والمعاصي فان الذنوب عباد الله سبب لزوال النعم والارزاق وسبب لحلول النعم. فما فما حلت نقمة ولا رفعت نعمة الا كما قال علي رضي الله عنه وارضاه ما نزل بلاء الا بذنب وما رفع الا بتوبة. قال الله مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا اي بسبب خطيئاتهم. وقال جل وعلا فكلا ادنى بذنبه وقال جل وعلا ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا فالواجب علينا عباد الله ان نتوب الى الله توبة نصوحة من كل ذنب وخطيئة وان نقبل على الله تبارك وتعالى طائعين منيبين مؤمنين مخبتين. والله تبارك وتعالى يتولى عباده الصالحين بمنه وكرمه وجوده وعطائه وافضاله وارزاقه وهو جل وعلا خير الرازقين. نسأل الله تبارك وتعالى ان يتولانا اجمعين بتوفيقه وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يرزقنا فهو تبارك فهو تبارك وتعالى خير الرازقين. اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم الحمد لله عظيم الاحسان واسع الفضل والجود والامتنان واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد عباد الله اتقوا الله تعالى عباد الله ان من امن بان الله هو الرزاق وان الارزاق بيده جل وعلا وانه ما من نفس تموت الا وقد استتمت رزقها وحصلت ما كتب الله تبارك وتعالى لها ان من كان بهذا الايمان فانه بعيد اشد البعد عن القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله. بل لا يزال دائما وابدا. يرجو تبارك وتعالى ويطمع في نواله ويرجو منه ورزقه وكرمه سبحانه ولا يزال عباد الله يمد يدي الرجاء الى الله والتوجه الصادق اليه سبحانه وهو واثق بالله انه لا عبدا دعا ولا يرد مؤمنا يسأله يرزقه تبارك وتعالى من غير قنوط ولا يقبل بامل واثق ورجاء تام فيما عند الله تبارك وتعالى. فاحسنوا عباد الله رجاءكم ان وثيقتكم به وحسن توجهكم اليه واملكم فيما عنده فانه جل وعلا واسع النوال عظيم العطاء جزيل المن جل وعلا لا يخيب من دعاه ولا يرد من من ناداه وهو القائل جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. وفي هذا المقام عباد الله لابد من بذل الاسباب لابد من بذل الاسباب والجد والاجتهاد في طلب الارزاق ووجوه المكاسب المباحة التي اباحها الله تبارك وتعالى لعباده. كما قال جل وعلا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ومع مع بذل الاسباب لا بد من طلب الرزق من الله جل وعلا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوا واشكروا له ترجعون اللهم اصلح احوالنا اجمعين. اللهم اصلح احوالنا اجمعين. اللهم اصلح لنا احوالنا اجمعين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم ارفع عنا الغلاء والوبا كلها والزلازل والفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا بنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور. وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا واقواتنا وازواجنا واموالنا وذرياتنا واجعلنا مباركين اينما كنا. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين اليك مخبتين لك مطيعين. اللهم اللهم اهد قلوبنا واجب دعوة وتقبل توبتنا وثبت قلوبنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما. اللهم وفقنا لما تحب وترضى. اللهم جنبنا كل امر يسخطك وتأباه يا ذا الجلال والاكرام اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه. اللهم اغفر لنا والدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم يا ذا الجلال والاكرام اكرام يا رزاق يا منان يا واسع الجود والعطاء والاحسان. اللهم انا نتوجه اليك باسمك الرزاق وباسمائك الحسنى كلها وصفاتك العليا ان ترزقنا وانت خير الرازقين. اللهم اللهم ابسط علينا من ابواب جودك ومنك وكرمك وعطائك من حيث لا نحتسب. اللهم ارزقنا اللهم ارزقنا اللهم ارزقنا اللهم انا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئا صحا طبقا نافعا من غير ضار عاجلا غير اجل. اللهم اغث قلوبنا بالايمان وديارنا بالمطر. اللهم يا رزاق نسألك سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق. اللهم يا رزاق اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا واثرنا ولا تؤثر علينا. اللهم انا نسألك الغيث فلا تجعلنا من القانطين. اللهم انا نسألك الغيث افلا تجعلنا من اليائسين. اللهم يا رزاق نسألك يا واسع المن ان تنزل علينا من بركات السماء وان تخرج لنا من بركات الارض وان ترضى عنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم وارضى عن اصحاب نبيك اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك. يا اكرم الاكرمين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين