ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صبيه وخليله وامينه على وحيه. ومبلغ الناس شرعه. وصلوات الله و وسلامه عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد عباد الله الله فإن من اتقى الله وقاه وارشده الى خير امور دينه ودنياه معاشر المؤمنين روى ابو داوود وروى ابو داوود في سننه عن المقداد ابن الاسود رضي الله ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان السعيد لمن جنب الفتن وها هنا عباد الله يتساءل الكثير من الغيورين من الغيورين الناصحين ولامتهم كيف يظفر بهذه السعادة؟ وكيف ينال هذا الامر العظيم الذي الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يجنب المرء الفتن؟ وكيف يتقي شرها وبررها وخطرها. انه عباد الله سؤال عظيم يطرح نفسه. كيف الظفر كيف السبيل الى الظفر بهذه السعادة؟ وكيف تتقى الفتن؟ وهو سؤال ملح في بكل ناصح لان الناصحة عباد الله لا يريد لنفسه الفتنة ولا يريدها لامته عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. عباد الله وكيف تتقى الفتن سؤال ما احوجنا الى طرحه ومدارسته ومذاكرته لان كل واحد منا ولا شك يريد لنفسه السلامة من الفتنة والوقاية من شرها وخطرها وضررها. وفي هذه وقفة عباد الله اذكروا نقاطا مهمة وامورا عظيمة واسسا قويمة. مستمدة من كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بها تتقى الفتن وبها تكون السلامة من وخطرها وان من اهم ذلك عباد الله وان من اهم ذلك عباد الله تقوى الله عز وملازمة تقواه في السر والعلانية والغيب والشهادة. والله تعالى يقول ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. وقوله تعالى يجعل له مخرج اي من كل فتنة وبلية وشر. والتقوى عباد الله عواقبها حميدة ومآلاتها رشدة والعاقبة دائما وابدا لاهل التقوى. وعندما وقعت الفتنة زمنت التابعين اتى نفر من الناصحين الى طلق ابن حبيب رحمه الله وقالوا الفتنة وقعت نتقيها قال اتقوها بالتقوى. قالوا اجمل لنا التقوى. قال تقوى الله العمل بطاعة على نور من الله رجاء رحمة الله وترك معصية الله على نور من الله عذاب الله وبهذا يعلم عباد الله ان تقوى الله جل وعلا ليست كلمة يقولها المرء بلسانه او دعوة يدعيها وانما تقوى الله عز وجل صلاح في القلوب وزكاء في الاعمال وجد واجتهاد في طاعة الله وفعل ما يقرب اليه وفعل للطاعات وبعد عن النواهي الرماد فهذه حقيقة التقوى التي حري بصاحبها ان يجنب الفتنة ويقى من كل شر في الدنيا والاخرة ومن الضوابط المهمة عباد الله لاتقاء الفتن لزوم الكتاب والسنة والاعتصام بهما فان من اعتصم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هدي الى صراط مستقيم سلم من كل بلية وشر. ذلك عباد الله ان السنة ان السنة سبيل النجاة سبيل الفوز والفلاح في الدنيا والاخرة. ولهذا قال الامام ما لك بن انس امام دار الهجرة. قال سنة سفينة نوح. فمن ركبها نجا ومن تركها هنئ هلك وغرق. ان من امر السنة عباد على نفسه نطق بالحكمة وسلم من الفتنة ونال خيري الدنيا والاخرة والى هذا ارشد رسولنا عليه الصلاة والسلام قال انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات في الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وان من عباد الله وان من الضوابط المهمة لاتقاء الفتن البعد عن التسرع والعجلة والاندفاع فان العجلة والتسرع لا يأتيان بخير بل انهما يفضيان بصاحبهما الى كل شر وبلاء. بل انا والبعد البعد عن العجلة فان عواقب العجلة وخيمة ونهاياتها اليمة الحليم المتأني والحليم المتأني يظفر بمقصوده باذن الله. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتؤدة. اي عدم العجلة والتسرع فعليكم بتؤدة فانك ان تكون تابعا في الخير خير من خير من ان تكون خير من ان تكون رأسا في الشر عباد الله ان المندفع المتسرع في اموره المتعجلة في تصرفاته يضر بنفسه يضر ويضر بغيره من عباد الله وقد يفتحه على نفسه وعلى غيره بابا من الشر خطير. وطريق وطريقا من طرق الشر على عباد الله يتحمل اثمها ويبوء بوزرها. وقد قال عليه الصلاة والسلام وقد قال عليه الصلاة والسلام ان من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر وان من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفتاح الخير على يديه وويل لمن جعل لمن جعل الله مفتاح الشر على يديه. فالواجب عدم العجلة. والواجب الاناة. فان العجلة شر والاناث خير ورحمة. وقد قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه لا تكونوا عجلا مداييع فان من ورائكم امورا متماحلة ردوحا اي ورائكم فتن ثقيلة. ورائكم فتن ثقيلة فتجنبوا العجلة وتجنبوا اذاعة الشر والخوض في الخصومة. وتجنبوا بذر الفتنة واصولها في ناس عباد الله وان مما تتقى به الفتن الرجوع الى العلماء الراسخين والائمة المحققين اهل العلم والاناة والحكمة والبصيرة بدين الله والفقه في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والضلوع في ذلك. ولا يزال الناس بخير ما اخذوا عن العلماء الاكابر وقد جاء وقد جاء في صحيح ابن ابن حبان رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تركة مع اكابركم ويقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لا يزال الناس بخير ما اخذوا عن اكابرهم واذا اخذوا عن الاصاغر هلكوا. ان الاخذ عن الائمة الراسخين والعلماء المحققين والفقهاء المدققين امن امنة باذن الله وصمام امان. ونحن ارشدنا الى ذلك في كتاب بالله عز وجل قال الله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم والشيطان الا قليلا. وفي هذه الاية عباد الله ادبنا الله جل وعلا عند حصول امر يمس امر من الناس او يمس مصالحهم او يمس خوفهم ان يكون رجوعنا وتعويلنا على سنة النبي الله عليه وسلم وعلى اقوال العلماء الراسخين والفقهاء المحققين المدققين الذين طال الذين طالب باعهم وعظم حظهم ونصيبهم من دراسة كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ولا يزال الناس بخير عباد الله ما اخذوا عن العلماء ورجعوا الى الفقهاء المدققين. واما اذا رجعوا الى الناشئة والمبتدئين والاصاغر في طلب العلم وتحصيله فانهم يتورطون في ورطات عظيمة يتورطون في ورطات عظيمة ويقعون في ابواب من الشر خطيرة وجسيمة. عباد الله وان من الامور التي تتقى بها الفتن لزوم الجماعة لزوم الجماعة والبعد عن الفرقة فان الجماعة رحمة والفرقة شر وعذاب. وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام الجماعة رحمة. والفرقة عذاب وقال عليه الصلاة والسلام عليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شد شد في النار وقد جاء عنه صلى الله عليه عليه وسلم احاديث متكاثرة ونصوص متظافرة في الحث على لزوم الجماعة. ومن اراد ان يصلح الناس فليكن واحدا منهم ولازما لجماعتهم وليصلح بالتي هي احسن على ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. اما ان يخرج عن الجماعة بزعم انه يريد اصلاحها. اما ان عن الجماعة بزعم انه يريد اصلاحها ثم يفرق كلمة الناس ويخلخل صفهم ويشق كلمتهم فاي خير في هذا؟ واي نفع او فائدة ترجى من ورائه. عباد الله وان من الامور العظيمة التي تتقى بها الفتن حسن الصلة بالله والاقبال على دعائه وسؤاله سبحانه فان الدعاء فان الدعاء عباد الله مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة. والله جل وعلا لا يخيب عبدا دعاه ولا يرد مؤمنا ناجاه. فالواجب علينا عباد الله ان نسأل الله دائما وابدا ان يجنب انا والمسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن. وقد جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصحابة تعوذوا بالله من الفتن. ما ظهر منها وما بطن. فقال الصحابة رضي الله عنهم نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وهكذا ينبغي ان يكون كل مسلم متعوذا بالله من الفتن. يسأل الله جل وعلا ان يقيه وامته من الفتن وان يحفظ على الامة امنها وامانها وسلامتها واسلامها من الدعوات العظيمة في هذا الباب ما كان يقوله نبينا وقدوتنا صلوات الله وسلامه عليه عندما يرى الهلال في ولكل شهر كان يقول عليه الصلاة والسلام اللهم اهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام ربي وربك الله هكذا عباد الله دعوات صادقة ورجاء حثيث وامل بالله تبارك وتعالى بالسلامة في المؤمنين والعافية والوقاية من الفتنة. هذا شأن الناصح لدينه. ولامته جعلنا الله كذلك وكان من الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن. اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم. ولسائر المسلمين من كل ذنب يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم الحمد لله عظيم الاحسان واسع الفضل والجود والامتنان. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد عباد الله وان من الامور العظيمة في هذا الباب عبادة الله تبارك وتعالى والاقبال على طاعته وعدم التصدر للفتن والبروز لها. وقد ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عبادة في الهرج كهجرة الي. الى هذا ارشد عباد الله الى عبادة الله جل وعلا الاقبال على طاعته وقد جاء في الصحيح ايضا عن ام سلمة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قام لتنفزع ثم قال سبحان الله ماذا انزل الله هذه الليلة من الخزائن وماذا انزل من من يوقظ صواحب الحجرات يعني ازواجه لكي يصلين. فرب فرب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة. وهنا تأمل ايها المؤمن الى اي شيء ارشد صلوات الله وسلامه عليه. عند حصول في الهرج وهو القتل والخصومة والفتنة. الى اي شيء ارشد عليه الصلاة والسلام؟ انما ارشد الى العبادة والطاعة والاقبال الصادق على الله. ولهذا قال من يوقظ صواحب الحجرات يصلين. وهنا نبه العلماء في شرح الحديث ان دعوة النبي عليه الصلاة والسلام الى العبادة عند الفتنة وحصول الهرج سببه ان كثيرا من الناس اذا حصلت الفتنة اذا حصلت الفتنة برز لها وانشغل واخذ يتحدث عنها ويذكر جوانبها وما الت اليه فينشغل بها ويشغل غيره ويغفل عن الغاية التي خلق لاجلها. والهدف الذي اوجد لتحقيقه. الا وهو عبادة الله جل وعلا وذكره وشكره وحسن عبادته. فتتحول مجالس الناس في الغالب عند حلول الفتن الى خصومات الى خصومات ليس والى لدد وفرقة وشقاق واراء تتداول وافكار تطرح ليس لها في الغالب قيمة وينشغلون بها عن ذكر الله وعبادته وما يقرب اليه سبحانه وتعالى. ولهذا تأكد علينا في مثل هذا المقام ان نتنبه الى توجيه نبينا وارشاد رسولنا صلوات الله وسلامه عليه بالاقبال على العبادة والانس غالب الطاعة وذكر الله وشكره وحسن عبادته. ثم مما ينبه عليه عباد الله في هذا المقام. اننا دخلنا في شهر مبارك وموسم عظيم من مواسم العبادة والطاعة والصيام. وقد جاء في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل الصيام بعد رمضان شهر شهر الله الحرام فشهر فشهر الله الحرام الذي نحن الان في اول ايامه شهر يستحب الاكثار من صيامه سيما وخاصة صيام يوم عاشوراء الذي رغب النبي صلى الله عليه وسلم في صيامه وقال احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله فلتكن نفوسنا عباد الله متطلعة للعبادة متشوفة للطاعة عاملة بما يقرب الى الله والبعد عما نهى عنه سبحانه. فانه بهذا ننال كل خير وفضيلة وغنيمة الدنيا والاخرة وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد ابن عبد الله. كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي واحدة صلى الله الله عليه بها عشرا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وارضى اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وارضى اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى الى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين وادل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين. اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم وعليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك. اللهم انا اجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لما تحب وترضى واعنه على البر والتقوى وسددهم في اقواله واعماله والبسه ثوب الصحة والعافية وارزقه البطانة الصالحة الناصحة. اللهم جميع ولاة امر المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. واجعلهم ورأفة على عبادك المؤمنين. اللهم اتي نفوسنا تقواها. زكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم انا نسألك الهدى والسداد. اللهم اصلح ذات بيننا. والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور. وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا واموالنا وذرياتنا واجعلنا مباركين اينما كنا. اللهم انا نعوذ بان اللهم انا نعوذ بك من الفتن. ما ظهر منها وما اللهم انا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم انا نعوذ بك من الفتن ما منها وما بطن. اللهم انا نعوذ برضاك من سخطك. وبمعافاتك من عقوبتك. وبك منك لا نحصي ثناء عليك. ان كما اثنيت على نفسك اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه. اللهم اغفر كن لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. انك انت الرحيم