ان الحمد لله. نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. وصفيه وخليله وامينه على وحيه. ومبلغ الناس شرعه. وصلوات الله وسلامه عليه. وعلى ال وصحبه اجمعين. اما بعد معاشر المؤمنين عباد الله اتقوا الله. فان من اتقى الله وقاه وارشده الى خير امور دينه ودنياه. عباد الله عباد الله ان النعمة علينا امة الاسلام بالهداية الى هذا الدين العظيم صراط مستقيم. والملة الحنيفية السمحة. منة عظيمة ونعم جسيمة يجب علينا عباد الله ان نرعى لها حقها وان نحقق شكرها عباد الله ان هذا الدين ان هذا الدين الاسلامي الحنيف الذي هدانا الله واياه اليه. ومن علينا به دين السماحة واليسر. دين السماحة واليسر لا عسر فيه ولا تعسير ولا عنت فيه ولا مشقة. لقد جاءكم رسول من انفسكم كن عزيز عليهما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم دين لا حرج فيه ولا مشقة ولا شدة فيه ولا تعسير. وتأملوا رعاكم الله نبي الرحمة وامام الامة صلوات الله وسلامه عليه وهو يبين امتي يسرا الدين وسماحته ويبين الحال التي ينبغي على ان يكون عليها ويبين الحالة التي ينبغي ان يكون عليها اهل الدين مع الدين. ففي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الدين يسر ولن تاد الدين احد الا غلبه. فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة. روى الحديث روى الحديث البخاري ومسلم وفي لفظ اخر للحديث والقصدا قصد تبلغ. عباد الله ان هذا حديثا عظيما مبارك ارسى قاعدة من قواعد الدين العظيمة وكلية من كل نياته المتينة الا وهي سماحة الدين ويسره. ان هذا الدين يسر. نعم عباد الله ديننا يسر في شؤونه كلها. وفي اموره جميعها. عقائد اصح العقائد واقومها وعباداته واعماله احسن الاعمال واعدل واخلاقه وادابه ازكى الاداب واتمها واكملها. دين في عقائده وعباداته وادابه واخلاقه ومعاملاته. فوجد على اهله ان يعرفوا دينهم معرفة صحيحة. وان يستمسكوا به استمساكا تاما فهو دين قويم وصراط مستقيم. وهدي قاصد لا وكس فيه ولا شطط عباد الله ان الحالة التي ينبغي ان يكون عليها اهل الدين مع الدين. جاءت مبينة في هذا الحديث اما اولا عباد الله فاننا فان ديننا الميسر ينهى المؤمنين عباد الله عن التشدد والمغالاة والرعونة. ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام لن داد الدين احد الا غلبه. فحذر من المشادة اشد التحذير. ونهى عنها اشد النهي والمشادة عباد الله. تكون بالمغالاة في هذا الدين. ومجاوزة حدوده ارتضائي والقناعة باحكامه واوامره ونواهيه. فالمتشدد المغالي لا يغيب لا يقف عند حدود الشريعة. ولا يتقيد بضوابطها. ولا يرعى ادابها واحكامها وانما تكون معاملته بناء على ما تمليه عليه شدته ورعوده وثم يقع الفساد والانحراف والزلل. ولن يساد الدين احد الا غلبه لان الدين له العلو وله الرفعة. وله الظهور وله التمكن. فمن شاد الدين غلبه الدين فرجع القهقر ولم يفز من شدته ورعونته الا بالخسارة والحرمان. وثانيا عباد الله يدعو ديننا الى السداد ان امكن وان المقاربة ويبشر عليه الصلاة والسلام من كان على هذا النهج باعظم بشارة يقول الله عليه وسلم وسددوا وقاربوا وابشروا وتأملوا في هذه الكلمات الثلاث العظيمة سددوا عباد الله اي جاهدوا انفسكم على اصابة على اصابة السداد وموافقة الصواب وملازمة الحق والتقيد بالهدي القويم بدون زيادة او نقصان السداد عباد الله اصابة الحق ولزومه والاستمساك به. فمن كان كذلك فمن كان فكذلك فهو من اهل السداد واهل القوام. سددوا فان لم يتمكن فان لم يتمكن العبد من السداد ولم يتيسر له بلوغه فعليه بالمقاربة ان يجاهد نفسه على ان يكون مقاربا للحق قريبا منه. مجاهدا نفسه على الاقتراب منه. والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ولهؤلاء عباد الله اهل السداد ولهؤلاء عباد الله اهل واهل المقاربة بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وابشروا. قال ابشر عليه الصلاة والسلام ولم يذكر البشارة ما هي؟ لتتناول البشارة بكل خير عميم وفضل عظيم وفضل عظيم وعطاء جزيل. في الدنيا والاخرة اذا عباد الله مما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم رعاية قات ثلاثة وهي الغدوة والروحة وشيء من الدنجة. قال واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة وهذه الاوقات الثلاثة عباد الله هي انفس الاوقات واحسن ولقطع المسافات والفيافي. وقد كان وقد كان الرحالة ايام الابل. يعرفون في هذه الاوقات قدرها ففيها الراحة للمطيء والراحة للانسان نفسه في قطعه اسفاره في هذه الاوقات وكما ان هذه الاوقات طيبة مباركة سمحة لقطع الاسفار فانها مباركة لنيل رضى الله. والمسارعة في فعل الخيرات. فالغدوة وهي اول النهار والروحة وهي اخر النهار وقت لذكر الله جل وعلا بالعناية طرفي النهار اوله واخره. واما الدلجة فان يعتني المسلم بشيء من الوقت في ليله يمضيه في ذكر الله. وعبادته واداء الصلاة. وتلاوة القرآن. فيترتب على ذلك من الارباح من الارباح شيئا عظيما وفضلا عميما. واما الامر الرابع في هذا الحديث عباد الله في قوله صلى الله عليه وسلم والقصد القصد تبلغ. والقصد عباد الله هو والتوسط والاعتدال والبعد عن الغلو والجفاء والافراط والتفريط والتقصير والتوسط والاقتصاد عباد الله. انما يكون بلزوم العبد للسنة وتقيده بهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بلا غلو ولا جفاء ولا افراط ولا تفريط وانما هو توسط واعتدال. قال الله جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسطا. واسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يكتبنا من اهل التوسط والاعتدال. وان يعيذنا من الغلو والجفاء. وان يوفقنا لزوم السداد وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم الحمد الحمد لله عظيم الاحسان. واسع فضلي والجود والامتنان. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله سلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. وسلم تسليما كثيرا اما بعد عباد الله اتقوا الله تعالى واعلموا ان تقواه اساس السعادة والفلاح والفوز في الدنيا والاخرة. عباد الله ومن اراد لنفسه السداد ومن اراد لنفسه السداد فعليه بامرين لابد منهما واصلين لابد من تحقيقهما اول عباد الله بذل الاسباب النافعة على وفق السنة وهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والتي ينال بها السداد ويوصل بها الى الاصابة. والامر الثاني عباد الله ان يكون من يريد لمن يريد لنفسه السداد. مستعينا بالله معتمدا عليه. متوكلا عليه سائلا له وحده سبحانه ان يوفقه للسداد وان يعينه عليه. وقد جاء في في صحيح مسلم ان علي بن ابي طالب رضي الله عنه اتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله علمني دعاء ادعو الله به. فقال قل اللهم اني اسألك الهدى والسداد وفي رواية قال قل اللهم اهدني وسددني. قال واذكر بالهداية هداية الطريق السداد سداد القوس فعليكم بهذه الدعوة الجامعة والدعاء العظيم نافع مع اجتهادي في بذل الاسباب النافعة المقربة الى الله جل وعلا. ونسأل الله لنا اجمعين ان يرزقنا الهداية والسداد. وان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه. انه سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبدالله كما ما امركم الله بذلك فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وارض اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم احسان الى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك. يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. واذل الشرك والمشركين دمر اعداء الدين واحم حوزة الدين يا رب العالمين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لما تحب وترظى واعنه على البر والتقوى. وسدده في اقواله واعماله. وارزقه البطانة الصالحة ناصحة اللهم وفق جميع ولاة امر المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمة ورأفة على عبادك المؤمنين. اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور. وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا وامواتنا واجعلنا مباركين اينما كنا. اللهم ارفع عنا الغلاء والوبا والزلازل والمحن والفتن كلها ما ظهر منها وما بطن. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله. اوله واخره سره اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء من والاموات عباد الله في هذه الساعة المباركة السحب تغطي سماء المدينة فتوجهوا الى الله بقلوب صادقة وانابة واقبال على الله ان يغيثنا غيثا مغيثا. اللهم اسقنا واغثنا اللهم اسقنا واغثنا اللهم اسقنا واغثنا اللهم انا نسألك غيثا مغيثا هنيئا صحا طبقا نافعا غير ضار. اللهم اغث قلوبنا بالايمان وديارنا بالمطر. اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق. اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم انا نتوجه اليك ونسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبانك انت الله الذي لا اله الا انت يا من وسعت كل شيء رحمة وفضلا. اللهم اغثنا اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليأسين. اللهم غيثا مغيثا هنيئا مريئا صحا طبقا نافعا غير ضار عاجلا غير اجل. اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم لا تكلنا الا اليك. اللهم لا تكلنا الا اليك اللهم لا تكلنا الا اليك. اللهم هذه ايدينا اليك مدت. ودعواتنا اليك رفعت وانت مجيب الدعاء وانت مجيب الدعاء واهل الرجا وجزيل العطاء. اللهم فاسقنا واغثنا اللهم اعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا واثرنا ولا تؤثر علينا واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. اجمعين