الحمد لله الواحد القهار يخلق ما يشاء ويختار واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الرحيم الغفار واشهد ان محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى المختار صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. ما تعاقب الليل والنهار اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى وراقبوه سبحانه مراقبة من يعلم ان ربه يسمعه ويراه فان تقوى الله جل وعلا خير زاد يبلغ الى رضوان الله. قال الله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب ايها المؤمنون عباد الله ان الرسل الكرام هم صفوة بشرية وخيار عباد الله. وخلاصة الناس وخيرة رب العالمين من خلقه جل في علاه. اصطفاهم الله تبارك وتعالى على علم واختارهم وميزهم وخصهم بكمالاته وفضله. ومن عليهم رسالاته ووحيه. والله سبحانه وتعالى يصطفي ما يشاء ويختار. قال الله الله تعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ويقول جل وعلا وربك يخلق ما يشاء ويختار والايمان بهم عباد الله اصل من اصول الايمان وركن من اركان الدين. فلا قيام لدين ولا قبول لعبادة ولا صلاح لبشر الا بالايمان بهم. واقتفاء اثرهم ولزوم نهجهم. قال الله تبارك وتعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط. وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن لا مسلمون ويقول الله تبارك وتعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لنفرق بين احد من رسل وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. ويقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ظلالا بعيدا. ايها المؤمنون عباد الله عليهم صلوات الله وسلامه هم صفوة الناس اختارهم الله تبارك وتعالى على علم ليكونوا وسطاء وسفراء بينه وبين عباده في ابلاغ وحيه وبيان دينه وايضاح شرعه. فلا صلاح للناس ولا فلاح الا بالايمان بالرسل واتباع ما جاءوا به من رب العالمين. وقد بلغوا اجمعين البلاغ المبين. فما ترك رسول ارسله الله خيرا الا دل امته عليه. ولا شرا الا حذرها منه رسالات الله كاملة دون نقص او اخلال وهي المهمة المناطة بهم وما على الرسول الا البلاغ. ايها المؤمنون عباد الله والرسل هم من البشر اجسامهم مثل اجسام البشر تحتاج ما تحتاج اليه اجسام البشر من طعام ونوم وراحة ويصيب اجسامهم ما يصيب اجسام البشر من برد وحر ومرض وموت. ولهذا عباد الله ليس للرسل اطلاقا شيء من خصائص الرب العظيم ولا شيء من صفات الاله جل وعلا فخصائص الله لله وحقوق الله تبارك وتعالى لله ليس لانبيائه ولا لاحد من عباده شيء منها. قال الله تبارك وتعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول الناس كونوا عبادا لي من دون الله. ويقول الله تبارك وتعالى ولا يأمركم ان اتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون ايها المؤمنون عباد الله ولهذا جاءت الشريعة بالتحذير من الغلو في الدين في الانبياء والمرسلين باعطائهم شيء من اوصاف الله او من حقوقه في علاه والنصوص في هذا المعنى كثيرة. يقول الله تبارك وتعالى يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انما هو اله واحد. ويقول النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم. الغلو في دين ويقول صلوات الله وسلامه عليه لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. ايها المؤمنون عباد الله والانبياء اجمعون دينهم واحد عقيدتهم واحدة دعوتهم واحدة كلهم دعاة الى عبادة الله واخلاص الدين له جل في علاه. قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل لامة الرسول ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. ويقول الله تبارك وتعالى واذكر اخا اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر اي الرسل من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله والايات في هذا المعنى كثيرة. وفي الصحيحين من حديث النبي صلى الله عليه وسلم انه قال نحن الانبياء اخوة لعلات ديننا واحد وامهاتنا شتى اي عقيدتنا واحدة وشرائعنا تختلف من نبي الى اخر كما قال الله تبارك وتعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ايها المؤمنون عباد الله ان الايمان بالانبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه يتطلب من العبد محبة لهم ومعرفة باقدارهم. وادراكا لرفعة مقامهم وتعظيما لشأنهم التعظيم اللائق بهم وحسن الاتباع لاثارهم والاهتمام بهديهم واللزوم لمنهجهم عليهم صلوات الله وسلامه. والبعد كل البعد عن انتقاصهم او التقليل من شأنهم او الحط من مكانتهم فان هذا هو هلاك محقق وليعلم في هذا المقام عباد الله ان الانبياء عليهم السلام هم الذين على اقوالهم وافعالهم واخلاقهم توزن الاعمال والاقوال والاخلاق فمن كانت اعماله واخلاقه وافعاله وفق اعمال النبيين فهو من من السعداء الفائزين ومن كانت اعماله بخلاف ذلك فهو من الاشقياء الهالكين ايها المؤمنون عباد الله ولما بعد كثير من الناس عن هذا المقام العظيم والنظر في سير الانبياء والمرسلين. وجعلهم قدوة للناس كثرت فيهم من الضلالات وصنوف من الانحرافات. وكلما بعد الناس عن معين العذب ومنهلهم الصافي المبارك. كان ذلك موجبا لهلاكهم في دنياهم واخراهم. ايها المؤمنون عباد الله لنعمل على العناية الصادقة بهدي الانبياء وسيرهم ولننشئ الابناء على ذلك تحقيقا لتقوى الله وعملا على طلب رضاه. ولننال بذلك سعادة الدنيا والاخرة. فانه اي والله لا فلاح ولا سعادة في الدنيا والاخرة الا بذلك. اللهم يا رب العالمين ارزقنا اجمع حسن الاتباع لسبيلهم والاقتفاء لاثارهم واعذنا اجمعين من المعرضين الهالكين. اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم. ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم الحمدلله كثيرا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها مؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى. عباد الله واذا كان في امم الانبياء من قابل رسالات الله بالجحد والتكذيب والصد والعناد فانه عباد الله في زماننا هذا الزمان الذي انفتح الناس فيه على باهرة وصناعات متنوعة. فحلق الناس في الهوى وغاصوا في البحار حار ووقفوا على علوم لم يقف عليها من سبقهم فبانبهار كثير من الناس بهذه الحضارات وجد في عدد منهم من كان بسبب انبهاره بهذه الحضارات جاحدا ومعاندا ومراغما ومعرضا عما جاءت به الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه. بل وجد في الناس عباد الله حتى فيمن نشأ افي ديار الاسلام من اصبح يظن ان فيما جاءت به الانبياء ما يعيق التقدم والحضارات ويرى ان ما جاءت فيه الانبياء يعد تكبيلا للناس وتقييدا لهم ومن لهم من مثل هذا التقدم والحضارات. وكذبوا والله فان دين الله تبارك وتعالى لا يمنع امرا فيه خير وصلاح للبشرية ونفع للعباد. ودين الله تبارك وتعالى انما يمنع كل امر فيه انحلال وانحراف وضياع للعقول وفساد للاخلاق وخراب للاديان. الدين العظيم لا يعيق عن خيرية وهدايات الانبياء والمرسلين لا تمنعوا من فضيلة وانما في اديان الانبياء والمرسلين عليهم صلوات الله وسلامه ما يمنع من كل فساد وضلال وانحلال. ايها المؤمنون عباد الله احمد الله جل في علاه حمدا كثيرا ان جعلنا من اتباع الانبياء والمرسلين. وان اعاذنا سبحانه من سبيل المارقين الهالكين. نسأله جل في علاه ان يصلح احوالنا اجمعين وان يهدي ضال المسلمين. وان يردهم الى الحق ردا جميلا. وان يعيذنا من الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن وان يرزقنا الثبات على الحق. وان يصلح لنا شأننا كنا وان يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبدالله كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد ثم جئت وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وارضى اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين وادل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين واحم حوزة الدين يا رب العالمين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم وفق ولي امرنا لرضاك واعنه على طاعتك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. ربنا انا ظلمنا انفسنا فان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار واخر دعوانا ان