الحمدلله الكريم الوهاب الرحيم التواب واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اليه الرجعى واليه المآب واشهد ان محمدا عبده ورسوله بعثه الله تبارك وتعالى بشيرا بالثواب ونذيرا من العقاب صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اولي النهى والالباب اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى وراقبوه سبحانه مراقبة عبد يعلم ان ربه يسمعه ويراه وتقوى الله جل وعلا عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله ايها المؤمنون وصف موبق جاءت الشريعة بذمه والتحذير منه وبيان خطورته اذا سيطر على القلوب اهلكها واذا ولجأ الى النفوس اعطبها معدود في كبائر الذنوب وعظائم الاثام الا وهو عباد الله اليأس من روح الله والقنوط من رحمته جل في علاه قال الله تعالى انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون وقال الله تعالى قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون وفي المسند للبزار عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قال يا رسول الله ما الكبائر قال الشرك بالله والاياس من رح الله والقنوط من رحمة الله والقنوط اشد اليأس ايها المؤمنون عباد الله ومنشأ القنوط واليأس الجهل بالله تبارك وتعالى وبكماله سبحانه في اسمائه وصفاته وانه جل وعلا عليم احاط بكل شيء علما قدير لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء تواب رحيم يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل كريم جواد. يمينه ملأى لا تغيظها نفقة سحاء الليل والنهار غفور غفار لا يتعاظمه ذنب ان يغفره حي محسن يستحيي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا الى غير ذلك من اسمائه الحسنى وصفاته العليا المقتضية لاثارها من العبودية لله وكمال الثقة به وحسن الالتجاء اليه وقوة التوكل عليه وشدة الطمع فيما عنده دون اياس او قنوط والله تبارك وتعالى يقول في الحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي ويقول في الحديث الاخر يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. كلكم عار الا من كسوته. فاستكسوني اكسكم يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار. وانا اغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني اغفر لكم ويقول جل وعلا في الحديث القدسي الاخر يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة فلما الاياس ولما القنوط والله تبارك وتعالى يقول ورحمتي وسعت كل شيء ايها المؤمنون عباد الله ومن علم ان الامور كلها بتدبير الله وتسخيره جل في علاه وانها ماضية بما قدره وقضاه وان ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وان ما اصاب العبد لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه من امن هذا الايمان استراح قلبه ولم يضطرب واطمأن فؤاده ولم ينزعج وهل اضطراب القلب يرد امرا مقدورا وهل انزعاجه يجلب امرا غير مقدر اللهم الا الام وغصص وحسرات تؤذي القلوب وتظعف ايمانها وتوهي من صلتها بالله تبارك وتعالى ايها المؤمنون عباد الله ومن كان اياسه وقنوطه بسبب كثرة ذنوبه وتعدد خطاياه فليتأمل كثيرا في قول الله سبحانه وتعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم وهي ارجى اية في كتاب الله تبارك وتعالى فالله تبارك وتعالى لا يتعاظمه ذنب ان يغفره ولا حاجة يسألها ان يعطيها جل في علاه والواجب على العبد في هذا المقام ان يجاهد نفسه على الطاعة وان يحرص على مباعدتها عن العصيان غير مستسلم ليأس او قنوط بل مجاهدا نفسه على طاعة الله عاملا على نيل رضاه جل في علاه وليتأمل حاله في مصالحه الدنيوية ومبتغياته من متع الحياة اليس يتعامل معها دون اياس او قنوط فها هو الجائع لا يستسلم لجوعه والعطشان يبحث عما يروي ظمأه الى غير ذلك من مصالح الدنيا وحاجاتها فلما الاستسلام للذنوب؟ لما لا تدفع العقوبة الاخروية بالتوبة الى الله عز وجل والاقبال عليه سبحانه وتعالى اذا كان العبد يتوقى من كثير من الاطعمة خوف مضرتها لم لا يتقي الذنوب خوف معرتها اليس هو قادم على الله ومؤاخذه سبحانه على ما قدم في هذه الحياة ولهذا وجب عليه ان يكون ناصحا لنفسه مقبلا على ربه غير مستسلم ليأس او قنوط ولا ايظا متماديا مع تأخير او تسويف والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى وراقبوه سبحانه مراقبة من يعلم ان ربه يسمعه ويراه ايها المؤمنون عباد الله ولا يعني عدم القنوط والبعد عن الاياس تمادي المرء في الذنوب والخطايا والاثام اتكالا على سعة الرحمة وعظم المن والغفران قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح قال كان العلاء ابن زياد يذكر النار فقال رجل لم تقنط الناس قال وانا اقدر ان اقنط الناس والله عز وجل يقول يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ويقول وان المسرفين هم اصحاب النار ولكنكم تحبون ان تبشروا بالجنة على مساوئ اعمالكم وانما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم مبشرا بالجنة لمن اطاعه ومنذرا بالنار من عصاه نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ارزقنا اجمعين الجنة وما قرب اليها من قول او عمل. وان يعيذنا من النار وما قرب اليها من قول او عمل. وان يصلح لنا شأننا كله. والا انا الى انفسنا طرفة عين وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبدالله. كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد. كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وابي الحسنين علي وارض اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك يا اكرم الاكرمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم انصر اخواننا المسلمين مستضعفين في كل مكان. اللهم كن لهم ناصرا ومعينا. وحافظا ومؤيدا اللهم اعذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم وفق ولي امرنا لما تحبه وترضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اتي نفوسنا تقواها. وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اغفر انا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله اعلموا ما