ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وامينه على وحيه ومبلغ الناس شرعه ما ترك خيرا الا دل الامة عليه. ولا شرا الا حذرها منه. فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى فان من اتقى الله وقاه وارشده الى خير امور دينه ودنياه ايها المؤمنون عباد الله لقد خص الله جل وعلا نبيه المصطفى ورسوله المجتبى وخليله المختار صلوات الله وسلامه وبركاته عليه بان جعله عليه الصلاة والسلام او لا بكل مؤمن من نفسه قال الله تعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وثبت في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا اولى بكل مؤمن في الدنيا والاخرة واقرأوا ان شئتم النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم ايها المؤمنون عباد الله وتحت هذه الاولوية من الفقه العظيم والادب الرفيع والمعرفة بحق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وما يجب على الامة نحوه من ادراك مكانته العظيمة ومنزلته العلية وشأنه الرفيع صلوات الله وسلامه عليه ولهذا عباد الله ينبغي ان نعلم ان هذه الاولوية تتضمن من الفقه امورا عديدة لابد من العناية بها والعمل على تحقيقها ومن ذلكم عباد الله ان تقدم محبته صلى الله عليه وسلم على محبة النفس والناس اجمعين فهو اولى بكل مؤمن ومؤمنة من نفسه ولهذا ثبت في صحيح البخاري ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال لانت يا رسول الله احب الي من كل شيء الا من نفسي فقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه فقال عمر لانت الان والله احب الي حتى من نفسي. قال الان يا عمر وثبت في الصحيحين عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين ومما يدخل تحت هذه الاولوية طاعة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه ولزوم نهجه وترسم خطاه قال الله تبارك وتعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم فليست هذه الاولوية مجرد كلمة تقال وليست المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم مجرد امر يدعى. وانما حقيقة ذلك اتباعه عليه الصلاة والسلام. والسير على منهاجه القويم ولزوم صراطه المستقيم. صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ومما يندرج تحت هذه الاولوية ان نعتقد يا معاشر المؤمنين ان النبي صلى الله عليه وسلم انصح لانفسنا منا واحرص عليها منا. واشفق عليها منا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ومما يدخل تحت هذه الاولوية يا عباد الله ان ندرك مكانة النبي عليه الصلاة والسلام في دعوة العباد وتخليصهم من النار وعذاب الجبار ولو تأمل المتأمل في هذا المقام لوجد ان الانسان يحمل نفسا امارة بالسوء. لو طاوعها لاهلكته فنفس الانسان تدعوه الى هلاكه. واما الرسول عليه الصلاة والسلام فانما يدعوك لنجاتك وتأمل في هذا المقام ما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان مثلي ومثل امتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه واني اخذ بحجزكم وانكم تقحمون فيه فهذا مثل يبين عباد الله عظيم نصحه عليه الصلاة والسلام لامته في انقاذهم من النار وسخط جبار وان شأنه عليه الصلاة والسلام مع الامة كشأن هذا الرجل المذكور في هذا المثل وشأن الفراش مع النار ولهذا عباد الله من لم يطع الرسول عليه الصلاة والسلام يكون نهبة للشيطان وطوعا للنفس الامارة بالسوء فتكون حاله عياذا بالله حالا احقر من الفراش الذي يرى يتساقط في النار ايها المؤمنون عباد الله ومما يدخل تحت هذه الاولوية نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ونصرة الدين الذي جاء به عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه. وتسبحوه بكرة واصيلا وتعزير الرسول صلى الله عليه وسلم نصرته ومنعه وتوقيره عليه الصلاة والسلام احترامه ومعرفة حقه وقدره عباد الله ومما يدخل تحت هذه الاولوية مراعاة الادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الادب مع الرسول صلى الله عليه وسلم ينبغي ان يكون اعظم من ادب المرء مع نفسه ومع عموم الناس فله عليه الصلاة والسلام من الادب مع الناس ارفع رتبة واعلى منزلة صلوات الله وسلامه عليه كيف لا عباد الله والناس انما عرفوا الادب من جهته واهتدوا الى الاخلاق من طريقه. وتعلموا الخير من هديه. صلوات الله وسلامه عليه ومما يدخل في باب الادب معه عليه الصلاة والسلام تحقيق قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله اي لا تقولوا حتى يقول ولا تفعلوا حتى يفعل فليس من الادب مع الرسول عليه الصلاة والسلام في شيء ان ترد سنته او ان اقترض على حديثه او ان يجعل حديثه عليه الصلاة والسلام كسائر احاديث الناس القابلة للاخذ هو الرد والقبول وعدم القبول فكل ذلكم ليس من الادب معه صلى الله عليه وسلم في شيء ايها المؤمنون عباد الله ويدخل تحت هذه الاولوية ان ندرك مكانة النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة ومنزلته الرفيعة في هداية الخلق وبيان الحق فان الناس عباد الله لم يحصل لهم نفع وفلاح ونجاة وفوز في الدنيا والاخرة. الا بتحقيق وتطبيق ما جاء به عليه الصلاة والسلام فكل خير ونفع انما وصل الى الناس من جهته عليه الصلاة والسلام وكل اندفاع شر وبلاء. انما حصل بسبب دعوته عليه الصلاة والسلام وكلما ادرك الناس هذه الاولوية التي خص الله بها رسوله عليه الصلاة والسلام وعملوا على تحقيقها. نالوا من السعادة والفلاح في الدنيا والاخرة بحسب ما عرفوه وحققوه. من الايمان بهذه الاولوية والاحقية. لرسول لله صلى الله عليه وسلم اللهم يا ربنا بصرنا بحق نبيك الكريم عليه الصلاة والسلام اللهم يا ربنا الهمنا رشد انفسنا ووفقنا للمعرفة بهذه الاولوية عظيمة التي خصصت بها نبيك المصطفى ورسولك المجتبى عليه الصلاة والسلام اللهم يا ربنا نسألك ان تعمر قلوبنا بمحبة صادقة لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم موجبة لاتباعه ولزوم نهجه وترسم خطاه واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه يغفر لكم. ان هو الغفور الرحيم الحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد عباد الله اتقوا الله تعالى ثم على مروا رعاكم الله ان مما يدخل في هذه الاولوية للرسول صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين من انفسهم ان نعلم انه عليه الصلاة والسلام لامته بمنزلة الوالد. يعلمهم ويربيهم اذا ففي مسند الامام احمد وسنن ابي داود وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انما انا لكم بمنزلة الوالد وجاء في قراءة لبعض الصحابة النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم وهو اب لهم وهذه الابوة يا معاشر المؤمنين. ابوة دينية تعلو ابوة النسب عليها فان ابوة النبي عليه الصلاة والسلام لامته ابوة الروحانية دينية واما ابوة كل والد لولده فهي ابوة جثمانية بدنية. وشتان بين الابوتين عباد الله وباب هذه الاولوية في معرفة حق الرسول وقدره العظيم باب واسع جدا لكن الجدير بكل مسلم ان تعظم عنايته بهذا المقام فهما وتحقيقا وايمانا عباد الله واذا تأمل المتأمل في واقع الناس وحقيقتهم مع هذه الاولوية والمعرفة الرسول عليه الصلاة والسلام يجد انهم طرفان ووسط طرف مال الى الغلو في حق الرسول عليه الصلاة والسلام فاستحالت المحبة عنده للرسول صلى الله عليه وسلم الى ممارسة دروب من البدع وصنوف من الضلالات التي ما انزل الله بها من سلطان. يمارسها زعما منه انه يريد بذلك اظهار محبة النبي عليه الصلاة والسلام وابراز تحقيق اولويته صلى الله عليه وسلم وهذا الصنف من الناس انما وقعوا فيما وقعوا فيه. عندما تعاملوا مع هذه الاولوية محبة تعاملا بعيدا عن زمام الشرع وضوابطه العظيمة. وموازينه القويمة واما الصنف الاخر من الناس فصنف جفوا في حق الرسول عليه الصلاة والسلام. فلم يعرفونه قدرا ولم يعرفوا له مكانه. ولم يرفعوا به رأسا. صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والحق عباد الله قوام بين ذلك ووسط بين هاتين الضلالتين وحسنة بين هاتين السيئتين. فلا غلو ولا جفاء ولا افراط ولا تفريط وخير الامور اوسطها. لا تفريطها ولا افراطها ايها المؤمنون عباد الله اعلموا ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة. وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبدالله كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وارضى اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وارض اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم وكرمك واحسانك يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم ثم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان. اللهم كن لهم ناصرا ومعينا. وحافظ ومؤيدا. اللهم احفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين. اللهم وعليك الدين فانهم لا يعجزونك. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك والثقافة واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لما تحبه وترضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال. اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبه. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير الموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وجميع عن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. انك غفور رحيم ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون