الحمد لله العزيز العليم الحكيم الخبير القائل في محكم التنزيل وقل امنت بما انزل الله من كتاب واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين وقيوم السماوات والاراضين وخالق الخلق اجمعين واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد الامين بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله ربكم وراقبوا في جميع اعمالكم واعلموا ان السعادة في الدنيا والاخرة في تحقيق تقواه وطلب رضاه جل في علاه ايها المؤمنون ان الله عز وجل حكيم خبير حكيم جل وعلا في شرعه وخنقه وجزائه فاموره كلها عن حكمة بالغة ومن عزة الله وحكمته جل في علاه انه جل وعلا لم يخلق الخلق هملا ولا اوجدهم باطلا ولم يتركهم سدى بل خنقهم جل وعلا ليأمرهم وينهاهم وليقوموا بعبادته ويوحدوه وليمتثلوا امره ويطيعوه وارسل لاجل هذا رسله وانزل كتبه بالحق المبين والهدى المستبين ايها المؤمنون ولهذا فان من اصول الايمان العظيمة وقواعد الدين المتينة الايمان بكتب بالله المنزلة على رسل الله الكرام. وانها جاءت على الحق والهدى وفلاح العباد وسعادتهم في الدنيا والاخرة فهذا اصل اصيل وركن متين وهو من الاصول التي لا قيام للدين الا عليها قال الله تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل يا ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون وقال الله تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كلنا امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لنفرق بين احد من رسله وقانوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وقال تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقال الله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله. والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل. ومن يكفر بالله وملائكته ملائكتي وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظن ضلالا بعيدا والايات في هذا المعنى كثيرة ايها المؤمنون والقاعدة الجامعة في هذا الباب ان نؤمن بجميع كتب الله المنزلة على حد قول ربنا جل في علاه وقل امين بما انزل الله من كتاب اي على كل رسول ما علمنا من ذلك وما لم نعلم الم ان نؤمن بانها جاءت بالحق والهدى وفلح العباد وسعادتهم في الدنيا والاخرة. وان نؤمن انها الله وكلامه وتنزيله وان نؤمن انه لا هداية للعباد ولا فلاح الا بالايمان بها فهي التي يهتدى بها في الظلمات وهي التي تضيء للناس الطريق. فيميزون بها بين الحق والباطل والهدى والضلال وما يرضاه الله وما لا يرضاه. فان ذلك كله لا يعرف الا من خلال وحي الله وكلامه وتنزيله جل في علاه وان من حكمة الله جل وعلا ان ولا على الامم ارسال الرسل وانزال الكتب. وكل كتاب ينزل على من الامم فصلاح تلك الامة انما يكون بايمانهم بذلك الكتاب عن لوق الخطاب بهم الى ان ختمت الكتب بالقرآن الكريم خاتم الكتب المنزلة من رب العالمين. وكما ان محمدا عليه الصلاة لا نبي بعده فلا كتاب بعد كتابه صلى الله عليه وسلم ولهذا يعد القرآن ناسخا لجميع الكتب السابقة بعد نزوله لا ايمان ولا عمل ولا حكم الا بما جاء في القرآن الكريم ولهذا في سورة المائدة لما ذكر جل وعلا بعض الكتب المنزلة وامره للحكم بها اي من كان مخاطبا بتلك الكتب اعقب ذلك جل في علاه بقوله سبحانه وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه ومهيمنا عليه. فاحكم بينهم بما انزل الله. اي في القرآن الذي ختم الله جل وعلا به الكتب المنزلة من رب العالمين. معاشر المؤمنين وهذا القرآن العظيم الذي هو خاتمة الكتب كلها هو اعظمها شأنا واجلها مقاما وارفعها مكانه. ويجب على كل البشر بعد مبعث النبي عليه الصلاة والسلام ان يؤمنوا بهذا الكتاب ومن لا يؤمن به فحق على الله ان يدخله النار يوم القيامة. كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح والذي نفسي بيده لا يؤمن بما جئت به من يهودي او نصراني الا كان حقا على الله ان يدخله النار او كما قال صلوات الله وسلامه عليه. ايها المؤمنون والايمان بهذا القرآن يكون بالتصديق بجميع ما فيه. والائتمان باوامره والانتهاء عن نواهيه والاعتبار بامثاله والاتعاظ بقصصه وعبره والايمان بمحكمه والتسليم لمتشابهه وتلاوته اناء الليل واطراف النهار. ومجاهدة على تدبر اياته وعقل معانيه ودلالاته والاهتداء بهداياته ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وبمجاهدة النفس على ان العبد من اهل القرآن فهم اهل الله وخاصته. اقول هذا القول استغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه يغفر لكم. انه هو الغفور الرحيم الحمدلله كثيرا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبدالله. كما امركم الله بذلك في كتابه ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم عن الصحابة اجمعين اللهم واصلح لنا شأننا اجمعين. اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما. اللهم اللهم اغفر لنا ذنبنا كله. اللهم وفق ولي امرنا لهداك. اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم انا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئا صحا طبقا نافعا غير ضار. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين