الحمدلله الكريم الوهاب الغفور التواب واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له يحب من اطاعه ويجزل له الثواب واشهد ان محمدا عبده ورسوله خير البرية وافضل من الى الله اناب صلى الله وسلم عليه وعلى الال والاصحاب اما بعد ايها المسلمون اتقوا الله ربكم وراقبوه في جميع طاعاتكم وعباداتكم وسلوا الله قبول اعمالكم فان الله عليم بالمتقين ايها المؤمنون الا ما اعظم نصح العبد لنفسه بالاصابة في عمله وتقواه لربه واخلاصه الدين له جل في علاه. لتكون بذلك اعمال مقبولة وطاعاته مرضية ليست مردودة فان الله جل وعلا لا يتقبل عمل كل عامل. وانما يتقبل اعمال المتقين المخلصين الصادقين المحسنين في اقبالهم على الله. ومتابعتهم لرسوله ومصطفاه صلى الله وسلم عليه يقول الله تعالى انما يتقبل الله من المتقين فالشأن عباد الله في تحقيق التقوى في العمل ليكون العمل متقبلا ايها المؤمنون ان هذه الحياة ميدان امتحان للعباد ايهم يكون احسن عملا وتقربا الى الله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا ولا يكون العمل مقبولا الا اذا اتصف بهذا الحسن ولا يكون العمل حسنا الا اذا اخلص فيه العامل لله واتبع فيه هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الامام الفضيل ابن عياض في قول الله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا. قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل. حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة. ولهذا كان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه اللهم اجعل عملي كله صالحا ولوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا ايها المؤمنون وهذان هما مقتضى الشهادتين شهادتي ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فان شهادة ان لا اله الا الله تعني اخلاص العمل لله عز وجل والا يبتغى بشيء منه احد سواه. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين واذا فات هذا القيد في اي عمل من الاعمال رد على العامل ولم يقبل منه. قال الله عز وجل في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه اي رددت عليه عملا والامر الثاني عباد الله المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم وهو مقتضى شهادة ان محمدا رسول الله. فان هذه الشهادة تعني تصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر والانتهاء عما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه فاذا فات هذا القيد رد العمل على عامله فلم يقبل منه كما في الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وفي رواية من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. اي مردود على صاحبه غير مقبول منه ايها المؤمنون ان الواجب علينا في اعمالنا كلها وطاعاتنا جميعها ان نحرص على هذين القيدين العظيمين والشرطين الاساسين الذين لا قبول لعمل من الاعمال الا بهما. اخلاص لله جل في علاه ومتابعة للرسول الكريم. صلوات الله وسلامه عليه. وهذه هي حقيقة التقوى في العمل فان من اتقى الله في عمله بان اتى به خالصا. وللسنة موافقا. صار العمل بذلك صالحا مقبولا قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما فانظر رعاك الله هذا الترتب لصلاح العمل على تحقيق التقوى لله جل في علاه فان من اتقى الله في عمله قبل الله عمله. انما يتقبل الله من المتقين اي المتقين لله في اعمالهم وقروباتهم وطاعاتهم بان تقع منهم خالصة لله. لا يبغون بها الا وجه الله ونيل رضاه وباتباعهم فيها للرسول المصطفى والنبي المجتبى. صلوات الله وسلامه عليه ايها المؤمنون ان من اعظم ما يكون في باب العبادة والقربى الى الله عز وجل ان تكون ايها العابد طامعا في قبول عملك وان تكون في الوقت نفسه مهما اجتهدت في العمل تكميلا وتكميما واحسانا واجادة فلا تزكي نفسك بل قدم ما تقدم من اعمال وتقرب الى الله بما تتقرب اليه به من طاعات وانت في الوقت نفسه خائف وهذا دأب الصالحين قال الله جل وعلا في صفة المؤمنين الكمل والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون جاء في المسند عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية قلت يا رسول الله اهو الرجل يزني ويسرق ويخاف ان يعذب قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل وهذا خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام يبني بيت الرحمن بامر الرحمن. وهو يدعو الله سبحانه وتعالى بالقبول واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم اورد الامام ابن كثير في تفسير هذه الاية عن مهيب بن الورد رحمه الله انه قرأ هذه الاية فبكى وقال خليل الرحمن ويبني بيت الرحمن بامر الرحمن وهو خائف الا يقبل ايها المؤمنون لنجاهد انفسنا على الاحسان في الاعمال وفي الوقت نفسه لنجاهد انفسنا على الطمع والرجاء بان يتقبل الله منا ما عملنا والا نزكي انفسنا في شيء عملناه او طاعة تقربنا بها الى الله. فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى جاء عن الصحابي الجليل ابي الدرداء رضي الله عنه قال لان استيقن ان الله تقبل مني صلاة واحدة احب الي من الدنيا وما فيها نسأل الله عز وجل ان يتقبل منا جميعا صالح الاعمال وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير راحة لنا من كل شر اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله كثيرا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى واعلموا ان تقواه خير زاد يبلغ الى رضوانه جل في علاه وتقوى الله عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله واعلموا ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبدالله كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان واب حسنين علي وارضى اللهم عن الصحابة اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بمنك واحسانك يا اكرم الاكرمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان كن لهم ناصرا ومعينا وحافظا ومؤيدا. اللهم وعليك باعداء الدين فان انهم لا يعجزونك. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. اللهم واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اغفر لنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبانك انت الله لا لا اله الا انت يا من وسعت كل شيء رحمة وعلما ان تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين. اللهم اغثنا اللهم اثنا اللهم اغثنا اللهم انا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئا سحا انطبق نافعا غير ضار عاجلا غير اجل. اللهم اغث قلوبنا بالايمان وديارنا بالمطر اللهم انا نسألك سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق اللهم اعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا واثرنا ولا تؤثر علينا ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. واخر دعوانا عن الحمدلله رب العالمين