الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له واعلى درجته في عليين الحمد لله الحمد هو الثناء على الله بصفات الكمال وبافعاله الدائرة بين الفضل والعدل المشتملة على الحكمة التامة فلا بد في تمام حمد الحامد من اقتران محبة الحامد لربه وخضوعه له فالثناء المجرد من محبة وخضوع ليس حمدا كاملا رب العالمين الرب هو المربي جميع العالمين بكل انواع التربية فهو الذي خلقهم ورزقهم وانعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة وهذه التربية العامة لجميع الخلق برهم برهم وفاجرهم بل المكلفون منهم وغيرهم واما التربية الخاصة لانبيائه واوليائه فانه مع ذلك يربي ايمانهم فيكمله لهم ويدفع عنهم الصوارف والعوائق التي تحول بينهم وبين صلاحهم وسعادتهم الابدية وتيسيرهم لليسرى وحفظهم من جميع المكاره وكما دل ذلك على انفراد الرب بالخلق والتدبير والهداية وكمال الغنى فانه يدل على تمام فقر العالمين اليه بكل وجه واعتبار فيسأله من في السماوات والارض بلسان المقال والحال جميع حاجاتهم ويفزعون اليه في مهماتهم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين هذا تفسير مختصر سورة الفاتحة التي هي اعظم سور القرآن كما جاء في الصحيح من حديث ابي سعيد بن المعلى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له لاخبرنك باعظم سورة من القرآن قبل ان تخرج من المسجد ثم لما اراد الخروج قال له عليه الصلاة والسلام هي فاتحة الكتاب ام القرآن السبع المثاني والقرآن العظيم وجاء في فضل هذه السورة حديث ابن عباس في الصحيح ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو قاعد اذ سمع نقيدا بينما هو قاعد مع جبريل عليه السلام اذ سمع نقيظا من جهة السماء فقال جبريل هذا باب فتح من السماء اليوم لم يفتح قط قبل اليوم ثم نزل من ذلك الباب ملك قال هذا ملك نزل من السماء اليوم لم ينزل قبل اليوم ثم جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الملك وقال يا محمد ابشر بنورين اوتيتهما ولم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة فهي سورة عظيمة الشأن ومن دلائل وشواهد عظم شأنها ان الله عز وجل افترضها قراءة على العباد ان يقرأوها في كل ركعة من كل صلاة في فرض الصلاة ونفلها فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وصلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج هذا كله مما يبين عظم شأن هذه السورة بل قال الله عز وجل في الحديث القدسي قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين والمراد بالصلاة هنا الفاتحة المراد بالصلاة الفاتحة سميت صلاة مع انها عمل من اعمال الصلاة لان الصلاة لا لا لا تتم ولا تصح الا بها لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب والقسم الذي جاء في الحديث قسمت الصلاة بين بيني وبين عبدي نصفين اي ان الفاتحة وعدد اياتها السبع ايات ولهذا سميت السبع المثاني مقسومة بين الرب وبين العبد فاولها للرب واخرها للعبد اولها الثلاث الايات الاول ونصف اية للرب واخرها للعبد اولها ثناء وتعظيم لله سبحانه وتعالى واخرها سؤال العبد حاجاته وتوجهه الى ربه سبحانه وتعالى بالسؤال ان يهديه الصراط المستقيم وهذا السؤال اهدنا الصراط المستقيم هو اعظم دعاء لانه لم يفرظ على العباد دعاء يكرر في اليوم والليلة بهذه الكثرة غير هذا الدعاء فهو اعظم اعظم دعاء اعظم دعاء واجل دعاء وهذه السورة تسمى ام القرآن لانها اشتملت على كل ما جاء في القرآن مفصلا اشتملت عليه على وجه الاجمال فالسورة اعني سورة الفاتحة اجملت وسور القرآن فصلت فهي اساس اساس آآ تبنى عليه سور القرآن واياته وهي اصل جامع لكل ما حوى القرآن الكريم من هدايات ولهذا فانها مليئة الدروس والعبر والهدايات والشيخ رحمه الله تعالى بعد هذا التفسير سيذكر شيئا من الدروس التي هي مستفادة من هذه السورة قال رحمه الله الحمد هو الثناء على الله الحمد هو الثناء على الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا يثنى عليه لما له من الاسماء الحسنى العظيمة والصفات الكاملة ولما تفضل به على العباد من النعم ولهذا الحمد نوعان حمد على الاسماء والصفات وحمد على النعم والعطايا والهبات الحمد هو الثناء على الله بصفات الكمال وبافعاله الدائرة بين الفضل والعدل المشتملة على الحكمة التامة يقول الشيخ لابد في الحمد من محبة صادرة من قلب الحامد لابد فيها من محبة لان الثناء الثنابل محبة لا يسمى حمدا بنا محبة لا يسمى حمدا يسمى مدحا لكن الحمد يكون عن محبة للمحمود المثنى عليه ولهذا الشيخ يقول لابد من في تمام حمد الحامد من اقتران محبة الحامد لربه وخضوعه له فالثناء المجرد من محبة وخضوع ليس حمدا. ليس حمدا كاملا رب العالمين هذا فيه اثبات الربوبية صفة لله سبحانه وتعالى وربوبية الله سبحانه وتعالى لخلقه نوعان عامة وخاصة العامة ما اشار اليها الشيخ رحمه الله بقوله المربي جميع العالمين اي برهم وفاجرهم مسلمهم كافرهم صالحهم وفاسدهم المهتدي منهم والضال تربيته جميع العالمين بالنعم الصحة والمال والبيت والمسكن والطعام والغذاء كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك فهذه عامة ومعنى كونها هامة اي انها تتناول الجميع فهو الذي خلقهم وهو الذي رزقهم وهو الذي انعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة وهذي لجميع الخلق هذه لجميع الخلق ولا تختص مثل ما اشار الشيخ بالمكلفين بل حتى غير المكلفين من البهائم والطير هذه التربية تتناول هذا كله التربية العامة وما من دابة الا على الله رزقها واما التربية الخاصة التربية الخاصة فهذه خاصة بانبيائه واولياءه وعباده الصالحين ان رباهم على الايمان وان هداهم الى صراطه المستقيم ولهذا الشيخ رحمه الله يقول غيره كانت اكثر دعوات الانبياء وسؤالاتهم ربهم سبحانه وتعالى بهذا الاسم ربنا ربي اقرأ ادعية الانبياء في القرآن جلها بهذا الاسم تكون المناداة ربنا ربي وهذا فيه استشعار هذه التربية الخاصة في استشعار هذه التربية الخاصة لهم بالايمان والهداية والاصطفاء والاجتباء والتوفيق للطاعة فينادونه بهذا الاسم مستشعرين هذا هذا الامر العظيم ان رباهم سبحانه وتعالى على طاعته ومن عليهم بالايمان به ثم اشار الشيخ رحمه الله ان هذه الاية ومثلها بقية بقية الايات في السورة تفيد العبد فائدة عظيمة ان يعرف ربه ان يعرف نفسه كل اية من اياتها تعرفك بالرب وتعرفك بنفسك من انت فاذا قرأت الحمد لله رب العالمين تعرف الله بالربوبية والخلق والملك والتصرف والتدبير الى اخره ثم ايضا تعرف نفسك انك مربوب مخلوق مدبر فقير الى من خلقك لا غنى لك عنه وانك طوع تسخيره وتدبيره وتحت تصرفه ومشيئته فتعرف نفسك تعرف ربك يقول الشيخ وكما دل ذلك على انفراد الرب بالخلق التدبير والهداية وكمال الغنى فانه يدل على تمام فقر العالمين اليه فتعرف الرب بالكمال والعظمة والتربية والتسخير والتدبير الى اخره وتعرف نفسك وغيرك من الخلق بان بالفقر حاجة وعدم الغنى عن الله طرفة عين. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ان يشاء يذهبكم ويأتي بخلق جديد نعم قال رحمه الله ما لك يوم الدين المالك هو من اتصف بالصفات العظيمة الكاملة التي يتحقق بها الملك التي من اثارها انه يأمر وينهى ويثيب ويعاقب ويتصرف في العالم العلوي والسفلي التصرف التام المطلق الاحكام القدرية والاحكام الشرعية واحكام الجزاء فلهذا اضاف ملكه ليوم الدين مع انه المالك المطلق في الدنيا والاخرة فانه يوم القيامة الذي يدين الله فيه العباد باعمالهم خيرها وشرها. ويرتب عليها جزاءها ويشاهد الخليقة من اثار ملكه وعظمته وسعته وخضوع الخلائق كلهم لعظمته وكبريائه واستواء الخلق في ذلك اليوم على اختلاف طبقاتهم ما يعرفون به كمال ملكه وعظمة سلطانه قوله سبحانه وتعالى ما لك يوم الدين مالك يوم الدين هذا ايضا داخل في الثناء على الله والتعظيم له سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العظيمة الكاملة مالك يوم الدين يوم الدين هو يوم القيامة وسمي يوم القيامة يوم الدين لان الله سبحانه وتعالى يدين العباد فيه باعمالهم والمعنى يجازيهم المحسن باحسانه والمسيء باساءته ليجزي الذين اساءوا بما عملوا. ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فيها اية اخرى وسورة اخرى قال وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله فيوم الدين هو يوم الحساب يوم الدين هو يوم الحساب ومن اسماء ربنا الحسنى الديان يوم القيامة ينادي جل وعلا بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب. انا الملك انا الديان انا الملك انا الديان الديان اي المجازي المحاسب الذي يجازي عباده ويحاسبهم على اعمالهم قال مالك يوم الدين وهو جل وعلا له الملك المطلق في الدنيا والاخرة له الملك المطلق في الدنيا والاخرة لكنه خص اه يوم الدين بقوله مالك يوم الدين مثل ما قال الشيخ لانه في ذلك اليوم يستوي الخلائق في بجميع طبقاتهم ويعرفون في ذلك اليوم هذا الامر ويظهر ظهورا جليا للجميع كمال ملكه وعظمة سلطانه سبحانه وتعالى قال فلهذا اظاف ملكه ليوم الدين مع انه المالك المطلق في الدنيا والاخرة. فانه في ذلك اليوم يجازي العباد ويظهر لي الجميع تمام ملكه وعظمة سلطانه سبحانه وتعالى مالك يوم الدين يعرف بهذه الاية العبد ربه بالملك انواعه والحكم الجزاء والحكم القدري والحكم الشرعي الملك نافذ نافذة مشيئته في في خلقه شاملة قدرته لكل شيء لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء فيعرف ربه بالعظمة والملك والحكم سبحانه وتعالى ومجازاة العباد على الاعمال والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى للحساب لان هذا فيه اثبات يوم الحساب يوم الدين يوم الحساب ففي اثبات الايمان باليوم الاخر فبهذا ايضا يعرف العبد نفسه بانه مملوك لله وانه سيقف بين يدي الله وان الله سيجازيه ويحاسبه في ذلك اليوم على اعماله وما آآ اكتسبته يداه فيعرف ربه ويعرف نفسه نعم قال رحمه الله اياك نعبد واياك نستعين اين خصك يا ربنا وحدك بالعبادة والاستعانة فلا نعبد غيرك ولا نستعين بسواك فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة فهي القيام بعقائد الايمان واخلاقه واعماله محبة لله وخضوعا له والاستعانة هي الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به في حصول ذلك وهو وهذا التزام من العبد بعبودية ربه وطلب من ربه ان يعينه على القيام بذلك. وبذلك وبذلك يتوصل يتوسل يتوسل هم يتوسل نعم وبذلك يتوسل الى السعادة الابدية والنجاة من جميع الشرور فلا سبيل لذلك الا يعني يجعل ذلك وسيلة نعم احسن الله اليكم فلا سبيل لذلك الا بالقيام بعبادة الله والاستعانة به وعلم بذلك شدة وعلم بذلك شدة افتقار العبد لعبادة الله والاستعانة به. نعم آآ قوله سبحانه تعالى اياك اياك نعبد واياك نستعين اولا انبه ان الشيخ رحمه الله لما يذكر تفسير الرحمن الرحيم اكتفاء بما سبق يعني ما تركها وانما اكتثام بما سبق من تفسيرا لها في البسملة واكتفى بذلك ان الاعادة الحمد لله اه ثناء على الله والرحمن الرحيم ايظا فيها الثناء على الله سبحانه وتعالى مالك يوم الدين ايظا فيها الثناء والتمجيد لله سبحانه وتعالى الحمد لا يكون كما تقدم الا بحب لا يكون الحمد تاما الا بالحب للمحمود المثنى عليه ففي الحمد المحبة والرحمن الرحيم عندما يستشعر التالي للفاتحة الرحمن يستشعر رحمة الله. يتحرك في قلبه الرجاء اذا قرأ الحمد لله هذا فيه الحب الرحمن الرحيم فيه الرجاء يرجون رحمته فهو يحرك الرجاء واذا قرأ ما لك يوم الدين الجزاء والحساب والعقاب وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين؟ ما الذي يتحرك في القلب نعم الخوف ولهذا سورة الفاتحة سورة الفاتحة لمن يتدبرها اعظم محركات القلوب اعظم محركات القلوب محبة ورجاء وخوفا وهذه الثلاث تحركها في القلب سورة الفاتحة تحريكا عجيبا آآ وهي اركان التعبد القلبية اركان التعبد القلبية التي لا تتم عبادة الا بها ولا تتحقق عبادة الا بها وهي مطلوبة في كل عبادة فبالحمد المحبة والرحمن الرحيم الرجاء والخوف مالك يوم الرحمن الرحيم الرجاء مالك يوم الدين الخوف اياك نعبد اي بهذه الثلاث اياك نعبد يا الله اي بهذه الثلاث نعبدك بالمحبة وبالرجاء وبالخوف نعبدك بالمحبة وبالرجاء وبالخوف ولهذا يعني لو تتأمل اه تجد ان اياك نعبد جاءت في السورة بعد ان ارسيت اركانها جاءت في السورة بعد ان ارسيت اركانها اركان اياك نعبد المحبة والرجاء والخوف فهذه الاركان ارسيت اولا بالحمد والرحمة الحساب والجزاء فجاء بعد ذلك اياك اياك نعبد اياك نعبد واياك نستعين المعنى نخصك يا الله بالعبادة ونخصك بالاستعانة. اي نعبدك ولا نعبد غيرك ونستعين بك ولا نستعين بغيرك ونستعين بك ولا نستعين بغيرك فاياك نعبد تحقيق للا اله الا الله واياك نستعين تحقيق للا حول ولا قوة الا بالله فلا اله الا الله تحقيقها اياك نعبد ولا حول ولا قوة الا بالله تحقيقها اياك نستعين. ولهذا لا حول ولا قوة الا بالله كلمة استعانة وهذا ايضا فيه مداواة للقلوب والسورة فيها مداواة وقلوب عجيبة انظر كيف حركت المحبة والرجاء والخوف ثم تأمل في مداواة اياك نعبد واياك نستعين للقلب يقول ابن تيمية بل يقول ابن القيم كثيرا مما كان يقول شيخ الاسلام ابن تيمية اياك نعبد طاردة للرياء واياك نستعين طاردة للكبرياء اياك نعبد طارده للرياء واياك نستعين طاردة للكبرياء اياك نعبد من حققها من حققها اياك نعبد اي نعبدك ولا نعبد غيرك لا يرائي بعمله لا يرى لا يراعي بعمله لان عبادته لله وقوله في صلاته اياك نعبد هذا عهد بينه وبين الله ان يعبد اعبد الله ولا يعبد غيره تحقيقه لاياك نعبد يبعد يبعده عن الرياء والمراة بالعمل واياك نستعين طاردة للكبرياء كيف كيف يتكبر وهو في كل احواله فقير لله. لا غنى له عن الاستعانة بربه ومولاه. كيف يتكبر فاذا حقق اياك نستعين طردت عنه الكبرياء لانه آآ عبد محتاج الى ربه فقير الى مولاه لا لا غنى له عن ربه طرفة عين ولهذا كلمة لا حول ولا قوة الا بالله هي براءة براءة براءة من العبد من حوله وقوته واعلان عجزه وظعفه وانه لا غنى له عن ربه طرفة عين فاذا حقق اياك نستعين طردت عنه التكبر والتعالي وغير ذلك من مظاهر والعجب ونحو ذلك اياك نعبد واياك نستعين اي نخصك يا ربنا وحدك بالعبادة والاستعانة فلا نعبد غيرك ولا نستعين بسواك والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة وهذا من اجمع واوفى ما عرفت به العبادة وهو لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في صدر كتابه العبودية فهي القيام بعقائد الايمان واخلاقه واعماله محبة لله وخضوعا لله. هذه هي العبادة واما الاستعانة فهي اعتماد العبد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به في حصول ذلك مع الثقة به في حصول ذلك آآ هذه الاستعانة الاستعانة تفويض تفويض والتجاء الى الله واعتماد عليه وبراءة من حولي العبد قوته وانه لا حول له ولا قوة الا بالله ولهذا الاستعانة التي هي توكل على الله مصاحبة للعبد في كل اموره الدينية والدنيوية وجميع مصالحه في جلب المنافع وفي دفع الشرور لا غنى له عن ربه طرفة عين ثم انتبه الى قول الشيخ وهذا التزام من العبد ما هو اياك نعبد واياك نستعين هذا التزام ليس فقط كلام يقرأه ويمشي لا هذا التزام لما يقول اياك نعبد واياك نستعين هذا التزام وعهد يعاهد العبد ربه عهدا متجددا في كل ركعة من كل صلاة ان يعبد ربه لا يعبد غيره وان يستعين بربه ولا يستعين بغيره ولما وجد في الناس من يقرأ هذا مجرد قراءة ولا ولا يستشعر هذا الالتزام والعهد الذي بينه وبين الله ولا يفهم المدلول وجد حتى من في صلاته وسجوده يستعين بغير الله ويدعو غير الله حتى في سجوده في سجوده وهو ساجد وهو وهو قائم يقول اياك نعبد واياك نستعين واذا وضع الجبهة في الارض يقول مدد يا فلان وجد هذا اين العهد الذي قلته وانت واقف امام الله اياك نعبد اين هذا القلب يتألم للجهل المرير الواقع المرير والجهل العظيم الذي بلي به كثير من الناس في المجتمعات المسلمة بسبب دعاة الضلال وائمة الباطل وتجد هؤلاء المساكين يظن انه في عبادة وانه في طاعة احد الدعاة سمعته يقول في مكة عند الكعبة الى جنبي رجل ساجد يقول في سجوده مدد يافع فهؤلاء المغرر بهم هؤلاء من وراء جهلهم ائمة ضلال ودعاة باطل هذا عهد هذا التزام اياك نعبد واياك كنستعين عهد بين العبد وبين الله ان يعبد الله ولا يعبد غيره وان يستعين بالله ولا يستعين بغيره عهد يعاهد العبد ربه عهدا متجددا متكررا في كل ركعة من كل صلاة. اياك نعبد قال هذا التزام من العبد بعبودية ربه هذا التزام ان تنظر الكلام العظيم هذا التزام تقول اياك نعبد هذا عهد ثم لما تقول اياك نعبد وانك عاهدت الله سبحانه وتعالى تستشعر ضعفك فتطلب من الله سبحانه وتعالى ان يعينك على القيام بهذا العهد اياك نعبد اعاهدك يا الله ان تكون عبادتي كلها لك لا اعبد الا انت لا ادعو الا انت لا اصرف ذلي وخضوعي الا لك لاذل الا لك لا اخضع الا لك هذا عهد اعاهدك يا الله ثم تستشعر ضعفك وانك لا غنى لك عن معونة الله. يا معاذ اني احبك لا تدعن دبر كل صلاة اان تقول اللهم اعني قال وطلب من ربه ان يعينه على القيام بذلك. اياك نستعين ولهذا اياك نعبد هذه راية واياك نستعين هذه وسيلة اياك نعبد هذه غاية غاية مقصودة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. اياك نستعين هذه وسيلة بمعنى انه لا سبيل لحصول هذه الغاية التي عبادة الله الا بهذه الوسيلة الاستعانة بالله فاذا عاهدت الله هذا العهد اطلب من الله الاعانة على تحقيقه فانك فقير الى عون الله سبحانه وتعالى لك؟ قال وبذلك يتوسل الى السعادة الابدية والنجاة بعبادة الله يتوسل باستعانته واعتماده على الله والتجاءه الى الله سبحانه وتعالى يتوسل الى السعادة الابدية والنجاة من جميع الشرور قال فلا سبيل لذلك الا بالقيام بالعبادة والاستعانة به وعلم بذلك شدة افتقار العبد لعبادة الله والاستعانة به. وهذا ايضا من الباب الذي اشرنا اليه هو ان السورة تعرف العبد بالرب وبنفسه تعرف العبد بنفسه فاذا كان اياك نعبد الله المستعان الله المستعان وانت اه عبد فقير بحاجة الى عونة واياك نعبد الله المعبود وانت عبد. ذليل خاضع لله سبحانه وتعالى فهي تعرف العبد بنفسه وتعرفه بربه نكتفي بهذا وانبه ان الدرس يتوقف الى يوم الاحد. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا