الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له واعلى درجته في عليين اهدنا الصراط المستقيم اي دلنا وارشدنا ووفقنا للعلم بالحق والعمل به الذي هو الصراط المستقيم المعتدل الموصل الى الله والى جنته وكرامته وهذا يشمل الهداية الى الصراط وهي التوفيق للزوم دين الاسلام وترك ما سواه من الاديان الباطلة ويشمل الهداية في الصراط وقت سلوكه علما وعملا فهذا الدعاء من اجمع الادعية وانفعها للعبد. ولهذا اوجبه الله ويسره وهذا الصراط هو طريق وصراط الذين انعمت عليهم بالنعمة التامة المتصلة بالسعادة الابدية وهم الانبياء والصديقون والشهداء والصالحون غير المغضوب عليهم وهم الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم ولا الضالين الذين ضلوا عن الحق كالنصارى ونحوهم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قوله سبحانه وتعالى اهدنا الصراط المستقيم الى اخر السورة هذا كما عرفنا هو القسم المتعلق بالعبد لان سورة الفاتحة قسمت بين الرب والعبد اولها للرب واخرها للعبد اخرها للعبد بان يسأل حاجته وطلبته بعد ان عظم ربه واثنى عليه ومجده بما يليق بجلاله وكماله من الثناء والتمجيد والتعظيم فقوله اهدنا الصراط المستقيم هذا دعاء هذا دعاء وكثير من عوام المسلمين يجهل ذلك ولهذا يقول الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ينبغي ان ينبه عوام الناس ان هذا دعاء وان كثير منهم يقرأ ولا يستشعر ان قوله اهدنا الصراط المستقيم دعاء دعاء قدم بين يديه وسائل وسائل يكون بها الاجابة ويا الثناء على الله سبحانه وتعالى والتوسل اليه بذكر اسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وهذه من اعظم الوسائل كما قال الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها هذا موجود في سورة الفاتحة بل هو على اتم ما يكون في هذه السورة كما قال جل وعلا قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى فهو جل وعلا يدعى باسمائه ويتوسل اليه باسمائه وصفاته وهذا من اعظم موجبات اجابة الدعاء وعدم رده اول السورة هو سائل للمطلوب واخرها آآ مطلوب بل هو اعظم مطلوب للعبد ولهذا ايضا مما ينبغي ان يعلم ان قوله اهدنا الصراط المستقيم هذا اعظم الادعية واجلها على الاطلاق اعظم الادعية واجلها على الاطلاق ولو تأملت ليس في الادعية المأثورة المأثورة شيء افترظ على العباد مثل هذا الدعاء هذا الدعاء افترض على العباد فرضه الله على العباد في اليوم والليلة سبع عشرة مرة بعدد الركعات في كل صلاة سبع عشرة مرة يدعو المسلم ربه بهذه الدعوة اهدنا الصراط المستقيم وهذا على سبيل الوجوب وليس في الادعية الاخرى شيء اوجب على العباد وفرض على العباد مثل هذا الدعاء فهذا يبين لك ان هذه الدعوة هي اعظم الدعاء. اهدنا الصراط المستقيم ان يا يدلك ويرشدك سبحانه وتعالى الى صراطه المستقيم الذي نصبه لعباده في هذه الحياة الدنيا كما قال جل وعلا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون والصراط المستقيم هو دين الله هو دين الله الذي شرعه وامر به ورظيه لعباده ولا يرضى سبحانه وتعالى لهم دينا سواه واذا كان صراط الله مستقيما هذا وصفه فان العبد ايضا مأمور بان يستقيم على هذا الصراط ان يكون مستقيما لا ان يكون معوجا منحرفا يمينا وشمالا بل المطلوب من العبد ان يستقيم على هذا الصراط والاستقامة على الصراط هي التي تطلب في هذه الاية من الله عز وجل اهدنا الصراط المستقيم اي دلنا وارشدنا ووفقنا يا الله ان نعرف هذا الصراط وان نستقيم عليه وان نكون وان نكون مستقيمين على صراطك المستقيم لا ننحرف يمينا ولا شمالا ولهذا ايضا ينبغي ان يعلم ان الهداية آآ ان الهداية المطلوبة هنا اهدنا الصراط المستقيم تتناول امرين العلم به والعمل العلم بالصراط والعمل بهذا العلم فليست الهداية علم بلا عمل ولا عمل ايضا بلا علم ومن كان عنده علم بالصراط لا يعمل به من كان عنده علم لكنه لا يعمل هذا من اهل الغضب غضب الله سبحانه وتعالى ومن كان يعمل لكنه بغير علم ولا هدى فهذا ضال ولهذا لما شرع للمسلم ان يدعو الله عز وجل بالهداية الى الصراط المستقيم سأل سأله عقب ذلك ان ينجيه من طريقين طريق المغضوب عليهم وطريق الضالين غير المغضوب عليهم ولا الضالين والمغضوب عليهم هم من يعلمون ولا يعملون والضالون هم الذين يعملون بلا علم ولا هدى من الله سبحانه وتعالى مثال الاول اليهود ومثال الثاني النصارى ولهذا قال بعض السلف عند تفسير هذه الاية من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى ثم الهداية المطلوبة هنا في قوله اهدنا الصراط المستقيم تتناول نوعين من الهداية اشار اليهما المصنف رحمه الله تعالى بقوله وهذا يشمل الهداية الى الصراط ثم قال ويشمل الهداية في الصراط فهما هدايتان هداية الى الصراط وهداية في الصراط وهذان نوعان من الهداية يشملهما قوله اهدنا الصراط المستقيم اما الهداية الى الصراط فهي التوفيق للزوم دين الاسلام توفيق للزوم دين الاسلام وترك ما سواه من الاديان الباطلة. هذا الهداية الى الصراط واما الهداية في الصراط فهي وقت سلوكه علما وعملا فاذا هما هدايتان هداية الى الصراط بان يهدى العبد الى هذا الدين وان يوفق ان يسلك صراط صراط الله المستقيم الهداية في الصراط هداية في الصراط نفسه بان يعرف معالمه طريقه ووسائل البقاء عليه والمداومة ويمكن ان يتضح بهذا بالمثال اه الطرق التي الطرق التي توصل الى المدن الطرق التي توصل الى المدن يحتاج الانسان ان يعرف الطريق نفسه ويحتاج ايضا ان يعرف تفاصيل الطريق ان يعرف تفاصيل الطريق محتاج الى هذا محتاج الى هذا لا يكفي ان يكون عارفا بالطريق من اي جهة اذا عرف الطريق من اي جهة يحتاج الى تفاصيل اخرى في الطريق نفسه ايضا الصراط المستقيم يحتاج الى هداية الى الصراط نفسه ويحتاج الى هداية في الصراط بان يعرف تفاصيل هذا الصراط اموره اعماله الى غير ذلك يكون على علم وعمل حتى يصح سيره واستقامته على هذا الصراط المستقيم وقوله في الاية غير المغضوب عليهم ولا الضالين في التحذير من الانحراف عن هذا الصراط في التحذير من الانحراف عن هذا الصراط وان الانحراف عن صراط الله المستقيم هو شعب كثيرة ومسالك متنوعة جاءت الاشارة اليها في الحديث عندما خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مستقيما وخط على جنبتيه خطوط وقال هذا صراط الله المستقيم وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان والاية ايضا فيها دلالة على ذلك وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوه السبل فتفرق بكم عن سبيله قوله غير المغضوب عليهم ولا الضالين يفيد ان السبل التي هي انحراف عن الصراط مردها كلها الى امرين اما انحراف في العلم او انحراف في العمل او بهما معا وهذا ايضا يستفاد منه ان آآ الثبات على الصراط المستقيم يحتاج الى الامرين العلم النافع والعمل الصالح العلم النافع والعمل الصالح هذا هو الصراط المستقيم ان يلزم المرأة العلم النافع والعمل الصالح فيكون من اهل العلم والعمل وهذا هو السبيل آآ آآ سبيل اه اهل الصراط المستقيم قال اهدنا الصراط المستقيم سأل الله الهداية ثم عرف به قال صراط الذين انعمت عليهم صراط الذين انعمت عليهم المنعم عليهن هم الذين جمع الله لهم بين العلم والعمل العلم النافع والعمل الصالح صراط الذين انعمت عليهم في الاية الاخرى يقول الله عز وجل من يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا فاذا كان من اهل العلم النافع والعمل الصالح فهو مع هذه الرفقة التي اه هي احسن رفقة وحسن اولئك رفيقا. نعم قال رحمه الله الشيخ رحمه الله ينبه على امر اشرت اليه يقول فهذا الدعاء من اجمع الادعية وانفعها للعبد ولهذا اوجبه الله ويسره اوجبه الله عز وجل وهذا لا وهذا لا يوجد في اي دعاء اخر هذا اوجبه الله على العباد في اليوم والليلة سبع سبع عشرة مرة اوجبه الله على العباد في اليوم والليلة سبع عشرة مرة في اه اه في الصلاة نعم قال رحمه الله فهذه السورة على ايجازها قد جمعت علوما جمة تضمنت انواع التوحيد الثلاثة توحيد الربوبية يؤخذ من قوله رب العالمين وتوحيد الالهية ان يعني تنظيم الكتابة على الاسلوب الحديث ان يقال فهذه السورة على انجازها قد جمعت علوما جما ثم يبدأ سطر جديد تضمنت ثم يأتي وتضمنت وتضمنت وهكذا نعم احسن الله اليكم. فهذه السورة على ايجازها قد جمعت علوما جمة تضمنت انواع التوحيد الثلاثة توحيد الربوبية يؤخذ من قوله رب العالمين وتوحيد الالهية من قوله اياك نعبد واياك نستعين فهو المألوه بعبادته والاستعانة به وتوحيد الاسماء صفات بان يثبت لله صفات الكمال كلها التي اثبتها لنفسه واثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم وقد دل على ذلك اثبات الحمد لله فان الاسماء الحسنى والصفات العليا واحكامها كلها محامد ومدائح لله تعالى نعم يقول الشيخ هذه السورة سورة الفاتحة على ايجازها قد جمعت علوما جما. ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه يقول تزيد على المئة الدروس التي آآ تستفاد من هذه السورة ولا غرابة في اه كثرة الدروس المستفادة من سورة الفاتحة لانها ام القرآن وعرفنا ان تسميتها ام القرآن لانها حوت اجمالا ما حواه القرآن تفصيلا ولهذا لا غرابة في كثرة الدروس المستفادة من من هذه السورة العظيمة فيتضمنت علوما جما ثم اشار رحمه الله الى بعض الدروس اه والعلوم المستفادة من سورة الفاتحة فذكر اولا انها تظمنت انواع التوحيد الثلاثة تضمنت انواع التوحيد الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات اما الربوبية ففي قوله رب العالمين ومعنى رب العالمين اي خالقهم وموجدهم والمتصرف فيهم المدبر لشؤونهم سبحانه وتعالى واما توحيد الالهية هو توحيد العبادة فمن قوله اياك نعبد واياك نستعين فهو المألوه آآ المألوف بعبادته والاستعانة به. المألوف بعبادته والاستعانة به والعبادة غاية والوسيلة والاستعانة وسيلة لتحقيق هذه الغاية واما توحيد الاسمى والصفات فيؤخذ من الحمد ويؤخذ ايضا من الاسماء التي ذكرت في هذه السورة فقد عد فيها اه جملة من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وصفاته العظيمة. نعم قال رحمه الله وتضمنت اثبات الرسالة في قوله اهدنا الصراط المستقيم لانه الطريق الذي عليه النبي صلى الله عليه وسلم وذلك فرع عن الايمان بنبوته ورسالته تضمنت اثبات الرسالة هذا مأخوذ من قوله اهدنا الصراط المستقيم. لان الاية افادت ان آآ ثمة صراط واحد طريق واحد يوصل الى الله وينال به رضوانه ويفضي الى جنته ويكون به النجاة من ناره لانه يوم القيامة ينصب على النار جسر صراط مستقيم لا يوصل الى الجنة الا من طريقه او او بالسير عليه وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ولهذا فهما سرطان صراط في الدنيا وهو الدين هو صراط في الاخرة وهو الجسر الذي ينصب على متن جهنم وبحسب سير العبد على الصراط الذي في الدنيا يكون سيره على الصراط الذي ينصب على متن جهنم يوم القيامة فالصراط المستقيم هو الطريق القويم الذي يوصل الى رظوان الله وجنته وتكون به النجاة من ناره وهو الذي جاءت به رسل الله ففي قوله اهدنا الصراط المستقيم اثبات الرسالة يعني اهدنا الصراط الذي رظيته لعبادك وبعثت به رسلك فوفقنا لسلوكه واجعلنا من اهله اجعلنا من اتباع الانبياء الذين بعثتهم ببيان هذا الصراط ومعالمه نعم قال رحمه الله وتضمنت اثبات الجزاء وانه بالعدل وذلك مأخوذ من قوله مالك يوم الدين امنت اثبات الجزاء وانه بالعدل وذلك مأخوذ من قوله ما لك يوم الدين وعرفنا ان المراد بالدين اي الحساب ومن اسماء الرب الديان ومعنى الديان اي المجازي قال الله تعالى ان يجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فيوم الدين هو يوم آآ الحساب قال الله تعالى وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا. والامر يومئذ لله فهذا فيه اثبات الجزاء وانه بالعدل وانه بالعدل ولهذا في الحديث القدسي حديث عبد الله بن انيس قال عليه الصلاة والسلام يحشر اه العباد يوم القيامة حفاة عراة بهما ثم ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب انا الملك انا الديان انا الملك انا الديان لا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة ولاحد عليه مظلمة حتى اقتصها منه هذا تفسير لقوله الديان الديان المجازي بالعدل ومالك يوم الدين اي يوم الجزاء والحساب فيقول في ذلك اليوم في يوم الدين انا الملك انا الديان. لا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة ولاحد من اهل النار عليه مظلمة حتى اقتصها منه ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار ولاحد من اهل الجنة عليه مظلمة حتى اقتصها منه فهو المجازي ومجازاته سبحانه وتعالى بالعدل نعم قال رحمه الله وتضمنت اثبات مذهب اهل السنة والجماعة في القدر وان جميع الاشياء بقضاء الله وقدره وان العبد فاعل حقيقة ليس مجبورا على افعاله وهذا يفهم من قوله اياك نعبد واياك نستعين فلولا ان مشيئة العبد مضطر فيها الى اعانة ربه وتوفيقه لم يسأل الاستعانة من دروس وهذه السورة والعلوم المستفادة منها اثبات القدر اثبات القدر وان الامور بمشيئة الله سبحانه وتعالى وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وهذا مستفاد من مواطن من السورة اشار الشيخ الى موطن منها وهو الاستعانة يقول فلولا ان مشيئة العبد مضطر مضطر فيها الى اعانة ربه وتوفيقه لم يسأل الاستعانة لم يسأل الاستعانة او لم يسأل الاعانة الا سؤال الاعانة سؤالا آآ الاعانة هو اه دليل على ان الامور بمشيئة الله كذلك اهدنا الصراط المستقيم دليل على ذلك. كذلك قوله رب العالمين دليل على ذلك دليل على ذلك رب العالمين اي خالقهم ومربيهم ومدبر شؤونهم والمتصرف فيهم كيف شاء فالسورة فيها اثبات القدر في في مواطن نعم قال رحمه الله وتضمنت اصل الخير ومادته وهو الاخلاص الكامل لله في قول العبد اياك نعبد واياك نستعين وتضمنت اصل الخير ومادة الخير وهو الاخلاص الكامل لله والاخلاص هو لب الدين وروحه والاساس الذي يقوم عليه دين الله سبحانه وتعالى وهو مستفاد من قوله اياك نعبد واياك نستعين فان تقديم المعمول على العامل اسلوب من اساليب الحصى يعني اصل الجملة نعبدك ونستعين بك لكن لما قدم المعمول على عامله اياك نعبد واياك نستعين افاد الحصر والمعنى نعبدك ولا نعبد غيرك ونستعين بك ولا نستعين بغيرك ففيه الاخلاص وحقيقة الاخلاص ان يؤتى بالعمل لله وحده لا يجعل مع الله شريك فيه لا في قليل ولا كثير وهذا اه الاخلاص هو اصل الخير ومادته هو اصل الخير ومادته واذا نزع الاخلاص من العمل لم يبقى في العمل خير لان اصل الخير هو الاخلاص. فاذا نزع الاخلاص نزع الخير. لم يصبح في العمل بركة فبركة العمل بالاخلاص وذهاب الاخلاص ذهاب لبركة العمل وذهاب للانتفاع به حتى وان كثر العمل لا ينتفع به لان العمل لا يكون فيه الخير والنفع والبركة الا اذا اخلص فيه لله كما قال الله سبحانه وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين هذه بعض الدروس والا يعني الدروس التي تستفاد من هذه السورة كثيرة جدا وابن القيم آآ رحمه الله تعالى عدد جملة منها في اوائل آآ كتابه مدارج السالكين في منازل آآ شرح منازل السائلين اياك نعبد واياك نستعين. نعم قال رحمه الله ولما كانت هذه السورة بهذه العظمة والجلالة اوجبها الشارع على المكلفين في كل ركعة من صلاتهم فرضا ونفلا. نعم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فالله اوجبها على العباد في صلاتهم فرضا ونفلا في صلاتهم فرضا ونفلا ولهذا مصاحبة هذه السورة للمؤمن في ايامه ولياليه مصاحبة عجيبة جدا يعني ما في بكثرة قراءته لها اذا كان يعني اذا كان مواظبا على النوافل اه آآ اذا كان مواظبا على النوافل آآ مع الفرائض مع دائن الفرائض في يكون في ليلته وفي يومه وليلته ركعاته اربعين او تزيد اربعين ركعة او تزيد على الاربعين اذا كان يعني معتنيا اه النوافل التي هي الرواتب اه صلاة الليل ما تنقص عن الاربعين. ما تنقص عن الاربعين ركعة هذا في اليوم والليلة اذا نظرت في السنة كم واذا نظرت في عمر الانسان اذا كان عمره سبعين سنة وهو مواظب على هذه الصلوات كم قرأها في حياته ولهذا تأتيك ارقام اه كبيرة جدا وهذا يدرك منه ان هذه السورة آآ هي حياة المسلم هذه السورة هي حياة المسلم وتصاحبه في ايامه ولياليه مصاحبة تامة وهو ملازم لها ملازمة تامة في لياليه وايامه لا ينقطع عنها لا ينقطع عن هذه السورة يقرأها ثم يقرأها ثم يقرأها وهكذا الى ان يتوفاه الله سبحانه وتعالى وهو ما يزال يقرأ هذه السورة العظيمة المباركة التي اه فرضها الله واوجبها على عباده في صلاتهم فرضها ونفلها. نعم قال رحمه الله وفيها تعليم من الله لعباده مرة يعني خبرا اعجبني اه امرأة يعني كانت متفوقة في في في دراستها متفوقة جدا فطلبت لمستوى عالي من التدريس فابت الا ان تكون في في روضة معلمة في روضة واصرت الا ان تكون كذلك سئلت عن ذلك قالت رغبتي ان القن ابناء المسلمين الفاتحة وهذا استثمار عجيب من انفس الاستثمارات في الدنيا استثمار عجيب جدا تقول اريد ان يلقن ابناء المسلمين الفاتحة هذه اذا لقنتهم الفاتحة كم سيقرأونها في صلواتهم فرضهم ونفله اذا كان هذا الابن الذي او البنت التي حفظته هذه السورة عاش سبعين سنة ثمانين سنة وانت تستحضر الدال على الخير كفاعله ثم هذا الابن اذا كبر علم ابناءه وعلم غيره. فكم من الاجور يجري لهذه؟ ولهذا استثمار هذا عجيب. هذا نوع يعني فريد من الاستثمار الناجح في في هذه الحياة الدنيا وهذا من الفقه من فقه الاستثمار نعم قال رحمه الله وفيها تعليم من الله لعباده كيف يحمدونه ويثنون عليه ويمجدونه بمحامده ثم يسألون ربهم جميع مطالبهم ففيها دليل على افتقارهم الى ربهم في الامرين مفتقرين اليه في ان يملأ قلوبهم من محبته ومعرفته ومفتقرين اليه في ان يقوم بمصالحهم ويوفقهم لخدمته. والحمد لله رب العالمين ايضا هذا من دروس هذه السورة العظيمة آآ ان فيها تعليم لعباده يعلم عبادة كيف يحمدونه؟ كيف يثنون عليه كيف يمجدون؟ كيف يدعونه فمن فوائد السورة تعليم الثناء على الله والتمجيد والتعظيم لله ولهذا في الحديث القدسي قال اذا قال الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي اذا قال الرحمن الرحيم قال الله عز وجل اثنى علي عبدي اذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي وفي رواية فوض الي عبدي فعلمهم كيف يثنون عليه وهذا الثناء الذي في السورة هو اعظم الثناء وايضا علمهم كيف يدعونه وان الدعاء له اداب ومن اعظم اداب الدعاء حسن التوسل الى الله بين يديه باعظم الوسائل وهي اسماء الله الحسنى سبحانه وتعالى وصفاته العلا وفي السورة ايضا دليل على فقر العباد الى الله وانهم لا غنى لهم عن ربهم طرفة عين وكذلك من فوائد السورة فيها التعريف بالعبد تعريف العبد بنفسه فكل اية تقرأها من هذه السورة تعرفك بنفسك وتعرفك بربك وخالقك ومولاك. وهذا نبه عليه المصنف فيما تقدم في اول كلامه على هذه السورة قال هنا ففيها دليل على افتقارهم الى ربهم في الامرين في الامرين في ان يعلمهم كيف يسألونه كيف يفتقرون اليه؟ كيف يتذللون بين يديه ويعلمهم ما يحققون به ذلك من الاستعانة به وحصن اللجوء اليه سبحانه وتعالى قال الشيخ والحمد لله رب العالمين بهذا نختم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا