الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له واعلى درجته في عليين قال تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب الاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له هذه الاية الكريمة لها شأن كبير كان صلى الله عليه وسلم يقرأها كثيرا في الركعة الاولى من سنة الصبح وقد اشتملت على جميع ما يجب الايمان به فان الايمان الشرعي هو تصديق القلب التام واقراره بهذه هو تصديق القلب التام واقراره بهذه الاصول المتضمن لاعمال الجوارح ولاعمال القلوب وهو بهذا الاعتبار يدخل فيه الاسلام وتدخل فيه الاعمال الصالحة كلها فهي ايمان وهي من اثار الايمان فاذا اطلق الايمان دخل فيه ما ذكر. وكذلك اذا اطلق الاسلام فانه يدخل فيه الايمان فاذا قرن بين الاسلام والايمان فسر الايمان بما في القلب من العقائد الصحيحة والارادات الصالحة وفسر بالاعمال الظاهرة وكذلك اذا جمع بين الايمان والعمل الصالح الايمان لما في الباطن والعمل الصالح هو الظاهر مع اطلاق الايمان يدخل فيه العمل الصالح. كما في كثير من الايات الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اورد المصنف الامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله هذه الاية من سورة البقرة قول الله جل وعلا قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ووصف رحمه الله تعالى هذه الاية بان لها شأنا كبيرا واستشهد لذلك بكثرة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لها في الركعة الاولى من سنة الفجر التي اخبر عليه الصلاة والسلام انها خير من الدنيا وما فيها وقد ثبت وقد ثبت بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ في ركعتي الفجر في الاولى منهما بهذه الاية قولوا امنا بالله وفي الركعة الثانية قوله سبحانه وتعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك بي شيئا ولا يتخذ بعظنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بان مسلمون الاية الاولى اي التي ذكر الشيخ رحمه الله هي اية الايمان والاية الثانية التي في الركعة في الركعة الثانية اية الاسلام فجمع في الركعتين بين الايمان والاسلام اي بين العقيدة والعمل ونظير هذا تماما جمعه عليه الصلاة والسلام في هاتين الركعتين بين قل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد قل يا ايها الكافرون الى اخرها هذه في جانب العمل وقل هو الله احد هذا في جانب العلم الذي هو الاعتقاد الاولى في التوحيد العملي والثاني في التوحيد العلمي والتوحيد الذي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجله علمي وعملي و الشيخ رحمة الله عليه اشار الى كثرة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لها في سنة الفجر وهذا جاء مصرحا به في بعض الفاظ الحديث كما في المستدرك للحاكم جاء لفظ حديث ابن عباس عنده كان اكثر ما يقرأ وصلى الله عليه وسلم في ركعتي الفجر وذكر هاتين الايتين وذكر هاتين الايتين فهذا فيه المعنى الذي اشار اليه رحمه الله تعالى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان آآ كثير القراءة لهاتين آآ الايتين في ركعة آآ ركعتي الفجر في الاولى قولوا امنا بالله وفي الثانية قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الاولى اية الايمان والثانية اية الاسلام الاولى في العلم والثانية في العمل الاولى في العقيدة والثانية في الشريعة العبادة الحاصل ان كهذه المواظبة على القراءة بهاتين الايتين في ركعتي الفجر التي هي خير من الدنيا وما فيها دليل على ايضا آآ شأن آآ شأنهما يقول الشيخ رحمه الله عن هذه الاية اية سورة البقرة يقول اشتملت على جميع ما يجب الايمان به على جميع ما يجب الايمان به ولهذا كما اشرت وصفها شيخ الاسلام بانها اية الايمان اية الايمان لانها اشتملت على جميع ما يجب الايمان به اي من اصول الايمان العظيمة وقواعده المتينة التي يقوم عليها فدين الله سبحانه وتعالى ثم قال رحمه الله فان الايمان الشرعي هو تصديق القلب التام واقراره بهذه الاصول هو تصديق القلب التام واقراره بهذه الاصول اه التي اشتملت عليها هذه الاية وسيأتي تفصيل لها عند الشيخ رحمه الله تعالى المتضمن لاعمال الجوارح ولاعمال القلوب لان كل مؤمن مسلم الايمان اذا عمر به القلب وامتلأ القلب به فان الجوارح والقلب سيعمل تبعا لذلك. الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فاذا عمر القلب بالايمان تبعته الجوارح بالاعمال الصالحة ولهذا اشار الشيخ ان التصديق التام الاقرار بهذه الاصول متضمن لاعمال الجوارح ولاعمال القلوب. وبهذا الاعتبار يدخل فيه الاسلام وتدخل فيه الاعمال الصالحة ولهذا اذا اطلق الايمان اذا اطلق الايمان وذكر في مقام الثناء اه على اهله فان الاعمال الصالحة كلها داخلة فيه فان الاعمال الصالحة كلها داخلة فيه عندما تأتي مثلا الى قوله آآ انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله الى غيرها من الايات في مقام الثناء على المؤمنين الكمل الاعمال الصالحة كلها داخلة لكن اذا ورد الايمان في مثل قوله فتحرير رقبة مؤمنة نحو ذلك فان المراد بالايمان اصل آآ اصل اصله ووجود شيء من العمل يدل عليه هدوء ووجود شيء من العمل يدل عليه فالحاصل ان الايمان اذا اطلق فانه يتناول الدين كله ويشمل اعمال الجوارح واعمال القلوب وهو بهذا الاعتبار يدخل فيه الاسلام وتدخل فيه الاعمال الصالحة كلها فهي ايمان وهي من اثار الايمان هي ايمان لان العمل العمل الصالح من الايمان وجزء من اجزائه وجاءت النصوص الكثيرة في تسمية الاعمال ايمانا مثل قوله في قوله تعالى في شأن الصلاة وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم مثل حديث الشعب الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان اماطة الاذى عن الطريق عمل بالجوارح وعده النبي عليه الصلاة والسلام من شعب الايمان واعماله والحياة امل من اعمال القلوب وعده النبي صلى الله عليه وسلم شعبة من شعب الايمان وعملا من اعماله قال فاذا اطلق الايمان دخل فيه ما ذكر يعني الاعمال الصالحة واعمال القلوب وجميع الطاعات عموم القربات كلها داخلة في الايمان بهذا الاعتبار اذا اطلق الايمان وكذلك اذا اطلق الاسلام فانه يدخل فيه الايمان اذا اطلق الاسلام مثل قول الله قول الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام ومثل قول الله جل وعلا ورضيت لكم الاسلام دينا ومثل قوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. ومثل قوله يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم اي الاسلام كافة فهذه الايات ونظائرها كثير يطلق فيها الاسلام فيدخل فيها الدين كله. العقيدة والا العبادة اعمال فانه يدخل فيه الامام فاذا قرن بين الاسلام والايمان فسر الامام بما في القلب من العقائد الصحيحة والارادات الصالحة. وفسر الاسلام بالاعمال الظاهرة فسر الاسلام بالاعمال الظاهرة هذا اذا قرن بينهما مثل القرن بينهما في حديث جبريل المشهور ففسر الامام بالعقيدة وفسر الاسلام بالعمل فسر الايمان بالعقيدة وفسر الاسلام بالعمل وهذا مبني على قاعدة متكررة في هذه الالفاظ ونظائرها من الالفاظ الشرعية آآ ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها ويختصر بعض اهل العلم هذه القاعدة بقولهم اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا اذا اجتمعا في الذكر افترقا في المعنى واذا افترقا في الذكر اجتمعا في المعنى مثل ذلك اذا جمع بين الايمان والعمل الصالح. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات في ايات كثيرة اذا جمع بين الايمان والعمل الصالح الايمان لما في الباطن والعمل الصالح هو الظاهر ومع اطلاق الايمان يدخل فيه العمل اذا اطلق الايمان دخل فيه العمل واذا قرن العمل مع الايمان اريد بالايمان الاعتقاد واريد بالعمل الصالح الطاعات المتنوعة التي يتقرب بها المسلم الى الله جل وعلا نعم قال رحمه الله فقوله تعالى قولوا امنا بالله اي قولوا ذلك بالسنتكم متواطئة عليها قلوبكم وهذا هو القول التام الذي يترتب عليه الثواب والجزاء فكما ان النطق باللسان بدون اعتقاد القلب ليس بايمان بل هو نفاق فكذلك القول الخالي من عمل القلب عديم التأثير ديري قليل الفائدة هذا تنبيه مهم تعلق بصدر هذه الاية قول الله عز وجل قولوا امنا بالله قولوا امنا بالله القاعدة عند العلما هنا ان القول ان القول اذا اطلق يشمل قول القلب وقول اللسان القول اذا اطلق يشمل قول القلب وقول اللسان واذا قيد فهو بحسب ما قيد به مثل ويقولون في انفسهم ويقولون بافواههم قيد مرة بالنفس ومرة بالفم او اللسان اذا قيد فهو بحسب ما قيد به لكن اذا اطلق فانه يشمل قول القلب وقول اللسان فقوله تعالى قولوا امنا بالله مثله في الحديث قل امنت بالله ثم استقم المراد بالقول هنا قول القلب وقول اللسان والمعنى قولوا امنا بالله بقلوبكم معتقدين وبالسنتكم ناطقين ومتلفظين هذا هو المراد قولوا امنا بالله اي قولوها بقلوبكم عقيدة وقولوها بالسنتكم نطقا وتلفظا بهذا الايمان هذا هو المراد ليس المراد ان يقولها قولا مجردا بلسانه خاليا عن عقيدة عن عقيدة لذلك في قلبه ليس هذا هو المراد وانما المراد بالقول هنا القول الذي هو عن اعتقاد القول الذي هو عن اعتقاد وهذا معنى قول الشيخ قولوا ذلك بالسنتكم متواطئة عليها قلوبكم متواطئة يعني معتقدة ذلك متواطئة عليها قلوبكم اي معتقدة قلوبكم هذا الذي تقولونه بالسنتكم فاذا كان اذا كان الانسان يقول امنا بالله قولا مجردا بلسانه ولم يقم في قلبه اعتقاد لذلك فهذا هو النفاق اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا يقولون امنا بماذا بالسنتهم فقط قالوا امنا بالسنتهم قلوبهم لا تعتقد ذلك لا تعتقد ذلك فالحاصل ان المراد بقوله قولوا امنا بالله اي قولوها بقلوبكم والسنتكم بقلوبكم عقيدة وبالسنتكم نطقا وتلفظا. نعم قال رحمه الله وفي قوله تعالى قولوا اشارة الى الاعلان بالعقيدة والصدع بها والدعوة لها اذ هي اصل الدين واساسه. نعم لانه لم يكتفي بالامر بالاعتقاد. اعتقدوا ان انه كذا. قال قولوا ففيه الصدع بهذا الاعتقاد فيه الاعتقاد الاية اشتملت على الامر بالاعتقاد والامر بالصدع به بهذه العقيدة التي يدين اه المسلم بها نعم قال رحمه الله وفي وفي مثل قوله امنا وما اشبهها من الايات التي يضاف الفعل فيها الى ظمير الجمع اشارة الى انه يجب على الامة الاعتصام بحبل الله جميعا والحث على الائتلاف والنهي عن الافتراق. وان المؤمنين كالجسد الواحد عليهم السعي لمصالحهم كلها جميعا تناصح التام نعم يعني هذا استنباط آآ استنباط من هذه اللفظة في هذه الاية قولوا امنا امنا هذا فيه حث على الائتلاف وان امنا هذا الايمان هو الذي يؤلف القلوب المؤمنة ويجمع الشتات القلوب المتفرقة ولا يمكن ان ان تجتمع قلوب الا على هذا لا يمكن ان تجتمع القلوب وتأتلف النفوس الا على هذا امنا وهذا فيه فائدة وتنبيه عظيم من الشيخ ان العقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة هي التي تؤلف القلوب وتجمع شتات النفوس المتفرقة ولا يمكن ان تأتلف قلوب وتجتمع نفوس الا على معتقد صحيح المتلقى من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فالعقيدة الصحيحة هي التي تجمع والعقائد الباطلة هي التي تفرق الناس وتشتت شملهم نعم قال رحمه الله وفيه دلالة على جواز اضافة الانسان الى نفسه ولهذا الاعتصام الذي اشار اليه الاعتصام بحبل الله الذي امر الله به بقوله واعتصموا بحبل الله. المراد بحبل الله دين الله المراد بحبل الله امنا الى تمام الاية هذا هو الاعتصام الاعتصام بان يكون الجميع على هذا الايمان مؤتلفين متعاونين متحابين في الله تبارك وتعالى. نعم قال رحمه الله وفيه دلالة على جواز اضافة الانسان الى نفسه الايمان على وجه التقييد. بان يقول انا مؤمن بالله يقول امنت بالله بل هذا الاخير من اوجب الواجبات كما امر الله به امرا حتما بخلاف قول العبد انا مؤمن ونحوه فانه لا يقال الا مقرونا بالمشيئة لما في به من تزكية النفس لان الايمان المطلق يشمل القيام بالواجبات وترك المحرمات فهو كقوله انا متق او ولي او من اهل الجنة وهذا التفريق هو مذهب محققي اهل السنة والجماعة. هذا التنبيه مهم مستفاد من الاية من قولها قولوا امنا وفي الحديث قال قل امنت بالله قل امنت بالله وفي الاية قولوا امنا بالله الى اخر الاية فاذا جاء بالايمان مقيدا اذا جاء بالايمان مقيدا فهذا صحيح لكن اذا اذا قال انا مؤمن هكذا جاء باللفظ مطلقا فانه يتناول الدين كله عقيدة وعبادة وخلقا الى اخره فاذا قال انا مؤمن اذا قال انا مؤمن فهذه تزكية للنفس والله سبحانه وتعالى يقول فلا تزكوا انفسكم هو اعلم من اتقى واعلم بمن اتقى فاذا قال انا مؤمن مثل مثل قوله انا في الجنة تزكية لنفسه فمثل قوله انا ولي من اولياء الله وانا من المتقين هذه كلها تزكية لكن اذا قيد قال امنت بالله امنت بالله وكتبه ورسله بهذا التقييد لا اشكال ولهذا السلف من عقيدتهم في الايمان الاستثناء فيه والاستثناء فيه اذا سئل احدهم امؤمن انت؟ قال انا مؤمن ارجو او مؤمن ان شاء الله ومن صيغ الاستثناء هذا الذي يشير اليه الشيخ ان يقول امنت بالله وملائكته ولهذا الحسن البصري سئل مرة قيل له امؤمن انت؟ قال الايمان ايمانا ان كنت تسألني عن اهل قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ان كنت تسألني عن هؤلاء فارجو ان اكون منهم وان كنت تسأل عن اني مؤمن بالله وملائكتي وكتبه ورسله فانا مؤمن فبالتقييد الذي جاء في الاية امنت بالله وملائكته وكتبه امنت بالله وبكتبه المنزلة هذا هذا التقييد هو هو يعد ملء السناء الذي في الايمان نعم قال رحمه الله فقوله امنا بالله اي بانه واجب الوجود. واحد احد فرد صمد متصف بكل كمال منزه عن كل صفة عن كل نقص مستحق لافراده بالعبودية كلها. وهو يتضمن الاخلاص التام هذا الشروع من الشيخ رحمه الله في تفسير لالفاظ هذه الاية فقوله امنا بالله قال اي بانه واجب الوجود. وهذه اللفظة تركها اولى لانها ليست من عبارات السلف ولا من اطلاقاتهم وانما هي من العبارات التي اه نشأت فيما بعد نشاط في مدارس المتكلمين واضرابهم وان كان الشيخ يعني يطلقها هنا على معنى صحيح لكن آآ الاقتصار خاصة في مقام التقرير والبيان على الالفاظ المأثورة والفاظ السلف اولى يقال هنا امنا بالله اي بانه الرب العظيم بانه الرب المتفرد بالكمال بانه الرب الواحد في روبيته الواحد في الوهيته الواحد اه في اسمائه وصفاته امنا بالله اي وحدانية الله بان له الوحدانية وانه واحد احد فرد صمد الحاصل ان الايمان بالله هو الايمان بوحدانية الله. يعني ادق ما يقال هنا الايمان بالله والايمان بوحدانية الله في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته وهذه اركان الايمان بالله هذه اركان الايمان بالله الايمان بوحدانية الله في ربوبيته وحدانية في الوهيتي ووحدانيته في اسمائه وصفاته جميع ذلك انتظمته عبارة الشيخ رحمه الله تعالى حيث قال واحد احد فرد صمد متصف بكل صفة كمال منزه عن كل نقص مستحق لافراده بالعبودية كلها وهو يتضمن الاخلاص التام. نعم قال رحمه الله قوله وما انزل الينا يدخل فيه الايمان بالفاظ الكتاب والسنة ومعانيهما كما قال تعالى وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم فيدخل في هذا الايمان بما تضمنه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من اسماء الله وصفاته وافعاله وصفات رسله واليوم الاخر والغيوب كلها والايمان بما تضمنه الكتاب والسنة ايضا من الاحكام الشرعية الامر والنهي واحكام الجزاء وغير ذلك. اه قوله جل وعلا وما انزل الينا هذا يتناول الكتاب والسنة لان السنة وحي منزل قال الله عز وجل وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى اما اني اوتيت القرآن ومثله معه فالسنة وحي فهي داخلة في تحت قوله وما انزل الينا وما انزل الينا ولهذا الشيخ يقول يدخل فيه الامام بالفاظ الكتاب والسنة ومعانيهما الايمان بالفاظ الكتاب والسنة ومعانيهما. اذا كل ما جاء في القرآن والسنة من العقيدة والعبادة والاخلاق ونحو ذلك هذا كله داخل تحت قول آآ وما انزل الينا وما انزل الينا نعم قال رحمه الله قوله وما انزل الى ابراهيم الى اخره فيه الايمان بجميع الكتب المنزلة على جميع الانبياء والايمان بالانبياء عموما وخصوصا ما نص والايمان بالانبياء عموما. وخصوصا ما نص ما نص منهم في وخصوصا ما نص عليهم منهم في الاية الكريمة وغيرها لشرفهم ولكونهم اتوا بالشرائع الكبار فمن براهين الاسلام ومحاسنه وانه دين الله الحق الامر بالايمان بكل كتاب انزله الله وكل رسول ارسله الله مجملا ومفصلا فكل من ادعى انه على دين الحق كاليهود والنصارى ونحوهم فانهم يتناقضون. فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض يبطل كفرهم وتكذيبهم تصديقهم ولهذا اخبر عنهم انهم الكافرون حقا وانه لا سبيل يسلك الى الله الا سبيل الايمان بجميع الرسل وبجميع الكتب المنزلة على الرسل. قوله وما انزل الى ابراهيم الى اخره هذا يتضمن ركنين عظيمين من اركان الايمان الايمان بالكتب والايمان بالرسل وما انزل الى ابراهيم الى اخره هذا فيه الايمان بالكتب المنزلة على الرسل الذين نص عليهم من اجمل في قوله وما اوتي النبيون من ربهم فما اوتي النبيون من ربهم فهذا الامام فيه الايمان بالكتب وقل امنت بما انزل الله من كتاب اي على اي رسول سواء ذكر الرسول الذي انزل عليهم او او لم يذكر او او ذكر اسم الكتاب المنزل عليه او لم يذكر نؤمن بجميع الكتب المنزلة فالاية فيها الايمان بجميع الكتب المنزلة على آآ على رسل الله وفيها الايمان بالرسل وفيها الايمان بالرسل عليهم صلوات الله وسلامه عموما اخذا من قوله وما اوتي النبيون وخصوصا من نص عليه منهم من نص عليه منهم والانبياء لم يذكروا باسمائهم كلهم في القرآن وانما ذكر عدد منهم منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك. فنؤمن بالجميع من ذكر اسمه وشيء من اخباره ومن لم يذكر اسمه ولا شيء من اخباره نؤمن بهم وهذا كما ذكرت من اصول الايمان وقواعده اه كما قال الله عز وجل كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين يقول هذا من محاسن الاسلام محاسن الاسلام انه يدعو الى الايمان بجميع الانبياء اما الاديان الاخرى مثل اليهودية والنصرانية وغيرها تجد عقائدهم قائمة على الايمان ببعض والتكذيب ببعض اما الاسلام فهو يدعو الى الايمان بالجميع. الايمان بمحمد عليه الصلاة والسلام بموسى وعيسى وابراهيم واسماعيل واسحاق وداود وسليمان الى غيرهم من انبياء الله ورسله لا يفرقون بل يؤمنون بالجميع. لا نفرق بين احد من رسله. هذي عقيدة يكررها اه المسلم تكرارا مستمرا مؤمنا بها معتقدا لها فهذه عقيدة الاسلام وهم محاسن الدين اما الاديان الاخرى فعندهم الايمان ببعض الكفر ببعض مع ان التكذيب برسول واحد تكذيب بالجميع تكذيب برسول واحد تكذيب بالجميع لان الرسل كلهم على عقيدة واحدة وعلى دين واحد وكلهم اه مرسلون حقا من الله سبحانه وتعالى يقول الشيخ فانهم يتناقضون اي اليهود والنصارى فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض فيبطل كفرهم وتكذيبهم تصديقهم لان التكذيب بواحد تكذيب بالجميع. الكفر بواحد كفر بالجميع فاذا كذبوا ببعض ابطل هذا الكفر بالبعظ الكفر بالباقين كذبت قوم نوح ماذا المرسلين وهم كذبوا من؟ نوح كذبوا نوحا عليه السلام قال كذبت قوم نوح المرسلين فالتكذيب بواحد من الرسل تكذيب بهم اه اجمعين قال فيبطل كفرهم وتكذيبهم تصديقهم ولهذا اخبر عنهم انهم الكافرون حقا في اية آآ اذا ذكر ذلك سبحانه وتعالى في اية اه الذين يفرقون بين الرسل ويؤمنون ببعض دون بعض ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا آآ اولئك هم الكافرون قل اولئك هم الكافرون حقا اولئك هم الكافرون حقا بهذا وصفهم الله عز وجل لانهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض اه وصف الله ذلك العمل بانه الكفر حقا فالكافر ببعض الرسل هو كافر بالجميع. والمكذب ببعض الرسل مكذب بالجميع. نعم قال رحمه الله وفي قوله وما اوتي النبيون من ربهم برهان على ان الانبياء وسائط بين الله وبين خلقه في تبليغ دينه وانه ليس لهم من الامر شيء وما اوتي النبيون من ربهم. هذه فيها فائدة عظيمة ان الرسل وسائط مبلغون ما على الرسول الا البلاغ فهذا شأنهم او ما اوتي النبيون من ربهم. فليس ثمة شيء من قبل انفسهم يأتون به. وانما هم وسائط يبلغون عن عن الله سبحانه وتعالى فهذا من من مما يستفاد من هذه الاية نعم قال رحمه الله وفي الاخبار بانه من ربهم بيان ان من كمال ربوبيته لعباده التربية التامة انه ارسل اليهم رسله ونزل عليهم كتبه ليعلموهم ويزكوهم ويخرجوهم من الظلمات الى النور وانه لا يليق بربوبيته وحكمته ان يتركهم سدى لا يؤمرون ولا ينهون. ولا يثابون ولا يعاقبون. هذه فائدة من قوله من ربهم ذكر الربوبية هنا وهذا فيه اشارة الى التربية الخاصة لاهل الايمان ان بعث الله هؤلاء الرسل واتاهم الكتب وانزل عليهم الوحي صلاحا العباد وتزكية اه النفوس واقامة للناس على الدين الذي رظيه الله لعباده ولا يرظى لهم دينا سواه نعم قال رحمه الله ويفهم من الاية الكريمة الفرق بين الانبياء الصادقين وبين من يدعي النبوة من الكاذبين فان الانبياء يصدق بعضهم بعضا ويشهد بعضهم لبعض. ويكون كل ما جاءوا به متفقا لا يتناقض لانه من عند الله محكم منتظم واما الكذبة فانهم لابد ان يتناقضوا في اخبارهم واوامرهم ونواهيهم ويعلم كذبهم بمخالفته لما يدعو اليه الانبياء الصادقون. نعم الذي من عند الله عز وجل متفق ليس مختلف ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. فمما يستفاد من آآ الاية وما اوتي النبيون من ربهم الفرق بين النبي الصادق والكاذب فالانبياء الصادقون اه متفقون متفق مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد ما ما هناك آآ اختلاف بينهم عقيدتهم واحدة دينهم واحد اصولهم واحدة والكاذب آآ يأتي في كلامه ما ينقض كلامه يأتي في كلام التعارض والتصادم والتضاد وهذا كما قال الله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. نعم قال رحمه الله فلما بين تعالى جميع ما يجب الايمان به عموما وخصوصا وكان القول لا يغني عن العمل قال ونحن له مسلمون اي خاضعون لعظمته منقادون لعبادته بباطننا طهرنا مخلصون له بذلك فان تقديم المعمول على العامل يدل على الحصر نعم يعني هذا ختم الاية بقوله نحن له مسلمون ختم لها بالعمل الاسلام العمل اول الاية الى قرابة تمامها كلها في العقيدة واخرها في العمل ونحن له مسلمون وهذا كما قال لما بين ما يجب الايمان به عموما وخصوصا وكان القول لا يغني عن العمل ختم بالعمل قال ونحن له مسلمون. ومعنى مسلمون اي منقادون عاملون مطيعون ممتثلون امر الله سبحانه وتعالى نعم وقوله نحن له مسلمون ايضا فيه الاخلاص ونحن له اي وحده لان هذا من اساليب الحصر مثل ما اشار الشيخ تقديم المعمول على عامله يفيد الحصر نعم قال رحمه الله فهذه الاصول المذكورة في هذه الاية قد امر الله بها في كتابه في عدة ايات من القرآن اجمالا وتفصيلا وقوله ونحن فيها نظير ما قال الشيخ امنا ان هذا حث على الائتلاف ولنجتمع على العقيدة والعمل نجتمع على العقيدة والعمل على طاعة الله الاعتقاد الصحيح والعمل بمرضات الله ونتعاون على ذلك نعم قال رحمه الله فهذه الاصول المذكورة في هذه الاية قد امر الله بها في كتابه في عدة ايات من القرآن اجمالا وتفصيلا. نعم يعني هذه الاصول جاءت في ايات مثل اول البقرة وهذه في وسطها ومثل اية البر ليس البر ان تولوا وجوهكم ومثل ايظا خاتمة سورة البقرة كل امن بالله ومثل اية النساء يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا جاءت هذه الايات اه اجمالا وتفصيلا في مواطن كثيرة جدا او جاءت هذه الاصول اجمالا وتفصيلا في مواطن كثيرة من القرآن نعم قال رحمه الله واثنى على القائمين بها واخبر بما يترتب عليها من الخير والثواب وانها تكمل العبد وترقيه في عقائده واخلاقه وادابه. وتجعله عدلا معتبرا في معاملاته. وتوجب له وخير الدنيا والاخرة ويحيا بها الحياة الطيبة في الدارين. وتجلب له السعادتين وتدفع عنه شرور الدنيا والاخرة نعم يعني هذه كلها ثمار واثار مباركة تترتب على هذه العقيدة وهذا العمل نعم قال رحمه الله وقد اخبر في اخر هذه السورة ان الرسول والمؤمنين قاموا بهذه الاصول علما وتصديقا وعملا ودعوة وهداية وارشادا. نعم يعني هذه لطيفة جميلة ينبه عليها الشيخ في اثناء السورة ماذا قال الله قولوا امنا بالله ولم يختم السورة الا وقد قال جل وعلا امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله في اثناء السورة امرهم بالايمان ولم يختم السورة الا وقد شهد لهم به لم يختم السورة الا وقد شهد لهم به. في في اوائلها قال قولوا امنا بالله وفي خاتمتها قال امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير نعم قال رحمه الله فكتب اهل العلم المصنفة في العقائد كلها تفصيل لما في هذه الاية الكريمة كلها احسن الله اليك فكتب اهل العلم المصنفة في العقائد كلها تفصيل لما في هذه الاية الكريمة. نعم يعني هذه الاية اية العقيدة اية الايمان امنا بالله فما ياتي في كتب الاعتقاد من تفاصيل المعتقد هو كله تفصيل لهذه الاية. كله تفصيل لهذه الاية. لان هذه الاية مثل ما قال الشيخ رحمه الله في اول كلامه اشتملت على جميع ما يجب الايمان به فاذا الكتب التي افردها العلماء في الاعتقاد تفصيلا للاعتقاد قد اشتملت عليه هذه الاية وما يذكر في كتب الاعتقاد هو تفصيل لها وهذا كله يؤكد به الشيخ على عظم شأن هذه الاية وان لها شأن كبير. ومن شأنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يقرأ بها في آآ في ركعتي الفجر التي آآ اللتين هما خير من الدنيا وما فيها سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا