بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في الادب المفرد باب سخاوة النفس قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن ابن عجلان عن القعقاع عن ابي صالح عن عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال ليس الغنى عن كثرة العرض. ولكن الغنى غنى النفس بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب سخاوة النفس سخاوة النفس اي جودها وكرمها وسماحتها بالخير واعمال البر ولينها بولينها بذلك النفس السخية هي النفس اللينة السمحة الكريمة التي تتصف بالجود وليس المراد هنا بسخائها اي ببذل المال فان بذل المال نوع من سخاء النفس والامر اعم من ذلك فسخاء النفس يشمل سخاؤها بالمال ويشمل ايضا سخاؤها بغير ذلك من اعمال البر كسخاء النفس بالعلم مثلا وسخاء النفس بالوقت عندما يكون الانسان محتاج الى وقته في عمل ما ثم يرى اخا له في ظرورة وحاجة الى وقفته معه فيقف معه معطيا له من وقته وسفيا بوقته الذي يحتاجه فيكون السخاء بالوقت ويكون بالعلم ويكون ايضا السخاء ببذل الاخلاق الفاضلة تكون نفس الانسان سخية يلاقي اخوانه بطلاقة الوجه وحسن المعاملة فهذا ايضا من السخاء السخاء بالاخلاق وايضا السخاء بالعفو والصفح والتجاوز فتكون نفس الانسان سخية فيعفو ويتجاوز ويصفح فهذا كله من من السخاء وسخاء النفس هي منزلة عظيمة عندما يكون عندما تكون النفس متصفة بذلك متصفة بالسخاء سليمة من من الشح فهذه منزلة كريمة تتصف بها نفوس من وفقهم الله تبارك وتعالى للاتصاف بذلك والنفس قد تتأبى على صاحبها السخاء وغيره من خصال الخير ولهذا قال العلماء رحمهم الله ان النفس تحتاج الى رياضة وتمرين وتدريب على الاخلاق الفاضلة والاداب الكريمة والبذل تحتاج الى تمرين واذا لم يمرن الانسان نفسه ويدربها فانها لا تطاوعه بل تميل الى اهواء النفس وحظوظ النفس فتبقى نفس الانسان شحيحة ممتنعة عن بذل الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة فالمقام يحتاج مع طلب العون من الله عز وجل وحسن الالتجاء اليه يحتاج الى بذلا للاسباب وذلك بتمرين النفس ورياضتها والعلماء رحمهم الله قديما اوسع الكلام فيما فيما يتعلق برياضة النفوس وذلك بتدريبها على الاخلاق مثلما ان الابدان يحصل لها قوة ونشاط بالرياضة برياضتها رياضة المشي وغيرها من الرياضات التي تكسب البدن قوة فكذلك النفس تحتاج الى رياضة تحتاج بلا رياضة والعلما تكلموا على هذا بكلام جميل بمؤلفات مفردة وفي ضمن ايضا مؤلفاتهم ممن تكلم عن هذا الموضوع بكلام جميل جدا ومختصر الامام الاجري رحمه الله في رسالة له لطيفة مطبوعة بعنوان ادب النفوس وهي رسالة جميلة وتكلم في رسالته هذه الى رياضة النفس وتدريبها على الاخلاق الفاضلة وظرب مثالا بديعا في توضيح ما ينبغي ان يكون من العبد من رياضة لنفسه قال مثل ذلك مثل ما لو كان عند الانسان مهرة واعجبه مظهرها وشكلها وجمالها وحسنها ولكنه لم يعتني برياضتها وتدريبها على الكر والفر تمرينها على الطواعية يقول فانها تكبر ولا ينتفع بها وتصبح فيها عناد وفيها عدم طواعية ولا يستفيد منها في كر او فر او غير ذلك بينما اذا اخذها بالسياسة التدريب والتمرين تصبح من احسن ما يكون وهكذا الشأن في النفس النفس تحتاج من الانسان ان يدربها على الاخلاق الفاضلة ويمرنها على كوامل الاداب ورفيع الاخلاق ويعودها شيئا فشيئا حتى تصبح نفسا سخية بالاخلاق نفسا كريمة بالاداب نفسا لينة سمحة لا ان تكون نفسا حرونا نفسا معاندة نفسا شحيحة نفسا متفلتة كثير من النفوس هذا شأنها مع اصحابها نفس فيها عناد نفس فيها شرود نفس فيها حرون نفس فيها تأب وتمنع بينما اذا اخذها صاحبها بالسياسة والتدريب والرياضة والتعويض شيئا فشيئا مستعينا بالله تبارك وتعالى طالبا عونه ومده وتوفيقه بلغ باذن الله عز وجل كوامل الاخلاق ورفيع الاداب هذا لا بد ان يقال لان كثيرا من الناس شبه اقنع نفسه ان طبعه في الاخلاق فيه رعونة واحس او جعل نفسه تحس ان هذا لا يتغير فيه وان طبعه في الاخلاق فيه رعونة وفيه غلظة وربما قال لنفسه الكلام الشائع غير او حرك الجبل ولا تغير الطبع ويقول هذا طبعي ومنذ نشأت وربما قال ايضا كل العائلة وكل القرابة وكل القبيلة نحن بهذه الصفة فيجعل هذا اه امرا يمنعه من تمرين النفس وهذا من الخطأ هذا من الخطأ لان الله سبحانه وتعالى لما امر بهذه الاداب وهذه الاخلاق ودعا عباده اليها وحثهم عليها وجعل ورتب على على القيام بها الاجور العظيمة والثواب الجزيل لم يجعلها عسيرة على الناس وصعبة ولم يجعلها ممتنعة وغير متأتية بل يسرها جل وعلا لعباده ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح من يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقى وقال عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم بعضهم يقول لنفسه نحن كل قبيلتنا حارين فينا حرارة وفينا دائما نفوسنا ملتهبة ومشتدة ما نستطيع غير صحيح ان غير صحيح يستطيع العبد باذن الله سبحانه وتعالى ان يتحول الى اخلاق رفيعة جدا والى معاملات كريمة والى اداب حسنة ويتميز بها بمن من الله سبحانه وتعالى وتوفيق وخلاصة الكلام ما جاء في قول النبي عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله ما ينفعك من الاخلاق والاداب احرص عليها واعتن بها وجاهد نفسك على القيام بها وتحقيقها واستعن بالله تبارك وتعالى والله سبحانه وتعالى عونك ومعك نعم المولى ونعم النصير سخاوة النفس تحتاج الى تمرين وتدريب وتعويد حتى تتمرن النفس وتكون سخية ومن ابواب او مجالات تدريب النفس على السخاء ان يقرأ المسلم مما ورد في هذا الباب لان العلم هو باب العمل العلم هو باب العمل ومن لم يتعلم فضل الاخلاق ومكانتها العلية وانواع الاخلاق والاداب كيف يحققها وفاقد الشيء لا يعطيه فهذا هذا باب مبارك وباب نافع عقده الامام البخاري رحمه الله تعالى ليكون مجالا للانسان يتأمل في في جوانبه وايضا الباب الذي بعده والذي بعده في سخاوة النفس وايضا شح النفس وكيف يتخلص من شح نفسه وايضا كيف يكتسب باذن الله تبارك وتعالى سخاء النفس بالاداب سخاؤها بالعلم سخاؤها الاخلاق الى غير ذلك من مجالات سخاء النفس العديدة قال رحمه الله باب سخاوة النفس باب شخاوة النفس واورد هنا حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ليس الغنى عن كثرة العرب ليس الغنى عن كثرة العرض. العرض هو متاع الدنيا وما يقتنيه الانسان منها من مال ونحوه فليس الغنى بكثرة العرض ليس ليس حقيقة الغنى ان يكون لدى الانسان مال كثير ومساكن متعددة ومزارع ومركوبات ونحو ذلك ليس حقيقة الغنى كثرة العرب وهو هنا لا ينفي ان هذه غنى نظير ما سبق ان مر معنا في قوله عليه الصلاة والسلام ليس الشديد بسرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه وقت الغضب فقوله ليس الشديد بالصرعة يعني ليست حقيقة الشدة هو قوة الجسم والقدرة على اه صرع الاخرين ومغالبة الاخرين بل حقيقة الشدة ان يملك الانسان نفسه وقت الغضب وهنا يقول عليه الصلاة والسلام ليس الغنى عن كثرة العرب ليس حقيقة الغنى ان يكثر مال الانسان بل احيانا يكثر مال الانسان وهو فقير يكثر ماله وهو فقير ومن الناس من يقل ماله وهو غني على ضوء هذا التوجيه الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام فبين صلى الله عليه وسلم ان الغنى والفقر امر يرجع الى القلب وذلك بغنى القلب او فقر القلب امر يرجع الى القلب مثل ما قال صلى الله عليه وسلم والحديث في صحيح ابن حبان قال لابي ذر رضي الله عنه قال له آآ اتظن ان الغنى كثرة المال قال بلى يا رسول الله قال اتظن ان الفقر قلة المال قال بلى يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام انما الغنى غنى القلب وانما الفقر فقر القلب ولهذا قد يكون عند الانسان اموال طائلة ويحس انه فقير ويحس انه لا يزال محتاج ويحس ان المال الذي عنده لا يسد حاجته ولا يكفيه واخر عنده مال قليل ولكن عنده قناعة ورضا بهذا الذي قسمه الله تبارك وتعالى له فيحس بغنى ويحس ايضا براحة وطمأنينة لا يجدها ذاك الغني ولهذا قال هنا عليه الصلاة والسلام ليس الغناء عن كثرة العرض يعني كثرة متاع الدنيا والممتلكات وانما ولكن الغنى غنى النفس ولكن الغنى يعني حقيقة الغنى ان تكون النفس غنية ما هو غنى النفس ان تكون نفس الانسان غنية اي بما اعطاها الله جل وعلا قل او كثر لا تكن لا تكون نفسه متطلعة لما في ايدي الناس ومتشوفة لما في ايدي الناس بل هو راض بالذي عنده ولا يعني رضاه بما عنده وبما قسمه الله تبارك وتعالى له الا يشتغل بذل الاسباب واكتساب المال لا يعني ذلك ولكن نفسه غنية وقانعة بما اعطاه الله سبحانه وتعالى ولا ينظر الى من هو اكثر منه مالا فتتطلع نفسه الى ما في يده وتتشوف الى ما عند الاخرين بل هو قانع وراض بما عنده وماش ببذل الاسباب في اكتساب المال ولهذا جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام توجيه مبارك في هذا الباب يقطع يقطع تطلع النفس الى ما في ايدي الاخرين فقال عليه الصلاة والسلام انظروا الى من هو دونكم حتى لا تزدروا نعمة الله عليكم ينظر الانسان لمن هو دونه اقل منه مالا لماذا؟ لان اذا كانت نظرتك الى من هو اقل منك مالا احسست الغنى الذي انت فيه والنعمة التي تعيشها اما اذا كانت نظرتك لمن هو اعلى منك مالا واكثر منك عرظا وتجارة ومسكنا ونحو ذلك اه بدأت النفس تحس بالفقر بدأت النفس تحس بالفقر ولهذا الغنى والفقر هو في الحقيقة احساس نفسي احساس نفسي يجده الانسان في نفسه وله بواعث ليس راجعا الى كثرة المال او قلته بل قد يكون المال كثير والنفس فقيرة وقد يكون المال قليل والنفس غنية فالغنى والفقر احساس نفسي يجده الانسان في نفسه فاذا كان ينظر الى من هو اقل منه يحس بالغنى يحس بالنعمة نعمة الله تبارك وتعالى عليه واذا كان ينظر الى من هو اعلى منه مالا وتجارة يحس بالفقر حتى الاثرية من الناس اصحاب الاموال الطائلة اذا نظر الواحد منهم الى من هو اعلى منه مالا واكثر منه تجارة احس انه لا زال ماذا فقيرا محتاجا بينما اذا نظر الى من هو دونه شعر بنعمة الله عليه وشعر بالغنى ولهذا حقيقة الغنى غنى النفس حقيقة الغنى غنى النفس ليست حقيقة الغناء كثرة المال او قلة المال وانما حقيقة الغنى غنى النفس فالنفس قد تكون غنية والنفس قد تكون فقيرة فقيرة سواء قل المال او كثر ليس الامر راجع الى كثرة العرض او كثرة المال وانما راجع الى شعور النفس فالنفس قد تكون غنية وقد تكون فقيرة كما يوضح ذلك حديث ابي ذر المشار اليه قال قال النبي عليه الصلاة والسلام انما الغنى غنى القلب وانما الفقر فقر القلب ليس الغنى لكثرة المال او قلة المال بل الغنى غنى غنى القلب والفقر فقر القلب وهذا يجعل العاقل ينتبه في هذا الباب ويجعل قلبه في كل احواله فقيرا الى الله سبحانه وتعالى فقيرا الى الله مفتقرا اليه سبحانه وتعالى طالبا ما ما عنده والافتقار الى الله سبحانه وتعالى هو كمال ذل العبد عندما يكون مفتقرا الى الله. اما اذا كان ينظر الى ما في ايدي الناس ويتشوف الى ما في ايدي الناس يلتفت قلبه اليهم ويحس بفقره اليهم وعوزه واحتياجه اليهم ثم ربما دخل في امور لا لا تحمد عاقبتها من الذل للناس مد اليد لهم الى غير ذلك من الامور التي لا لو ان العبد عالج نفسه من خلال تقوية صلته بالله وحسن افتقاره الى الله عز وجل وبذل الاسباب التي شرعها الله تبارك وتعالى له لحصل خيرا عظيما ولكانت نفسه غنية قانعة بما قسم الله تبارك وتعالى له واعطاه قال عليه الصلاة والسلام ليس الغناء عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ولكن الغنى غنى النفس ثم هنا ما صلة غنى النفس بسخائها المؤلف رحمه الله ينبه هنا ان سخاء النفس الذي هو هذا الخلق الكريم والمنزلة العلية لا يكون بكثرة المال بكثرة المال او كثرة العرض ليس كثرة المال وكثرة العرض هو الذي يوجد السخاء. سخاء النفس. كم من الناس عندهم الاموال الطائلة وتشح نفسه بالريال الواحد وبالقليل من المال فليس ليس السخاء راجعا الى كثرة المال بل السخاء راجع الى غنى النفس وقناعتها فاذا كانت نفس الانسان غنية قانعة بما من الله سبحانه وتعالى عليه به ويسره له تسخو نفسه وتجود لثقته بالله لقناعته بما قسم الله تبارك وتعالى له ولافتقاره الى الله عز وجل ولعلمه بان الخير والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء فلا تنظر نفسه الى كثرة المال ثم يبني عليه هل يسخو به او لا وانما يبني ذلك على ثقته بالله عز وجل وغناه بما اه بما من الله عز وجل عليه به من غنى من غنى لنفسه قال ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس نعم قال حدثنا سليمان ابن حرب قال حدثنا حماد بن زيد وسليمان بن المغيرة عن ثابت عن انس رضي الله عنه انه قال خدمت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عشر سنين فما قال لي اف قط وما قال لي لشيء لم افعله الا كنت فعلته ولا لشيء فعلته لم فعلته وهذا مثال ساقه المصنف رحمه الله ليبين من خلاله ان السخاء ليس بالمال فقط بل يكون السخاء بالمال وبغير المال فانس ابن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم يقول خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي اف قط يعني خلال العشر سنوات كاملة ما سمعت منه مرة قال لي اف وكلمة اف يؤتى بها للتضجر يؤتى بها للتضجر عند فعل ما لا يرغب الانسان فعله او عند ترك ما يرغب الانسان ان يفعل فاذا تضجر الانسان وتملل فتصدر منه هذه الكلمة اف مشعرا اه بها من عنده انه متضجر منه ومتململ من صنيعه وفعله فانس خدم النبي عليه الصلاة والسلام عشر سنوات وطوال هذه المدة ما سمع منه كلمة تضجر لا اوف ولا غيرها ما سمع منه كلمة تضجر هذا الذي يذكره انس دليل واضح على سخاء قلب النبي عليه الصلاة والسلام وسخاء نفسه فهو عليه الصلاة والسلام من سخاوة نفسه لا يتضجر ولا يتململ من من خادمه يقول ايضا ما قال لي شيء لم افعله الا كنت فعلته ومراده بقوله ما قال لشيء لم افعله الا كنت فعلته اي مما كان يريد ان يفعل. عليه الصلاة والسلام ولا لشيء فعلته لما فعلته يعني مما لا يريد ان يفعل لكن سخاء نفسه عليه الصلاة والسلام جعلت جعلت جعلته عليه الصلاة والسلام طوال هذه المدة لم يسمع منه خادمه تأففا ولا تململا ولا تضجرا وهذا راجع الى سخاء النفس فمن سخاء النفس العفو من سخاء النفس التجاوز من سخاء النفس عدم التضجر والتململ هذا كله من من سخاء من سخاء نفس الانسان اما اذا كانت النفس بالاخلاق شحيحة فانه يضجر عند ادنى شيء ويظهر الانزعاج عند اقل امر وادنى امر وذلك لان نفسه غير سخية بالاخلاق لان نفسه غير سخية بالاخلاق ولو سخت نفسه بالاخلاق وجادت بالاخلاق وكرمت بها لم يتضجر من معاملة لم تعجبه او من صنيع لم يرق له او من امر فعل لم يرد ان يفعل لا يتضجر من ذلك ولا يتململ فهذا كله راجع الى الى سخاء النفس بالاخلاق نعم قال حدثنا ابن ابي الاسود قال حدثنا عبد الملك بن عمرو قال حدثنا سحامة بن عبدالرحمن بن الاصم قال سمعت انس بن مالك رضي الله عنه يقول كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم رحيما وكان لا يأتيه احد الا وعده وانجز له ان كان عنده واقيمت الصلاة وجاءه اعرابي فاخذ بثوبه فقال انما انما بقي من حاجتي يسيرة واخاف انساها فقام معه حتى فرغ من حاجته ثم اقبل فصلى وهذا ايضا مثال يرويه انس بن مالك رضي الله عنه في بيان سخاء النبي عليه الصلاة والسلام يقول رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما والله جل وعلا وصفه بذلك قال تعالى لقد جاءكم وصول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فكان عليه الصلاة والسلام رحيما اي قلبه فيه رحمة للمؤمنين رحمة القلب رحمة القلب بالمؤمنين ينشأ عنها سخاء القلب بالمعاملات الطيبة لهم لان الذي يرحمهم هو الذي يحسن في معاملتهم. اما من ضعفت رحمته آآ رحمة المؤمنين في قلبه فان نفسه لا تجود فان نفسه لا تجود بالمعاملات الطيبة لهم. فاذا رحمهم وعطف عليهم تولد عن هذه الرحمة احسانا احسانا اليه ولعل هذا تشعر به من نفسك انت عندما تتحرك الرحمة في قلبك لشخص ما تجد نفسك تسخو له باعمال تقدمها له. مثل لو مررت بطريق فوجدت شخصا آآ متعطلا مثلا متعطلة سيارته بحر الشمس ان تحركت الرحمة في قلبك له تحركت امور اخرى من سخاء في في خدمته ومعونته ومساعدته ومد اليد له اما اذا الرحمة ظعفت ايظا الامور الاخرى تظعف تضعف ولا يعني وجود الرحمة وجود هذه الامور قد توجد الرحمة لكن قد لا يتهيأ للانسان لكن الرحمة دافع قوي جدا الرحمة دافع قوي جدا للسخاء سخاء القلب عندما يرحم الانسان اخوانه يسخو لهم بالاخلاق بالمعاملات بغير ذلك عندما يرحم ايضا الفقير يسخر له بالمال عندما يحس بفقره وحاجته يسخر له بالمال عندما يحس بالم الفقير واحتياجه الى الطعام ايضا يسخره بالمال كثير من الناس يتحرك فيه الصدقة عندما يجوع عندما عندما يجوع ويحس بمرارة الجوع يحس باخوانه الفقراء فيرحمهم فيسخوا الرحمة هنا دافع قوي جدا وباعث قوي جدا للسخاء ولهذا جعلها انس رضي الله عنه مقدمة للموضوع جعلها مقدمة للموضوع لان الرحمة باعث قوي جدا ولهذا جعلها مقدمة بين يدي بين يدي بيان سخاء النبي عليه الصلاة والسلام قال كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما وكان لا يأتيه احد الا وعده وكان لا يأتيه احد اي في حاجة لا يأتيه احد اي في حاجة الا وعده مثلا يأتيه يطلب مالا يطلب دابة يطلب ان يحمله الا وعده قال وكان لا يأتيه احد الا وعده. يعني ان كان عنده اعطاه وان لم يكن عنده وعد مثل ما مر معنا وعد النبي صلى الله عليه وسلم لابي الهيثم الانصاري رضي الله عنه قال له اذا جاءنا اسارى تأتينا وعده بخادم صلوات الله وسلامه عليه فاذا كان عنده اعطى وان لم يكن عنده وعد صلوات الله وسلامه عليه وهذا من كمال سخاء نفسه يجود بما عنده ويجود ايضا بما ليس عنده مما يتحرى مجيئه. فيعد باشياء يتحرى مجيئها ويجود بها صلوات الله وسلامه عليه قال كان لا يأتيه احد الا وعده وانجز له ان كان عنده وانجز له ان كان عنده فهو اه لا يخلو من حالتين ان كان عنده انجز اعطاه في الحال وان لم يكن عنده وعده. قال له يقول له اذا جاءنا او بلغ كانه اتانا تأتينا ونعطيه ويعطيه عليه الصلاة والسلام قال واقيمت الصلاة وجاءه اعرابي اقيمت الصلاة اي نادى المؤذن باقامة الصلاة فجاءه اعرابي ايها النبي صلى الله عليه وسلم يتقدم ليصلي بالناس بعد اقامة الصلاة جاءه اعرابي فاخذ بثوبه لاحظ اولا الوقت ولاحظ ايضا الطريقة الوقت الصلاة اقيمت والنبي صلى الله عليه وسلم يريد ان يتقدم ليصلي بالناس والصفوف قائمة مستعدين للصلاة ثم يأتي في هذا الوقت الاعرابي ويمسك بثوب النبي عليه الصلاة والسلام والصلاة اقيمت ويمسك بثوب النبي عليه الصلاة والسلام ويقول انما بقي من حاجتي يسيرة بقي من حاجتي شيء قليل واخاف انساها انما بقي من حاجة شيء يسير انا بقي لي شيء قليل واخاف انساه انتظر قبل الصلاة الصلاة الان مقامة والصفوف قائمة. والنبي صلى الله عليه وسلم يتقدم لا الصلاة ثم يمسك بثوبه ويقول انما بقي من حاجة شيء قليل شيء يسير وانا اخاف انسى انسى حاجتي يعني يريد الان انجزني قبل قبل الصلاة قال فقام معه اي النبي عليه الصلاة والسلام حتى فرغ من حاجته ثم اقبل فصلى فقام معه هذا السخاء رفيع جدا سخاء يتصف به عليه الصلاة والسلام من اعلى ما يكون الان لو ان رجل جاء في في مثل هذه الحالة يخشى انه يطرد من المسجد يخشى ان يطرد من المسجد وربما ايضا يسمع من الكلام القاسي او الدفع او يقال له انت ما تفهم هذا وقته الان لكن كان النبي عليه الصلاة والسلام رحيما وكسب صلوات الله وسلامه عليه الناس بلينة ورحمته وعطفه فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك بل يقول انس كما في الصحيحين كان يا يعني بعد ان تقام الصلاة يعرض له الرجل في حاجة يقول فيقوم معه فينام الصحابة بعد اقامة الصلاة ينام الصحابة في المسجد يعني يغلبهم النعاس بعد اقامة الصلاة وهو واقف معه في حاجته حتى يقضيها واستنبط العلما من هذا ان انه لا بأس ان تؤخر الصلاة بعد الاقامة يعني استنبطوا منه جواز الفصل بين الاقامة والتحريم بالصلاة اذا كان هناك حاجة اما اذا لم يكن هناك حاجة فالاصل ان الصلاة بعد الاقامة لكن اذا كان هناك حاجة فلا بأس بالفصل مثلما صنع النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الشاهد من هذا الحديث هو سخاء النبي صلى الله عليه وسلم نعم قال حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه انه قال ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقال لا وهذا ايظا مثال عالي ورفيع من سخاء النبي عليه الصلاة والسلام فيقول جابر رضي الله عنه ما سئل عن شيء؟ فقال لا لكمال سخاء نفسه عليه الصلاة والسلام ما سئل عن شيء فقال لا لا يقول لا وهذا من كمال سخاء نفسه عليه الصلاة والسلام والمراد قوله قول جابر ما قال لا اي فالامتناع عن العطاء لا يقول لا ممتنعا عن العطاء يعني مثل ان يقول له قائل احملني يا رسول الله لا يقول لا احملك لكن قد يقولها عليه الصلاة والسلام اعتذارا عن عدم التمكن من العطاء قلت لا اجد ما احملكم عليه لا اجد ما احملكم عليه قال لا هنا لكن قالها ماذا لم يقلها امتناعا عن العطاء وانما قالها اعتذارا لعدم التمكن من العطاء وفرق بين ان يقول القائل لا احملك وبين قوله لاجد ما احملك الاولى امتناع عن العطاء والثانية اعتذار عن عدم التمكن من من العطاء فقول جابر انه ما سئل عن شيء فقال لا اي قال لا ممتنعا عن العطاء اما الاعتذار فيعتذر اذا كان ليس عنده يعتذر مثل ما في قوله قلت لا اجد ما احملكم عليه يقولها معتذرا عليه الصلاة انه لا يجد وكان عليه الصلاة والسلام يعد اذا لم يكن عنده يعد مثل ما تقدم في في الحديث الماظي واذا تيسر اعطاه صلوات الله وسلامه عليه نعم قال حدثنا ثروة ابن ابي المغراء قال حدثنا علي ابن مسهر عن هشام ابن عروة قال اخبرني القاسم ابن عن عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما انه قال ما رأيت امرأتين اجود من عائشة واسماء رضي الله عنهما وجودهما مختلف اما عائشة فكانت تجمع الشيء الى الشيء حتى اذا كان اجتمع عندها قسمت واما اسماء فكانت لا تمسك شيئا لغد ثم ساق المصنف رحمه الله تعالى هذا الاثر عن عبد الله ابن الزبير بذكر سخاء ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وسخاء اسماء رضي الله عنها في ذكر سخاء هاتين الصحابيتين الجليلتين عائشة واسماء رضي الله عنهما فيقول اه عبد الله ما رأيت امرأتين اجود من عائشة واسماء ما رأيت امرأتين اجود من عائشة واسماء فيه تنبيه على آآ السخاء عائشة رضي الله عنها وسخاء اختها اسماء رضي الله عنها وانه ما رأى اجود منهما اي اجود مالا وكرما وبذلا قال ما رأيت امرأتين اجود من عائشة واسماء. وجودهما مختلف وهذا مثال للسخاء بذكر الصحابيات رضي الله عنهما رضي الله عنهم يقول اما عائشة فكانت تجمع الشيء الى الشيء حتى اذا كان اجتمع عندها قسمت وهذا مسلك في السخاء كانت عليه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تجمع الشيء الى الشيء لا لا تعطي ما تجد من القليل بل تجمع القليل الى القليل حتى يصبح كثيرا بحيث اذا اعطت تكون عطية جزلة بحيث تكون العطية جزلة ولها وقعها عند المعطى فكانت تجمع حتى يكون ما تعطيه كثيرا هذه هذه وجهة نظر عائشة رضي الله عنها كانت تجمع الشيء الى شيء حتى يكونوا كثيرا فتعطيه واما اسماء رضي الله عنها فكانت لا تمسك شيئا لغد كانت لا تمسك شيئا لغد اذا كان عندها شيء ولو قليل اعطته في الحال ولا تؤخره الى الى الغد وكل من المسلكين فيه خير عائشة رضي الله عنها وجهة نظرها في في في هذا الباب ان ان يكون تكون عطية كثيرة ولها وقعها في عند عند المعطى واسماء رضي الله عنها وجهة نظرها انها لا تبقي شيء تؤخره الى الغد وانما تجود بما تجد وتبادر الى ذلك قد جاء في حديث صح عن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان لا يؤخر شيئا الى الى الغد فيكون مسلك اسماء اقرب رضي الله عنها كان لا لا يؤخر شيئا الى الغد يعني يبادر به في حينه قل او كثر فالشاهد ان هذا مثال من اه بذكر اه سخاء صحابيتين جليلتين رضي الله عنهما وعن الصحابة اجمعين. نعم قال رحمه الله تعالى باب الشح قال حدثنا مسدد قال حدثنا ابو عوانة عن سهيل بن ابي صالح عن صفوان بن ابي يزيد عن القعقاع ابن اللجلاج عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد ابدا ولا يجتمع الشح والايمان في قلب عبد ابدا ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة بعنوان باب الشح والشح هو ضد السخاء فلما عقد ترجمة بيان سخاء النفس مرغبا في ذلك حاثا عليه مبينا فضله عقد هذه الترجمة بعنوانه الشح محذرا من ضد السخاء ومبينا سوء اثره على الانسان فقال رحمه الله باب الشح واورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد ابدا. وهذا فيه فظل الجهاد في سبيل الله لاعلاء كلمة الله ونصرة دينه بابتغاء ثوابه سبحانه وتعالى واجره في ذلك ولهذا قال في سبيل الله ان يبتغي بجهاده وجه الله سبحانه وتعالى ويطلب رظوانه جل وعلا فالدخان الذي يكون في آآ او الغبار الذي يكون في الجهاد ويصل الى جوف الانسان اثناء مشاركته في في الجهاد في سبيل الله يكون مانعا من دخان جهنم لانهما لا يجتمعان لا يجتمعان آآ غبار يدخل جوف الانسان في سبيل الله وودخان جهنم لا يجتمعان فاذا وجد الغبار في جوف الانسان حال قتاله في سبيل الله تبارك وتعالى لما يعذب بنار جهنم ولم يصل الى الى جوفه شيء من دخانها فهما لا يجتمعان بهذا القيد الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام قال في سبيل الله والا صحفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ان اول من تسعر بهم النار ثلاثة وذكر منهم رجلا يقاتل حتى يقال مقاتل او مجاهد فلا ينفع اه الجهاد الا اذا كان في سبيل الله ولاعلاء كلمة الله ولطلب ثوابه سبحانه وتعالى. نعم قال ولا يجتمع وهذا موضع الشاهد الشح والايمان في قلب عبد ابدا ليجتمع الشح والايمان قال الله سبحانه وتعالى ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون فالشح ايشح النفس باب الخير وامتناعها منه لا يجتمع من مع الايمان لا يجتمع مع الايمان ولا يخلو آآ انتفاء الشح من حالتين اما انتفاء الشح من اصله فاذا شحت النفس حتى بالطاعة وبالعبادة وبالاقبال على الله سبحانه وتعالى بتوحيده فهذا فيه انتفاء الايمان من اصله في انتفاء الايمان من اصله واما اذا اذا كان شح النفس لا لا ليس راجعا الى الاصول وانما راجعا الى الواجبات ونحو ذلك فالنفي هنا لكمال الايمان فالنفي هنا لكمال الايمان. يعني لا يجتمع شح وايمان كامل لا يجتمع شح وايمان كامل فاذا وجد الشح انتفى الايمان صح ان ينفى الايمان للانتفاء الواجب وهذا يمر في احاديث كثيرة لا يؤمن احدكم حتى كذا ينفى الايمان لترك واجب او لفعل محرم فيكون هذا من هذا القبيل الا اذا كان النفي او انتفاء الشح من يعني اذا كان الشح فالانسان اه اه مستوعبا لكل الخير ولابواب الخير شح حتى طاعة الله وبتوحيده وبغير ذلك فهذا يدل على انتفاء الايمان من اصله. نعم قال حدثنا مسلم قال حدثنا صدقة ابن موسى هو ابو المغيرة السلمي قال حدثنا ما لك بن دينار عن عبدالله بن غالب هو الحداني عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق ثم بالنسبة للحديث المتقدم لا يجتمع غبار في سبيل الله سنده فيه صفوان ابن ابي يزيد مقبول والقعقاع ابن اللجلاج مجهول لكن الحديث له شواهد يتقوى بها ثم ساق المصنف رحمه الله تعالى عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق فصلتان لا لا لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق فلا تجتمع هاتان الخصلتان في في مؤمن ووجود اه هاتين الخصلتين في المؤمن يدلان على انتفاء الايمان الواجب اذا وجد في في احد من من اهل الايمان بخل وسوء خلق ليس هذا دليلا على انتفاء الامام من اصله وانما هو دليل على انتفاء الايمان الواجب فلا يجتمع اه بخل وسوء خلق في مؤمن كمل الايمان الواجب فاما من لم يكمل الايمان الواجب ونقص ايمانه وظعف فيكون فيه بخل ويكون فيه سوء خلق ويكون فيه ايضا من الاخلاق السيئة والمعاملات الرديئة الشيء الكثير والحديث اسناده ضعيف لضعف صدقة ابن موسى شيخ شيخ البخاري قال اهل العلم في الفرق بين البخل والشح ان الشح اشد البخل وقالوا ايضا ان الشح هو بخل مع حرص شديد يعني اه بخل وزيادة وبخل وحرص شديد على على ما عند الانسان وخوف عليه او او بعبارة اخرى قالوا هو اشد البخل يعني بخل شديد نعم قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا الاعمش عن ما لك ابن الحارث عن عبد الله ابن ربيعة قال كنا جلوسا عند عبد الله رضي الله عنه فذكروا رجلا فذكروا من خلقه فقال عبد الله ارأيتم لو قطعتم رأسه اكنتم تستطيعون ان تعيدوه قالوا لا قال فيده قال قال فيده قالوا لا قال فرجله قالوا لا قال فانكم لا تستطيعون ان تغيروا خلقه حتى تغيروا خلقه ان النطفة لتستقر في الرحم اربعين ليلة ثم تنحدر دما ثم تكون علقة ثم تكون مضغة ثم يبعث الله ملكا في كتب رزقه وخلقه وشقيا او سعيدا ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن عبد الله ابن مسعود يقول عبد الله بن ربيعة كنا جلوسا عند عبد الله فذكروا رجلا فذكروا من خلقه ذكروا من خلقه يعني ذكروا من قسوة اخلاقه وشدة اخلاقه ورعونة اخلاقه وغلظتها هذا المراد بقوله فذكروا من خلقه يعني ذكروا من خلقه الشديد والقاسي وسوء الخلق ذكروا شيئا من هذا فقال عبد الله رضي الله عنه ارأيتم لو قطعتم رأسه اكنتم تستطيعون ان تعيدوه لو قطعتم رأس هذا الانسان هل تستطيعون اعادة رأسه الى مكانه قالوا لا قال فيده يعني لو قطعتم يده هل تستطيعون تعيدونها الى الى مكانها قالوا لا قال فرجله لو قطعتم رجله هل تستطيعون اعادتها؟ قالوا لا وهذه مقدمات لامر اراد بيانه قال فانكم لا تستطيعون ان تغيروا خلقه حتى تغيروا خلقه فانكم لا تستطيعون انها تغير خلقه حتى تغيروا خلقه. يعني فكما انكم ليس عندكم قدرة على تغيير شيء في خلقه حتى لو قطعتم يدا له او رجلا او ما تستطيعون اعادة ليس لكم قدرة بما يتعلق بالتغيير في خلق الانسان ايضا ليس لكم قدرة في التغيير باخلاق الانسان لماذا لان الاخلاق هائب بيد الله سبحانه وتعالى وامور كتبها الله جل وعلا لعباده فيقول انتم لا تستطيعون يعني يريد ان يبين لهم كما انكم ليس لكم قدرة على التغيير في اه خلقته لاعضائه وبدنه ليس لكم قدرة على ذلك فايضا ليس لكم قدرة على تغيير اخلاقه فهذه مثل هذه ليس لكم قدرة ولا يعني كلام ابن ابن مسعود رضي الله عنه اه منعهم من الدعوة الى الخير والنهي عن الاخلاق السيئة لا يعني ذلك وانما يبين لهم ان الامر بيد الله والتوفيق بيد الله وصلاح الاخلاق بيد الله سبحانه وتعالى. وانتم لا تستطيعون قال الله لنبيه انك لا تهدي من احببت هل هذه الكلمة تعني آآ منع الانسان من الدعوة لكونه لا يهدي من احب لا تعني ذلك بل استمر عليه الصلاة والسلام يدعو عمه الى اخر لحظة فكلام ابن مسعود هنا لا يعني آآ انكم لا تحاولوا مثلا لا تحاولوا مناصحته لا يعني ذلك وانما اراد ان يبين لهم ان الامر بيد الله سبحانه وتعالى فيجب يجب ان يفهم هذا لا يريد عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ان يمنعهم من المحاولة ولكن اراد ان ينبههم ان الامر بيد الله وقد مر معنا قريبا ان الله عز وجل قسم الاخلاق كما قسم الارزاق فالاخلاق قسمة من الله ولهذا اتبع كلامه بقوله ان النطفة لتستقروا في الرحم اربعين ليلة ولهذا اورد رضي الله عنه هذا القول الذي له حكم الرفع ان النطفة لتستقر الرحم اربعين ليلة ثم تنحدر دما يعني تتحول الى الى دم ثم تكون علقة يعني قطعة من من من الدم صغيرة ثم تكون مضغة اي قطعة من اللحم صغيرة بقدر ما يمضى ثم يبعث الله ملكا في كتب رزقه وخلقه وشقي او سعيد وشقيا او سعيدا وهذا المعنى الذي له حكم الرفع صح بمعناه من حديث عبدالله بن مسعود مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث المشهور بحديث الصادق المصدوق آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه الملك فيؤمر بكتب اربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي هو او سعيد اورد رحمه الله ذلك لينبه ان الامور اه مكتوبة وان الاخلاق قسمها الرزاق سبحانه وتعالى بين عبادة كما قسم بينهم الارزاق وليس معنى هذا انه يمتنع عن عن دعوة من كان في خلقه شيء من الرعونة او القصور بل يدعى يدعى يناصح وان لم يتغير يسلي الانسان في هذا الباب هذا الذي ذكره ابن مسعود رضي الله عنه فهو ذكره للتسلية يعني لو حاولتم مع معه مرة وكره في اصلاحه وما صلح لا تضجر من هذا الامر لان الامر بيد الله مثل قول الله سبحانه وتعالى اه في القرآن لنبيه عليه الصلاة والسلام افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فهنا يعني لابد ان نلاحظ ان ابن مسعود رضي الله عنه لم يرد بهذا الكلام ان لا يدعو هذا الرجل او لا يسعوا في اصلاحه وانما اراد ان يبين لهم ان هذه امور مقسومة فاذا حاولتم معه ناصحتموه واجتهدتم في اصلاح اخلاقه ولم يتغير فاعلموا ان الامر بيد الله وان هذه امور قسمها الله جل وعلا بين عباده قال فانكم لا تستطيعون ان تغيروا خلقه حتى تغير خلقه وهذا كلام صحيح مبني على ان الامور كلها بقضاء الله وقدره فالاخلاق مقسومة كما ان الارزاق ايضا مقسومة وكما انه لا يعني كون الارزاق مقسومة الا تبذل الاسباب في طلبها فايضا لا يعني كون الارزاق كون الاخلاق مقسومة الا يسعى في استصلاحها والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين يقول السائل الاخلاق وهائب من الله فتربية الاطفال على الاخلاق الحسنة الا تكون معينة على غرس هذه الاخلاق الحسنة اعد الاخلاق وهائب من الله فتربية الاطفال على الاخلاق الحسنة الا الا تكون معينة على غرس هذه الاخلاق انا ما فهمت السؤال الاخ لكن الاخلاق نعم وهائل قد مر معنا بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قسم اخلاقكم كما قسم ارزاقكم و كون الاخلاق مقسومة اه كون الاخلاق مقسومة لا يعني ترك بذل الاسباب اكتساب الاخلاق وايضا كون الاخلاق مقسومة بالنسبة للنشء والاولاد لا يعني ترك تربيتهم على الاخلاق بل لا بد من بذل ذلك وما من شك ان غرس الاداب والاخلاق في نفوس الصغار من الصغر اكبر عون لثباتهم على الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة حال الكبر كما قال القائل وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده ابوه وهذا ايضا يتطلب من من الاب ان ان ان يتصف هو في شخصه بالاخلاق الفاضلة حتى يكون قدوة لابنائه بالاخلاق اما اذا كان غير متصف بها او مخلا بجوانب منها ثم يطالب ابناءه فقد يجد الابن شيئا من التناقض من حيث واقع والده ومن حيث ما يدعوه اليه ولهذا ابلغ ما يكون في في تربية الابناء على الاخلاق الفاضلة ان يكون اه الوالد لهم قدوة في ذلك. ولهذا قال بعض اهل العلم بمعنى قوله تعالى قوا انفسكم واهليكم نارا قال غير واحد من السلف منهم ابن عباس رضي الله عنهما وغيره اي اعملوا الصالحات فيقتدوا بكم بالاعمال الصالحات قوهم النار بان تكونوا قدوة لهم نعم يقول هذا هل تجوز قراءة القرآن في الماء او الزيت قراءة الماء في الماء والزيت الاصل في الرقية ان تكون ان يكون النفث على نفس المريض المريض نفسه يقرأ وينفث عليه هذا هذا الاصل وبعض اهل العلم ذكروا انه لا بأس لو لو قرأ في ماء يشربه المريض او زيت يدهن به لا بأس به آآ ذكر هذا غير واحد من من اهل العلم نعم جزاكم الله خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك