بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب حسن الخلق اذا فقهوا قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا الفضيل بن سليمان النميري عن صالح بن خوات بن صالح بن خوات بن جبير عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب حسن الخلق اذا فقه او الفقه هو الفهم والمراد بالفقه هنا اي الفقه في لدين الله عز وجل ومعرفة شرعه سبحانه وتعالى وهو يتناول الفقه في اصول الدين وهو الفقه الاكبر والفقه في فروع الدين وكل ذلك الفقه فيه من الفقه في دين الله عز وجل تعلم العقائد والتوحيد واصول الايمان وكذلك تعلم احكام الشريعة معرفة الصلاة و الصيام والحج والواجبات ومعرفة الحلال والحرام كل ذلك فقه في دين الله تبارك وتعالى وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث انه قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وهذه الترجمة اراد ان يبين من خلالها الامام البخاري رحمه الله تعالى فضيلة اجتماع الخلق والعلم في الانسان ان يجتمع فيه حسن الخلق والفقه في دين الله جل وعلا لان الانسان قد يكون حسن الاخلاق لكن ليس عنده بصيرة في دين الله بمعنى ان تكون معاملاته طيبة سجاياه سمحة وفيه دين ولكن ليس عنده بصيرة في دين الله تبارك وتعالى ولهذا عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة بعنوان حسن الخلق اذا فقهوا فاذا فقه حسن الخلق في دين الله تبارك وتعالى فجمع بين الفقهي في دين الله وحسن الخلق فجمع بين الفظيلتين كل منهما يكتسب منه يكتسب منه خيرية الفقه في في الدين فيه خيرية لصاحبه. من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وحسن الخلق ايضا فيه خيرية لصاحبه كما قال عليه الصلاة والسلام خياركم احاسنكم اخلاقا فالخيرية تنال بامور من اعظمها واجلها الفقه في دين الله تبارك وتعالى وحسن الخلق وقد اورد رحمه الله تعالى في هذه الترجمة احاديث عديدة في فضيلة حسن الخلق وايظا الفقه في دين الله تبارك وتعالى فجاءت منوعة في تقرير هذا الامر وبيانه بدأها بحديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل وهذا الحديث فيه بيان لفضيلة حسن الخلق وان حسن الاخلاق يبلغ بحسن خلقه الدرجات العالية والمنازل الرفيعة لان الله سبحانه وتعالى يحب من عباده ذلك ويجزي عليه عظيم الجزاء وعظيم الثواب قال ان الرجل ليدرك ان يبلغ بحسن خلقه اي بما يتحلى به من اخلاق حسنة واداب كريمة ومعاملات طيبة ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل والمراد القائم بالليل اي بالصلاة وذكر الله تبارك وتعالى وتلاوة القرآن فيبلغ درجة القائم وان لم يشاركه في قيام الليل بل نام على فراشه لكنه يبلغ درجة القائم وهذا فضل الله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وهو يدلنا على المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة التي يتبوأها حسن الاخلاق قال ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل اي القائم بالليل صلاة وذكرا وعبادة لله وتلاوة لكلامه سبحانه وتعالى وقد قال اهل العلم انما نال حسن الخلق هذه الدرجة لان القائم بالليل ليؤدي الصلاة وليذكر الله جل وعلا وليتلو كلامه في جهاد مع نفسه يجاهد نفسه على ترك حظوظها النفس تريد الراحة تريد السكون تريد النوم فهو يجاهدها ويقوم الليل مجاهدا لنفسه طلبا لثواب الله تبارك وتعالى وحسن الاخلاق في جهاد شديد لنفسه مع الناس لانه يلقى اصنافا من الناس وانواعا من الاخلاق والمعاملات والطبائع الشديد والغليظ وسيء الخلق وغير ذلك ثم يجاهد نفسه على معاملة الجميع بالاخلاق الحسنة فاشترك مع القائم بالليل في الجهاد العظيم للنفس ذاك جاهد نفسه على قيام الليل وهذا جاهد نفسه على المعاملة بالاخلاق الحسنة رغم انه يجد من الناس اصنافا من الاخلاق فيها السيء وفيها الحسن فيها اللين وفيها الغليظ وكل يعامله بالخلق الحسن وهذا لا يتأتى الا بجهاد النفس على معاملة الناس بالاخلاق الحسنة فلما كان في جهاد عظيم وكذلك من يقوم الليل في جهاد عظيم واشتركوا في الجهاد جهاد النفس حظي هذا الذي يعامل الناس بالاخلاق الحسنة فهذا الثواب العظيم فقال عليه الصلاة والسلام ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل اي صلاة وعبادة لله تبارك وتعالى. نعم قال حدثنا حجاج بن ابن منهال قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد قال سمعت ابا هريرة رضي الله عنه يقول سمعت ابا القاسم صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول خيركم اسلاما احاسنكم اخلاق اذا فقهوا ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم اسلاما احسنكم او احاسنكم اخلاقا اذا فقهوا قوله خيركم اسلاما صريح في ان اهل الاسلام ليسوا على رتبة واحدة ودرجة واحدة في الخيرية بل هم متفاوتون ومتفاضلون بعضهم خير من بعض فليسوا على رتبة واحدة في الخيرية فهذا فيه دليل واضح على تفاضل اهل الايمان في الايمان وانهم ليسوا فيه على رتبة واحدة قد قال الله سبحانه وتعالى في بيان هذا التفاضل قال ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فهم ليسوا على درجة واحدة وهم ايضا يتفاضلون في الايمان بحسب تفاضلهم في خصال الايمان قياما بها او تفريطا وقد قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان فكلما كان العبد اعظم استمساكا ورعاية وقياما بخصال الايمان كانت درجته فيه اعلى ومنزلته فيه ارفع واذا فرط في خصال الايمان وخلال الدين نقص ايمانه بحسب ذلك وهذا الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله يدل دلالة صريحة على ذلك على تفاوت اهل الايمان في الايمان وانهم ليسوا في في في ايمانهم واسلامهم على رتبة واحدة قال خياركم او خيركم اسلاما احسنكم او احاسنكم اخلاقا خيركم اسلاما خير هنا خير هنا افعل تفضيل اي اخيركم في الاسلام وافضلكم في الاسلام احاسنكم اخلاقا فليسوا في الخيرية سواء وليسوا في الفضل سواء بل متفاوتون ثم اشار او ذكر عليه الصلاة والسلام الى عظم آآ شأن حسن الخلق وانه يرفع العبد الدرجات العالية والمنازل الرفيعة فيرتفع عند الله سبحانه وتعالى بحسن خلقه اي بسبب حسن خلقه قال خيركم اسلاما احاسنكم اخلاقا اذا فقهوا اذا فقهوا اي في دين الله تبارك وتعالى وهذا فيه شاهد واضح للترجمة التي آآ تقدمت معنا ويسوق المصنف عليها جملة من الاحاديث قال خياركم اه اسلام خياركم خياركم اسلاما احاسنكم اخلاقا اذا فقهوا اي اذا فقهوا في دين الله وهذا فيه فضيلة العبد اذا جمع بين هذين الامرين حسن الخلق والفقه في دين الله تبارك وتعالى اذا جمع بين هذين الامرين حسن الخلق والفقه في دين الله جل وعلا والفقه في دين الله هو الذي يعلم العبد من خلاله خصال الدين ويعلم من خلاله الاخلاق والاداب ويعلم من خلاله الحلال والحرام ويعلم من خلاله كيف يتعامل مع الخلق فالاخلاق الفاضلة لا يعرف فضلها الا بالعلم ولا تعرف حقيقتها الا بالعلم فاذا جمع العبد بين علم وعمل علم بالدين وعلم بالاخلاق وعمل بما يعلمه ويتعلمه فهذا ارفع الناس قدرا واحسنهم اسلاما نعم قال حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش قال حدثني ثابت بن عبيد قال ما رأيت احدا اجل اذا جلس مع القوم ولا افقه في بيته من زيد ابن ثابت رضي الله عنه ثم ساق رحمه الله هذا الاثر عن ثابت ابن عبيد وهو مولى لزيد ابن ثابت رضي الله عنه ولهذا يطلع على آآ شأنه في البيت وحاله في البيت لانه مولى له فيطلع على احواله في البيت ومعاملته لاهله وولده يطلع على ذلك ولهذا وصف حاله في البيت من لا لطفه مع اهله وولده ومداعبته لهم وملاطفته لهم ومؤانسته لهم مع انه رجل له هيبته وله مكانته فذكر قدره في مجالسه مع القوم جلوسه الى الناس وان له جلالة وهيبة وقدر بقلوب الناس وذكر ايضا في الوقت نفسه حاله في البيت وانه صاحب فكاهة في البيت وطرافة وحسن تودد الى الاهل والاولاد ولهذا قال هنا ثابت ابن عبيد ما رأيت احدا اجل اذا جلس مع القوم ولا افكه في بيته من زيد ابن ثابت فكان اذا جلس مع القوم له جلالة له مكانة في النفوس وله قدر عظيم وله شأن وله هيبة وله منزلة وفي الوقت نفسه في في بيته صاحب طرافة وفكاهة وملاطفة وحسن تودد الى اهله وولده فجمع بين هاتين الخصلتين له هيبة عند الناس وله مكانة وله منزلة وله قدر وفي بيته انسان فيه لطافة وفيه فكاهة وفيه دعابة لا لاهل بيته وهذا من مكارم الاخلاق ان يكون الانسان ذا لطف في البيت وذا تودد وده دعابة ومؤانسة للاهل لان البيت غالبا يدخل له وصاحبه وهو مكدود متعب من العمل ومن الاختلاط بالناس ومن احتكاك بهم ومن رؤية اصناف المعاملات واصناف الاخلاق فاذا وصل الى البيت يصل وهو مكدود ومتعب يبحث عن الراحة ليس عنده نشاط ان يريح من حوله وان ان يلاطف من حوله يبحث عن راحة نفسه بدخوله للبيت ولهذا الاغلب في حال كثير من الناس انه اذا دخل البيت يدخله وهو في في بحث عن الراحة وفي ايضا ضعف شديد في الخلق لانه دخل دخل البيت وهو في شدة وفي تعب يبحث عن الراحة ولهذا يدخل البيت لا يريد ان يسمع صوتا ولا يريد ان يتحدث معه احد ولا يريد اي شيء كل شيء يريد ان لا يفعل لانه يريد السكون ويريد الراحة فاذا اتسع صدره وعظمت اخلاقه آآ آآ حسنت اخلاقه اذا دخل البيت لسعة الخلق الذي عنده وحسن الخلق الذي عنده يستوعب اولاده واهل بيته بملاطفته ومؤانسته وكثير من الناس يقصر عن هذا الامر يقصر عن هذا الامر لانه يأتي مكدود ومتعب ثم اذا وصل الى الى البيت وطفله الصغير الذي عمره سنتين او ثلاث سنوات او اربع في غاية اللهف والشوق الى دخول والده ويتحرى دخوله ويرقب الباب ثم يلقى والده مبتسما فما يستوعبه والده لضيق صدره والمعاناة التي دخل بها البيت باحثا عن الراحة فربما دفع الصغير الى جنب ودخل الى حيث يبحث عن الراحة. مع ان هذا الصغير الذي جلس ينتظر والده يكفيه ابتسامة خفيفة ويحمله قليلا ويقبله قليلا في دقيقة او دقيقتين يأخذ حظه ونصيبه. ويحس انه اخذ نصيبه لكن الدقيقة دقيقتين عندما يسوء خلق الانسان ما يستطيع ان ان يفعلها مع ولده لا يستطيع ان يفعلها مع ولده. بل لا يسوء خلقه مع الطفل الذي له سنتين او ثلاث سنوات او اربع فيدفعه وربما بقدمه دفعه وربما ايضا اغلظ عليه القول بكلام قاسي هذا كله من سوء الخلق كلا من سوء خلق الانسان والا لو لو دخل البيت والبيت احق الاماكن بحسن الاخلاق وخيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي البيت احق ما يكون وكثير من الناس يتمكن من معاملة زملائه ورفقائه وخلطائه بالاخلاق الجميلة ولكنه في البيت شخص اخر في البيت شخص اخر برعونته وسوء اخلاقه وفظاظته وقسوته على اهله واولاده حتى ذكروا في فيما يذكر من القصص ان مجموعة كانوا في وظيفة واحدة في ادارة واحدة يعملون وكان احدهم متميزا بين زملائه بحسن الاخلاق دائما يعامل زملائه الاخلاق العالية والاداب الرفيعة متميز بين زملائه ومكثوا معا في في العمل مدة طويلة ثم مرة من المرات قالوا نحن لنا سنوات ونحن نشترك في هذه الوظيفة وهذا العمل لو اننا ذهبنا رحلة سويا بالاهل يجتمع اهلنا يرون بعظ واولادنا يرون بعظ ونجلس مع بعظ ففعلا ذهبوا الى الى نزهة مشتركين واول ما جلسوا بدأوا زوجات زوجات الزملاء زملاء احدهم يهنئون زوجته باخلاقه كل ما من يقابلها انت زوجة فلان هنيئا لك ما شاء الله. دائما يذكرون بالاخلاق الفاضلة دائما يمدحونه بمعاملته المتميزة وكل من هنأها قالت لهم فلان فلان اه ابن فلان تتأكد من لانها ما رأت خلقا ابدا ولا رأت ادبا ولا رأت معاملة كريمة وهذا يحكي واقعا اه من الناس من يعامل زملائه يعامل رفقائه بمعاملة كريمة واذا دخل البيت نسي الاخلاق نسي الاخلاق مع اهله ونسي الاخلاق مع اولاده وليس هذا هدي اهل الاخلاق الفاضلة خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي اذا كنت تتجمل بالاخلاق مع الزملاء فاولادك واهلك بالبيت احق واولى بان تتجمل معهم بالاخلاق الفاضلة وان تحتملهم بسعة خلقك اما ان يدخل الانسان البيت بخلق ظيق وبمعاملة سيئة فليس هذا باللائق بالمسلم وليس هذا باللائق بحسن الخلق ولهذا يقول ثابت ابن عبيد يقول ما رأيت احدا اجل اذا جلس مع القوم ولا افقه في بيته من زيد ابن ثابت افكه في بيته اي انه صاحب فكاهة في البيت ويداعب الاولاد يدخل السرور عليهم والطرافة فكان هذا هذا شأن والنبي عليه الصلاة والسلام يقول خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهل نعم قال حدثنا صدقة قال اخبرنا يزيد ابن هارون عن محمد ابن اسحاق عن داوود ابن حصين عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال سئل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اي الاديان احب الى الله عز وجل قال الحنيفية السمحة ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الاديان احب الى الله عز وجل اي الاديان احب الى الله عز وجل في بعض روايات الحديث اي الدين احب الى الله واي الاديان اي الاديان المنزلة اي الاديان؟ اي الاديان المنزلة؟ قال الحنيفية السمحة ملة ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام واي الدين احب الى الله اي اي خصاله اي الدين احب الى الله؟ اي خصال الدين ولهذا جاء في في بعض الاحاديث احب الدين الى الله ايسره. اي احب خصال الدين واعمال الدين اليسر والدين يسر كما تقدم وسبق ان مر معنا فهذا فيه سماحة هذا الدين سماحة الدين في كل جوانبه قال اي الدين او الاديان احب الى الله عز وجل؟ قال الحنيفية السمحة هاتان صفتان للدين الصفة الاولى الحنيفية والحنيفية ملة ابراهيم والله جل وعلا نعت نبيه ابراهيم بانه حنيف ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا والحنيف هو المائل عن الشرك الى التوحيد وعن الضلال الى الحق والهدى فالحنيفية هي سلوك طريق الاستقامة والبعد عن سبل الضلال سلوك طريق الاستقامة ولزوم توحيد الله تبارك وتعالى والبعد عن الشرك وعن طرق الزيغ والضلال هذه هي الحنيفية والسمحة هذه صفة ثانية للدين وهي انه دين سمح سمح في عباداته وسمح في معاملاته وايضا الاخلاق التي يدعو اليها اخلاق سمحة اخلاق سمحة واداب كريمة ومعاملات طيبة يدعو اليها هذا الدين فمن ميزات هذا الدين ومحاسنه انه دين السماحة دين السماحة ويدعو الى السماحة ومما يدعو اليها الدين من السماحة السماحة في الاخلاق وهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة نعم قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني موسى ابن علي عن ابيه عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما انه قال اربع خلال اذا اعطيتهن فلا يضرك ما عزل عنك من الدنيا حسن خليقة وعفاف طعمة وصدق حديث وحفظ امانة ثم ساق رحمه الله هذا الاثر الموقوف على عبد الله ابن عمر عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما وقد صح مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام فهو حديث اه صح مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام اي من قوله صلى الله عليه وسلم لفظه هنا اربع خلال اذا اعطيتهن فلا يضرك ما عزل عنك من الدنيا وجاء في بعض المصادر اربع لا يضرك اذا تمسكت بهن ما فاتك من الدنيا اذا اذا اذا تمسكت بهن او حافظت عليهن لا يضرك ما فاتك من الدنيا والشاهد من الحديث للترجمة هو قوله حسن خليقة اي حسن خلق وهذا الحديث نقف عنده وقفة مهمة لانه يعالج معالجة حكيمة وعظيمة جدا للفساد الكبير الذي يحصل لاخلاق الناس عند الاقبال على الدنيا وحطامها والتجارة واكتساب المال فهذا الحديث عجيب للغاية في معالجة الفساد الذي يقع في كثير من الناس عندما يقتحمون باب التجارة ويدخلون باب المعاملات والمكاسب والارباح والبحث عن الدنيا كالحديث في معالجة عجيبة جدا لهذا الباب لان في هذا الحديث تنبيه للمسلم ان يضع عندما يقدم على التجارة واكتساب المال وطلب آآ آآ الارباح يظع امامه اربعة قواعد ذكرت في هذا الحديث يجعلها بمثابة الاسس التي لا يساوم عليها ويحرص على الا يخرمها شيء ويجعلها بمثابة الركائز التي لا يقبل ان تظيع او ان تذهب ثم هو لا يبالي ان فاته شيء من الدنيا في سبيل محافظته على ماذا على هذه الركائز في سبيل محافظته على هذه الركائز فيدخل باب التجارة اكتساب المال وعنده ركائز اربعة لا يساوم عليها ولا يرظى ان تخرم حتى لو كان امام عينيه مكاسب مهيلة وارباح كثيرة جدا لا لا تحطم هذه الارباح شيئا من هذه الاسس لانه لا يضيع منها شيئا لا يضيع منها شيئا وامامه قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يضرك ما فاتك من الدنيا فهو غير مبالي غير مبالي ما فاتني من الدنيا لا يضرني هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لا يضرك ما فاتك من الدنيا فالذي يفوتك من الدنيا في سبيل محافظتك على هذه الخلال الاربعة والخصال العظيمة الاربعة المذكورة في الحديث فما دمت مستمسكا بها محافظا عليها لا يضرك ما فاتك من الدنيا والانسان يمتحن في هذه الامور الاربعة عندما يدخل مجال التجارة يمتحن امتحانا شديدا احيانا تعرظ له ارباح مهيلة جدا تعرظ له ارباح مهيلة جدا لكنها تحتاج منه الى ان يكذب فيبدأ الان في في مرحلة مساومة مع نفسه هل يحصل هذا الربح ويكذب ويعطي يمينا كاذبة في سبيل تحصيله ام يقول كما جاء في الحديث لا يضرني ما فاتني من الدنيا ولتبقى لي هذه الاسس فحقيقة هذا الحديث حديث ينبغي على كل تاجر مسلم ان يكون نصب عينيه. وهذا الحديث ينبغي ان يشاع بين التجار وفي المحلات التجارية. وبين آآ الشركات يشاع بينهم هذا الحديث حتى يصحح الانسان مساره يصحح الانسان مساره وطريقه في طريقته في البيع والشراء والتعامل بحيث تكون هذه الامور الاربعة لا يساوم فيها مهما كان الربح ومهما كان الثمن والنبي عليه الصلاة والسلام يعطيك ظمانا يقول لا يظرك ما فاتك من الدنيا لا يضرك ما فاتك من الدنيا لا تأسى عليه ولا تأسف لن يضرك معنى ذلك اي انك في خير وفي غنيمة وفي ربح حتى وان فاتك هذا المال ولهذا ينبغي حقيقة ان ينتبه لهذه الاسس والركائز والخصال الاربعة العظيمة وكل من يقدم على تجارة ينبغي ان تكون ثابتة عنده لا يساوم عليها لا يساوم عليها بل تكون ثابتة عند يقول عليه الصلاة والسلام اربع خلال اذا اعطيتهن فلا يضرك ما عزل عنك من الدنيا وفي اللفظ الاخر لا يضرك ما من الدنيا يعني حتى لو كان في ظاهر الامر لم تربح في ظاهر الامر انك تخسر البيعة او الصفقة او التجارة ادخل بهذه الخصال الاربعة ولا تبالي وان فاتك شيء من المال او صفقات او ارباح لا يضرك ذلك. انت ربحان حتى وان كان في صورة الامر فاتك شيء بعض اه فاتك هي شيء من بعض الارباح والمكاسب والله سبحانه وتعالى يعوضك خيرا لان الرزق والفضل بيد الله سبحانه وتعالى قال اربع خلال اذا اعطيتهن فلا يضرك ما عزل عنك من الدنيا الامر الاول حسن خليقة حسن خليقة اي ان تعامل الناس بالاخلاق الحسنة وبالاداب الكريمة والانسان الذي يجلس في في التجارة وفي البيع والشراء يعاين من اصناف اخلاقيات الناس وطبائع الناس وايضا سيء المعاملة من الناس يعاين من ذلك شيئا كثيرا ودوام الاحتكاك مع الناس في البيع والشراء والمعاملات تؤثر على اخلاقه اه تأثيرا سلبيا ان لم يحافظ على هذه الركيزة المبينة في هذا الحديث حسن الخليقة فيصبح في صراع مع نفسه بالمحافظة على حسن خلقه لا ان يبيع اخلاقه في السوق باحتكاكه بالسوقة من الناس وسيء الاخلاق من الناس لا يبيع اخلاقه بعض الناس اصبح والعياذ بالله بسبب معايشته لاصناف من الناس بسبب حاجته للبيع والتجارة اصبح لعانا طعانا بذيئا سيء خلق اكتسبها في في في تجارته وفي معاملته للناس فضيع هذا ضيع هذه الخصلة بسبب اقتحامه التجارة ودخوله فيها دون محافظة على هذه الركيزة العظيمة اذا التاجر المسلم الناصح لنفسه ينبغي ان يكون حسن الخليقة حسن الخلق ويحافظ على حسن خلقه مدة اشتغاله بالتجارة. ولا يجعل التجارة واحتكاكه بالناس سببا لضياع الاخلاق وماذا يربح الانسان اذا حصل مالا من الدنيا وفسدت اخلاقه ما هو الربح الذي حصله الانسان اذا حصل اموال كثيرة ولكن فسدت اخلاقه والعياذ بالله ماذا تغني عنه امواله وماذا تغني عنه؟ وماذا تنفعه اذا فسدت الاخلاق فهذا الامر الاول الامر الثاني قال وعفاف طعمة وعفاف طعما ان يتعفف في طعامه وذلك بالحرص على اكتساب الحلال. والبعد عن الحرام والمتشابه وقد قال عليه الصلاة والسلام ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من ناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان ان يرتع فيه الا وان لكل ملك حمى الاوان حمى الله محارمه. الحديث فيحرص على عفة المطعم مدة كسبه للتجارة وبحثه عن الارباح يبحث عن العفة في المطعم اي الطعام العفيف الذي ليس فيه حرام وليس فيه ايضا آآ شائبة حرام فاذا كان البيع فيه ربا اذا كان البيع فيه غش اذا كان البيع فيه تدليس اذا كان في البيع فيه صورة من الصور المحرمة في الشريعة اذا كان في اي شيء من هذه الامور لا يدخل في هذا البيع. لماذا؟ لان من الاصول الثابتة عنده عندما دخل التجارة عفة المطعم لا يساوم في عفة مطعمه فعفة المطعم اساس عنده ويبحث عن الربح بحيث لا ينخرم هذا الامر الذي هو عفة المطعم بينما بعض الناس يدخل التجارة وميدان الربح ولا يبالي في قضية عفة المطعم لا يبالي بالمال الذي اكتسبه هل هو من حلال او من حرام بل بعضهم كما اشار بعض اهل العلم ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بعضهم قاعدته في هذا الباب الحلال ما حل في يدك والحرام ما حرمت منه فالذي حل في اليد ومسكته اليد من اي طريق جاء هو الحلال والحرام ما ما ما لم تطله يده وما لم يناله فهذا هو الحرام ما حرم منه هذه قاعدة بعض الناس في هذا الباب ولا يبالي بحلال او حرام فهذا انخرمت عنده هذه القاعدة وضاعت والعياذ بالله عفة المطعم وقد قال عليه الصلاة والسلام كل جسد قام على السحت النار اولى به قال وذكر عليه الصلاة والسلام الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب له اي كيف يستجاب لمن كانت هذه حاله ولهذا قال بعض السلف اطب مطعمك تستجب دعوتك اخذا لهذا من حديث النبي عليه الصلاة والسلام اذا من القواعد التي ينبغي على التاجر المسلم ان لا يساوم فيها وان يحافظ عليها اشد المحافظة طيب المطعم ولهذا قال بعض السلف من فقه الرجل مأكله ومشربه وممشاه اي لا يأكل كل طعام ولا يشرب كل شراب وانما يتفقه. فاذا كان طيبا طعمه وشربه واذا كان حراما او مشتبها تركه وابتعد عنه لان من الاصول الثابتة الثابتة عنده طيب المطعم طيب المطعم لا يساوم في هذا الامر قال وعفاف طعمة عفاف طعمة اي ان يكون ما يطعمه الانسان ويتغذاه ويشربه شيئا عفيفا لا حرمة فيه وليس ايظا امرا مشتبها بل لا يطعم ولا يدخل لجوفه ولا لجوف ابنائه ومن ينفق عليهم الا الطعام العفيف الطعام الطيب الطعام الحلال فهذه من الامور الثابتة الراسخة عنده الامر الثالث قال صدق حديث صدق حديث لا يكذب لا يكذب بل يحافظ على الصدق وعندما يحدث الناس في بيعه وشرائه دائما يكون صادقا اذا قال لهم هذه البضاعة جديدة فهو صادق في كلامه اذا قال هذا النوع اصيل ليس بكذا يكون صادقا في كلامه هذا من اليوم ليس من الامس صادقا في كلامه مسألة الصدق تعتبر اساس عنده لا يساوم فيها وهو في نفسه يقول ماذا يغني عني من الله شيئا اذا كسبت من هذا ريال ومن ذاك ريالين او عشرة او الف او اكثر ولكن ضاع مني خلق الصدق واصبحت كذابا وقد قال عليه الصلاة والسلام اياكم والكذب اياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور والفجور يهدي الى النار. او كما قال عليه الصلاة والسلام فهو لا يكذب والرزق على الله سبحانه وتعالى الرزاق هو الله سبحانه وتعالى لا يكذب من اجل ان يربح ريالا او يربح ريالات او عشرات او الاف لا يكذب الصدق اساس عنده لا يساوم فيه وليست الريالات والدراهم هي التي تضيع خلق الصدق عنده. لان الصدق اصل ثابت واساس لا يساوم فيه ولا ولا يضيعه بينما بعض الناس اخلاقياته تفسد مع ممارسة البيع والحرص على الدنيا والحرص على المكاسب ويبتلى مبايعات معينة فيجد نفسه منساقا الى الكذب وربما يحلف ايمانا مغلظة وقد قال عليه الصلاة والسلام ثلاثة لا ينظر الله اليهم ولا يكلمهم ولا ولهم عذاب اليم وذكر منهم المنفق سلعته بالايمان الكاذبة والعياذ بالله فبعض من اجل الربح باع الصدق واصبح يكذب ويحلف ايضا كاذبا في سبيل اكتساب شيء من من الدنيا ومتاعها الزائل والعياذ بالله فاذا التاجر المسلم الناصح لنفسه لا يساوم في الصدق مهما كان الربح ومهما كانت التجارة ومهما كانت المعاملة لا لا يساوم في الصدق ابدا والامر الرابع قال حفظ امانة حفظ امانة امين في تعاملاته امين لا يغش امين لا يخدع امين لا يمكر امين في حفظ حقوق الناس امين في اعادة اموالهم الامانة محفوظة عنده ليست مضيعة يرعى للامانة حقها ولا يساوم في ذلك وقد يبتلى الانسان بامتحانات عندما يدخل باب التجارة بامتحانات يبتلى بها هل يحافظ على الامانة او يضيع الامانة في سبيل ان يحصل مالا او يحصل شيئا مما متاع الدنيا فبعض الناس يسقط في الامتحان بل كثير من الناس يسقط في الامتحان ويضيع الامانة في في سبيل ان ان يكسب مالا او عرظا من عرض الدنيا او متاع الدنيا فحقيقة هذا الحديث حديث عجيب جدا وعظيم في بابه وينبغي على كل من دخل باب التجارة ان يكون هذا الحديث عنده محفوظا ومعلوما ومعتنى به عناية فائقة وايضا اقول مرة ثانية هذا الحديث ينبغي ان يشاع بين التجار ينبغي ان يشاع بين التجار وبين المشتغلين بالتجارة يشاع بينهم وينشر بينهم نشرا للخير ودعوة له حتى تكون هذه الامور الاربعة ركائز واسس لا يساوم عليها التاجر ولا يضيع منها شيئا والنبي عليه الصلاة والسلام يقول لك لا يضرك ما فاتك لا يضرك ما فاتك وهنا يقول لا يضرك ما عزل عنك من الدنيا لا لا يأتيك الشيطان او نفسك الامارة بالسوء وتقول والله دخلت في السوق بالصدق وبضاعتي ما تمشي ما تمشي الا بضاعة الكذابين من حولي يكذبون على الناس ويقولون والله هذا جديد ويحلفون وتجارتهم تمشي وانا لا يضرك ما فاتك الناس تمشي تجارتهم من حولك بغير الصدق ولم تمشي تجارتك النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك لا يضرك خذها نصيحة من نبيك عليه الصلاة والسلام. لا يضرك والعاقبة لك انت في الدنيا والاخرة وسترى ذلك في صبرك على السنة ومحافظتك على وصايا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لا يضرك ما فاتك لا يضرك وكما عزل عنك من الدنيا لماذا يقول لماذا يقول لا يضرك لا يضرك ما عزل عنك؟ لانك تمتحن في هذا الباب بان تقولوا لك نفسك ستفوتني الربح سيكون ستفوتنا التجارة فلا يأتيك الشيطان من هذا الباب ولا تأتيك نفسك الامارة بالسوء من هذا الباب واجعل كلام النبي عليه الصلاة والسلام نصب عينيك اجعل قوله لا يضرك ما فاتك من الدنيا اصلا بين عينيك وحافظ على هذه الامور الاربعة والركائز الاربعة العظيمة التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث العظيم. نعم قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا داوود ابن يزيد قال سمعت ابي يقول سمعت ابا هريرة رضي الله عنه قول قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم تدرون ما اكثر ما يدخل النار قالوا الله ورسوله اعلم قال الاجوفان الفرج والفم واكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تدرون ما اكثر ما يدخل النار؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال الاجوفان الفرج والفم وهنا قوله تدرون هذا ايضا من نصح النبي عليه الصلاة والسلام وحسن تعليمه وشده للانتباه وتمكينه للفائدة صلوات الله وسلامه عليه تدرون ما اكثر ما يدخل النار يعني ما اكثر امر يدخل الناس بسببه النار قالوا الله ورسوله اعلم. قال الاجوفان اكثر ما يدخل بسببه الناس النار الاجوفان ما هما قال الفرج والفم الفرج بفعل الانسان الفاحشة وتعديهما آآ اذن له. والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون يكون من العادين المتجاوزين لما اذن لهم به اه الفرج والفم لان الفم يحصل من خلاله فساد من حيث كلام الانسان يتكلم بفمه الكلام المحرم قد يتكلم بالشرك قد يتكلم بالضلال قد يتكلم بالكلام البذيء والالفاظ السيئة قد يتكلم بالدعوة الى الفساد والعياذ بالله فيحمل اوزار من يدعوهم ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم وايضا بالفم يدخل الانسان الى الى جوفه. الاغذية المحرمة والاكل المحرم الباطل فاكثر ما ما يدخل الانسان النار الاجوفان الفرج والفم وهذا فيه تحذير وبيان لخطورة الاجوفين خطورة الفرج وان الانسان يجب عليه ان يتقي الله عز وجل في فرجه وان يحفظ فرجه وان يصونه وان لا يقرب الفاحشة وان يبتعد عنها وعن اسباب بها وعن وسائلها لئلا يهلك نفسه يوم القيامة بالنار لان الفرج من اكثر الاسباب لدخول النار والعياذ بالله والسبب الثاني الفم فايضا يحفظ فمه ويحفظ لسانه ويصونه وقد قال عليه الصلاة والسلام وهل يكب الناس على وجوههم او على مناخرهم الا حصائد السنتهم فحصاد اللسان جد خطير بل صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول انما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا حتى الفرج ولهذا فاحشة الفرج بداياتها من اللسان فاحشة الفرج بداياتها من اللسان فيصون الانسان لسانه ويحفظ فمه ويحفظ فرجه لا لا ليتقي بذلك النار ليتقي بذلك ليقي نفسه من النار لان من اعظم واكثر اسباب دخول الناس النار الاجوفان الفم والفرج كما بين ذلك صلوات الله وسلامه عليه وجعلوا في حديث اخر قال من يضمن لي ما بين فكيه وبين فخذيه اضمن له الجنة الذي يصون لسانه ويحفظ فمه ويصون فرجه عن ما حرم الله تبارك وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم ظامن له بدخول الجنة ثم قال وما وما اكثر ما يدخل الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق وقوله اكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق اشارة الى صلاح امرين تقوى الله عز وجل صلاح العبد في جانب معاملته مع الله وحسن الخلق صلاح العبد في جانب معاملته مع العباد ومع الناس فالذي يتقي الله ويحسن اخلاقه صلح في الجانبين في المعاملة مع الله لان معاملته مع الله عز وجل مبنية على تقوى جل وعلا ومراقبته في السر والعلانية ومعاملته مع الناس مبنية على حسن الخلق ولهذا لما بعث النبي عليه الصلاة والسلام معاذ ابن جبل الى اليمن قال اتق الله حيثما كنت. واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن وخالق الناس بخلق حسن فاكثر ما يدخل الانسان به الجنة تقوى الله عز وجل وحسن الخلق تقوى الله صلاح المعاملة بين العبد وبين الله وحسن الخلق صلاح المعاملة بينه وبين الناس. نعم قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا ابو عامر قال حدثنا عبدالجليل بن عطية عن شهر عن ام الدرداء انها قالت قام ابو الدرداء رضي الله عنه ليلة يصلي فجعل يبكي ويقول اللهم احسنت خلقي فحسن خلقي حتى اصبح فقلت يا ابا الدرداء ما كان دعاؤك منذ الليلة الا في حسن الخلق فقال يا ام الدرداء ان العبد المسلم يحسن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة ويسيء خلقه حتى يدخله سوء خلقه النار والعبد المسلم يغفر له وهو نائم قلت يا ابا الدرداء كيف يغفر له وهو نائم قال يقوم اخوه من الليل فيجتهد فيدعو الله عز وجل فيستجيب له ويدعو لاخيه استجيبوا له فيه عندكم اه فيجتهد فيجتهد فيدعو الله عند فيتهجد لعلها تراجع ثم اورد رحمه الله عن ام الدرداء ثم اورد رحمه الله تعالى عن ام الدرداء قالت قام ابو الدرداء ليلة يصلي فجعل يبكي ويقول اللهم احسنت خلقي فحسن خلقي اي انها لاحظت عليه انه يجتهد في الليل بهذه الدعوة يسأل الله تبارك وتعالى ان يحسن خلقه كما حسن خلقه كما حسن هيئته الظاهرة ان يحسن اخلاقه اه بحيث تكون اخلاقا حسنة طيبة فيلح على الله عز وجل في دعائه بالليل بذلك يقول حتى اصبح فقلت يا ابا الدرداء ما كان دعاؤك منذ الليلة الا في حسن الخلق يعني كنت تكرر هذه الدعوة طوال الليل في في في صلاتك وفي دعائك يعني كانها تقول ما ما السر؟ او ما السبب في ذلك قال يا ام الدرداء ان العبد المسلم بحسن خلقه يحسن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة وهذا شواهده ودلائله كثيرة في آآ السنة ومر معنا شيء منها ويسيء خلقه حتى يدخله سوء خلقه النار وهذا فيه خطورة سوء الخلق على الانسان وانه يجني عليه حتى ربما كان سببا في دخوله نار جهنم والعياذ بالله قال قال والعبد المسلم يغفر له وهو نائم العبد المسلم يغفر له وهو نائم فقلت يا ابا الدرداء كيف يغفر له وهو نائم؟ يعني لم يقم الليل يصلي قالت يقوم اخوه من الليل فيتهجد فيدعو الله عز وجل فيستجيب له ويدعو لاخيه فيستجيب له فيه يعني يدعو لنفسه ويدعو لاخيه بظهر الغيب ووكأنه والله اعلم ينبه ابو الدرداء هنا الى المعنى الذي مر معنا في اول الحديث وقول قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل لما ذكر عنايته بهذا الدعاء واهتمامه بهذا الدعاء قد يكون الانسان بحسن خلقه وحسن ادبه يشارك القائم بالليل وهنا يلمح ابو الدرداء الى معنى جميل جدا وهو ان حسن الاخلاق حسن الاخلاق له محبة في قلوب الناس لو محبة في قلوب الناس لانه طيب المعاملة طيب المعاشرة له مكانة في قلوبهم فاذا قام من من الله عليه بقيام الليل قام الليل يصلي ودعا لاخوانه خص بدعائه من لا يعامله الا بالمعاملة الكريمة الطيبة الحسنة فهو يلمح اه كانه يلمح الى الى هذا المعنى ان حسن الاخلاق يظفر بدعوة اخوانه الذين يقومون الليل لانهم لم يروا منه الا خلقا جميلا وادبا رفيعا ومعاملة طيبة وهذا الاسناد فيه ظعف لضعف شهر والدعاء الذي ورد في هذا الحديث ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في دعائه اللهم كما حسنت خلقي حسن خلقي واما الحديث الذي ورد في فيه هذا الدعاء مقيدا بالنظر الى المرآة لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين يقول السائل هل ينال صاحب حسن الخلق الاجر اذا لم يعرف ان هذا من الاسلام وانما خلقه حسن هكذا بالجبلة اه اذا اذا كان على الاسلام اذا كان على الاسلام واحتسب عند الله تبارك وتعالى هذه الامور حتى وان كانت جبلة فيه اذا احتسبها عند الله تبارك وتعالى بالاحتساب ينال ثواب الاخرة اما اذا كان لا لا يحتسب ذلك عند الله وانما يأتي بها للدنيا ولم يرد بها الاخرة فان ثواب الاخرة لا يناله الا ما الا من اراد به الاخرة كما قال الله تبارك وتعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا اي مشكورا عند الله مقبولا نعم يقول من يمارس العادة السرية بالاستمناء باليد. هل هو ممن يدخل النار بسبب عدم صيانته لفرجه ممارسة هذه العادة السيئة والعياذ بالله هو داخل في الاعتداء والعدوان قد قال الله عز وجل والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون. الاستمناء مما وراء ذلك وهو محرم وهو من عدم حفظ الانسان لفرجه وهو من من اسباب نيل العقوبة والعياذ بالله اضافة الى ما فيها الاضرار البليغة على على الانسان اي في صحته وفي جوانب كثيرة ما من حياته آآ نبه على كثير منها الاطباء ففيه اظرار دنيوية وعلى الصحة بليغة جدا وربما اثر على ان نسل واثر على البصر واثر على صحة الانسان اضافة الى ما فيه من الاثم والعياذ بالله الاخر يقول وماذا علي ان افعل لاترك هذه العادة عليك ان تتوب الى الله سبحانه وتعالى واذكرك بقول النبي عليه الصلاة والسلام استحيوا من الله حق الحياء كلما دعتك نفسك لهذه العادة السيئة اعلم ان الله يراك وانه سبحانه وتعالى مطلع عليك وان هذا من من الاثم ومن الاضرار بالنفس ومن المخالفة للشرع ومن الجناية على الصحة فاستحي من الله تبارك وتعالى وامتنع عن ذلك وتب الى الله جل وعلا توبة نصوحة ونسأل الله عز وجل ان يصلح حالك وحال الجميع وان يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه. نعم يقول انا صاحب تجارة والمحل الذي اتاجر فيه مبلغ الايجار عالي جدا والمجال الذي اتاجر فيه اسعاره موحدة فهل يجوز لي ان ازيد في سعر السلعة؟ لكي اغطي المكسب الخاص والعام علما بان الاجار غالي جدا واسعار الجملة الان بزيادة. واذا لم ازد في سعر السلعة يكون المحل ذاهب للخسارة آآ القاعدة في في هذا الباب لا ظرر ولا ظرار وانت اذا كنت لما يعني تغالي في في السعر وتضر المشترين وتكتسب اموالا باهظة لا لا حق لك بها اذا لم تفعل ذلك لا شيء عليك وخاصة اذا راعيت ارتفاع اجار المحل وان بيع السلعة سعرها المعتاد لا يغطي اجار المحل وانت تفعل ذلك لتغطي الاجار فالذي يظهر ليس عليك في ذلك شيء والله اعلم هذا سؤال ادق يقول من كان عنده بوفيه يبيع فيها البطاطس ولكن الزيت الذي يصنع له البطاطس يزيد فلا ينثره فيزيد اليوم التالي فيزيد عليه زيت جديد ويقلي به البطاطس. هذا من تضييع الامانة هذا ابتلاء له في تضييع الامانة لان ابقاء الزيت واستعماله مرة ثانية يجني على صحة الناس ويضر بهم وهذا امر معروف وبعض اه من يبيعون البطاطس او المقليات لا يبالي بهذا الامر المهم ان يكسب ويربح ولا يبالي وكم من اناس دخلوا المستشفيات واخذوا يعانون من امراض بسبب عدم مبالاة بعظ هؤلاء بجانب الامانة فهذا امتحان لهؤلاء في هذا هذه الركيزة التي مرت معنا في الحديث وهي حفظ الامانة جزاكم الله خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك