بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه به اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب مفرد في باب حسن الخلق اذا فقهوا. وذكر احاديث منها قال حدثنا ابو النعمان قال حدثنا ابو عوانة عن زياد بن علاطة عن اسامة بن شريك رضي الله عنه انه قال كنت عند النبي صلى الله عليه واله وسلم وجاءت الاعراب ناس كثير منها هنا وها هنا فسكت الناس لا يتكلمون غيرهم. فقالوا يا رسول الله اعلينا حرج في كذا وكذا؟ في اشياء من امور الناس لا بأس بها. فقال يا عباد الله وضع الله الحرج الا امرأ اقترض امرأ ظلما فذاك الذي حرج وهلك قالوا يا رسول الله انا تداوى؟ قال نعم يا عباد الله تداووا فان الله عز وجل يضع داء الا وضع له شفاء غير داء واحد قالوا وما هو يا رسول الله؟ قال الهرم. قالوا يا رسول الله ما خير ما الانسان قال خلق حسن. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فالامام البخاري رحمه الله تعالى في باب حسن الخلق اذا فقهوا اورد جملة من الاحاديث منها هذا الحديث حديث اسامة بن شريك رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الاعراب ناس كثير من ها هنا وها هنا هذا الحديث رواه الطبراني في جامعه او في معجمه الكبير بسند ثابت وفيه ان اسامة بن شريك رضي الله عنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع اي ان هذا اللقاء كان في حجة الوداع الوصايا التي اشتمل عليها هذا الحديث فهي من جملة وصايا النبي صلى الله عليه وسلم ومواعظه التي سمعت منه صلوات الله وسلامه عليه في حجة الوداع وقد جمعت جل احاديث هذا الباب في جزء صغير طبع بعنوان خطب ومواعظ من حجة الوداع لانه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك جملة احاديث مباركة وعظيمة وهي بمثابة وصايا المودع اوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه واوصى بها امته وهي موضع اهتمام العلما وعناية المسلمين وهي مواعظ بالغة وعظات نافعة ومؤثرة من نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه بحجة الوداع التي ودع فيها الناس وقال لهم فيها لعلي لا القاكم بعد عامي هذا فسميت حجة الوداع فيقول اسامة ابن الفريق رضي الله عنه بفتح الصين يقول رضي الله عنه كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الاعراب وجاءت الاعراب والاعراف هنا اي من وفود الحج وفود الحجيج جاؤوا حجاجا لبيت الله وشهدوا مع النبي عليه الصلاة والسلام حجة الوداع اتوا اليه عليه الصلاة والسلام يسألونه وكان الصحابة رضي الله عنهم يفرحون جدا اذا جاء رجل عاقل من الاعراب يسأل النبي عليه الصلاة والسلام ولنلاحظ قول اسامة في الحديث فسكت الناس لا يتكلمون غيرهم يعني لا يتكلم الا هؤلاء الاعراب وذلك لان الصحابة رضي الله عنهم نهوا عن عن الاسئلة كما جاء في الصحيح مسلم وغيره عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال نهينا ان نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فكنا نفرح اذا جاء الرجل العاقل من الاعراب يسأل النبي عليه الصلاة والسلام الشاهد ان هؤلاء الاعراب هم وفود الحج هؤلاء حج بيت الله الحرام وشهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وكانوا اناسا كثيرا يصفهم اسامة رضي الله عنه بقوله ناس كثير من ها هنا وها هنا يعني من من انحاء البقاع ومن الجهات المختلفة ليسوا من جهة واحدة وانما وفدوا الى بيت الله الحرام من كل فج عميق يقول فسكت الناس لا يتكلمون غيرهم اين احد يسأل النبي؟ عليه الصلاة والسلام اه غير هؤلاء الاعراب والصحابة رضي الله عنهم يستمعون ويستفيدون. كان من جملة الاسئلة قالوا يا رسول الله من جملة اسئلة هؤلاء الاعراب قالوا يا رسول الله اعلينا حرج في كذا وكذا في اشياء من امور الناس لا بأس بها رواية الطبراني للحديث فيها توضيح لهذه الاسئلة وهي انها اسئلة عن اعمال الحج. اسئلة عن اعمال الحج رجل يسأل عن تأخيره الى الرمي ورجل يسأل تقديمه لعمل من اعمال يوم النحر على اخر فكان كلما سئل عن شيء من هذه الامور يقول فيها صلوات الله وسلامه عليه لا حرج ما سئل صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم عن تقديم او تأخير الا قال عليه الصلاة والسلام لا حرج فقوله هنا قالوا يا رسول الله اعلينا حرج في كذا وكذا؟ في اشياء من امور الناس لا بأس بها يوضح هذا الرواية الاخرى للحديث رواية الطبراني لحديث اسامة بن شريك قيل انهم كانوا يسألونه عن اعمال يوم النحر. واعمال يوم النحر هي الرمي. والنحر والحلق والطواف على هذا الترتيب هكذا فعلنا النبي عليه الصلاة والسلام لكنه ما سئل في ذلك اليوم عن تقديم او تأخير الا قال افعل ولا حرج فهذا معنى قوله هنا يسألونه عنا اشياء من امور الناس لا بأس بها. يقولون اعلينا حرج في كذا وكذا؟ اعلينا حرج في كذا وكذا فكان في كل ذلك يقول عليه الصلاة والسلام لا حرج ثم قال صلى الله عليه وسلم يا عباد الله وضع الله الحرج والفرج هو الضيق الحرج فالاصل هو الضيق والمراد هنا الاثم والعقوبة قال وضع الله الحرج الا امرأ اقترض امرأ ظلما وضع الله الحرج بمناسبة الاسئلة الكثيرة التي وردت عليه صلوات الله وسلامه عليه هل علي من حرج في كذا؟ هل علينا من حرج في كذا؟ فعلت كذا هل علي من حرج؟ كل ذلك تقول لا فرج ثم وجه عليه الصلاة والسلام هذا النداء لعموم عباد الله قال يا عباد الله هذه موعظة من مواعظ صلوات الله وسلامه عليه البليغة التي سمعت منه ونقلت عنه في حجة الوداع قال يا عباد الله وضع الله الحرج الا امرأ اقترض امرأ ظلما فذلك الذي فذاك الذي حرج وهلك الا امرأة اقترض امرأ ظلما اقترضه هيا نال من عرضه والعياذ بالله اقترض امرأ ظلما اي نال من عرظه تهدى عليه او تهدى على عرضه بان نال منه اقتطع قطعة من عرضه نال منها. وقيعة وغيبة وقولا فيه. بالباطل فهذا الذي فعل هذا الامر هو الذي حرج وهلك هو الذي عليه الاثم وينال الهلاك. والعياذ بالله والنبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع اكد تأكيدات متعددة على قضية اعراض المسلمين ودماء المسلمين واموال المسلمين. اكد عليها بغير اسلوب وبغير طريقة. صلوات الله وسلامه عليه تنبيها على عظم الامر فممن سمع منه في حجة الوداع في هذا الباب قوله عليه الصلاة والسلام ان دمائكم واموالكم واعراضكم وحرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهر كم هذا ذكر حرمة الاعراب وفي ايضا مما سمع عنه عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع او في حجة الوداع من مواهبه قوله عليه الصلاة والسلام على انما هن اربع اياحذروها يا عباد الله امور خطيرة الا انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقه فذكر الشرك محذرا منه ثم حذر من هذه الامور الثلاث التي تتعلق بالادميين لا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالفر. هذا مثل قوله ان دمائكم حرام ولا تزنوا هذا مثل قوله واعراضكم حرام وقوله ولا تسرقوا اموالكم حرام نوه عليه الصلاة والسلام ذكر هذه المحرمات ايضا مما سمع عنه في هذا الباب في حجة الوداع. قال عليه الصلاة والسلام المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمؤمن ممن امنه الناس على دمائهم واموالهم والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه والمجانب من جاهد نفسه في طاعة الله. هذا ايضا سمع منه عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع فكان صلى الله عليه وسلم في اكثر من مناسبة وفي اكثر من موضع في حجة الوداع ينبه على هذا الامر الخطير الا وهو مراعاة حرمة دماء المسلمين واعراضهم واموالهم الا ان اموالكم واعراضكم ودمائكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهر كم هذا من تأكيداته على هذا الامر لما جاءه هؤلاء الاعراب وقالوا هل علينا من حرج في كذا؟ هل علينا من حرجا في كذا؟ هل من خرج في كذا فكل ذلك يقول عليه الصلاة والسلام لا حرج ثم ربى على هذه القضية التي اكد عليها اكثر من مرة عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع وهي حرمة الدماء والاعراض قال الا امرأة اقترظا امرأ ظلما الا امرأة اقترض امرأ ظلما اي نال من عرضه وهذا فيه فيه تحريم اه الانان من اعراض المسلمين سواء بالغيبة او النميمة او السخرية او البهتان او غير ذلك من الوسائل والمسالك التي هي نيل من اعراض المسلمين فهذا ثواب هذا حرام ذنب وخيم. يقول عليه الصلاة والسلام وهو يسأل عن الحرج في امور من اعمال الحج يا عباد الله ينبه على خطورة هذا الامر يا عباد الله يعني انتبهوا لهذا الامر وعم واحذروا منه. انتم تسألون هل علينا فرج في كذا؟ هل يلحقنا اثم بكذا تسألون عن هذه الاسئلة انتبهوا لهذا الامر. يا عباد الله وضع الله الحرج الا امرأ اقترض امرأ ظلما فذاك الذي حرج وهلك الذي يقترض ارضى مسلما ظلما هذا الذي حرج هذا الذي ووقع في الاثم وبادئ الخطيئة ونادى الهلاك والعياذ بالله والخسران بنيلهم من الاراضي المسلمين. فهذا ايها الاخوة فيه تنبيه بليغ وعظة مؤثرة من نبينا عليه الصلاة والسلام في التنبيه على هذا الامر الخطير وبيان حرمة اعراض المسلمين. وان اعراض المسلمين حرام لا يجوز لمسلم ان يقترض عرظ مسلم ظلما والعياذ بالله هذا هذا اثم آآ خطير وذنب جسيم حذر منه نبينا صلوات الله وسلامه عليه. قال الا امرأ اقترض امرأ ظلما فذاك الذي حرجة وهلك ثم كان من سؤالاتهم قالوا يا رسول الله ان تداوى هنتداوى؟ يعني الا يجوز التداوي يباح لنا التداوي هل هذا امر مباح؟ او ان الشرع جاء بالمنع منه. والنهي عنه وتحريمه. ان نتداوى؟ فقال عليه الصلاة والسلام تداووا نعم يا عباد الله تداووا وقوله هنا عليه الصلاة والسلام قوله هنا عليه الصلاة والسلام نعم يا عباد الله تداووا في اباحة الدواء وان التداوي مباح وان التداوي لا ينافي التوكل على الله سبحانه وتعالى التداوي وايضا الرقية رقية الانسان لنفسه او قراءته على اخيه ونفثه عليه هذا لا ينادي التوكل كل ولهذا لما قالوا له عليه الصلاة والسلام ارأيت دواء نتداوى به ورقية نفتر بها ايرد ذلك من قدم الله شيء؟ قال لا يرد من قدر الله شيء لا لكنه لا ينافي الايمان بالقدر ولا ينافي التوكل على الله سبحانه وتعالى لانه سبب اذن الله سبحانه وتعالى به واباحه لعباده قال عليه الصلاة والسلام نعم يا عباد الله تداوو فان الله عز وجل لن يضع داء الا وضع له شفاء ومعنى لم يضع دانا اي لم يخلق داء والداء المرض لم يضع داء الا وضع له شفاء اي ما من مرض الا وله شفاء الادواء والاسقام بانواعها وصورها واشكالها كل داء منها له دواء ما خلق الله داء الا خلق له دواء هذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام لم يضع داء الا وضع له شفاء اي لم يخلق مرضا من الامراض وشيئا من الاسقام الا وخلق له دواء يشفى به ذلك المرض باذن الله سبحانه وتعالى قال لم يضع داء الا وضع له شفاء وفي حديث اخر قال علمه من علمه وجهله من جهله. وهذا فيه ان علم الطب الابدان لا يظلمه كل احد وانما يتأثر ببعض عباد الله تبارك وتعالى تعلم هذا العلم بالدراسة والخبرة والتجربة هو اه مجالسة اهل الخبرة قال علمه من علمه من جهله ما من داء الا وله دواء قال لم يضع داء الا وضع له شفاء غير داء واحد غير داء واحد اي لا شفاء له ولا ولا تظنونها لم يقل عليه الصلاة والسلام الا الهرم وانما قال غير داء واحد شدا لي الانتباه لهذا الداء الذي ليس له دواء خلقه الله عز وجل ولم يخلق له سواء ليس له ضهر ليس له طب ليس له علاج اذا وجد لا طب له ولا علاج. قال غير داء وافت قالوا وما هو يا رسول الله؟ شدهم الى معرفة هذا الداء المعين المخصوص الذي لا دواء له. قال غير داء قالوا ما هو يا رسول الله؟ قال الحرام قال الهرم الهرم يعني الكبر والشيخوخة وضعف القوى ضعف قوى الانسان. وهدى النبي صلى الله عليه وسلم الهرم والشيخوخة وكبر الانسان بحيث يضعف بدنه وتضعف قواه وتبدأ الى الضعف شيئا فشيئا عده داء لان الكبر هو مجمع مجمع الادواء كثير من الادواء تجتمع في في في كثير من الناس في هذا الكبر كلما امتد به العمر آآ بدأت تأتيه انواع الضعف في بدنه وانواع الضعف في عينه في بصره في قدمه في في اطرافه في في شهيته في جميع يبدأ الضعف الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا فالانسان مآله الى الظرف مع رواية الى الضعف اذا امد الله سبحانه وتعالى بعمره فمآله الى الضعف وما الضعف تبدأ القوة تضعف تضعف اليد وتضعف السمع يضعف البصر. تضعف القوى شيئا فسيئا. ولهذا يقولون من الطرائف يقولون ان احد كبار السن اخذ ذكي من من اراه ضعف يده وظعف سمعه وظعف بصره ذهب الى احد الاطباء وقال له الان ضعيف ما ما فيها ضعف شديد ما احركها قال هذا من الكبر قال لا سمعي الان ثقيل جدا ما ما اسمع قال هذا من الكبر قال لي ظن بصري فيه ضعف قال ما الكبر؟ ما ذكر له شيء الا قال هذا من الكبر فانزعج هذا الشيخ الكبير من اجوبة الطبيب انزعج قال كل شيء من مهما كبر قال ما اجهلك؟ كل شيء من الكبر؟ يعني ما ما تستثني شيء كل شيء من الكبر؟ قال وهذي ايضا من الكبر هذي ايضا ما كبر يعني قولك لما ادفنك و هذه ايضا من الكبر ما يحتمل الانسان كبير يصبح بحالا من الضعف ما يحتمل اي شيء تؤثر على نفسيته لكبره وظعفه فما الكبير تجتمع فيه الانواع من من الضعف ولهذا قال عليه الصلاة والسلام الا الهرم يعني الا الكبر فهذا ليس له ظل لكن نعمة الله سبحانه وتعالى على المسلم الذي يمد في عمره ويفسح في اجله ويضعف بدنه ضعف قواه ان ان العمر كلما امتد به زاد الاجر حتى لو لم يتمكن من الاعمال التي كان يتمكن منها في نشاطه مثل الصيام ومثل القيام ومثل قراءة القرآن والنظر في المصحف وغيرها من الاعمال كلها تكتب له تكتب له حتى لو طالت شيخوخته وامتد عمره ظعيفا لا يستطيع يصوم ولا يستطيع يقوم ولا ولا يستطيع ينظر في المصحف بصره وكان مستقيما لهذه الاعمال محافظا لها عليها تكتب له وتكتب ثوابا واثرا وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى عليه. ايضا اذا ضعفت قواه واصبح لسانه متحركا بذكر الله يحمد الله ويشكر الله ويثني على الله عز وجل فهذه كلها نعم عظيمة يمن الله سبحانه وتعالى بها انا عبده المؤمن ولهذا صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال خيركم من طال عمره وحسن عمله فهذا من نعم الله جل وعلا على عبده المؤمن. قال الا الهرم. قالوا يا رسول الله هذا سؤال اخر ارض ما خير ما اعطي الانسان؟ ما خير ما اعطي الانسان؟ يعني ما خير امر اعطيه الانسان؟ قال عليه الصلاة والسلام خلق حسن وهذا موضع الشاهد من ذكر الحديث في هذه الترجمة لفضيلة الخلق الحسن وانه خير امر تعطيه الانسان. والمراد هنا اعطيه الانسان بعد التوحيد وفرائض الاسلام وحقوق الله سبحانه وتعالى فخير امر اعطيه الانسان حسن الخلق ان ان يكون حسن الخلق اه اه اي في تعامله مع الناس بالصبر بالحلم بالاناة بالعفو الى غير ذلك من الاخلاق الحسنة والاداب الكريمة التي يدعو اليها ديننا الحنيف. قالوا ما خير ما اعطي الانسان؟ قال خلق حسن نعم قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا ابراهيم بن سعد قال اخبرنا ابن الشهاب عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة ان ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اجود الناس بالخير وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل صلى الله عليه وسلم وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فاذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة ثم ساق رحمه الله حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس بالخير وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل صلى الله عليه وسلم وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان قوله رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس بالخير. الخير كلمة جامعة لا تختص بالمال بل تشمل المال وغيره فكان عليه الصلاة والسلام اجود الناس بالخير وهذا يشمل جميع ابواب الخير فيدخل في ذلك المال وايضا يدخل الجود بالاخلاق الفاضلة والسجايا الطيبة وطلاقة الوجه وحسن المعاملة طيب السجايا وغير ذلك كلها هذه داخلة في الجود ومر معنا ايضا السخاء والجود بالعلم فيشمل ذلك. ولهذا قال هنا اجود الناس بالخير بماله عليه الصلاة والسلام ويجود بغير ذلك صلى الله عليه وسلم. كان اجود الناس وما ما اجود الناس اي اعظمهم جودا وسخاء وكرما صلوات الله وسلامه عليه قال كان اجود الناس بالخير. وكان اجود ما يكون في رمضان حينما يلقاه جبريل وهنا لاحظ شرف الزمان رمضان وشرف الحال الصيام وايضا اه شرف الحال في مذاكرة القرآن وتلاوته وقراءتها على جبريل ومدارسته لجبريل فتكتمل هذه الخيرات فيعظم جوده عليه الصلاة والسلام هذا قال وكان اجود ما يكون في رمضان. وكان اجود ما يكون في رمضان. حين يلقاه جبريل. وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمظان يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن وهذا فيه تنبيه لخصوصية رمظان بالقرآن وانه اه الشهر الذي انزل فيه القرآن. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يدارس جبريل القرآن ويعرض على جبريل في رمضان كل ليلة يقرأ عليه اه والله تعالى يقول شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن فشهر رمضان له خصوصية بالقرآن قال يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فاذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجود بالخير من الريح المرسلة وقوله اجود من الريح المرسلة هذا التشبيه يتناول جانبين جانب السرعة لان الريحة المرسلة فيها السرعة والجانب الاخر عموما نفع. لان الريح المرسلة تعم بنفعها ما ارسلت اليه والمراد الريح المرسلة بالرحمة الريح المرسلة بالرحمة تجمع بين امرين السرعة والامر الثاني عموم النفع فكان عليه الصلاة والسلام في سرعة جوده وعموم نفع جوده عليه الصلاة السلام اسرع من الريح المرسلة نعم قال حدثنا محمد ابن السلام قال اخبرنا ابو معاوية عن الاعمش عن شقيق عن ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير الا انه قد كان رجلا يخالط الناس وكان موسرا. فكان يأمر وغلمانه ان يتجاوزوا عن المعسر. قال الله عز وجل فنحن احق بذلك منه. فتجاوز عنه ثم اورد رحمه الله حديث ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوسب رجل ممن كان قبلكم اي الامم التي كانت قبلكم فلم يجدوا له من الخير الا انه كان رجلا يخالط الناس قوله فلم يجد له من الخير هذا هم مخصوص والا عنده خير التوحيد ولو لم يوجد غير التوحيد لا ينفعه آآ آآ تجاوزه ولا ينفعه تسامحه او عفوه لان التوحيد حسنة التوحيد هي التي بها تقبل الاعمال وتصح الطاعات فهذا من اهم المقصود قال فلم يوجد له من الخير الا انه كان رجلا يخالق الناس. وجاء في رواية للحديث في في صحيح مسلم بذل قولا كان يخالط الناس كان يداين الناس. كان يداين الناس يعني يقرضهم من ماله يخالطهم ويداينهم يعني يقرضهم من ماله اذا جاءه احد يقترب منه او يستدين منه يقرظه من ما له. فكان يحب مخالطة الناس. وايظا اذا جاءه احد محتاج يستديم منه او يقترب منه شيئا من المال يقرض يقرض من ماله وكان موسرا وسع الله عليه في المال كان موسرا اي قد وفاها الله عليه في المال فكان يأمر غلمانه ان يتجاوزوا عن المعسر. كان يأمر غلمانه يعني اوصى غلمانه والخدم الذي عنده قال اذا جاءكم معسر فتجاوزوا عنه. تجاوزوا عنه اي في مطالبته بالدين او باخذ بين من تجاوزوا عنه فكان من خلق هذا الرجل المسامحة والتجاوز. هذا من حسن خلقه وليدات الغذاء اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث في الترجمة لان الرجل كان على خلق حسن ومن خلقه الحسن مع الناس انه يصفح ويتجاوز ويتسامح قال فكان يأمر غلمانه ان يتجاوزوا عن المعسر. ان يتجاوزوا عن المعسر. ايضا من من خلقه مع انه صاحب يسار. صاحب يسار اوسع الله عليه باب المال كان موسرا كان يخالط الناس ايضا هذه المخالطة لا لا لن تجهله لا يمتنع بكثرة ماله من مخالطة الناس بل كان يخالط الناس وممن يخالطهم منهم يستدينون منه ويقترضون منه من ذوي الحاجة فهذا ايضا من حسن خلق هذا الرجل ومن حسن خلقهما اشرت اليه وهو انه كان يتجاوز ويتسامح ويصفح قال الله عز وجل فنحن احق بذلك من فتجاوزوا عنه. غفر الله له غفر الله عنه اهله لتجاوزه عن الناس. وبعفوه وهذا فيه ان حسن الخلق من اسباب نيل الهم نهف ولا لا سبحانه وتعالى وكما يكون الانسان لعباد الله يكون الله له وهذا دل عليه احاديث كثيرة دل على على هذا المعنى احاديث كثيرة عن نبينا عليه الصلاة والسلام من كان من كان من كان في عون اخيه كان الله كهونة وآآ جاء في هذا المعنى احاديث عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه وهو ومبني على القاعدة التي سبق الاشارة اليها وهي اه التي يدل عليها قول الله عز وجل هل جزاء الاحسان الا الاحسان الذي يحسن لعباد الله يحسن اليهم يحسن اليه رب العالمين. الذي يعفو عنهم يعفو الله عنه. والذي يتجاوز عنهم يتجاوز الله عنه. والذي يكرمهم ويحسن اليهم يكرمه الله ويحسن اليه. والذي يكون في عونهم يكون الله عز وجل في عون الى غير ذلك. نعم في الحديث قال والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه نعم قال حدثنا محمد ابن السلام عن ابن ادريس قال سمعت ابي يحدث عن جدي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما اكثر ما يدخل الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق قال وما اكثر ما يدخل النار قال الاجوفان الفم والفرج ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه الحديث تقدم معنا في هذه الترجمة وهذه طريق اخرى لهذا الحديث نعم قال حدثنا ابراهيم بن المنذر قال حدثنا معا عن معاوية عن عبدالرحمن بن جبير عن ابيه عن نواس ابن سمعان الانصاري رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن البر قال البر حسن الخلق. والاثم ما حك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس ثم ختم الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة بحديث النواس بن سمعان الانصاري رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والاثم فسأله عن البر والاثم اي ما هو البر؟ وما هو الاثم وهذا فيه حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير ورغبتهم في معرفته بفعله وحرصهم ايضا في الوقت نفسه على معرفة الشر لاتقائه واجتنابه. فهذان بابان من العلم مطلوبان من المسلم معرفة الخير ليعمل ومعرفة الشر ليجتنبه وكما ان المسلم مطلوب منه ان يعرف الخير من اجل ان يفعل فانه كذلك مطلوب منه ان يعرف الشر ليجتنبه والا كيف يتقي من لا يدري من لا يتقي. فاذا هذا الحديث هي افضل في في في بيان العلم المطلوب من المسلم وهو انه يتناول جانبين جانب معرفة الخير من اجل ان يفعله المسلم وايضا معرفة الشر ليجتنبه انت مطلوب منك ان تعرف الشر لتجتنبه تعرف الشرك لتجتنبه تعرف البدعة لتحذرها تعرف الكبائر تتقيها ولهذا الف اهل العلم رحمهم الله مصنفات خاصة بالكبائر يهدد فيها الكبائر كبيرة كبيرة ويذكر تحت كل كبيرة دليلها من الكتاب والسنة من اجل ماذا؟ لنعرف الكبائر لكي نجتنبها ونحذرها آآ النواس بن سمعان رضي الله عنه سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الامرين سأله عن البر وسأله عن الاثم سأله عن البر ليفعله وسأله عن الاثم ليتقيه ومن لا يعرف البر كيف يفعله؟ ومن لا يعرف الاثم كيف يتقيه. فاذا هذا السؤال سؤال شريف ورفيع القدر وعاني المنزلة. ويدل على مكانة الصحابة رضي الله عنهم ومنزلة في العلم والفقه في دين الله تبارك وتعالى قال سأل النبي عن البر والاثم قال البر حسن الخلق فالبر حسن الخلق. البر هذه كلمة من جوامع الكلم بل انها تتناول الدين كله اصوله وفروعه كما هو واضح في اية البر في سورة البقرة قول الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. الى اخر الاية فذكر في البر عقائد الدين وذكر في البر اعمال الدين وشرائع الاسلام فالبر يشمل الدين كله اصوله وفروعه اصوله وفروعه وهنا لما سأل النوافذ ابن سمعان النبي عليه الصلاة والسلام عن البر قال البر حسن الخلق حسن الخلق منبها ومبينا صلوات الله وسلامه عليه مكانة حسن الخلق من الدين ومنزلته العلية به قال البر حسن الخلق. مثل قوله عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة ليس معنى هذا ان النصيحة هي الدين كله والحج عرفة ونحو ذلك من الاحاديث لكن معنى ذلك البر حسن الخلق معظمه معظم الدين حسن الخلق وفيه ان الانسان اذا حسنت اخلاقه ولانتباعه وسجاياه بلغ المبالغ الانية والمنازل الرفيعة في دين الله تبارك وتعالى قال البر حسن الخلق وهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة قال والاثم ما حك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس الاثم ما حك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. ذكر هنا صلوات الله وسلامه عليه ضابطين يعرف بهما الاثم. ذكر عليه الصلاة والسلام ضابطين يعرف بهما الاثم. يعرف بهما الانسان ان هذا الامر اثم الضابط الاول قال ما حك في نفسك. ما حك في نفسك يعني لم تجد نفسك مطمئنة اليه. لم تجد نفسك مرتافة اليه. عندما اقدمت عليه او هممت بفعله وجدت نفسك مستوحشا منه او منقبض من فعله ليست مرتاحة ولا مطمئنة فاذا فكر في نفسك اذا حك في نفسك فهذا من امارات آآ ان هذا الامر اثم وقبل هذا ينبغي ان يعلن ما ما نبه عليه اهل العلم في هذا المقام وهو ان الاثم هو ما دل الدليل من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه على انه اذا ولهذا اذا استبان لك الامر انه اثم بدليل من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فالواجب اجتنابه والبعد عنه ولا يقول الانسان في مثل هذا المقام ما حك في نفسه هذا لا يقول ما شك في نفسه لان هذا القول من ان في عليه الصلاة والسلام حك في نفسك قد يصل الانسان في في مرحلة من المراحل والعياذ بالله يتبلد احساسه ويفعل الاثم ولا يجد في نفسه آآ وخزا او او ضيقا تبلد الاحساس عنده. ولان مما يوضح ذلك المثل العظيم الذي آآ ذكره النبي عليه الصلاة والسلام وهو في مسند الامام احمد وغيره بسند ثابت يقول عليه الصلاة والسلام ضرب الله مثلا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران وفي السورين ابواب وعلى الابواب سطور مرخاة ومناد ينادي من اول الصراط يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا ومناد ينادي من جوف السراب يا عبد الله لا تفتح الباب. فانك ان فتحته تلجه ثم بين ذلك قال اما الصراط الاسلامي واما السوران حدود الله واما الابواب التي لديها سطور مرفاة محارم الله محارم الله واما المنادي الذي ينادي من اول الصراط فكتاب الله عز وجل واما المنادي الذي ينادي من جوف الصراط فواعظ الله في قلب كل مسلم. انتبه لهذا طوارئ الله في قلب كل مسلم. المسلم الذي يمشي على الصراط المستقيم. اذا دعته نفسه الى الدخول مع باب من الابواب ابواب الحرام ولاحظ قول النبي عليه الصلاة والسلام عن ابواب الحرام ليس عليها الا ماذا؟ الا الستارة الستارة المرآة الباب الذي ليس لديه الستارة لا يكلف الداخل جهدا لا يكلف الداخل جهدا ولا يتطلب منه وقتا بخلاف الباب الذي له قفل وعليه مفتاح وكيلون واشياء هذا يطلب جهد من الانسان ادخل اما الباب الذي ليس عليه الا ستارة فهذا لا يكلفه جهدا يدفع الستارة بكتفه ويدخل سميعا وهذا فيه سرعة الدخول الى ابواب الحرام ابواب الحرام والمنافذ الذي التي تفظي بالانسان الى الحرام. فالذي يمشي على صراط الله المستقيم اذا ذهبتم نفسه الى الدخول من شيء من هذه الابواب ماذا سيحدث له ماذا سيحدث لك؟ سيحدث له شيء في قلبه. وهو ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم هنا بقوله حك في نفسك. ما عبر عنه بقول شك في نفسك يعني وجدت له في نفسك حكا او وخزا او الما او ضيقا او عدم انشراح او عدم طمأنينة فالذي يمشي على الصراط المستقيم اذا دخل مع شيء من هذه الابواب يجد نفسه تنقظ لا لا تطمئن لا ترتاح لكن اذا دخل والعياذ بالله واستمر في الدخول ومضى في الدخول وتعمق في الدخول تذهب عنه هذه الاحاسيس الطيبة والمشاعر التي تجهله يتيقظ تتبلد احاسيسه والعوام يقولون كثرة كثرة الانفاس. ها تقلل الاحساس هذا الاحساس المرهق الجميل الطيب يبدأ يتبلد ويضعف ويضعف قال هنا الاثم ما حك في نفسك الاثم ما حك في نفسك. هذا المنبه العظيم الذي هو منة الله على العبد المؤمن ينبغي على المؤمن الا يبتلى والا يعطله دخول في الحرام والتعمق في الحرام والتغلغل في الحرام حتى والعياذ بالله تتبلت احاسيس الانسان وتبدأ الذنوب تتراكم على قلبه شيئا فشيء حتى يغطى على قلبه ويكون امره كما قال الله كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون غطى عليها تصبح لا تحس والعياذ بالله فاذا هذا الضابط الاول قال ما حك في نفسك والضابط الثاني قال وكرهت ان يطلع عليه الناس وكرهت ان يطلع عليه الناس. الامر الذي تخشى ان يطلع الناس على فعل كذا ولا تطمئن الى رؤيتهم لنا لك وانت تفعله هذا من امرك انه اثم من المرات انه اذن وكرهت ان يطلع عليه الناس اي امر ارتبت فيه وترددت في فعله وايضا جاء الخوف ان يطلع عليك الناس او يراك الناس وانت تفعله والله سبحانه وتعالى احق ان تخشاه. جل وعلا. فاذا خشيت من امر او ترددت في امر وخشيت الناس عليك وانت تفعله فهذا من امارات انه اثم فهذان ضابطان يعرف بهما الاثم وكما قدمت الاثم يعرف بالكتاب والسنة واذا واذا استبان لك الامر انه اثم في الكتاب والسنة فالواجب اجتنابه ثم اذا اتاك امر من الامور لم يتضح لك حكمه ولم تعرف له دليلا يدل على حرمته لكن وجدت لكنك وجدت نفسك منقبضة منه. وايضا وجدت نفسك بخوف من ان يطلع الناس عليك فيما لو فعلته وكرهت ان يطلع الناس عليك فهذا من اماراتي انه اثم فتفهمه واحذر منه. فهذا ضابط عظيم ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه للنواس ابن سمعان رضي الله عنه نعم قال رحمه الله تعالى باب البخل. قال حدثنا عبد الله بن ابي الاسود قال حدثنا حميد بن الاسود عن الحجاج الصواف قال حدثني ابو الزبير قال حدثنا جابر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من سيدكم يا بني سلمة قلنا جد ابن قيس قال قلنا جد ابن قيس على انا نبخله قال واي داء ادوى من البخل؟ بل عمرو بن الجموح وكان عمر على اصنامهم في الجاهلية وكان يولم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تزوج ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب البخل وعقدها رحمه الله ليبين ما ورد في ذم البخل والتحذير منه وانه منها الخصال السيئة. والخلال السيئة التي ينبغي على المسلم ان يجالد نفسه على اتقائها واجتنابها والبعد عنها قال باب البخل اي التحذير منه وذمه واورد اول ما اورد حديث جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سيدكم يا بني وهذا فيه تفقد النبي عليه الصلاة والسلام للعشائر والقبائل وسؤالهم ومعرفة من الاصلح هي الولاية عليهم والرئاسة لهم فكان عليه الصلاة والسلام من شأنه ذلك فكان بني سلمة قال من سيدكم؟ من هو سيدكم قالوا جد ابن قيس ذكروا ان رئيسهم من هو متولي عليهم او في رئاستهم جد ابن قيس. قالوا على اننا نبخره اي نعيب عليه بخله وهذا فيه ان الغيبة اذا اذا كانت لاجل مصلحة اذا كانت لاجل مصلحة فانها لا لا تذم والذم آآ والدم ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذر ولمظهر فسقا ومستفت ومن طلب الاعانة في ازالة منكر فالدم لا يكون غيبة اذا كان في مثل هذه الامور اذا كان الانسان يتظلم او يحذر او يعرف فهنا المقام مقام تفقد لهذه العشيرة ومن الاصلح للرئاسة فيها؟ فقالوا اه سيدنا جد ابن قيس. سيدنا جد ابن قيس على اننا نبخره. ذكروا فيه هذا العيب. حتى ينظر النبي عليه الصلاة والسلام هل يصلح للبقاء وهو فيه هذا العيب او انه يختار لهم اخر فلما ذكروا له النبي فلما ذكروا النبي عليه الصلاة والسلام هذا العيب قال واي داء ادوم من البخيل؟ واي داء ادوى من البخل؟ فسمى النبي عليه الصلاة والسلام البخل داء يعني مرضا بل وعنده ادوى الادواء. اي اشد الاسقام واشد الامراض التي يبتلى بها الانسان فليتأمل الانسان هذا الوصف الفظيع والتحذير البليغ من البخل حيث عده النبي عليه الصلاة والسلام ادوى الادواء اي اشد الامراض والاسقام. قال واي داء ادوم من البخل اي داء ادوى؟ ما من البخل؟ اي ثقم ومرض اشد من من هذا المرض فهذا فيه الشاهد للتنظيم التحذير من البخل وانه ادوى الادواء واشدها ثم قال بل سيدكم عمرو بن الجموح جعل عليهم عمرو بن الجموح وهذا فيه فائدة ذكر هذه الخصلة في جد ابن قيس ذكرهم لهذه القصة قالوا على اننا نبخره هذا لا لا عليه ليست غيبة يذمون يذمون عليها لانه في مقام اه مناصحة وبحث عن الاصلح وعند ولي الامر ثلاثة غيبة يذمون عليها قال بل سيدكم عمرو بن الجموح قال وكان عمرو على اصنامهم في الجاهلية. وكان عمرو على اصنام في الجاهلية. جاء في بعض المصادر وكان عمرو يعترض على اصنامهم في الجاهلية. وكان عمرو يعترض على اصناف في الجاهلية وكان يولم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تزوج كان يولم عنه وهذا من كرمه هذا من كرمه لان ضد من كانوا يعيبون عليه بخله وعمرو ابن تموح كان يؤلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا دليل على كرمه وجوده نعم قال حدثنا محمد بن سلام قال حدثنا هشيم عن عبد الملك ابن عمير قال حدثنا والراد كاتب مغيرة قال كتب معاوية رضي الله عنه الى المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه ان اكتب الي بشيء ان سمعته من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فكتب اليه المغيرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن قيل وقال واضاعة المال وكثرة السؤال وعن منع وهات وعقوق الامهات وعن وأد البنات ثم اورد رحمه الله تعالى حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه لما كتب له معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما ان اكتب لي بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير قال كتب معاوية الى المغيرة ابن شعبة ان اكتب الي بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير وتكاتبهم فيه وتعاونهم على نشره وتهاديه قال فكتب اليه المغيرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن قيل وقال واضاعة المال وكثرة السؤال وعن منع وهات وعقوق الامهات وعن وأد البنات فذكر امورا كان ينهى عنها كان ينهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم الامر الاول قال كان ينهى عن قيل وقال اي ان يكون هم الانسان هو نقل اقاويل الناس قيل كذا وقال فلان كذا ويقال كذا وتكون مجالسه ضائعة في قيل وقال فهذا مضيعة للوقت وباب سر على الانسان وربما ادخله هذا في الغيبة وربما ادخله في النميمة وربما ادخله في السخرية بالناس اذا كان لا لا هم له الا تناقل الاقوال قيل كذا ويقال كذا ويكون الامر باشد خطورته عندما يكون الانسان مشتغلا قيل وقال في نقل العقائد الباطلة عقائد الفلاسفة والمتكلمين ويقرأ لهم وينقل اقاويلهم ويجمع كلامهم فهذا اخطر ما يكون على الانسان ولهذا احد الذين امضوا زمنا مديدا في قيل وقال في علم الكلام حكى ندامته في اخر عمره في ابيات له قال فيها لم نستفد من جمعنا طول عمرنا سوى ان جمعنا قيل وقال من اقاويل المتكلمين الباطلة المبنية على غير هدى من الله عز وجل فخاد ان هذا امر حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام وحذر من اضاعة الوقت فيه ان يغير الانسان وقتا في دين وقال والامر الثاني قال اضاعة المال اضاعة المال سواء في باضاعته في صرفه في الحرام او اضاعته في التبذير تبذير المال او اضاعته بعدم حفظ المال ووضعه في ايدي من يضيعون المال. كل ذلك يتناوله عموم قوله عليه الصلاة والسلام واضاعة المال والامر الثالث قال وكثرة السؤال اما كثرة السؤال اي سؤال الناس اموالهم او كثرة السؤال فيما لا يفيد الانسان في امر دينه ودنياه فنفى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. قال وكثرة السؤال وعن منع ومات وهذا موضع الشاهد من حديث الترجمة منعا اشارة الى البخل اه الانسان المنوع هو البخيل الذي يمنع اه ما ما عنده فلا ينفق منه ولا تصحو به نفسه ولا يجود به فهو انسان منوع فنادى النبي عليه الصلاة والسلام عن منع وهات. ووصفة هذا انه يمنع يعني نفسه لا تجوز ولكن تمد وتطلب فلا يجوز بما عنده ويطلب ما عند الاخرين. ويطلب ما عند الاخرين هذا معنى قوله ومنعا وهات لا يجود بما عنده وفي الوقت نفسه يطلب ما عند الاخرين قال ومنهل وهات وعقوق الامهات. وهذا مر معنا ان انه من كبائر الذنوب وعظائم الاثام عقوق الوالدين ولكن خصت الامهات بالذكر هنا للاحقية العظمى للام قال من ابر؟ قال امك. قال من ابر؟ قال امك. قال من ابر؟ قال امك فالاحقية للام قال من ابر؟ قال امك اه في في الثلاث مرات ثم في المرة الرابعة قال اباك فلا فقية للام ولهذا قصتنا بالذكر قال وعقوق الامهات وعقوق الامهات وتخصيص الام بالذكر يبدو والله اعلم لامرين الامر الاول لان الاحقية لها والامر الثاني لان العقوق في جنتنا اكثر العقوق في جنودها اكثر لنا ضعيفة وفي الوقت نفسه حنون وعطوف ابنها يعقها وتمد يديها تدعو له ابنها يعقها وتقترب اليه تحسن اليه ابنها يعقها وهي في بحث اه سبل راحته وطمأنينته وتفقده اما الاب فامره قد يختلف عن الام ولهذا جانب العقوق في الاب اقل ربما يخاف الابن من هيبة الاب او من قوته او الى غير ذلك لكن الام ضعيفة وفي الوقت نفسه حنون ورحوم وعطوف ولهذا يعني من فيه لؤم والعياذ بالله لا يبالي بعطف امه ورحمتها وحقها لا يبالي فيعقها ويراها تكرمه ويراها تدعو له ويراها تحسن اليه. ويراها تعطف عليه. لا يبالي يعقها ويسيء اليها اشد في كلامه علينا ولا يراعي لها قدرا ولا يرعى لها حرمة ولهذا خصت الام بالذكر اخت الام بالذكر هنا قال وعقوق الامهات ما قال عقوق الوالدين مع ان عقوق الوالدين من الكبائر لكن خاصة الام بالذكر لهذين الامرين والله تعالى اعلم لان الام احق ولان العقوق في في جانبها اكثر العقوق في في جانبنا اكثر لبعضها وعطفها. ورحمتها وحنانها ولا يزال ابنها يعقها وهي تقترب منه لا يزال يعقها تقترب منه ويزداد عقوقا ثم لا يسيء لزملائه الاخرين. زملائه لا يسيء لهم لانه لا سألين تركوه وابتعدوا عنه وهذه الضعيفة لا يزال يسيء اليها لانه يراها دائما محسنة اليه مغتربة منه ولؤمه يا يا يجهله ابدا مستمرا والعياذ بالله في عقوقه لها. ولهذا خصت الام هنا بالذكر قال ووأد البنات وأد البنات اي قتلهن وهن احياء وهذا من افعال الجاهلية قد قال الله تعالى واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت فكان اهل الجاهلية فلا هذه الصفم مع البنات لا لا يطيقون الانثى واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ايمسكه على هون ام يدسه في التراب كل ذلك من سوء ما بشر به لم يكونوا يطيقون الانثى وكانت حالهم كما ذكر في في كتب التاريخ مع الانثى حالة عجيبة. حتى ان ان بعضهم من شدة كراهيته للانثى اذا دنت اه ادانا الوضع اذا دنا وضع زوجته حفر حفرة بذنبها يحفر حفرة بذنبها ثم اول ما تلد ينظر اذا كان انثى في نفس اللحظة يدخله يدخلها في الحفرة ويهيل عليها التراب فلا تبقى انثاه دقيقة من شدة كراهيته للانثى وبعضهم يمسكها على هون ولا تزال نفسه هل يعدها؟ او يصبر؟ هل يعدها او يصبر؟ فكان بعضهم تبلغ بنته ست سنوات وهذا ذكر في كتب التاريخ ثم يقول لامها طيبيها وجمليها وحسنيها فتطيبها امها وتجملها ويأخذها انه اراد ان يذهب بها الى فسحة وهي مسرورة الى جنب والدها ثم يكون اعد لها حفرة عميقة ويقول انظري فتنظر في الحفرة فيدفعها من ورائها بزينتها وجمالها وحليتها ويهيل عليها التراب ويرجع هذي حالهم مع الانثى وو هذا صنيعهم بها والاسلام رأى للانثى حقها وحفظ لها مكانتها اعلى لها قدرها حتى ان الله سبحانه وتعالى لما عدد الهبات على عباده بالمواليد بدأ بالانثى قال يذهب لمن يشاء اناثا ويذهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا واناثا اي على بعض بالذكور والاناث ويأتي لمن يشاء عقيما فبدأ بالانثى لانها هبة من الله عز وجل وكرامة ومنة منه تبارك وتعالى فمن اعمال الجاهلية وأد وأد البنات فالشاهد ان هذا الحديث فيه تحذير النبي عليه الصلاة والسلام من خصال ست سيئة والشاهد من الحديث للترجمة قوله عليه الصلاة السلام ومنع وهات نعم قال حدثنا هشام بن عبد الملك قال سمعت ابن عيينة قال سمعت ابن المنكدر قال سمعت جابر رضي الله عنه يقول ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قط فقال لا ثم ساق رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث جابر ابن عبد قال لها رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم ما سئل عن شيء قط؟ فقال لا. وهذا الحديث مر معنا قريبا في الترجمة السابقة وشهدوا لهذه الترجمة واضح وهو براءة النبي عليه الصلاة والسلام من البخل وتنزهه عنه صلى الله عليه وسلم وكمال وجوده عليه الصلاة والسلام وكرمه وانه عليه الصلاة والسلام من كرمه وجوده انه ما سئل عن شيء فقال انا وكان من حاله عليه الصلاة والسلام ان الشيء الذي يرسله اذا كان عنده اعطاه واذا لم يكن عنده وعد السائل فقوله ما قال لا اي ما قالها ممتنعا عن العطاء. اما قوله معتذرا لعدم وجود العطاء فهذا يأتي في كلامه في قوله قلت لا اجد ما احملكم عليه. يقول لا معتذرا لعدم وجود العطاء وبهذا انتهت هذه الترجمة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك