بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب المال الصالح للمرء الصالح قال حدثنا عبد الله ابن يزيد قال حدثنا موسى ابن علي قال سمعت ابي يقول سمعت عمرو بن العاص رضي الله عنه قال بعث الي النبي صلى الله عليه واله وسلم فامرني ان اخذ علي ثيابي وسلاحي ثم اتيه ففعلت فاتيته وهو يتوضأ فصعد الي البصر ثم طأطأ ثم قال يا عمرو اني اريد ان ابعثك على جيش فيغنمك الله وارغب لك رغبة من المال صالحة قلت اني لم اسلم رغبة في المال انما اسلمت رغبة في الاسلام فاكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى على اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب المال الصالح للمرء الصالح فهذه الترجمة عقدها رحمه الله ليبين فظل المال الصالح ومكانته اذا كان بيدي رجل صالح فاذا اجتمع صلاح المال وصلاح من بيده المال ترتب على ذلك خير عظيم وفظل عميم مال صالح بيد رجل صالح والمال لا يكون صالحا الا اذا كان صاحبه اخذه من حله ومن وجهه المباح وكان ايضا انفقه في وجهه المباح المأذون له بانفاقه فيه فاذا اخذ المال من حله وانفقه ايضا في وجهه المباح وادى حق المال الذي افترظه الله سبحانه وتعالى على الانسان في ماله وفي اموالهم حق معلوم فاذا ادى ذلك يكون المال بذلك صالحا اما اذا اخذ المال من غير حله بوجه من الوجوه المحرمة بالسرقة مثلا او المراباة او البيوع المحرمة او الغش او غير ذلك فانه لا يكون صالحا وكذلك اذا صرف في وجوه الحرام وانواع الاثام فانه لا يكون صالحا المال لا يكون صالحا الا اذا اخذ اخذ من الحل وانفق في الوجوه المباحة والله تبارك وتعالى يسأل صاحب المال عن ما له يوم القيامة يسأله عنه من اين اكتسبه وفيما انفقه من اين اكتسب المال وفيما انفق المال والمال اذا كان صالحا وكان بيد رجل صالح ترتب على ذلك خير عظيم لانه سيعمل هذا المال في مرظاة الله وفيما يدنيه من رضا الله سبحانه وتعالى وثوابه وسينفقه في وجوه الخير واعمال البر اما اذا كان المال وقع في يد الرجل الفاسد والعياذ بالله فانه سيستعين بهذا المال على فعل الاثام وارتكاب العصيان والعياذ بالله ولهذا المال الصالح فيه خير كثير وفظل عميم اذا وقع بيد رجل صالح ولهذا عقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة بعنوان المال الصالح للمرء الصالح واذا كان المرء الصالح يطلب المال من حله ويجتهد في اكتسابه وتحصيله رغبة في اعمال البر واعمال الخير والنفقة المشروعة وانواع الصدقات ونحو ذلك فهذه نية مباركة يثاب عليها الانسان وهو سعي مبارك في في طلب المال والاجتهاد في تحصيله المال الصالح ليكون عونا له على انواع الخير وانواع البر وكم يكون امام الانسان من الاعمال الخيرة ومجالات النفع ولا يمنعه منها الا قلة المال الا قلة المال وقلة ذات اليد فاذا كان بيد الانسان الصالح مال كثير وهو مال صالح فان هذا من اعظم ابواب النفع بل من اعظم ما يغبط عليه الانسان كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا حسد الا في اثنتين الى غبطة وذكر بهذين الامرين الرجل الصالح الذي يكون بيده المال فينفقه بوجوه الخير وانواع البر فمثل هذا يغبط عليه الانسان فهذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى ليبين فضل المال الصالح اذا كان بيد بيد رجل صالح ولاحظ هنا صلاح مال وصلاح رجل بصلاح عمله وهذان الامران صلاح المال وصلاح الرجل بصلاح اعماله يحتاج بين يدي ذلك الى علم نافع يميز به المرء بين المال الطيب والمال الخبيث ويميز به بين العمل الصالح والعمل غير الصالح اذ ان هذا الامر لا يعرف الا بالعلم النافع لا يعرف الا بالعلم النافع لا يتمكن الانسان من معرفة صلاح المال من عدم صلاحه الا بالعلم النافع ولا يتمكن ايظا من معرفة صلاح العمل من عدم صلاحه الا بالعلم النافع ولهذا ثبت في السنة ان نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام كان يقول كل يوم بعد صلاة الصبح كما في السنن من حديث ام سلمة رضي الله عنها انه كان يقول كل يوم بعد صلاة الصبح اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. وفي رواية وعملا صالحا فقدم عليه الصلاة والسلام على الرزق الطيب والعمل الصالح او العمل المتقبل قدم عليهما العلم النافع وهذا فيه تنبيه الى ان العلم النافع به يبدأ وهو الذي يقدم بين يدي طلب الرزق وبين يدي اه القيام بالعبادة والطاعة لله سبحانه وتعالى فالعامل بالصالحات يحتاج الى العلم النافع وايضا المكتسب للطيبات والمال الطيب يحتاج الى العلم النافع الذي يميز به بين المال الصالح من غيره والعمل الصالح من غيره فهذا فيه اهمية العلم والضرورة اليه ليعرف به المرء المال الصالح من غيره وايضا العمل الصالح من غيره قال رحمه الله باب المال الصالح للمرء الصالح وساق ان عمرو بن العاص رضي الله عنه قال بعث الي النبي صلى الله عليه وسلم فامرني ان اخذ علي في ثيابي وسلاحي ثم اتيه يعني طلب ان يأتيه عمر عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو مستعد للجهاد عليه ثيابه ومعه سلاحه وهذا استعداد للجهاد والقتال في سبيل الله فطلب ان يأتي مستعدا متهيئا قال فاتيته وهو يتوضأ قال ثم اتيته ففعلت فاتيته وهو نعم قال فاتيته وهو يتوضأ قال فاتيته وهو يتوضأ يعني اتى الى النبي عليه الصلاة والسلام وهو يتوضأ قال فصعد الي البصر ثم طأطأ اي اخذ يرفع بصره عليه الصلاة والسلام الى اعلى جسم عمرو بن العاص ثم يطأطأ رأسه الى اسفله. يعني لانه يستعرض اه جسمه ينظر الى اعلى جسمه والى اه اسفل جسمه قال فطأطأ فصعد الي البصر ثم طأطأ رفع البصر ثم خفظ البصر نظر الى جسم عمرو ابن العاص رضي الله عنه رأي الى هذا الصحابي الجليل الذي دعاه النبي عليه الصلاة والسلام الى الى مهمة قال ثم قال لي يا عمرو اني اريد ان ابعثك على جيش فيغنمك الله اني اريد ان ابعثك على جيش وبعثه صلى الله عليه وسلم لعمرو على الجيش قائدا له الغرض منه كما هو الغرض في كل بعث النبي عليه الصلاة والسلام جيوشه نشر دين الله تبارك وتعالى ومقاتلة من يصد عن دين الله عز وجل وتكون الغنيمة تبع تكون الغنيمة تبع لذلك قال فيغنمك الله يغنمك الله تبارك وتعالى النصر ويغنمك الله تبارك وتعالى المال والغنيمة قال فيغنمك الله اي فهذا فيه بشارة مقدمة من النبي عليه الصلاة والسلام لعمرو بن العاص بالغنيمة في هذا الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم اليه فيه بشارة بذلك. قال فيغنمك الله قالت وارغب لك رغبة من من المال اه صالحة اعطيك عطية واجعل لك حظا ونصيبا من المال صالحة فذكر هنا المال الصالح وهذا المال الصالح سيجعله بيد هذا العبد الصالح عمرو بن العاص رأى رظي الله عنه قال قلت اني لم اسلم رغبة في المال انما اسلمت رغبة في الاسلام ذكر هنا عمرو بن العاص نيته التي هي بينه وبين الله فاخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا من الفائدة ان الانسان لا بأس اذا اقتضى المقام او احتاج الحال الى ان يخبر بنيته ومقصوده لا بأس بذلك فهنا ذكر عمرو رضي الله عنه نيته وقال انا لم اسلم رغبة في المال لم اسلم رغبة في المال ومن الناس من يسلم رغبة في المال ثم يمكن الله تبارك وتعالى الاسلام في قلبه لكن عمرو رضي الله عنه يقول من الاصل لم اسلم رغبة في في المال وهذا فيه زهده في الدنيا وزهده في المال وورعه رضي الله عنه قال لم اسلم رغبة في المال وانما اسلمت رغبة في الاسلام اي كان اسلامي رغبة في الاسلام نفسه فذكر نيته في الدخول بهذا الدين العظيم وفي هذا ايضا زهده رضي الله عنه وارضاه قال اني لم اسلم رغبة في المال انما اسلمت رغبة في الاسلام فاكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه رغبته ان يكون مسلما مع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهذا يدل على فضيلة هذا الصحابي الجليل ومكانته العلية ونيته الطيبة وحرصه على الاسلام وحرصه على مصاحبة الرسول عليه الصلاة والسلام ونصرته صلى الله عليه وسلم فهذا كله من فظائله رظي الله عنه ومناقبه المجيدة قال يا عمر نعم المال نعم المال الصالح للمرء الصالح وهذا هو الشاهد من الحديث للترجمة نعم المال الصالح للمرء الصالح لما رأى زهده في المال وعدم حرصه عليه نبهه الى ان المال اذا كان صالحا بيد رجل صالح لا يظر الانسان بل هو خير له بل هو خير له وفيه منفعة له وللاخرين فنبهه عليه الصلاة والسلام على فضيلة المال المال الصالح الذي يكون بيد الرجل الصالح ولا شك ان وجود المال اه الصالح المال الطيب بيد الرجل الصالح الطيب هذا فيه خير له ووخير لاهله وولده وخير لقرابته وخير لجيرانه وخير لعموم المسلمين لان آآ نفسه ستكون سمحة بهذا المال طيبة بهذا المال باذلا من من من هذا المال في وجوه الخير لا يصرفه الا فيما يرضي الله تبارك وتعالى فلا شك ان في هذا خير عظيم ولهذا اذا قرأنا في سير اغنياء الصحابة اغنياء التابعين نجد من الاعمال المجيدة والمآثر المباركة التي اجراها الله تبارك وتعالى على ايديهم لما كان بايديهم مالا كثيرا طيبا وكانوا رجالا صالحين طيبين نعم قال رحمه الله تعالى باب من اصبح امنا في سربه قال حدثنا بشر ابن المرحوم قال حدثنا مروان بن معاوية عن عبدالرحمن بن ابي شوميلة الانصاري القبائي عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الانصاري عن ابيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال من اصبح امنا في سربه معافا في جسده عنده طعام يومه فكأنما حيزت له الدنيا ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة باب من اصبح امنا في سربه امنا في سربه اي في نفسه وفي اهله وولده ان يعيشوا حياة امنة مطمئنة ليس فيها مخاوف ولا امور مقلقة بل هو يعيش في في امن فهذه نعمة عظيمة ومنة كبيرة على عبده المؤمن يجب ان يتلقاها بشكر المنعم سبحانه وتعالى وهذه الترجمة عقد المصنف لها رحمه الله تعالى عقب الترجمة الاولى التي فيها بين فظل المال الصالح وكثرة المال الصالح بيد الرجل الصالح عقد هذه الترجمة ليبين ايضا ان المسلم الذي ماله قليل ووليس عنده من من المال الا قوت اليوم ويعيش بامن وطمأنينة وفي معافاة في بدنه فهذا كأن الدنيا بحذافيرها حيزت له وجمعت له فنبه بالترجمة الاولى على فضيلة المال الكثير المال الطيب الذي يكون بيد الرجل الصالح ونبه بالترجمة الثانية على ان قلة المال عند الانسان لا يظره شيئا من كان يجد قوت يومه وهو معافى في في بدنه وامن فكأن الدنيا كلها اعطيت له فهذه ترجمة ذكرت عقب الترجمة الاولى وذكرها عقبها جاء في غاية المناسبة لان كثرة المال بيد الرجل الصالح هذا فيه خير عظيم وايضا كون الانسان في عافية وصحة وامن وعنده طعام يومه فهذا ايضا خير عظيم فهذا ايضا خير عظيم ونعمة كبيرة واورد رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة حديث سلمة بن عبيد الله بن محصن الانصاري عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اصبح امنا في سربه من اصبح امنا في سربه معافى في جسده عنده طعام يومه فكأنما حيزت له الدنيا من اصبح امنا في سربه يعني من ادركه الصباح من ادركه الصباح وقام اه صبيحة اليوم وهو امن ليس امامه في يومه مخاوف في امن يعيش عيشة امنة امنه الله سبحانه وتعالى من الخوف ليس هناك ما يخيفه فهذه نعمة هذه نعمة عظيمة ان ان يعيش العبد في في سربه في نفسه وفي اهله ومع ولده في نعمة امن هذه نعمة عظيمة جدا من اعظم النعم واكبر المنن قال من اصبح امنا في سربه معافى في بدنه اي بدنه فيه العافية لا لا يشكو في بدنه من اسقام او اوجاع او امراض او الشدائد او مقلقات او نحو ذلك بل بدنه معافى في صحة وعافية فهذه ايضا نعمة عظيمة العافية في البدن لان بدن الانسان اذا كان معافى وكان الانسان امنا ليس هناك ما يخيف او يقلقه فان هذا عون له على اداء الطاعات وطلب العلم والذهاب للمساجد وقيام الليل وتلاوة القرآن وغير ذلك من اعمال البر لكن اذا انتشر الخوف في المجتمع وفي الناس ربما لا يتمكنون من الخروج الى المساجد وربما لا يتمكنون من الجلوس في حلق العلم وربما لا يتمكنون من اداء الطاعات وربما لا يتمكنون من اعمال البر الاخرى الكثيرة كذلك اذا كان الانسان مصاب في بدنه بامراض او اسقام لا يستطيع ان ان يقوم ليطلب علما ولا يستطيع ان يقوم ليؤدي عبادة المرظ او السقم او العلة التي تصيبه في في بدنه قد تحول بينه وبين كثير من اعمال البر التي يتطلع اليها فاذا عوفي في في بدنه كان ايضا في نعمة عظيمة وكان نبينا عليه الصلاة والسلام يواظب كل يوم كما في حديث عبد الله ابن عمر في السنن كان يواظب كل يوم في في صبيحة كل يوم ومساءه يقول عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك العافية في الدنيا والاخرة اللهم اني اسألك العفو والعافية في ديني ودنياي واهلي ومالي اللهم امن روعاتي واستر عوراتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي واعوذ بعظمتك ان اغتال من تحتي ولما طلب منها العباس عمه رضي الله عنه لما طلب منه ان يعلمه دعاء يدعو الله به قال سل الله العافية فالعافية شأنها عظيم اذا عوفي الانسان في سمعه وعوفي في بصره وعوفي في في بدنه فهذه من النعم العظيمة وايضا ثبت عنه عليه الصلاة والسلام كما في الادب المفرد سيأتي معنا لاحقا ان شاء الله انه كان يقول كل يوم في صبيحة كل يوم ومساءه اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري اللهم عافني في بدني لا اله الا انت. يقولها ثلاث مرات في الصباح ويقولها ثلاث مرات في المساء صلوات الله وسلامه عليه فالعافية نعمة عظيمة ومنة كبيرة عندما يكون العبد معافى في بدنه والعافية لا لا يستشعر قيمتها الا من اصيب بالمرض لا يستشعر قيمتها ومكانتها الا من اصيب بالمرض والسقم يشعر بقيمة العافية ولهذا قيل الصحة تاج على رؤوس الاصحاء لا لا يعرفه الا المرظى المرضى هم الذين يستشعرون نعمة الصحة وكذلك العبد العاقل الذي يستحضر نعمة الله عليه يدرك قيمة العافية وعظم نعمة الله عليه بها فيشكر الله جل وعلا على نعمته عليه بالعافية قال معافا في بدنه معافى في بدنه اي لا يشتكي في بدنه من علة او سقم او مرض او نحو ذلك والامر الثالث قال عنده طعام يومه عنده طعام يومه يعني يجد ما يكفيه في طعام ذلك اليوم يجد من الطعام ما يكفيه في ذلك اليوم اذا كان عنده هذه الثلاثة الامن والمعافاة وقوت اليوم يقول عليه الصلاة والسلام فكأنما حيزت له الدنيا بعض الروايات بحذافيرها كانما جمعت له الدنيا باطرافها لماذا لان من ملك الدنيا ومن ملك الاموال الطائلة لا يستفيد منها الا في حدود هذه الامور الثلاثة اذا كان امنا ومعافى في بدنه وعنده قوت يومه من عنده اموال طائلة لا ينتفع بها انتفاعا يزيد عن عن هذه الامور الثلاثة بل لو كان عنده مال طائل ولا يعيش امنا لا يعيش حياة امنة على نفسه ولا على ماله ولا على ولده اي قيمة لهذه لهذا المال وايضا اذا كان اذا كان عنده اموال طائلة اذا اذا كان عنده اموال طائلة ولكنه ليس معافا في بدنه ليس معافا في بدنه اذا اراد ان يطعم طعاما من الاطعمة التي يأكلها غيره قال له الاطباء احذر لا تأكل كذا ولا تأكل كذا ولا تقرب كذا واياك وكذا هذا يضرك بكذا لان بدنه اصبح بسبب اه ما فيه من اسقام ما ما يتحمل اي طعام ويجد المال الكثير الذي يشتري به انواع الاطعمة لكن بدنه ما يساعده على اكل شيء منها ولهذا يذكرون ان احد الاثرياء اصحاب الاموال الطائلة كان عنده حديقة عنده حديقة جميلة غناء فيها من انواع الاشجار والثمار وكان في بدنه عدد من الافات ولا يتمكن اكل شيء مما في حديقته ما يتمكن حديقة مليئة بانواع الاطعمة لكنه ما يتمكن ان يأكل شيئا مما في حديقته لان اكل اي شيء منها يضره وبدنه لا يساعده على ذلك ما يطعمه اشياء محددة جدا فكان يوما مطلا على شرفة الحديقة ينظر الى حديقته وعنده عامل عامل قوي البدن وكان هذا العامل قد جهز زبدية كبيرة فيها اللبن كبيرة فيها لبن وعلى الزبدية رغيف كبير من الخبز فوق الزبدية وضعه جانبا في ظل شجرة ثم اخذ المسحاة ويضرب بقوة وبنشاط ويعمل ثم لما اظحى قليلا جلس يستريح ثم اخذ رغيف الخبز الذي كان وضعه فوق الزبدية واخذ ينهس منه وهو يأكل ويأكل وهذا ينظر اليه ثم مسك زبدية اللبن الكبيرة ودفعها كلها وشربها كاملة وقام بنشاط واخذ يعمل في مسحاة فاخذ ينظر اليه لا يستطيع ان ان يعمل بعمله ولا نشاطه ولا يأكل اكله ولا يشرب شربه قال ليته يأخذ مالي كله ويعطيني صحته ليته ياخذ مالي كله ويعطيني صحته وذاك ايضا ربما ايضا ينظر الى اموال هذا الرجل ويقول ليت لي مثل مال هذا الرجل. لكن عندما يستشعر الانسان نعمة الله عليه نعمة الله عليه وهذا الحديث يساعد مساعدة عظيمة جدا يساعد الانسان على استشعار النعمة يساعده قد قد يعيش الانسان في الم وهو معافى في بدنه وامن وعنده قوت يومه ويعيش في الم لانه يفكر في في في سنوات قادمة وفي اموال تتعلق بسنوات قادمة فيتألم وهو الحاضر الذي يعيشه واليوم الذي يعيشه اجتمعت فيه ما سماه النبي عليه الصلاة والسلام حيازة الدنيا عنده قوت يومه وعنده العافية في بدنه وعنده الامن ومع ذلك لا يستشعر هذه النعمة العظيمة والمنة الكبيرة ويبقى متألما لانه ينظر الى ايام قادمة ربما لا يدركها ربما لا يدركها وهذا ليس من العقل ليس من العاقل ان يكون الانسان في حاضره وفي يومه الحاضر يعيش نعمة كبيرة وهي نعمة الامن ونعمة العافية في البدن ونعمة وجود طعام اليوم ثم لا يستشعر هذه النعمة لسبب انه ينظر الى ماذا الى ايام مستقبلة فيعيش الما لا لا مبرر له. لان الالم الذي تعيشه لايام قادمة ربما لا تدركها هل تضمن ان تعيش للغد هل تضمن لان تعيش للسنة القادمة لا تظمن ذلك فلماذا الم في في يوم لا لا لا تظمن ان تدركه ولماذا لا تستشعر نعمة الله عليك في يوم تعيشه واهل العلم يقولون الانسان ابن يومه يوم تعيشه يوم تعيشه تصبح صبيحته عندك امن وعندك عافية في البدن وعندك طعام اليوم هذه نعمة عظيمة يجب على الانسان ان يستشعرها ولهذا بدل ان ان ينشغل الانسان بالام بسبب تطلعات الى ايام ربما لا يدركها عليه ان ان يعيش شكرا لله سبحانه وتعالى على نعمة حاضرة يعيشها وهي نعمة الامن ونعمة العافية ونعمة وجود طعام اليوم ونعمة وجود طعام اليوم والذي يسر لك هذا الذي في يومك ييسر لك ايضا لك في ايامك القادمة فعليك بشكر الله عز وجل على نعمته وعليك ايضا ببذل الاسباب في اكتساب الرزق وتحصيل المال اما الام لا قيمة لها وهموم لا حاجة اليها وجزع لا لا ثمرة له فهذه كلها يبتعد عنها المسلم لانها تضره ولا تفيده الذي يفيد الانسان شكر الله على النعم والجد والاجتهاد في تحصيل ابواب الخير ومجالات النفع العديدة نعم احد العلماء يقول العاقل لا يكدر عيش الحاضر بهم الزمان غير الحاضر العاقل لا يكدر عيش الحاضر بهم الزمان غير الحاضر ويحتمل الا يدركه الزمان غير الحاضر الاتي قد لا يدركه الانسان فلماذا يكدر الانسان عيش الحاضر بهم زمان غير حاضر قد لا يدركه الانسان فكثير من الناس فعلا يكدر زمانه الحاضر مع انه في زمان الحاضر اجتمع له هذه الامور الثلاث الامن والعافية وطعام ذلك اليوم لكن هذا هذه النعمة الحاضرة يكدرها هو وينغصها هو بنفسه بتطلعه او بنظره الى زمان غير حاضر قد لا يدركه العاقل لا يشغل نفسه بهذا الامر بهذا القلق الذي لا حاجة اليه وهنا ينبغي ان ان يلاحظ امر وهو ان الذي ينبغي على الانسان ان يستشعر النعمة الحاضرة ويحمد الله عليها ويسأل الله عز وجل التيسير للمستقبل ويبذل السبب بدون الهموم وبدون القلق وبدون اضطراب القلب الذي لا حاجة اليه. بل فيه المضرة على على العبد. نعم قال رحمه الله تعالى باب طيب النفس قال حدثنا اسماعيل ابن ابي اويس قال حدثني سليمان ابن بلال عن عبد الله بن سليمان بن ابي سلمة الاسلمي انه سمع معاذ بن عبد انه سمع معاذ بن عبدالله بن خبيب الجهني يحدث عن ابيه عن عمه رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وعليه اثر غسل وهو طيب النفس فظننا انه الم باهله فقلنا يا رسول الله نراك طيب النفس قال اجل والحمد لله ثم ثم ذكر الغنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا بأس بالغنى لمن اتقى والصحة لمن اتقى خير من الغنى وطيب النفس من النعم ثم انعقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب طيب النفس ايضا هذه الترجمة مجيئها عقب الترجمتين الماضيتين ايضا في غاية المناسبة لان المهم ان يعيش العبد طيب النفس سواء قل المال عنده او كثر الذي ينبغي ان ان يعيشه الانسان طيب النفس وطيب النفس ينبني على امور ينبني على على امور اساسها اه قيامه بطاعة الله وتحقيقه لما خلقه الله سبحانه وتعالى لاجله وبذله الاسباب التي من خلالها يتحقق لنفسه الطيب طيبها اه الامام البخاري رحمه الله عقد هذه الترجمة باب طيب النفس ليبين اهمية هذا الامر وانه امر ينبغي على كل عبد ان يسعى آآ تهيئة الاسباب التي من خلالها يتحقق لنفسه الطيب ان تطيب نفسه وان وان يبعد او ان يذهب عن عن نفسه خبثها او خبثها بان تكون النفس طيبة تكون نفس مطمئنة نفسا مرتاحة نفسا هادئة لا لا ان تكون نفسا قلقة او مشوشة او مضطربة او منزعجة بل تكون نفسا طيبة ومرتاحة والنفس اذا اطمأنت وارتاحت يظهر ذلك على وجه صاحبها يظهر ذلك على وجه صاحبها. كما ان النفس ايضا اذا قلقت واضطربت ايضا يظهر ذلك على وجه على وجه صاحبها قد يلقى انسان اخاه ويقول له ما لي ارى نفسك قلقة ما لي ارى نفسك قلقة هو لا يرى نفسه لا يرى نفسه وانما يرى اه وجهه عليه اثار اضطراب النفس ايضا يلقى الانسان اخاه ويرى على وجهه طمأنينة يرى على وجهه طيبة النفس هدوء النفس راحة البال كل هذه تظهر على على على الوجه اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى في هذه الترجمة حديث معاذ ابن عبد الله ابن خبيب الجهني يحدث عن ابيه عن عمه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وعليه اثر غسل اي من جنابة عليه اثر غسل من جنابة وهو طيب النفس. وهو طيب النفس. يعني يظهر عليه الارتياح يظهر عليه الارتياح قال وهو طيب النفس قوله وهو طيب النفس النفس لا ترى لكن يعلم طيبها مما يرى على ماذا على وجه الانسان فيرى على وجه الراحة يرى على وجه الطمأنينة يرى على وجه السكون الى غير ذلك من المعاني قال وهو طيب النفس فظننا انه الم باهله. فظننا انه الم باهله اي انه اتى بعض اهله. يقصد الجماع انه اتى بعض اهله وهذا فيه تنبيه الى ان اتيان الانسان لاهله من الابواب التي تسكن بها نفس الانسان تسكن فيها نفس الانسان وتطمئن نفسه ويذهب عنها كثير من الامور الزواج طمأنينة للنفس الزواج طمأنينة للنفس راحة للبال الشباب يفتحون اذهانهم الان وينتبهون لحديث النبي عليه الصلاة والسلام وكلام الصحابة الزواج طمأنينة للنفس راحة للبال كثير من من الناس قد يكون في في في حياته اشياء من الكدرات والقلق فتسكن نفسه وترتاح الزواج وتطمئن فالزواج له ثمار كثيرة جدا وفوائد عظيمة مباركة من فوائده ان انه يعطي النفس طيبة يعطي نفس صاحبه طيبة اذا اكرمه الله سبحانه وتعالى بالزوجة الصالحة الطيبة وعاش معها العيشة الطيبة هذا من اسباب طيبة النفس وسكون البال والله عز وجل جعل الزوجة سكن لزوجها يدخل عليها وهو متعب من مما يواجهه في في في حياته وفي معاملاته للناس فاذا دخل عليها سكن واطمئن واذا اتى اهله ايضا حصلت له طيبة النفس والسكون والطمأنينة فهذا امر حقيقة من الامور المهمة التي تشجع الشباب على الاقبال على الزواج والاقبال على هذه الطاعة العظيمة والقربة الجليلة يتقرب الى الله عز وجل ليفوز ثمار الزواج العديدة الكثيرة التي من ضمنها ان اتيان الانسان لاهله يترتب عليه طيبة النفس ايضا اذا نظرنا اذا نظرنا الى هذا الموضوع في واقعنا الان مع احتدام الفتن وكثرة المغريات والاشياء التي تهيج الشباب التهييج الباطل وتثير في النفوس اشياء واشياء هذا ايضا مما يبعث ويدفع الى الاقبال على الزواج وتسهيله وتيسيره الاباء ينبغي ان ييسروا زواج ابنائهم والاباء ايضا ييسرون زواج بناتهم حتى يترتب على ذلك طيبة في نفوس شباب المجتمع وشابات المجتمع ويزول عن النفوس شرور واضرار النبي صلى الله عليه وسلم قال الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد عريظ فراحت المجتمع وطمأنينة وطيبة نفوس اهله من اسبابها الزواج الزواج هذه السنة التي جعلها الله سبحانه وتعالى لبني الانسان وهي اية من ايات الله سبحانه وتعالى اذكر قصة ارويها لما فيها من فائدة لما كنا طلاب في المرحلة المتوسطة في السنة الثانية والثالثة متوسطة كان معنا طالب من اكثر الطلاب حركة كان من اكثر الطلاب حركة يعني طالب يعني حركته مزعجة تزعج الطلاب وتزعج الاساتذة وكان كثير الحركة ثم في في الاجازة الصيفية لما جئنا العام القادم واذا به من اسكن الطلاب واهدأ الطلاب حتى اننا استغربنا قلنا ايش اللي حصل لفلان يعني كان معروف كل كل الاساتذة يعرفونه باندفاعه وشدة حركته فلما جينا العام القادم بدأنا الدراسة واذا من اسكن الطلاب كانها جمرة وطفأت ساكن وقلنا ايش الخبر؟ قالوا تزوج قالوا فلان تزوج فحقيقة الزواج في سكون وفي طمأنينة وفي راحة وينبغي ان يبادر اليه وان يسعى في في اشاعة بين الشباب والشابات وان يبين للشباب اثاره وثماره وفوائده وما يغنمه الشاب في الزواج هذا باب خير عظيم باب خير عظيم ولو نقرأ سير السلف رحمة الله عليهم في التيسير في ابواب الزواج والتسهيل فيه نرى اشياء عجب ونرى في سيرهم زيجات مباركة ما فيها هذه الكلفات ولا فيها هذا هذه الاطالات ولا فيها هذه الملهيات ولا فيها هذه الاموال الطائلات التي اهلكت الشباب واهلكت الاسر واهلكت البيوت كلها في غير طائل بل على مضرة على الانسان وعلى الشباب فينبغي حقيقة ان ينظر للزواج نظرة اخرى وان ترفع هذه الاقلال الاغلال التي توضع الان وتعسر امر الزواج وتكدر حياة المتزوجين وتدخلهم في امور من العنت. واوى المشقة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى الان الشاب لما يقدم على الزواج يحتاج الى الى مهر طائل واموال كثيرة وقصر بكذا وولاء بكذا وذهب بكذا واشياء ما يتحملها ثم يبدأ يستدين ويقترض الى اخره ثم يدخل على على زوجته وقد ارهقت كاهله. يدخل عليها وهو مرهق تماما من الحمولات التي على ظهره دخل عليها وفوق كاهله حمولات كثيرة ترهقه ثم اذا دخل عليها وقابلته بشيء من الاخلاق غير المقبولة رأسا يتكهرب يتكهرب الرقا بينهم ولهذا يحدث حالات طلاق ويحدث حالات اشياء فلماذا لا ينظر الامر نظرة حصيفة وتيسر الامور وتسهل حتى يشيع الخير في المجتمع وتتيسر امور البر وامور الصلاح وطمأنينة المجتمع فحقيقة هذه مشاعر نابعة من طمأنينة هذي هذي مسائل نابعة من الطمأنينة التي تكون في الزواج ونرجو الله سبحانه وتعالى ان يغشي قلوبنا هذه الطمأنينة جميعا شيبا وشبابا وان تطمئن قلوبنا وتسكن ونسعد برضى الله سبحانه وتعالى ونسعد ايضا بالاسباب التي ترضي الله سبحانه وتعالى وكل امر يخرج عن الطمأنينة نسأل الله ان يبعدنا عنه وان يعيذنا منه هنا يقول يقول اه قال وهو طيب النفس فظننا انه الم باهله فقلنا يا رسول الله فقلنا يا رسول الله نراك طيب النفس. نراك طيب النفس قال اجل وهذه جواب جواب لقولهم نراك طيب النفس اي نعم انا كذلك نعم انا كذلك. قال اجل والحمد لله وهذا فيه حمد الله عز وجل على النعمة. وان طيب نفس الانسان نعمة من الله وهبة من الله وعطية من الله فاذا شعرت بنفسك مرتاحة ومطمئنة وبالك هادئ وليس في في بالك ما يكدره او يقلقه فاعرف انها نعمة من الله عليك ساقها الله لك ويسرها لك احمد الله قال اجل الحمد لله فهذا فيه حمد الله سبحانه وتعالى على نعمه جل وعلا ثم ذكر الغنى ثم ذكر الغنى اي ذكر في في هذا المجلس الغنى اخذوا يتحدثون في هذا المجلس عن الغنى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا بأس انه لا بأس بالغنى لمن اتقى لاحظ هذا الكلام الجميل العظيم قال انه لا بأس بالغنى لمن اتقى لا بأس بالغنى يعني كثرة المال لمن كان متقيا لله لا بأس بالمال اه لمن كان متقيا لله يتقي الله في في ما له الذي اعطاه الله اياه ويراقب الله في ماله ويعرف ان هذا المال نعمة من الله عليه اذا اراد ان ينفق منه دينارا او درهما راقب الله وقال هذه نعمة الله وعطيته وفضله سبحانه وتعالى فنعم المال الصالح بيد الرجل الصالح قوله هنا لا بأس بالغنى لمن اتقى مثل قوله نعم المال الصالح بيد الرجل الصالح لا بأس بالمال لمن اتقى. اما اذا كثر المال بيد الانسان الذي لا يتقي الله ماذا سيكون هذا المال كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى اذا كان اذا كان المال بيد الانسان غير التقي يكون ماله والعياذ بالله وبالا عليه يكون ماله وبالا عليه لان هذا المال سيبدأ ينصرف في وجوه الحرام ومجالات الاثام وفي الامور التي تفسد الرحمن سبحانه وتعالى فتكون هذه الاموال تذهب في نفقات محرمة وفي مكاسب محرمة وفي مجالات محرمة تسخط الله تعالى ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا بأس بالغنى لمن اتقى اما الغنى في يد من لا يتقي الله ففيه البأس وفيه الضرر وفيه العطب على الانسان اذا كان لا يتقي الله سبحانه وتعالى قال لا بأس بالغنى لمن اتقى والصحة لمن اتقى خير من الغنى الصحة لمن اتقى خير من الغنى وانظر ايضا هذا الكلام العظيم كحة الانسان المتقي لله افظل من الغنى لماذا لان مجالات النفع والانتفاع بالصحة اكثر من مجالات النفع والانتفاع بالغنى سواء النفع المتعدي او النفع القاصر فالصحة مجال الانتفاع بها اعظم من مجال الانتفاع بالغنى فاذا كان الانسان معافى في في بدنه فهذا اعظم ولعله والله تعالى اعلم في الحديث المتقدم قدم النبي صلى الله عليه وسلم عافية البدن على طعام اليوم لان الصحة اهم من المال صحة البدن اهم من المال قال والصحة لمن اتقى خير من الغنى طيب اذا اجتمعت اذا اجتمعت صحة وغنى ومتقي اذا اجتمعت هذه خيرات وخيرات اذا كان الانسان يعيش صحة في بدنه ويعيش غنا في ماله وهو يتقي الله سبحانه وتعالى فهذا اجتمع له خير عظيم يغبط على ذلك. يغبط على ذلك صحة البدن وعافية صحة البدن وغنى في المال وتقوى لله سبحانه وتعالى فهذه خيرات اجتمعت ومن الله سبحانه وتعالى بها على عبده قال وطيب النفس من النعم وطيب النفس من النعم وهذا شاهد الترجمة من الحديث قال وطيب النفس من النعم عندما تكون طيء نفس الانسان فهذه من النعم وينبغي ان تلاحظ هنا ملاحظة جدا مهمة طيب النفس لا يرتبط بكثرة المال ولا يرتبط بصحة البدن هذه منة من الله عز وجل لان الانسان قد يكون عنده مال كثير وقد يكون عنده ايضا صحة طيبة ولكن نفسه غير طيبة فطيب النفس لا يرجع الى كثرة المال ولا يرجع ايضا الى ماذا؟ الى صحة البدن اذكر مرة دخلت انا ورفيقي ورفيقي معي نعود رجلا مسنا فقيرا في بيته وكان هذا الرجل اه له اكثر من اربع سنوات بين جدران اربع في بيت متواضع جدا وبين جدران اربع ما خرج من هذه الجدران ويعاني في بدنه عدة امراض عدة امراض والام فسلمنا عليه عيادة مريظ وسلمنا عليه فسأله رفيقي قال كيف اخبارك كيف صحتك كيف نفسيتك قال واعجب لما قال قال قال ذاك الرجل قال والله ما اظن ان بالمملكة اسعد مني قال والله ما اظن ان بالمملكة اسعد مني اعيش سعادة تغمر قلبه رجل آآ له سنوات في بين جدران الاربع ورجل فقير وفي جسمه عدة الام وفي الداخل يعيش سعادة يعيش سعادة ويحلف يحلف لنا يقول والله ما اظن ان بالمملكة اسعد مني يتحدث عن سعادة يجدها في في قلبه. اصبحت طمأنينة النفس وطيب النفس وراحة النفس ليست مرتبطة بكثرة وليست ايضا مرتبطة بصحة البدن. هذه نعمة يلقيها الله سبحانه وتعالى في قلب عبده المؤمن. ترجع الى صحة الايمان وتقوى الله وحسن الاقبال عليه وذكره جل وعلا. قال الله سبحانه وتعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب طمأنينة القلب وطيب النفس وراحة النفس وذهاب الهموم والغموم هذه ترجع الى صلاح الانسان بينه وبين الله وحسن اقباله على الله وحسن توكله على الله وحسن ذكره لله عز وجل وشكره له سبحانه وتعالى. بهذه المعاني تتحقق للنفس طمأنينتها وطيبها وراحتها وقرارها وبخلاف ذلك لا يتحقق هذا الامر. نعم. تقدم. نعم. تقدم باب سخاوة. نعم. سخاوة النفس وطيب النفس. تقدم معنا باب السابق عنون له المصنف رحمه الله تعالى بسخاوة النفس. وهنا هذا الباب عنون له بطيب بطيب النفس. فما الفرق بين البابين؟ الباب الاول يتعلق بجود النفس الباب الاول يتعلق بجود النفس بذلها للخير عدم شحها عدم شحها ان تكون نفسا جوادة كريمة معطية باذلة اما هذا الباب فيتعلق بطيب النفس اي راحتها قرارها سعادتها طمأنينتها امر يرجع اليها فهي اما الباب الاول امر يتعلق بنفع النفس للاخرين من حيث الجود بالمال الجود بالاخلاق الجود بالمعاملات الكريمة الى غير ذلك نعم قال اخبرني ابراهيم ابن المنذر قال حدثنا معا عن معاوية عن عبد الرحمن ابن جبير ابن نفير ان اذنت لي دقيقة. تفضل. بقي على الاذان دقيقتين وعندي تنبيه اه احب ان انبه عليه قبل الاذان لان بعض الاخوان ينصرف اذا اذن فيما يتعلق بالبحث فيما يتعلق ببحث البر وتلخيص كتاب البر والصلة كان موعده قبل هذا الوقت لكن اجل كما تعلمون الى عشرين من هذا الشهر اؤكد على الموعد وانه موعدا نهائيا ويوافق يوم الجمعة القريب هذا فاخر موعد لتسليمه يوم الجمعة وبعد ذلك اليوم يعتذر عن استلام البحوث بعد يوم الجمعة اخر موعد لتسليمه يوم الجمعة القريب فهذا التنبيه حتى لا يعني آآ يأتي احد بعد ذلك اليوم وانما اخر موعد هو يوم الجمعة القريب باذن الله عز وجل تفضل قال اخبرني ابراهيم ابن المنذر قال حدثنا معا عن معاوية عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن ابيه عن النواس بن سمعان الانصاري رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن البر اثم فقال البر حسن الخلق والاثم ما حك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس ثم اورد الامام البخاري رحمه الله في هذه الترجمة باب طيب النفس حديث النواس بن سمعان الانصاري رضي الله عنه والحديث تقدم معنا قريبا في ترجمة ماضية وشاهد الحديث للترجمة ظاهر لان من الاسباب والوسائل والطرائق التي ينال بها العبد طيب نفسه ان يبتعد عن الاثم ان يبتعد عن الاثم فاذا ابتعد عن الاثم طابت نفسه واطمأنت وارتاحت فاذا حك في نفسه شيء او خاف ان يطلع الناس عليه وابتعد عنه ارتاح واطمأنت النفس بخلاف ما اذا حك في نفسه وخشي ان يطلع عليه الناس ثم فعله لا ترتاح نفسه بل تبقى نفسه اه غير غير مطمئنة ولا مرتاحة ولا ولا تطيب نفسه فاذا من اسباب طيب النفس البعد عن الحرام والبعد عن الاثام والبعد عن الشبهات بعد الانسان عن هذه الامور هو من اسباب طيب النفس وكأن الامام البخاري رحمه الله بهذه الترجمة ينبه الى ان طيب النفس له اه مكانة عالية ومنزلة رفيعة وهو ينال بامور عديدة ينال بامور عديدة. من الامور التي اه ينال بها طيب النفس ان يبتعد الانسان عن الاثم وان يبتعد عن الحرام وان يبتعد عن المتشابهات والامر الذي يحك في نفس الانسان او يخشى ان يطلع عليه الناس عليه ان يبتعد عنه وان يحذر منه لان فعله لهذه الاشياء يذهب عن النفس طيبها وطمأنينتها وراحتها فلاجل هذا اعاد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذا الحديث في هذه الترجمة ووالله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين يقول السائل حفظكم الله هذه النعم كيف اعلم الزوجة واولادي وبناتي شكر النعمة لاننا كل يوم والله يسامحنا ويغفر لنا نرمي من الاكل الزائد في المزبلة فهل هذا نحاسب عليه؟ وما هو الحل؟ ارجوك النصيحة. هذا حقيقة سؤال مهم ينبغي على الاب وولي الامر في في في البيت ان يكون صالحا وقدوة لاهله وولده فيما يرضي الله سبحانه وتعالى ويقرب اليه واذا كان قدوة صالحة في الخير تأثر به اهله وتأثر به ولده والواجب على الاب ان يعود ابناءه على شكر النعمة وعلى حفظها وصيانتها واكرامها وان يعودهم على ترك الاسراف واضاعة المال واتلافه وعودهم على ذلك وسائل حفظ الطعام متيسرة ما كان منه نافعا طيبا غير آآ آآ فاسد او غير تالف يمكن ان ان ان يفيد منه من هو محتاج اليه وانواع من الطعام يمكن ان ان يهيئها ويجمعها للدواب وللطيور ولا ترمى الاطعمة واما الان فحقيقة يقع كثير من الناس في انواع من الاسراف واضاعة الاموال وعدم اكرام النعمة مما يخيف من العقوبة عقوبة الله سبحانه وتعالى فالواجب على الانسان ان يتقي الله في نفسه وفي ولده وفي بيته واذا اتقى الانسان ربه في في نفسه وولده واهل بيته ووجه ايضا اه من استطاع ان يوجههم الى ذلك عم الخير وانتشر ولا ينظر الانسان من الى من حوله وحفظ الطعام الحمد لله متيسر يمكن اذا كان طعاما نظيفا طيبا يعطى الى من هو محتاج اليه واذا كان بخلاف ذلك يمكن يجعل للطيور يجعل للدواب وهذا ايضا متيسر والله تعالى يقول ومن يتق الله يجعل له من امر يسرا اذا اتقيت الله في الطعام يسر الله لك وسائل حفظه. المهم ان يكون الاب تأتي البيت قدوة لولده وقدوة لاهله وان يعودهم على حفظ النعمة وان يعودهم ايضا على شكر الله سبحانه وتعالى على على النعمة وان يذكرهم بفضل الله عليهم. هذا من واجبات الاباء ومن مسؤولياته العظيمة وقد مر معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الاب راع في اهل بيته ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها هذه مسؤولية عظيمة وواجب عظيم يجب على كل مسلم ان يتقي الله عز وجل فيما انيط بهم مسؤولية وواجب. نعم يقول فضيلة الشيخ حفظكم الله هل يجوز عند هذا الدعاء الذي بعد صلاة الفجر؟ اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ان ازيد ولسانا ذاكرا شاكرا ويقينا صادقا وقلبا خاشعا لا تزد على ذلك خاصة الدعاء الذي يقصد به المواظبة عليه وجعله ذكرا راتبا اما الدعاء المطلق فاذا دعيت بدعاء صحيح صحيح المعنى اه سليم من المخالفة لا بأس به لا بأس به لكن ان ان ان يجعل الانسان ذكرا راتبا في في صباحه او في مساءه وهو لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا آآ التخصيص نوع من التشريع فلا يخصص الانسان شيئا يكون راتبا في ايامه ولياليه لم يرد به الشرع ولا يزيد ايضا على هذا الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ولو تأملنا في هذا الذي ذكره لوجدت انه جمع لك جمع لك الخير كله لا يحتاج الى زيادة وما ذكرته من زيادات هي داخلة فيما ذكره عليه الصلاة والسلام لان الامور الثلاثة التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام جمعت له للمسلم ابواب الخير العلم النافع والرزق الطيب والعمل الصالح ماذا زاد عليه؟ قال وذكرا ولسانا ذاكرا ولسانا ذاك هذا من عملك الصالح وماذا؟ ويقينا صادقا. ويقينا صادقا ايضا هذا كله من من عملك. الذي تتقرب داخل في الاعمال الصالحة التي تتقرب بها الى الله جل وعلا هذه الامور الثلاثة جمعت لك اهدافك في يومك ليس هناك اهداف زائدة عليها جمعت اهداف المسلم في يومه في في هذه الامور الثلاثة العلم النافع والرزق الطيب والعمل الصالح. ذكر الله عمل صالح اليقين من اعمال الانسان الصالحة الامور الاخرى كلها تدخل في بهذا فالنبي صلى الله عليه وسلم جمع لك في في هذا الدعاء اهدافك آآ في يومك الذي اه اصبحت صبيحة نعم يقول هل الذي يجلس في المسجد بعد صلاة الفجر في غير مكانه الذي صلى فيه هل يحصل على اجر العمرة هذا يرجع الى فهم العلماء لقوله عليه الصلاة والسلام في مصلاه بعض العلماء يقولون في مصلاه يعني في المكان الذي صلى فيه وبعضهم يقول في مصلاه يعني في المسجد الذي صلى فيه ولا شك ان الاحوط للانسان والاولى ان يبقى في مصلاه نفسه لكن اذا كان هناك حاجة يعني دفعته مثل مجلس علم او شيخ يقرأ عليه القرآن مثلا او يحفظ عليه او نحو ذلك فمرآة هذه المصلحة ان شاء الله لا يفوته بسببها الاجر الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث جزاكم الله خيرا سبحانك الله وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك