بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه به اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب بالمفرد في باب طيب النفس الحديث الثالث قال حدثنا عمرو بن عون قال اخبرنا حماد عن ثابت عن انس رضي الله عنه انه قال كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم احسن الناس واجود الناس واشجع الناس ولقد فزع اهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قبل الصوت فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس الى الصوت وهو يقول لن تراعوا لن تراعوا. وهو على فرس لابي طلحة رضي الله عنه عري ما عليه سرج وفي عنقه السيف فقال لقد وجدته بحرا او انه لبحر بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الادب المفرد في باب طيب النفس وساق جملة ساق جملة من الروايات فيها بيان فضل طيب النفس من جهة وبيان الوسائل التي من خلالها تطيب نفس الانسان وينال هذه الخصلة العظيمة المباركة وقد بدأ رحمه الله حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي قال فيه وطيب النفس من النعم تطيب نفس الانسان نعمة من نعم الله عز وجل لان النفس اما ان تطيب واما ان تخبث والعياذ بالله فاذا طابت النفس هنأت بالطيب وملئت بالطيب وترتب ايضا على ذلك الاثار التي تنشأ من طيب النفس الاثار المباركة فان هذه ولا ريب من نعم الله سبحانه وتعالى على عبده المؤمن ثم ذكر رحمه الله حديثا يدل على ان بعد الانسان عن الحرام وكذلك بعده عن المشتبه المتشابهات احتياطه لدينه وبعده عن موارد الاثم كل ذلك من اسباب طيب النفس ثم ثلث بهذا الحديث حديث انس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم احسن الناس كان النبي صلى الله عليه وسلم احسن الناس وهذا موضع الشاهد من هذا السياق للترجمة لان قوله احسن الناس اي خلقا وخلقا ومن ذلك ومن ذلكم طيب نفسه عليه الصلاة والسلام فكان صلى الله عليه وسلم اطيب الناس نفسا كان عليه الصلاة والسلام اطيب الناس نفسا ومناسبة ايراد هذا السياق في باب طيب النفس وذكر وسائل تحصيلها تنبيه المصنف رحمه الله بهذا الحديث على ظرورة الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام وجعله اسوة للعبد لانه بحسب اقتداء العبد وائتسائه بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ينال حظه من طيب النفس فمن اعظم اسباب طيب النفس اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام اما الذي يعرض عن سنته بارتكاب البدع او يعرض عن عن سنته وهديه بارتكاب المعاصي والاثام فان هذا يجر عليه خبث نفسه وعدم طيبها فالنفس من اعظم ما تطيب به اتباع السنة والاقتداء بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام الذي نعت صلى الله عليه وسلم بانه كان احسن الناس كان احسن الناس خلقا وخلقا ومن ذلكم طيب نفسه عليه الصلاة والسلام فمن اقتدى به واكتسى به واتبع هديه ولزم غرزه صلى الله عليه وسلم نال من طيب النفس بحسب ذلك قال انس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن الناس واجود الناس ايضا في جانب الجود وهو السخاء والبذل والكرم والنفقة والمعاملة الطيبة كان متميزا عليه الصلاة والسلام فكان احسن الناس في ذلك احسن الناس جودا وبذلا وكرما وعطاء وسخاء صلوات الله وسلامه عليه واشجع الناس كان اعظم الناس شجاعة لا تأخذه بالله لومة لائم اعطاه الله سبحانه وتعالى رباطة قلب وقوة فؤاد وعظم اقدام وجرأة في الحق ونصرة دين الله تبارك وتعالى فلا يخاف الا الله جل وعلا ولا يخشى الا الله سبحانه وتعالى فكانت صلوات الله وسلامه عليه فارسا مقداما شجاعا قويا صلوات الله وسلامه عليه فكان اشجع الناس كان اشجع الناس ثم ذكر انس رضي الله عنه مثالا عظيما يدل على ان النبي عليه الصلاة والسلام كان اشجع الناس كان اشجع الناس فذكر قصة حصلت في المدينة يقول رضي الله عنه ولقد فزع اهل المدينة ذات ليلة فزع اهل المدينة اي خافوا خافوا كأنهم ما حسوا بان عدوا داهم المدينة او جيشا دنا من المدينة فحصل فزع وخوف فخاف الناس قال ولقد فزع الناس او اهل المدينة ذات ليلة اي اصابهم فزع في في الليل يقول فانطلق الناس قبل الصوت انطلق الناس قبل الصوت وهذا الانطلاق انطلاق الشجعان انطلاق الشجعان للذب عناء الدين والذب عن العرض و حماية المسلمين فانطلق انطلقوا انطلاق الشجعان الى جهة الصوت وهذا الانطلاق انطلاق انتصار وانطلاق شجاعة وانطلاق قوة فانطلقوا هنا ينبغي ان ان ينتبه لهذا الامر ان الصحابة رضي الله عنهم هبوا وانطلقوا الى جهة هذا الصوت يقول فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس الى الصوت فاستقبلهم النبي عليه الصلاة والسلام قد سبق الناس الى الصوت لما انطلقوا جهة الصوت اذا بهم يفاجئون بالنبي عليه الصلاة والسلام قادم من جهة الصوت وصل الى الجهة التي جاء الصوت من جهتها واطمأن انه ليس هناك شيء يفزع او يخيف وجاء مطمئنا لهم ولهذا اقبل عليهم يطمئن من يراه ولهذا تكررت الكلمة لن تراعوا لن تراعوا. كان عليه الصلاة والسلام يطمئن من يراه بان الصوت الذي سمع ليس في فيه ما يخيف وليس فيه ما يفزع فهذه شجاعة وقوة تميز بها عليه الصلاة والسلام فكان اشجع الناس صلوات الله وسلامه عليه قال تستقبل الناس وسبق الناس الى الصوت وهو يقول لن تراعوا لن تراعوا ومعنى لن ترى واي ليس فيه ما يروع او يخيف او يفزع اطمئنوا قابلهم مطمئنا لهم قابلهم عليه الصلاة والسلام مطمئنا لهم ومعنى ذلك انه انطلق عليه الصلاة والسلام الى مكان الصوت ووصل اليه وحده عليه الصلاة والسلام قد يكون هذا الصوت جيش عرمرم قد يكون جيشا كبيرا ومع ذلك عليه الصلاة والسلام وصل الى مكان الصوت واطمأن ورجع وحده ولما قابله الصحابة متجهين الى الى مكان الصوت قال لن تراعوا لن تراعوا اي اطمئنوا ليس في فالامر ما يفزع او يخيف ثم هنا ايضا منة الله عز وجل على نبيه عليه الصلاة والسلام واية عظيمة من ايات نبوته صلى الله عليه وسلم لما انطلق الى جهة الصوت الوقت لا يسعف الانسان لان وقت اسراع ومبادرة فلما انطلق الى جهة الصوت عليه الصلاة والسلام استعار خيلا لابي طلحة استعار خيلا لابي طلحة لانه لانه لما رجع قالوا وهو على فرس لابي طلحة عري يعني ليس عليه سرج فكان عليه الصلاة والسلام كما جاء ايضا في بعض الروايات ما يوضح ذلك استعار خيلا لابي طلحة وهذا الخيل كما جاء في صحيح مسلم قال وكان فرسا يبطأ كان فرسا يبطأ وجاء في صحيح المصنف الامام البخاري وكان يقطف الخيل كان يقطف يعني كان ليس سريع العدو عندما يجري جريه بطيء كان يبطأ وكانت خطواته متقاربة ليس عدوه سريع وانما كانت خطواته متقاربة ولهذا جاء في صحيح مسلم قال وكان فرسا يبطأ يعني آآ مشيه بطيء وجريه بطيء وخطواته متقاربة اما الخيل قوي العدو فيكون بين الخطوة والخطوة الاخرى عندما يعدو عدوا سريعا تباعد فهذا الخير كان كان يقطف يعني اه خطواته خطواته متقاربة ليست متباعدة بطيئا ولم يجد النبي عليه الصلاة والسلام الا هذا الخيل. وايضا الوقت ما كان يسعف ان يوضع عليه سرج السرج كل الوقت سريع جدا فركب النبي عليه الصلاة والسلام على هذا الخيل المعروف بانه بطيء غير سريع معروف عنه انه انه بطيء وانه غير سريع وايضا من غير سرج وانطلق انطلق بهذا الخيل انطلاقا سبق الاخرين هذي اية من ايات النبوة خير يعرف بالبطء وتقارب الخطى وعدم السرعة ثم باذن الله تبارك وتعالى ومنه وتيسيره سبق الجميع وركبه النبي عليه الصلاة والسلام بلا سرج وانطلق انطلاقا سريعا ورجع عليه الصلاة والسلام الى الصحابة يقول لن تراعوا لن تراعوا وكان ذهابه على خيل معروف على خير معروف بماذا بالبطء وعدم السرعة خير معروف بالبطء وعدم السرعة ثم رجع قال وهو على فرس لابي طلحة عري عريان ليس عليه سرج وفي عنقه السيف كان متقلدا عليه الصلاة والسلام السيف في عنقه مستعدا لمقابلة ومجابهة العدو ان كان عدوا قادما وفي عنقه السيف ثم قال لقد وجدته بحرا او انه لبحر والضمير في انه يعود الى الخيل هذا المعروف بماذا بالبطء الخير معروف بالبطء وعدم السرعة خير بطيء يقطف لما يجري خطى متقاربة ومعروف بالبطء ولكنه انطلق بالنبي عليه الصلاة والسلام انطلاقا سبق الخيول كلها ورجع النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخيل من اسرع ما يكون فكان يخبرهم عن الخير الذي هو عليه خلى بطلحة قال ان ان وجدناه لبحرا ان وجدناه لبحرا ومعنى ووصف الخيل عندما يقال خيل بحر او خيل شد او نحو ذلك اي سريع الجري فقوله عليه الصلاة والسلام ان وجدناه لبحر او كما في هذه الرواية لقد وجدته بحرا او انه لبحر اين سريع الجري اي سريع الجري واسع الخطى سريع العدو فكان يصف عليه الصلاة والسلام الخيل بهذه الصفة العظيمة وهي سرعة الجري مع انه معروف عند الصحابة ان خيل ابي طلحة كان بطيئا ثم من بعدها تحول هذا الخيل كما جاء في بعض الروايات اصبح خيرا سريعا الجري من بعد هذه المرة التي استعاره النبي عليه الصلاة والسلام وركبه وذهب ينظر جهة هذا الصوت اصبح من بعد هذه المرة خيرا ما خيرا او فرسا معروفا بسرعة الجري والعدو هذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام اه اه معنى قوله عليه الصلاة والسلام لقد وجدته بحرا او انه لبحر وهذا كما قدمت فيه اية من ايات النبوة ولما يقول هنا عليه الصلاة والسلام وهذه قضية مهمة لما يكون هنا عليه الصلاة والسلام ان وجدناه لبحر او لقد وجدته بحرا او انه لبحر ما الذي يسبق الى ذهن السامع عندما يخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن الخيل الذي هو عليه وهذا اسلوب معروف اسلوب مستعمل في لغة العرب معهود لديهم يقولون خيل بحر او خيل سد اي سريع فلما قال عليه الصلاة والسلام لهم ان وجدناه لبحرا والظمير يعود الى الخيل السامعين الذين يسمعون كلامه هلا يأتي في ذهنه السامعين الماء المستبحر هل هل يرد في اذهانهم الماء المستبحر حتى يقال مثلا ان اطلاق البحر على الخيل من قبيل المجاز كما يقول من يدعي المجاز في كتاب الله او في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام وهذا امر يجانب الحقيقة والصواب فقوله عليه الصلاة والسلام ان ان وجدناه لبحرا. ما الذي يسبق الى دهن السامع هل الذي يسبق الى ذهنه البحر او الماء المستبحر ابدا بل البحر سمي بحرا لسعته والخيل سريع العدو يسمى بحرا لسرعة عدوه ولا يسبق الى الذهن المال المستبحر حتى حتى يقال ان قوله بحرا مجاز لان الخيل ليس بحر لان الخيل ليس بحرا لان من اخص ظوابط المجاز عند من يقول به انه يصح نفيه فاذا قيل مثلا زيد اسد يقال لا ليس هو باسد بل هو انسان وهنا ايضا يقولون يصح ان ينفى يقال لا ليس هو بحر بل هو خيل السامع لهذه الكلمة لا يتبادر الى ذهنه الماء المستبحر وانما الذي يتبادر الى ذهنه سرعة جريه وسرعة عدوه فالبحر السريع او الواسع هذا هو المراد فاذا قوله عليه الصلاة والسلام انه لبحر او ان ان وجدناه لبحرا هذه حقيقة هذه حقيقة وهي التي تسبق الى ذهن السامع ولهذا الامام ابن القيم رحمة الله عليه في كتابه الصواعق المرسلة لما تكلم واطال جدا في موضوع المجاز وبين انه لا يصح ان يقال في كتاب الله او في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ان فيهما اه مجاز اتى على الشواهد التي يوردها من يقول بالمجاز في الكتاب او في السنة وناقشها وبين خطأ من ادعى ذلك ومن ذلكم هذا هذا الحديث ومن ذلكم هذا الحديث فانه رحمه الله ذكره مثالا لما يدعى فيه انه مجاز وبين ان الامر على خلاف ذلك يقول رحمة الله عليه في كلام جميل له مثل فيه بهذا الحديث يقول ومما يرفع المجاز بالكلية انهم قالوا ان علامة الحقيقة السبق الى الفهم ان علامة الحقيقة السبق الى الفهم وشرطوا في كونها حقيقة الاستعمال قال وعند الاستعمال لا يسبق الى الفهم غير المعنى الذي استعمل اللفظ فيه وهذا ضابط وقيد مهم يقول وعند الاستعمال لا يسبق الى الفهم غير المعنى الذي استعمل اللفظ فيه. فيجب ان يكون حقيقة يقول فلا يسبق الى فهم احد من قول النبي صلى الله عليه وسلم ان وجدناه لبحرا الماء الكثير المستبحر قال فلا يسبق لفهم احد من قول النبي صلى الله عليه وسلم ان وجدناه لبحر الماء الكثير المستبحر فان في وجدناه اي في قوله عليه الصلاة والسلام وجدناه ظميرا يعود على الفرس يمنع ان يراد به الماء الكثير الى اخر كلامه رحمه الله في كتابه الصواعق المرسلة وهو كتاب عظيم وايظا التقرير المتعلق بهذه المسألة تقرير متين وواسع وعرظ رحمة الله عليه الكثير من الامثلة والشواهد على ذلك عرظها مناقشا محققا مدققا فاجاد رحمة الله عليه وافاد ايضا مقتضى آآ الاشارة الى هذا الامر ان بعض شراح الادب المفرد ذكروا هذا الحديث مثالا لما يجوز فيه او لما يسوغ فيه المجاز او شاهدا على اه وجود المجاز في كتاب الله او في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وآآ يحسم بطالب العلم ان يقف على اه كلام ابن القيم وتقريره الواسع في هذه المسألة في كتابه المشاري اليه انفا. نعم قال حدثنا قتيبة قال حدثنا ابن المنكر عن ابيه عن جابر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كل معروف صدقة وان من المعروف ان تلقى اخاك بوجه طلق وان تفرغ من دلوك في اناء اخيك ثم ختم الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة بهذا الحديث حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل معروف صدقة كل معروف صدقة وسبق اه الحديث عن عن هذه اللفظة عن قوله عليه الصلاة والسلام كل معروف صدقة وعرفنا ان المعروف كلمة جامعة تتناول ابواب البر ومجالات نفع الغير بحسن المعاملة وطيب الخلق وطلاقة الوجه الى غير ذلك من الاخلاق والاداب الكريمة كل معروف صدقة اي صدقة منك على من قدمت اليه معروفك ولو ان تلقاه بوجه طليق ولو ان تلقاه متبسما ولهذا مر معنا قول النبي عليه الصلاة والسلام تبسمك في وجه اخيك صدقة فالتبسم وطلاقة الوجه وحسن التودد الى الناس وطيب المعاشرة والمعاملة كل ذلك صدقات جارية للعبد له ثوابها واجرها عند الله سبحانه انا ايضا مد يد المعونة والمساعدة والحرص على نفع الناس وافادتهم هذا كله من ابواب الصدقات قال كل معروف صدقة وان من المعروف ان تلقى اخاك بوجه طلق من المعروف اي الذي تقدمه لاخوانك وهو صدقة منك لهم ان تلقى اخاك بوجه طلق اي تقابل اخاك بوجه منبسط وجه منشرح وجه مبتسم ليس بوجه مكفهر او وجه مقطب او وجه عابس وانما تقابله بوجه طليق وجه مشرق اذا رآك ارتاح لرؤياك واطمأن الى الى مقابلتك وهنا لاحظ ايراد المصنف رحمة الله عليه لهذا الحديث في باب طيب النفس من جهتين من جهة ان ملاقاة الانسان لاخيه بوجه طليق هذا من طيب نفس الانسان اذا طابت نفس الانسان واصبحت في نفسها طيبة فان من اثار طيبها مناقاة الاخرين بوجه طليق اما النفس التي فيها خبث او النفس التي فيها اشياء من هذا القبيل من اين تخرج من نفس هذه صفتها طلاقة وجه طلاقة وجه فطلاقة الوجه والانبساط والانشراح هذا نابع من طيب النفس من طيب نفس الانسان وايضا من جهة ثانية ان ملاقاة ملاقاة الناس بطيبة بطلاقة الوجه من اسباب اه اه من اسباب طيب نفس طيب نفس من تلقاه لاحظ الفرق بين من يلقاه الانسان وهو طليق الوجه ومن يلقاه وهو عابس الوجه طليق الوجه يزيد الانسان راحة وطمأنينة وانشراحا وعابس الوجه يجعل انسانا الذي يقابله ينقبض ولا ينشرح فاذا طلاقة الوجه من اسباب طيب النفس من اسباب طيب النفس من جهة وهي ايضا من جهة ثانية من اثار طيب النفس على ما سبق بيانه وايظاحه ثم قال وان تفرغ من دلوك في في اناء اخيك وان تفرغ من دلوك في اناء اخيك وهذا من المعروف عندما يزعم الانسان الماء من البئر بدلوه ثم يأتي اخيه يأتي اخوه وهو بحاجة الى الماء فيصب له الماء من دلوه سواء كان دلوه ملكا له او دلوه باعتبار ان غرفة الماء الموجودة فيه له فيفرغها في وعائه يا اخي هذي صدقة صدقة من الانسان على اخيه المسلم وهذا فيه تنبيه ان لا يحقر المسلم من المعروف شيء ولو ان تلقى اخاك بوجه طليق ولو ان تفرغ من دلوك في وعائه فكل ذلك من المعروف وكل معروف صدقة هذا الحديث في في سنده ابن المنكدر شيخ شيخ البخاري وهو المنكدر ابن محمد ابن المنكدر وهو لين الحديث المنكدر ابن محمد ابن المنكدر وهو لين الحديث لكن تابعه كما سبق ان ان مر معنا في في الحديث رقم مئتين واربع وعشرين تابعه ابو غسان محمد ابن مطرف وهو ثقة عن محمد بن المنكدر في الجملة الاولى من الحديث وهي كل معروف صدقة وبقية الحديث له ما يشهد له ويتقوى به الحديث ويكون صالحا للاحتجاج. نعم قال رحمه الله تعالى باب ما يجب من عون الملهوف قال حدثنا الاويسي قال حدثنا عبد الرحمن بن ابي الزناد عن ابيه عن عروة عن ابي مراوح عن ابي ذر رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اي الاعمال خير قال ايمان بالله وجهاد في سبيله قال فاي الرقاب افضل قال اغلاها ثمنا وانفسها عند اهلها قال ارأيت ان لم استطع بعض العمل قال تعين ضائعا او تصنع لاخرق قال افرأيت ان ضعفت قال تدع الناس من الشر فانها صدقة تصدقها على نفسك ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب ما يجب من عون الملهوف عونه اي مد يد المساعدة له بخدمته ومعاونته على حاجته حتى تنقضي والملهوف هو صاحب الحاجة والانسان المضطر الذي اصبح في في لهف وفي شدة وفي حاجة وفي ضائقة ويحتاج الى اه يد اخيه ومعونة اخيه فعقد رحمه الله هذه الترجمة باب ما يجب من عون الملهوف مبينا فضل هذا الامر وعظم شأنه وانه ايضا من الصدقة فهو معروف وكل معروف صدقة الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه فاذا كان العبد لاخوانه المؤمنين معاونا ومساعدا ومعاضدا فان الله سبحانه وتعالى يكون له عونا ونصيرا ومؤيدا وييسر له جل وعلا من اسباب التيسير والتوفيق ما لا يحتسبه العبد والله في عون العبد ما ما كان العبد في عون اخيه وقد اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى في هذه الترجمة حديثين الاول منهما حديث ابي ذر رضي الله عنه وقد سبق ان مر معنا هذا الحديث في ترجمة ماظية وسبق الكلام عنه بيان معناه هناك لكن موضع الشاهد من من هذا الحديث للترجمة هو قوله افرأيت ان لم استطع بعظ العمل قال تعين ظائعا او تصنع لاخرق تعين ضائعا اي ذا ضيعة او كما جاء في في لفظ تعين صانعا اي تساعد صاحب الصنعة على صنعته اذا كان محتاجا الى من يعينه او يساعده فهذا الشاهد من الحديث للترجمة اعانة ذي الحاجة الملهوف اعانة ذي الحاجة الملهوف وان هذا من الصدقة ومن الاعمال الفاضلة المحبوبة الى الله عز وجل لان هذا العمل جاء في سياق سؤالي آآ ابي ذر للنبي عليه الصلاة والسلام اي العمل افضل فذكر عليه الصلاة والسلام من الاعمال الفاضلة اه ان يعين الانسان صانعا او ضائعا وان يصنع ايضا لاخرق والاخرق هو الذي لا ليس بصاحب صنعة ليس بصاحب صنعة فيعينه بتوجيهه وارشاده وحثه على العمل فهذا ايضا من الصدقة ومن الاعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى ويرضاها من عباده اذا لقيت شابا لا يعمل وليس عنده عمل وقلت له انا عندي لك نصيحة لو ذهبت الى المكان الفلاني في عمل جيد وتعمل فيه والطريقة العمل كذا وكذا وتبدأ بكذا تعطيه من اه من الاشياء الخبرة التي يسرها الله لك وتفتح له بابا في في العمل هذا من احب الاعمال الى الله لانه جاء في سياق هذا الحديث اي العمل افضل فهذا عمل فاضل وعمل حبيب الى الله عز وجل فتح ابواب الخير للناس وابواب العمل وابواب اكتساب الرزق وتوجيه الشباب وخاصة ان عدد من من الشباب لا يجد عمل ولا يجد باحتساب في في هذا الباب توجيه الشباب ودلالتهم وارشادهم الى الاعمال هذي من الامور التي يحبها الله سبحانه وتعالى من عباده نعم قال حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا شعبة قال اخبرني سعيد ابن ابي بردة قال سمعت ابي يحدث عن جدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال على كل مسلم صدقة قال افرأيت ان لم يجد قال فليعمل فلينفع نفسه وليتصدق قال افرأيت ان لم يستطع او لم يفعل قال ليعن ذا الحاجة الملهوف قال افرأيت ان لم يستطع او لم يفعل قال فليأمر بالمعروف قال افرأيت ان لم يستطع او لم يفعل؟ قال يمسك عن الشر فانها له صدقة وهذا الحديث الثاني في هذه الترجمة وحديث ابي موسى الاشعري رظي الله عنه وايضا الحديث سبق ان مر معنا في ترجمة ماظية وسبق الكلام على معناه والشاهد منه هنا هو قول النبي قول النبي عليه الصلاة والسلام ليعن ذا الحاجة الملهوف ليعن ذا الحاجة الملهوف يعني ليكن عونا لذي الحاجة ولاحظ هنا من خلال السياق ان اعانة ذا الحاجة الملهوف احيانا تكون باعطائه مالا واحيانا تكون مساعدته بالبدن مثل ان تحمل معه شيئا ثقيلا لا يستطيع حمله تعينه على حمل متاعه مثلا واحيانا لا هذه ولا ولا تلك لا يتطلب لا جهد مالي لا بذل مالي ولا جهد ايظا بدني. وانما كلمات قليلة بلسانه يقولها الانسان فيكون فيها اعانة لذي الحاجة الملهوب احيانا يكون ذا الحاجة الملهوف يحتاج فقط الى توجيه احتار في في الامر ولم يدري ما الطريق او ما السبيل فلا يحتاج لا الى مال ولا الى مساعدة بدنية يحتاج الى كلمة طيبة وتشجيع وودلالة وتوجيه فهذا ايضا من من اعمال البر التي يحبها الله سبحانه وتعالى من عباده فلا يحقر الانسان من المعروف شيئا لا يحقر من المعروف شيئا مساعدة مالية او مساعدة بدنية او مساعدة بالكلمة الطيبة مثل ما ما اشرت قبل قليل ان يوجه انسانا لا يجد عملا فيدله الى مكان عمل ويرشده اليه ويوجهه الى الطريقة المناسبة للعمل حتى يدخل مدخلا طيبا ومجالا نافعا ويكتب لمن دله وارشده اجر وثواب عند الله سبحانه وتعالى فالشاهد من هذا الحديث للترجمة قول النبي عليه الصلاة والسلام ليعن الحاجة الملهوف نعم قال رحمه الله تعالى باب من دعا من دعا الله ان يحسن خلقه قال حدثنا محمد بن سلام قال اخبرنا مروان بن معاوية الفزاري عن عبدالرحمن بن زياد بن انعم عن عبدالرحمن بن رافع التنوخي عن عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يكثر ان يدعو اللهم اني اسألك الصحة والعفة والامانة وحسن الخلق والرضا بالقدر ثم عقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة باب من دعا الله ان يحسن خلقه مر معنا جملة ابواب في فضل حسن الخلق وايضا مر معنا ابواب في اخلاق منثورة متنوعة ذكرها الامام البخاري رحمه الله وذكر فظلها فعقد هذه الترجمة ليبين اهمية الدعاء في هذا الباب اهمية الدعاء في هذا الباب والدعاء كما قال العلماء مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة قال احد السلف تأملت الخير فاذا هو كثير الصلاة خير والصيام خير والصدقة خير الخير كثير ووجدت ان ذلك كله بيد الله وجدت ان ذلك كله بيد الله لا تستطيع ان تصلي الا اذا اعانك الله ولا تستطيع ان تصوم الا اذا اعانك الله ولا تستطيع ان تتصدق الا اذا اعانك الله يقول فادركت ان الدعاء مفتاح كل خير ادركت ان الدعاء مفتاح كل خير لان كل شيء بيد الله كل خير ديني او دنيوي او اخروي بيد الله سبحانه وتعالى ولهذا كان من دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي فالدنيا والدين والاخرة كله بيد الله ولا يمكن ان يصلح لك شيء من ذلك الا اذا اصلحه الله لك فاذا الدعاء مفتاح كل خير ومن احب الخلق لنفسه الخلق الحسن لنفسه واحب ان يكون صاحب خلق حسن فليسأل الله جل وعلا وليتوجه اليه بالدعاء يسأله جل وعلا ان يمن عليه بالاخلاق الحسنة والاداب الفاضلة الامر بيد الله وقد مر معنا اه قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله قسم اخلاقكم ان ان الله قسم اخلاقكم كما قسم ارزاقكم ومر معنا ايضا قول طاووس ذكرته في الشرح قال ان هذه الاخلاق وهائب وان الله سبحانه وتعالى اذا احب العبد وهبه منها فالاخلاق هائب وقسمة قسمة العزيز الحكيم سبحانه وتعالى العليم يهب لمن يشاء جل وعلا من من هذه الاخلاق ومن هذه الاداب فهي منة الله والاخلاق بيده سبحانه وتعالى يعطيها من يشاء من احب من عباده وهبه من هذه الاخلاق اذا الدعاء في غاية الاهمية والحاجة اليه ملحة والظرورة اليه ماسة ان يكثر الانسان من دعاء الله تبارك وتعالى ان يمن عليه بحسن الخلق ويجمع مع الدعاء بذل الاسباب لا يكتفي بالدعاء احرص على ما ينفعك واستعن بالله فتسأل الله عز وجل ان يكرمك بالاخلاق الفاضلة وايضا تسعى في طلبها بتعلمها وبمجاهدة النفس على تطبيقها مع الاستعانة والدعاء ولهذا جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم وقال عليه الصلاة والسلام ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقه فيتحرى الانسان ويجاهد نفسه يجاهدها على الاخلاق الفاضلة ويدعو يا رب يا رب يسأل الله جل وعلا والله عز وجل يقول وقال ربكم ادعوني استجب لكم فهو جل وعلا لا يرد عبدا دعاه ولا يخيب مؤمنا ناداه فاذا اقبلت عليه بصدق والححت عليه سبحانه وتعالى وناديته وسألته ورجوته وطلبت منه من عليك بعض الناس ضاق ضاقت نفسه من سوء اخلاق نفسه يرى في نفسه اخلاقا فظة وغليظة مع اهله ومع ولده ومع اخوانه ومع جيرانه ودائما ينفعل ودائما يغضب ودائما يرفع صوته ودائما مكفهر واشياء من هذا طبيب امام الانسان باب باب باب الخير مشرع امامه فيقبل على الله عز وجل بالدعاء يسأل الله عز وجل ان يكرمه بالاخلاق الفاضلة والاداب الكريمة وفي الوقت نفسه يجاهد نفسه يجاهد نفسه على التزام الخلق الجميل واذا ان ند او اخطأ او زل رجع مجاهدا لنفسه الى ان يحسن خلقه ويكون من احسن الناس خلقا فاذا هذه ترجمة عظيمة ساقها المصنف رحمه الله في ثنايا آآ ذكر الاخلاق والاداب الفاضلة لينبه الى اهمية الدعاء ومكانته العظيمة في اكتساب الاخلاق وتحصيلها ونيلها قال باب من دعا الله ان يحسن خلقه ثم اورد رحمه الله تعالى حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر ان يدعو اللهم اني اسألك الصحة والعفة والامانة وحسن الخلق والرضا بالقدر هذي خمسة مطالب والشاهد من منها المطلب الرابع وهو حسن الخلق المطلب الرابع وهو حسن الخلق اسألك حسن الخلق ففيه سؤال النبي عليه الصلاة والسلام حسن الخلق وانه من المطالب التي ينبغي على عبد الله المؤمن ان يلح على الله سبحانه وتعالى بالدعاء والسؤال والطلب لنيلها وتحصيلها فيكثر من سؤال الله تبارك وتعالى ان ان يحسن خلقه هذا الحديث سنده ضعيف فيه علتان عبدالرحمن ابن ابن زياد ابن انعم ظعيف في حفظه وعبد الرحمن ابن رافع ايضا ضعيف لكن الدعاء بحسن الخلق ثبت في احاديث عديدة عن نبينا عليه الصلاة والسلام سبأ ايضا سبق الاشارة الى الى بعضها مثل الحديث العظيم الذي كان الدعاء العظيم الذي كان يدعو به نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي هذي دعوة ثابتة في السنة وايضا ثبت في السنة انه عليه الصلاة والسلام اه قال في في دعائه وهو من ادعية الاستفتاح في الصلاة اللهم اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت وايضا ثبت عنه عليه الصلاة والسلام التعوذ بالله من الاخلاق السيئة والاخلاق المنكرة كما في في الدعاء الثابت اللهم اني اعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء هذا ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام ايضا الادعية التي فيها صلاح القلب اللهم اتي نفسي تقواها ايضا من من الدعوات المفيدة في في في هذا الباب العظيم. ايضا الادعية الجامعة الادعية الجامعة مثل ربنا اتنا في الدنيا حسنة ربنا اتنا في الدنيا حسنة هذا يجمع كل خير في الدنيا والاخرة تدخل الاخلاق الفاضلة في في في قولك ربنا اتنا في الدنيا حسنة ايظا الدعاء الجامع اللهم اصلح لي ديني من صلاح دينك صلاح اخلاقك فالادوية الجامعة الادعية الجامعة تتناول ذلك كله ايضا مثلا اللهم اني اسألك الهدى والسداد اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفة والغنى هذي كلها مما تتناوله في عمومها الاخلاق الفاضلة فالشاهد ان اه دعاء الله سبحانه وتعالى بحسن الخلق دعاء ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهو امر ينبغي على المسلم ان يعتني به وان يكثر من دعاء الله تبارك وتعالى ان يحسن خلقه اللهم اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي اللهم اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا ان تصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت ايضا مما يدخل في هذا الباب الدعاء الذي كان آآ يقوله عليه الصلاة والسلام في كل مرة يخرج فيها من بيته اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي. هذا مجامع الاخلاق هذا مجامع الاخلاق والاداب وكان عليه الصلاة والسلام في كل مرة يخرج من بيته يدعو بهذا الدعاء وهو مهم في كل خروج لانك اذا خرجت من البيت ستلقى اصناف الناس ربما تبتلى بمن يؤذيك من يجهل عليك من يظلمك الى اخره ايضا يخشى ان تزل انت او تظلم او تجهل فاذا خرجت متعوذا بالله من ذلك كله فهذا من مجامع الاخلاق اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي فالشاهد ان الدعاء شأنه عظيم شأنه عظيم ومكانته علية وهو مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة. ولا ينبغي للمسلم ان يبخل على نفسه بالدعاء لا ينبغي للمسلم ان يبخل على نفسه بالدعاء. الدعاء لا يكلفك شيء. والله سبحانه وتعالى خزائنه ملأى. جواد كريم. سبحانه وتعالى. لا يتعاظم ومسألة ان يعطيها جل وعلا واسع الفضل واسع العطاء كريم جل وعلا فلا يتعاظمك امر لا تتعاظم امرا لا تقول انا هكذا سيء الاخلاق انا هكذا غليظ انا لا لا يتعاظمك الامر ولكن انظر في كمال قدرة الله وكمال منه وكمال فضله وكمال كرمه وانه سبحانه وتعالى واسع الفضل واسع العطاء وليكن رجاؤك في الله سبحانه وتعالى عظيما واملك بالله كبيرا تسأله وترجوه وتلح عليه تبارك وتعالى والله لا يخيبك وخاصة اذا اقبلت عليه بصدق ودعوته بثقة ورجاء وكنت مقبلا عليه في في دعائك فهذا من من اسباب القبول ومن اسباب نيل خيري الدنيا والاخرة نعم. قال حدثنا عبد السلام قال حدثنا جعفر عن ابي عمران عن يزيد ابن بانوس قال دخلنا على عائشة رضي الله عنها فقلنا يا ام المؤمنين ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن تقرأون سورة المؤمنين قالت اقرأ قد افلح المؤمنون قال يزيد فقرأت قد افلح المؤمنون الى لفروجهم حافظون قالت هكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ختم رحمه الله هذه الترجمة بحديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها سئلت ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كانهم قالوا لها صفي لنا خلقه صفي لنا خلق النبي عليه الصلاة والسلام. اذكري لنا اخلاقا النبي عليه الصلاة والسلام اجتمعت فيه مكارم الاخلاق وكوامل الاداب صلوات الله وسلامه عليه فكان اكمل الناس خلقا واعظمهم ادبا صلوات الله وسلامه عليه وكل ادب كريم وخلق فاضل كان لنبينا صلى الله عليه وسلم منه الرتبة العلية والمنزلة الرفيعة فكان عليه الصلاة والسلام في كل باب من ابواب الخير مقدما سباقا صلوات الله وسلامه عليه كان اماما واسوة في كل خلق صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر. وذكر الله كثيرا والمعنى انه في كل خلق وكل ادب وكل معاملة وكل عبادة فالنبي عليه الصلاة والسلام اتى من ذلك بالتمام والكمال فكان اسوة وقدوة في كل خير صلوات الله وسلامه عليه. لان لانه اجتمعت فيه عليه الصلاة والسلام خصال الخير وكوامل الاداب وكوامل الاخلاق صلى الله عليه وسلم ولما سئلت عائشة رضي الله عنها هذا السؤال وهو السؤال نابع من حرص على الخير قالوا ما كان خلق النبي صفي لنا خلقه لانهم ارادوا ان يعرفوا اخلاقه لليأسوا به ويقتدوا به عليه الصلاة والسلام فاجابت بهذا الجواب العظيم. قالت كان خلقه القرآن كان خلقه القرآن ما معنى هذا الكلام احالتهم في معرفة خلق النبي عليه الصلاة والسلام على القرآن الكريم ايضا ما معنى هذا الكلام قالت اقرأوا القرآن اعطتهم مثال ليس الذي حددت قراءته حاصرا وانما مثالا اقرأوا القرآن ما تجدونه في القرآن من كوامل الاداب وكوامل الاخلاق وكوامل العبادات وكوامل الطاعات فالنبي صلى الله عليه وسلم بلغ فيه الرتبة العلية كان خلقه القرآن فما في القرآن من اخلاق واداب وعبادات وطاعات كملها عليه الصلاة والسلام ولهذا صح عنه في الحديث انه قال ان اعلمكم بالله واتقاكم لله انا فكان اعبد الناس لله واتقى الناس لله واكمل الناس خشية لله واعلم الناس بالله عليه الصلاة والسلام وكان اكمل الناس ادبا وخلقا وجودا وكرما صلى الله عليه وسلم فقولها رضي الله عنها كان خلقه القرآن اي من اراد ان يعرف خلق النبي عليه الصلاة والسلام فليقرأ القرآن كما يشاهده او ما يراه في القرآن من اخلاق والاداب اه كوامل الصفات فالنبي عليه الصلاة والسلام له من ذلك الرتبة العلية وليس هناك من يباريه او يدانيه عليه الصلاة والسلام في اخلاقه وادابه صلى الله عليه وسلم ومر معنا مثال قريب في شجاعته مثال من اعجب الامثلة شجعان الصحابة انطلقوا على الخيول ولما مشوا قليلا واذا به قادم وصل الى مكان الصوت ورجع وقابلهم ويقول لا لن تراعوا حتى انه ليس منهم من سار معه او قرب من المكان الذي قرب منه عليه الصلاة والسلام قوة في الشجاعة والاقدام فكان اشجع الناس واعظم الناس خلقا وادبا واكمل الناس عبادة وطاعة لله سبحانه وتعالى قالت كان خلقه القرآن وهنا فيه تنبيه عظيم جدا من ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها الا وهو انها تنبه الى ان القرآن لا ينبغي ان يكون حظ المسلم منه مجرد التلاوة لالفاظه لا ينبغي ان يكون حظ المسلم منه مجرد التلاوة لالفاظ القرآن او مجرد اقامة حروف القرآن بل كما قال الحسن البصري رحمة الله عليه قال انزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا بعض الناس عمله القراءة فقط لكن فهم القرآن والعمل باداب القرآن واخلاق القرآن هذا لا يهتم به بل بعضهم قد يكون مجودا وقد يشتهر بتجويد القرآن وربما لا يشهد الصلاة مع الجماعة ربما لا يشهد الصلاة مع الجماعة ربما يضيع بعض الصلوات ربما يفرط بعض في بعض الطاعات ربما ايضا يكون مبتلى ببذاءة اللسان او فحش قول او سوء معاملة او غير ذلك من الاخلاق التي ليست في القرآن ليست في القرآن لا توجد في القرآن الا بالذم لها والتحذير منها فعائشة رضي الله عنها تلفت هنا لفتة كريمة وتنبه الى تنبيه عظيم وهو ان الذي ينبغي على المسلم ان ان لا يكون حظه من القرآن مجرد التلاوة والله سبحانه وتعالى يقول الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته قال العلماء لا يكون العبد تانيا للقرآن حق التلاوة الا بامور ثلاثة. اقامة الحروف وفهم المعاني والعمل بالقرآن حتى العمل بالقرآن نفسه يسمى تلاوة نفس العمل يسمى تلاوة للقرآن والقبري اذا تلاها يعني تبعها فاتباع القرآن والعمل بما جاء اه به القرآن هو تلاوة للقرآن اي اتباع له وسير على مقتضى دلالاته بيانه تنبهت تنبيها عظيما قالت كان خلقه القرآن. اذا النبي عليه الصلاة والسلام كانت تلاوته للقرآن تجمع ذلك كله وكل خلق نراه في في القرآن الكريم بلغ فيه عليه الصلاة والسلام الرتبة العلية وهنا في ما جاء في هذه الرواية لما قالت تقرأون سورة المؤمنين على على ضعف في هذه الرواية كما سيبين لما قال تقرأون سورة المؤمنين قالت اقرأ قد افلح المؤمنون قال يزيد فقرأت قد افلح المؤمنون الى لفروجهم حافظون يعني قرأت هذه الايات فهنا من خلال هذه الرواية كأنها تقول اقرأ هذا مثال الان تدبر في هذه الايات كل ما تراه في هذه الايات موجودا في النبي عليه الصلاة والسلام على التمام والكمال استمر في القراءة واقرأ بقية السورة واقرأ سور القرآن اخرى الاخرى قالت رضي الله عنها اقرأ قد افلح المؤمنون قال يزيد فقرأت قد افلح المؤمنون الى لفروجهم حافظون قالت هكذا كان خلق كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم اي اه اه كانها تقول له امضي على هذه الطريقة كانها تقول له امضي على هذه الطريقة واقرأ ايات القرآن الكريم وتأمل ما في القرآن من الاداب والاخلاق فكل ما تجده في القرآن من اخلاق واداب فهكذا كان خلق النبي عليه الصلاة والسلام اذا هذه الجملة التي في هذه الرواية بمثابة الشرح لقولها كان خلقه القرآن مثابة الشرح لقولها كان خلق القرآن يعني من اراد ان يعرف خلق النبي عليه الصلاة والسلام فليقرأ ايات القرآن الكريم فليقرأ ايات القرآن الكريم فكل ما في القرآن من اخلاق واداب ومعاملات فكل ذلك كان خلق النبي عليه الصلاة والسلام ويزيد الذي يروي الحديث عن عائشة اه مقبول الحديث ظعف بهذا السياق من جهته لكن الحديث ثبت في صحيح مسلم عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها اه مقتصرا على قوله كان على قولها كان خلقه القرآن بدون الزيادة والزيادة هي زيادة توظيح وشرح زيادة توضيح وشرح بيان للطريقة التي من خلالها نعرف اخلاق النبي عليه الصلاة والسلام فارشدت حسب هذه الرواية الى ان يقرأ المسلم القرآن الكريم ويتأمل في اياته ولعل ايضا هنا لفتة ايضا جميلة في هذا الباب ان يأخذ العبد آآ مقاطع من الايات يتأمل فيها مثل ما حددت له مقطع فيتأمل في في مقطع ويعيد النظر والتأمل والتدبر فيه مثل هذا ومثل صفات عباد الرحمن في اخر اه وسورة الفرقان ونظائر ذلك ينظر ويقرأ ويراجع كلام اهل العلم فجميع هذه الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة هي هي خلق نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام واما فيما يتعلق شاهد الحديث للترجمة لان الترجمة عنوانها من دعا الله ان يحسن خلقه. من دعا الله ان يحسن خلقه فالذي يظهر لي والله تعالى اعلم ان شاهد الحديث للترجمة في قولها كان خلقه القرآن ومما دعا الله سبحانه وتعالى اليه نبيه في القرآن الدعاء في اية كثيرة وقل ربي زدني علما وقل رب اغفر وارحم وقل رب اعوذ بك من همزات الشياطين قل اعوذ برب الناس قل اعوذ برب الفلق الى غير ذلك ايات كثيرة جدا فيها امر الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام بالدعاء فباب الدعاء ايضا كان اكمل الناس قياما به عليه الصلاة والسلام فكان اكمل الناس دعاء لله اكمل الناس استغفارا لله. ابو هريرة رضي الله عنه الذي شهد جيل الصحابة وعايشهم وهو واحد منهم يقول رضي الله عنه ما رأيت احدا اكثر استغفارا من الرسول عليه الصلاة والسلام قل ما رأيت احد رأى ابو بكر ورأى عباد الصحابة وخيار الامة واكثر الناس استغفارا ويقول ما رأيت اكثر استغفارا من رسول الله احدا اكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استغفر الله واتوب اليه فكان عليه الصلاة والسلام اكثر الناس دعاء واكثرهم استغفارا واكثرهم مناجاة وسؤالا لله عز وجل وكان يقوم الليل يناجي الله ويدعوه حتى تتفطر قدماه عليه الصلاة والسلام مع انه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكان عليه الصلاة والسلام اكمل الناس دعاء فالامام البخاري هنا لما ساق في هذه الترجمة باب من دعا الله ان يحسن خلقه. واورد هذا الحديث كان خلقه القرآن كانه ينبهك. يقول لك مما دعيت اليه في القرآن الدعاء والايات التي فيها الامر بالدعاء في القرآن كثيرة جدا فاذا اردت لنفسك هذه الفضيلة وهذا الخير العظيم والفضل العظيم فاقبل على الله سبحانه وتعالى بالدعاء تسأله وترجوه وتلح عليه وايضا مر معنا ان من دعوات النبي عليه الصلاة والسلام دعوات مختصة بسؤال الله تبارك وتعالى حسن الخلق ونتوجه الى الله عز وجل نسأله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى وانه الله الذي لا اله الا هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلما ان يهدينا لاحسن الاخلاق اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت. اللهم انا نعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء اللهم وكما حسنت خلقنا فحسن خلقنا. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمت منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك من خير ما منه عبدك ورسولك محمدا صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمدا صلى الله عليه وسلم ونسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل وان تجعل كل قضيته لنا خيرا. اللهم بارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقواتنا وذرياتنا واموالنا واوقاتنا واجعلنا مباركين اين ما كنا اللهم واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب اليك لا اله الا انت وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين يقول السائل هل القول بالمجاز من عدمه مسألة اختلف فيها اهل السنة مسألة المجاز كما قرر ابن القيم رحمة الله عليه يقول اول من قال بها الجهمية والمعتزلة ليست معروفة عند اهل السنة اول من قال بها اصحاب الكلام والا اه القول بان في القرآن والسنة مجاز باب خطير ومطية لاهل الضلال والبدع وفتح لباب شر يدرك غوره ويعرف خطورته اهل العلم بكتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه يقول فضيلة الشيخ جزاكم الله خيرا هل يمكن ان يدخل في اعانة ذي الحاجة الملهوف؟ من هو متحمس لطلب العلم اريد توجيها واعانة في كيفية الطلب لا شك لا شك ان المتلهف للطلب والحريص عليه ولا يعرف ماذا يصنع ولا بماذا يبدأ ولا كيف يطلب العلم فيوجه ويسدد ويرشد يدل على الطريقة المناسبة لا شك ان هذا من اعظم العون للانسان على الخير واحيانا كلمة يسيرة جدا يقولها الانسان في توجيه لطالب علم وينفعه الله سبحانه وتعالى نفعا عظيما احيانا كلمة لا يدرك الانسان قيمتها لكن يكون لها اثر الامام الذهبي رحمه الله يقول نفعني الله بكلمة لاحد