بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب ليس المؤمن بالطعان قال حدثنا عبد الرحمن ابن شيبة قال اخبرني ابن ابي الفديك عن كثير ابن زيد عن سالم ابن عبد الله قال ما سمعت عبد الله الله عنه لاعنا احدا قط ليس انسانا وكان سالم يقول قال عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا ينبغي للمؤمن ان يكون لعانا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الادب المفرد باب ليس المؤمن بالطعان المراد بالمؤمن هنا اي المؤمن الذي كمل الايمان الواجب وقوله الطعان اي من هو متخلق بهذا الخلق وهو الطعن في الناس والمراد بطعن الناس اي الكلام الكلام في الناس عيبا لهم ولمزا لهم وغيبة لهم وسخرية بهم فهذا كله من الطعن في الناس يقدح فيهم او في اعراضهم فالطعن اخبار عن الناس بالسوء واللعن دعاء عليهم بالشر والسوء والمؤمن ليس طعانا ولا لعانا. وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى باب اللعان تحذيرا من ذلك وهذه الترجمة عقدها بالطعان تحذيرا ايضا من ذلك والطعن واللعن الطعن واللعن كلاهما قول في المسلم بالسوء والشر لكن الطعن اخبار عنه بذلك واللعن دعاء عليه بذلك والمؤمن ليس طعانا ولا لعانا قد جمع بين جمع في التحذير بين هذين الامرين النبي عليه الصلاة والسلام كما سيأتي في اخر حديث اورده المصنف رحمه الله تعالى في هذه الترجمة قال باب ليس المؤمن بالطعان اي ليس هذا من خلق المؤمن وليس من خصال اهل الايمان ووجود هذا هذا الامر في المسلم دليل على نقص ايمانه وظعف دينه وليس دليلا على انتفاء دينه لان قوله ليس المؤمن بالطعان المراد به المؤمن الذي كمل الايمان بالواجب فيكون وجود هذه الخصلة فيه دليلا على نقص ايمانه وظعف دينه وقد اورد المصنف رحمه الله في هذه الترجمة جملة من الاحاديث بدأها بما رواه عن سالم ابن عبد الله قال ما سمعت عبد الله يعني والده ما سمعت عبد الله لاعنا احدا قط. عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ما سمعت عبد الله لاعنا احدا قط ليس انسانا ابنه يخبر عنه انه لم يسمعه لعن احدا لم يسمعه لعن احدا يقول ما سمعت عبد الله لاعنا احدا قط ليس انسانا اي الا انسانا قوله ليس انسانا اي الا انسانا فهنا استثناء بليس ويوضح ذلك رواية الحديث عند ابن ابي الدنيا قال فيها الا مرة الا مرة بدل قوله ليس انسانا قال الا مرة فابنه يخبر عنه انه لم يسمعه يلعن احدا الا مرة واحدة وقد جاء في شعب الايمان ان الذي لعنه عبد الله ابن عمر هذه المرة الواحدة هو خادم له رقيق عنده اغضبه واسخطه فلعنه ثم انه اعتقه ثم انه رضي الله عنه اعتقه فلم يحصل منه هذا الا مرة واحدة لم يحصل منه الا مرة واحدة فهذا فيه انه ليس متخلقا بهذا الخلق حتى ان ابنه الذي هو ملازم له وعلى دراية بسيرته واخباره ومعاملاته يقول ما سمعته يلعن احدا الا مرة واحدة الا مرة واحدة يعني لم يسمع ابنه منه اللعن الا مرة واحدة وهنا لك ان تتأمل في هذه التربية العظيمة للابناء حيث ان الابن لم يسمع من والده كلمة اللعن الا مرة واحدة لم يسمعها الا في موقف واحد او مرة واحدة وايضا ذكر اهل العلم ان لذلك لعل لذلك سببا او موجبا لم يسمع منه الا مرة واحدة فهذه تربية بالقدوة لان بعظ الاباء عياذا بالله يسمع منهم ابناؤهم في اليوم مرات كثيرة اطلاق اللعن يسمع منه مرات كثيرة عند ادنى شيء يلعن ابنه ويلعن زوجته ويلعن اولاده ويلعن اللعن يجري على لسانه ربما اكثر من القاء السلام ولو عد القاء السلام في يومه لو وجد ان اطلاق اللعن منه اكثر وهذه مصيبة عندما يكون الابن ينشأ بين اب بهذه الصفة بل ان بل ان بعض الاباء والعياذ بالله يشتم في في غضبه والد ابنه ومن انجب ابنه يشتم نفسه مرات كثيرة وهذا من استهانة هؤلاء باللعن واستخفافهم به واشنع من هؤلاء واعظم منا والعياذ بالله يجري على السنتهم شتم الدين والعياذ بالله او رب العالمين تعالى الله عز وجل مما هو ردة صريحة عن دين الله تبارك وتعالى فعمومنا المسلم ليس طعانا ولا لعانا بل لسانه نقي من ذلك وبعيد عن ذلك يصون لسانه ويحفظ لسانه ليس الغضب هو الذي يدفعه الى اه اللعن وليس الغضب هو الذي يدفعه للطعن بل هو محافظ على الاعتدال وضبط اللسان وصيانة القول في احاينه كلها وهذا من علامات كمال الايمان واستقامة الدين وصلاح الشخص عندما يكون بعيدا عن اللعن والطعن اما اذا كان الانسان متصفا ومتخلقا باللعن والطعن فهذا من نقص دينه ووهائه وظعفه قال عبد الله قال سالم بن عبد الله ما سمعت عبد الله لاعنا احدا قط ليس انسانا اي الا انسانا وكان سالم يقول قال عبد الله ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي للمؤمن ان يكون لعانا وهذا فيه ان اللعن ليس من خصال اهل الايمان بل المؤمن يبتعد عن عن اللعن بل المؤمن يقوم في قلبه لاخوانه رحمة وحب خير واللعن دعاء لهم دعاء عليهم بالطرد من رحمة الله فالمؤمن بسبب قوة ايمانه وحبه الخير لاخوانه اذا اغضبه واحد منهم لا يدعو عليه بالطرد والابعاد من رحمة الله بل لا يعاتبه ان احب او يدعو له وقد كانت حال السلف في هذا الباب عجب يأتي في سير بعضهم انه اذا اشتد غضبه قال بارك الله فيك لمن اغضبه هذا اذا اشتد غضبه اما اذا كان غير غضبانا بماذا يدعو فالشاهد ان ان ان المؤمن لا لا يكون لعانا لا يكون لعانا ولا يتخلق باللعن وبعيد عن عن ذلك الامر لان جريان اللعن على لسانه وتخلقه به دليل على نقص ايمانه لقوله عليه الصلاة والسلام لا ينبغي للمؤمن ان يكون لعانا لان وجود هذا الخلق فيه دليل على نقص الايمان وضعفه نعم قال حدثنا محمد بن سلام قال حدثنا الفزاري عن الفضل ابن مبشر للانصاري عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الله لا يحب الفاحشة المتفحش ولا الصياح في الاسواق ثم اورد رحمه الله تعالى حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يحب الفاحشة المتفحش ومر معنا في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن فاحشا ولا متفحشا وعرفنا معنى الفاحش وان الفحش في القول هو بذائته وايضا الفحشاء يكون في الفعل وهو سوءه وقبحه والمؤمن ليس فاحشا ولا متفحشا قيل المتفحش هو الذي يتقصد الفحشاء ويتعمده وهنا يقول عليه الصلاة والسلام ان الله لا يحب الفاحش المتفحش لا يحب الفاحش المتفحش قال ولا الصياح في الاسواق ومر معنا نظير هذا في حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص فيما قرأه في اه في في التوراة قال عنه عليه الصلاة والسلام ولم يكن صخابا في الاسواق والصخاب هو الصياح في في الاسواق الذي يعلي صوته ويرفع صوته قال ولا ولا الصياح في الاسواق آآ الشاهد من الحديث للترجمة هو قوله ان الله لا يحب الفاحش المتفحش ومن الفحش في القول الطعن في الناس وان يكون الانسان عيابا طعانا يقع في اعراضهم ويسخر بهم الى غير ذلك من الخلال الذميمة التي هي من الفحش في القول والحديث في سنده الفضل ابن مبشر الانصاري وهو لين الحديث لكن ما ورد في الحديث يشهد له احاديث مرت معنا عند المصنف رحمه الله تعالى قال وعن عبدالوهاب عن ايوب عن عبد الله بن ابي مليكة عن عائشة رضي الله عنها ان يهودا اتوا النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقالوا السلام عليكم فقالت عائشة وعليكم ولعنكم الله وغضب عليكم قال مهلا يا عائشة عليك بالرفق واياك والعنف والفحش قالت اولم تسمع ما قالوا قال او لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا ايستجاب لهم في ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت ان يهود اتوا النبي صلى الله عليه وسلم اي نفرا من اليهود اتوا النبي عليه الصلاة والسلام فقالوا السام عليكم حذفوا اللام حذفوا اللام قالوا السام عليكم والسام هو الموت وبحذف اللام وهو حرف واحد في السلام تحول من دعاء للشخص الى دعاء عليه فرق بين ان يقول السام عليكم وبين ان يقول السلام عليكم باضافة اللام فباضافة اللام يكون دعاء للشخص بالسلامة وهي الوقاية من الشرور والافات وبحذف هذه اللام اصبح دعاء على الشخص بالموت والهلكة فجاء هؤلاء والقوا هذه الكلمة بهذه الطريقة قالوا السامو عليكم موهمين انهم يلقون السلام موهمين انهم يلقون السلام لكنهم اختزلوا منه هذا الحرف ليكون دعاء على من القوه عليه لا دعاء له فقالوا السام عليكم وانتبهت عائشة لهذا المكر من هؤلاء وانتبهت لحذفهم للام وما يقصدونه من سوء بهذا الكلام فغضبت رضي الله عنها وارضاها وحق لها ان تغضب غضبت رضي الله عنها وارضاها فقالت وهي مغضبة وعليكم تريد بذلك اي عليكم ما القيتموه علينا ووسام قالت وعليكم لم تقل وعليكم السلام وانما قالت وعليكم اي وعليكم آآ الذي القيتموه علينا وهو السام وزادت على ذلك قالت وعليكم ولعنكم الله وغضب عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم وهذا صدر منها رضي الله عنها لانها مغضبة وحق لها رضي الله عنها وارضاها ان تغضب قالت وعليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم فدعت عليهم باللعن وهو الطرد والابعاد من رحمة الله تبارك وتعالى وايضا دعت عليهم بغضب الله وهو حلول سخطه جل وعلا عليهم وما يترتب على سخطه وغضبه من العقوبة الدنيوية والاخروية قالت ولعنكم الله وغضب الله عليكم فنهاها عليه الصلاة والسلام عن ذلك قال مهلا يا عائشة مهلا يا عائشة اي تمهلي وتأني ولا تستعجلي مهلا يا عائشة فهذا فيه دعوة الى الصبر والتمهل والتريث قال مهلا يا عائشة عليك بالرفق واياك والعنف واياك والعنف والفحش عليك بالرفق قوله مهلا امرها ان تتمهل وهنا خذ فائدة عظيمة في هذا الباب وهي ان الانسان اذا تمهل في الفاظه واعطى لنفسه فسحة يتمهل في الامر ويتمهل فيما سيقوله من كلام فانه يحمد باذن الله العاقبة لا يكون مستعجلا بالقاء الكلام فالكلمة اذا جاءت على لسان الانسان في موقف وهو منزعج او موقف وهو مغضب لا يستعجل في اخراجها بل يعمل بما اوصى به النبي عليه الصلاة والسلام عائشة قال مهلا فقبل ان يخرج الانسان الكلمة في موقف وهو مثلا مغضب او منزعج او نحو ذلك يتمهل قليلا وماذا يقصد بهذا التمهل يقصد به ان يتبصر فيما سيقول بالكلام الذي سيقوله فاذا وجده نافعا مفيدا او لا مضرة فيه يلقيه واذا وجد فيه خلاف ذلك ودفع اليه غضب او انزعاج فانه بالتمهل يتمكن من عدم القاء هذا الكلام فهذا مفيد جدا هذا التوجيه النبوي الكريم وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام لعائشة مهلا ثم تأكيده لهذا الامر بقوله عليك بالرفق ان ان يترفق الانسان عندما يريد ان يقول كلاما او يخرج كلاما يتأنى ويترفق قبل ان يقول الكلام وقبل ان يلقيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام في مقام المعنيون به يهود المعنيون به يهود والكلام الذي قالوه اشنع الكلام واقبحه اي كلام اشنع واقبح من قول هؤلاء النفر في حق النبي عليه الصلاة والسلام السام عليكم فهم يهود والكلام الذي قالوه كلاما شنيعا للغاية ليسوا مسلمين هذي واحدة ثم الكلام الذي قالوه اشنع الكلام واقبحه ومع ذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام لام المؤمنين عائشة رضي الله عنها مهلا يا عائشة عليك بالرفق اذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قال ذلك في في مثل هذا المقام السنا نحتاج الى التمهل والرفق في مواقف تستجر كثير من الناس الى القاء اللعن على مسلمين القاء اللعن على اخوان الانسان. القاء اللعن على ابنائه على زوجه يلقي اللعن على اهله على ولده على زوجه في امر دون هذا الامر الذي قاله اليهود بكثير فالذي القي عليه اللعن مسلم في مثل هذه الحال والامر الذي قاله دون الذي قاله هؤلاء فلنلاحظ هنا الذين القي او الذين قالت فيهم عائشة ما قال ما قالت رضي الله عنها يهود والكلام الذي قالوه من اشنع الكلام واشده وافظعه ومع ذلك قال لها النبي عليه الصلاة والسلام مهلا يا عائشة عليك بالرفق فهذا حقيقة فيه ايقاظ للقلوب وتنبيه لكثير من الناس المندفعين في في في باب اللعن ويجري اللعن على السنتهم جريا شديدا ادنى موقف وادنى خطأ وادنى ملابسة يجري اللعن على على لسانه فيقال لهؤلاء مهلا مهلا عليكم بالرفق لماذا هذا الاندفاع؟ ولماذا هذا التسرع اذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قال لعائشة مهلا يا عائشة عليك بالرفق في هذا الموقف فكيف بالامر في في في اقوام يلقون اللعن على مسلمين وفي امور دون هذه الامور التي قالها اليهود فهذا فيه عبرة وعظة قال مهلا يا عائشة عليك بالرفق واياك والعنف والفحش واياك والعنف والفحش والنبي عليه الصلاة والسلام قال لها واياكي والعنف والفحش في هذا المقام الذي قالت وهي مغضبة وعليكم السام ولعنة الله وغضبه قال واياك والعنف والفحش تحذيرا لها ونهيا لها رضي الله عنها عن القاء هذا الكلام ثم تقول عائشة رضي الله عنها هو لم تسمع ما قالوا كانها ظنت انه ما سمع كلامهم كانها ظنت انه فهم انهم القوا السلام فقالت اولم تسمع ما قالوا يعني اولم تسمع الذي دفعني الى قوله ما قلت؟ او لم تسمع ما قالوا قال اولم تسمعي ما قلت وانظر ايضا التنبيه الرفيق اللطيف الجميل من نبينا عليه الصلاة والسلام قالت اولم تسمع ما قالوا فقال لها او لم تسمعي ما قلت هو عليه الصلاة والسلام لما قالوا السام عليكم قال وعليكم قال وعليكم ولم يزد على ذلك فقال لها او لم تسمعي ما قلت ثم بين لها الامر قال رددت عليهم يعني رددت عليهم الذي قالوه فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في لانهم هم ظلمة ظلم واهل عدوان وقالوا مقالة سوءا وباطلة في حق نبي الله عليه الصلاة والسلام ودعوا عليه دعوة اثمة باطلة فلا يستجاب لهم قال ويستجاب لي فيهم انتهى الامر انتهى الامر يكفي ان يقول وعليكم لا يحتاج الامر الى الى هذه الزيادة التي زادتها عائشة رضي الله عنها فقال لها عليه الصلاة والسلام اولم تسمعي ما قلت؟ اي ان فيه كفاية الذي قلته فيه كفاية ولا يحتاج الامر الى هذه الزيادة التي قالتها عائشة ولعنكم الله وغضب عليكم فهذا فيه اه التحذير من اللعن والنهي عنه وان يحرص المسلم على الا يتخلق بهذا الخلق ويحذر منه في اي موقف كان ولا سيما اذا اذا غضب الانسان او انزعج او دعا دفعه امر من الامور فيحذر يكون على حذر وحيطة من اللعن نعم قال حدثنا احمد بن يونس قال حدثنا ابو بكر بن عياش عن الحسن ابن عمرو عن محمد ابن عبد الرحمن ابن يزيد عن ابيه عن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ليس المؤمن بالطعان وهذا لفظ الترجمة قال ليس المؤمن بالطعان المؤمن كما قدمت اي كامل الايمان الواجب فليس المؤمن اي الذي كمل الايمان الواجب بالطعان وعليه فان من كان طعانا لعانا لا ينتفي في حقه اصل الايمان وانما الذي ينتفي في حقه الايمان الواجب الذي نفي هنا في الحديث المنفي هنا في الحديث ليس اصل الايمان وانما كمال الايمان الواجب فقوله ليس المؤمن بالطعان اي ليس المؤمن الذي كمل الايمان الواجب طعانا ليس هذا من خلقه ولا من صفته وعليه ايضا من كان طعانا متخلقا بهذا الخلق فهذا دليل على نقص ايمانه الواجب وظعف دينه قال ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان الطعان هو الذي يذكر الناس بالعيب ويخبر عنهم بالعيب وقيعة وذما وقدحا فهو اخبار عن الناس بالعيب والشر والسوء واللعان هو الذي يدعو عليهم بذلك اللعان هو الذي يدعو عليهم يدعو عليهم بالشر فالذي يخبر عنهم بالشر طعان والذي يدعو عليهم بالشر لعان والمؤمن ليس طعانا ولا لعانا لا يخبر عن اخوانه بالشر عيبا ووقيعة فيهم ولا ايضا يدعو عليهم بالشر لعنا وسبا لهم قال ولا الفاحش ولا البذيء اي ليس متخلقا بهذين الخلقين الفحش والبذاء والجمع بين هذين الامرين هنا يدل على ان المراد بالفحش في الفعال والبذاءة في المقال فهو ليس في افعاله فحش ولا وليس في اقواله بذاء فافعاله نقية افعاله نقية من الفحش وهو قبيح من الافعال والسيء منها وايضا اقواله نقية من البذاء وهو السيء من القول والقبيح منه فليس المؤمن طعانا ولا لعانا ولا فاحشا ولا بذيء اي بعيد عن هذه الخلال حذر منها نعم قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا سليمان بن بلال عن عبيد الله بن سلمان عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال لا ينبغي لذي الوجهين ان يكون امينا ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا ينبغي لذي الوجهين ان يكون امينا ان يكون امينا اي ان يكون صاحب امانة لان كون الانسان ذا وجهين يتنافى مع الامانة يتنافى مع الامانة الامانة مقتضاها ان يكون الانسان صافيا نقيا ليس فيه دخل وسوء ولا خبيئة شر لا يتظاهر بامر ويبطن اخر بل هو مع اخوانه على الصفاء والنقاء وطيب التعامل اما ذو الوجهين فهو على خلاف ذلك لانه يلقى اخاه بوجه ويدبر عنه باخر يلقاه بوجه مادح ويقفي عنه بوجه دام في وجهه يمدحه وفي قفاه يطعن فيه وهذا وجه ايراد هذا الحديث في في الترجمة ليس المؤمن بالطعان لان ذي الوجهين يمدح عند مواجهة اخيه وملاقاته ويطعن عند الادبار عنه وعدم ملاقاته فهو في المواجهة مادحا وفي الخفاء طعانا في الخفاء طعانا فوذوا وجهين وجه مدح ووجه طعن وجه ذكر بالخير ووجه طعن وذكر بالسوء قال لا ينبغي لذي الوجهين ان يكون طعانا ان يكون امينا ان يكون امينا لان الامانة تتنافى مع ذلك لان الامانة تتنافى مع ذلك مقتضى الامانة ان يكون في في وجهه وفي قفاه على الصفاء والنقاء لا ان يمدح الانسان في وجهه ثم في قفاه يطعن فيه وهو يقدح فيه ويلعنه والعياذ بالله نعم قال حدثنا عمرو بن مرزوق قال اخبرنا شعبة عن ابي اسحاق عن ابي الاحوص عن عبد الله رضي الله عنه انه قال الام اخلاق المؤمن الفحش ثم اورد هذا الاثر عن عبد الله رضي الله عنه عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال الائم اخلاق المؤمن الفحش الأم اي اشد اخلاق المؤمن لؤما اشدها لؤما واللؤم هو كما قيل من اشنع الامور التي يهجى بها ويذم بها الانسان لان اللؤم مجمع للخصال الدنيئة والخلال الذميمة اللئيم هو الذي تجتمع فيه خصال دنيئة عديدة وخصال سيئة كثيرة في تعامله في امانته في وفائه الى غير ذلك تجتمع فيه صفات ذميمة كثيرة فيقول عبد الله بن مسعود الأم اخلاق المؤمن الفحش وهنا لاحظ قوله الئم اخلاق المؤمن الفحش هذه الكلمة هي هي ذاتها تدلك على ان اللؤم يجمع عدة خصال هي ذاتها تدلك على ان اللؤم يجمع عدة خصال ذميمة الامها يعني اشدها في اللؤم واللئامة الفحش فاللؤم يجمع خصال عديدة منها الفحش واشد خصالا اللئيم ذما الفحش ان ان يكون فاحشا في في لسانه بمعنى انه مثلا يحسن اليه ويكرم وينسى المعروف ويجحد المعروف ثم اشنع اشنع ما يكون فيه ان يكون فاحشا اي سيء القول فيما صنع اليه المعروف فهذه الالئم احوال الانسان والعياذ بالله ان يكون في صاحب فحش فيجحد المعروف وينسى المعروف ويسيء الى من صنع اليه المعروف ويكون فاحشا ايضا في حق من صنع اليه معروفا فهذه الائم اخلاق المؤمن والمراد بالمؤمن هنا اي ظعيف الايمان. ليس المراد المؤمن مكمل لان المؤمن مكمل الايمان ليست هذه من خصاله قوله المؤمن اراد به رضي الله عنه من عنده اصل الايمان لان هذه الكلمة تطلق في في النصوص ويوصف الانسان بها ويراد بها كمال الايمان وتطلق في بعض المواضع ويراد بها فاصل الايمان فمثلا قول الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم المراد بالمؤمنين هنا اي الكمل لكن قول الله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة وقوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ليس المراد هنا الكمل. وانما المراد من عنده اصل الايمان من عنده اصل الايمان فقوله رضي الله عنه الأم اخلاق المؤمن يعني ألئم اخلاق من عنده اصل الايمان اه الفحش ان ان يكون فاحشا. اما المؤمن الذي اه كمل الايمان ليس فاحشا لقول النبي عليه الصلاة والسلام ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ولهذا لا ليس هناك ظاهر تعارض بين قول النبي عليه الصلاة والسلام ليس المؤمن بالفاحش وقول عبد الله الأم اخلاق المؤمن الفحش ليس هناك تعارض لان ابن مسعود رضي الله عنه اراد هنا بالمؤمن اي من عنده اصل الايمان وفي الحديث المتقدم اراد المؤمن اي من كمل الايمان الواجب. نعم قال حدثنا محمد بن عبدالعزيز قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثني محمد بن عبيد الكندي الكوفي عن ابيه قال سمعت علي بن ابي طالب رضي الله عنه يقول لعن اللعانون قال مروان الذين يلعنون الناس ثم ختم هذه الترجمة هذا الاثر عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه قال لعن اللعانون لعن اللعانون اللعانون اي الذين يلعنون الناس ويتخلقون باللعن وقوله رضي الله عنه لعن اللعانون معناه ان من كان متخلقا باللعن ومستديما له سيلعن في من يلعنهم خلقا ليسوا اهلا للعن. فيرجع لعنه عليه يرجع لعنه عليه قال لعن اللعانون فمن كان متخلقا باللعن فانه جلب على نفسه اللعنة والعياذ بالله وهي الطرد والابعاد من رحمة الله قال مروان ابن معاوية وهو احد رجال الاسناد الذين يلعنون الناس يبين قوله اللعانون ان المراد به اي الذين يلعنون الناس نعم وهذا الاسناد اه ظعيف لان محمد ابن عبيدة الكندي الكوفي مجهول. نعم قال رحمه الله تعالى باب اللعان قال حدثنا سعيد بن ابي مريم قال اخبرنا محمد بن جعفر قال اخبرني زيد ابن اسلم عن ام الدرداء عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء ولا شفعاء ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة باب اللعان عقدها للتحذير ايضا من ذلك. وان المؤمن لا يتخلق بهذا الخلق بان يكون لعانا فليس المؤمن بالطعان ولا اللعان اي ليس المؤمن متخلقا بهذا الخلق بل هو حذر منه بعيد عنه ليس لعانا ولا ولا طعانا واورد رحمه الله حديث ابي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء ولا شفعاء ان اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء ولا شفعاء وهنا ينبغي ان نلاحظ ان الامام البخاري رحمه الله عقد هذه الترجمة للتحذير من التخلق بهذا الخلق وهو ان يكون الانسان لعانا ويبين ان من كان كذلك يبين من خلال الاحاديث التي يسوقها ان من كان كذلك لعانا لا لا لا ليس اهلا ان يكون شهيدا يوم القيامة ولا اهلا ان يكون شفيعا للناس يوم القيامة. ولا اهلا ان يكون صديقا كما سيأتي ايضا في الحديث الذي سيسوقه المصنف فهذا الخلق ينزل به عن هذه الرتبة ويحطه عن هذه المنزلة وهي ان يكون شهيدا او يكون شفيعا او يكون اه صديقا فكونه يتخلق بهذا الخلق يحطه عن هذه المرتبة ينزله عن هذه المنزلة والحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام ان اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء ولا شفعاء المراد بالشهادة اي الشهادة للناس يوم القيامة لان الانبياء والكمل من عباد الله من اهل الايمان يكونون شهداء يوم القيامة وايضا يكونون شفعاء يوم القيامة يشفعون للناس عند الله سبحانه وتعالى يشفعون لمن استحق دخول النار بسبب بعض الذنوب الا يدخلها ويشفعون لمن دخلها بسبب بعض الذنوب ان يخرج منها فهم شهداء يوم القيامة بالاخبار عن الناس بالخير وايضا شفع لهم عند الله يوم القيامة وذلك بالدعاء لهم بالخير يشفعون لهم عند الله عز وجل بالسلامة من العذاب ولاحظ هنا ملاحظة مهمة جدا في ان الطعان واللعان لا يكون شهيدا ولا شفيعا يوم القيامة اي ليس اهلا ان يكون كذلك يوم القيامة. لماذا انتبهوا يا اخوان لماذا الطعان؟ لماذا من كان متخلقا في الدنيا بكونه طعانا لعانا لا يكون اهلا يوم القيامة ان يكون شهيدا او شفيعا تأملوا في الامر الشهيد على الناس بالخير يوم القيامة والشفيع لهم بالخير يوم القيامة من هو هل هو ذلك الانسان الذي لم يسلم الناس من لسانه في الدنيا هل هو ذلك الانسان الذي لم يسلم الناس من لسانه في الدنيا؟ فكان في الدنيا طعانا فيهم ولعنا لهم فهل مثل هذا اهل يوم القيامة ان يكون شهيدا لهم بالخير وشفيعا لهم عند الله ابدا والله هم لم يسلموا من لسانهم في الدنيا لم يسلموا من لسانه في الدنيا في الدنيا كان يطعن فيهم. وفي الدنيا كان يلعنهم. امثل هذا اهل ان يكون يوم القيامة للناس بالخير وشفيعا لهم بالخير حاشا والله لانه في الدنيا لم يسلموا منه فكيف يكون يوم القيامة اهلا ان يكون شهيدا لهم بالخير وشفيعا لهم بالخير فالطعان اللعان الطعان اللعان ليس اهلا ان يكون شهيدا للناس ولا شفيعا لهم يوم القيامة لماذا لان الشهادة هي من باب الاخبار والطعان لم يخبر عن الناس بالخير وانما اخبر عنهم بالشر والشفاعة هي من باب الدعاء والطلب الدعاء للناس بالخير واللعان لم يدعو على للناس بالخير بل دعا عليهم بالشر فمن كان في الدنيا طعانا لعانا لا يصلح وليس اهلا ان يكون يوم القيامة شهيدا ولا شفيعا فهذا هو معنى الحديث وابن القيم رحمة الله عليه له كلام جميل في التعليق على الحديث وبيان هذا المعنى فيه ذكره في كتابه الصواعق المرسلة في المجلد الاول صفحة مئة خمسة وخمسين قال فيه رحمه الله فان الشهادة من باب الاخبار والشفاعة من باب الطلب ومن ومن يكون كثير الطعن على الناس وهو الشهادة عليهم بالسوء وكثير اللعن لهم وهو طلب السوء لهم لا يكون شهيدا عليهم ولا شفيعا لهم اي يوم القيامة فان الشهادة مبناها على الصدق قال لان الشهادة مبناها الصدق وذلك لا يكون فيمن يكثر الطعن عليهم ولا سيما في من هو اولى بالله ورسوله منه. مشيرا الى بعض الناس قد يطعن ويلعن في من هم خير منه واصلح منه واعبد لله منه ومع ذلك لا يسلمون من طعنه ولا يسلمون من لعنه قال والشفاعة مبناها على الرحمة الشفاعة مبناها على الرحمة وطلب الخير وذلك لا يكون ممن يكثر اللعن لهم ويترك الصلاة عليهم اي الدعاء لهم فالشاهد ان فهذا الحديث يبين ان من كان في الدنيا طعانا لعانا والعياذ بالله ليس اهلا ان يكون يوم القيامة شفيعا ولا شهيدا وذلك لان الناس لان الناس في الدنيا ما سلموا من لسانه لم يسلموا من لساني لا من لا من جهة الطعن ولا من جهة اللعن فلسانه طعان لعان فلم يسلموا من لسانه في الدنيا فكيف يكون من كانت هذه حاله في الدنيا شفيعا للناس او شهيدا عليهم نعم قال حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله قال حدثنا سليمان ابن بلال عن العلاء عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا ينبغي للصديق ان يكون لعانا ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا ينبغي للصديق ان يكون لعانا ان يكون لعانا اي من كان متخلقا باللعن مكثرا منه فان تخلقه به واكثاره منه يهبطه عن الصديقية لان الصديقية رتبة علية ومنزلة رفيعة وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن بعد رتبة النبوة مع مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فذكر الصديقية بعد النبوة وهي رتبة علية فكثرة اللعن تحط الانسان عن عن المراتب العلية والمنازل الرفيعة وتؤدي به الى ضعف ايمانه ونقص دينه. وكلما كان مكثرا والعياذ بالله من اللعن متخلقا به فهذا كله نقص في دينه وهبوط في ايمانه قال لا ينبغي للصديق ان يكون لعانا لا ينبغي للصديق ان يكون لعانا. لان هذا يتنافى مع هذه الرتبة فالصديق الذي بلغ هذه الرتبة العلية من الدين والمنزلة الرفيعة فيه ليس لعانا بل قلبه فيه الرحمة وفيه الدعاء بالخير وفيه حب الخير للناس وسؤال الله تبارك وتعالى الخير لهم وليس فيه الدعاء عليهم بالطرد من رحمة الله وبالغضب او نحو ذلك نعم قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن ابي ظبيان عن حذيفة رضي الله عنه انه قال ما تلاعن يا قوم قط الا حق عليهم اللعنة ثم ختم بهذا الاثر عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه انه قال ما تلاعن قوم قط الا حق عليهم اللعنة تلاعن هذي مفاعلة تكون من طرفين بمعنى ان كل طرف يلقي على الثاني اللعن يلقي الثاني على على الثاني اللعن فيقول ما تلاعن قوم يعني ما اصبح قوم يتبادلون اللعن كل واحد منا من الطرفين يلعن الاخر الا حق عليهم اللعنة الا حلت عليهم اللعنة لانهم دعوا على انفسهم بذلك وجلبوا على انفسهم ذلك فاصبحوا دائما يتلاعنون ويتبادلون اللعن والعياذ بالله فمن كانوا بهذه الصفة حقت اللعنة عليهم ونزلت عليهم وحلت بهم نعم قال رحمه الله تعالى باب من لعن عبده فاعتقه قال حدثنا احمد بن يعقوب قال حدثني يزيد ابن المقدام ابن شريح عن ابيه عن جده انه قال اخبرتني عائشة رضي الله عنها ان ابا بكر رضي الله عنه لعن بعض رقيقه فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يا ابا بكر اللعانين والصديقين كلا ورب الكعبة مرتين او ثلاثة فاعتق ابو بكر يومئذ بعض رقيقه. ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا اعود ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب من لعن عبده فاعتقه من لعن عبده اي بسبب غضبه منه او سوء فعال عبده او تعديه او نحو ذلك فلعنه لعنه اي القى عليه اللعن ثم اعتقه اي ندما على ذلك وتكفيرا فعقد هذه الترجمة ليبين ذلك واورد فيها هذا الحديث ومر قريبا معنا في اول الترجمة قبل السابقة قصة عبد الله ابن عمر قصة عبد الله بن عمر اه لما قال سالم ابنه ما سمعت عبد الله لاعنا احدا قط ليس انسانا اي الا مرة واحدة وجاء في في شعب الايمان ان هذه المرة الواحدة كان عبدا او خادما عنده اغظبه فلعنه ثم اعتقه ثم اعتقه البخاري هنا اورد رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها ان ابا بكر لعن بعض رقيقه ولعل هذا اللعن الذي صدر من ابي بكر لهذه المرة او للمرة الواحدة في امر اغضبه وفي امر يرى ان فعل ذلك مستحقا للعن لكن سمع النبي عليه الصلاة والسلام ذلك او سمع بذلك فقال يا ابا بكر ناهيا له يا ابا بكر اللعانون والصديقون او اللعانين والصديقين والشيخ الالباني رحمه الله يقول كذا في الاصل ولعلها لعانون وصديقون قال اللعانون والصديقون يعني هل يجتمع هذا وهذا لعان وصديق ومر معنا الحديث لا ينبغي للصديق ان يكون لعانا لا ينبغي للصديق ان يكون لعانا قال كلا ورب الكعبة وهنا ابو بكر رضي الله عنه صديق الامة لم يكن لعانا لم يكن لعانا لكن النبي عليه الصلاة والسلام قال العانون والصديقون تحذير لان هذه مرة صدرت مرة واحدة صدرت من من ابي بكر لا تخل بالاصل الذي هو عليه فهو عليه فهو رضي الله عنه لم يكن لعانا ولم يكن فاحشا ولم يكن بذيئا. لكن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر له هذا الامر لينتبه ذكر له هذا الامر لينتبه لا ليخبر انه وقع في في هذا في هذا الخلق فليس هذا خلق صديق الامة رضي الله عنه بل هذه مرة صدرت منه اذا كان عبد الله بن عمر وهو دون ابي بكر رضي الله عنه قال ابنه ما سمعته لعن احدا قط الا انسانا فابو بكر لا لا يعرف عنه ذلك لكنه بدرت منه هذه لامر آآ اغضبه ولعله يرى ان من اطلق عليه هذه الكلمة كان مستحقا لذلك ومع ذلك قال له النبي عليه الصلاة والسلام اللعانون والصديقون كلا ورب الكعبة يعني لا يجتمعان قوله كلا ورب الكعبة هو نظير قوله عليه الصلاة والسلام لا ينبغي للصديق ان يكون لعانا لانها صديقية ولعان ما تجتمع صديقية اي هذه المرتبة العلية من الدين ولعان لا تجتمع فمن كان لعانا لا ينبغي ان يكون صديقا وابو بكر الصديق صديق الامة وخير امة محمد عليه الصلاة والسلام بل خير امم جميع الانبياء ابو بكر الصديق رضي الله عنه خير امم جميع الانبياء ليس في امم جميع الانبياء من هو افظل منه فهو افظل الناس بعد الانبياء وشاهدوا ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام ابو بكر وعمر سيدا كهول اهل الجنة من الاولين والاخرين عدا النبيين هذا الحديث يدل ان ابا بكر رضي الله عنه وعمر افضل الناس بعد الانبياء وليس في امم الانبيا من هو افظل من ابي بكر وعمر رظي الله عنهما وارظاهما الشاهد انه لم يكن لم يكن متخلقا بهذا الخلق وانما صدرت منه هذه الكلمة مرة واحدة لموقف معين ولامر ربما انه يرى ان من القى عليه هذه الكلمة مستحقا لذلك فانكر النبي عليه الصلاة والسلام ونبهه بقوله اللعانون والصديقون كلا ورب الكعبة يعني لا تجتمع. قال ذلك تنبيها له رضي الله عنه مرتين او ثلاثة يعني اعاد هذه الكلمة مرتين او ثلاثة تنبيها وتأكيدا فاعتق ابو بكر يومئذ بعض رقيقة وهذا الشاهد من الحديث للترجمة من لعن عبدا فاعتقه اعتق بعض رقيقه لعله لم يكتفي باعتاق هذا الرجل بل ايضا اعتق معه غيره من رقيقه اراد ان يكون ذلك كفارة لهذه الكلمة التي بدرت منه مرة واحدة ثم لم يكتفي بذلك بل جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام فقال لا اعود مرة واحدة ويقول رضي الله عنه لا اعود يعني بدرت منه مرة واحدة وجاء معتذرا الى النبي عليه الصلاة والسلام معلنا عدم عوده لهذه الكلمة فمثل هذه السير العطرة المباركة لا لا لا يحفظ عنه في حياته الا الا مرة واحدة ولموقف معين ونبهه النبي عليه الصلاة والسلام واعتق بعض رقيقه وقال لا اعود هذا فيه حقيقة مجال مبارك ليتعظ الانسان ويجعل امثال هؤلاء قدوة له قدوة له لان النظر في في سير هؤلاء الاماثل واخبارهم العطرة هو الذي يداوي القلوب ويصلح الناس كما قال القائل كرر علي حديثهم يا حاجي فحديد فحديثهم يجلو الفؤاد الصاد اما الذي يجعل قدوته الهمل من الناس ويجالس اللعانين والطعانين ويسمع اليهم ويركن اليهم لسانه يتلوث مثلهم ويصاب بالداء الذي اصيب به بينما اذا جاء الانسان قدوته امثال هؤلاء صديق الامة وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وابو الحسنين علي وبقية الصحابة يقرأ سيرهم واخبارهم ويتحلى باخلاقهم وادابهم تصلح حياته وتزين سيرته نعم قال رحمه الله تعالى باب التلاعن بلعنة الله وبغضب الله وبالنار قال حدثنا مسلم قال حدثنا هشام عن قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا تتلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب التلاعن بلعنة الله وبغضب الله وبالنار عقدها محذرا من ذلك رحمه الله تعالى وان اهل الايمان لا ينبغي ان يكونوا كذلك لا يتلاعنون بلعنة الله ولا بغضبه ولا بعقابه وناره فهم بعيدون عن عن ذلك والتلاعن كما عرفنا تبادل اللعن. اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة حديثة سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار. ففيه نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك عن التلاعن بلعنة الله او بغضب الله او بناره والتلاعن اه تبادل ذلك بان يصبح شأن الناس وحالهم هو اطلاق اللعن او الدعاء على بعض بغضب الله او الدعاء على بعض بالنار او سخط الله او نحو ذلك فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك. لانه يتنافى مع ما يقتضيه او ما تقتضيه الاخوة الايمانية اخوة الايمان تقتضي الرحمة والعطف والدعاء بالخير والاستغفار للمسلمين والدعاء لهم بالجنة ونحو ذلك اما التلاعن والدعاء على على بعض بغضب الله او بالنار هذا ليس من مقتضيات الاخوة الايمانية بل دليل على ضعفها ونقصها ووهائها اما اخوة الايمان اذا قويت ورابطة الدين ولحمة الدين اذا قويت لا يكون بين اهله تلاعن او دعاء بالغضب او بالنار وانما الذي يكون بينهما الدعاء بالرحمة والدعاء بالعافية والنجاة من النار لا ان يتلاعن اهل الايمان او يدعوا بعضهم على بعض بالغضب او بسخط الله او بناره فليس هذا من مما تقتضيه اخوة الايمان ليس هذا مما تقتضيه اخوة الايمان يقول عليه الصلاة والسلام لا تلاعنوا بلعنة الله اي يا اهل الايمان لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار والحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله في فيه عنعنة الحسن لكن للحديث شاهد عند البغوي في شرح السنة يتقوى به الحديث نعم قال رحمه الله تعالى باب لعن الكافر قال حدثنا محمد قال حدثنا عبد الله ابن محمد قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا يزيد عن ابي حازم عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قيل يا رسول الله ادع الله على المشركين قال اني ابعث لعانا ولكن بعثت رحمة ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب لعن الكافر الكافر الذي يموت على كفره ليس امامه الا لعنة الله وغضبه وناره. ليس ما مسي اخر من مات كافرا مشركا بالله عز وجل ليس له الا لا لعنة الله وهي طرده من رحمته وليس له الا النار ليس له الا ذلك فهذه الترجمة عقدها المصنف رحمه الله فيما يتعلق بلعن الكافر لعن الكافر اي الكافر او المعين من الكفار هل يلعن؟ او نرحمه وندعوا له بالهداية نرحمه وندعوا له بالدخول في الدين نرحمه وندعو له بالاستقامة بالاستقامة والدخول في دين الله يقول عليه الصلاة والسلام انما بعثت رحمة والله تعالى قال وما ارسلناك الا رحمة للعالمين الا رحمة للعالمين يعني ترحم العالمين فمن رحمته للعالمين انه كان يدعو للكفار بالهداية ويدعو لهم بالدخول في الدين ولهذا ساق المصنف حديث ابي هريرة ان النبي عليه الصلاة والسلام قيل له يا رسول الله ادعوا الله على المشركين ادعوا الله على المشركين فقال عليه الصلاة والسلام اني لم ابعث لعانا ولكن بعثت رحمة اني اني لم ابعث لعانا ولكني بعثت رحمة ولهذا جاء في في بعض المواقف ان الصحابة اشتدت عليهم وطأة بعض المشركين واتوا النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا ادعوا الله عليهم فمد يديه ومد الصحاب الصحابة ايديهم وقالوا هلكت مضر يعني الذين سيدعوا عليهم النبي عليه الصلاة لما مد يديه ظنوا انه سيدعوا عليهم فدعا عليهم دعا لهم بالهداية فهدى الله عددا منهم الصحابة مدوا ايديهم وظنوا انه سيدعوا عليهم فاخذ يدعو لهم بالهداية قال اني لم ابعث لعانا ولكن بعثت رحمة ولكن بعثت رحمة فهو عليه الصلاة والسلام بعث رحمة للعالمين ولهذا كان يدعو للمشركين بالهداية يدعو لهم بان يمن الله عليهم بالدخول في هذا في هذا الدين قال انني لم ابعث لعانا ولكن بعثت رحمة وتأمل قوله هنا لم ابعث لعانا والموقف الذي طلب من النبي عليه الصلاة والسلام فيه الدعاء دعاء على من على مشركين وايضا انظر في قصة عائشة رضي الله عنها لما قال لما نهاها النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك مع انه كان دعاء على على يهود فهذا كله يفيد ان المؤمن لا يكون لعان لا يتخلق بهذا بهذا الخلق وليس هذا ليس معنى هذا ان كلمة اللعن تلقى تلغى تلغى من اه قاموس المسلم فمن فمن لعنه الله نلعنه الا لعنة الله على الظالمين ايظا نقول لعن الله النامصة ولعن الله الواسمة ولعن الله شارب الخمر ولعن الله كذا مما جاء في السنة وايضا فيما يتعلق بالمعين على التفصيل الذي ذكر اهل العلم في هذا الباب ليس معنى ذلك ان هذه الكلمة تلغى بل هي ثابتة في الكتاب وثابتة في السنة والمستحق اللعن او من لعنه الله فهو ملعون فنحن نقرأ الاحاديث ونقول بمدلولها نقول لعن الله شارب الخمر لعن الله الراشي والمرتشي لعن الله اكل الربا لعن النبي صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة فهذه الكلمة نقولها كما قالها عليه الصلاة والسلام وهي لا تتنافى مع اه ما جاء في هذا الحديث اللعن بالتعميم يسميه اهل العلم. وايضا اللعن المعين الذي استحق ذلك بوجود الشروط وانتفاء الموانع على مقتضى دراية اهل العلم ومعرفتهم بهذا الباب فهذا ايضا لا يتنافى مع مع ذلك لكن في الجملة ينبغي ان يكون المسلم ليس متخلقا باللعن ولا يجعل اللعن يجري على على لسانه ويبتعد عنه. اما ما جاء في في الاحاديث فهذا نحن نقوله وندين الله ونذكره كما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام نقول كما في القرآن الا لعنة الله على الظالمين نقول لعن الله النامصة لعن الله الواشمة لكن لو رأينا امرأة معينة وشمت هل نقول عنها بعينها لعنها الله؟ لا ولهذا العلماء في مثل هذا الموقف ينهون عن ذلك يقول ربما تتوب ربما تتوب هذه توبة تكون بها اصلح من حالك انت. يا من تطلق عليه اللعنة فلا يلعن في مثل هذه الحالة المعين بل يدعى له يدعى له بالهداية ولهذا العلماء في مثل هذا المقام يقول لا لعله يتوب لعله يتوب مثل الانسان تارك الصلاة سئل ابن تيمية عن رجل قال نلعنه قال لعله يتوب تارك للصلاة قال لعله يتوب فيفرق في هذا الباب ومقتضى قول النبي عليه الصلاة والسلام انني لمبعث لعانا ولكن بعثت رحمة من رآه من من نراه ممن يفعل الامور التي تستوجب اللعنة ندعو الله له بالهداية ندعوا الله له بالهداية. فالشاهد من هذه الترجمة والتراجم التي قبلها تنبيه المسلم وتحذيره الا يتخلق باللعن والطعن وان يبتعد عن ذلك وان يجتهد في صيانة لسانه من ذلك وان يفعل بما تقتضيه الرحمة مع اخوانه المؤمنين وايضا الرحمة بالناس عموما وايضا يفعل ما تقتضيه الاخوة الايمانية من الدعاء للمسلمين والترحم عليهم والاستغفار لهم والدعاء لهم بالجنة الى غير ذلك لا ان يكون حال اهل الايمان التلاعن بلعنة الله وبغضبه او بناره. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما. امين. وان يصلح لنا شأننا كله وان يتولانا بما يتولى به عباده الصالحين انه ولي ذلك والقادر عليه والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك