بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب النمام. قال حدثنا محمد قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا سفيان عن منصور عن ابراهيم عن همام قال كن مع حذيفة رضي الله عنه فقيل له ان رجلا يرفع الحديث الى عثمان رضي الله عنه فقال حذيفة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة قتات بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه وبه اجمعين. اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب النمام هذه الترجمة هي نظير التراجم التي مضت وايضا ستأتي في التحذير من خلال مشينة وخصال سيئة يلزم من كان مراعيا لادب الشريعة ان يكون بعيدا عنها حذرا من الوقوع فيها لانها خصال تتنافى مع اداب الاسلام. واخلاق هذا الدين العالية الرفيعة ولاجل هذا ادخل الامام البخاري رحمه الله هذه التراجم في كتابه الادب المفرد تنبيها منه رحمه الله تعالى لمنافاة هذه الخصال لادب الشريعة واخلاق هذا الدين العظيمة العلية الرفيعة قال باب النمام الترجمة هنا معقودة للتحذير من النميمة. وبيان قبحها وسوء عاقبتها على صاحبها يوم القيامة. يوم يلقى الله جل وعلا خطورة النميمة وضررها على المجتمع وان النميمة معول هدم ووسيلة تقطيع للصلات وافساد للعلاقات. ونشر للعداوات. ويترتب عليها من والفساد ما الله تبارك وتعالى به عليم. والنميمة سريعة الافساد النميمة سريعة الافساد وسريعة قطع الصلات بين المتواصلين والمتحابين والمتآخين. وقد قال بعض السلف قديما وهو يحيى ابن ابي كثير اليماني رحمه الله قال يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة مبينا رحمه الله تعالى خطورة النميمة وعظم الشر والفساد الذي يترتب على وجودها. والنميمة هي نقل الكلام من شخص الى اخر على وجه الافساد. وايقاع العداوة وايغاري الصدور. ونشر الشرور. فهذه هي النميمة النمام يحضر مجالس الناس ليتلقط كلاما ويتصيد اقوالا لينقلها لينقلها لينقلها الى الاخرين او ينقلها الى من قيلت في حقهم. حتى تنشأ عداوة بين الناس بس. فغرض النمام بنقل الكلام هو الافساد بين الاخوة ونشر العداوة بين المتحابين. فالنميمة نقل للكلام على وجه الافساد هذا ضابطها نقل للكلام على وجه الافساد ينقل كلام اخرين بغرض الافساد بينهم ونشر العداوات واثارة الفتن فهذا هو النمام اما اذا لم يكن النقل هذا غرظه وانما ينقل كلاما لينتفع به للاخرين ويستفيد منه الاخرين كمن ينقل علما او ينقل امورا نافعة او ينقلوا اقاويلا مفيدة يسمعها في المجالس هذا نقل للكلام على وجه المنفعة والافادة اما النمام فغرضه اخر. وهدفه اخر وهو نقل الكلام على وجه الافساد كذلك اذا نقل الكلام الى من قيل في حقه الكلام درءا لشر ودفعا لفساد فلا يكون نميمة. النميمة ضابطها نقل الكلام على وجه الافساد والله سبحانه وتعالى يعلم المصلح من المفسد. المطلع على ما تكنه الصدور وتسره القلوب مطلع جل وعلا يعلم المصلح من المفسد. حتى وان غالط النمام وزعم للناس ان مراده الاصلاح فرب العالمين يعلم سريرته. ويعلم ما يكنه صدره ويحاسبه جل وعلا على ذلك يوم القيامة الحساب العسير وقد اورد المصنف رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة حديث همام قال كنا حذيفة اي ابن اليمان رضي الله عنه فقيل له ان رجلا يرفع الحديث الى عثمان اي يرفعه على وجه مستعد ان يرفعه على وجه الافساد وايقاع العداوة والفتنة والشر قيل ان رجلا يرفع الحديث الى عثمان. فقال حذيفة رضي الله عنه محذرا من هذا الامر مبينا لخطورته قال رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة قتات لا يدخل الجنة قتات. والقتات هو النمام القتات هو النمام. قت الكلام يقته قتا فهو قتات اي نقل الكلام بغرض الافساد وقد ذكر بعض العلماء فرقا بين القتات والنمام وهو ان القتات شر من النمام واسوأ عملا منه فقالوا في الفرق بينهما ان النمام هو الذي يحظر المجلس ثم يتصيد كلام من من المجلس فينقله الى الاخرين على وجه الافساد. اما القتات فهو لا يحضر المجلس وانما يصغي الى القوم تجسسا من حيث لا يشعرون. من حيث لا يشعرون ثم ينقل كلامهم على غرظ او لغرض الافساد ذكروا هذا الفرق بين النمام والقتات وكل منهما ناقل للكلام على وجه الافساد الا ان النمام حضر المجلس الذي قيل فيه الكلام والقتات لم يحضر وانما تجسس وانص من حيث لا يشعر به القوم. قال لا يدخل الجنة قتات. اي يدخلها نمام ومعنى لا يدخلها ليس النفي هنا ابي للتأبيد اي لا يدخلها ابدا. ليس النفي هنا للتأبيد. الا اذا كان الانسان مستحلا لما حرم الله تبارك وتعالى فيكون كافرا بذلك فمن كان كذلك فالنفي في حقه نفي تأبيد اي لا يدخلها ابدا اما اذا كان غير مستحل ويفعل ذلك معصية واثما وجناية على نفسه وعلى الاخرين فهذه كبيرة من الكبائر. وعظيمة من العظائم. و عقوبة صاحبها انه عرظة لعذاب الله تبارك وتعالى يوم القيامة ولا يدخل الجنة دخولا مع السباقين والداخلين بدون حساب ولا عذاب بل انه يسبق دخوله مرحلة تعذيب على جريرته وذنبه وكبيرته ومن ثم بعد ذلك يكون دخوله الجنة اي بعد ان يطهر وينقى لان الجنة دار الطيب المحض الجنة دار الطيب المحض. ومن كان فيه طيب وخبث نقي من خبثه ثم يدخل الجنة فقوله لا يدخل الجنة قتات في حق غير المستحل النفي النفي هنا ليس للتأبيد وانما هو وللنفي اه نفي الدخول اوليا او ابتداء او مع السباقين. لان القتال او النمام بنميمته وبسعيه بين الناس بالفساد ارتكب جرما كبيرا وذنبا عظيما استحق به وعيد الله سبحانه وتعالى وعقوبته. قال لا يدخل الجنة قتات. واذا كان القتات له وجود. في المجتمعات وبين الناس في قديم الزمان وحديثه فان واجب المسلم ان يكون غير قابل لكلام القتاتين والنمامين. حتى لا يشيع الفساد في المجتمع وحتى ايظا لا يحقق النمام بغيته. الواجب على الانسان اذا جاءه شخص ينقل له كلاما يوغر صدره على اخوانه ويؤجج فتنة الواجب عليه اولا الا ان يصدق القائل لان النمام شهادته مجروحة. لا يصدقه ينهاه عن ذلك ويبين له خطورة الامر يقول يقول له انت بنقل هذا الكلام تؤجج فتنة وتنشروا شرا وتوغر صدورا توجد عداوة وليس لك مصلحة تلقى الله سبحانه وتعالى بها فينهاه ويحذره عن ذلك. والامر الثالث لا يجعل في نفسه شيء على الاخرين بناء على نقل نمام او سعي قتات ناشر للفساد بين الناس. واذا كان الناس بهذه اليقظة والوعي ينحسر عمل النمامين. ويضيق سعيهم ويقل شرهم باذن الله تبارك وتعالى. اما اذا كانت الاذان مصفية وكل يفتح لكل نمام وكل مفسد ثم يحدثه قال لك قال فيك فلان كذا يقول هو ايظا ماذا قال سمعت كمان وايش قال ايضا وانت حضرت يبدأ يسأله في تفصيلات ثم قلبه يمتلئ يمتلئ غيظا وحنقا وشرا وفتنة ولو كان هذا الناقل للكلام هدفه الاصلاح لو كان مصلحا لكان اصلاحه في المجلس الذي كان فيه. عندما تكلموا في حق اخيهم بغير خير نهاهم عن ذلك. ومنعهم منه. وقال لهم اتقوا الله لا يجوز هذا الكلام. اما ان يحضر مجلسهم ويسمع كلامهم وتكون مهمته فقط ان ينقله للاخر حتى تنتشر العداوة هذي نميمة وسعي بالفساد بين الناس. ولهذا الواجب الا يصغى اليه ولا يلتفت الى كلامه وينهى عن ذلك حتى لا تتأجج العداوات وينتشر الفساد وتوجد الفتن بين الناس نعم. قال حدثنا محمد قال حدثنا مسدد. قال حدثنا المفضل قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب عن اسماء بنت يزيد رضي الله عنها انها قالت قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا اخبركم بخياركم؟ قالوا بلى قال الذين اذا رؤوا ذكر الله افلا اخبركم بشراركم؟ قالوا قال المشاؤون بالنميمة المفسدون بين الاحبة الباغون البرءاء العنت ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث اسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بخياركم؟ وهذه الطريقة كما سبق الاشارة متكررة في حديث النبي عليه الصلاة والسلام شحذا للقلوب ولفتا للانتباه واستدعاء للاذهان حتى تعي الكلام توعب ما يقال فكثيرا ما يأتي او يلقي عليه الصلاة والسلام العلم على طريقة السؤال اتدرون ما كذا هل انبئكم بكذا؟ الا اخبركم بكذا؟ كثيرا ما يأتي في حديثه. فاذا استعدت القلوب الاسماء وتهيأوا للسماء وقالوا بلى يا رسول الله. نعم يا رسول الله او نحو ذلك القى عليهم العلم في تمام التهيؤ وهذا من كمال نصحه عليه الصلاة والسلام وحسن بيانه صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى فيه لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم فهذا من حرصه صلى الله عليه وسلم قال الا اخبركم بخياركم اي يا اهل الايمان؟ الا اخبركم بخياركم اي الا اذكر لكم صفات الاخيار منكم والغرظ من ذكر هذه الصفات ان يتحلى بها الانسان وان يجتهد ان يكون متصفا بها. وايضا الغرض من ذكر صفات لشرار الناس هو ان يحذر الانسان منها. فقال عليه الصلاة والسلام الا اخبركم بخياركم؟ قالوا وهذا جواب اي بلى اخبرنا نعم اخبرنا بخيارنا قال الا اخبركم بخياركم؟ قالوا بلى. قال الذين اذا رؤوا ذكر الله. قال الذين اذا رؤوا ذكر الله وهذا فيه بيان ان الاخيار من اهل الايمان والافاضل منهم و المقدمون فيهم هم من كانوا بهذه الصفة. اذا رؤوا ذكر الله. وذلك لحسن استقامتهم. لحسن استقامتهم وحسن عبادتهم واقبالهم على طاعة الله جل وعلا ولتواضعهم وذلهم لله وانكسارهم بين يديه ولما اقام فيهم من الخشية لله والهيبة لله والتعظيم لله. اه التأثر تلاوة كلام الله بالمواعظ ونحو ذلك. قال الله جل وعلا انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. فذكر عليه الصلاة والسلام ان خيار الناس هم الذين اذا رؤوا ذكر الله. لماذا؟ لانهم على هيئة من الصلاح والاستقامة لله والذل له ودوام ذكره والتعظيم له سبحانه وتعالى لا يفترون عن ذكر الله ولا يغفلون ويحافظون على طاعة الله جل وعلا ويواظبون على الخير واعمال الخير فاذا لقيهم الانسان الله جل وعلا لان اعمالهم واخلاقهم وخصالهم وخلالهم كل ذلك يذكر بالله تبارك وتعالى وهؤلاء يصح ان يقال في مثلهم دعاة الى الله سبحانه وتعالى بلسان الحال. دعاة الى الله بلسان الحال. وكم من انسان استقام على طاعة الله جل وعلا برؤيته لشخص. دون ان يحدثه رأى دينا مستقيما محافظا بعيدا عن السوء بعيدا عن المنكرات فرؤيته له ولتدينه محافظته واستقامته كانت سببا في هدايته للصراط المستقيم. وهذه تسمى الدعوة بالقدوة القدوة الحسنة فهم اهل استقامة واهل محافظة على طاعة الله تبارك وتعالى فاذا رؤوا ذكر الله سبحانه وتعالى لا يرى فيهم الانسان ما يدعوه الى الغفلة ولا يرى فيهم ما يفتح عليه باب واذا جالسهم فمثلهم كما قال عليه الصلاة والسلام في الجليس الصالح اما ان يحذيك واما ان تبتاع منه او ان تشم منه رائحة طيبة اما الخبث ليس موجودا غنة ليس موجودا والشرور ليست موجودة. وفتح باب الفساد ليس موجودا. ولهذا هذا المعنى يذكرنا حديث سبق الاشارة اليه وهو في سنن الترمذي عن ابي هريرة ان النبي عليه الصلاة والسلام قال الا انبئكم بخياركم من سراركم؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال عليه الصلاة والسلام خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره فقوله هنا خياركم الذي اذا رؤوا ذكر الله قريب في المعنى من قوله خياركم من يرجى خيره ويوما شره. لان هؤلاء اذا فجلس عندهم وحظر في مجالسهم لا يسمع منهم الانسان الا الخير ولا يسمع منهم الا الشر فيكون جلوسهم معهم لا يذكره الا بالله ولا يذكره الا بالخير ولا يذكره الا بالاعمال الصالحة والطاعات الزاكية لا يسمع منهم كلاما او يرى فيهم افعالا تفتح عليه شرا او فسادا. هذا هو معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الذين فاذا رؤوا ذكر الله الذين اذا رؤوا ذكر الله قال افلا اخبركم بشراركم قالوا بلى قال المشاؤون بالنميمة. المفسدون بين الاحبة الباغون البرءاء العنت. هذا يقابله في الحديث الاخر حديث ابي هريرة. قال شرك قم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره. ومن عدم امن شر هؤلاء ما النبي عليه الصلاة والسلام من حالهم هنا. قال المشاؤون بالنميمة. والمشاء صيرة لغة ففيه من صفات الاشرار انهم يسعون بالنميمة من الناس ويكثر فيهم هذا الامر السعي بالنميمة اي نقل الكلام بين الناس على الفساد ونشر العداوات قال المشاؤون بالنميمة المفسدون بين الاحبة وهذا العطف هنا توضيح لمآل النميمة ونتيجتها وغايتها وثمرتها فالنميمة نتيجتها الافساد بين الاحبة. نتيجتها الافساد بين الاحبة ايقاع العداوات بين المتحابين. ومر معنا قول يحيى اليمامي رحمه الله افسدوا النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة. فالنمام كلامه سريع الافساد قال المفسدون بين الاحبة المفسدون بين الاحبة. ثم ذكر لهم صفة اخرى قال هنا البرءاء العنت. الباغون اي الذين يطلبون الشيء اي طلبته وحرصت على تحصيله ونيله. الباغون البرءاء على وزن جمع بريء البرءاء اي اه يبغون في حق من هو بريء ليس به شر ولا منه فساد ولا منه عدوان ولا منه اذى للناس يبغون البرءاء ان يبغون في حق الابرياء من عباد الله العنت اي الهلكة والمشقة والفتنة والشر الباغون البرءاء العنت. وهذه ايضا من نتائج النميمة وثمارها. النمام يجعل بين الابرياء عنة ومشقة فسادا وشرا النمام يجعل بين الابرياء يجعل بين المتآخين يجعل بين من المتحابين يجعل بين المتصافين يجعل بينهم عنتا وشرا وفسادا وعدوانا هذا معنى قوله الباغون البرءاء العنت. اي يطلبون العنت. والمشقة والشر والفساد في حق الابرياء في حق المتاخين في حق المتصافين في حق المتوادين وهذا كله مما يبين خطورة حال النمام. وانه من اشر الناس. قال الا اخبركم بشراركم. فهذا من من اشر والعياذ بالله لانها اصبحت مهمته في المجتمع وغايته بين الناس نشر العداوات. والنمام العياذ بالله لا يهدأ له بال ولا يرتاح له خاطر الا اذا رأى الاخوة متباغظين. واذا رأى متعادين واذا رأى في الابرياء العنت والمشقة اذا رأهم على هذه الحال احس انه ادى مهمته لكن عقوبة الله عز وجل له يوم القيامة عظيما. نعم قال رحمه الله تعالى باب من سمع بفاحشة فافشاها. قال حدثنا محمد قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا ابي قال سمعت ابن ايوب عن يزيد ابن ابي حبيب عن مرفد ابن عبد الله عن حسان ابن كريب عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال القائل الفاحشة والذي يشيع بها في الاثم سواء ثم عقد البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب من سمع فاحشة فافشاها اي خطورة من كانت هذه حاله وانه شأنه نقل ما يسمع وما يقال وكفى بالمرء اثما ان يحدث بكل ما سمع كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالبخاري رحمه الله تعالى هنا عقد هذه الترجمة ليبين خطورة من اذا سمع بالفاحشة افشاها اي نشرها واذاعها افشى الشيء ان نشره واذاعه وهذا امر خطير لان من يسمع الفاحشة واذاعتها لا يترتب عليه خير في المجتمع. لا يترتب عليه خير في المجتمع. بل يكون من اشاعة الفساد في في المجتمع ونشر الفواحش والمحرمات وتحريك القلوب بها والعياذ بالله واثارة الفتن فلا يترتب عليه خير. ولهذا جاءت الشريعة بتحريم ذلك. والنهي عنه وعلي بن ابي طالب اورد عنه الامام البخاري رحمه الله هنا انه قال القائل الفاحشة والذي يشيع بها في الاثم سواء. القائل الفاحشة اي الذي يذكرها ابتداء الذي يذكرها ابتداء مثل من يرمي بيتا من البيوت بفاحشة مثلا او امرأة او رجلا يرميه بفاحشة ومن ينقل كلام هذا هو واياه في الاثم هو واياه سواء في الاثم. الذي يقول ذلك ابتداء والذي ينقل هذا الكلام ويشيعه وينشره هم سواء بل احيانا يكون خطر من ينقل اسوأ من خطر المبتدأ لان المبتدئ ربما قال ذلك مرة وامتنع ثم الاخر اخذ يشيع ذلك على نطاق واسع وفي ملأ وخلق كثيرين. فالذي يقول الفاحشة ان ويرمي الناس بها او يصف احدا بها او يقذف احدا بفاحشة ومن يشيع كلامه وينقل كلامه هم في الاثم سواء. فاذا اه هذا الاثر عن علي بن ابي طالب رظي الله عنه فيه آآ شاهد للترجمة وهي من سمع بفاحشة فافشاها وان من كان كذلك عقوبته واثمه مثل اثم من قال الفاحشة او قال بالفاحشة ابتداء نعم. قال حدثنا محمد قال حدثنا بشر ابن محمد. قال حدثنا عبد الله قال قال حدثنا اسماعيل ابن ابي خالد عن شبيل ابن عوف قال كان يقال من سمع بفاحشة فاخشى فهو فيها كالذي ابداها. ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن سبيل ابن عوف رحمه الله قال كان يقال اي يقال بين اهل العلم وسلف الامة وخيارها كان يقال من سمع بفاحشة فاخشاها فهو فيها كالذي ابداها. وهذا الاثر يوضح لنا الاثر الذي قبله علي بن ابي طالب يقول القائل الفاحشة والذي يشيع بها في الاثم سواء. وهنا من سمع بفاحشة فافشاها سمعها تقال فافشاها فهو فيها يعني في اثمها وفي عقوبتها وسوء مغبتها كالذي ابداها كالذي ابداها يعني كالذي قالها ابتداء. كالذي اه وجدت منه ابتداء فهم الاثم سواء فهذا الاثر فيه هو بمعنى الاثر المتقدم وفيه توظيح له. نعم. احسن الله اليك قد تكون الفاحشة وقعت. اذا كانت الفاحشة وقعت ايظا نقلها هو من قبيل اشاعة الفاحشة نقلها من من قبيل حتى لو كانت وقعت لان اساءة الفاحشة حتى وان كانت وقعت هو من نشر الفساد وتأجيج الفتنة بين الناس. ان لم تكن وقعت فالاثم اعظم والعقوبة اشنع وان كانت الفاحشة وقعت فنشرها وتناقلها بين الناس ليس فيه خير ولا ولا يترتب عليه الا شر وهو من اشاعة الفاحشة بين الناس. ولهذا لا ينقل وانما ان كانت وقعت تعالج مع المعني بهذا هذا الامر وحده وولا علاقة بالناس ان ينقل بينهم ويشاع فيهم ان فلانا فعل او فلانة حصل منها كذا ويساع ينقل الكلام من شخص الى الى اخر. فسواء كانت وقعت او لم تقع احرم اشاعة الفاحشة. يحرم اشاعة الفاحشة وان لم تكن ان لم تكن قد وقعت فالاثم في ذلك اعظم والجناية اكبر نعم. قال حدثنا محمد قال حدثنا قبيصة قال حدثنا حجاج عن ابن جويج عن عطاء انه قال انه كان يرى النكال عن عطاء انه كان يرى النكال على من اشاع الزنا يقول اشاع الفاحشة. ثم ختم الترجمة بهذا الاثر عن عطاء ابن ابي رباح رحمه الله تعالى انه كان يرى ان كال على من اشاع الزنا يقول سعى الفاحشة اشاع الزنا هو بمعنى اشاعة الفاحشة لان الفاحشة تطلق على ما قبح وغلظ من الذنوب. فالذي اشاع الزنا قد اشاع الفاحشة. في الذين امنوا وبين اه المؤمنين فكان عطاء وهو من فقهاء اهل العلم واكابر الائمة رحمه الله تعالى كان يرى النكال على من اشاع الفاحشة يعني ان ان يعاقب وان ينكل به اه عقوبة تردعه عن اشاعة الفاحشة. حتى يرتدع وينزجر ويكف عن عن هذا الامر نعم. الا ترون اشاعة الفاحشة قد تكون بغير لسان المقال. يعني المجلات اشاعة اشاعة الفاحشة لها مجالات كثيرة اشاعة الفاحشة في المجتمع وبين الناس لها مجالات كثيرة هنا حقيقة لو لو تأملنا في في في هذه الترجمة التي ساقها والاثار التي اوردها رحمه الله تعالى فيها النهي عن اشاعة الفاحشة بين المجتمع بتناقل امر من من هذا الخبث سواء كان له وجود او لم يكن له وجود. ولكن اه ان يتحدث به في المجالس. حصل من فلان كذا وحصل من فلان كذا بحيث يلين في المجالس ويهون فيها التحدث بهذه الامور والحديث عن فواحش وعن وجودها حتى ربما اصبح الناس بسبب ذلك يصبح وجود الفاحشة في في المجتمع امرا ماذا؟ امرا اعتياديا او امرا ليس مستغربا. فجاء الاسلام بحماية المجتمع من هذه الرذائل. حماية في المجتمع من هذه الرذائل اذا وجدت فعلا فاحشة معينة في مكان ما تعالج في المكان نفسه. ومن وقف عليها يعالجها سوى في المكان نفسه مع ولاة الامر مع المعنيين بهذا الامر اما بقية المجتمع فما ينبغي ان ان يتداول بينه الامر هذا كله من صيانة المجتمع ومن المحافظة عليه. وهذا من رحمة الاسلام بامة الاسلام. حتى يحفظ المجتمع ويصان من هذه الرذائل اذا تنبهنا لهذا الغرض ولهذه الغاية العظيمة والغرظ الجليل تدمل القلوب تدمى القلوب حقيقة من واقع الناس الان في مجتمعنا وما يقوم به كثير من الاراضي ودعاة الشر والفساد من اشاعة الفاحشة بطرق كثيرة ووسائل عديدة الفاحشة وتثير الفتنة في في في المجتمعات المسلمة. من خلال القنوات ومن خلال المجلات ومن خلال الهواتف النقالة ومن خلال ومن خلال تأتي امور كثيرة تحرك في في قلوب الناس ولا الشباب والشابات هذه هذه الامور وتثير فيهم شرا تثير فيهم فسادا تثير فيهم الاسلام جاء يحمل مجتمع ويصونه ويبعده عن كل هذه الرذائل. هذا امر عظيم ومهم مستفاد من مثل هذه الترجمة. ايضا لو لو تتأمل والشيء بالشيء يذكر اه اية الاستئذان اية الاستئذان في في سورة النور تأدمكم الذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات. الذين لم يبلغوا الحلم. قال قال العلماء ان هذا الاستئذان حتى لا تقع عين الصغير على شيء يثير فيه حتى لا تقع عين الصغير على شيء يثير فيه امورا فدعي حتى قبل البلوغ ان يستأذن. فالقلب يدمى لحال الصغار الان بعظ الصغار من خلال القنوات يقفون على امور وعلى اشياء والعياذ بالله تثير شرا وفسادا وتجعل الصغير ينسى على على حالة من من السوء والشر والفساد خطيرة جدا ولهذا يجب على الاباء واولياء الامور ان يجتهدوا في الابناء وتربية الابناء بحيث لا لا تتحرك الفاحشة في القلوب وانما لا يسمعون الا اشياء تثير فيهم الصلاح وتثير فيهم الاستقامة وتثير فيهم تقوى الله والمحافظة على عبادة الله تبارك وتعالى ونسأل الله ان يصلح احوال اجمعين قال رحمه الله تعالى باب العياب قال حدثنا محمد قال عبدالله بن محمد قال حدثنا سفيان عن عمران ابن ظبيان عن ابي يحيى عن عن ابي تحيا عن ابي تحيا حكيم بن سعد قال سمعت رضي الله عنه يقول لا تكونوا عجلا مذاييع بذرا. فان من ورائكم بلاء مملحا وامورا متماحلة ردحا. ثم عقد الامام بخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب العياب. العياب الذي اه مهمته اه نقل العيوب نقل العيوب التي يراها او اسمعها او يتصيدها في الناس ويلتقطها بحيث يكون في في نقله لهذه العيون اذاعة للفتنة اذاعة للفتنة وبذرا للفساد ونشرا للشر فعقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة باب العياب تحذيرا من ذلك تحذيرا من ذلك. واورد رحمه الله جملة من النصوص في في هذه الترجمة بدأها باثر عظيم للغاية. ومفيد جدا للمسلم ولطالب العلم عن الخليفة راشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه. وهو حقيقة اثر يكتب بماء الذهب. من نفاسته و علو قدره وعظم فائدته ونفعه. فعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه يقول لا تكونوا عجلا مداييع بذرا يحذر اهل الفضل واهل النبل واهل الاستقامة اهل الخير ومنهم حريصون على البعد عن الشر والفساد يحذرهم من امور ثلاثة. قال لا تكونوا عجلا مذاييع بذرا اتكونوا عجلا مداييع بذرا يحذر من هذه الامور الثلاثة. عجلا من العجلة. يعني لا لا لا تكن آآ عجلا مستعجلا مندفعا بل دائما كنا متريثا متئدا لا لا تستعجل ولا تندفع. كنا كن متصفا بالتؤدة مثل ما قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتؤدة فعليكم بالتؤدة فانك ان تكون تابعا في الخير خير من ان تكون رأسا في الشر. فالتؤدة وهي الاناة عدم العجلة لا تأتي الا بخير. قد يدرك المتأني بعظ حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل فالعجلة يكون معها الزلل والاناة والتؤدة والرفق والمهل يكون معها الخير ومر مع انا قد يا عائشة فالتمهل والترفق والانات والتريث وعدم الاستعجال عدم الاندفاع هذا لا يأتي الا بخير وكثيرا ما يتورط الانسان ورطات كبيرة وعظيمة بسبب اندفاعه. وتعجله ولهذا نصح علي رضي الله عنه بهذه النصيحة البليغة قال لا تكونوا عجلا دائما تأنى لا تستعجل عليك بالاناة وعدم العجلة. احيانا تلاحظ العجلة في في مثل بعظ الامور العظيمة التي تمس الامة والمجتمع تجد ان هذه النازلة تعرظ على اكابر اهل العلم فيتريثون ويتشاورون ويجتمعون ويتناقشون ويتباحثون ثم تصدر منهم الفتوى بعد التريث والتبين وتجد الوقت الحدث بعض المستعجلين يصدر فتوى آآ في في وقت الحدث. وبسرعة العجلة العجلة تضر بالناس. لكن اذا كان الانسان يتريث ويتشاور مع اهل العلم ويتأنى في الامور ويتركد فالعجلة تجر الى الزلل والاناة والتؤدة تجر الى طيب ولهذا عبد الله بن مسعود قال عليكم بالتؤدة وهنا علي رظي الله عنه يقول لا لا تكونوا عجلا فاذا الوصية الاولى من علي رضي الله عنه عدم العجلة. لا تستعجل عليك بالاناة. اياك والعجلة دائما تركد وتأنى وابتئد وتحمد العاقبة باذن الله. هذه الوصية الاولى قال لا تكونوا عجلا الوصية الثانية قال مداييع لا تكونوا مذاييع وما هو ومن هو المذياع؟ من المذياع؟ المذياع الذي يذيع يذيع الكلام. ويصبح بوقا. ما ما ما يسمعه يذيعه. مهمته نقل الكلام. مهمته قيل وقال نهى عليه الصلاة والسلام عن قيل وقال مهمته نقل الكلام وان يحدث بكل ما سمع وقد صح في الحديث كما في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال كفى بالمرء اثما ان يحدث بكل ما سمع. كفى بالمرء اثما ان يحدث بكل ما سمع فالمداييع هم الذين يذيعون الكلام يذيعون الكلام يشيعون الفاحشة ينقلون الكلام حتى دون اه اه دون تؤدة دون تمهل دون سؤال لاهل العلم قال الله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف ماذا؟ اذاعوا به. هنا ايضا فيه تنبيه في امور من من امور من الامور التي تمس حال الامة نقلها واذاعتها في المجتمع لا يترتب عليه الا شر. ولهذا ليس كل ما يسمعه الانسان من الاخبار يصلح ان ينقله في المجالس واذا جاءهم امر من الامن او الخوف يعني من الامور التي تمس امن الامة او خوف الامة وحال الناس صالح الناس عموما اذاعوا به. نشروه بين الناس. سمعتم؟ انتبهتم؟ اليوم حصل كذا. تدرون ماذا حصل ويبدأ ينقل لو كان اية فقه تفسيرها عن اهل العلم لما نشط لنقلها ولو كان حديثا ينفع من هو جالسا عنده ويفيدهم في دينهم لما نشط لنقله لكنه ينشط لمثل هذه الامور. سمعتم ماذا حصل اليوم اليوم ويبدأ ينقل قال واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ولو ولو ردوه الى ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر لعلمه الذين يستنبطونه منهم. يعني لو رد الامر الى عليه الصلاة والسلام ولو رد ايضا الى الى العلماء في كل زمان وسئلوا عنه وقيل لهم هذا الامر يصلح ننقل بين الناس ونذكره لهم والا الافظل ان نسكت ولا نذكره. فالعلماء اهل البصيرة واهل الدراية هم الذين يرثى اليه في مثل هذا الكلام. فالشاهد قوله اذاعوا به. فعلي رضي الله عنه ينهى عن ذلك. قال مذاييع. يعني لا لا لا تكن يا عم والمذياع هو الذي يلقط يلقط الكلام وينقل الكلام وينشر الكلام ولا يفكر ولا يتريث ولا يتئد ولا ينظر هل هو نافع؟ هل هو مفيد؟ هل هو ضار؟ لا يبالي بذلك ابدا. فاذا الوصية الثانية واضحة قال مداييع الوصية الثالثة قال بذرا بذرا يعني لا تكونوا بذرا والبذر هما الذين والعياذ بالله يبذرون الفتن. يبذرون الفتن بين الناس ويؤججونها بحيث تشتعل الفتنة في المجتمع وفي الناس وفي اوساطهم يبذر الفتنة فيهم ومن بذل الفتنة اذاعة الكلام والقاء الكلام على عواهنه دون التأمل في هل هو يفيد الناس او يضرهم؟ هل هو يفيد الناس او او يضرهم؟ فهذا من بذر الفتنة. ولهذا نبه على هذا المعنى ابن مسعود في اثره المتقدم رظي الله عنه قال انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتؤدى فانك كأن تكون تابعا في الخير خير من ان تكون رأسا في الشر. لماذا لماذا يكون الإنسان رأسا في الشر؟ إذا كان قل الاخبار والكلام ويشيعها فيبذر الشر في المجتمع. يبذر الشر في في المجتمع وهو يبدأ يتأجج ويشتعل المجتمع بالشر. واصلا كيف كيف يشتعل كيف يشتعل في المجتمع الا من خلال المذاييع كيف يشتعل الشر في في المجتمع وفي اوساط افراده الا من خلال المذايع وكان وكانت قديما المذاييع افراد كانت المذايع قديما افراد افراد يجولون بين الناس ويطرقون البيوت سمعتم بلغكم يمشي. من بيت البيت ومن شخص لاخر. بينما الان المذاييع لا المذاهني اخذت مجال اخر ومنحى اخر واصبحت تصب في كل في كل بيت. وو وتصل الى كل بيت وتلقي الثروة والفساد في كل بيت الا ما رحم الله عز وجل من الاذاعة التي تهدف للخير واشاعة الخير ونشر الخير وبذر الخير والسعي في اصلاح الناس قال لا تكونوا رجلا مذاييع بذرا. لا تكونوا عجلا مذايعا بذرا فان من ورائكم اي امامكم وسيأتيكم وستلقون فان من ورائكم بلاء مبرحا مكلحا. فان من ورائكم بلاء مبرحا. مبرحا اي متعبا بل متعبا شديدا ومكلحا ايضا معناها شديد على الناس بلاء مبرحا اي متعبا ومكلحا اي شديدا وقويا وطأته على الناس وشدة والبلاء معروف. اي وراءكم سيأتي امامكم فتن شديدة وثقيلة. ووطأتها على الناس وعلى القلوب شديدة جدا. وامورا متماحلة ردحا. متماحلة طويلة ردحا اي ثقيلة. متماحلة اي طويلة وردحا اي ثقيلة فعالي رضي الله عنه يقول امامكم فتن وبلاء وامور ثقيلة جدا وربما تطول في بعض الاوقات وشديدة ومتعبة للناس فاذا اشرأبت الفتن وبرز البلاء وبدأ وبدأ له وجود بين الناس فالواجب على اهل الحق عندما يروا شيئا من ذلك ان يتحلوا بهذه الصفات. الثلاثة المذكورة هنا لا تكون عجلا مداييع ابو ذرة هذه وصية من انفع الوصايا نافعة جدا ومفيدة للغاية للمسلم وطالب العلم وينبغي ان تكون في قلب المسلم لا تكون عجلا مذايع بذرا. فاذا سمع امورا ولا سيما الامور التي تمس مصالح الامة واحوالها الناس عموما تمس امن الناس تمس خوف الناس. عليه اولا الا يستعجل. يتأنى وثانيا الا يكون مذياعا ينشر وثالثا الا يكون بادرا الفساد والشر بين الناس. نعم. قال حدثنا محمد قال حدثنا بشر ابن محمد. قال حدثنا عبد الله. قال حدثنا اسرائيل ابن ابي اسحاق. عن ابي اسحاق عن ابي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال اذا اردت ان تذكر عيوب وصاحبك فاذكر عيوب نفسك. ثم اورد رحمه الله فيما يتعلق والتحذير من من هذه الخصلة اورد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال اذا اردت ان تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك. اذا اذا حدثتك يوم ان تذكر عيوب اه احد اصحابك او احد اخوانك فاذكر عيوب نفسك. يعني قل لنفسك اه يا نفس كم فيا من العيوب وكم هي من الاخطاء؟ وكم هي من المخالفات؟ اذكر عيوب نفسك. فاشغل نفسك بعيوب نفسك قبل ان تتحدث عن عن عيب اخيك قبل ان تتحدث عن عيب اخيك. ولهذا احد السلف مر علي في ترجمة احد السلف انه قيل له ما نراك تعيب احدا. ما نراك تعيب احدا. قال لست راظا عن نفسي قال لست راض عن نفسي. اي اه نظري في في في اخطائي اي وفي تقصيري وفي مخالفاتي هي التي تمنعني عن ذكر عيوب الاخرين لست راض عن نفسي. قالوا لا نراك تعيب احدا قال لست راض عن نفسي. فهذا العياب الذي يذكر العيوب عيوب عيوب الناس. وو هو يتحدث فيهم ويشيع الشر ويشيع الفساد. اما حملة السنة وحماة الدين ورزالات العلم والفظل وائمة الحديث عندما يذكرون علل الرواة ويذكرون آآ عيوب الرواة بان فلانا ضعيفا فلان وظاعا وفلانا كذابا وفلانا اه مختلط ووفلانا واهي الحديث الى اخره هذه تذكر ليس الغرض منها فهذه الامور تذكر ليس الغرض منها عيب الناس او الوقيعة فيهم او نحو ذلك وانما الغرض منها حماية السنة والمحافظة على احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وتمييز الصحيح من الضعيف والصحيح من الموضوع فالغرظ منها حماية سنة النبي عليه الصلاة والسلام. ولهذا يعد هذا العمل من القرب العظيمة التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. حتى ان بعض ائمة السلف بل عدد ان ليس بالقليل منهم الفوا مؤلفات خاصة في الضعفاء. يعني مؤلف خاص يقول الضعفاء عنوانه الضعفاء او والكتاب من اوله الى اخره ذكر اناس بعيوبهم فلان ضعيف فلان فلان مختلط فلان الى اخره. يبين احوالهم والغرض من ذلك فهو حفظ سنة النبي عليه الصلاة والسلام. ولهذا اصبح من اراد ان يميز بين حديث من من ضعيف لا بد ان يحتاج الى هذه الكتب كتب الرجال وكتب الرجال مهمتها تمييز احوال الرجال وبيان الثقات والعدول ومن هو الصدوق ومن هو ضعيف ومن والى اخره حتى يميز بينهم فيعرف الحديث الصحيح من الحديث الحسن من الحديث الضعيف من الحديث الواهي كل هذه الامور لا تعرف الا بهذا الامر. فالشاهد ان آآ ذكر هؤلاء بهذا الذكر ليس غرض منه الا حماية السنة والمحافظة على احاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فهو يعد من العظيمة والطاعات الجليلة التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. اه اسناد هذا الاثر الذي بين ايدينا فيه آآ فيه ضعف مقيد عندكم اه قلة ضعيف الاسناد ابو يحيى وهو القتات ضعيف نعم في في اسناده ابو يحيى القتات ظعيف باسناد هذا اثر ابو يحيى الذي يروي عن مجاهد ظعيف ولهذا الاسناد ظعيف لظعف هذا الرجل جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. الان الان على سبيل المثال لما نقول ابو يحيى ضعيف ويحيى رحمه الله لكنه ضعيف الان لما نأتي هل الاثر يعني اه يثبت عن عن ابن عباس رضي الله عنهما وفي الاسناد اليه رجل ضعيف او لا يثبت نقول ابو يحيى ظعيف ومرادنا اه ان نتحقق من السند هل ثبت او لم يثبت؟ فاذا كان فيه ظعيف نسميه باسمه ونذكر ما قال العلماء فيه حتى نميز والا بغير هذه الطريقة ما يمكن ان يميز بين صحيح الاحاديث من ضعيفها او صحيح الاثار من ضعيفها الا بهذه الطريقة الله اليك آآ هل لشهر رجب مزية على بقية الشهور وهل العمرة فيه افضل من غيره هنا اولا ينبغي ان يكون بين ناظري المسلم اصل عظيم في هذا الباب يبني عليه دينه وعبادته وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فالافضل في ما يتقرب به المسلم الى الله تبارك وتعالى ان يكون مبنيا السند وان يكون مبنيا على دليل ويكون الدليل ثابتا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي ذكره اهل العلم وقرره ائمة الدين وعلماء المسلمين في قديم الزمان وحديثه ان شهر رجب لم يرد فيه فضيلة تخصه غير انه من الاشهر الحرم شهر حرام ولهذا الاشهر الحرم كما هو معلوم ثلاثة سرد وواحد فرد وهو شهر رجب او من اشهر الله الحرم واما فضيلة تخصه او ان هناك عبادة يختص بها هذا الشهر صلاة معينة مثل الصلاة التي تعرف عند بعض الناس بصلاة الرغائب التي يصليها بعضهم في اول جمعة من شهر رجب وهي لها كيفية معينة فهذه لا اصل لها ولا اساس لها. وبين العلماء رحمهم الله تعالى ان لا اصل لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتعبد بها والتقرب الى الله بها داخل في قوله عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد كذلك تخصيص شهر رجب بصيام معين او بصلاة معينة في اي وقت من اوقاته كل هذا ليس عليه دليل عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ايضا فيما يقع في اخر الشهر في في ليلة سبع وعشرين من شهر رجب ويعتقد بعض الناس انها ليلة الاسراء والمعراج فهذا اولا ليس هناك دليل واضح ان ليلة سبع وعشرين من شهر رجب ليلة الاسراء والمعراج بل الذي عليه اهل العلم انه ليس هناك اه دليل في تعيين ليلتها ليس هناك دليل صريح في تعيين ليلتها ولعل في خفاء ليلتها آآ حكمة ارادها رب العالمين ارادها رب العالمين فليس هناك دليل صريح واضح في تعيين ليلة رجب ثم لو انه ثبت فعلا ان ليلة ليلة الاسراء والمعراج هي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب فيحتاج احتفال الانسان بتلك الليلة واقامة اعمال معينة في تلك الليلة الى دليل خاص فلنلاحظ امران اولا ليس هناك دليل على تعيين ليلة سبعة وعشرين انها ليلة الاسراء والمعراج والامر الثاني ليس هناك دليل على تعيين اعمال تقام في ليلة الاسراء والمعراج وامر اخر ينبغي ان يتنبه له الا وهو ان النبي عليه الصلاة والسلام عندما عرف به الى السماء نزل بماذا عندما عرف عليه الصلاة والسلام به الى السماء نزل بماذا نزل بالصلوات الخمس نزل عليه الصلاة والسلام بالصلوات الخمس. احكام الدين كلها جاءته في الارض والصلوات الخمس عرج به الى السماء وهذا فيه تشريف للصلاة وبعض الناس هدانا الله واياهم واصلح احوالنا اجمعين لا يفوت الاحتفال في ليلة رجب والصلاة الصلوات الخمس يتهاون فيها الصلوات الخمس يتهاون فيها ويفرط فيها او يفرط في المحافظة عليها في وقتها او في المحافظة عليها مع جماعة المسلمين وبعضهم ربما احتفل ليلة ليلة الاسراء ونام عن صلاة الفجر ونام ذاك اليوم عن صلاة الفجر فيكون محافظا على امر لا اصل له ومضيعا لفريظة من فرائظ الاسلام مضيعا لفريضة من فرائض الاسلام. والواجب على المسلم ان يتقي الله وان يتبع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام والا تأخذه الامور المحدثة التي لا اصل لها وتسده الى القيام بها فليحافظ على السنة وواقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة والله اعلم اه جزاكم الله خيرا يقول ارجو منك يا شيخ ان تنصحني بكلمات تكون سببا في ذهاب وساوس تراودني باني لا استطيع تطبيق ما في الادب المفرد لان الذي قام بهذه الاخلاق يختلف عن باقي البشر بامرين اولا بانه نبي ثانيا ان قرينه الذي يأمره بالسوء قد اسلم الله تبارك وتعالى يقول في القرآن والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين والشيء الذي تذكره الان هو من وساوس الشيطان لصدك عن اتباع سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. فلا تلتفت الى هذه الوساوس. واما ينزغنك انك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله فتعوذ بالله من الشيطان ولما رآك الشيطان حريصا على درس الادب وحريصا على سماع احاديث الادب المنقولة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وجد ووجد قلبك مقبلا على هذه الاحاديث وحريص عليها اراد ان ينحيك عن القيام بها بهذه الحيلة فهذا فخ من فخوخ الشيطان ومصيدة من مصائده ووطريقة من طرائقه لصد الناس عن الخير فالمطلوب من المسلم كما سبق الاشارة اليه يقول عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين يسر فسددوا وقاربوا وابشروا اجتهد ان تكون على السداد. على السنة تماما ان لم تصب السداد فقارب انت على خير. اما ان يأتيك الشيطان ويقول لك اه هذه الاحاديث شأنها