بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد في باب العياب. وذكر احاديث ثالثها قال حدثنا محمد قال حدثنا بشر قال اخبرنا عبد الله قال حدثنا ابو موجود عن زيد المولى قيس الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل ولا تلمزوا انفسكم قال لا يطعن بعضكم على بعض بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان المؤلف الامام البخاري رحمه الله عقد هذه الترجمة التي بعنوان العياب تحذيرا من ذلك وبيانا ل خطر هذا الامر وهو الاشتغال بعيب الناس سواء الهمز او اللمز او السخرية او الاستهزاء او الغيبة او النميمة او غير ذلك من الطرائق التي يسلكها من يسلكها لعيب الناس والوقيعة فيهم واورد رحمه الله جملة من النصوص في هذا الباب ذكر ثالثها هذا الاثر عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تبارك وتعالى ولا تلمزوا انفسكم ولا تلمزوا انفسكم اللمز ذكر الانسان العيب والقدح فيه وتلقيبه بالالقاب التي يقصد منها السخرية والاستهزاء قال ولا تلمزوا انفسكم والمراد بقوله لا تلمزوا انفسكم اي لا يلمز بعضكم بعضا وجعل المسلمين بهذه الصفة قال انفسكم اشارة الى ان حال المؤمنين كالنفس الواحدة وكالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر قال لا تلمزوا انفسكم فجعل المسلمين حالهم كالنفس الواحدة مما يدل على قوة اللحمة وعظم الرابطة جمع الدين لهم فاصبحوا بمثابة الجسد الواحد والنفس الواحدة ولهذا جاءت الصيغة هنا بقوله ولا تلمزوا انفسكم اي لا يلمز بعضكم بعضا لا يلمز بعضكم بعضا واللمز يكون باللسان والهمز يكون بالفعال فالهماز الذي يسيء الى الناس بفعاله واللماز الذي يسيء اليهم بمقاله قال ولا تلمزوا انفسكم اورد رحمه الله هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى هذه الاية الكريمة قال لا يطعن بعضكم على بعض اي لا يعب بعظكم بعظا ولا يقدح بعظكم في بعظ لا ينشغل بعضكم بالسخرية او الوقيعة في في بعض هذا معنى قوله تبارك وتعالى ولا تلمزوا انفسكم واورد رحمه الله هذا الاثر لان فيه تفسيرا وبيانا لمعنى الاية والاثر وان كان سنده اه ظعيفا لان فيه مجهولين وهما ابو موجود وشيخه زيد مولى قيس الحذاء كلاهما مجهول لكن المعنى اه الذي ذكر هنا واورد هنا تفسيرا للاية معنى واضح وظاهر فمعنى قوله تبارك وتعالى ولا تلمزوا انفسكم اي لا يطعن بعضكم على بعض ولا يقدح بعضكم ببعض ولا يعب بعضكم بعضا هذا هو معنى الاية نعم قال حدثنا محمد قال حدثنا موسى قال حدثنا بهيب قال اخبرنا داوود عن عامر قال حدثني ابو جويرة ابو جبيرة ابن الضحاك قال قال فينا نزلت في بني سلمة ولا تنابزوا بالالقاب قال قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس منا رجل الا له اثنان فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا فلان فيقولون يا رسول الله انه يغضب منه ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث ابي جبيرة ابن الظحاك قال رضي الله عنه قال فينا نزلت هي بني سلمة ولا تنابزوا بالالقاب نزلت هذه الاية ولا تنابزوا بالالقاب اي لا ينبز بعضكم بعضا بالالقاب التي يكرهها الانسان ويكره ان يلقب بها وان تذكر علما له او يدعى وينادى بها ولا تنابزوا بالالقاب والمراد باللقب الا الكنية التي تطلق على الانسان وهو يكره ذلك او الوصف الذي يطلق على الانسان وهو يكره ذلك ولا يحب ذلك فهذا يسمى لقب وقد يكون اللقب لقبا محبوبا لدى الانسان ويحب ان يلقب بذلك فلا بأس ان ان يدعى بلقبه الذي يحبه ولا بأس ان يخبر عنه بلقبه الذي يحبه اما اذا كان نقبا اطلق عليه وهو يكره ذلك فلا يحل ان ينادى به او ان يوصف به قال ولا تنابزوا بالالقاب النبز هو اللقب الذي يطلق على الانسان ويكون امرا يكرهه يكرهه الانسان ولا يقبل ولا يرظى ان يطلق عليه فجاءت الشريعة بتحريم ذلك قد جرت العادة في كثير من قال المجتمعات ان يلقبوا اه الانسان بنبز بنبز او بلقب لموقف معين او لحدث معين او لسبب معين او لكلمة معينة ثم يبقى نبزا او لقبا واحيانا يكون للشخص الواحد اكثر من لقب او اكثر من نبز ينبز به بين الناس وفي مجتمعه ولهذا قال هنا قال قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس منا رجل الا له اسمان يعني اسمه الذي سماه به ابوه والنبذ الذي ينبز به او اللقب الذي يلقب به وجاء في بعض الروايات الا وله اسمان او ثلاثة جاء في بعض روايات الحديث في بعض مصادره في ابن ماجة وغيره الا وله قسمان او ثلاثة اي اسمه الذي سماه به ابوه القاب تطلق عليه وكثير من الالقاب يكرهها من يلقب بها ولا يرظى ان ان تطلق عليه او ان يوصف بها ويغضبه ذلك فجاءت الشريعة بالمنع من ذلك والنبي عليه الصلاة والسلام لما قدم المدينة كان هذا الامر منتشرا في في بني سلمة فكان الرجل له اسمان وثلاثة يعني بعضها اسمه وبعضها القاب لقبت لقب بها وقد يكون بعضهم يكره ذلك ويغضبه ذلك فالنبي عليه الصلاة والسلام كان ينادي بعظهم بما يسمعهم يلقبونه به فظنه اسما له ظنه عليه الصلاة والسلام اسما له فكان يناديهم بالالقاب التي يدعون بها ظنا منه ان هذا هو اسمه فكان يناديهم بذلك قال فجعل النبي عليه الصلاة والسلام يقول يا فلان ان يناديهم بالالقاب التي يدعون بها فقالوا اه يا رسول الله انه يغضب منه انه يغضب منه اي ان هذا نبز ليس اسما له لان الانسان لا يغضب من اسمه وانما يغضب من النبذ او اللقب الذي يطلق عليه وهو يكرهه ولا يرظى ان يطلق عليه النبي عليه الصلاة والسلام ناداهم بما سمعهم اه ينادون به ناداهم بذلك تنبهوا قالوا يا رسول الله انه يغضب من ذلك يغضب من ذلك منبهين ان هذا ليس اسما له وانما هو نبز ولهذا جاء في بعض مصادر هذا الحديث عند ابن ماجة والامام احمد قال فنزلت ولا تنابزوا بالالقاب قال فنزلت ولا تنابزوا بالالقاب اي في بني سلمة والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فيبقى الامر حكما عاما في كل وقت اذا اطلق على الانسان لقب وهو يكره هذا اللقب ولا يرظى ان يطلق عليه فلا يحل ان يدعى به ولا يحل ان ينادى به ومن ناداه به اثم وفعل امرا يغضب الله تبارك وتعالى امرا حرمه الله ونهاه ونهى عنه فلا يحل ذلك لا يحل ان يدعى الانسان ولا ان يلقب او يوصف او ان يذكر بلقب لا يرظى آآ ان يطلق عليه واما اذا اطلق الانسان اللقب على جهة التعريف على جهة التعريف لا على جهة التنقيب والعيب والوقيعة في الانسان وانما ذكر امرا معرفا له به كمثلا طول الانسان او عرجه او مثلا عموسة بصره او عماه او نحو ذلك ذكره ليس ترقيبا له او تهكما به او نحو ذلك وانما ذكره ليعرف مثل ان يقول محمد فلم يعرفه الحاضرين فقال الطويل مثلا ولهذا في المحدثين حميد الطويل وفلان الاعرج وفلان الاعمش تذكر هذه ليس على وجه التلقيب والوقيعة في الانسان او في العالم وانما بوصف عرف به ولهذا بعض العلماء ومنهم الحافظ ابن حجر رحمه الله الفوا في الالقاب الحافظ ابن حجر له كتاب طبع في مجلدين نزهة الالباب في معرفة الالقاب وذكر فيه مقدمة يعتذر فيها عن ما يوجد في كتب اهل العلم من ذكر لبعض العلماء بمثل هذه الالقاب مثل حميدة الطويل والاعرج والاعمش غير هذه الالقاب التي تطلق على بعض اه علماء اه الحديث لانه وصفا عرف به لانه وصف عرف به ولا يكاد يتميز الا اذا ذكر بهذا الوصف فاذا ذكر بهذا الوصف عرف رأسا فيكون الذكر له هنا للتعريف لا للنبذ فلا يكون في ذلك حرمة ولا يكون في ذلك منع نعم قال حدثنا محمد قال حدثنا الفضل ابن مقاتل قال حدثنا يزيد ابن ابي حكيم عن الحكم قال سمعت عكرمة يقول لا ادري ايهما جعل لصاحبه طعاما؟ ابن عباس رضي الله عنهما او ابن عمه فبين الجارية تعمل بين ايديهم اذ قال احدهم لها يا زانية فقال مه ان لم تحدك في الدنيا تحدك في الاخرة قال افرأيت ان كان كذلك؟ ان كان كذلك قال ان الله لا يحب الفاحش المتفحش ابن عباس الذي قال ان الله لا يحب الفاحش المتفحش ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن عكرمة قال يقول عكرمة رحمه الله لا ادري ايهما جعل لصاحبه طعاما ابن عباس او ابن عمه دعوة لطعام لكن شك عكرمة من الداعي هل هو ابن عباس او ابن عمه هل الذي اقام هذه الدعوة للطعام ابن عباس او ابن عمه احدهما اقام هذه الدعوة اجتمع في في هذه الدعوة بعض الناس فبينما الجارية تعمل بين ايديهم اي تعمل في الخدمة وجلب الطعام ونحو ذلك بينما الجارية تعمل بين ايديهم اذ قال احدهم لها يا زانية احدهم اي احد الحاضرين ناداها او لقبها بهذا اللقب او او نبزها بهذا الوصف يا زانية وربما انه قال ذلك لكونها فعلت امرا اغظبه او امرا ازعجه او نحو ذلك لكن هذه الكلمة محرمة هذه الكلمة محرمة سواء علم الانسان ممن اطلق عليه هذا الوصف انه كذلك او لم يعلم فهي محرمة وهذا قذف والعياذ بالله وفيه حد وان لم يكن عند القاذف بينة وحجة والا يقام عليه الحد فالامر فيه وعيد وليست بالكلمة الهينة او بالكلمة اليسيرة فقال احدهم يا زانية وهذه الكلمة ربما تأتي على لسان بعض الناس عندما يغضب فيطلق مثل هذه الكلمة او او يلعن والعياذ بالله او يقبح او يذكر اشياء من من هذا القبيل وعرفنا فيما سبق ان الواجب على الانسان ان ان يصون لسانه وان يحفظ منطقه وان يعلم ان الله سبحانه وتعالى يحاسبه على كلماته فاحد الحاضرين قال لها يا زانية قال لها يا زانية اي رماها بهذا العيب واطلق عليها هذا الوصف الشنيع ورماها بهذه الفاحشة. قال يا زانية فقال مه ومعنى ما اي كف وامتنع عن ذلك ولا تقل مثل هذا قال ما ان لم تحدك في الدنيا تحدك في الاخرة اي ان لم تقم عليك الحد في الدنيا اقيم عليك الحد في الاخرة وهذا المعنى الذي ذكر هنا والذي آآ يغلب على الظن انه من كلام ابن عباس رضي الله عنهما ذكره مانعا وناهيا عن ذلك ومحذرا منه قال ان لم تحدك في الدنيا تحدك في الاخرة جاء في هذا المعنى حديث صحيح في البخاري ومسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال من قذف مملوكه قال من قذف مملوكه وهو اه بريء مما قال جلد يوم القيامة من قذف مملوكه وهو بريء مما قال قذف يوم القيامة او جلد يوم القيامة الا ان يكون كما قال الا ان يكون كما قال. اذا لاحظ هنا ان هذه الكلمة عندما يطلقها الانسان في حق اخر فيقول في حقه يا زاني او في حق المرأة هي زانية لا يخلو الحال من احد امرين اما ان يكون فعلا كذلك اما ان يكون فعلا كذلك او لا يكون كذلك فان كان فعلا كذلك فهذا فحش ان كان فعلا كذلك فهذا فحش ولهذا سيأتي كلام ابن عباس قريبا في هذا المعنى وان لم يكن كذلك فهذا والعياذ بالله قذف وان لم يحد الانسان في الدنيا على هذا القذف الذي من رمي به بريء منه حد يوم القيامة كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخلو حال من اطلق عليه هذا الوصف من امرين اما ان يكون فعلا كذلك فهذا فحش اطلاقه عليه ونبذه به يا زاني او نحو ذلك هذا فحش في القول لا يحل ولا يجوز وان لم يكن كذلك ان لم يحج قائل هذه الكلمة على كلمة في الدنيا فانه سيحد ويجلد عليها يوم القيامة كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اه قال رجل افرأيت ان كان كذاك يعني ان كان من من قيل في حق هذه الكلمة كذاك يعني فعلا الامر فيه حقيقة قال ابن عباس رضي الله عنهما ان الله لا يحب الفاحش المتفحش منبها بذلك ان تلقيب الانسان اذا اذا تيقن انه فعل هذا الامر بهذا اللقب ونبذه به هذا من الفحش الذي لا يحبه الله فكيف بمن يرمي بريئا اذا فكيف بمن يرمي بريئا بهذا النبز اذا كان من فعلا وقع في هذا الامر نبزه به فحش لا يجوز وامر لا يحبه الله تبارك وتعالى فكيف اذا رمى الانسان بهذا النبز انسانا بريئا نعم قال حدثنا محمد قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا محمد بن سابق قال حدثنا اسرائيل عن الاعمش عن عن علقمة عن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ثم ختم رحمه الله تعالى هذه الترجمة بهذا الحديث وقد سبق ان مر معنا في ترجمة تقدمت واعاده المصنف هنا لان فيه شاهدا لهذه الترجمة وهي العياب والذي يطعن في الناس ويكون فاحشا ويكون بذيئا فهو عياب فهو عياب ويدخل في هذا الوعيد الذي ذكر في هذا الحديث وهو قوله عليه الصلاة والسلام ليس المؤمن وفي هذا نفي للايمان وقد عرفنا ان الايمان ينفى عند فعل محرم او ترك واجب ينفع عند فعل محرم او ترك واجب فهذا دليل على ان هذه الامور من من الامور العظيمة ومن الكبائر التي اذا فعلها الانسان نقص ايمانه الواجب. نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في التمادح قال حدثنا محمد قال حدثنا ادم قال حدثنا شعبة عن خالد عن عبدالرحمن بن ابي بكرة عن ابيه رضي الله عنه ان رجلا ذكر عند النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فاثنى عليه رجل خيرا فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ويحك قطعت عنق صاحبك يقوله مرارا ان كان احدكم مادحا لا محالة فليقل احسب كذا وكذا ان كان يرى انه كذلك وحسيبه الله ولا يزكي على الله احدا ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة باب ما جاء في التمادح ما جاء في التمادح اي في التحذير منه والاصل الا يكون بين الناس تمادح لان هذا يدفع الى الغرور والى العجب ورؤية النفس والتقصير في العمل الى غير ذلك من الاضرار. ولهذا سيأتي معنا في في الاحاديث ظهره سيأتي معنا في الاحاديث ان المدح الذبح آآ الى غير ذلك من النصوص المبينة لظرر التمادح عندما يكون الناس ذئابهم التمادح يمدح بعضهم بعضا ويطري بعضهم بعضا ويبالغ بعضهم في الثناء على بعض المؤلف رحمه الله تعالى عقد هذه الترجمة في التحذير من هذا الامر وبيان الظابط الذي لا بد منه عندما يحتاج الى مدح انسان ما لانه قد يحتاج قد يحتاج الى مدح انسان ما او ذكر خصال الخير فيه وخلال الصلاح والتقى فقد يحتاج الى اه مدح انسان ما فاذا احتيج الى الى مدح انسان فما هو الضابط في ذلك اذا هذه الترجمة معقودة اولا للتحذير من من التمادح وثانيا لبيان ماذا يفعله من احتاج في مقام ما الى مدح انسان او ثناء عليه فهذا لا بد فيه من ظابط لا يصار اليه الا عند الحاجة لا يسار اليه الا عند الحاجة وايضا له ضوابط جاء بيانها وتوضيحها في ما ساقه المصنف رحمه الله تعالى في هذه الترجمة اورد هنا حديث ابي بكرة رضي الله عنه ان رجلا ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فاثني او فاثنى عليه رجل خيرا فاثنى عليه رجل خيرا الثناء عرفنا في فيما سبق ان هذه الكلمة تطلق آآ على ذكر الانسان سواء بالخير او بالشر يقال اثنى عليه خيرا ويقال ايضا اثنى عليه شرا فهذه الكلمة تطلق على سواء ذكر الانسان بالخير او ذكره بالشر ولهذا هنا قيد قال اثنى عليه خيرا لانه ايضا يصلح ان يقال اثنى عليه شرا بمعنى ذكره بالشر او ذكره بالخير قال اثنى عليه خيرا يعني مدحه مدحه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويحك قطعت عنق صاحبك ويحك قطعت عنق صاحبك اي ان مدحك له واطراءك له وثناءك عليه يقطع عنقه كما سيأتي في في حديث قادم ذبح له مدح الانسان ذبح له بغير سكين ذبح له بغير سكين لان لان المدح يقتل الانسان ما معنى يقتل الانسان يقتل همته في الخير يقتل عزيمته على الاعمال الصالحة يقتل جده واجتهاده اذا مدح واطري واخذ الناس يثنون عليه ظن انه بلغ المبلغ الذي الرفيع جدا والعالي ويغتر بمدح الناس يغتر بثناء الناس فتثبت عزيمته وتقل تقل همته وتقل اعماله وطاعاته بسبب مدح الناس له ولهذا قال عمر وصح مرفوعا عن النبي عليه الصلاة والسلام المدح ذبح وهنا قال النبي عليه الصلاة والسلام قطعت عنقه قطعت عنقه لان هذا يضر بالانسان ولهذا من يثني على على الناس ويلقاهم بالثناء ويمدحوا يمدحه يمدح الانسان في في وجهه في المجلس ويبالغ في اطرائه هو في الحقيقة لا يكون ناصحا له بذلك لا يكون ناصحا له بذلك لانه يظره بهذا المدح يضره بهذا المدح ولهذا آآ جاء النهي عن ذلك وجاء ايضا كما سيأتي اذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب لانه يضرك وهو يغرك ويظنك على درجة ويجعلك تظن نفسك على درجة عالية فهذا باب خطير على باب خطير على على الانسان قال ويحك قطعت عنق صاحبك وويحك كلمة يؤتى بها للزجر التوبيخ والتقريع قال ويحك قطعت عنق صاحبك يقوله مرارا. يردد هذه الكلمة عليه الصلاة والسلام مرارا. ويحك قطعت عنق صاحبه يعيدها عليه الصلاة والسلام تنبيها منه صلى الله عليه وسلم على خطورة هذا الامر ثم ذكر ضابطا في هذا الباب باب المدح لا بد منه وان المدح لا يسار اليه ابتداء وانما يثار اليه عند الحاجة اليه ولابد ايضا فيه من الضابط لا يمدحه اي لا لا يزكيه التزكية المطلقة بل يأتي بكلامه يأتي في كلامه بقيود ماذا يقول؟ قال ان كان احدكم مادحا لا محالة اي لامر يقتضي ذلك ويضطره اليه ويلجأه اليه اذا كان مادحا اذا كان احدكم مادحا لا محالة فليقل احسب كذا وكذا احسب كذا وكذا مثل ان تقول في ذكرك لانسان ما تقول فلان اه من اهل الصلاح ومن اهل الصلاة ومن اهل العبادة تعدد الاشياء التي تعرفها فيه مثل ان يكون تتقدم هذا الانسان الذي تعرفه الى بيت من البيوت للزواج من ابنتهم وسئلت عنه فاردت ان تذكر ما ما تقتضيه النصيحة مما تعرفه عنه فتقول اعرف فلان انه من من اهل الصلاح ومن اهل الاستقامة ومن اهل العبادة ولا تقف هنا لابد ان تضيف ما نبه اليه النبي عليه الصلاة والسلام وجه اليه تقول احسبه كذلك احسبه كذلك لماذا لان هذه الامور تزكية للانسان في ظاهره وباطنه بسره وعلانه علانيته وانت لا تدري عن حاله فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى لا تزكوا انفسكم يعني لا يزكي بعضكم بعضا مثل قوله ولا تنابزوا بالالقاب ولا تلمزوا انفسكم ولا تلمزوا انفسكم قال اه فلا تزكوا انفسكم هو اعلم من اتقى لكن اذا اضطررت للتزكية ان تزكي شخصا ما بذكر محاسنه وذكر ما تعرفه عنه من صلاة تضيف هذا الامر الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام فتقول احسبه كذلك احسبه كذلك قال قال يقول احسبوا كذا وكذا ان كان يرى انه كذلك ايضا هذا امر لا بد منه. لا يحل لك ان تقول فلان عابد وفلان مستقيم احسبه كذلك وانت لا تراه وانت لا تراه كذلك. لا يحل لك. وانما اذا فعلا كنت تراه على وعلى استقامة ويظهر لك من امره الصلاح والاستقامة تصفه بهذه الصفات وتضيف هذه الاضافة المهمة بان تقول احسبه كذلك وحسيبه الله ولا ولا يزكى على الله احدا. ولا يزكى على الله احدا. اذا هذي كلمة مهمة ولابد منها عندما يضطر الانسان الى انسان ما وذكر محاسنه يقول احسبه كذلك وحسيبه الله ولا ازكي على الله احدا. كما وجه الى ذلك النبي عليه الصلاة والسلام وقوله لا ازكي على الله احدا لاننا لا نعلم حال الانسان عند الله ولا نعلم ايضا مآله وما يختم له به لا ندري عن حاله فاذا نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله احدا فهذا الذي وجه اليه النبي عليه الصلاة والسلام وايضا اضافة هذه الكلمة فيها فائدة فيها فائدة من جهة اخرى وهو الجانب الذي اه حذر النبي عليه الصلاة والسلام من المدح لاجله وهو قطع ظهر صاحبك او قطع عنقه او ذبحه عندما تذكر محاسنه ثم تقول احسبه كذلك والله حسيبه. ولا ازكي على الله احدا هذه ايضا تحج من امر قد يصيب الانسان او داء يداخل ساحسبه كذلك ولا ازكي على الله احدا هذا الذي يظهر لي من حاله فهذه تحد من شيء يدخل على قلبه من اثني عليه ومن مدح بحيث يعرف ان ان هذه الكلمات قيلت فيما يظهر لا انهم يرونه كذلك فعلا لان هذا امر لا يجزم به هو اعلم ممن اتقى سبحانه وتعالى فاذا هذا ضابط مهم لا بد منه عندما يضطر الانسان وليكن دائما حاضرا على لسانك ليكن دائما حاضرا على لسانك ولا يغيب اذا مدحت انسانا مضطرا الى مدحه والثناء عليه قل عقب كلامك احسبه كذلك والله حسيبه ولا ازكي على الله احدا كما وجهك الى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال حدثنا محمد قال حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا اسماعيل بن زكريا قال حدثني بريد بن عبدالله عن ابي بردة عن ابي موسى رضي الله عنه انه قال سمع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم رجلا يثني على رجل ويطريه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اهلكتم او قطعتم ظهر الرجل ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي موسى الاشعري رظي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثني على رجل ويطريه يطريه اي مدحا له وثناء عليه ومبالغة في في مدحه فقال النبي عليه الصلاة والسلام اهلكتم او قطعتم ظهر الرجل وهذا نظير ما تقدم من بيان خطورة اه التمادح او الاطراء او الثناء فالنبي عليه الصلاة والسلام هنا قال قطعتم ظهر الرجل وفي الرواية الاولى قال قطعت عنق عنق صاحبك وايضا صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال اياكم والتمادح فانه الذبح ثبت عنه هذا المعنى او هذا اللفظ اياكم والتمادح فانه الذبح فهذا كله تحذير من هذا الامر وبيان لخطورته قطعت ظهره قطعت عنقه ذبحته كلها معاني تؤدي الى الى مؤدى واحد وهو تعطيل حركة الممدوح في الخير وتعطيل همته في الصلاح والجد والاجتهاد فيه وادخال الغرور والكبر والعجب ايضا بالنفس وعندما يدخل والعياذ بالله على النفس العجب تهلك عندما يدخل العجب بالنفس والعياذ بالله يعجب الانسان بنفسه يهلك تماما في علمه وفي عبادته وفي وفي صلاته وفي صيامه يهلك تماما والعجب فاحذره ان العجب مجترف اعمال صاحبه في سيله العرمي. يقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله في الاداب الميمية في الاداب والعجبة فاحذره ان العجب مجترف اعمال صاحبه في سيره العرم شبه العجب بسيل عرم جارف يجرف اعمال صاحبه فاذا اصيب الانسان بالعجب والعياذ بالله اعجب بنفسي او اعجب بعلمه او اعجب بخطابته او اعجب بعبادته او نحو ذلك هلك والعياذ بالله هلك وتعطل الخير فيه واصبح انسانا مغرورا انسانا مختالا انسانا معجبا بنفسه فيقل العمل ويضعف الدين وتضعف العبادة والتمادح يؤدي الى هذا الامر ويفضي اليه عندما يمدح الانسان المرة والثانية من الثاني والثالث والرابع يعجب بنفسه واذا اعجب بنفسه هلك والعياذ بالله نعم احسن الله اليك يثني يطريه انا الثناء والاطراء فيه معنى المبالغة الثناء والاطراء فيه معنى المبالغة في مدح الانسان قال حدثنا محمد قال حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن عمران ابن مسلم عن إبراهيم التيمي عن ابيه انه قال كنا جلوسا عند عمر رضي الله عنه فاثنى رجل على رجل في وجهه فقال عقرت الرجل عقرك الله ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن ابراهيم التيمي عن ابيه قال كنا جلوسا عند عمر اي ابن الخطاب رضي الله عنه فاثنى رجل على رجل في وجهه اثنى رجل على رجل في وجهه اي اطراه ومدحه في وجهه فقال عمر عقرت الرجل عقرك الله عقرت الرجل يقال عقرت الدابة اي قطعت قطعت قوائمها. واذا قطعت قوائم الدابة لا تستطيع ماذا ان تتحرك وانظر كلمة عمر رضي الله عنه البليغة هنا قال عقرت صاحبك اي اصبح صاحبك مثل الدابة النشيطة القوية التي قطعت قوائمها ماذا يحصل لها تبقى مكانها مكانها اذا قطعت قوائمها بقيت مكانها ما تتحرك ايضا العامل المجد في العمل وطالب العلم المجد في طلب العلم اذا مدح واثني عليه في المجالس في وجهه اصبح مثل الدابة التي قطعت قوائمها اصبح مثل الدابة التي قطعت قوائمها ما يصبح يتحرك لانه اصبح رأى نفسه في منزلة منزلة من يعجب به ومن هو محل اعجاب الناس؟ كانه يعني يأتيه احساس داخلي بهذا المدح انه اه بلغ الدرجة التي ليس وراءها درجة فيتعطل عن العمل يتعطل عن العمل ولهذا قال عقرت صاحبك الدابة اذا عقرت قوائمها بقيت مكانه حتى لو كانت من انشط الدواب واقواها والانسان المجد في في العبادة طالب العلم المجد في الطلب اذا مدح واثني عليه واطري في المجالس في وجهه يصبح كانه قطعت قوائمه فاصبح لا لا يحسن الحراك ولا يحسن النشاط ولا يحسن الجد والاجتهاد قال عقرت الرجل عقرك الله هنا يقول عاقرت الرجل عقرته عن ماذا تابعوا المعاني عقرته عن ماذا؟ عقرته عن جده ونشاطه في ماذا في اعماله في عبادته في علمه عقرته اي قطعته عن هذه الامور بهذا الاطراء والثناء لان المدح ذبح له تعطيل له عن المظي في في هذا العمل عقرك الله ذكر يعني هذه الدعوة في في هذا المقام على وجه المقابلة للذنب الذي حصل فانت عطلته عن عن آآ اعماله الدينية فعقرك الله يعطلك عن مصالحك الدنيوية عن مصالحك الدنيوية فذكر هذا مقابل اه مقابل هذا الامر تحذيرا وبيانا لخطورة هذا الامر. الشاهد ان آآ مدح الانسان واطراءه في وجهه ذبح له وعقر له وتعطيل له عن المضيف الخير نعم قال حدثنا محمد قال حدثنا عبد السلام قال حدثنا حفص عن عبيد الله عن زيد بن اسلم عن ابيه انه قال سمعت عمر رضي الله عنه يقول المدح ذبح قال محمد يعني اذا قبلها ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن عمر ابن الخطاب يقول المدح ذبح وهذا المعنى صح مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام قال اياكم والتمادح فانه الذبح اياكم والتمادح فانه الذبح اي الذبح للممدوح لمن مدح ذبح له عندما يمدح ويثنى عليه ويطرى في المجالس هذا ذبح له ووجه كونه ذبح له لانه تعطيل له واعاقة له عن المضي في في اعمال الخير التي هو هو ماض فيها من طلب علم او عبادة او غير ذلك من اعمال الخير وكم من اناس تعطلت اعمال الخير فيهم من مدح المادحين وهو ثناء وثناء المثنين وخاصة اذا كان المدح مسبوكا وبابيات شعرية وبعبارات نثرية وبالقاب فخمة واطراءات دسمة فيتعطل الانسان يتعطل كم من انسان تعطل بسبب المدح ولم يحذر منه النبي عليه الصلاة والسلام هذا التحذير الا لخطورته على على الانسان الممدوح قال قال عمر المدح ذبح لكن محمد وهو شيخ البخاري محمد ابن سلام الذي يروي عنها البخاري هذا الاثر او يروي هذا الاثر من طريقه لانه قال حدثنا محمد اي محمد بن سلام ومر معنا في في في قبل هذا الاحاديث قرابة سبع او ثمان احاديث كلها يرويها عن محمد ابن سلام فهنا نقل الامام البخاري رحمه الله فائدة جليلة جدا ونفيسة عن محمد ابن سلام شيخة فيها توضيح لقوله المدح ذبح. متى يكون المدح ذبح للانسان لان الممدوح احيانا يمدح احيانا يمدح وهو لا يرظى ذلك لا يرضى ذلك ولا يقبل ذلك ونفسه ترد ذلك وايضا يمنع ذلك فهلا مدح من كانت هذه صفته ذبح له اذا متى يكون المدح ذبح؟ قال اذا قبلها يعني اذا قبل المدائح اذا قبل وانس لها ورظيها واحبها عندئذ تكون تكون ذبحا له عندئذ تكون ذبحا له. اما اذا كان لا يرضاها نفسه تكرهها نفسه تكرهها وايضا اذا لقب بها في المجلس منع من ذلك ونهى عن ذلك فان فانها لا تضره ولا تذبحه فاذا هذا توظيح مفيد جدا توضيح مفيد جدا من محمد ابن سلام قال اذا قبلها ومعنى اذا قبلها اي اذا قبل المدائح ورظي حينئذ تكون ذبحا له فاذا اصبح الانسان يعجبه ان يمدح في المجالس واذا مدح في المجالس انس بذلك وابدى سرورا للمادح وتقاسيم وجهه كانها تقول له زد من من المدح واكثر من من الثناء ويبدي سرورا وربما ايضا يعطي اعطية للمادح او يشكر المادح ويثني عليه اذا كان بهذه الصفة فالمدح يذبحه. اما اذا كان اذا سمع المدح اولا كرهت نفسه ذلك وابغضته ولم يرضى به ولم يقبله ثم في الوقت نفسه يمنع يمنع من ذلك اذكر مرة كان الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله عليه قدم للمدينة يلقي محاضرة في الجامعة الاسلامية وطلب مني ان اقدم للشيخ رحمة الله عليه. اقدم له المحاضرة فبين يدي المحاضرة بدأت اقدم اعرف بالشيخ قلت نحن في هذا اليوم الطيب المبارك مع سماحة الشيخ العلامة قال اسكت امام الحضور حتى ما انتظر اكمل قال بصوت يعني اسكت اسكتني الشيخ رحمة الله عليه فحتى انني وهي موجودة في شريط ارتبكت ما ما عرفت يعني كيف اكمل التقديم زجرني الشيخ في نفس قال اسكت وبدأت اجمع اجمع الكلام مرة ثانية واقدم وقلت الشيخ بين طلابه ومحبيه ونحن بدأ الشيخ يلقي كلمته المدح عندما يعني يكون الانسان لا يرضاه ولا يقبله ويمنع منه لا يضره. اما اذا كانت نفسه منشرحة للمدح وفرح به ويتحرى مدح الناس له هذا يضره ويهلكه وكم من انسان اهلكه المدح واضر به. ونسأل الله ان يحفظنا اجمعين. امين. نعم نعم. قال رحمه الله تعالى باب من اثنى على صاحبه ان كان امنا به قال حدثنا محمد قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني عبد العزيز ابن ابي حازم عن سهيل عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال نعم الرجل ابو بكر رضي الله عنه نعم الرجل عمر رضي الله عنه نعم الرجل ابو عبيدة رضي الله عنه نعم الرجل اسيد بن حضير رضي الله عنه نعم الرجل ثابت ابن قيس ابن شماس رضي الله عنه نعم الرجل معاذ ابن عمرو ابن الجموح رضي الله عنه نعم الرجل ومعاذ بن جبل رضي الله عنه قال وبئس الرجل فلان وبئس الرجل فلان حتى عد سبعة ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى لهذه الترجمة باب من اثنى على صاحبه ان كان امنا به ان كان امنا به مدحه اي او اثنى عليه مادحا له اذا كان امنا به اي الا يضره المدح الا يضره المدح وهنا يصوغ هذا الامر يصوغ هذا الامر يعني هذه الترجمة عقدها مبينا رحمه الله ان الثناء يسوء في في مثل هذه الحال اذا كان امنا به ووضابط ذلك ضابط ذلك اولا الا يكون في المدح مجازفة ومبالغة وانما يمدحه بصفته التي يعلمها عنه يقينا فيذكره بها ولا يبالغ هذا اولا الامر الثاني ان يأتي القيد الذي سبق ان مر معنا احسبه كذلك والله حسيبه ولا ازكي على الله احدا كما مر معنا آآ في حديث النبي عليه الصلاة والسلام الامر الثالث ان يكون امنا بالشخص من جهة صلاحه واستقامته وتقواه ان ان مثل هذا الثناء لا يظره لا يضره ولا يغره فاذا وجدت مثل هذه الامور واحتيج الى الثناء عليه فلا بأس من ذلك فلا بأس من ذلك قال باب من اثنى على صاحبه ان كان امنا به مشيرا الى ان الامر يسوء اذا كان امنا به واورد شاهدا على ذلك حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل ابو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل ابو عبيدة نعم الرجل اسيد ابن حضير نعم الرجل ثابت ابن قيس ابن شماس نعم الرجل معاذ ابن عمرو ابن الجموح نعم الرجل معاذ ابن جبل رظي الله عنهم وعن الصحابة اجمعين فذكرهم النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الثناء العاطر نعم الرجل وهذه الكلمة نعم يؤتى بها الثناء على الشخص وبيان قدره ومكانته. كما ان كلمة بئس ضدها يؤتى بها لذمه وبيان نقصه وتقصيره فالنبي عليه الصلاة والسلام ذكر هؤلاء بالثناء العاطر والمدح قال نعم فلان نعم فلان نعم فلان ما مثنيا عليهم بذلك والنبي عليه الصلاة والسلام اثنى عليهم بذلك لانه امن امن به وهم صحابته تربوا على على يديه ومن اثنى عليهم هذا الثناء منهم شيوخ كبار ومنهم شبان الذين ذكروا في اخر هؤلاء معاذ ابن عمرو ابن الجموح ومعاذ ابن جبل من شبان الصحابة شباب الصحابة فاثنى عليهم النبي عليه الصلاة والسلام. الشاهد ان هذا يدل على ان الثناء اه اذا احتيج اليه وكان امنا به فانه يسوء لثبوت ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام قال وبئس الرجل فلان وبئس الرجل فلان حتى عد سبعة اي آآ ذكرهم بهذا الوصف مشيرا الى ما فيهم من تقصير او نقص او اخلال آآ معاذ ابن عمرو ابن الجموح معاذ ابن عمرو ابن الجموح مر معنا ذكر لوالده مر معنا ذكر لوالده. والسؤال اطرحه الان الشبان القريبين مني الان آآ بماذا ذكر؟ يعني مر معنا رواية ليست بعيدة فيها ذكر لعمرو ابن الجموح ما هي الرواية؟ ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في شأنه تذكرونها ولا قريب مرت قبل يومين او ثلاثة طيب من يذكرها من الاخوان؟ تفضل قال بل سيدكم عمرو ابن الجموح قال بل سيدكم عمرو ابن الجموح مرت معنا ايضا بعدها جاء في نفس السياق قال كان عمرو كان عمرو ماذا؟ على اصنامهم وذكرت لكم زيادة عند عند ابن حجر انه قال يعرض آآ لاصنامهم في الجاهلية آآ الربط هنا له له هدف والتذكير بما سبق وبما امامنا الان له هدف. لان معاذ بن جبل ومعاذ ابن عمر ومعهم بعض شبان الصحابة لهم قصة جميلة مع عمرو ابن الجموح قبل اسلامه. لان معاذ اسلم قبل والده واخوانه ايضا اسلموا قبل والدهم عمرو ابن الجموع وكان رجلا اهله مكانته في في في قومه عمرو ابن الجموح كان له مكانته في قومه وكان ايضا ميز نفسه او خص نفسه بصنم جعله في بيته بصنم جعله في بيته سماه مناج ومحتفي به يطيبه ويطهره ويعتني به وخصه لنفسه في البيت فلما اسلم معاذ ابنه ومعاذ بن جبل وانت معاذ لا بد كان تتابع معنا ومعاذ ابن جبل لما لما اسلموا قبله ارادوا ان ارادوا ان يبينوا له قبح عبادة الاصنام فكانوا بالليل بعد ان ينام يأتون معاذ ابنه القصة التي يشير اليها اوردها بن هشام في السيرة وايضا ذكرت في ترجمة عمرو ابن الجموح في سير اعلام النبلا وفي الاصابة وفي غير مصدر اه اه فالشاهد كانوا يأتون بالليل معاذ بن جبل ومعاذ بن عمرو ويأخذون الصنم وويذهبون به الى حفر اه كان الناس يتغوطون فيها حفر الناس يتغوطون فيها فيظعون الصنم منكسا في في الحفرة على وجهه في العذرة على وجهه فاذا اصبح اتى اليه في مكانه المعتاد لا يجده ثم يأخذ يبحث عنه ثم يجده على هذه الحال في هذه الحفر فيأخذه الى البيت ويغسله يغسل معبوده يغسله ويطيبه وينظفه ثم يعيده الى مكانه ثم يعبده وهو قبل قليل اخذه من اه منكسا على وجهه في مكان الغائط ثم يفعلون في الليلة الاخرى مثل ذلك تكرر منهم هذا الامر في المرة الاخيرة جاء بالسيف وعلقه في عنقه قال ان كنت صادقا دافع عن نفسك يعني كان بيدك شيء خذ هذا السيف ودافع عن نفسك الان بدأ الامر يقرب من الاتظاح له قال وضع السيف عنده وقال ان كنت صادقا دافع عن نفسك فجاءوا في ذيك تلك الليلة واخذوا السيف واخفوه واخذوا هذا الصنم وجاؤوا بكلب ميت وربطوه في عنقه مكان السيف وذهبوا به في في في بئر ايضا فيها عذر النساء الناس والقوه على على وجهه فاخذ يبحث عنه وجده على على هذه الحال فمن ذاك الوقت آآ ترك عبادة الاصنام وعرف ان انها لا تغني شيئا لا تغني شيئا لا تغني شيئا عن نفسها فكيف تغني شيئا عن عن عابدها مثل قصة رجل اخر اتى من مسافة طويلة الى صنم من الاصنام ولما وصل اليه وهو قاصدا له من مسافة ليسأله ويطلب منه فلما وصل اليه وجد فوق رأسه ثعلب يبول والبول يصب من فوق رأس الصنم الى اسفل قدميه فلما رآه بهذه الصورة وهو جاء اليه من مسافة ليعبده نظر وقال بيتا من الشعر قال ارب يبول الثعلبان برأسه لقد هان من بالت عليه الثعالب وذهب وتركه فهذا الموقف من معاذ ومعاذ كان سببا لهداية عمرو اه ابن الجموح اه رضي الله عنه للاسلام ودخوله فيه ومر معنا الحديث قال النبي عليه الصلاة والسلام قال من سيدكم قالوا قالوا سيدنا من؟ نحن قرأناها في ذاك عندما مرت معنا قرأناها الجد بضم الجيم لكن راجعت في في في ترجمته آآ ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري انه بفتح الجيم وايضا في كتاب المغني في ظبط اسماء الرجال ايضا ذكره كذلك قال بفتح الجيم وتشديد الدال الجد وليس الجد. ونحن قرأناها كذلك لانها ضبطت فالكتاب بضم الجيم والصواب ذلك انه بفتحها نعم قال حدثنا محمد قال حدثنا ابراهيم قال حدثنا محمد بن فليح قال حدثنا ابي عن عبد الله بن عبد الرحمن عن ابي يونس مولى عائشة ان عائشة رضي الله عنها قالت استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بئس ابن العشيرة فلما دخل هش له وانبسط اليه فلما خرج الرجل استأذن اخر قال نعم ابن العشيرة. فلما دخل لم ينبسط اليه كما انبسط الى الاخر ولم يهش اليه كما هش للاخر فلما خرج قلت يا رسول الله قلت لفلان ما قلت ثم هششت اليه وقلت لفلان ما قلت ولم ارك صنعت مثله قال يا عائشة ان من شر الناس من اتقي لفحشه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عائشة قالت استأذن رجل عن عائشة رضي الله عنها قالت استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ابن العشيرة فلما دخل هش له وانبسط اليه قوله بئس اخو العشيرة هذا ذنب بئس تقال في في في مساق او في مقام الذنب فقال بئس اخو الاسيرة ذمه عليه الصلاة والسلام فلما دخل هش له وانبسط اليه هش له وانبسط اليه حتى ان عائشة رضي الله عنها تساءلت فسألت لماذا هشجت له وانبسطت اليه فقال يا عائشة ان من شر الناس من اتقي لفحشه من اتقي لفحشه وهذا الذي فعله النبي عليه الصلاة والسلام يسمى مدراة وفي فرق بين المداراة والمداهنة في فرق بين المداراة والمداهنة. المداراة ان تتنازل عن شيء من دنياك من اجل دينك اما المداهنة عكس ذلك ان يتنازل الانسان عن شيء من دينه لاجل دنياه فالذي فعله النبي عليه الصلاة والسلام اه مداراة لهذا الرجل وسيأتي اه شيء من اه الابواب عند اه ابواب عند المصنف في هذا الامر ان آآ من الناس من يخشى من لسانه او من كلامه او من قوله او من مثلا فحشه او غير ذلك فيضطر الانسان ان يداريه يداريه ما معنى يلين الكلام له ينبسط له في الحديث يبتسم له الى غير ذلك اما دون ان يتنازل عن شيء من من الدين اذا تنازل عن شيء من الدين هذه مداهنة دون ان يتنازل عن شيء من الدين لانه اذا تنازل عن شيء من دينه فهذه مداهنة ودوا لو تدهنوا فيدهنون هذا لا يجوز اما المداراة فهي جائزة المداراة ان يتنازل الانسان عن شيء من من حظه الدنيوي من حقوقه من الاعتبارات الخاصة به الى غير ذلك لاتقاء فحش الانسان لاتقاء سوء قوله الى غير ذلك هذا آآ مداراة لا بأس بها قال فلما خرج الرجل استأذن اخر قال نعم ابن العشيرة فلما دخل لم ينبسط اليه كانبساطه الى الاخر لم ينبسط اليه كانبساطه الى الاخر ولم يهش اليه كما هش للاخر فلما خرج قلت القائل عائشة رضي الله عنه يا رسول الله قلت لفلان ثم قلت لفلان اي قلت بئس اخو العسير ثم هششت اليه وقلت لفلان اي نعم اخو العشير ولم اراك صنعت مثله قال يا عائشة ان من شرار الناس من اتقي لفحشه ان من شرار الناس من اتقي لفحشه. وهذه الرواية التي ساقها البخاري هنا فيها آآ فليح والد محمد وهو صدوق كثير الخطأ والرواية موجودة في الصحيحين وموجودة ايضا عند المصنف رحمه الله تعالى في اخر الكتاب في باب رقم الف في حديث رقم الف وثلاث مئة واحدعش بدون هذه الزيادة يعني زيادة ان رجلا اخر دخل فقال نعم ابن العشيرة ولم ينبسط اليه ولم يهش له هذه الزيادة موجودة هنا في في هذه الرواية اما الحديث في الصحيحين وعند المصنف من غير طريق فليح وهو كثير آآ الخطأ بدون بدون هذه آآ الزيادة نعم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. امين يقول السائل هل عندما امدح احد العلماء والمشايخ الفضلاء؟ كذلك اقول احسبه كذلك والله حسيبه الذي ينبغي ان تكون هذه الكلمة على لسان الانسان عندما يثني اه على احد او يزكيه بعلم او بعبادة او بصلاح او غير ذلك ان يكون نحسبه كذلك ولا نزكي على الله احدا. نعم