الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين ولوالدينا وجميع المسلمين قال امير المؤمنين في الحديث الامام البخاري رحمه الله تعالى باب لا تكرم صديقك بما يشق عليه حدثنا محمد قال حدثنا محمد ابن المثنى قال حدثنا معاذ قال حدثنا ابن عون عن محمد قال كانوا يقولون لا تكرم صديقك بما يشق عليه بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الادب المفرد باب لا تكرم صديقك بما يشق عليه هذه الترجمة جعلها رحمه الله تعالى بين يدي ابواب عديدة تأتي عن الزيارة وفظلها وما جاء فيها فجعل هذه الترجمة بين يدي ابواب الزيارة لان الاصل في الزائر ان يكرم وان يحتفى به وان يعتني به المزور ان يكون لهذه الزيارة وقعها عنده واثرها فقال رحمه الله بين يدي هذه الابواب المتعلقة بالزيارة باب لا يكرم صديقه بما يشق عليه اي ان الاصل ان يكرمه وان يحتفي به وان يحسن اكرامه لكن لا يكرمه بما يشق عليه اي لا يكون في كرامته له الحاقا للمشقة عليه وقد قيل في معنى ذلك اي لا يتكلف هي آآ اكرامه ويبالغ بالطعام وانواعه مبالغة تلحق مشقة في قلب الزائر لان الزائر عندما يزور اخاه او صديقه لا يريد آآ ان يلحق عليه مشقة او كلفة عند زيارته له ولهذا جاء في حديث صحيح قال نهينا ان نتكلف للضيف نهينا ان نتكلف للضيف اي نبالغ اي اي نبالغ اه في في اقامة الانواع المأدبات وانواع المطاعم التي اذا وجدت الحقت في في قلبي الضيف مشقة واذا كان الضيف ايضا للظيافة في نفسه اثرها من حيث آآ مجازاة من اضافه والاحسان اليه فان هذا يفتح ايضا باب تكلفات بين الناس ومبالغات لا حاجة اليها ومبالغات لا حاجة اليها. ولهذا عقد البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب لا تكرم صديقك بما يشق عليه واورد اه تحت هذه الترجمة هذا الاثر عن محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى قال كانوا يقولون لا تكرم صديقك بما يشق عليه كانوا يقولون لا تكرم صديقك بما يشق عليه. كانوا يقولون اي اهل العلم وائمة الفضل وعلماء السلف اه ممن ادركهم محمد رحمه الله تعالى قال كانوا يقولون لا تكرم صديقك بما يشق عليه اي لا تكن ضيافتك وطعامك واحتفاؤك بضيفك يلحق الضيف مشقة يلحق الضيف مشقة نعم قال رحمه الله باب الزيارة حدثنا محمد قال حدثنا عبد الله ابن عثمان قال حدثنا عبد الله ابن المبارك اخبرنا حماد ابن سلمة عن ابي سنان الشامي عن عثمان بن ابي سودة عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا عاد الرجل اخاه او زاره قال الله له طبت وطاب ممشاك وتبوأت منزلا في الجنة ثم عقد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب الزيارة الزيارة اي مشروعيتها زيارة الاخوان بعضهم بعضا ولو كان في الزيارة سفرا يسافر من بلد الى اخر ليزور اخاه في الله يطلب بهذه الزيارة ثواب الله سبحانه وتعالى فهذا فيه فظل عظيم وثواب جزيل يأتي ذكره في حديث اورده المصنف رحمه الله تعالى فهذه الترجمة عقدها ليبين مشروعية مشروعية الزيارة وليبين انها آآ امرا انها امر محبوب جاءت النصوص بالدلالة عليه وبيان فضله وان النبي عليه الصلاة والسلام كان يزور ويزار ويرغب في الزيارة ويذكر عليه الصلاة والسلام فضلها وما يترتب عليها من الاثار الحميدة والعوائد الطيبة بين المتزاورين وان في زيارة المؤمن لاخيه ادخال للسرور عليه وتقوية للرابطة والاخوة الايمانية الى غير ذلك من الثمار والاثار اورد رحمه الله تحت هذه الترجمة حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا عاد الرجل اخاه او زاره اذا عاد الرجل اخاه او زاره غلب في الاستعمال ان العيادة تكون للمريض والزيارة تكون للصحيح والا فكل منهما عيادة وزيارة لكن غلب في في في الاستعمال ان العيادة تكون للمريض والزيارة تكون للصحيح فما كان للمريض يسمى عيادة وما كان للصحيح يسمى زيارة في غالب الاستعمال والا كله عيادة وكله زيارة ويقال اذا تكرر مجيء اخيك اليك اي جاءك مرة من بعد مرة فهي عيادة هيا عاود المجيء وكرر المجيء لكن غلب في الاستعمال اطلاق العيادة في زيارة المرظى والزيارة في زيارة الاصحاء ذكر هنا الامرين مع ذكر الامرين معا الزيارة والعيادة زيارة الصحيح وعيادة المريض واو هنا للتنويع قال من عادى من عادى من قال اذا عاد الرجل اخاه او زاره اذا عاد الرجل اخاه اي مريظا او زاره اي صحيحا قال الله له طبت قال الله له طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا تذكر في فضل آآ الزيارة والعيادة وثوابهما ذكر ثوابا معجلا في الدنيا وثوابا مؤجلا يوم القيامة ففي الزيارة والعيادة ثواب مؤجل وثواب معجل المعجل في في الدنيا وهو قول الله سبحانه وتعالى له طبت وطاب ممشاك فعيادة الاخوان اه زيارة الاخوان وعيادة المرظى من اسباب طيب الانسان ونحن مر معنا باب اه مفيد عند المصنف رحمه الله تعالى عنوانه باب طيب النفس ووذكر رحمه الله تحت تلك الترجمة ما يكون به طيب نفس الانسان ما يكون به طيب نفس الانسان ومن ذلكم الابتعاد عن الاثم وعن الامور التي تفظي الى الاثم وتؤدي اليه وذكر امورا اخرى فمما يلتحق بذاك هذا الحديث لان من اسباب طيب الانسان في حياته وفي معاشه في ممشاه من اسباب اه هذا الطيب آآ آآ انبساطه الى اخوانه واكرامه لهم واحسانه اليهم وعيادته لمريظهم وزيارته لصحيحهم في الله تبارك وتعالى فهذا من الامور التي ينشرح بها الصدر وتطيب بها النفس ويهنأ بها العبد ويبارك له بسببها في في حياته فهذه ثمرة معجلة هذه ثمرة معجلة في الدنيا قال طبت ولا يقال هنا طبت اي طاب ثوابك يوم القيامة فهذا امر اخر يناله العبد ويفوز به يوم القيامة يوم يلقى الله لكن هذه ثمرة معجلة طبت وطاب ممشاك طبت في في نفسك وفي حياتك وطبت في ممشاك لانه ممشى خير وممشى بركة وممشى مواساة وتسلية للاخوان فهذا فيه الثمرة العظيمة المعجلة وهي حصول الطيب للانسان وما من شك ان من طابت حياته في الدنيا بصالح الاعمال وسديد الاقوال نال يوم القيامة دخول الجنة قال الله تعالى طبتم اي في الدنيا فادخلوها خالدين اي جزاء لما كنتم عليه من الطيب في حياتكم الدنيا ادخلوها اي الجنة خالدين الطيب ينال بامور عديدة طيب الانسان في حياته ينال بامور عديدة منها هذه الخصلة الكريمة الا وهي عيادة المرظى وزيارة الاخوان في الله تبارك وتعالى وابتغاء ثواب الله عز وجل قال وتبوأت من وتبوأت منزلا في الجنة تبوأت منزلا في الجنة تبوأ المنزل اي حظي به وفاز به وناله وكان من اهله فمن عاد اخا له في الله اوزاره تبوأ من الجنة منزلا لانه بهذا العمل هيأ لنفسه نزلا كريما في جنات النعيم بان مهد لنفسه من الاعمال الصالحة التي تفضي بمن يعملها الى دخول بالجنة ونيل ثوابها. نعم هذا الحديث في اسناده ابي سنان الشامي وهو لين الحديث ولكن الحديث له شاهد من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه رواه ابو يعلى والبزار وابو نعيم في الحلية وغيرهم فالحديث حسن لغيره لهذا الشاهد نعم قال رحمه الله حدثنا محمد قال حدثنا بشر ابن محمد قال حدثنا عبد الله ابن المبارك عن ابن شوذب قال سمعت مالك بن دينار يحدث عن ابي غالب عن ام الدرداء قالت زارنا سلمان من المدائن الى الشام ماشيا. وعليه كساء وان درورد قال يعني سراويل مشمرة. قال ابن شوذب رؤي سلمان وعليه كساء مطموم الرأس ساقط الاذنين يعني انه كان ارفش فقيل له شوهت نفسك قال ان الخير خير الاخرة ثم اورد رحمه الله هذه الرواية عن ابن سودب قال سمعت مالك بن دينار يحدث عن ابي غالب عن ام الدرداء قالت زارنا سلمان من المدائن الى الشام ماشيا وهذا موضع الشاهد من هذا السياق للترجمة وهي ان سلمان زارهم اي زار بيت ام الدرداء ماشيا اه اه من المدائن وهي في العراق الى الشام ماشيا اي على قدميه وهذا فيه ان سلمان تحرك من المدائن الى الشام من اجل هذه الزيارة في الله تبارك وتعالى وهذا فيه ان الزيارة في الله كانت من دأب السلف ومن القربات التي كانوا يعنون بها ويتقربون بها الى الله سبحانه وتعالى ولم يكن لهم في تلك الزيارات مقاصد دنيوية او مطالب دنيوية وانما كانت زيارات في الله لا يبتغي بالزيارة الا وجه الله سبحانه وتعالى وطلب ثوابه جل وعلا فيتحرك من مكانه الى اخيه زائرا له في الله لا يبغي من وراء زيارته الا ثواب الله سبحانه وتعالى قالت زارنا سلمان من المدائن الى الشام ماشيا وعليه كساء واندر ورد قال يعني سراويل مشمرة فيها ان هيئته في لباسه كانت هيئة آآ متواضعة كانت هيئة متواضعة فكان هذا لباسه الذي سافر فيه ورحل من اجل اه الزيارة فكان على هذه الهيئة من اللباس قال يعني سراويل مشمرة ثم اورد بعد ذلك آآ عن ابن سودب ومر معنا في الاسناد بين ابن سودب واما الدرداء رجلان وهما مالك ابن دينار وابي غالب وابو غالب فهنا ابن سودب يقول رؤيا سلمان فنلاحظ الان في الاسناد انقطاع يعني في مسافة بين ابن سودب وبين سلمان لان روايته للحديث فيما تقدم لنا بينه وبين ام الدرداء رجلان وهنا يروي عن سلمان قال رؤيا سلمان ولهذا قيل في هذا الاسناد معضل قيل هنا في هذا الاسناد في قول ابن سودب قيل معضل والمعضل ما سقط فيه من الاسناد رجلان او اكثر وهنا ساقط من اسناد رجلان او اكثر بين ابن سودب وسلمان رضي الله عنه والمعظم من اقسام الضعيف كما هو معلوم قال ابن سودب رؤيا سلمان وعليه كساء مطموم الرأس وعليه كساء اه نوع من اللباس مطموم الرأس قيل ضم رأسه اي جزه يقال ضم رأسه اي جزه واستأصله وقال الساقط الاذنين قيل اي عريظ الاذنين فكان مجزوزا الرأس وساقط الاذنين اي عريض الاذنين يعني انه كان ارفش يعني انه كان ارفش قيل في معنى ارفش وقال رفشت اي عظمت فارفس الاذنين يقال فلان ارفش الاذنين اي عظيم الاذنين عريض الاذنين فقيل له شوهت نفسك فقيل شوهت نفسك يعني ان هذه الهيئة التي اه انت عليها اه ليست بالهيئة الجميلة او بالهيئة الحسنة قيل شوهت نفسك قال ان ان الخير خير الاخرة قال ان الخير طير الاخرة لكن هذا كما عرفنا آآ لم يثبت وهو من قبيل المعضل وهو ضعيف ولكن آآ قول ان الخير خير الاخرة هذا ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام مرفوعا اليه في غير هذا الاسناد وهو صحيح المعنى وصح لفظه عن نبينا عليه الصلاة والسلام صح اليه مرفوعا الخير خير الاخرة ووالله تبارك وتعالى قال في القرآن في القرآن الكريم وللاخرة خير وابقى فالخير خير الاخرة يعني الخير التام الكامل الوافي الذي لا نقص فيه ولا مكدر فيه ولا اه يلحقه ايضا منقصات او مكدرات او نحو ذلك هو خير الاخرة ما خير الدنيا فهو خير اه يلحقه ما يلحقه من المنغصات والمكدرات ومآله الى النفاذ والفناء والفناء ما عندكم ينفد وما عند الله باق نعم قال رحمه الله باب من زار قوما فطعم عندهم حدثنا محمد قال حدثنا محمد ابن سلام قال حدثنا عبد الوهاب عن خالد الحداء عن انس ابن سيرين عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم زار اهل بيت من الانصار فطعم عندهم طعاما فلما خرج امر بمكان من البيت فنضح له على بساط فصلى عليه ودعا لهم ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة في الزيارة قال باب من زار قوما فطعم عندهم من زار قوما فطعم عندهم وهذا فيه ايضا اه اه زيارة الاخوان وايضا ما يسمى الان ممالحة الاخوان عندما يمالحه فيطعم من طعامه وهو يشاركه في في طعامه فيأنس يا نساء الانسان باخيه عندما يزوره ويشاركه في شيء من من طعامه ثم ايضا يدعو لاخيه على ذلك فهذا لا شك انه من اسباب الالفة وقوة اللحمة وعظم التآخي والتآلف ولهذا الامام البخاري رحمه الله عقد هذه الترجمة في بيان ذلك قال باب من زار قوما فطعم عندهم وساق هنا حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم زار اهل بيت من الانصار جاء في فتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله قال هو بيت اهل عتبان ابن مالك الانصاري قال زار اهل بيت من من الانصار فطعم عندهم طعاما فطعم عندهم طعاما. فلما خرج امر بمكان من البيت قوله فلما خرج اي اراد ان ان يخرج كما هو واضح طن في دلالة السياق على ذلك قال فلما خرج امر بمكان من البيت فنضح له على بساط اه البساط الذي نضح يعني رش بالماء ورش رش البساط بالماء كان له سبب جاءت رواية اخرى تفسر ان البساط كان من حصير وكان فيه شيء من السواد يعني كانه متسخ فنضح بالماء اي من اجل تنظيفه من اجل ان يكون اه نظيفا فلاجل ذا نضح بالماء قال فنضح له على بساط فصلى عليه ودعا لهم. وهذا فيه الدعاء لا لا الدعاء لمن ضيف انسانا وقدم له طعاما وثبت عن عن النبي عليه الصلاة والسلام جملة من الادعية لعله يأتي شيء منها لاحقا عند المصنف رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله حدثنا علي ابن حجر قال اخبرنا صالح ابن عمر الواسطي عن ابي خلدة قال جاء عبد الكريم ابو امية اتى الى ابي العالية وعليه ثياب صوف فقال له ابو العالية انما هذه ثياب الرهبان ان كان المسلمون اذا تزاوروا تجملوا ثم اورد رحمه الله هذا الاثر قال جاء عبد الكريم ابو امية الى ابي العالية وعليه ثياب صوف جاء عبد الكريم الى ابي العالية اي زائرا له يعوده ويزوره في بيته وكان عليه ثياب صوف فانكر عليه ابو العالية هذه الهيئة قال انما هذه ثياب الرهبان قال انما هذه ثياب الرهبان والرهبان عباد النصارى وكان من عادة عباد النصارى الذين يطلق عليهم رهبان انهم يترهبون بالتعبد والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بعبادات واعمال لا تشرع رهبانية ابتدعوها اعمال يفرضونها على انفسهم ويلزمون انفسهم بها ويجعلونها من جملة قرباتهم التي يتقربون بها الى الله سبحانه وتعالى والاصل ان العبد في تقربه الى الله عز وجل يتقرب اليه بما شرع وبما اذن له به وبما امره جل وعلا به فاذا كان اه قد اوسع الله عليه بالمال ومن الله عليه بالمال ويجد لباسا طيبا فالله يحب ان يرى اثر نعمته على على عبده فيلبس لباسا طيبا اذا اراد ان يخرج الى المساجد وخذوا زينتكم عند كل مسجد اذا اراد ان يزور اخوانه ويعود اخوانه لا يلبث ثيابا طمرة وثيابا بالية وهو يجد قد اعطاه الله مالا واعطاه الله خيرا لكن ان لبس ثيابا رثة لانه لا يجد اصلا الا هذا فهذا امر اخر لكن اذا كان الله عز وجل اعطاه مال واعطاه خيرا واوسع عليه فيأخذ زينته عندما يأتي المساجد بيوت الله عز وجل ويأخذ زينته ايضا عندما يزور اخوانه ويعود اخوانه ولهذا قال آآ ابو العالية ان كان المسلمون اذا تزاوروا تجملوا ان كان المسلمون اذا تزاوروا تجملوا تزاوروا تفاعل يعني تبادل الزيارة كانت هذه حالهم في الزيارة اذا تزاوروا اي اذا زار بعضهم بعضا يتجملون هذا من هدي السلف كما يوضح ذلك ابو العالية رحمه الله ان الانسان اذا اراد ان ان يزور اخاه يتجمل يتجمل وايضا اذا علم كما سيأتي في الرواية القادمة ان اخا سيزوره في في بيته وسيأتيه او وافدا كريما من آآ قادم من بلد اخر قادما لزيارته يلبس له وهو يتجمل فالتجمل سواء في الزائر او المزور بدون مبالغة في ذلك نوع من من الاحتفاء فرق بين انسان يعاد اه في بيته ويقابل ضيفه ومن يعوده بثياب البيت التي يجلس بها مع اطفاله واولاده وبين من يتهيأ لضيفه بلباسه آآ الجميل ولباسه الحسن ايضا فرق بين من يذهب لزيارة اخوانه وعيادة اخوانه ويتجمل لزيارتهم ويتطيب وبين من يأتيهم بثياب رثة وهو يجد غيرها. اما اذا كان لا يجد الا ذلك فلا ملامة عليه اذا كان لا يجد الا ذلك فلا ملامة عليه لكن اذا كان الله اوسع عليه واعطاه خيرا اعطاه مالا ثم يلبس ثيابا بالية او ثيابا مرقعة وربما ايضا تقصد آآ ان يرقع ثيابه وهو يجهد تقصد ان ان يرقع ثيابه. ويقال عن بعضهم انه يتقصد اذا اشترى ثوبا شديدا اخذ يقطع اجزاء منه ثم يرقعه حتى يكون ثوب مرقع حتى يكون ينظر اليه اه انه زاهد يقطع الثوب وهذا من اتلاف من اتلاف المال من اتلاف المال ومن اضاعة المال نهي عن ذلك يقطع الثوب قصدا ثم يرقعه او يجعل فيه شيء من الشقوق حتى ينظر اليه انه زاهد فهذا امر لم يأذن الله به ولم يشرعه الله وهذا من اضاعة المال ومن اتلاف المال وليس مما يتقرب به الى الله تبارك وتعالى فالشاهد ان من من هدي السلف رحمة الله عليهم ومن طريقتهم في الزيارات وتبادل الزيارات ان انهم كانوا يلبسون يلبس الواحد احسن ما يجد او يلبس الثياب الجيدة الطيبة النظيفة واذا كان يجد طيبا ايضا تطيب بزيارة اخوانه كان هذا هديهم ولهذا انكر ابو العالية انكر على اه على عبد الكريم ابي امية قال هذا لباس الرهبان. قال هذا لباس الرهبان لما آآ وجده قد زاره بهذه الثياب الصوف بهذه الثياب والصوف ولعل كلام ابي العالية مع هذا الرجل بهذا الكلام لعلمه بانه يجد لا يظن بان لا يظن بابي العالية ان يأتيه رجل فقير لا يجد الا هذا الثوب ولا يملك الا هذا الثوب ويعلم من حاله انه فقير ثم يقول له هذا الكلام لا لا يمكن لكنه يعلم من حاله انه يجد اه يجد وعنده مال وعنده خير فيستطيع ان ان يلبس ويتجمل لاخوانه فالذي يلام في هذا الامر او يلحقه اللوم في هذا الامر الانسان الواجد الذي يجد اما الانسان الفقير او الذي هذا هو ما يجده من الثياب فلا يلحقه ملامة في شيء من ذلك ثم قد تتساءل هنا عن علاقة الاثر بالترجمة لان هذا في الزيارة فقط والترجمة من سار قوما فطعم عندهم من زار قوما فطعم عندهم والجواب ان الزيارة من من توابعها من توابعها ومكملات الزيارة وتمام الاحتفاء بالزائر ان يقدم له طعاما فلو لم ولو لم يذكر طعام في هذه الرواية وكذلك الرواية القادمة المتعلقة بالوفود الاصل في في الزائر والوافد ان يكرمه آآ مظيفه بما يجد من الطعام في بيته ولو لم يذكر الطعام في هذه الرواية تأتي السياق او في المعنى دلالة على ذلك. نعم قال رحمه الله حدثنا مسدد عن يحيى عن عبدالملك الارزمي قال حدثنا عبد الله مولى اسماء قال اخرجت الي اسماء جبة من طيالسة عليها لبنة شبر من ديباج وان فرديها مكفوفان به فقالت هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبسها للوفود ويوم الجمعة ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عبد الله مولى اسماء قال اخرجت الي اسماء رضي الله عنها جبة من طيالسة عليها الابنة عليها لابنة شبر من ديباج وان فرجيها مكفوفان به آآ الطيالسة نوع من الكساء واللباس وهي اه اه جبة كانت لرسول الله عليه الصلاة والسلام وكان قد خصصها يلبسها للوفود عليه الصلاة والسلام خصصها يلبسها للوفود عندما يقدم عليها الوفود وكانت صفة اه هذه الجبة كما ذكر هنا في هذه الرواية قال عليها لبنة شبر من من ديباج وان فرجيها مكفوفان بها فرجيها اي شقيها وطرفيها مكفوفان اي مخيطان بها اي هذه اللبنة التي هي شبر من ديباج آآ طرفي هذه الجبة اه مكفوفان اه مكفوفان بها اي بالديباج آآ الذي منه آآ قدر لابنه في في في هذه الجبة التي كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان قد خصصها عليه الصلاة والسلام يلبسها عند زيارة الوفود. قال كانت قالت كان يلبسها للوفود ويوم الجمعة كان يلبسها للوفود ويوم الجمعة وهذا فيه من الفائدة ان الزائر ولا سيما اذا كان وافدا وقادما من من بلاد اخرى على الانسان فيحتفي به ويلبس له احسن ما يجد ويلبس له احسن ما يجد وكان هذا من هدي النبي عليه الصلاة والسلام اذا قدم عليه الوفود يلبس لهم مثل هذا اللباس صلوات الله وسلامه عليه وعدم ذكر الطعام فهنا آآ في الرواية في الجملة دلالة عليه. لان الاصل في الوافد اذا قدم على الانسان في في بيته ان يكرمه ويطعمه بما يجد وما يتيسر من الطعام. نعم قال رحمه الله حدثنا المكي قال حدثنا حنظلة عن سالب بن عبدالله قال سمعت عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال وجد عمر حلة استبرق فاتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشتري هذه والبسها عند او حين تقدم عليك الوفود فقال عليه الصلاة والسلام انما يلبسها من لا خلاق له في الاخرة واوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلل فارسل الى عمر بحلة والى اسامة بحلة والى علي بحلة فقال عمر يا رسول الله ارسلت بها الي لقد سمعتك تقول فيها ما قلت فقال النبي صلى الله عليه وسلم تبيعها او تقضي بها حاجتك ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عبد الله ابن عمر قال وجد عمر اه حلة استبرق قال فاتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشتري هذه والبسها عند الجمعة او حين تقدم عليك الوفود فلاحظ هنا اه اه عمر رضي الله عنه يعرض على النبي عليه الصلاة والسلام هذه الحلة التي رآها عمر جميلة اه حسنة اعجبته فاتى بها الى النبي عليه الصلاة والسلام وعرظ عليه ان ان يقتنيها من اجل ان يلبسها يوم الجمعة وايضا من اجل ان يلبسها عند مجيء الوفود اليه وهذا يفيدنا انه من المتقرر عندهم ان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يخص الوفود ويخص يوم الجمعة بمزيد لباس ومزيد تمييز باللباس والهيئة كان هذا متقررا ولهذا عرظ عليه عمر رظي الله عنه هذا الارظ قال تلبسها يوم الجمعة وتلبسها حين حينما يأتيك الوفود لما رأوه من حال النبي عليه الصلاة والسلام انه يخص الجمعة وايضا يخص الوفود الذين يأتون اليه بمزيد تجمل في في لباسه اه وفيما يلبسه صلوات الله وسلامه عليه. فجاء بها يعرضها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انما يلبسها من لا خلاق له في الاخرة. ومعنى لا خلاق له اي لا حظ له ولا نصيب يوم القيامة لانها اه مصنوعة من من الحرير والحرير محرم على الرجال فقال النبي عليه الصلاة والسلام انما يلبسها من لا خلاق له في الاخرة ثم ان النبي عليه الصلاة والسلام اوتي بحلل اتي بحلل فارسل الى عمر بحلة والى اسامة بحلة والى علي بحلة فقال عمر يا رسول الله ارسلت بها الي لقد سمعتك تقول فيها ما قلت اي تقول فيها انه لا يلبسها اه الا من لا خلاق له في الاخرة فقال له النبي عليه الصلاة والسلام لم لم ارسلها اليك لتلبسها قال ارسلتها لتبيعها او تقضي بها حاجتك او تقضي بها حاجتك وهذه الرواية كما تعلمون مرت معنا مرتين هذا الحديث مر معنا مرتين وتقدم ان عمر رضي الله عنه اهداها الى اخ اه له مشرك اهداها الى اخ له من امه مشرك والرواية تقدمت معنا مرتين مرة في باب ماذا؟ ومرة في باب ماذا؟ نعم ما هو للقريبين للجميع. في احد يستحضر ولا بتقليب الصفحات الماضية تستحضر المشكلة ما اسمع صوتك نبي واحد قريب شوي على كل حال آآ الرواية تقدمت معنا مرتين منها مرة في باب الهدية للمشرك نعم تفضل قال رحمه الله باب فضل الزيارة حدثنا سليمان بن حرب وموسى بن اسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن ابي رافع عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال زار رجل اخا له في قرية فارشد الله له ملكا على مدرجته فقال اين تريد قال اخا لي في هذه القرية فقال هل له عليك من نعمة تربها قال لا اني احبه في الله قال فاني رسول الله اليك ان الله احبك كما احببته ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب فظل الزيارة الترجمة الماضية او الترجمة التي قبل الماضية قال باب الزيارة وذكر فيها ما يدل على فضل الزيارة لكن كأن الامام البخاري رحمه الله عقد هذه الترجمة ليخص فيها بالبيان الزيارة التي بسفر الزيارة التي بسفر وبرحلة يتكلفها الزائر الى ان يصل قرية المزور او بلد المزور او مكان المزور فيسافر من بلد الى بلد من اجل الزيارة في الله تبارك وتعالى ولهذا لم يورد فيها الا حديثا اه واحدا وهو حديث ابي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال زار رجل اخا له في قرية زار رجل اخا له في قرية والاخوة هنا اخوة الايمان واخوة الدين واذا كان اخا في الله واخا في النسب ورحل اليه زائرا له فالثواب اعظم والاجر اكبر لانه جمع بين الزيارة لاخ في الله والصلة قريبا له وقد مرت معنا ابواب في الصلة ومر معنا ايظا ما جاء في ثوابها وعظيم اجرها عند الله تبارك وتعالى قال زار رجل اخا له في قرية فارشد الله ملكا على مدرجته. ارصد ملكا اي اقعد واجلس ملكا ويقال ارصد لمن اجلس في مكان يراقب ويتابع يرصد المكان ويتابع القادم والاتي والرائح قال فارصد على فنعم فارصد الله ملكا على مدرجته والمدرجة الطريق المدرجة الطريق ويسمى الطريق مدرجة لان الانسان يدرج عليه. ويمشي عليه فارصد على مدرجته ملك اي امر الله سبحانه وتعالى ملكا ان يجلس في طريقه يرصد مجيئه ويتحرى مجيئه اه قال فارصد الله له ملكا على مدرجته فقال اين تريد قال اين تريد قال اخا لي في هذه القرية يعني اه اريد بسفري هذا او مشي هذا زيارة اخ لي في هذه القرية فقال اي الملك هل له عليك من نعمة تربها هل له عليك من نعمة تربها اي ترعاها وتحفظها هلا اسدى اليك معروفا صنع اليك معروفا قام بما يخصك امر او بمصلحة فتحفظ له هذا الامر وتربه وترعاه وتريد ان ان تكافئه مثلا على ذلك هل هناك سبب من من هذا القبيل؟ ام انها زيارة خالصة لله تبارك وتعالى ولاجل الله قال هل هل له عليك من نعمة تربها لاحظ هنا هذا السؤال يبين لك قيمة الاخلاص ومكانته في العمل وتمحص العمل عند العبد بحيث لا يبتغي بعمله الا وجه الله عز وجل فاذا خلص العمل وصفى ولم يكن به ارادة اخرى وانما الارادة صافية نقية لا يبتغى به الا وجه الله سبحانه وتعالى فيبارك بالعمل وان قل ولهذا قليل من العمل بالاخلاص خير من كثير من العمل بلا اخلاص فالاخلاص يجعل القليل كثيرا يكثر القليل وينميه ويبارك فيه ويعظم ثوابه عند الله تبارك وتعالى فالملك هنا يسأله هذا السؤال تمحيصا النية قال هل تريد هل له عليك من نعمة تربها؟ قال لا ليس هناك سبب اه ليس له علي يد ليس له علي يد ولم يسبق ان ان حصل لي نعمة من جهته فاكافئه لاجلها او نحو ذلك. لا يوجد سبب من ذلك اذا ما هو السبب قال اني احبه في الله ما ما يوجد سبب الا هذا قال اني احبه في الله فالزيارة دفعني اليها وحركني من اجلها انني احبه في الله هذا هو السبب قال لانني احبه في الله قال فاني القائل الملك قال فاني رسول الله اليك ان الله احبك كما احببته ان الله احبك كما احببته. وهذه باقية. النبي عليه الصلاة والسلام ذكر هذه القصة ليبين للامة هذا الثواب الذي الذي يفوز به من يقوم بهذا العمل وهو من يسافر وهو يرحل الى قرية الى مكان لا لشيء الا لزيارة اخ له في الله ليطرق عليه بابه وليسلم عليه ويزور ومن ثم يعود فيقول عليه الصلاة والسلام قال الملك فاني رسول الله اليك ان الله احبك كما احببته وهذا فيه فضيلة التحاب في الله وان الله عز وجل يحب المتحابين فيه بل جاء في الحديث ان الله سبحانه وتعالى يقول يوم القيامة اين المتحابون في يقول سبحانه وتعالى يوم القيامة اين المتحابون في؟ اظلهم في ظل في ظل عرشه او كما جاء في الحديث اين المتحابون في؟ اين المتزاورون في؟ هكذا جاء في الحديث. يقول الله سبحانه وتعالى يوم القيامة اين المتحابون في اين المتزاورون في؟ يقول ذلك جل وعلا يوم القيامة فالتحاب في الله والتزاور في الله ابتغاء ثواب الله ورجاء موعوده سبحانه وتعالى هذا فيه ثواب عظيم يكفي الانسان ان يفوز بحب الله تبارك وتعالى له كفى بها آآ مفخرة للانسان ومنقبة وثوابا ان يفوز بذلك بهذا الامر بحب الله تبارك وتعالى له واذا احب الله عبده اذا احب الله عبده ماذا ينال العبد كل خير في الدنيا والاخرة يتفرع عن ذلك اذا احب الله عبده يسر له امور دينه ودنياه واخراه. وفاز بكل سعادة وغنيمة في الدنيا والاخرة قال اني رسول الله اليك ان الله احبك كما احببته لماذا؟ لانه احبه في الله ولاجل الله تبارك وتعالى وقد جاء في الحديث الصحيح اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وجاء ايضا في الحديث الاخر قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليهم ما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار قال رحمه الله باب الرجل يحب قوما ولما يلحق بهم حدثنا عبد الله ابن مسلمة قال حدثنا سليمان ابن المغيرة عن حميد ابن هلال عن عبد الله ابن الصامت عن ابي ذر رضي الله وعن قال قلت يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع ان يلحق بعملهم قال انت يا ابا ذر مع من احببت قلت اني احب الله ورسوله. قال انت مع قال انت مع من احببت يا ابا ذر ثم عقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة باب الرجل يحب قوما ولما يلحق بهم وهذه الترجمة من باب الشيب الشي يذكر لان الامام البخاري رحمه الله لما ذكر فضل الزيارة وذكر في تمامها قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الملك قال ان الله احبك كما احببته فهذا فيه فظل اه التحاب في الله تبارك وتعالى فعقد الامام على البخاري رحمه الله على اثر ذلك بابا يبين من خلاله المكانة العلية والمنزلة الرفيعة التي يحظى بها من احب قوما اي من اهل التقى واهل الصلاح واهل الايمان احبهم لتقواهم واحبهم لصلاحهم واحبهم لايمانهم فعقد هذه الترجمة لبيان فضيلة من كان كذلك ولما يلحق بهم ولما يلحق بهم ولما ادت نفي وقال اهل العلم ان لما ينفى بها الشيء الذي لما يحصل ويتوقع او ينتظر حصوله مثل قول الله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم فقال قال ولما يلحق بهم فعقد هذه الترجمة ليبين من خلالها ثواب من احب قوما لايمانهم لصلاحهم لتقواهم لحسن استقامتهم على طاعة الله تبارك وتعالى وهو لم يلحق بهم لم يصل الى رتبتهم في العلم او في العبادة او في الاستقامة لم يصل لكنه احبهم فماذا له من الثواب ماذا له من الثواب؟ يأتي الجواب في حديث النبي عليه الصلاة والسلام انت مع من احببت ولما يلحق بهم لانه اذا لحق بهم صار مثلهم لكنه لم يلحق بهم في علمهم ولم يلحق بهم في عبادتهم ولم يلحق بهم في لكنه يحبهم قلبه محب لهم فماذا يفوز بهذه المحبة؟ قال انت مع من احببت. وسيأتي فرح الصحابة العظيم رضي الله عنهم وارضاهم بقول النبي عليه الصلاة والسلام انت مع من احببت ومن يقدر هذه الكلمة قدرها ويعرف وقعها ومكانتها فعلا يتحرك قلبه بل يطير قلبه فرحا مثل ما حصل من الصحابة الكرام رظي الله عنهم وارظاهم فاذا هذه الترجمة عقدها الامام البخاري رحمة الله عليه ليبين فظيلة وعظيم ثواب من احب قوم اي من اهل الايمان والتقى والاستقامة ولكنه لم يلحق بهم يعني لم يصل الى رتبتهم ومنزلتهم في الاستقامة او في العلم او في الفضل ماذا ينال من الثواب؟ اورد هنا حديثين الحديث الاول حديث ابي ذر رضي الله عنه قال فقلت يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع ان يلحق بعملهم يحب القوم ولا يستطيع ان يلحق بعملهم اي نفسه آآ لا تنشط للوصول الى ما وصلوا اليه من الاعمال يزودونهم في في العمل. ومن المعلوم ان اهل الايمان متفاوتون في الاعمال ليسوا في الاعمال وفي الطاعات وفي القربات على رتبة واحدة والايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف واهل الايمان متفاضلون في ايمانهم ولهذا ينبغي ان يعلم ان هذا الحديث من الاحاديث الدالة على زيادة الايمان ونقصانه وهو من الاحاديث الدالة على تفاضل اهل الايمان في ايمانهم وانهم ليسوا في ايمانهم على رتبة واحدة. ولهذا قال هنا لا قال هنا الرجل يحب القوم ولا يستطيع ان يلحق بهم اذا القوم الذين لا يستطيع ان يلحق بهم هم ازيد ايمانا منه وهو انقص ايمانا منهم فالايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف. واهله ليسوا فيه سواء وهذا من الاصول المتكررة في عقيدة اهل السنة والجماعة. وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف والحديث الاخر قال وذلك اضعف الايمان والله يقول في القرآن فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فهم ليسوا فيه على درجة واحدة اذا اذا رأى الانسان من هم من هم افظل منه ايمانا واصلح منه واحسن منه استقامة وازكى منه واشد منه محافظة على طاعة الله. ما الذي ينبغي عليه؟ في مثل هذه الحال. اذا فقه هذا الحديث وعقل هذا المعنى اقل ما يكون منه ان ان لا يكون في قلبه غل لهؤلاء ولا يكون في حقد ولا يكون فيه ضغينة لان بعض الناس نسأل الله العافية والسلامة لم يستقم وقلبه فيه غيظ وغل على المستقيمين الم يستقم هو وقلبه فيه غل وفيه غيظ. اذا رأى المستقيم بعضهم بدون مبالغة كأنه رأى الشيطان اذا رأى المستقيم يكفهر ونفسه تنقبض ويتحرك في قلبه حقد وضغينة الى غير ذلك من المعاني. هذا بلا والعياذ بالله هذا بلى فالانسان الذي ما استقام ينهض بنفسه اولا في حب اهل الاستقامة وينقي قلبه لا يجعل في قلبه غل او حقد او ظغائن او من تلك الامراض ينقي قلبه كيف كيف يكون هذا هذا الانسان او هؤلاء الاناس اه على استقامة وعلى طاعة وعلى عبادة وانا لست على استقامة ولا على طاعة ولا على عبادة ثم قلبي ايضا لا يكون نظيفا تجاهه اهو هذي مصيبة اذا فتنقية القلب وتصفيته من الغل والحقد على اهل الايمان هذا من المطالب العظام والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ونسأل الله ان يجعلنا اجمعين كذلك الا يجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. اي خير في في اي خير في قلب يمتلئ غل للمؤمنين وهو ينطوي على غل للمؤمنين وحقد او او شيء من هذه المعاني فمن سلمه الله اذا نقى الانسان قلبه من الغل فهذه آآ اه مكانة طيبة من الله تبارك وتعالى عليه بها فيبدأ يزيد في الخير ويرتقي في درجاته ومنازله فيحبب قلبه لاهل الخير يحبب قلبه لاهل الخير يحب الصالحين لصلاحهم واهل الفضل لفظلهم واهل الاستقامة لاستقامتهم ويملأ قلبه بمحبة اهل الخير ومحبة اهل الفضل ولا يجعل في قلبه شيء من المعاني السيئة التي سبقت الاشارة اليها فاذا اكرم الله عبده واحب اهل الفضل لفظلهم لحق بهم وان لم يبلغ اه ما بالغوه من العبادة او العلم او الطاعة والاستقامة بالمحبة وهذا يبين لنا ان المحبة وهي شيء يكون في القلب لها عوائدها العظيمة واثارها المباركة آآ التي ذكرها آآ شيء او التي ذكر شيئا منها النبي عليه الصلاة والسلام في في هذا الحديث قال اه قال ابو ذر رضي الله عنه قلت يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع ان يلحق بعملهم يحب القوم ولا يستطيع ان يلحق بعملهم هذا واضح في انه احبهم لايمانهم ولاعمالهم وطاعاتهم لكنه لا يستطيع ان يلحق بعملهم قال انت يا ابا ذر مع من احببت انت يا ابا ذر مع من احببت قلت اني احب الله ورسوله قال انت مع من احببت يا ابا ذر انت مع من احببت يا ابا ذر وسيأتي الحديث الذي بعده المرء مع من احب المرء مع من احب نعم قال رحمه الله حدثنا مسلم ابن ابراهيم قال حدثنا هشام قال حدثنا قتادة عن انس رضي الله عنه ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله متى الساعة فقال وما اعددت لها؟ قال ما اعددت لها من كبير. الا اني احب الله ورسوله. فقال المرء مع من من احب قال انس فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الاسلام اشد مما فرحوا يومئذ ثم ختم هنا بهذا الحديث حديث انس ان رجلا سأل النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا نبي الله متى الساعة فقال وما اعددت لها هذا يسمى جواب الحكيم يسمى جواب الحكيم عندما يسأل انسان سؤالا اه ويدع سؤالا هو اولى به ان يسأل عنه او ان يهتم به الرجل يقول متى الساعة السؤال الذي ينبغي ان يطرح هو ماذا اعددت للساعة ماذا اعددت للساعة ارأيتم لو ان لو انه قيل لقوم في بلد قيل لهم الجيش قادم الجيش قادم عليكم الجيش قادم عليكم في اه قريتكم او في مدينتكم متوجه اليكم ثم بعضهم قال متى الوصول متى يوصلون اي ساعة تقريبا؟ والاخر بدأ ينطلق ويبحث عن سلاحه وعدته ويتجهز ويتهيأ من الموفق في مسلكه واحد جالس ويقول متى الوصول الساعة كم تقريبا يوصل الجيش والثاني يقول والثاني مجرد ما سمع الكلمة هب وفزع واجتهد وبدأ يرتب نفسه ويهيئ نفسه ما هو المهم يصل بعد ساعة ولا بعد ساعتين ولا بكرة او غد. المهم انا اكون مستعد المهم ان اكون مستعد ومتهيأ ففرق بين المسلكين اه مسلك من اه تتعطل عنده الاعمال والجد والاجتهاد متى كذا ومتى كذا ولا يعمل وشخص متفرغ للعمل ومجتهد للعمل فالنبي عليه الصلاة والسلام نبهه بهذا الى ما ينبغي ان يهتم به. قال متى الساعة الساعة في حق كل انسان متى بمجرد موته من مات قامت قيامته قد يكون بعد ساعة وقد يكون بعد يوم وقد يكون بعد شهر وقد يكون بعد سنة فمن مات قامت قيامته من مات قامت قيامته اذا الذي ينبغي ان تتجه له الهمة هو ماذا هو العمل كانوا يقولون في ترجمة بعض السلف كانوا يقولون في ترجمته لو قيل له ان ملك الموت بباب بيتك لم يكن عنده زيادة عمل لان حياته مملوءة بالاعمال فلو قيل له ان ملك الموت ببابك ما كان عنده زيادة عمل لانه مستمر يعمل يعد اعمال وفيه اناس لو لو قيل له ان ان ملك الموت بباب بيتك كم من الاعمال نضيع وكم من الصلوات؟ وكم من امور مفرط فيها ومضيع. اذا الساعة اتية لا ريب فيها. الساعة اتية لا ريب فيها. القيامة ستقوم. الناس سيبعثون وسيقفون بين يدي الله وسيحاسبون وسيجازون. هذه حقائق هذه حقائق لسيراها الناس وسيلقونها الذي ينبغي ان تتجه له همة الانسان العمل ولهذا جاء جواب الحكيم قال ماذا اعددت لها ماذا اعددت لها فاجاب الرجل بجواب عظيم قال ما اعددت من كبير جاء في الصحيح ما اعددت من كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة وجاء في في هذا في الصحيحين وجاء في لفظ عند مسلم من كثير من كثير احمد عليه نفسي من كثير احمدوا عليه نفسي يعني كانه الاعمال التي عنده من النوافل والرغائب اه صيام التطوع وصلاة التطوع و صدقة التطوع اه مقل فيها ولهذا قال ما اعددت لها من كبير اي من كبير صلاة او صيام او صدقة والمراد هنا التطوع فقال قال ما اعددت من كبير الا اني احب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب المرء مع من احب وهذا امر يفرح به المؤمن غاية الفرح المؤمن الذي اكرمه الله بمحبة النبي عليه الصلاة والسلام ومحبة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة والذين شهدوا بدر والذين شهدوا احد والصحابة اجمعين والتابعين ومن تبعهم باحسان يحب اهل العلم يحب اهل الفضل النبي صلى الله عليه وسلم يقول المرء مع من احب ومر معنا ولما الحق بهم وهنا يقول ما عندي من كبير صيام ولا صدقة قال المرء مع من احب المرء مع من احب فهذا فهذه فضيلة عظمى ولهذا فرح الصحابة بهذه الكلمة فرحا عظيما انظر وصف فرحهم. يقول انس فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الاسلام اشد مما فرحوا يومئذ قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. هو خير مما يجمعون فرحوا بهذه الكلمة. هذه الكلمة كان لها وقع كبير مدوي في قلوب الصحابة وكثير منا تمر عليه هذه الكلمة ما لها وقع او وقعها ضعيف او تأثيرها على نفسه ضعيف وهذا يسبب الغفلة. وعدم ادراك مثل هذه المعاني الجليلة العظيمة الكبيرة. قال المرء مع من احب فالذي يحب الله ويحب الرسول عليه الصلاة والسلام يحب ابا بكر يحب عمر يحب اهل الايمان له هذه الفظيلة التي قال النبي عليه الصلاة والسلام المرء مع مع من احب قال انس فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الاسلام اشد مما فرحوا يومئذ. ووخذ بعظهم يتحدث كما جاء قال انا احب النبي. عليه الصلاة والسلام واحب ابا بكر وعمر وارجو الله ان ان اكون معهم مثل ما جاء عن انس اه هذا المعنى فينبغي على المؤمن ان ان يحرك قلبه ويجتهد يجاهد قلبه على محبة الصالحين. محبة اهل الفضل محبة الصحابة محبة الانبياء واذا اردت ان يتحرك قلبك بمحبتهم اقرأ سيرهم اقرأ سير الانبياء اقرأ سير الصحابة اقرأ سير التابعين الائمة عندما تقرأ سير هؤلاء تتحرك قلوب وقلبك بمحبتهم الان بعض الناس او بعض الشباب يقرأون في سير اناس لا شيء في الدين والاستقامة مشتغلين باللهو بالمعازف وبالهو وباللعب ويقرأ سيرهم واذا قيل من اكثر من تحب اكثر واحد من تحب رأسا ينقدح في ذهنه واحد من هؤلاء وهو قلبه ممتلئ محبة لاناس لا يعرفون بديانة ولا يعرفون باستقامة ويعرفون بتفريط المشتغلين باللهو ولانه يقرأ لهم ويتابع سيرهم وينظر الى اه اليهم فقلبه تحرك من محبته فكيف يريد الانسان محبة الصالحين تتحرك في قلبه وهو لا يحضر مجالس الصلاح ولا يقرأ سير اهل الصلاح ولا يتابع اخبار اهل الصلاح نسأل الله ان يصلحنا اجمعين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما