الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين ووالدينا وجميع المسلمين قال امير المؤمنين في الحديث الامام البخاري رحمه الله تعالى باب رحمة البهائم حدثنا اسماعيل قال حدثني ما لك عن سمي مولى ابي بكر عن ابي صالح السمان عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي بطريق اشتد به العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فاذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش. فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ فنزل البئر فملأ فنزل البئر فملأ خفاه ثم امسكها بفيه فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له. قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم اجرا؟ قال في كل ذات كبد اذ ان رطبة اجر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب رحمة البهائم فهذه الترجمة هي تتبع التراجم التي قبلها المتعلقة بالرحمة فذكر رحمه الله رحمة العيال ورحمة الصغير وارحموا من في الارض ذكر تراجم عديدة بالرحمة من ضمنها هذه الترجمة رحمة البهائم رحمة البهائم والمراد بالبهائم ما يدب على الارض من مخلوقات الله تبارك وتعالى ذوات الارواح فالرحمة المعقودة هنا تتناول هذا كله لكن يستثنى من ذلك ما كان منها اذا فسق عدوان وما جاء في النصوص بالامر بقتله لا اذيته وعدوانه فمثل هذا يقتل تخلصا من شره وتخلصا من اذاه مثل الفأرة والعقرب ونحو ذلك مما ورد في السنة الامر بقتله كذلك الوزغة جاء في قتلها ثواب عظيم من قتلها في الظربة الاولى او المرة الاولى له مئة حسنة فمثل هذه تقتل تخلصا من شرها وللسلامة من اذاها وما عدا ذلك فان اه الاحسان اليه فان الاحسان اليه ايظا رحمته نحو ذلك من المعاني التي هي مقتضيات الرحمة هذه كلها يؤجر عليها ولهذا سيأتي معنا في الحديث الذي ساقه المصنف في كل كبد رطبة اجر في كل كبد رطبة اجر ان يؤجر في احسانه اليها يؤجر في رحمته لها ولهذا عقد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة رحمة البهائم وذكر حديثا او حديثين بل ذكر بعض الاحاديث لكن منها شيء يتعلق بالكلب وشي يتعلق بالهرة مما يوضح ان البخاري رحمه الله اراد بالبهائم الدواب التي تمشي على على الارض من بهيمة الانعام او غيرها القطط او الكلاب او نحوها مما ليس مما ليس منه اذى وشر واما الكلب مثلا العقور بل يعتدي على الناس بالاذى والعظ ونحو ذلك هذا يقتل تخلصا من شره كما جاءت بذلك وسنة النبي عليه الصلاة والسلام اورد رحمه الله اول ما اورد في هذه الترجمة حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي بطريق اشتد به العطش اشتد به العطش اي اشتدت حاجته الماء وحصل له ظمأ شديد وهذا فيه انه حديث عهد بشدة العطش حديث عهد بشدة العطش وعادة الانسان عندما يعاين امرا او يذوق مرارة امر يحس به للاخرين بسبب معاناته ومعاينته للامر فيحس به في الاخرين اذا رأى وهو حديث عهد بشدة ما من حصلت له او من حصل له مثل شدته يألم له ربما اكثر من غيره ولهذا قدم النبي عليه الصلاة والسلام بهذه المقدمة قال بينما رجل يمشي بطريق اشتد به العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب نزل في البئر والنزول فيه مشقة لم يجد دلوا ينزح به الماء فنزل غامر بالنزول وبعض روايات الحديث تفيد ان في البئر صعوبة ان هذه البئر التي نزل فيها فيها صعوبة ولهذا احتاج ان يحمل الخف بفمه عندما اراد ان يصعد بصعوبة هذه البئر فنزل خاطر نزل من شدة العطش وشرب ثم خرج فاذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش يعني بلغ به العطش مبلغا شديدا ويلهث اي دلع لسانه واصبحت تتردد انفاسه بشدة بسبب ما يجد من العطش الشديد فكان يعض الثرى ويأكل الثرى بفمه من شدة عطشه قال يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغني وهذه الان رحمة قامت في قلبه للكلب وموضع الشاهد من الحديث للترجمة قال لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغني من العطش فرحمه واحس بعطشه لانه حديث عهد بعطش حديث عهد بعطش فرحم الكلب فنزل البئر مرة ثانية والنزول الان وهذه المخاطرة كلها من اجل الكلب رحمة به فنزل فملأ خفه ثم امسكه بفيه وانظر ايضا الطريقة نزل البئر وليس عنده وعاء فملأ خفه ماء وامسك خفه بفيه وصعد مخاطرا كل ذلك رحمة بهذا الكلب رحمة بهذا الكلب قال ثم امسكه بفيه فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له هنا شكران هذا العمل وغفران ذنوب هذا العامل يرجع الى ماذا يرجع الى ماذا لاحظ امرا لابد من التنبه له الا وهو ان الرجل بمكان ليس قريبا من الناس وانما في مكان جهده العطش واشتدت حاله فيه فوجد بئرا فنزل ثم خرج ورأى هذا الكلب ليس حوله اناس ولا وليس قريبا منه اناس فنزل هذا النزول في مثل هذا المكان وفي مثل هذا الوضع وفي مثل هذه الحال وفي مثل هذه الشدة وايضا بمثل هذا التواضع خفه يملؤه ماء ثم يصعد ويجلس امام الكلب ويمد له الماء الذي في خفه حتى يشرب ويروى هذا هذا العمل يطلب به هذا الرجل رضا من ليس في مكان يرائي وليس بمكان يطلب محمدة ناس وثنائهم وليس يطلب بذلك دنيا او نحو ذلك من الامور بل يريد وجه الله يريد ثواب الله نزل رحمة لرحمة قامت في قلبه لهذه البهيمة وهذه الدابة رحمها رجاء ان يرحمه رب العالمين ولهذا قام في قلب هذا الرجل من الاخلاص لله تبارك وتعالى ما كان سببا لشكران عمله وغفران ذنوبه وهذا امر لا بد ان نتنبه له ارأيتم لو ان رجلا نزل في بئر اغترف ماء ليسقي كلبا او يسقي انسانا ولكن الذي قام في قلبه عند النزول ان اناسا حول البئر جالسون فالتفت قلبه اليهم قال حتى انال ثنائهم ونزل مرآة لهم في مثل هذه الصورة شرط الاخلاص الذي هو اساس قبول العمل انتبه انتفى والله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل ولا يشكر للعامل الا اذا اراد بالعمل وجه الله واقرأ هذا في قوله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا فاولئك كان سعيهم مشكورا هذه الاية فيها شروط العمل المشكور عند الله الذي يشكر جل وعلا لصاحبه ويثيب صاحبه عليه ويغفر له وذكر في مقدمة ذلك ان يريد بالعمل الاخرة ومن اراد الاخرة اي اراد به ثواب الله الذي اعده لعباده المتقين واولياءه المخلصين الذين يبتغون باعمالهم وجه الله تبارك وتعالى فهذا الرجل نزل البئر مخلصا لله يبتغي بذلك ثواب الله سبحانه وتعالى والعمل الذي قام به عمل قليل واستغرق منه لحظة واحدة لحظات قليلة استغرق منه وكان سببا لغفران ذنوبه وعتقه ونجاته من النار وغضب الله تبارك وتعالى وقد جاء في اه رواية اخرى للحديث ان الذي قام بهذا العمل امرأة بغي امرأة بغي واشتد بها العطش ثم نزلت في بئر وشربت ثم وجدت كلبا يلهث فنزلت ونزعت موقها صعدت وسقته فشكر الله عملها فغفر لها الغفران هنا لا يرجع الى صورة العمل بل يرجع الى ما قام في قلب العامل من قوة الاخلاص والصدق مع الله تبارك وتعالى وحسن التوجه اليه جل وعلا ولهذا يشترك كثير من الناس في صورة عمل واحدة ويكون التباين بينهم من حيث القبول والرد كما بين السماء والارض ويشتركون في صورة امل واحدة كالصلاة الصدقة وغير ذلك من الاعمال ويتفاوت العمل في في ثوابه او قبوله او رده بحسب ما قام في قلوب العاملين من الايمان والاخلاص والتوحيد لله تبارك وتعالى وهذه مسألة جليلة وكبيرة بل هي كبرى المسائل واجلها وهي اساس الامور ولب الاعمال ولا تقبل الاعمال الا اذا بنيت عليه ولهذا ابن القيم رحمة الله عليه في كتابه مدارج السالكين تحدث عن هذا الامر وذكر امثلة عليه من ضمنها هذا المثال قال رحمه الله وقريب من هذا ما قام بقلب البغي التي رأت ذلك الكلب وقد اشتد به العطش يأكل الثرى فقام فقام بقلبها ذلك الوقت مع عدم الالة انتبه الان مع عدم الالة وعدم المعين وعدم من ترائيه بعملها وعدم من ترائيه بعملها ما حملها على ان غررت بنفسها في نزول البئر وملء الماء في خفها ولم تعبأ بتعرضها للتلف اي هي ولم تأبى بتعرضها للتلف وحملها خفها بفيها وهو ملآن حتى امكنها الرقي من البئر ثم تواضعها لهذا المخلوق اي الكلب الذي جرت عادة الناس بظربه فامسكت له الخف بيدها حتى شرب من غير ان ترجو منه جزاء ولا شكورا فاحرقت انتبه الان للكلام فاحرقت انوار هذا القدر من التوحيد ما قام او ما تقدم منها من من البغاء فغفر لها اذا الثواب وغفران الذنوب وشكران العمل ليس راجعا الى صورة العمل مجردة ليس راجعا الى صورة العمل مجردة وانما هو راجع لما قام في قلب العامل من الاخلاص والتوحيد ورغبة ثواب الله سبحانه وتعالى والتقرب اليه جل وعلا وهذا يبين لنا ان التوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى من عظيم شأنه وجليل قدره انه يبارك في القليل ويجعل القليل كثيرا ويجعلوا ثواب القليل مضاعفا فهذه امرأة بغي لما قام في قلبها من التوحيد والاخلاص وورجاء ثواب الله سبحانه وتعالى مقام غفر الله تبارك وتعالى لها غفر الله تبارك وتعالى لها ما كان منها من اثام واخطاء وربما فعل انسان اخر عملا اعظم من عملها واستغرق منه عمله هذا اكبر من وقتها وانفق فيه اموالا كثيرة ربما لا يحظى بمثل ثوابها والسبب في ذلك الايمان الذي يقوم في القلب والصدق مع الله والاخلاص لله تبارك وتعالى فهذا الحديث فيني فائدة عظيمة وجليلة القدر الا وهي اهمية الاخلاص في العمل والبعد عن الرياء وطلب محمدة الناس او طلب الدنيا بالاعمال التي يتقرب بها الى الله تبارك وتعالى وان الاخلاص اذا كان في العمل القليل كثره وبارك فيه وجعل ثوابه عند الله تبارك وتعالى عظيما قال فسقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له شكر الله له اي قبل عمله والعمل المشكور عند الله اي المقبول الذي يثيب الله يثيب يثيب الله تبارك وتعالى العامل عليه قال فشكر الله له فغفر له وهذا يفيد انه ليس كل عمل يشكر للعامل عليه ويثاب العامل عليه بل لا يشكر العمل ولا يثاب العامل الا بشروط وضوابط جمعت في قوله تبارك وتعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن اراد اخر الاخلاص سعى لها سعيها المتابعة والتقرب الى الله عز وجل باعمال الاخرة الواردة في الكتاب والسنة. لا بالاهواء والبدع هذا هو سعي الاخرة. سعي الاخرة التقرب الى الله عز وجل بالاعمال الصالحة التي شرعها لعباده اما الذين يتقربون الى الله عز وجل بالبدع والاهواء ومحدثات الامور فان هذا ليس تقربا الى الله بسعي الاخرة سعي الاخرة هو ما شرعه الله وهو مؤمن اي ان يكون فيه ايمان يصحح اعماله العمل لا يقبل الا اذا قام في قلب العامل ايمان يصحح عمله فمن كان شأنه في عمله كذلك شكر الله له عمله. ولهذا قال فاولئك كان سعيهم مشهورا قال فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم اجرا طرحوا هذا السؤال بمناسبة هذه القصة القصة تتعلق اعطاء بهيمة ماء اعطاء بهيمة ماء اشتد بها العطش سقيت ماء فغفر للعامل وشكر الله له عمله. فالصحابة رضي الله عنهم سألوا هذا السؤال. قالوا وان لنا في البهائم اجرا وعندما تتأمل هذا السؤال العظيم تجد انه يكشف لك عن الحرص العظيم الذي قام في قلوب الصحابة والرغبة الكبيرة التي قامت في نفوسهم في اعمال الخير فلما روى لهم هذه القصة التي تتعلق تتعلق بكبد رطبة وهي كبد كلب سقته المرأة او سقاه الرجل كما في القصة التي معنا فبهذه المناسبة قالوا آآ وان لنا في في البهائم اجرا اي كل بهيمة نحسن اليها نؤجر البهيمة التي نرحمها نؤجر على ذلك قال عليه الصلاة والسلام وذكر في هذا قاعدة جامعة قال في كل كبد رطبة اجر في كل كبد رطبة اجر الكبد الرطبة هي كبد الانسان الحي او الحيوان الحي او الدابة الحية لان الانسان اذا مات تبدأ تجف الكبد اذا مات تبدأ تجف الكبد والكبد لا تبقى رطبة الا مع الحياة ولا تبقى رطبة الا بسقيها بالماء الا بسقيها بالماء واقرأ هنا قول الله سبحانه وتعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي وجعلنا من الماء كل شيء حي الدواب والبهائم والطيور والناس كل شيء حي وجعلنا من الماء كل شيء حي فالحياة لابد فيها من من المال واذا حبس الماء على عن الانسان او عن الدواب او عن الطير او عن يبدأ تبدأ الكبد تجف ويبدأ عروق الانسان تجف حتى يموت فلا يعيش الا بالماء فقال عليه الصلاة والسلام في كل كبد رطبة اجر ايضا هنا هذا السياق يدل دلالة تؤخذ منه استنباطا الا وهي ان سقي الماء هو افضل الصدقات لان حاجة الناس الى الماء هي اشد الحاجات حاجتهم الى الماء اشد من حاجة من الطعام واشد من حاجتهم الى اللباس واشد من حاجتهم الى المسكن واشد من حاجتهم الى الامور التي تعد كماليات فالحاجة الى الماء هي اشد الحاجات ولهذا الصدقة التي هي صدقت في الماء هي افضل الصدقات صدقة الماء هي افضل الصدقات وقد جاء في هذا المعنى حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صريح بهذا الامر قال فيه عليه الصلاة والسلام ليس صدقة اعظم اجرا من ماء ليس صدقة اعظم اجرا من مال فصدقة الماء هي اعظم الصدقات صدقة الماء بحفر بئر بمد انابيب الماء في بوظع برادات الماء لا للناس الى غير ذلك من طرق التصدق بالماء تلمس المناطق المحتاجة للماء اه في كل كبد رطبة الاجر فالصدقة بالماء هي افضل الصدقات قال عليه الصلاة والسلام ليس صدقة اعظم اجرا مما رواه البيهقي وجاء من حديث انس ان سعدا رضي الله عنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام ان امي توفيت افينفع ان اتصدق عنها ان امي توفيت افينفع ان اتصدق عنها؟ قال نعم. وعليك بالماء وعليك بالماء يعني عليك بصدقة الماء فصدقت الماء هي اعظم الصدقات ايضا اذا ظممت الى الى هذا امرا اخر الا وهو اه مداواة مداواة الانسان المريظ لنفسه او لقريبه بالصدقة مداواة الانسان لنفسه او لقريبه بالصدقة قد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال داووا مرضاكم بالصدقة مداواة المريض بالصدقة اذا اذا اذا نظرت الى هذا الحديث داووا مرظاكم بالصدقة اه حديث ليس هناك اه صدقة اعظم من اجرا مما تستفيد من ذلك ان اعظم ما يداوى به المريض صدقة الماء وهذا امر اعتنى به السلف رحمهم الله عبدالله ابن المبارك كما روى البيهقي جاءه مرة مرة رجل اصيب بقرحة في قدمه في ركبته ومكث مكثت معه سبع سنوات وهو يعاني منها وعالجها بانواع من العلاجات ما استفاد فجاء يعرض على عبد الله المبارك الشدة التي يعانيها من هذه القرحة فقال له عبدالله بن المبارك ابحث عن مكان يحتاج اهله الى ماء فاحفر فيه بئرا وارجو الله سبحانه وتعالى ان ان نبع من من من البئر ماء وسقي الناس ان يجفف الله بذلك قرحتك. ففعل ذلك فجفت وشفي فعل ذلك وجفت وشفي. لما ذكر هذه القصة البياقي وهي قصة ثابتة لما ذكرها قال ومثلها قصة شيخنا ابي عبد الله الحاكم وابو عبد الله الحاكم اصيب بقروح في وجهه واخذت وقتا طويلا حتى جاء الى ابي عثمان الصابوني يقول يذكر له حاله ويقول ادعو الله لي فذكر له الماء والتداوي بالماء وصدقة الماء فجعل عند بيته مكانا واصبح يلقي فيه الجمد وهو الثلج حتى يشرب الناس ماء باردا فما مكث الا وقتا قليلا ذهبت القروح من وجهه فذهبت القروح من وجهه هذه الرحمة سقي الماء للبهائم للناس للدواب عندما يرحم الناس عندما يرحم الانسان عباد الله ويحس بحاجتهم وشدتهم عندما يرحم البهائم ويقدم لها هذا الماء الذي لا لا لا يحيي الانسان ولا تحيا البهائم الا به وهو لا يرجو بتقديم الماء الا ثواب الله سبحانه وتعالى وهذا اهم ما يكون في الامر يقدم الماء صدقة لا يبتغي بها الا ثواب الله عز وجل لا يرجو من الناس عليها جزاء ولا شكورا. انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا فلا بد هنا من الاخلاص يتصدق مخلصا يبتغي بصدقته وجه الله سبحانه وتعالى ويقدم الماء صدقة وهو اعظم الصدقة فهذا من اعظم الامور في غفران الذنوب شكران العمل ونيل ثواب الله سبحانه وتعالى وايضا نيل المصالح الدنيوية شفاء مرض تفريج كربة زوال هم سعادة طمأنينة راحة الى غير ذلك وهو امر يغفل عنه كثير من من الناس فقول النبي عليه الصلاة والسلام في في كل كبد رطبة اجر فيه اهمية الماء اه عظيم الاجر والثواب المترتب عليه وانه اعظم الصدقات واكبرها فائدة واعظمها نفعا وثوابه عند الله سبحانه وتعالى عظيم. وشاهد الحديث للترجمة هو رحمة البهائم وهذا الرجل رحم هذه البهيمة فرحمه الله وشكر له عمله وغفر له سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله حدثنا اسماعيل قال حدثني مالك عن نافع عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار يقال والله اعلم لا انت اطعمتيها ولا سقيتها حين حبستيها. ولا انت ارسلتيها فاكلت من خشاش الارض ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث عبد الله ابن عمر في عن النبي عليه الصلاة والسلام في ذكر قصة المرأة التي حبست هرة وفي رواية لمسلم سجنتها سجنتها اي وظعتها في غرفة او نحو ذلك واغلقت عليها الباب حتى ماتت وهذا فيه تقصد المرأة لذلك ليس ليس الامر ان الباب اغلق وهي لا تدري على الهرة ولم تشعر بذلك فماتت بل الامر في تقصد سجنتها جاءت بالقطة في اه غرفة او في مكان واغلقت عليها الباب وحبستها او سجنتها الى ان ماتت يقول عليه الصلاة والسلام عذبت امرأة في هرة اي بسبب هرة عذبت امرأة في هرة اي بسبب هرة عذبت اي عذبها الله سبحانه وتعالى وادخلها النار وادخلها النار وجاء في حديث الكسوف لما صلى النبي عليه الصلاة والسلام بالناس صلاة الكسوف والشمس في في زمانه عليه الصلاة والسلام ما كسفت الا مرة واحدة فصلى بهم صلاة الكسوف وصنع في في صلاته شيئا لم يعهدوه في في صلاته صلوات الله وسلامه عليه رأوه وهو يصلي تقدم الى الامام وقد مد يده كانه يريد ان يأخذ شيئا كانه يريد ان يأخذ شيئا ثم بعد قليل وهو في صلاته رجع الى الوراء عليه الصلاة والسلام في صلاة الكسوف فلما انهى صلاته قالوا له يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا في صلاتك لم تصنعه قبل ذلك قال عليه الصلاة والسلام رأيت الجنة والنار رأيت الجنة والنار رآها عليه الصلاة والسلام حقيقة رآها بعينه والله تبارك وتعالى على كل شيء قدير الصحابة وراءه صفوف يصلون ما رأوا شيئا ما رأوا شيئا والنبي عليه الصلاة والسلام امامهم ورأى الجنة بعينه ورأى النار بعينه حقيقة حقيقة رآها بعينه عليه الصلاة والسلام حتى انه صلى الله عليه وسلم لما رأى الجنة تقدم لانه رأى شجرة عنب ومد يده يريد ان يقطف من عنب الجنة وورائها حقيقة عليه الصلاة والسلام والصحابة وراءه لم يروا شيئا والله والله جل وعلا على كل شيء قدير قبل ذلك رأى جبريل وقد سد الافق والذين في في مكة وغيرها ما رأوا شيئا والله عز وجل على كل شيء قدير فتقدم ليقطف عنقود عنب وقال للصحابة لو قطفته واكلتم منه قال لو قطفته لاكلتم منه ما بقيت الدنيا لأكلتم منه عنقود واحد لاكلتم منه ما بقيت الدنيا يبقى وليس مثل العنب الذي حتى الان تضعه في في الثلاجة ويخرب بعد ثلاث ايام قال لأكلتم منه ما بقي في الدنيا فنعيم الجنة يختلف عن نعيم الدنيا ولهذا قال رب العالمين فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين وقال عليه الصلاة والسلام في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ابن عباس رضي الله عنهما يقول ليس في الدنيا آآ ليس في الجنة مما في الدنيا الا الاسماء. اما الحقائق شيء اخر نسأل الله الكريم من فضله ورأى النار وهذا موضع الشاهد ورأى عليه الصلاة والسلام النار ورجع رجع الى الوراء وذكر اشياء رآها في النار من ضمن ما ذكره رآه في النار رأى امرأة رأى امرأة في النار عليه الصلاة والسلام دخلت النار في هرة ورأى عمرو ابن لحي يجر قصبه في النار رأى ذلك في صلاة الكسوف وهذا يدل على ان الجنة والنار موجودتان الان مخلوقتان موجودتان لا تخلقان يوم القيامة الان موجودتان الجنة الان موجودة اعدت للمتقين والنار الان موجودة اعدت الكافرين فهي موجودة النار موجودة ومعدة والجنة والجنة موجودة ومعدة فرأى النبي عليه الصلاة والسلام في النار امرأة عذبت في النار في هرة في هرة هذا يبين لنا خطورة هذا الامر والا يستهين الانسان ببهيمة الانعام لا يعامل بهيمة الانعام بالغلظة او بخلاف الرحمة لان بهيمة الانعام ان رحمتها رحمك الله وان لم ترحمها لم يرحمك ان لم ترحمها لم يرحمك ان عذبتها عذبك ان عذبتها عذبك فهذه امرأة عذبت هرة حتى ماتت حبستها سجنتها الى ان ماتت فادخلت النار في هرة ولهذا يجب ان تعامل بهيمة الانعام والطيور ان تعامل بالرحمة ولهذا جاء في الحديث نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن اه ان يتخذ الطير الطير غرضا ان يتخذ الطير غرض ليس للانسان غرض فيه الا ان يتعلم الرمي عليه فيتخذه غرظا ونهي ونهى النبي عليه الصلاة والسلام عن آآ آآ تصارع الديكة ونهى عن ذلك بينما الى الان يتفاخر بعض الناس بتربية الديكة ثم يجتمعون في مكان والجيد الذي يدمي ديكه ديك الاخر ويفرحون بذلك اذية للحيوانات ويموت ديك الاخر احيانا امامهم ثم يصفقون للفائز قلة دين وقلة خوف من الله سبحانه وتعالى وعدم رحمة لبهيمة الانعام فهنا يقول عليه الصلاة والسلام عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار يقال والله اعلم وهذه جاءت هذه الزيادة في بعض الروايات وبعض الروايات بدون هذه الزيادة فدخلت فيها النار ويقال لها لا انت اطعمتيها ولا سقيتيها حين حبستيها وهذا فيه ان الانسان لو استبقى عنده قطة او طيرا ولكنه اكرمه احتاج القطة لتأكل الخشاش الذي عنده في البيت. مثلا واكرمها يعطيها الماء يعطيها حاجتها لا يؤذيها هذا لا لا شيء على الانسان فيه جائز ايضا احتاج طيرا احتاج طيرا ليستمتع برؤيته بالنظر اليه بسماع صوته ويكرمه يعطيه حاجته من القمح من من الماء يكرمه لا شيء عليه ومر معنا حديث يا ابا عمير ما صنع النغير اقره عليه الصلاة والسلام على استبقاء الطير اقره على ذلك فلا بأس اذا اكرمها الانسان واطعمها وسقاها قال لا انت اطعمتيها ولا سقيتيها حين حبستيها ولا انت ارسلتيها لم تتركيها طليقة تبحث طعامها من خشاش الارض ولا انت ارسلتيها فاكلت من خشاش الارض فهي لا لا ليست التي ابقتها عندها واطعمتها ولا ايظا هي التي ارسلتها واطلقتها تأكل من خشاش الارظ فعذبها الله سبحانه وتعالى بالنار وادخلها النار بسبب قطة بسبب قطة دخلت النار بسبب قطة ولهذا لا يستهان بمثل هذه الامور بل يجب ان ان يخاف الانسان وان يحذر وان يرحم بهيمة الانعام ويرحم الطير ليرحمه الله سبحانه وتعالى وان يحذر ان يتعامل مع البهيمة او مع الطير بخلاف الرحمة. نعم قال رحمه الله حدثنا محمد بن عقبة قال حدثنا محمد بن عثمان القرشي قال حدثنا حريز قال حدثنا حبان ابن زيد الشرعبي عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ارحموا ترحموا واغفروا يغفر الله لكم. ويل لاطماع القول. ويل للمصرين الذين يصرون على اما فعلوا وهم يعلمون ثم اورد رحمه الله حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ارحموا ترحموا وهذا هو شاهد الحديث للترجمة ارحموا ترحم ارحموا اي من في الارض من الناس والدواب والطير ارحموا من في الارض ترحموا اي يرحمكم من في السماء يرحمكم الله جل وعلا والجزاء من جنس العمل من يرحم يرحم ومن لا يرحم لا يرحم وسبق مر معنا الحديث صريحا بذلك من لا يرحم لا يرحم ومن يرحم يرحم من يرحم من في الارض يرحمه الله سبحانه وتعالى قال ارحموا ترحموا واغفروا يغفر الله لكم ومر معنا ايظا من لا يغفر لا يغفر من لا يغفر لا يغفر وهنا يقول اغفروا يغفر الله لكم فالذي يغفر اي يصفح ويتجاوز ويعفو ويتسامح يغفر الله له اسمح يسمح لك كما مر معنا بذلك الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام واغفروا يغفر الله لكم كما انك تحب ان يغفر الله لك فعامل الناس بالمغفرة وبالرحمة وبالعفو وبالتجاوز وبالصفح قال ويل لاقماع القول ويل لاقماع القول ويل هذه كلمة يؤتى بها عند ذكر الهلاك وعند ذكر العذاب وذكر العقوبة ويل للمطففين ويل لكل همزة لمزة قيل العذاب الشديد وقيل النار قيل عقاب الله وسخطه فهي كلمة تذكر اشعارا بالهلاك والعذاب والعقوبة التي تحل بالانسان الذي ذكر الويل في شأنه قال ويل لاقماع القول اقماع القول اقماع جمع واقماع القول يراد به ان ان يكون ان تكون اذان الناس مثل القمع كما قال اهل العلم ان تكون مثل القمع اي يدخل الكلام من الاذن ويخرج من الاذن الاخرى يدخل الكلام من الاذن ويخرج من الاذن الاخرى دون ان يثبت دون ان يثبت في القلب ويستقر في القلب يسمع الموعظة يسمع التذكير يسمع التخويف من النار يسمع ذكر الجنة والنار يسمع ذلك كله ويدخل الكلام مع اذن ويخرج من اذن اخرى من كانت هذه حاله يقول النبي عليه الصلاة والسلام ويل له ويل لاقماع القول اقماع القول الذي يسمع الكلام باذن ويخرج الكلام من اذنه الاخرى لا يستبقي الكلام عنده ولا يستحضر مضامينه ولا يتأثر مواعظه ولا ولا يتفاعل معه يدخل ويخرج يسمع المواعظ يسمع التذكيرات يسمع آآ النصائح فلا يرتدع ولا ينزجر ولا يرعوي بل يصر على ذنوبه ويبقى على اثامه واخطائه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ويل لاقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون وهؤلاء المصرون هم اصحاب اقماع القول المصرون على ذنوبهم هم هم اصحاب اقماع القول يسمعون المواعظ ويسمعون التذكيرات والنصائح ولا يعملون ولا ينزجرون ولا يرتدعون يخوفون فلا يخافون تذكر له لهم النار ولا يرتدعون تذكر لهم الجنة وثواب الله فلا يقبلون الكلام يدخل من اذن ويخرج من اذن اخرى يقال له اتق الله انت تفعل كذا وكذا من الذنوب انت مضيع للصلاة انت مضيع لكذا امامك جنة امامك نار اما تخاف الله اما تخاف عقاب الله يسمع ومجرد ان تنتهي الموعظة او التذكير يخرج الكلام من الاذن الاخرى هذه اقماع القول ويبقى مصرا على ذنوبه يبقى مصرا على ذنوبه مصرا على اثامه على اخطائه فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول ويل لهؤلاء ويل لهؤلاء اقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون يعلمون من جهة ان انه سمعوا انهم سمعوا ذكرى سمعوا موعظة سمعوا تنبيها لكن اذانهم معبر يدخل الكلام ويخرج ما يسترقونه ليسوا اه خالين من العلم خالين من التذكير خالين من الوعظ وعظوا وعلموا وذكروا ونبهوا ولكن اذانهم اقماع يسمعون ولا يبالون يا يسمعون ولا يرتدعون يدخل الكلام ويخرج فهذا في غاية الخطورة وهذا حقيقة ينبه الانسان الى امر وهو ان الواجب على المسلم عندما يسمع الموعظة ويسمع الذكر الا يجعلها تذهب لا يجعلها تذهب تذهب بل يتفاعل معها ويحركها في نفسه ويستدعيها ويجعل لها الاثر في حياته. ويجاهد نفسه على تطبيق ما سمعه. ويسأل الله ان يعينه. وان يحفظه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا اما ان يكون الانسان حاله يسمع المواعظ ويسمع اه التذكيرات ولا يبالي احيانا بعض الناس يذكر له وعيد يهز الجبال في خطأ يرتكبه يذكر له وعيد يهز الجبال ثم يبقى مصرا لماذا يصر لماذا يصر؟ اليس سيلقى الله سبحانه وتعالى اليس سيعاقب وسيقف امام الله جل وعلا اليس هذا الجسد الذي جعله يصر على الذنوب ستأكله التراب والديدان وساقف بين الملك الديان ويحاسبه جل وعلا. اذا لماذا يصر لماذا هذا الاصرار على الذنوب يصر على الذنب حتى يلقى الله به اين عقله ولهذا يجب على الانسان ان ان يتعوذ بالله تبارك وتعالى من مثل هذه الحال الحال البئيسة يسمع المواعظ والتذكيرات ولا يتعظ ولا يتذكر ويعلم انه مخطئ وانه مذنب ويصر على ذنبه ويبقى على خطيئته ويداوم على عليها ثم والعياذ بالله يموت على هذه الحال وايضا الحديث في اشارة الى ان من كان من كانت هذه حاله يخشى عليه من سوء الخاتمة يخشى عليه من سوء الخاتمة لان النبي عليه الصلاة والسلام يقول ويل له الذي اذانه هذه صفتها وحاله هذه صفته يصر على الذنوب فمثل هذا يخشى عليه من سوء الخاتمة ولهذا يجب على الانسان ان يتدارك نفسه وان يحرص دائما على الانتفاع بالمواعظ والتذكيرات وان ان يحرص على على الفائدة ويجاهد نفسه على التطبيق والعمل واذا وجد نفسه مخطئا في في خطأ او في ذنب لا يصر عليه. يجاهد نفسه على تركه ويسأل الله ملحا ان يعينه على الخلاص منه وعلى تركه حتى يلقى الله سبحانه وتعالى وهو راظ عنه الان حقيقة في في في واقعنا نسمع مواعظ كثيرة ولا سيما في خطبة الجمعة لا سيما في خطبة الجمعة يسمع الناس مواعظ وتنبيهات وتذكيرات ثم يخرج بعض الناس من الخطبة ويقال له بعدها بلحظات او بساعات ايش موضوع الخطبة عن ماذا تحدث في الخطبة ما يدري فضلا عن ان يكون تأثر بالخطبة والخطبة فيها ايات واحاديث وكلام اهل العلم وتخويفات وتذكيرات يقولون ان رجل جاء الى خطيب في حية يعاتبه قال له انت منذ عشرين سنة تخطب فينا منذ عشرين سنة وانت تخطب فينا ماذا قدمت ماذا قدمت آآ للناس قال وانتم منذ عشرين سنة تسمعون ماذا عملتم منذ عشرين سنة تسمعون ماذا عملتم؟ الخطيب ما ليس بيده هداية الهداية بيد الله سبحانه وتعالى. الخطيب مهمته ان يعظ وان ينبه وان يذكر وان يتلو الايات ويتلو الاحاديث فيجب على الانسان عندما يحضر الخطبة يحضر الموعظة يحظر التذكير يجاهد نفسه على السماع عالاصغاء الانتباه يحضر قلبه يسأل الله عز وجل ان ينفعه بما علمه ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد نعم قال رحمه الله حدثنا محمود قال حدثنا يزيد قال اخبرنا الوليد ابن جميل الكندي عن القاسم ابن عبد الرحمن عن ابي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رحم ولو ذبيحة رحمه الله يوم القيامة ثم ختم رحمه الله هذه الترجمة بحديث ابي امامة الباهلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رحم ولو ذبيحة رحمه الله يوم القيامة نحن مر معنا قريبا اه في الحديث الرجل الذي قال للنبي عليه الصلاة والسلام اني اذبح الشاة فارحمها قال والشاة اذا رحمتها رحمك الله وهنا يقول عليه الصلاة والسلام من رحم ولو ذبيحة من رحم ولو ذبيحة اي من رحم شاته او بقرته او ناقته التي قدمها للذبح واراد ان يذبحها ويباشر ذبحها اذا ذبحها وهو راحم لها رحمه الله ويرحمها بامور عديدة سبق الاشارة اليها اولا ان يحسن سوقها الى مكان الذبح لا يجرها باذى وعنف وشدة وايضا ان ان يحسن وضعها على الارض لا يلقيها بقسوة على الارض وان يأتي بسفرة قد حدها وسنها شطيرة حتى لا يؤذيها بالذبح وايضا الا يسنها الا يسن شفرته امام الذبيحة ومر معنا الحديث الذي اشرت اليه قال قال له النبي عليه الصلاة والسلام اتريد ان تميتها مرتين والا والا يذبحها امام اختها هذه كلها من الرحمة كلها من الرحمة فمن رحم ذبيحته رحمه الله سبحانه وتعالى رحمه الله سبحانه وتعالى فهذا فيه شاهد للترجمة رحمة البهائم واما من رحم البهائم رحمه الله ايضا يستفاد من هذا ان ترتيب الانسان اه فضلات طعامه فضلات طعامه والزائد منها وان يجعل في قلبه رحمة للبهائم يجمع آآ الطعام الزائد ويهيئ له مكانا يضعه فيه مثلا يجمعه عنده في البرادة او في الثلاجة حتى يجتمع ثم في نهاية الاسبوع او في نهاية الشهر حسب قدرته يذهب به الى مكان يعرف فيه طيور وفيه رحمة بها توفيرا للغذاء لها ويضعه اكراما للنعمة ورحمة بالطير هذا العمل قد يكون قد قد تظن انه شيء قليل لكن قد يكون في قلبك من الصدق مع الله ورحمة البهائم والاحسان للطعام ما يكون سببا لغفران ذنوبك عند الله وعتقك من النار وما يدريك لا تحقرن من المعروف شيئا لا تحقرن من المعروف شيئا وايضا يجب الحذر منع امتهان النعم امتهان النعم والقائها فلا النعمة تحترم ولا ايضا بهيمة الانعام تكرم هذه الحال لا لا النعمة تحترم ولا بهيمة الانعام تكرم فينبغي على الانسان ان يجتهد ويجاهد نفسه ويعود اهل بيته وولده على احترام النعمة من جهة واكرامها وعلى ايظا رحمة بهيمة الانعام وظع الطعام لها وظع الشراب لها الى غير ذلك من الاعمال يحتسبها عند الله عز وجل اجرا وثوابا نعم قال رحمه الله باب اخذ البيض من الحمرة حدثنا طلق بن غنام قال حدثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله عن عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلا فاخذ رجل بيض حمرة فجاءت ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ايكم فجع هذه ببيضتها؟ فقال رجل يا رسول الله انا اخذت بيضتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اردد رحمة لها الحديث المتقدم الذي هو ويل لاقماع القول يحسن ان يضم اليه مراجعة تفسير قول الله تبارك وتعالى في في سورة النساء ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا ولو انهم فعلوا ما يوعظون به ففرق بين من اذانهم اقمع وبين من حالهم ماذا انهم يفعلون ما يوعظون به فهذه الاية المباركة تراجع ويراجع تفسير اهل العلم لها ولو انهم فعلوا ما يوعظون به ماذا يحصل لهم لكان خيرا لهم واشد تثبيتا واذا لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما امور اربعة ترتبت على ماذا؟ فعل الانسان ما يوعظ به فعل الانسان ما يوعظ به. فرق بين من يفعل ما يوعظ به ومن حاله مع الموعظة كما وصف في الحديث هنا اقماع القول اقماع القول هو الذي تدخل الموعظة وتخرج لا لا يفعل ما يوعظ به قال ويل له يضم الى هذا مراجعة تفسير هذه الاية الكريمة قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب اخذ البيض من الحمرة اخذ البيض من الحمرة الحمرة طائر صغير الحمرة طائر صغير واخذ اخذ البيض من الحمرة ايذاء لها ايذاء لها والطائر يتأذى وينزعج وكما عاين هذا الطائر حتى صارت له هذه البيضة ومن يقرأ عن حياة الطيور ويتأمل في حياة الطيور يرى اية من ايات الله سبحانه وتعالى كيف ان هذا الطير يجمع من وقت طويل العش ويرتبه ترتيبا بديعا جميلا على قدر بيضه وعلى حجم بيضة الطير الصغير يضع عشا صغيرا على قدر بيضه والطير الكبير يضع طير عشا كبيرا على قدر بيضه ويرتب ترتيبا يتناسب مع البيض ثم لما يدنو اه خروج البيض يتوالى الذكر والانثى العش يدفئونه يتناوبون عليه يدفئون المكان يأتي هذا ويحل مكانه ذاك حتى يبقى دافعا الى ان تخرج البيضة في مكان دافئ. ثم ايضا اورد المصنف رحمه الله في هذه الترجمة حديث النبي عليه الصلاة والسلام عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام نزل منزلا فاخذ رجل بيض حمرة اخذ رجل بيض حمرة يعني اخذه من العش واحيانا بعض الناس يأخذون بيض الطير على وجه العبث على وجه العبث وعلى وجه ايظا التسلية يأخذه من امام الطير ثم يرميه في في مكان حتى ينكسر وربما يعد هذا نوع من المتعة يفجع الطير في بيظته ويؤذيه ويعذبه ولا يرحمه ومن لا يرحم لا يرحم ومن يرحم يرحم يقول فاخذ رجل بيض حمرة فجاءت ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت ترف على رأسه يعني جاءت عند رأس النبي عليه الصلاة والسلام وتحرك جناحها عند رأسه تشتكي تشتكي الحمرة جاءت عند النبي عليه الصلاة والسلام تشتهي وترف بجناحيها عند رأسه عليه الصلاة والسلام فماذا قال عرف عليه الصلاة والسلام شكواها قال ايكم فجع هذه ببيضتها من منكم الذي فجعها ببيضتها فقال رجل يا رسول الله انا اخذت بيضتها انا اخذت بيضتها فقال النبي عليه الصلاة والسلام اردده رحمة له اردد البيض رحمة لها فاذا نستفيد من هذا ان تركة بيضة الطير في مكانه وعدم اخذه وعدم فجع الطير فيه هو من رحمته وان الانسان اذا فعل ذلك رحمة بالطير رحمه الله سبحانه وتعالى رحمه الله بهذا الصنيع وبهذا العمل والطير يفجع ويتأذى يتأذى بمثل هذا الامر ووهنا اية من ايات اه نبوة النبي عليه الصلاة والسلام جاء الطير وقصد النبي نفسه صلى الله عليه وسلم من بين اصحابه واخذ يرف عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه القصة ما القصة الثابتة في مسند الامام احمد وغيره قصة الجمل كان النبي عليه الصلاة والسلام في طريق فاتى اليه جمل ولما رأى النبي عليه الصلاة والسلام اه برك ودمعت عيناه الجمل دمعت عينه اخذت عيون الجمل تدمع امام النبي عليه الصلاة والسلام فلما رآه النبي عليه الصلاة والسلام على هذه الحال قال من صاحب هذا الجمل فجاء فتى من الانصار وقال انا يا رسول الله فقال له النبي عليه الصلاة والسلام افلا تتقي الله في هذه البهيمة افلا تتقي الله في هذه البهيمة انها انه اشتكى الي هكذا يقول انه اشتكى الي انك تجيعه وتدأبه اشتكى اليه اي الجمل اشتكى الى النبي عليه الصلاة والسلام قال انك تجيعه وتدئبه. تجيعه اي ما تعطيه طعام وتدئبه وتجعله يعمل كثير لا تعطيه طعاما وتطلب منه عملا كثيرا اين الرحمة قال افلا تتقي الله في هذه البهيمة اذا تقوى الله عز وجل في البهائم ورحمتها والتلطف معها والرفق بها هذا من الامور العظيمة التي دعا اليها دين الاسلام ومن كانت حاله مع بهيمة الانعام ومع الطير بهذه الصفة رحمه الله عز وجل واثابه على ذلك عظيم الثواب كما تقدم آآ ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء وهنا ايضا تنبيه نستفيد من هذه الاحاديث ان الانسان في تعامله مع هذه الطير بهذا الرفق وبهذا اللين يفعله رحمة بها طلبا لرحمة الله سبحانه وتعالى لا ونسأل الله عز وجل ان يرحمنا اجمعين وان يغفر لنا خطيئاتنا واسرافنا في امرنا وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين ورحمكم الله وغفر لكم والسامعين ووالدينا وجميع المسلمين يقول السائل بالمذابح في المسالخ واماكن ذبح البهائم تكون المعاملة مع البهائم ذبح بعضها امام بعض فكيف العمل مع هذه المسائل؟ ينبغي ان على ظلم تدل عليه الاحاديث ويستفاد منها ان ترتب المذابح بطريقة لا يكون تذبح البهيمة او الدابة امام اختها ولا يترك هذا الامر كسبا للوقت بل يرحمها ويترطب بها وترتب الاماكن بحيث لا لا تذبح البهيمة امام اختها. نعم يقول بعض الناس يقوم بالمرور حتى ايضا قضية سن السفرة كثير من الذباحين لا يبالي بهذا الامر يسنها امامها وامام الذبائح الكثيرة التي امامه مع ان سنها في مكان او في غرفة منعزلة لا يكلفه وقتا وهو وهو رحمة منه للبهيمة. يثاب عليها عند الله سبحانه وتعالى. قال الذبيحة ارحمها قال ان رحمتها رحمك الله نعم يقول السائل بعض الناس يقوم بالمرور من فوق الكتب ولا سيما القرآن هذا من الاخطاء التي تحصل من بعض الاخوان عندما تكون آآ الكتب وضعت في الارض فاولا وظعها في في الارظ تعريظ لها لهذا الامر والمرور من فوق الكتب وما فيها من الايات من الاحاديث حقيقة فيه نوع من المنافاة لمراعاة الادب مع كتب العلم ومع كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام فهذا ليس سؤال وانما تنبيه من كاتب هذه الورقة نسأل الله ان يثيبه عليه وان يوفقنا جميعا للخير يقول السائل ما حكم رمي القمح للطيور في مقبرة البقيع هذا العمل يفعله بعض الناس اه تبركا ويفعلونه تقصدا ويعتقدون ان له بركة خاصة ومثل ذلك امر لا يشرع ولا دليل على عمله لا دليل عليه فبعض الناس يتقصدون ذلك عند عند القبور وبعضهم لا يكتفي بذلك. بعضهم يضع القمح وبعضهم يضع الزهور وبعضهم يضع الورود واشياء من هذا القبيل. كلها من الامور المحدثة التي لا لا تشرع ولا دليل عليها في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه يقول عندي في بعض الاماكن في البيت يخرج نمل كثير. فعندما اسكب عليه الماء يؤدي ذلك الى موته فهل في ذلك شيء اذا كان النمل يؤذي الانسان في طعامه ومتاعه ويؤذيه في ولده اذا كان مؤذيا لا بأس بقتله لكن ليس بنار او بامر يحرقه نعم يقول بعض تجار الحيوانات يأخذ البيض من تحت الحمام ويجعله في حمام اخر حتى يبيض غالي الثمن فما حكم هذا العمل الذي ينبغي الا الا تفجع الطيور الا تفجع الطيور في بيظها وان يصبر على على طيره يربيهم ان من خلال آآ بقاء طيره عليه بقاء الطير على بيضه يصبر على ذلك والبركة من الله عز وجل جزاكم الله خيرا واحسن الله اليكم ونفع بكم