الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين ووالدينا وجميع المسلمين. قال امير المؤمنين في الحديث الامام البخاري رحمه الله تعالى في باب الصبر على الاذى حدثنا عمرو بن حفص قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش قال سمعت شقيقا قال سمعت شقيقا ان يقول قال عبد الله قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة كبعض ما كان يقسم. فقال رجل من الانصار والله انها لقسمة ما اريد بها وجه الله. قلت انا لاقولن للنبي صلى الله عليه وسلم فاتيته وهو في اصحابه فساررته فشق ذلك عليه صلى الله عليه وسلم وتغير وجهه وغضب وددت اني لم اكن اخبرته ثم قال قد اوذي موسى باكثر من ذلك فصبر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الصبر على الاذى واورد في هذه الترجمة حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ومضى شرحه وفي الليلة الماضية ثم اورد حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه حديث ابي موسى فيه صبر الله تبارك وتعالى على الاذى. وحديث عبد الله ابن مسعود فيه صبر النبي عليه الصلاة والسلام والانبياء من قبله على الاذى. وهذا فيه ان صبر المؤمن على الاذى هو من القرب العظيمة التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ويرجو بها ثوابه. وان الصبر على الاذى هو حلية الكمل من عباد الله. من انبيائه واصفيائه واوليائه. وهذا امر لا يلقاه الا الموفق. وما يلقاها الا الذين صبروا. وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. من عظم حظه وعلت منزلته كان من اهل الصبر والاحتمال وسماحة النفس تجاوز عن الناس اما من كان ضعيف الايمان ضعيفا الدين فانه لا يحتمل ولهذا كثير من الناس عند ادنى احتكاك او ادنى كلمة فيها اثارة يثار بل يثور يغضب ويصدر منه ما لا يليق من الكلام ومن الفعال والذي ينبغي على المؤمن ان يوطن نفسه على الصبر وان يعرف ان الاذى لا بد منه وكل لابد ان يصيبه من الاذى ما قدر له. لكن يعود نفسه على الاحتمال والتجاوز والاعراض عن الجاهلين. وعدم المشاكسة معهم ولفت النفس اليهم حتى لفت النفس اليهم ما ينبغي لان النفس الى اذا لفتت الى الجهال وصنائعهم تعبت. بينما اذا اعرض الانسان عنهم ارتاح من من لا هم ارتاحت نفسه ايضا من تعب وواردات ترد على القلب تقلقه وتزعجه. ولهذا الصبر على الاذى من المقامات العلية. ومن المنازل الرفيعة لان الصبر من حيث هو مقام عظيم من مقامات الدين. بانواعه الثلاثة الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله والصبر على اقدار الله. والصبر على اقدار الله فيعود الانسان على نفسه على الصبر واذا اوذي فانه شرعا ورغب في الصبر فيصبر طاعة لله سبحانه وتعالى. وايضا يصبر لئلا يقع في معصية الله لانه ان ولاقى من اذاه باذى ربما يعتدي فيقع فيما يسخط الله جل وعلا من قول او فعل. ولهذا من احسن ما يكون للعبد ان يعود نفسه على الصبر. وان نفسه على ان الاذى لا بد منه. ان الاذى لا بد منه. وما كتب على الانسان من اذى سيناله فهو حاصل ولا بد. فيعود نفسه ان يفوز في مثل هذه المقامات او في مثل هذه الاحوال ثواب الصابرين. واشرف عباد الله واعظمهم طاعة لله نبينا عليه الصلاة والسلام اوذي اوذي اذى عظيما اودي في نفسه واودي في الكلام في عرظه في الكلام في عدله اوذي عليه الصلاة والسلام اذى عظيما وتلقى ذلك كله بالاحتمال. وذكر لنا المؤلف رحمه الله تعالى شاهدا واحدا لبيان صبر النبي عليه الصلاة والسلام والا فحياته عليه الصلاة والسلام عامرة بالشواهد. منذ نهض بالدعوة وتصدى للبيان عليه الصلاة والسلام مجابهة اهل الشرك والضلال وهو لا يزال عليه الصلاة والسلام يؤذى ويؤذى ويؤذى حتى انه مات عليه عليه الصلاة والسلام متأثرا بالسم الذي اه وظعته له اه اليهودية في الشاة التي اهدتها اليه. ولم يزل عليه الصلاة والسلام يجد ذلك حتى في ايامه الاخيرة اخبر ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بذلك فاوذي عليه الصلاة والسلام اوذي من اليهود واوذي من المشركين واوذي من المنافقين و اودي عليه الصلاة والسلام اذى عظيما. وكان يتلقى ذلك بالصبر ويدعو لمن اذاه ان يهديه الله وان يصلحه وحياته مليئة بذلك وبين يدينا مثال واحد ساقه المصنف رحمه الله ليبين صبر النبي عليه الصلاة والسلام على الاذى قال قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة كبعض ما كان يقسم كبعض ما كان يقسم وجاء في بعض الروايات الثابتة انه عليه الصلاة والسلام اثر في هذه القسمة اقواما. اثر عليه الصلاة والسلام اقواما وقال عليه الصلاة والسلام انما فعلت ذلك اتألفهم. انما فعلت ذلك اتألفهم يتألفهم اي يتألف قلوبهم للدخول في هذا الدين وللثبات على هذا الدين والمحافظة عليه والرغبة فيه قال انما فعلت ذلك يتألفهم فهو عليه الصلاة والسلام قد يؤثر في القسمة اشخاصا فيزيدهم عن غيرهم. ويوسع لهم في لمصالح ومقاصد شرعية عظيمة كبيرة قد تخفى على من لا ينظر في العطاء الا الى حظ نفسه. قد تخفى على من لا ينظر في العطاء الا الى حظ نفسه. اذا نظر الى حظ نفسه ووجد ان زيدا من الناس اعطي مئة وهو اعطي واحدا قال هذا خلاف العدل لانه ينظر هنا ويقيس الامور حظ نفسه او نظره لحظ نفسه. بينما النبي عليه الصلاة والسلام كان يقسم العطاء مراعيا مصلحة الدين. ومصلحة الاسلام. ومراعيا قواعد الشريعة مراعيا نجاة الناس من من النار وثباتهم على على الحق والهدى تأليفا للقلوب واصلاحا كان ينظر الى الى مصالح كبار والى امور عظيمة عليه الصلاة والسلام. ولهذا قال انما ذلك لاتألفه. من اجل التأليف يتألف قلوبهم. تأليفا لهم للدخول في في الدين او للثبات على على هذا الدين. فكان رجل من الانصار لما رأى النبي عليه الصلاة والسلام اثر اقواما لامر اه عظيم مبارك قصده النبي عليه الصلاة والسلام بايثاره لما رآه اثر اقواما قال هذه الكلمة الجائرة الاثمة العظيمة الخطيرة قال والله ويقسم بالله انها لقسمة ما اريد بها وجه الله عز وجل. والعياذ بالله قال والله انها لقسمة ما اريد بها وجه الله عز وجل. يقول ذلك في حق من؟ يقول ذلك في حق سيد ولد ادم في حق من ائتمنه الله سبحانه وتعالى على وحي السماء قد قال عليه الصلاة والسلام لا الا تأمنونني وانا امين من في السماء او كما قال عليه الصلاة والسلام ائتمنه الله على اعظم امر وهو الوحي الدين فلا يؤتمن على اموال قليلة ودراهم معدودة او بهائم خليله وقد ائتمنه رب العالمين على وحي السماء الا تأمنونني وانا امين من في السماء اي رب العالمين فالرجل يقول والله انها لقسمة ما اريد بها وجه الله عز وجل. اي ان الذي قسم لم يرد بهذه القسمة وجه الله تبارك وتعالى. واذا كان النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي لا يريد بعمله وجه فمن الذي يريد؟ وهو اكمل عباد الله عبودية لله واخلاصا وذلا. ولهذا فان هذه الكلمة من افظع الكلمات واشنعها واسوأها واقبحها قالها هذا الرجل في حق النبي عليه الصلاة والسلام نظرا لحظه فقط من القسمة. وقد قال الله عز وجل عن اقوام ان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون. فيكون سخط الانسان ليس عائدا الى النظر في الامر من جهاته المختلفة وانما يكون راجعا الى النظر في الامر من جهة حظ الانسان نفسه ان اعطوا منها رضوا يرجع الى نظره للامر من جهة حظ حظ نفسه. قال والله ان قسمة ما اريد بها وجه الله عز وجل. قلت انا والقائل ابن مسعود او الحديث لاقولن للنبي صلى الله عليه وسلم لان هذه الكلمة قالها الرجل ليس بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام وانما في مجلس اخر. فقال عبدالله ابن مسعود لاقولن للنبي عليه الصلاة والسلام اي لانقلن له كلام هذا الرجل. ونقل الكلام هنا ليس غيبة وليس نميمة وانما هو نقل الكلام الذي قيل في ولي الامر وسيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام لينظر ماذا يقرر وماذا يقول في حال هذا الرجل قد عرفنا ان الغيبة تكون في احوال آآ او او الذم ونقل الكلام في بعض الاحوال لا يكون غيبة ولا يكون نميمة. وانما النميمة نقل الكلام على وجه الافساد. بين الناس وعبدالله بن مسعود اتى الى النبي عليه الصلاة والسلام لينظر في حال من يقول مثل هذا الكلام في لسيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه. قال لاقولن للنبي صلى الله عليه وسلم فاتيته وهو في به فساررته اي بالخبر. ومعنى ساررته اي اخبرته بهذا القول سرا اي لم يخبره به علنا وانما سارره به اي اه دنا منه عليه الصلاة والسلام وحدثه به مخافة بحيث لا يسمع الحاضرين. قال فشق ذلك عليه صلى الله عليه وسلم وتغير وجهه وغضب لما سمع هذه المقالة الاثمة والكلمة الجائرة التي اكيلت في حقه عليه الصلاة والسلام. قال فتغير شق عليه وتغير وجهه وغضب ايضا ظهر عليه الغضب والتأثر عليه الصلاة والسلام من من هذه الكلمة. قال حتى وددت الم اكن اخبرته حتى وددت ان لم اكن اخبرته. هنا ينبغي ان ان تستشعر الكلام حتى تعرف مكانة صبر النبي عليه الصلاة والسلام. نقل له هذا الكلام الشنيع الفظيع السيء وغضب وتغير وجهه وشق عليه الامر ثم في فورة الغضب وفي حصول غضب والشدة والمشقة التي حصلت اليه ماذا قال؟ ماذا قال في هذه الاثناء؟ قال قد اوذي موسى باكثر من ذلك فصبر. قد اودي موسى باكثر من ذلك فصبر. فقابل عليه الصلاة والسلام هذا الاذى بالصبر وسلى نفسه بان الانبياء قبله اوذوا. وصبروا والله تبارك وتعالى قال له فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. فهو عليه الصلاة والسلام امتثل امر ربه وذكر صبر الانبياء وصبر مثلهم قال اودي اكثر من هذا. اودي موسى باكثر من هذا فصبر. وهنا فائدة لطيفة فائدة لطيفة جدا في استجلاب الصبر للقلب عندما يؤذى الانسان عندما يؤذى الانسان او يبتلى بمن يؤذيه كيف يستجلب الصبر لقلبه؟ من احسن ما يكون في هذا المقام ان استحضر فورا الذين هم قبلك وخير منك وافضل منك واوذوا باعظم منك. اعظم من الاذى الذي اوذيت به اذا استحضرت هذا واستحظرت صبرهم ستجد ان نفسك لانت بالصبر. واقبلت عليه بكل ارتياح وطمأنينة. ولهذا من اجمل ما يكون في في حال الاذى الذي يناله الانسان ليستحظر رأسا في الوقت نفسه حال من هم خير منه. وافضل منه. والاذى الذي اصابهم وبماذا تلقوا ذلك؟ ولهذا نبينا عليه الصلاة والسلام قال قد اوذي موسى باكثر من هذا فصبر قد اودي موسى باكثر من هذا فصبر. فاستحضار المثل العليا والقدوات الرفيعة واهل الصبر والرسوخ في الايمان والتمكن في الدين ومقامات العلية استحضارها يعين العبد. على تحقيق ذلك والتحلي به نعم. قال رحمه الله باب اصلاح ذات البين. حدثنا صدقة. قال حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن ابي الجعد عن ام الدرداء عن ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الا انبئكم بدرجة افضل من الصلاة والصيام والصدقة قالوا بلى قال صلاح ذات البين. وفساد ذات البين هي الحالقة ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب اصلاح ذات البين. اي فضل ذلك وعظيم ثوابه عند الله. وما يترتب عليه من الخير العظيم. والفظل العميم ثمرات المباركة في الدنيا والاخرة. فهذه ترجمة معقودة لبيان فضل اصلاح ذات البين والبين هذه الكلمة من الاضداد تطلق على الوصل وتطلق على الهجر فالوصف يقال له بين والهجر يقال له بين. فهي من الاضداد. فهنا قوله اصلاح ذات اي اصلاح ذات اصلاح ذات بين الناس في الخصومات او التهاجر او التقاطع او التدابر او التباغض او نحو ذلك. وايضا الخلافات التي بين الاقارب وبين الرجل واهله بين الابن وابيه بين الاخ واخيه بين المسلم والمسلم اصلاح ذات البين من اعظم الطاعات التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. وجاءت احاديث ونصوص في جاءت نصوص في في الكتاب والسنة مرغبة في ذلك والله تعالى يقول لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او او معروف او اصلاح بين الناس فذكر عليه الصلاة والسلام الخيرية في ذلك في الصدقة والمعروف والاصلاح بين الناس اي اصلاح ذات البين وقال تعالى والله يعلم المصلح من المفسد. واورد المصنف اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم وفي السنة ايضا احاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في فضل ذلك في فضل ذلك اصلاح ذات البين واصلاح ذات البين مقام عظيم من المقامات التي رغب فيها في لكنه يحتاج من المصلح الى فقه في الاصلاح. لان بعظ الناس قد لا يكون عنده فقه في الاصلاح فيكون دخوله زيادة ماذا؟ زيادة شحناء وزيادة بغظاء وزيادة شر وعدوان. ولهذا يحتاج الانسان الى اه الى فقه في باب الاصلاح في باب اصلاح ذات البين. وهذا المقام يحتاج الى امرين مهمين الامر الاول صلاح نية من دخل في الاصلاح وصدقه مع الله تبارك وتعالى في تحقيق هذا الامر وحسن لجوءه الى الله عز جل بالدعاء والسؤال والطلب ان يصلح ذات بينهم على يديه. وان يجعل دخوله بينهم صلاحا لهم زوالا لشحنائهم ملتجئا الى الله عز وجل صادقا معه ناصحا لعباده. فمن كان هذا شأنه فالله عز وجل معه ومؤيده وناصره وموفقه ومعينه والتوفيق بيد الله تبارك وتعالى فيدخل مفلحا في في ذات البين متقربا الى الله صادقا مع الله ملتجئا الى الله تبارك وتعالى يرجو بذلك ثواب الله متألما لحال اخوانه راغبا في صلاح ذات بينهم فاذا كانت هذه هذه حاله فانه حري باذن الله تبارك وتعالى ان يحقق الله على يديه خيرا عظيما والامر الثاني ان يكون على فقه في الامر الذي دخل في الاصلاح في الاصلاح فيه فيكون على دراية بالمشكلة وعلى معرفة ايضا بالحلول الشرعية لها. فان لم يكن على دراية بالمشكلة نفسها او لم يكن على دراية بالحلول الشرعية قد يخطئ المصيب ويصوب المخطئ ويخلط الامور وايضا قد يقترح اقتراحات يراها حلولا للمشكلة وهي في حقيقة امرها مخالفات شرعية. لا يقوم عليها دليل ولا تستند وعلى حجة ولا برهان. ولا يلزم في المصلح ان يكون فقيها في الشريعة. لا يلزم ان يكون فقيرا في الشريعة وفي الاحكام لا يلزم ذلك لكن ان يكون على علم فيما دخل فيه وعلى بينة واذا كان علمه في الامر قليلا يسأل اهل العلم يقول بين شخصين مشكلة في كذا وكذا واريد ان اصلح فما الذي توجهني اليه؟ وما الذي تنصحني به؟ ماذا اقول لهذا؟ وماذا اقول لهذا؟ فاسألوا اهل الذكر ان انتم لا تعلمون. ولهذا مسألة الاصلاح اصلاح ذات البين تحتاج الى اه الى اولا الصدق والاخلاص والنصح والالتجاء الى الله سبحانه وتعالى. والامر الثاني تحتاج الى الفقه والفهم والدراية الفقه بالامر من حيث الشرع ودلالاته والفقه ايضا في حال هؤلاء. المشكلة التي بينهم حتى يكون دخوله ذات ثمرة وذا اثر وذا فائدة. وكم من انسان دخل بزعمه يريد ان يصلح ذات البين فزاد آآ زاد الشقاق والخلاف بل بعضهم دخل مصلحا ذات بين وصار طرفا اخر صار طرفا اخر في المسألة خصما جديدا لانه جاء وفرض رأيا له جاء وفرض رأيا له ثم لم يقبل فدخل في نفسه امور اصبح خصما اخر وفرقة جديدة ومثل هذا لا يصلح مثل هذا لا يصلح الذي ينبغي ان ان يكون الانسان اولا لينا متواضعا مطمئنا صابرا على الاذى لان الذي يصبح ذات البين ربما ايضا يؤذى. ربما يؤذى فاذا كان لا يحتمل الاذى وسمع اه جر اليها غضب من احد المتخاصمين فلم يحتمل اصبح طرفا اخر فرقة جديدة ولهذا يحتاج الباب الى الى فقه وصدق وطمأنينة نفس وحسن احتمال وعادة المتخاصمين في نفوسهم من الشحناء ما فيها. فاذا اتى ليحل لا يأتي ايضا من يحمل اه في نفسه امورا تؤجج المشكلة بل يأتيهم بلين وطمأنينة واريحية وو وتهوين للامور وتذكير بالله سبحانه وتعالى وتذكير بالثواب وبالاجر الى غير ذلك المصلح لذات البين مكانته عظيمة ومنزلته عليا. ولا يأتي هذا الاصلاح من شخص لذات بين الناس الا الا من شخص صلحت حاله مع الله وايضا احب الخير للناس وولم يحب لهم الشر والعداوة والبغضاء فالمصلح ذات البين اصلاح لذات البين راجع الى صلاح فيه هو. والا كم من انسان يرى المتخاصمين ولا يتأثر للخصومة التي بينهم ولا يتألم اصلا وكم من انسان والعياذ بالله يرى المتخاصمين وهو في داخل نفسه يتمنى ان تزيد الخصومة. ويتمنى ان يزيد الخلاف. ومن الناس لا من لا يكتفي بذلك بل يفعل امورا تزيد الخصومة. وتزيد الخلاف. وتزيد الشر بين الناس. والناس متفاوتون. فمنهم ظالم نفسي ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. فذاك الذي يصلح ذات البين هو الرجل الذي من الله عليه بصلاح بامره وحبه الخير للناس وطلبه لثواب الله تبارك وتعالى فاذا رأى متخاصمين او متهاجرين تألم فلذلك وجد واجتهد في اصلاح ذات بينهم ففاز بهذا الاجر العظيم والثواب زين اورد حديث ابي الدرداء عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال الا انبئكم بدرجة افضل من الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا بلى. وهذه ايضا طريقة عهدناها في الاحاديث ومرت معنا كثيرا وهي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الامر على سبيل ماذا؟ التشويق والترغيب الا ادلكم على كذا؟ الا انبئكم بكذا الا اخبركم بكذا؟ كثيرا ما تأتي في حديث النبي عليه الصلاة والسلام وهذا من كمال نصحه وعظيم حرصه صلوات الله وسلامه عليه. قال الا انبئكم بدرجة افضل من الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا قالوا بلى عن حرص منهم على الخير ورغبة فيه. قالوا بلى قال الصلاح ذات البين. قال صلاح ذات في البين وقوله افضل من الصلاة والصيام والصدقة المراد النوافل وليس الفرائض المراد النوافل وليس الفرائض. لقول الله تعالى في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه. ففرائظ الاسلام الصلاة والصيام الصدقة التي هي الزكاة المفروظة لا لا يقدم عليها نوافل الاعمال لكن هنا بالصلاة والصيام والصدقة المراد به النوافل. كما يشعر ذلك عطف الصدقة. وفي الغالب تطلق صدقة على النافلة. فالمراد هنا النوافل. وليس الفرائض بمعنى ان اشتغال الانسان باصلاح ذات البين مقدما لها على صلاة النافلة وعلى صيام النافلة وعلى صدقة النافلة فهو افضل واعظم ثوابا عند الله عز وجل واعظم ثوابا عند الله عز وجل مثل ان يترك الانسان النافلة من اجل ان يذهب لاصلاح ذات بين. او يترك صياما. صيام نافلة لاجل ان يصلح ذات بين او نحو ذلك. فهي افضل ثوابا. على ان ان يتمكن من الجمع بين بين ذلك. الجمع بين ذلك. فاصلاح ذات البين اعظم ثوابا من الصلاة النافلة ومن صدقة النافلة ومن صيام النافلة. قال الصلاح ذات ذات البين اي ما يكون بين الناس من شحناء او بغظاء او عداوات او نحو ذلك قال وفساد ذات البين هي الحالقة. وفساد ذات البين هي الحالقة. لما ذكر عليه الصلاة والسلام فضل صلاح ذات البين حذر من من ظده وهو فساد ذات البين. قال وهي الحالقة. وقوله وهي الحالقة جاء مبينا في حديث سبق ان مر معنا قال فيه عليه الصلاة والسلام اياكم والبغظة قال اه قال عليه الصلاة والسلام في الحديث لا اقول قال هي الحالق قال لا اقول تحلق شعر الرأس ولكن تحلق الدين. تحلق الدين لان البغظة اذا اذا جاءت وفساد ذات البين اذا انتشر بين الناس انشغلوا بالعداوات التي بينهم واكلت العداوات نفوسهم وقلوبهم وشغلت عن طاعة الله سبحانه وتعالى حتى ان اه الانسان اذا ابتلي بفساد ذات بين لم يطمئن في صلاته تراه في صلاته المفروضة يقوم بين يدي الله تبارك وتعالى ونفسه منشغلة بالفساد. الذي بلي به يصلي ونفسه منشغلة عن صلاته. ونفسه ثائر وقلبه هائج. وغير مطمئن لا في صلاة مفروضة ولا في نافلة ولا في نوم. والى غير ذلك. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام عن فساد ذات البين انها الحالقة قال لا لا اقول تحلق شعر الرأس ولكنها تحلق الدين. ولهذا الذي ينبغي على المؤمن من ان يحذر هو في نفسه غاية الحذر من الامور التي تجر الى فساد ذات البين. وان يقابل الناس بالسماحة صفح والعفو والتجاوز والاعراض عن الجاهلين والاغظاء عن الزلات الى غير ذلك من الاساليب المباركة طرائق النافعة التي جاءت في السنة. وفي هدي النبي عليه الصلاة والسلام. ثم ايظا يحذر اشد الحذر من ان يكون ممن يقول كلاما يفسد فيه ذات بين الناس. يحذر من ذلك. ويتقي الله عز وجل في اخوانه المسلمين ثم بعد ذلك ينتقل الى هذه الدرجة العلية وهي ان يكون مصلحا ذات بين الناس. نعم قال رحمه الله حدثنا موسى قال حدثنا عباد ابن العوام قال اخبرنا سفيان بن الحسين عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. قال هذا تحريج من الله على المؤمنين ان يتقوا الله وان يصلحوا ذات بينهم. ثم اورد رحمه الله تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقول الله جل وعلا اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. قال ان هذه الاية تحريج من الله على المؤمنين. تحريز على المؤمنين اي ان هذا امر لازم لا مناص عنه. لا بد منه ويلزمهم فعله. الزمهم الله تبارك وتعالى به وامرهم به قال اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. وضم اصلاح ذات البين الى تقواه الى تقواه جل وعلا ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما هذا تحريج من الله على المؤمنين. ومعنى تحريج من الله على اي ان هذا امر لازم. امر لازم. لا مناص عنه. لا بد من فعله. ولابد من العناية به اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. ثم ذكر تقوى الله عز وجل بين يدي صلاح ذات البين فيه دلالة على ان العبد كلما كان اعظم عناية بتقوى الله عز وجل كان اعظم تحقيقا لهذا المطلب العظيم من مطالب الدين وهو صلاح ذات البين. لماذا؟ لان قلبه عامر بتقوى الله. لان قلبه عامر بتقوى الله. منشغل بتحقيق تقوى الله جل منصرف الى ذلك همته مجتمعة على ذلك. فاي فسحة تكون في قلب بمن كان همه تحقيقه تقوى الله عز وجل التشاغل بهذه الامور العارظة التي يقف عندها كثير من الناس فيفسد ذات بينهم. صاحب التقوى تقوى الله جل وعلا لا يجد وقتا ان يقف عند امور تشغله عن مقام التقوى العظيم. وتشوش على نفسه وقلبه وخاطره. وتملأ بشواغل وصوارف فهمتهم مجتمعة لتحقيق تقوى الله عز وجل. وعندما تعرض هذه الامور التي اه توجد ولابد لا يقف عندها بل يمضي يمضي في جهاده لنفسه ومجاهدته لها في تحقيق تقوى الله. ولهذا قالوا واتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. فكلما كان العبد همته متجهة الى ملء قلبه بتقوى الله عز وجل لم يبقى له آآ متسع لشغلنا نفسه بهذه الامور التي لا لا يترتب عليها الا مزيد عداوات وفرقة فتقوى والله عز وجل من اعظم الامور التي تحقق صلاح ذات البين. وظعف التقوى وظعف الايمان هو من اعظم الامور الذي يوجد والعياذ بالله فساد ذات البين. نعم. قال رحمه الله باب اذا كذبت لرجل هو لك مصدق. حدثنا حيوة بن شريح قال حدثنا بقية. عن ضبارة ابن ما لك الحضرمي عن عبد الرحمن ابن جبير ابن نفير ان اباه حدثه ان سفيان ابن اسيد الحظرمي حدثه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول كبرت خيانة ان تحدث اخاك حديثا هو لك مصدق وانت له كاذب ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة باب اذا كذبت لرجل هو لك مصدق اراد رحمه الله ان يبين من خلال هذه الترجمة ان ان الكذب مع قبحه وما فيه من الاثم وانه لا يصلح الكذب كما تقدم هو متفاوت في حجمه هو متفاوت في حجمه. عندما يكذب الانسان ويقسم بالله هل يستوي هو ومن من كذب ولم يقسم هنا زاد الامر وزاد عظم الامر عندما كذب آآ وحلف بالله مثلا عندما يكذب وهو صائم هل الحال في كذبه ككذبه وهو غير صائم؟ عندما يكذب وهو داخل المسجد وبعد اداء الصلاة المكتوبة مثلا هل يستوي هو حاله؟ واذا كان خارج المسجد فالكذب قبيح لكن هناك امور تحتف به هناك امور تحتف به فيعظم الامر. تحتف بالكذب فيعظم الاثم. والا الكذب اثم والكذب قبيح ولا يصلح الكذب. لكن هناك امور قد تحتف به فيزيد الاثم ومن ذلكم ما اشار اليه هنا بقوله اذا كذبت لرجل هو لك مصدق اذا كذبت لرجل هو هو لك مصدق يعني رجل تعرف من حاله معك انه يثق بك. ويطمئن اليك ويرتاح الى كلامك ويعرفك بالصدق. وحاله معك بهذه الصفة ثم يكذب عليه الانسان فهذا اشد لان لان فيه معنى الخيانة اضافة الى الكذب. اطمأن اليه ووثق به وائتمنه وارتاح له ثم يكذب عليه فهذا فيه آآ اضافة الى كذب امور محتفة به تزيد الامر اثما. تزيد الامر اثما. ولهذا قال اذا كذبت اذا كذبت هو لك مصدق اي ان الاثم بذلك يزيد. اي ان الاثم بذلك يزيد. وهذا مبني على ما اشرت اليه. ان الكذب اثم ولكن امورا تحتف به امورا تحتف به فتجعل الامر آآ تزيد خطورة ثلاثة لا ينظر الله اليهم ولا يكلمهم ولهم عذاب اليم وذكر المنفق ذكر منهم المنفق سلعته بالايمان الكاذبة بالايمان الكاذبة ذكر الله في عقوبته لا يكلمه ولا ينظر اليه وله العذاب الاليم. فاذا الكذب يتفاوت وتفاوته راجع الى امور تحتف به. وتقارنه من الانسان الكاذب. واورد هنا حديثا لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال كبرت خيانة ان تحدث اخاك حديثا هو كمصدق وانت له كاذب. قال كبرت خيانة ان تحدث اخاك حديثا هو لك مصدق وانت له كاذب فهنا في امر محتف بالكذب وهو طمأنينة اخيك لك وثقته بك وارتياحه الى كلامك وائتمانه لا لك في حديثك ثم يقابل مع ذلك بالكذب فلا شك ان الامر في مثل هذه الحال اعظم لا شك ان الامر اعظم والحديث في سنده غبارة ابن ابن مالك مجهول فالسند الى النبي عليه الصلاة والسلام ضعيف لاجله. لكن من حيث المعنى عرفنا ان الكذب يزداد الاثم فيه بحسب الامور التي قارنته واحتفت به فاذا كان الانسان اطمأن اليه اخاه وائتمنه ووثق به وكان له مصدقا مطمئنا مطمئنا لحديثه ثم يقابله بالكذب فهذه الامور التي احتفت بهذا الامر تزيد الكذب اثما نعم قال رحمه الله باب لا تعد اخاك شيئا فتخلفه حدثنا عبد الله بن سعيد قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث عن عبد الملك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تماري اخاك ولا تمازعه ولا تمازحه ولا تعده موعدا فتخلفه ثم قال رحمه الله تعالى باب لا تعد اخاك شيئا فتخلفه اي تخلفه الشيء الذي ووعدته عليه لان الوفاء بالوعد من صفات اهل الايمان وخلف الوعد من صفات اهل النفاق كما قال عليه الصلاة والسلام اية المنافق ثلاث وذكر منها اذا وعد اخلف اذا وعد اخلف فاخلاف الوعد من شعب النفاق والوفاء بالوعد من شعب الايمان والوفاء بالوعد من شعب الايمان ولهذا الواجب على المؤمن ان يكون صادقا في مواعيده دقيقا فيها مجتهدا لتحقيقها واذا بدر له عذر او مانع او سبب يقدم الاعتذار يقدم الاعتذار ويجاهد نفسه على الوفاء لان الوفاء بالوعد من صفات اهل الايمان وهو في نفسه من شعب الايمان كما ان خلاف الوعد من صفات اهل النفاق وهو في نفسه شعبة من شعب النفاق الوفاء بالوعد ايمان واخلاف الوعد من شعب النفاق ولهذا جاءت الشريعة بالتحذير منه فالمصنف هنا قال لا تعد اخاك شيء فتخلفه لا تعد اخاك شيئا فتخلفه لان من من الايمان ان تفي بالوعد انت في بالوعد الذي وعدت اخاك به ثم اورد رحمه الله حديث ابن عباس عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا تماري اخاك لا تماري اخاك والمراد بالمماراة اللجج والخصومة وارادة الظهور والغلبة ان ان يبرز الانسان على اقرانه وان يفوقهم وان يكون بينه وبينهم لجج وخصومات وكل يريد ان ان يبرز على الاخر وان يغلب الاخر في حديثه وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا او كما قال عليه الصلاة والسلام لمن ترك المراء ولو كان محقا فالمراء ينبغي تركه واجتنابه ان ان يتمارى الاخوين والمتجالسين وكل يريد ان تكون له الغلبة كل يريد له ان يكون له الظهور وهذا يرفع صوته وذاك يعلي صوته وذاك حتى يشتد الامر بينهم حتى لو كان الانسان محق ينبغي ان يترك المراء اذا اذا كان يتحدث مع اخيه ليغلب اخاه ليغلب اخاه اما الذي ينتصر لدين الله وينصح لعباد الله ويتكلم مبينا الحق هذا ليس ماريا المباري الذي يتحدث ولو كان محقا يريد بحديثه الظهور وان يكون ان تكون الغلبة له وان يكون هو الذي اسكت الاخر وينظر في كلامه الى حظ نفسه ولهذا حذر من ذلك قال لا تماري اخاك قال ولا تمازحه ولا تمازحه والمراد الا الممازحة هنا الاكثار منها الاكثار منها وايضا الممازحة بالباطل والكذب وما يكون فيه اغار النفوس اما قليلا الممازحة وقليل المداعبة مع قول الحق ولزوم الحق فهذا مر معنا الشواهد الكثيرة والدلائل العديدة على انه من هدي النبي عليه الصلاة والسلام قد قال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم انك تداعبنا؟ قال نعم ولا اقول الا حقا هو عليه الصلاة والسلام يداعب اصحابه ويمازحهم وهم ايضا يتمازحون بالكلام وبالافعال فانه ممازحة تأفل ممازحة اه اذا كانت قليلة وكانت مضبوطة بضوابط الشرع وليس فيها كذب ولا عدوان ولا سخرية بالناس لا بأس بها فهذا يحمل هنا على اما الاكثار منها الذي يا يا يا يسقط مهابة الانسان يسقط مهابة الانسان ويوجد الضغائن او ايظا اذا كان بغير الحق بالكذب وبالسخرية والاستهزاء ونحو ذلك قال ولا تمازحه قال ولا ولا تعده موعدا فتخلفه لا تعد اخاك موعدا تعد مثلا اعطائه شيء او بمقابلته في مكان او نحو ذلك ثم تخلف الوعد فالذي ينبغي على الانسان ان يحرص على الوفاء بالوعود والتزامها والدقة فيها الحرص على عدم اخلافها وهذا هو الشاهد من من هذا الحديث للترجمة وفي الاسناد ليث وهو ابن سليم صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك ولهذا الحديث بسند ضعف لاجل ليث هذا. نعم لكن شاهد او او شواهد الترجمة في السنة كثيرة تحذير من اخلاف الوعد السنة مليئة بالاحاديث الدالة على على ذلك نعم قال رحمه الله باب الطعن في الانساب حدثنا ابو عاصم عن ابن عجلان عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شعبتان لا تتركهما امتي النياحة والطعن في الانساب ثم قال رحمه الله باب الطعن بالانساب الطعن في الانساب اي في انساب الناس الثابتة المعروفة فيأتي فيطعن في انسابهم ليقلل من شأنهم وليعلي من شأن نفسه فتثور الخصومات وتكثر العداوات تتأجج الفتن بين الناس وهذا من عمل الجاهلية من عمل الجاهلية وكان امرا معروفا بين اهل الجاهلية الطعن في في النسب يطعن في نسب اه آآ في في نسب انسان معروف نسبه يريد بذلك التقليل منه والتهوين من من مكانته وقدره وفي الوقت نفسه يريد ان يعلي شأن نفسه فتثور عداوات وتتأجج فتن وربما قام قتال واريق الدماء بسبب ذلك فهو عمل جاهلي عمل جاهلي كان عليه اهل الجاهلية معروفا بينهم الطعن في في الانساب الطعن في في الانساب والفخر في الاحساب ايضا كان معروفا ولهذا جاء الحديث في بعض الفاظه اثنتان في الناس هما بهم كفر الفخر في الاحساب والطعن في الانساب الفخر في الاحسان على حساب آآ صفات الانسان مثل الشجاعة والشهامة والكرم ونحو ذلك التفاخر على وجه التعالي على الناس والتعاظم عليهم والترفع عليهم هذا من عمل الجاهلية مثلا يقول الانسان في في مجلس من المجالس نحن الكرماء ونحن اهل الشهامة ونحن اهل آآ الكذا ونحن اهل كذا وانتم ما فيكم كذا ماذا يترتب على مثل هالكلام ماذا يترتب عليه؟ عداوة تثور وشر يتأجج فهو عمل جاهلي العمل جاهل هو الذي يثير النعرات وهو يثير العداوات ويؤجج الفتن والاسلام جاء بتقوية الصلات والروابط والمحبة والمودة لو جلس اخ مع اخيه وبدا يمجد نفسه يفخر بحسبه انا الذي كذا وانا الذي كذا وانا الذي كذا وانا الذي كذا وانت ما في كذا الى اخره ما الذي يكون بينهما محبة قوية ورابطة حميمة اليس كذلك عداوة تثور وشر يتأجج بينهم هذا الذي سيحصل والاسلام جاء باطفاء الشر واغلاق ابوابه واغلاق ابوابه. ارأيت لو لو قابلت شخصا ترى نفسه اقل منك اقل منك مثلا اما في علم او في ادب وتواضعت وفظلته على نفسه واثنيت عليه خيرا ما الذي يحصل يحصل خير ورابطة ومحبة والفة والاسلام جاء بتقوية الروابط ليس بتفكيكها جاء بجمع القلوب لا بتشتيتها الاسلام يجمع والجاهلية تفرق ولهذا حذر النبي عليه الصلاة والسلام من امثال هذه الاعمال لانها تفرق وتوجد الشر والعداوات بين الناس اورد رحمه الله حديث ابي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال شعبتان شعبتان اي خصلتان وخلتان لا تتركهما امتي هذا من اعلام نبوته عليه الصلاة والسلام اخبر عن امر يا يا في الامة باقيا وبقي كما اخبر عليه الصلاة والسلام ومعنى بقاء في الامة ليس المراد بقائه في مجموع الامة بمعنى ان كل فرد من افرادها لابد ان يكون كذلك بنى الله جل وعلا يسلم الكمل من عباد الله الصالحين من من عباده يسلمهم من ذلك ويحفظهم من ذلك لكن المراد انها تبقى ويكون لها وجود تقل تارة وتكثر اخرى فقلوا اذا قوي الايمان وانتشر العلم في المجتمع وتكثر اذا ضعف العلم وقلت انواره وضعف وضعفت الدعوة اليه وبيانه قال اه لا تتركهما امتي قال عليه الصلاة والسلام شعبتان لا تتركهما امتي المراد بامتي المراد بقول امتي اي امة الاجابة لان الامة تطلق في النصوص تارة يراد بها امة الدعوة وتارة يراد بها امة الاجابة ومعنى امتي اي امتي الذين استجابوا لي ودخلوا في هذا الدين هذا هو المراد ويكون المعنى اي انه باقية في اهل الاسلام باقية في اهل الاسلام ووجود هذه الخصال مع انها من شعب الكفر لا يعني كفر من وجدت فيه في الحديث الاخر قال شعبتان من الناس هما بهم كفر الفخر في الاحساب والطعن في الانساب فهي من شعب الكفر ليست من شعب الايمان لكن لا يعني وجودها في الانسان ان يكون كافرا مثلها تماما قوله في الحديث الاخر اية المنافق ثلاث اذا وعد اخلف اذا اخلف الانسان الوعد لا يعني انه منافق خالص لكن في شعبة من النفاق وهنا ايضا فيه شعبة من الكفر فيه شعبة من اعمال اهل الجاهلية لا يخرج بها من الدين لكنها تنقص دينه وتظعف ايمانه قال النياحة والمراد النياحة البكاء على الميت برفع الصوت والعويل النياحة سبق ان مر معنا قول النبي عليه الصلاة والسلام النائحة اذا لم تتب تقام يوم القيامة وعليها سربال من من قطران ودرع من جرب فالنياحة هي البكاء على الميت برفع الصوت والعويل تسخط والجزع قال النياحة والطعن في الانساب والطعن في في الانساب وهذا الشاهد للترجمة اي الطعن في انساب الناس الثابتة المعروفة على سبيل التعلي التعلي عليهم والترفع والتنقص منهم والاحتقار فهذا من اعمال اهل الجاهلية نعم قال رحمه الله باب حب الرجل قومه حدثنا زكريا قال حدثنا الحكم ابن قال حدثنا الحكم ابن المبارك قال حدثنا زياد ابن الربيع قال حدثني عباد واملي قال حدثتني امرأة يقال لها فسيلة قالت سمعت ابي يقول قلت يا رسول الله امن العصبية ان يعين الرجل قومه على ظلم قال نعم ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة باب حب الرجل قومه باب حب الرجل قومه اي انه لا بأس به لا بأس ان يحب الرجل قومه لا بأس ان يحب عشيرته مثل انه ايضا لا بأس ان يحب اولاده واهل بيته وان يحب اباه وامه واخاه واخته وعمه وخاله هذا لا شيء فيه فقوله باب حب الرجل قومه اي لا بأس بذلك لا بأس بذلك لكن اذا كان هذا الحب فيه تقديم لهم على طاعة الله او طاعة رسوله او على دين الله عز وجل وشرعه فهنا يكون الاثم اما المحبة فهي محبة طبيعية جبل الانسان عليها فقوله رحمه الله باب حب الرجل قومه اي لا بأس بذلك والقرآن يشهد لذلك في قوله سبحانه وتعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله احب اليكم فالخطورة في ماذا في كون هذه الاشياء احب اليه اما كونه يحبها محبة طبيعية فلا شيء في ذلك ولهذا العلماء رحمهم الله يقولون في في هذه الامور المذكورة في الاية يسمونها المحاب الثمانية التي جبل جميع الناس على حبها جبن جميع الناس على حبها كل انسان يحب اهله ويحب ولده ويحب ماله ويحب بيته كل انسان جبر على ذلك ولا شيء في ذلك ولا بأس ان يحب الانسان هذه الاشياء ومحبة هذه الاشياء جبلية في في كل انسان كل انسان طبع على محبة هذه الاشياء فاذا قوله رحمه الله باب حب الرجل قومه اي لا بأس بذلك لا بأس ان يحب الرجل قومه لكن الاشكال ان ان يقدم حب قومه على حب الله وعلى طاعة الله وطاعة رسوله كما يدل على ذلك قول الله تعالى احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا ثم اورد حديث اه اه حديث فسيلة قالت سمعت ابي اه يقول قلت يا رسول الله امن العصبية ان يعين الرجل قومه على ظلم؟ قال نعم هذا الذي ذكره الامام البخاري رحمه الله لا يظهر فيه شاهدا للترجمة وهي قوله باب حب الرجل قومه لا يظهر فيه شاهدا للترجمة لكن الحديث نفسه جاء في بعض مصادره زيادة هي التي فيها شاهد للترجمة قد تكون سقطت هنا الله اعلم لكنه جاء في بعض المصادر قلت يا رسول الله امن العصبية ان يحب الرجل قومه امن عصبية ان يحب الرجل قومه؟ قال لا لكن من العصبية ان ينصر او يعين الرجل قومه على الظلم ففي بعظ مصادره جاء بهذا اللفظ وهذا الذي فيه الشاهد واضح للترجمة قال قلت يا رسول الله امن العصبية ان يحب الرجل قومه؟ قال لا لكن من العصبية ان ينصر قومه على الظلم فالامام البخاري ساق هذا الحديث ولعله مر معنا انه من طريقته احيانا يسوق الحديث ولا يكون في الطريق الذي ساقه اه شاهد واظح للترجمة ويكون في بعظ الفاظ الحديث عنده في مواضعه الاخرى الشاهد للترجمة ومر معنا سابقا مثال على ذلك والحديث الذي ساقه اه رحمه الله حديث ضعيف في اسناد عباد الرملي ظعيف والمرأة آآ التي يقال لها فسيلة لا تعرف والمرأة التي يقال لها فسيلة لا تعرف فالاسناد ضعيف لكن الترجمة صحيحة باب حب الرجل قومه هذي صحيحة وهو شاهدها القرآن كما اشرت الى ذلك والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين ورحمكم الله والسامعين ووالدينا وجميع المسلمين. يقول السائل هل يجوز اخذ الاجرة على الاصلاح بين الناس والاستشارة هذه قربة قربة لله تبارك وتعالى فاذا فعل ذلك متقربا الى الله عز وجل اثيب على ذلك والا من اصلح بين الناس باجرة او بغير اجرة اه ولم يكن متقربا الى الله سبحانه وتعالى بذلك قد يحصل خير مثل ما قال الله لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله اي اذا فعلت ابتغاء مرضاة الله حصل الثواب العظيم والا حتى لو لم يفعلها يبتغي الثواب قد يحصل خير بصلاح ذات البين سواء اخذ على ذلك اجرة او لم يأخذ. لكن الذي ينبغي على الانسان ان يجعل هذه من قربه التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى جزاكم الله خيرا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك