بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد في باب هجرة المسلم وذكر احاديث ذكر منها قال حدثنا ابو معمر قال حدثنا عبد الوارث عن يزيد قال قالت معاذة سمعت هشام بن عامر الانصاري ابن عم انس ابن مالك رضي الله عنهما كان قتل ابوه يوم احد انه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لا يحل لمسلم ان يصارم لمن فوق ثلاث فانهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما وان اول يكون كفارة عنه. سبق سبقه بالفيء. وان ماتا على صرامهما لم يدخل الجنة جميعا ابدا. وان سلم عليه فابى ان يقبل تسليمه وسلامه رد عليه الملك ورد على الاخر الشيطان بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث حديث انس ابن مالك رضي الله عنه وساقه الامام البخاري رحمه الله تعالى في جملة احاديث اوردها في باب هجرة المسلم اي هجرة المسلم لاخيه المسلم واراد المصنف رحمه الله تعالى كما عرفنا اراد بهذه الترجمة ان يحذر من هجرة المسلم وان الاصل بين المسلمين هو التواصل لا التقاطع والترابط والتآخي والتواد والتحاب والتعاون على البر والتقوى اما الهجرة والقطيعة والتباغض والتدابر والشحناء والعداوات فهذه امور جاء الاسلام بالتحذير منها ونهي عباد الله المؤمنين ان يكونوا عليها فهي لا تثمر فيهم خيرا بل لا تثمر فيهم الا شرا وضرا في الدنيا والاخرة وجاء الاسلام بتوطيد الاخوة وتمكينها والتحذير من كل امر يظعفها او يوهيها هذا الباب باب هجرة المسلم اورد فيه المصنف رحمه الله جملة من الاحاديث في النهي ان ان تكون حال المسلم مع اخيه المسلم هي التهاجر والتقاطع وعدم التواصل واذا كانت هذه الهجرة لاخيه المسلم لسبب دنيوي او لامر يختص مصلحة الهاجر فانه لا يحل له ان يهجر اخاه فوق ثلاث قد يغضب الانسان قد يتأثر من موقف ما وقد يتألم قلبه فاباح له الاسلام ورخص له ان يهجر في حال غضبته والمه وعدم رضاه ان ان يهجر لامر دنيوي في حدود ثلاث ليال لا يزيد على ذلك فاذا زاد على ذلك لا يحل له ورخص له في الثلاث لان من جبلة الانسان الغضب والتأثر والتألم فابيح له في حدود ثلاث ليالي او اقل ان ان يهجر من اغضبه او من المه او من احزنه فيما يتعلق بامر الدنيا فيما يتعلق بامر الدنيا واما اذا كان الامر يتعلق بامر الدين فله ان يهجره اكثر من ثلاث ليال له ان يهجره اكثر من ثلاث ليال لكن على ضابط اه اهل السنة واهل العلم في هذا الباب ومراعاة قواعد الشريعة في جلب المصالح ودرء المفاسد ويتفقه في هذا الباب ولهذا الاصل في عوامل المسلمين عند تطبيق الهجر بحق انسان ما ان يكون مستندا الى قول اهل العلم لان العامي وطالب العلم طالب العلم المبتدئ اذا اخذ يطبق الهجر فيما يرى ان غيره مستحقا الهجر به ربما اخذ يهجر فيما لا هجر فيه وربما دخلت حظوظ النفس واغراظا اخرى او اغراظ اخرى ولهذا الاصل ان ان يكون الهجر مبنيا على اسس علمية ومن كان ليس من اهل العلم فيبني هجره على استناده الى كلام اهل العلم في هذا الباب والا خاض الناس اذا تركوا التعويل على كلام العلماء خاضوا في تهاجر وتدابر وتقاطع لا يجر عليهم الا شرا وفسادا فاذا كان الهجر يتعلق بامر الدين فلا بأس ان زاد على ثلاث ليال بحسب المصلحة وعرفنا ان الزجر ان الهجر يراد به الزجر زجر المهجور عن بدعته وظلاله ومخالفته ويراد به ايضا آآ حصول الوقاية للهجر بحيث يتقي بهجره ظلال من هجره وبدعته وحدثه في دين الله تبارك وتعالى ففي مثل هذه الحال يجوز ان يزيد على الثلاث ليالي والمصنف رحمه الله تعالى اورد جملة من الاحاديث في هذا الباب فيما يتعلق بالهجر لامر الدنيا ولحظوظ النفس اورد جملة من الاحاديث في كلها يقول النبي عليه الصلاة والسلام لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق تلافي العيال وكان من هذه الاحاديث حديث انس ابن مالك قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لمسلم ان يصارم مسلما فوق ثلاث لا يحل لمسلم ان يصارم مسلما اي ان يقاطعه ويهجره اه المصارمة مأخوذة من الصرم وهو القطع ومعنى ان يصارم مسلما اي ان يقطع مسلما بهجره وعدم السلام عليه وعدم تكليمه قال لا يحل لمسلم ان يصارم مسلما فوق ثلاث اي فوق ثلاث ليالي لا يحل له ذلك فانهما فانهما ناكبان على الحق ما دام على صرامهما فانهما ناكبان عن الحق ما دام على صرامهما اي اذا كان التهاجر من طرفين كل منهما هجر الاخر فاذا كانت حالهما هذه تصارم وتقاطع وتهاجر كل منهما هجر الاخر لا يسلم عليه ولا يكلمه واذا لقيه اعرض عنه اذا كان على هذه الحال فانهما ناكذان ومعنى ناكبان اي منحرفان عن الحق عادلان عن طريق الاستقامة مجانبان لطريق الصواب قال فانهما ناكبان عن الحق ما دام على صرامهما اي ما دام متقاطعين فما دامت التقاطع والتهاجر بينهما باقيا فهما على غير طريق الاستقامة بل هما ناكبان عن طريق الحق اي مائلان منحرفان عنه قال وان اولهما شيئا وان اولهما شيئا يكون كفارة عنه سبقه بالفيء اولهما شيئا اي اي رجوعا وبدءا بالسلام وعودا للوصال فمن كان اوله اولهما من كان اولهما شيئا فهو كفارة له عن هذا الذنب العظيم الذي وقع فيه وهذا فيه فضيلة من يبدأ بالسلام ويعودوا للوصال وانه هو الاخير والافضل بشهادة النبي عليه الصلاة والسلام ليس الافظل الذي يتمنى ويتأبى ليس الافضل الذي يتمنع ويتأبى ولا يقبل الوصال الافضل هو الذي يبدأ بالسلام ويعود للوصال والصفاء وهذا دليل على تخليه عن حظوظ نفسه واقباله على امر ربه وامر نبيه عليه الصلاة والسلام ومن هنا حاز الخيرية بخلاف من كان ملتفتا الى حظ نفسه معرضا عن كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام وكثير من الناس في مثل هذا المقام يذكر بالايات ويذكر الاحاديث فلا يرفع بها رأسا بل ينظر فقط الى ما يتعلق بحظ نفسه تقرأ عليه الايات وتقرأ عليه الاحاديث وما فيها من اه تذكير وما فيها من تحريج فلا يلقي لها بالا ولا يعطيها اهتماما بل يبقى متعلقا بحظوظ نفسه كان يقول هو فعل كذا هو بدأ بكذا هو الى اخره فيذكر امورا تتعلق بحظ النفس ولا يهتم للاحاديث وللنصوص وللوعيد وللفظائل ومن هنا كانت الخيرية يفوز بها من يبدأ بالوصال لماذا لانه تخلى عن حظ نفسه واقبل على شرع ربه اثرت فيه الاحاديث فجعلها مقدمة ولهذا حاز الخيرية قال هنا عليه الصلاة والسلام وان اولهما شيئا يكون كفارة عنه سبقه بالفيل فالسبق علامة خيرية ودليل فضيلة قال وان مات ولننتبه هنا الى خطورة بالغة في الامر بين المتصارمين قال وان مات على صرامهما لم يدخل الجنة جميعا ابدا ان مات على صرمهما لم يدخل الجنة جميعا ابدا اذا مات على صرمهما ومن المعلوم انه اذا مات احدهما فان موت قل لواحد منهما كان على الصرام كان على الصرام قال وان مات على صغامهما لم يدخل الجنة جميعا ابدا ولهذا يجب ان ينتبه من كان هاجرا لاخيه مصارما لاخيه مقاطعا لاخيه يجب ان ان ينتبه الى هذه هذه القضية وهي انه اذا مات هو او مات اخوه قبل قبله اذا اذا مات هو او مات اخوه قبله فان الامر خطير جدا للغاية في خطورة بالغة في خطورة بالغة بينها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله وان ماتا على صرامهما اي مات على التقاطع وعلى التدابر وعلى التهاجر قال فان مات على صرامهما لم يدخل الجنة جميعا ابدا وهذا من نصوص الوعيد هذا من نصوص الوعيد التي يجب فيها ان تجرى على ما تجرى عليه اه نصوص الوعيد في قاعدة اهل السنة والجماعة في هذا الباب وقاعدة اهل السنة والجماعة في في هذا الباب انهم يجمعون بين النصوص الواردة في هذا الباب المشتملة على الوعد والمشتملة على الوعيد ونحن نعرف من نصوص اخرى ام ان من مات على التوحيد الخالص لم يشرك بالله شيئا لا يكون له خلود في نار جهنم ابد الاباء بسبب ما ارتكب من كبائر وما وقع فيه من اثام لكنه يعذب فيها على قدر جريرته وجريمته ثم يكون بعد ذلك دخوله الى الجنة وعليه فان الاحاديث التي تأتي فيما يتعلق بعض العظائم او بعض الكبائر او بعض الذنوب العظام التي يقول فيها عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة او نحو ذلك تحمل على هذه القاعدة وان هذا جزاؤه ووعيده عند الله يدل على خطورة هذا الامر وخطورة عقوبة من فعل هذا الامر وما اعد الله سبحانه وتعالى اه له من العقوبة وما يترتب على ذنبه من الوعيد الشديد قال وان مات على صرمهما لم يدخل الجنة جميعا ابدا لم يدخل الجنة جميعا ابدا اي كل من المتصارمين لان اه التصارم والتقاطع والتدابر آآ اتى من الطرفين واذا اردنا ان ندرك الخطورة البالغة هنا في التصارم وهو امر يغفل عنه كثير من الناس ان التصارم يرجع الى ضعف الدين تصارم يرجع الى ضعف الدين ضعف الايمان لان الايمان قوته توجد رابطة قوة الايمان توجد رابطة بين اهله وتوجد لحمة قوية وشديدة بين اهله انما المؤمنون اخوة كونوا عباد الله اخوانا فالايمان يوجد رابطة قوية ولحمة اه قوية بين اهله. فاذا ظعف الايمان ضعفت هذه اللحمة وهذه الرابطة في اهله فيكون حال الناس مع ضعف ايمانهم لا يلتفتون الى اوامر الدين ودلائل القرآن والسنة وانما يلتفت كل واحد منهما الى حظ نفسه معرضا عن كتاب الله وعن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. القرآن والسنة كل منهما يؤلف بين القلوب ويجمع بين النفوس ويوجد الصلة والتآخي والتحاب فهذه المعاني اه التهاجر والتقاطع والتدابر والشحناء والبغظاء هذي امور ناشئة من التفات الناس الى حظوظ انفسهم واعراضهم عن كتاب ربهم وسنة نبيهم صلوات الله وسلامه عليه قال وان سلم عليه فابى ان يقبل ولننتبه هنا في تسلية عظيمة جدا لمن يبدأ بالسلام كثير ممن يبدأ بالسلام ويريد ان يبدأ بالسلام يعوقه عن ذلك تخوف من ان يكون من من من تقاطع معه وتهاجر معه لا لا لا يستجيب ولا يرد وبعضهم يقول انا اريد لكنه لا لا يقبل او لا لا يرد او اعرفه لا لا يستجيب لذلك فيمتنع وهذا الامتناع خطأ هذا الامتناع خطأ بل تبادر وتقبل وانظر هذه التسلية العظيمة بالفوز العظيم الذي يفوز به من يبدأ بالسلام. يقول عليه الصلاة والسلام وان سلم عليه فابى ان يقبل تسليمه وسلامه رد عليه الملك فان ابى ان يقبل تسليمه وسلامه رد عليه الملك يعني اذا لقى من من بينه وبينه تهاجر وقال السلام عليكم وقال السلام ثم لم يرد اعرظ عنه يفوز برد الملك الملك يقول له عليكم السلام الملك يرد عليه وهو يقول وعليكم السلام فيفوز برد الملك لكن الثاني بماذا بماذا يفوز قال ورد على الاخر الشيطان ورد على الاخر الشيطان الثاني الذي امتنع عن قبول آآ الثاني الذي امتنع عن قبول السلام واجابة السلام يرد عليه الشيطان لماذا لان الذي فعله هو من طاعة الشيطان فكان بعمله هذا نال حظوة عند الشيطان وفاز بمكانة عند ابليس فيحتفي به ابليس ويفرح به لانه اصبح في صفه ومعه ولهذا يكون رده الرد يأتيه من الشيطان بماذا يأتيه؟ وانتبه هنا بماذا يأتيه الرد من الشيطان يأتيه رد من الشيطان بان ينفخ في نفسه ينفخ في نفسه من معاني القوة ومعاني الغلبة ونحو ذلك من المعاني حتى يشعره بانه آآ حقق فوزا عظيما يقول له نعم انت انت الشهم ويقول انت انت القوي وانت صاحب المنعة صاحب العزة انت الكذا انت فيمشي ينفخه ينفخه الشيطان ينتفخ ينفخه الشيطان ويمضي على ضلاله وعلى ضياعه وعلى تفريطه بنفخ الشيطان ويظن انه على شيء وهو الله ليس على شيء وانما اصبح طوع الشيطان اصبح طوع الشيطان يا يملي او يملأ الشيطان قلبه من الوساوس والاوهام والخطرات في عرض عن عن النصوص وعن الفضائل وعن الدلائل وعن كل هذه المعاني يعرظ عنها ويمظي منتفخا بما القاه الشيطان في قلبه من الوساوس ولهذا يجب على الانسان في مثل هذا المقام ان يحذر من الشيطان وان يحذر من نزغه وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزع بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا فنزغ الشيطان هو الذي يجعل الانسان يفوت على نفسه مثل هذه الخيرات ومثل هذه الفضائل والا كيف يليق بانسان يقبل عليه اخاه آآ حابا للتواصل كارها للتقاطع والتدابر ويمد يده ويقول السلام عليكم ثم يعرض هذا الاعراض يرجو به رضا من يرجو به رضا من؟ ايرجو به رضا الله ايرضى الله سبحانه وتعالى عنه باعراظه عن اخيه؟ لا لا والله لا لا ينال بمثل هذا العمل الا رظا الشيطان ولهذا هذا الحديث ينبغي ان ينتبه له ان ينتبه ينتبه له المسلم وان يكون في هذا الباب على حذر وان يعظم السنة ويعظم شعائر الله وان يجعلها هي رائدة وهي قائدة وهي امامة فيسعد في في دنياه واخراه. اما اذا كان الذي يقوده في مثل هذا الباب نفسه الامارة بالسوء او الشيطان. اعاذنا الله جميعا منه فانه لا يصل الا الى الهلكة قال حدثنا محمد ابن السلام قال حدثنا عبده عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاعرف غضبك ورضاك. قالت قلت وكيف تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال انك اذا كنت راضية قلت بلى ورب واذا كنت ساخطة قلت لا ورب ابراهيم قالت قلت اجل لست اهاجر الا اسمك ثم ختم رحمه الله فهذه الترجمة بحديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاعرف غضبك ورضاك اني لاعرف غضبك ورضاك ايعرف عندما تكوني غضبة واعرف عندما تكوني راضية وهنا الغضب الذي يوجد عند عائشة او عند عموم النساء او عند عموم النساء ولا سيما عند الرجل الذي اه لديه اكثر من زوجة او اكثر من امرأة يكون الباعث عليه الباعث على هذا الغضب فهو فرط المحبة وشدة المحبة التي تورث غيرة شديدة التي تورث غيرة شديدة فيحصل بسبب آآ الغيرة الشديدة الناشئة عن قوة المحبة وفرط المحبة وشدتها يحصل امور الباعث لها والغيرة ليش الباعث لها عداوة او بغظاء او شيء من هذه المعاني؟ وانما الباعث لها هو الحب الباعث لها هو الحب الدافع لها حب اه اه حب شديد وحب قوي فيحصل من المرأة آآ شيء من من هذه المعاني يدفعها اليه ويسوقها اليه شديد حبها ولهذا تعذر في مثل ذلك ولهذا تعذر في مثل ذلك. فقد تغضب من زوجها لا لخطأ منه ولا لمخالفة او عدم عدل او نحو ذلك. وانما تغضب لا لا لحب شديد في في قلبها اوجد في نفسها غيرة فحرك فيها مثل اه هذه المعاني التي لا تلام عليها يقول اه اه تقول عائشة ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لها اني لاعرف غضبك ورضاك اعرف غضبك ورضاك قالت قلت وكيف تعرف ذلك هذا تساؤل كيف تعرف ذلك؟ يعني هل في ذلك وحي ينزل مثلا آآ يعلمك بذلك؟ ام هناك قرائن تجعلك تقول ترى هذا الرأي او تقول هذا القول قالت وكيف تعرف ذلك يا رسول الله قال انك اذا كنت راضية قلتي بلى وربي محمد اذا كنت راضية قلتي بلى وربي محمد يعني عندما تكون راضية تحلف برب محمد تقول وربي محمد وذكرها لاسم لاسمه عليه الصلاة والسلام اه حالفة بالله سبحانه وتعالى ذكرها لاسمه حالفة بالله جل وعلا فيه آآ استشعار هذا المعنى فاذا كانت فيها شيء من الغضب الذي يبعث اليه ما سبق الاشارة اليه تقول رب ابراهيم تقول وربي ابراهيم قال قال واذا كنت ساخطة قلت لا ورب ابراهيم قلت لا وربي ابراهيم قالت قلت اجل اقرت بهذا قالت اجل لست اهاجر الا اسمك لست اهاجر الا اسمك فهي في في شدة الغضب ما يحصل او عندما تغضب للامور التي يبعث اليها ما ما ذكر لا يكون منها الا الا مثل هذا الهجر في يمينها تقول اذا كانت راضية وربي محمد واذا كانت ساخطة تقول وربي ابراهيم وهذا فيه ان الهجر درجات في ان الهجر اه درجات ورتب ومن رتب الهجر ان يبدر من الانسان ولو شيئا قليلا يشعر اه من امامه بانه عنده شيء من السخط او عنده شيء من الغضب او او عنده شيء من الانزعاج فممكن يكون من يسير الهجر ان يسلم على من يهجره ولكنه يقلل من مباسطته في الحديث كما كان معتادا اه لمباسطته في الحديث او مثلا يقلل من زيارة او اشياء من هذا القبيل مما يشعر بوجود شيء فهذا يفيد ان ان الهجر له رتب ومن اخف ما يكون فيه مثل هذا الذي ذكرت عائشة رظي الله عنها قالت لست اهاجر الا اسمك وهنا ينبغي ان ينتبه اه اقوام ابتلوا عندما يريدون الحلف بقول والنبي حالفين بالنبي عليه الصلاة والسلام وهذا من الشرك وهذا من من الشرك الذي حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام وفي الحديث الصحيح قال من كان حالفا فليحلف بالله وقال عليه الصلاة والسلام من حلف بغير الله فقد آآ فقد كفر او اشرك فعائشة رضي الله عنها لما كانت تحلف تقول في في في حلفها وربي محمد وتقول في حلفها وربي ابراهيم لا لا تقول ومحمد ولا تقول والنبي ولا تقول وابراهيم لان الحالف بغير الله ايا كان هذا الغير ملكا او نبيا لا يجوز بل هو من الشرك كما صح بذلك الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ومع وضوح هذه الاحاديث ترى في بعض الناس اذا اراد آآ ان يحلف اه حلف بالنبي او حلف بالولي والسيد فلان والشيخ فلان واشياء من هذا القبيل حلف بغير الله وكل ذلكم وكل ذلك داخل في قول النبي عليه الصلاة والسلام من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. نعم قال رحمه الله تعالى باب من هجر اخاه سنة قال حدثنا عبد الله ابن يزيد قال حدثنا حيوة قال حدثني ابو عثمان الوليد بن ابي الوليد المدني ان عمران ابن ابي انس حدثه عن ابي فراش السلمي رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من هجر اخاه سنة فهو كسفك دمه نعم قال حدثنا ابن ابي مريم قال اخبرنا يحيى ابن ايوب قال حدثني الوليد ابن ابي الوليد المدني ان عمران ابن ابي حدث ان رجلا من اسلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هجرة المسلم سنة كدمه وفي المجلس محمد بن المنكدر وعبد الله بن ابي عتاب فقالا قد سمعنا هذا عنه ثم اورد رحمه الله هذه الترجمة باب من هجر اخاه سنة اي ما هو اثم من فعل ذلك ما هو اثم من فعل ذلك ولا يراد الهجر هنا الهجر لاجل الدين فالهجر لاجل الدين ولمصلحة الدين على ضوء قواعد الشريعة في هذا الباب حتى لو زاد عن عن السنة لا يدخل في هذا الباب ولكن من هجره لامر الدنيا وللمصالح الدنيوية ولحظوظ النفس حتى امتد الهجر الى ان بلغ سنة وطال الى الى هذه المدة الطويلة فما فحكم من فعل ذلك وما هي عقوبته؟ اورد رحمه الله في في هذا الباب حديث ابي خراش الاسلمي رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من هجر اخاه سنة فهو كسفك او فهو بسفك دمه من هجر اخاه سنة اي من امتدت هجرته لاخيه مدة سنة وبلغت هذا الطول فهو بسفك دمه اي مثل سفك الدم مثل سفك الدم وسفك الدم اراقة الدم وهذا فيه دلالة على خطورة الهجر آآ وامتداد الهجر الى الى هذه المدة الطويلة ولعل من من الحكمة في ذلك ان من هجر اخاه سنة اصبحت روابط روابط الاسلام ووسائل الدين لا تؤثر فيه لا تؤثر فيه لماذا؟ لانه مع امتداد الايام مع امتداد الايام روابط الدين لابد ان تؤثر بعد اسبوع بعد شهر بعد شهرين لا بد ان تؤثر لابد ان تحدثه نفسه يقول هذا صلي هذا يجمعني واياه دين الله يجمعنا الاسلام يجمعنا كذا هذا فيه من من الفضائل كذا فيتحرك الوصل اما ان ان ان يمتد الوقت الى هذه المدة الطويلة سنة كاملة ومثل هذه المعاني لا تحرك شيئا ويبقى هاجرا له وربما كان آآ سبب هذه هذا الهجر الطويل امرا تافها من امور الدنيا فتبقى هذه التوافة موجدة للتقاطع والتدابر ورابطة الاسلام لا يلتفت اليها هذا يدل على خطورة هذا الامر وانه امر بالغ انه امر بالغ الخطورة قال عليه الصلاة والسلام من هجر اخاه سنة فهو بسفك دمه ولا يلزم من ذلك ان ان ان ان يكون قدر قدر الاثم واحد لا يلزم من ذلك ان يكون قدر الاثم واحد لكنه مثله في في خطورته ما مثله في في في شدة ضرره ولا يلزم من ذلك ان ان ان تكون العقوبة سواء بل الذنب الواحد تتفاوت العقوبة فيه ذنب الواحد تتفاوت العقوبة فيه بحسب ما يحتف به ثم اورد رحمه الله تعالى الحديث نفسه من طريق اخرى قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام هجر المؤمن سنة كدمه هجر المؤمن سنة كدمه وهذا فيه بيان خطورة خطورة هذا الامر نظير هذا من وجه مقارب قول النبي عليه الصلاة والسلام سباب المسلم فسوق وقتاله كفر سباب المسلم فسوق وقتاله كفر مثل هذه الاحاديث عندما يتأملها المسلم يجد ان فيها توظيح لخطورة هذه المعاني التي تناقض ما يدعو اليه الاسلام من التآخي والترابط والتواد والتحاب والتصافي نعم قال رحمه الله تعالى باب المهتجرين قال حدثنا اسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن عطاء ابن يزيد الليثي عن ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاثة ايام يلتقيان في عرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة قال باب المهتجرين ويمكن ان تقرأ المهتجرين على التثنية اه اي المتهاجرين بمعنى ان يكون التهاجر من طرفين لا من طرف واحد وكان سبق ان عقد ترجمة بعنوان هجرة المسلم فتكون تلك الترجمة فيها اشارة الى ان هجرة المسلم قد تكون من طرف واحد يهجر اخاه والطرف الاخر ليس هاجرا وانما مهجور ولا يريد الهجر ويحب الوصال ويحب الصفاء ولم يحصل منه هجر ولا يلحقه في ذلك اثم ولا ولا عقوبة فقد يكون الهجر من طرف واحد وقد يكون الهجر من طرفين فيكون التهاجر من طرفين باب المتهاجرين اي المسلم واخيه المسلم كل منهما يهجر يهجر الاخر يهجر الاخر واورد حديث ابي ايوب الانصاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق كثلاث ايام ثلاثة ايام يلتقيان في عرض هذا ويعرض هذا هنا التهاجر من اه من الطرفين قال يعرض هذا ويعرض هذا. اي كل منهما يلقى الاخر بالاعراظ فاصبح في مثل هذه الحال الهجر والتهاجر من من كلا الطرفين ويكون آآ حظ كل منهما من العقوبة بحسب اصراره على التهاجر ولهذا قال عليه الصلاة والسلام وخيرهما الذي يبدأ بالسلام وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. هذا هو الافظل وفي مثل هذا المقام الشيطان ينفخ في في في نفسي المتهاجرين ان الافضل ان ان تبقى الى ان يأتيك هو ويبدأ يعطيه مهاني يقول انت الحق انت لك الحق وانت الذي اخطأ عليك وانت الذي بدأك بكذا ويلقي في نفسه شيء من من هذه المعاني حتى يبقى اه لا يفوز بهذه الخيرية التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام قال وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. نعم قال حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الوارث عن يزيد عن معاذة انها سمعت هشام بن عامر رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول لا يحل لمسلم ان يصارم مسلما فوق ثلاث ليال فانهما ما صارما فوق ثلاث ليال فانهما ناكبان عن الحق. ما داما على صرامهما وان اولهما فيئا يكون كفارة له سبقه بالفيء. وان هما ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنة جميعا ثم اعاد المصنف رحمه الله في هذه الترجمة حديث اه هشام ابن عروة نعم حديث هشام بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لمسلم اه يصارم مسلما فوق ثلاث ليال والحديث مر معنا قريبا من حديث ابي معمر شيخ المصنف رحمه الله تعالى عن عبد الوارث به وعاد هنا رحمه الله لما فيه من شاهد لهذه الترجمة وهو ان التصارم يكون من من الطرفين قال فانهما ما صار ما فوق ثلاث ليال فانهما ناكبان عن الحق اي ان التصارم من من الطرفين ولهذا اعاده المصنف رحمه الله تعالى في هذه الترجمة نعم قال رحمه الله تعالى باب الشحناء قال حدثنا محمد بن السلام قال حدثنا عبده قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا ابو سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله اخوانا ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة باب الشحناء للتحذير من وجود هذه الخصلة في اهل الاسلام وبين المسلمين ان يكون في قلب المسلم على اخيه شحناء والشحناء مأخوذ من من الشحن وهو الملأ من الشحن وهو المن والمراد ملء القلب ملء القلب بالعداوة والبغضاء ملئ القلب بالعداوة والبغضاء والقلب يمتلئ بالعداوة ويشحن بها عندما ينمي الانسان العداوة في في في قلبه والبغظاء في قلبه حتى ينفلئ القلب اه شحناء على اخيه بمعنى انه ينسحن ينشحن القلب على اخيه واذا شحن القلب بالبغضاء اذا شحن القلب بالبغضاء وبالعداوة للاخ لا يرى اي وجه من وجوه الخير في اخيه بل لا يرى في اخيه الا صفحة مظلمة وجميع وجوه الخير لا يراها ولا يحس بها لانه شحن بالبغضاء وشحن بالعداوة فيصبح لا يرى في قيه اي صفحة بيظاء او اي مرأ جميل ولا يراه الا بصورة مظلمة يراه اعدى الاعداء والذ الخصوم يراه شرسا يراه شريرا هذه المعاني هي الثائرة في قلبه عندما يشحن القلب بمعنى ان القلب يمتلئ اه بعظاء للاخ وهذه مرتبة يصل اليها القلب اه عبر اه مراحل يتنامى فيها البغظ في القلب يتنامى فيها البغض في القلب وتتنامى فيها العداوة في في القلب رتبة بعد رتبة ودرجة بعد درجة الى ان يسحب واذا واذا شحن القلب بالبغضاء وشحن القلب بالعداوة كما قدمت لا يرى في في خصمه ولا يرى في من يعاديه ومن يبغضه الا صفحة مظلمة لا يرى فيه آآ من معاني الخيرية شيء ولا يلتفت الى شيء من ذلك فالمصنف رحمه الله تعالى عقد هذه الترجمة للتحذير من الشحناء واذا واذا قال قال المسلم كيف لي ان اتخلص من الشحنة من ان يشحن قلبي تجاه اخي كيف اتخلص من ذلك الجواب على ذلك ان يحذر الانسان من اسباب التي تفضي به الى البغضاء وتنامل البغضاء حتى تكون شحناء في القلب يحذر من ذلك ويجتهد ان ينمي في قلبه آآ معاني الاخوة معاني التواصل معاني التراحم معاني التواد الى غير ذلك من المعاني العظيمة. اذا كان قلبه عامرا بهذه المعاني. اذا بدرت بعض البوادر التي توجد شيئا من البغضاء يحتملها بالايمان يحتملها في الاسلام يحتملها بالصفح والتجاوز والعفو الى غير ذلك من المعاني فتدوم آآ تدوم اواصر الاخوة وهو روابط المحبة ولا يبقى لهذه لهذه المعاني اثر على نفسه بينما اذا اعرض عن اه توجيهات الكتاب والسنة والتفت في هذا المقام الى حظ نفسه نمت في قلبه العداوة ونمى في قلبه البغضاء حتى يشحن بذلك الشاهد ان ان المصنف رحمه الله عقد هذه الترجمة للتحذير من هذا الامر قال باب الشحناء اي امتلاء القلب بالعداوة والبغضاء للاخ المسلم واورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال فيه صلى الله عليه وسلم لا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله اخوانا لا تباغظوا الحديث سبق ان مر معنا فيه اه تحذير النبي عليه الصلاة والسلام من التباغض وهذا التحذير يشمل من تعاطي الاسباب التي تفضي بالناس الى التباغض فاذا تخلصوا منها تخلصوا بذلك من التباغض واذا سلموا من التباغض سلموا من الشحناء فقول النبي عليه الصلاة والسلام لا تباغظوا فيه نهي عن الشحناء بالنهي عن التباغظ الذي يفضي تراكمه في القلب الى الشحناء الذي يقظي تراكمه في القلب الى الشحناء الى شحن القلب بالبغظ والعداوة فقول النبي عليه الصلاة والسلام لا تباغظ فيه نهي عن عن الشحناء لان البغظ اه تراكمه في القلب يصبح اه شحناء فنهي النبي عليه الصلاة والسلام عن التباغظ فيه النهي عن الشحناء والحديث سبق ان مر معنا بترجمة ماضية نعم قال حدثنا محمد قال حدثنا عمر ابن حفص قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش قال حدثنا ابو صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين. الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ثم اورد رحمه الله تعالى عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث قال تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين هنا يا اخوان حقيقة ينبغي ان نقف وقفة تأمل في قوله عليه الصلاة والسلام تجد يوم القيامة تجد يوم القيامة. هناك اشياء كثيرة تظهر للناس وتنكشف وتبدو واضحة جلية يرونها رأي العين يوم القيامة تبرز لهم ويرونها ماثلة امامهم يشاهدونها وكانوا في الدنيا في غفلة عنها جاءتهم رسل الله عز عز وجل ببيانها جائتهم الرسل عليهم صلوات الله وسلامه ببيانها وايضاحها فاعرضوا عنها وغفلوا عنها ثم يرونها يوم القيامة ماثلة وهناك يندم الانسان ولا يفيد الندم يندم الانسان ولا يفيد الندم ولهذا بعض الناس يمضي في مخالفات يسمع في الاحاديث تحذيرا منها لكنه لا لا ينهض قلبه لادراك خطورتها ثم اذا استمر فيها ورآها ماثلة يوم القيامة وادرك الخطورة لا يفيده ذلك واذا ندم لا ينفعه الندم ولهذا من الخير للانسان ان يجد هذه الاشياء في الدنيا بمعنى ان يعلمها وان يفهمها قبل ان يجدها يوم القيامة حقيقة ماثلة امامه فيندم على اهماله في الدنيا لفهمها والعلم بها وتطبيقها فهذه هذا الحديث يعطينا فائدة الى اهمية تعظيم السنة وتعظيم الحديث وان النبي عليه الصلاة والسلام اذا ذكر لك امر عليك ان تحرص جدا على استيعابه وفهمه ومن ثم تطبيقه وتحقيقه هذا خير لك من ان تجد هذه الحقيقة التي اخبرك بها النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة وقد كنت مفرطا فيها في حياتك الدنيا فالحديث فيه دعوة الى تعظيم السنة والعناية باحاديث النبي عليه الصلاة والسلام والحرص على فهمها الان مثلا الان مثلا عندما يحذرنا النبي عليه الصلاة والسلام من ذا الوجهين هل الافضل لنا ان ان النجاء ان نجتهد في فهم من هو ذا الوجهين وما هي حقيقته؟ وما هي صورة عمله ام ان ام ان نمضي في حياتنا في غفلة حتى نرى يوم القيامة من هو ذا الوجهين اي الامرين افظل للانسان الاول ان يعرف ان يعرف في في هذه الحياة الدنيا اه مواطن الخطر ومواضع الزلل ان يعرفها وان يحذر منها قبل ان يجدها يوم القيامة ثم يندم ان تقول نفس يا حسرة على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين او تقول لو ان الله هداني لكنت من المتقين مثل هذه الندامات لا تفيد الذي يفيد الانسان ان يجاهد نفسه على العلم ومعرفة الهدي القويم والصراط المستقيم وثم يجاهد نفسه على العمل والتطبيق حتى يفوز فوزا عظيما عندما يلقى الله تبارك وتعالى تأمل هنا قول النبي عليه صلوات الله وسلامه تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين تجد من شر الناس وهذا فيه خطورة الامر وان ذا الوجهين يأتي يوم القيامة وهو من شر الناس ان ذا الوجهين يأتي يوم القيامة وهو من شر الناس هنا اؤكد المعنى الذي ذكرته سابقا ايهما اليق بالانسان واجدر ان يجد هذا الامر علما تعلمه من السنة وعرفة وعاش على حذر منه او يهمل تعلم السنة ويفرط فيها ثم اذا لقي الله يوم القيامة وجد هذه الحقيقة ماثلة امامه ثم ندم ولم ينفعه او ولا ينفعه حينئذ الندم قال تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذو الوجهين ثم بين ذلك عليه الصلاة والسلام بقوله الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه الذي يأتي بهؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه فيكون آآ في في ملاقاته للناس على هذه الحال يلقى هذا بوجه ويلقى الاخر بوجه اخر مثلا يلقى انسانا فيمدحه بوجهه ويقول له انت خير من اعرف وانت من افضل الناس وانت كذا وانت كذا ثم اذا لقي غيره لقيهم بوجه غير الوجه الذي لقي به ذاك لانه لقي ذاك باب بوجه المادح ولقي غيره بوجه قادح الذام فيلقى ذاك بوجه ويلقى ذاك بوجه اخر وقد كان اهل النفاق على مثل هذه الحال اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون فيلقون اهل الايمان بوجه ووجه اظهار الايمان ويلقون اهل النفاق بوجه وهو اظهار الكفر وعدم الايمان ولهذا ذا الوجهين آآ ولهذا فان ذا الوجهين يتفاوت اثمه بحسب حجم حاله في كونه ذا وجهين بحسب حجم حاله في كونه ذا وجهين. فاذا كان آآ ذا وجهين وجه يظهر به ايمانا ووجه يظهر به نفاقا فهذا كافر والعياذ بالله في الدرك الاسفل من النار. واذا كان ذا وجهين يلقى اه اه الاخ بالعداوة ومن وراء ظهره يطعن فيه وينشر شرا وفسادا فهذا من الكبائر ومن العظائم عظائم الذنوب ذا الوجهين حجم خطورة ذنبه بحسب حجم ما هو عليه في في هذا الامر وقد سبق مر معنا قول النبي عليه الصلاة والسلام لا ينبغي ذي الوجهين ان يكونا اامينا او قريبا من هذا المعنى لا ينبغي لذا الوجهين ان يكونا امينا لا يكون امينا من كان ذا وجهين وهذا فيه ان الاسلام علانية وان حال حال الانسان على اه صدق وعلى صفاء وعلى وفاء وعلى اه اه معاني اه جليلة وجميلة بين اهل الايمان لا ان يكون متقلب ويلقى الاخ بالوجه وينقلب عنه بوجه اخر فهذه ليست من من حال اهل الايمان وايراد المصنف رحمة الله عليه لهذا الحديث في هذه الترجمة لان مثل هذا هذا العمل يوجد الشحناء يوجد الشحناء النمام النمام ممن يلقى الناس في وجهه ويطعن فيهم بوجه اخر يحضر المجلس على انه من اهل الصفاء والاخاء ثم ينتقل الى مجلس اخر طاعنا قادحا مفرقا مشتتا بين الاخوان فايراد المصنف رحمه الله لهذا الحديث في هذه الترجمة لان ذو الوجهين من من من الاسباب التي تثير الشحناء والعداوات بين الناس وهذا ايضا فيه تنبيه على ان المسلم ينبغي ان يقطع الامور التي تثير الشحناء ومن ذلكم حديثة ذو الوجهين وحديث النمام وونحو هؤلاء ممن يسعون الى اثارة الشحناء وملء القلوب بالشحناء بين اهل الايمان. نعم قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن همام عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والظن فان الظن اكذب حديث ولا تناجشوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تنافسوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اياكم والظن اي احذروه واجتنبوه ولا يكون ولا يكون الظن رائدكم وقائدكم قد قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا واذا كان رائدا انساني ووامامة مع اخوانه الظن فان هذا يقوده ويقود ايضا الاخرين الى وجود عداوات وتباغض يقول فيه اخوان ورفقاؤه هذا لا يحمل كلامنا الا على اسوأ محمل ولا يظن فينا الا ظن السوء. فتبدأ قلوبهم تتسرب اليها البغظاء. وتثور فيها الشحناء بمثل هذه الظنون فاسدة ولهذا الاصل المسلم حسن الظن الاصل في المسلم حسن الظن يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تظنن باخيك لا تظنن بكلمة قالها اخيك سوءا وانت تجد لها على الخير محملا وانت تجد لها على الخير محملا. لا لا تظنن كلمة قالها اخيك سوءا وانت تجد لها على الخير محملا. اي اذا كنت تجد محملا لكلمة اخيك او فعل اخيك على محمل خير فاحمله على الخير وانت هنا ان حملته على خير واخطأت لم تأثم وان حملته على سوء واوى واخطأت اثمت وان حملته على سوء واخطأت اثمت ولهذا الانسان ينبغي ان يكون على الاصل مع اخوانه يحمل الكلام على احمل على احسن محمل وان يظن باخوانه الظن الطيب الظن الحسن ويمضي على على هذه الحال ان كان رائده في تعاملاته مع اخوانه سوء الظن فهذا مما يثير البغضاء وينشر الشحناء قال اياكم والظن فان فان الظن اكذب الحديث اذا كان الانسان يبني حديثه على الظن فهذا اكذب الحديث ووبئس مطية الرجل زعموا اذا كان مطية الانسان آآ زعموا او او اظنه حصل او اظنه فعل او اظنه كذا وقوله عليه الصلاة والسلام ولا تناجسوا التناجس هو ان يزيد الانسان في السلعة دون رغبة منه في الشراء وانما يقصد بذلك ان يربح البائع او ان يضر بالمشتري فهذا نجس وجوده يثير البغضاء وينشر الشحناء وقوله ولا تحاسدوا الحسد هو كراهية النعمة قد يرتقي الى تمني زوالها وقد يرتقي ايضا الى العمل على ازالتها على على ازالة النعمة بالتربص والكيد ونحو ذلك التي يدفع اليها الحسد ويثيرها الحسد والحاسد عدو نعمة الله عز وجل ومما يثير الشحناء وجود الحسد وجود الحسد والتحاسد على نعم الله عز وجل التي من سبحانه وتعالى وتفضل بها على عبادة قال ولا تباغظوا اي لا لا تفعلوا ما يوجد بينكم البغضاء ولا تتعاطوا اسبابا تفظي بكم الى وجود البغظاء قال ولا تنافسوا والمراد بالتنافس التكالب على الدنيا وجعلها اكبر هم الانسان ومبلغ علمه وكثيرا ما تكون الشحناء بشكل عال وشديد جدا فيمن كانت هذه حالهم همهم الدنيا وهو مندفع اليها وهي غاية مناه واكبر مقصده ولا يبالي هل وجدت بينه وبين الاخرين عداوات او بغظاء او غير ذلك كل هذا لا يبالي في سبيل تنافسه على الدنيا وتكالبه عليها قال ولا تدابروا والتدابر هو التقاطع والتصارم والتهاجر بمعنى ان كلا من المتدابرين يعطي الاخر دبره ويعرظ عنه لما قام في قلبه من من البغضة والكراهية له قال وكونوا عباد الله اخوانا وكونوا عباد الله اخوانا اي حققوا بينكم الاخوة الايمانية وحققوا المعاني التي تديم بينكم الاخوة الايمانية والرابطة الدينية التي اقوى الروابط واوثق الصلات ونسأل الله عز وجل ان ينعم علينا اجمعين باخوة الايمان وان يجمعنا على طاعته سبحانه وتعالى وان يصلح ذات بيننا وان يؤلف بين قلوبنا وان يهدينا سبل السلام وان يخرجنا من الظلمات الى النور وان يبارك لنا في حياتنا واسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا اموالنا وان يجعلنا مباركين اينما كنا وان يعيذنا جميعا من الشيطان الرجيم ومن شرور انفسنا وسيئات اعمالنا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين يقول السائل نريد مثالا للهجر الشرعي حتى لا نقع في الهجر المحذور الهجر الشرعي يكون الباعث اليه النصح للدين يكون الباعث اليه النصح للدين لا لا يكون الباعث اليه حظ النفس او او او غضب شخصي او او نحو ذلك مما قد يوجد في بعض الناس ويكون هو الدافع وتكون صبغة الدين هي المظهرة الهجر المشروع هو الذي يكون الباعث عليه النصح للدين سواء نصح الانسان نفسه في تمسكه بدينه بحيث يسلم من ضلال المهجور وحدثه وشبهاته واهوائه او يكون الباعث اليه زجر الانسان المهجور عن عن بدعته وعن ضلاله فاذا كان لهذا الغرض في ضوء في ضوء قاعدة الشريعة في جلب المصالح ودرء المفاسد فهذا لا بأس به مثلا ان يبتلى انسان برجل صاحب شبهات صاحب شبهات وتشكيكات للناس في دينهم فيهجره لانه يخشى على نفسه من شبهاته فيهجره من اجل ان يحفظ دين نفسه من هذه الشبهات ويعلم انه لو صحبه وسمعه واصغى الى كلامه ملئ بشبهات لا لا يستطيع خلاصا منها قد جاء عن بعض السلف ان رجلا من اهل الاهواء دخل عليه وقال اريد ان اقرأ عليك اية من كتاب الله قال اخرجوه عني قيل له في ذلك قال خشيت ان يطرح في قلبي شبهة تجلجل في صدري حتى اموت تجلجل في صدري حتى اموت اي تبقى ثائرة متحركة في النفس الشبه خطيرة جدا فاذا كان الانسان خاف على نفسه من صاحب شبهات فهجره اه للسلامة من شبهاته ولهذا الهجر ينبغي ان يفهم انه نوع علاج اما علاج وقائي للانسان الهاجر نوع من العلاج الذي يسمى الطب الوقائي يسمى الطب الوقائي يعني يهجره حتى يتقي البدع او الضلالات التي اه تكون عند هذا الرجل او يكون المراد منه علاج الشخص المهجور صاحب البدعة فيهجره حتى يرتدع وينزجر ولهذا قال العلماء مثل هذا الهجر يكون له اثره اذا كان من صاحب مكانة وصاحب المنزلة عالم له مكانته رجل له وزنه اه فهذا يكون له تأثير على اه على من هجر اما اذا كان الانسان عادي وهجر من اجل ان يؤثر عليه قد لا يكون لهذا الهجر اثر بل في مثل هذا الحال اذا هجره من اجل ان يتقي شره وضلاله فيكون في مثل هذه الحال لا بأس بالهجر وعلى كل حال الهجر لا يسار اليه الا اه من اجل العلاج والمداواة في حدود اه ما يقتضيه هذا الامر في ضوء ضوابط كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وعمل السلف الصالح رحمهم الله تعالى يقول ما رأيكم في من يقول ان الهجر لا يصلح في زماننا لغربة اهل السنة وغربة الدين الجواب هو نفس الجواب السابق الجواب هو الهجر لا يقال انه ما يصلح في اه في في هذا الزمان او في زمان قبله او زمان بعده وانما الهجر نوع من العلاج الذي جاء به الكتاب وجاءت به السنة وفعله النبي عليه الصلاة والسلام ولا يسار اليه الا للاغراض التي ذكرها اهل العلم ويكون ذلك في ضوء قاعدة الشريعة في جلب المصالح ودرء المفاسد ليس الغرض منه التشفي ولا الغرض منه حظوظ النفس ولا غير غير ذلك من الاغراض وانما الغرض من العلاج والوقاية اما العلاج لصاحب الضلالة او الوقاية للانسان الهاجر وولا يقال انه لا يصلح في في هذا الزمان واذا كان الانسان في زماننا مبتلى باصحاب شبهات اصحاب شبهات يخشى على دينه من شبهاتهم وابتلي باقترابهم منه وحرصهم عليه هذا من الخير له ان يهجرهم حتى يسلم ولا يقال في حقه لا يصلح الهجر في آآ في مثل هذا الزمان ومثل هذا الكلام لا ينبغي ان يقال لا لا يقال في اه هذا الحكم الذي جاءت به الشريعة انه لا لا يصلح في في زماننا هذا نعم هل يكفي القاء السلام فقط في رفع الهجر رغم ان المياه لم تعد لمجاريها سيأتي عند المصنف رحمه الله ترجمة تتعلق بهذا باذن الله تعالى جزاكم الله خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك