بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله به اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب مراد باب ما ذكر في المكر والخديعة قال حدثنا احمد بن الحجاج قال حدثنا حاتم بن اسماعيل قال حدثنا ابو الاسباط الحارثي واسمه بشر ابن رافع عن يحيى ابن ابي كثير عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم المؤمن غر كريم والفاجر حظ لئيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب ما ذكر في المكر والخديعة اي ما ذكر فيهما في السنة من التحذير من هاتين الخصلتين الذميمتين اللتين هما ليسا من خصال اهل الايمان وانما من خصال اهل النفاق واهل الفجور فهم الذين هذا شأنهم قد قال الله عز وجل عن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون فالمخادعة والمكر والاحتيال والكيد ونحو ذلك ليس من خصال اهل الايمان فاهل الايمان يتصفون بالصدق والنصح والوفاء والامانة وغير ذلك من المعاني العظيمة اما المنافق والفاجر فانه اكبابه على الدنيا واقباله عليها واعراضه عن الاخرة يمكر بالناس ويحتال عليهم يخدعهم ويسيء اليهم من حيث يظنون آآ الاحسان ويظنون الاصلاح ولهذا هذه الخصال ليست من خصال اهل الايمان وانما هي من خصال اهل الفجور والنفاق قال باب ما ذكر في المكر والخديعة اي من التحذير وانها ليست من صفات اهل الايمان واورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال المؤمن غر كريم والفاجر خض لئيم المؤمن من صفاته كما جاء في هذا الحديث انه غر كريم والكرم سبق ان عرفنا معناه وهو اجتماع صفات الخير ومعاني الصلاح من بذل وعطاء وسخاء وطيب نفس وحسن خليقة كل ذلك يجمعه الكرم فالمؤمن من صفته الكرم ويصاحب كرمه كما بين نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث انه غر غر لا لجهله ليس لجهله وانما لكرمه وعدم مبالاته بالسفهاء اهل السوء واهل الشر فهو غر اي لا يتفطن لا يتفطن لمعاملات اهل السوء ولا يلقي لها بالا ولا يقف عندها بل يمر معرضا عنها غير مبال بها فهذا معنى ان المؤمن غر ولهذا جمع مع معها الكرم فهو غر لكرمه ليس ليس لجهله وانما نفسه كريمة نفسه كريمة تتصف بالمعاني العالية والصفات الرفيعة ولهذا لا يقف عند اهل المخادعة واهل المكر واهل الاحتيال يعرض عنهم ويمضي في طريقه هي العمل للاخرة وابتغاء وجه الله تبارك وتعالى معرضا عن الجاهلين معرضا عن الجاهلين ولو انه وقف تعطل عن السير لو انه وقف مع هؤلاء واخذ يقابلهم بما يصنعون خداع بخداع ومكر بمكر وكيد بكيد واحتيال باحتيال اضاع وقته الذي يحرص عليه هو اشد الحرص لحفظ دينه والتقرب لربه تبارك وتعالى ولهذا هو غر يعني لا يبالي بهؤلاء ولا يكترث بهم ولا يلقي بالا لهم يعرض عنهم لا لشيء الا لكرمه فهو كريم يبحث عن معالي الامور وكوامل الخصال وعظيم الاداب ومن كرمه انه معرظ عن عن هؤلاء غير مبال بهم لا انه يجهل او انه لا يفهم او لا يدرك بل آآ يتجاهل يتجاهل ويتغافل لا يبالي ولا يهتم ولا يقف عند سفه السفهاء وجهل الجهلة بل يمضي في طريقه قال المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم خب او خب كلاهما صحيح والاكثر الفتح خب اي مخادع وماكر صفته المخادعة والمكر والاحتيال وهذه المخادعة والمكر والاحتيال مبنية على ان همه الدنيا وطمعه فيها وحرصه عليها ولهذا لا يبالي كيف حصلت له فيخدع هذا ويمكر بذاك ويحتال على هذا لان الطمع الذي ملأ قلبه والجشع الذي الذي ملأ نفسه جعله لا يبالي كيف حصل الدنيا او حصل الجاه او حصل الشهرة او نحو ذلك فيخادع ويمكر ويحتال ولو كان ولو كان ذلك على حساب ضياع دينه او ضياع ايمانه او ضياع خلقه وادبه لا يبالي بذلك قال والفاجر خب لئيم واللؤم ضد الكرم واذا كان الكرم معناه اجتماع صفات الخير في الانسان ومعالي الامور فاللؤم ضده ولهذا سبق ان اشرت في درس ماضي ان اللؤم قيل فيها انها اجمع كلمة لصفات السوء والصفات الرديئة فاللؤم يعني رداءة النفس وسوء الخلق وعدم اه الشعور بالجميل والاحسان ويجمع الشح والبخل الى غير ذلك من الصفات الذميمة التي يجمعها اللؤم فكما ان الكرم من جوامع اه معاني الخير فاللؤم من جوامع معاني الشر والسوء ولهذا الفاجر خب اي مماكر وخادع يتعامل بالمكر وبالخديعة وبالاحتيال وغير ذلك من من المعاني لماذا؟ لان نفسه لئيمة نفسه دنيئة لا يبالي يحسن اليه الانسان يحسن اليه الانسان ويكرمه وهو يحفر تحته وهو يحفر تحته لا ليوقعه في في الهلكة لا يبالي باحسان محسن ولا يبالي بكرم كريم كل ذلك لا يبالي به نفسه لئيمة اذا احسن اليه ما يشعر بالاحسان واذا اكرم لا يشعر بالكرم نفسه لئيمة ولهذا في الوقت في الوقت الذي يقدم له الكرم نفسه تخطط كيف يمكر بمن اكرمه في الوقت الذي يقدم له الكرم ويقدم له الاحسان نفسه مشتغلة كيف يمكر بمن اكرمه وكيف يسيء اليه لان نفسه لئيمة فيها اللؤم نفسه فيها اللوم فهذه صفة المنافق الفاجر والعياذ بالله وكل ذلك راجع للؤم نفسه فالفاجر اه لئيم ومن لؤمه المكر ولا سيما بمن يحسن اليه والمؤمن كريم ومن كرمه ومن كرمه التجاوز حتى من يسيء اليه وهذا معنى الحديث فالحديث يصف المؤمن بالكرم ومن كرم المؤمن انه لا يبالي بالمسيء ولا يقف عند اساءته الفاجر لئيم ولا يبالي بمن اساء اليه ولو كان محسنا ولو كان محسنا وذلك كله راجع الى لؤمه فالمؤمن صاحب نفس كريمة والفاجر والمنافق صاحب نفس لئيمة والعياذ بالله واذا لئمت النفس اذا لئمت النفس واتصفت والعياذ بالله باللؤم يجتمع في الانسان من معاني السوء ما لا حد له ولا عد اذا اتصفت نفسه باللؤم واذا اتصفت نفس الانسان بالكرم اجتمع فيه من شريف المعاني وكريم الخصال ما لا حصر له ولا عد. لان نفسه الكريمة تدفعه الى المعالي تدفعه الى المعالي معالي الامور وكوامل الاداب والاخلاق واذا ارادت نفسه شيئا من الخصال السيئة يمنعه كرم نفسه يمنعه كرم نفسه قال عليه الصلاة والسلام المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم. نعم قال رحمه الله تعالى باب السباب قال حدثنا محمد ابن امية قال حدثنا عيسى ابن موسى عن عبد الله ابن كيسان عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال استب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسب احدهما والاخر ساكت والنبي صلى الله عليه وسلم جالس ثم رد الاخر فنهض النبي صلى الله عليه وسلم فقيل نهضت قال نهضت الملائكة فنهظت معهم ان هذا ما كان ساكتا ردت الملائكة على الذي سبه فلما رد نهضت الملائكة حديث ابي هريرة المتقدم في اسناد المصنف رحمه الله بشر ابن رافع ظعيف لكنه توبع ولهذا صح الحديث بالمتابعة قال رحمه الله تعالى باب السباب باب السباب السباب المراد بها الشتائم المراد بالسباب الشتائم والتكلم في الانسان بما يعيبه ويشينه فهذا هو معنى السباب السباب ان ينشغل الانسان بالشتائم شتم الناس والتكلم في الناس بما يعيبهم قدحا فيهم وبلوغا في اعراضهم وطعنا هذا هو السباب مر معنا في هذا المعنى احاديث تحذير من ذلك والنهي عنه ومر معنا قول النبي عليه الصلاة والسلام ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ومر معنا ان اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة ومر معنا في الباب احاديث والمصنف رحمه الله عقد هذه الترجمة باب السباب ليحذر من ذلك. ليحذر المسلم من ان يكون متصفا بهذه الصفة السباب اي الاشتغال بسب الناس الاشتغال بسب الناس والاشتغال بالتكلم في عيوب الناس واعراض الناس ثم يكون يكون المشتغل بالسباب ناسيا عيوب نفسه بل مخازيها قد يكون فيه مخازن وعيوب وشنائع فيغفل عنها وينساها ويشتغل بعيوب الناس يشتغل بعيوب الناس وينسى عيب نفسه فيشتغل في اعراض الناس سبا ووقيعة وذما فالشريعة جاءت بالتحذير من ذلك وقد كان السلف رحمهم الله في هديهم المبارك ودلهم الكريم وخلقهم العظيم بايدينا كل البعد عن ذلك بعيدين كل البعد عن ذلك حذرين من هذا الامر الاشتغال بسباب الناس والكلام فيهم قدحا ولمزا وهمزا وشتما وسبا هذا ليس من خلق المسلم والمشتغل بالسباب المنهمك في في هذه الخصلة ينسى نفسه ينسى نفسه وينسى عيوب نفسه ويرى الصغيرة من عيوب الناس كبيرا والكبيرة من عيوب نفسه لا يراه لا يراه ولا يلحظه لان نفسه منشغلة لان نفسه منشغلة قد جاء عن الامام ما لك ابن انس رحمه الله تعالى انه قال ادركت اقواما في المدينة ادركت اقواما في هذه البلدة يعني المدينة لم تكن لهم عيوب لم تكن لهم عيوب فاشتغلوا بعيوب الناس فصارت لهم عيوب فصارت لهم عيوب يقول وادركت اقواما لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فنسيت عيوبهم نسيت عيوبهم ولهذا الذي يا يشغل نفسه بعيوب الناس طعنا وعيبا وتتبعا لها يبلاه الله سبحانه وتعالى بمن يشهر عيوبه وو وينشر عيوبه جزاء وفاقا والاصل في المسلم اذا لاحظ في اخيه عيبا يشينه الا يفشيه في الناس وانما يناصحه ويبين له عيبه مرة واخرى وثانية وثالثة واذا كان الامر يحتاج الى نصح عام ايضا يبدأ بطريقة النبي عليه الصلاة والسلام ما بال اقوام ما بال اقوام اما الطريقة التي تسلك او يسلكها بعض الناس يتنقل في المجالس يا يحكي عيوب الناس وينشر عيوب الناس ويتكلم في عيوب الناس ولا هم له الا ذلك فهذا ليس من الخصال التي ينبغي ان ان يكون عليها المؤمن الناصح التي ينبغي ان يكون عليها المؤمن الناصح قال باب السباب اورد في هذه الترجمة بعض الاحاديث بدأها بحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال استب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم استب رجلان اي سب كل منهما الاخر فسب احدهما فسب احدهما والاخر ساكت والنبي صلى الله عليه وسلم جالس ثم رد الاخر فنهض النبي عليه الصلاة والسلام بدء السباب كان من احدهما سب الاخر وكان الاخر ساكت يبدو انه في بداية الامر كان محتملا سبابه ومعرظا عنه ولما زاد سبابه بدأ بالرد عليه قال ثم رد الاخر وثم تفيد التراخي والمهلة يعني هو لم يباشر آآ السب مباشرة من حين ان سبه صاحبه بل تريث وصبر ثم لم يحتمل فرد السب بالسب فنهض النبي عليه الصلاة والسلام فنهض النبي عليه الصلاة والسلام فقيل نهضت نهضت قال نهضت الملائكة فنهضت معهم نهضت الملائكة فنهضت معهم ان هذا ما كان ساكتا ردت الملائكة على الذي سبه فلما رد نهضت الملائكة فلما رد نهضت الملائكة وكان نهوض النبي عليه الصلاة والسلام لنهوض الملائكة التي كانت تذب عنه فلما اشتغل الا الانسان بالسب نهضت الملائكة التي تدافع عنه وهذا المعنى من من حيث الجملة من حيث الجملة تفيده بعض النصوص ومن ذلكم ما مر معنا قريبا قال اذا اذا سلم رد عليه الملك ورد على الاخر شيطان لكن هذا الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله آآ الاسناد فيه ظعيف لظعف عبد الله ابن كيسان نعم قال حدثنا هشام ابن عمار قال حدثنا رديح ابن عطية قال حدثنا ابراهيم بن ابي عبلة عن ام الدرداء ان رجلا اتاها فقال ان رجلا نال منك عند عبد الملك فقالت ان نؤبن بما ليس فينا فطالما زكينا بما ليس فينا ثم اورد رحمه الله هذا الاثر ان رجلا اتى ام الدرداء وقال لها ان ان رجلا نال منك عند عبدالملك نال منك عند عبدالملك اي بن مروان نال منك اي وقع فيك ذما وقدحا وعيبا نال منك اي بالطعن والوقيعة فبماذا اجابت قالت فقالت ان نؤبن بما ليس فينا فطالما زكينا بما ليس فينا ان نؤبن بما ليس فينا اي نتهم ونعاب ان نتهم ونعاب بما ليس فينا لا يظيرنا ذلك لا يضيرنا ذلك تقول فطالما زكينا بما ليس فينا وهذا حقيقة من الفقه العجيب هذا من الفقه العجيب ومن علامات اخلاص الانسان ودلائل صدقه مع الله سبحانه وتعالى ان يستوي عنده المدح والذنب استواء المدح والذم مدح الناس له او ذمهم له يصبح عنده سواء في رتبة واحدة وفي درجة واحدة لا لا لا مدح المادحين لا يبالي به وذم الذامين لا يبالي به وهذا من من امارات آآ الصدق والاخلاص والاقبال على الله سبحانه وتعالى لان مدح المادحين اذا اذا اذا كان على خلاف حال الانسان لا يزيده عند الله. وذمهم ايضا اذا كان خلاف واقعه لا ينقصه عند الله وهمه متجه الى ماذا الى رضا الله عز وجل وطلب ثوابه ولهذا هو لا يلتفت الى ذم ذم ولا الى الى مدح مادح ولهذا قالت هنا ان نؤمن بما ليس فينا اي يقدح فينا ونتهم وينال منا بامر ليس فينا طالما مدحنا بما ليس فينا وهنا لاحظ ملاحظة في في في ظعيف الاخلاص في ضعيف الاخلاص من الناس اذا مدح بما ليس فيه ماذا يحدث له اذا مدح بما ليس فيه ماذا يحدث له ينتفخ ويفرح ويسر وينبسط وربما ايضا طلب المزيد ربما طلب المزيد من ذلك وهو وهو يمدح باشياء ليست فيه واذا دم اذا ذم بما هو فيه وانتقد بما هو فيه آآ ساءه ذلك واحزنه فهي تقول ان نؤمن بما ليس فينا يعني كوننا نتهم في بعض المرات باشياء ليست فينا باشياء ليست فينا طالما زكينا ومدحنا باشياء ليست فينا وهذا ايضا من من التواضع هذا من من التواضع وحسن الخلق وعدم المبالاة والالتفات الى الى كلام الناس والا لو وقف الانسان عند كلام الناس سواء مدحا او ذما تعب المدح كما سبق ان مر معنا ذبح له والتفاته ايضا الى الى الى غيبة المغتاب وعيب العياب وسباب السباب وقوفه عند هذه الاشياء ايضا ترهقه ولهذا لا يلتفت لا الى هذا ولا ولا الى ذلك ويعرظ عنه كما تقول رضي الله رضي الله عنها ورحمها تقول ان ان نؤبن بما ليس فينا فطالما زكينا بما بما ليس فينا. نعم قال حدثنا شهاب بن عباد قال حدثنا ابراهيم بن حميد الرؤاسي عن إسماعيل عن قيس قال قال عبدالله رضي الله عنه اذا قال الرجل لصاحبه انت عدوي فقد خرج احدهما من الاسلام او برئ من صاحبه قال قيس واخبرني بعد ابو جحيفة ان عبد الله قال الا من تاب ثم ختم هذه الترجمة بهذا الاثر عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال اذا قال الرجل لصاحبه انت عدوي انت عدوي والعداوة عندما تطلق هذا الاطلاق هي عداوة الدين العداوة الكاملة المحققة هي عداوة الدين ولهذا اذا قال انت عدوي انت عدوي وبدت وبدت بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا الى يوم القيامة العداوة في حقيقتها عداوة الدين عدوك من ليس على دينك ويعاديك على على دينك ولهذا قال هنا اذا قال الرجل لصاحبه انت عدوي فقد خرج احدهما من الاسلام لانه بقوله انت عدوي اي بيني وبينك عداوة دين فاذا لم يكن من قيل فيه انت عدوي عدوا للقائل في الدين حارت عليه ورجعت الى القائل وهذا المعنى الذي جاء هنا عن ابن مسعود سيأتي نظيره في حديث النبي عليه الصلاة والسلام قال او قال عدو الله وليس كذلك الا حارت عليه او قال عدو الله وليس كذلك الا حارت عليه. فاذا قال عدوي والعدو والعداوة في الاطلاق في حقيقتها عداوة الدين فان لم يكن من قيلت في حقه ان لم يكن كذلك حارت على القائل ورجعت اليه قال فقد خرج احدهما من الاسلام او برئ من صاحبه لانه آآ لانه ليس على على دينه باطلاق العداوة وصفا له وانه عدو له قال او برئ من صاحبه قال قيس واخبرني بعد ابو جحيفة ان عبد الله قال الا من تاب الا من تاب اي يستثنى من ذلك من تاب من مثل هذه المقالة من مثل هذه المقالة ومن تاب تاب الله عليه والتوبة تجب ما قبلها التوبة تجب ما قبلها فاذا تاب من مثل هذه الكلمة تاب الله عليه وهنا فيه تنبيه الى ان بعض الناس في ثورة غضبه وانزعاجه من ممن اغضبه ربما يطلق اه يطلق عبارات شديدة جدا لا لا تطلق الا في حق الكفار لا تطلق الا في حق الكفار ويدفعه اليها فورت الغضب فقط ففي ثورة الغضب يطيش العقل ويطلق على على خصمه عبارات هي لا لا لا تقال الا في حق الكفار كان يقول يا منافق او يقول يا عدوي كما حذر هنا ابن مسعود او نحو ذلك من الاطلاقات وهنا ايراد المصنف رحمه الله هذه هذا الاثر في هذه الترجمة السباب فيه تنبيه الى ان المسلم ينبغي ان يصون لسانه من الالفاظ والاطلاقات وآآ الشتائم والسباب ونحو ذلك من الالفاظ التي ينبغي عليه ان ينزه لسانه عنها في كل احاينا ولا سيما عندما يغضب الانسان نعم قال رحمه الله تعالى باب سقي الماء قال حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا ليث عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما اظنه رفعه شك ليث قال في ابن ادم ستون وثلاث مئة سلامة او عظم او مفصل على كل واحد في كل يوم صدقة كل كلمة طيبة صدقة وعون الرجل اخاه صدقة والشربة من الماء يسقيها صدقة واماطة الاذى عن الطريق صدقة ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى لهذه الترجمة باب سقي الماء باب سقي الماء اي فضل ذلك وعظيم ثوابه وسبق الاشارة الى قول النبي عليه الصلاة والسلام ليس شيء من الصدقة افضل من ماء فالماء افضل الصدقة وايضا سبق الاشارة الى حديث النبي عليه الصلاة والسلام عندما سأله سعد قال امي توفيت اينفع ان اتصدق عنها؟ قال نعم وعليك بالماء وعليك بالماء فالماء افضل الصدقة واعظمها وانفعها لان الماء حاجة الناس اليه هي اشد الحاجات بعد الهواء اشد الحاجات بعد الهواء قد قال الله تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي فحاجة الانسان الى الماء حاجة ظرورية ولهذا اذا يستطيع ان يصبر عن الطعام ما لا يستطيع ان يصبر على الماء وحاجته الى الهواء اشد من حاجته الى الى الماء ولهذا احتباس الهوى عنه لفترة يسيرة جدا يموت بذلك والماء احتباسه عنه لفترة اطول يموت بذلك فالحاجة الى الهواء اشد ثم الى الماء ثم الى الطعام ومن رحمة الله سبحانه وتعالى ان الامر كلما كانت الحاجة اليه اشد كانت سبل نيله ووسائل تحصيله اكثر فلما كانت حاجة الانسان الى الهواء فالهواء معه اينما كان لا يبحث عنه ولا ولا يطلبه وانما معه اينما كان لان حاجة حاجة الى الهوا في كل لحظة. ولهذا اينما تمشي الهواء معك الهواء معك لا تحتاج ان تحفر لتخرجه ولا تحتاج وانما هو معك فالحاجة الى الهواء شديدة ولهذا كان آآ توافره اكثر من غيره الماء الحاجة اليه اشد من الطعام ولهذا توافر الماء اكثر من توافر الطعام وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى الشاهد ان الحاجة الى الى الماء حاجة شديدة ليس الانسان بل للانسان وللحيوان وللطير وللنبات الكل يحتاج اليه وجعلنا من الماء كل شيء حي وجعلنا من الماء كل شيء حي فسقي الماء من اعظم الصدقات وافضل المبرات واحسن مجالات النفقة سقي الماء فالمصنف رحمه الله عقد هذه الترجمة لبيان هذا العمل المبارك الجليل قال باب سقي الماء واورد عن ابن عباس آآ رظي الله عنه قال اه اظنه رفعه والشك من ليث وليس هو ابن ابي سليم وهو ضعيف لكن الحديث صحيح لغيره لوجود ما يشهد له في احاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قال في في ابن ادم ستون وثلاثمائة سلامى بابن ادم ستون وثلاث مئة سلامى والسلامى هي المفاصل المفاصل ففي الانسان من المفاصل ما هذا عدده؟ ست مئة وثلاثون وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال على كل سلامة صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس فكل سلامى من الانسان صدقة لان هذه المفاصل اللينة يكون بها حركة الانسان نهوضه وقيامه وقعوده واخذه وعطاءه الى غير ذلك وهي حركات كثيرة تكون منها في يومه وهذه الحركات وليونة المفاصل تحتاج الى شكر ولهذا كل مفصل من هذه المفاصل يحتاج كل يوم صدقة كل يوم صدقة وعددها ثلاث مئة وستين اذا عدد الصدقات التي تطلب شكرا لله تبارك وتعالى على هذه السلامات التي في الانسان او السلامة التي في الانسان ثلاث مئة وستين ثلاث مئة وستين ولهذا ذكر النبي عقب ذلك ابواب صدقات يحرص عليها الانسان في ايامه ابواب كثيرة قال على كل واحد في في كل يوم صدقة كل كلمة طيبة صدقة وعون الرجل اخاه صدقة شربة من الماء يسقيها صدقة واماطة الاذى عن الطريق صدقة فامامك مجالات كثيرة جدا من الصدقة وفي حديث قال ويجزئ عن ذلك كله ركعتان تركعهما من الضحى يجزى عن ذلك كله فامام فامامك من امامك من ابواب الصدقة الشيء الكثير من ذلكم الكلمة الطيبة تلقى بها اخاك الكلمة الطيبة تلقى بها اخاك فتقابله بالكلام الطيب وهنا ذكر الكلمة الطيبة في في في ضمن هذه الابواب التي فيها التحذير من السباب فيه تنبيه الى ان الذي ينبغي ان يشتغل به المسلم في ايامه هو الكلمات الطيبة والمبرات والاحسان لا ان يهلك نفسه بالسباب والشتائم ولهذا قد تتساءل اه سقي الماء جاء في في ضمن ابواب قبله تحذير من السباب وبعده تحذير من السباب وجاء المصنف بين هذه الابواب بسقي الماء وفي الحديث ايضا الكلمة الطيبة منبها بذلك الى ان همة المسلم الى ان همة المسلم ينبغي ان تكون متجهة الى المعالي الذي الذي هو كرم الانسان المعالي بالكلمات الطيبة بالمعروف بالاحسان بسقي الماء بالبذل بالعطاء لا ان يكون يهلك ايامه بالسباب وتوافه الاعمال وسيء الاخلاق بل همته متجهة في ايامه الى المعالي كانه يقول لك كانه يقول لقارئ الكتاب في في هذا الباب ما لك وللاشتغال بالسداد امامك كل كل يوم اه صدقات مطلوبة منك على كل سلامة منك فلا تشغل ايامك بالسباب والشتائم وظياع الوقت في هذه الامور الحقيرة الدنيئة انهض بهمتك الى المعالي سقي الماء الكلمة الطيبة المعروف الاحسان الى غير ذلك من الصدقات ايليق بعبد من الله عز وجل عليه بهذه المفاصل وهذا القوام وهذه الصحة وهذه العافية ومطلوب منه ان ان يقدم يوميا صدقات عن هذه المفاصل ايليق به ان يظيع يومه بشتم هذا وسب ذاك وغيبة هذا وشتم الى غير ذلك هذا من من الضياع والخسران والحرمان الينت لك هذه المفاصل لتشتغل بهذه الاشياء هل هل الله عز وجل لين لك هذه المفاصل لتشتغل بهذه الاشياء؟ لا والله اه لينت لك هذه المفاصل حتى تشغلها بالخير وبالنافع من الاقوال والاعمال الم نخلقكم من ماء من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين خلق الله عز وجل للانسان وايجاده له على هذا القوام الطيب والهيئة الحسنة لا لا ليشتغل بالتوافه والسيء من الاعمال وانما لينهض ويشتغل بالجد والاجتهاد ايحسب الانسان ان يترك سدى الم يكن نطفة من مني يمنا ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والانثى اليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى فالانسان لا لم يخلق سدى خلق للعمل هذه المفاصل وهذه الليونة في الاعضاء تنهض وتقوم وتقعد لا لان يشتغل الانسان بالتوافه من من الاعمال والسيء منها فهذه والله اعلم مناسبة دخول هذه الترجمة بهذا الباب ومن كانت همته آآ منبعثة من رحمة في قلبه للناس حتى انه يحب ان ان يذهب عنهم الظمأ والعطش فيسقيهم الماء مثل هذه الرحمة لا يكون من صاحبها سباب بعيد عن ذلك بعيد عن ذلك ولهذا اذا اتجهت النفس الى المعالي ذهبت عنها سفساف الامور ورديء الاخلاق فهذه لفتة مباركة من المصنف رحمه الله فيما ينبغي ان يتنبه له المسلم ويشغل به حياته حتى يبلغ المبالغ العظيمة وينال الخير في الدنيا والاخرة. نعم والاسناد هنا كما اشرت فيه ليث وهو ابن ابي سليم ولكن الحديث صح لغيره كما نبه على ذلك الشيخ الالباني رحمة الله عليه مر معنا قريبا في في درسنا الماظي في الحديث رقم اربع مئة وثلاثة عشر قال الامام البخاري حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا ابو شهاب عن كثير عن ابي فزارة عن يزيد ابن الاصم عن ابن عباس قوله عن كثير الذي يظهر والله تعالى اعلم انها تصحيف عن ليث لان اه الطبراني في معجمه الكبير ساق هذا الحديث عن احمد ابن يحيى الحلواني عن سعيد بن سليمان شيخ البخاري عن ابي شهاب عن ليث به واورده ايضا في في جامع في المعجم الاوسط له وقال بعد ان رواه لم يروي هذا الحديث عن ابي فزاره الا ليث تفرد به ابو شهاب فهذا يفيد ان ذكر كثير هنا لعله والله اعلم تصحيف ولهذا ظعف هذا الحديث بليث وهو ابن ابي سليم. نعم قال رحمه الله تعالى باب المستبان ما قال فعلى الاول قال حدثنا ابراهيم بن موسى قال حدثنا اسماعيل ابن جعفر قال حدثنا العلاء ابن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة باب المستبان ما قال فعل الاول المستبان اه المسبان اي اه الشخصان اللذان يتبادلان السباب كل منهما يسب الاخر هذا يسب هذا والاخر يسبه قال المستبان ما قال اي اثم ما قالاه اثم ما قاله وتبعة ما قاله من السباب فعلى الاول اثم مقالاه فعلى الاول اي على من بدأ بالسباب فعل الاول ولكن هذا بشرط جاء مبين في الحديث ما لم يعتدي المظلوم ما لم يعتدي المظلوم لكن اذا اعتدى تغير الامر فالمستبان ما قال فعل الاول اي التبعة والاثم والذم واللوم يكون على الاول اي على من بدأ بالسباب على من بدأ بالسباب وهذا فيه ان ان ان الانسان اذا عاقب بمثل ما عوقب به لا يلام على ذلك وان كان الافظل في حقه الا يصير الى ذلك والا يفعل ذلك. لكن ان عوقب بمثل ما عوقب به دون ان يعتدي دون ان يكون منه اعتداء فلا بأس بذلك مثل ان ان يسبه شخص بمثلا يقول له يا ظالم او يا قبيح او يا سيء او نحو ذلك في عيد له كلمته يقول انت الظالم مثلا او يقول انت له ذلك ولا يأثم لانه عاقب بمثل ما عوقب به لكن دون اعتداء دون اعتداء اذا اذا اذا كان سب المبتدأ دخول في الاعراض وطعن فيها ونحو ذلك ليس له ان يطعن في عرظه يكذب في حقه فدون ان يعتدي والاولى به ان ان يعفو ويتسامح ويعرظ عن عن ذلك كله لكنه لو رد وسب من سبه رد سبه اليه فالاثم واتبع على الاول الذي بدأ ما لم يعتدي الثاني وليس في هذا ترغيب ترغيب للثاني ان ان يبادل من سبه بالسباب ليس في ذلك ترغيب له ووانما الترغيب في في العفو والاعراض عن ذلك قال اورد هنا عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المستبان ما قالا فعل الاول المستبان ما قال اي ما قالاه من من سباب فعل الاول اي على الاول اثم ذلك واللوم والذم على الاول لانه هو الذي بدأ هو الذي بدأ قال فعل الاول ما لم يعتدي المظلوم ما لم يعتدي المظلوم فاذا اعتدى تغير الامر ولهذا عندما يسب الانسان هو بين امرين لا يلحقه لا يلحقه فيهما مذمة الامر الاول ان ان يعيد اه كلمات الساب اليه دون اعتداء والامر الثاني لن يعرض عنه تماما وهذا خير له واكمل نعم قال حدثنا احمد بن عيسى قال حدثنا ابن وهب قال اخبرني عمرو ابن الحارث عن يزيد ابن ابي حبيب عن سنان ابن سعد عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال المستبان ما قالا فعلى البادئ حتى يعتدي المظلوم ثم ساق المصنف رحمه الله الحديث نفسه عن انس ابن مالك عن انس ابن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المستبان ما قالا فعلى البادئ حتى يعتدي المظلوم نعم وقال النبي صلى الله عليه وسلم اتدرون ما العطف قالوا الله ورسوله اعلم قال نقل الحديث من بعض الناس الى بعض ليفسدوا بينهم نعم وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل اوحى الي ان تواضعوا ولا يبغي بعضكم بعض ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اتدرون ملعظه قالوا الله ورسوله اعلم العظو اه البهتان البهتان من من القول والنبي عليه الصلاة والسلام قال للصحابة منبها اتدرون ما العظ اتدرون ما العظ؟ وهذه طريقة سبق اه تكررها كثيرا في حديث النبي عليه الصلاة والسلام نصحا منه عليه الصلاة والسلام وكمالا في بيانه. قال اتدرون ما العظه؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال نقل الحديث من بعض الناس الى بعض ليفسدوا بينهم العضو كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم هنا هو النميمة نقل الكلام على وجه الافساد نقل الكلام على وجه الافساد وايقاع العداوات بين الناس قال اتدرون ما العظم؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال نقل الحديث من بعض الناس الى بعض ليفسدوا بينهم وهذا صلته بالترجمة والله تعالى اعلم ان اه المستبان قد يكون الباعث في وقوع السباب بينهما النميمة التي يكون فيها نقل للكلام حتى يقع السباب والتشاتم والتهاجر والتعادي بين المسلمين ولهذا قال يحيى ابن ابي كثير اليمامي قال يفسد اه النمام في اه في في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة ولهذا شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى اورد هذا الحديث في كتاب التوحيد في باب انواع السحر انواع السحر لان النميمة تعمل عمل السحر واشد في ايقاع العداوات ونشر البغظاء والنمام يفسد ربما اكثر من الساحر بنقله الكلام من شخص الى اخر على وجه الافساد وايقاع العداوات واذا وقعت العداوة نشب السباب والشتام بين بين الناس نعم قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل اوحى الي ان تواظعوا ولا يبغي بعظكم على بعظ ان تواظعوا ولا يبغي بعظكم على بعظ الحديث الاول الا انبئكم ملعظ فيه تنبيه الى ما يثير السباب الى ما يثير السباب ويوجده بين الناس بكثرة والحديث الثاني فيه ما يطفئ جمرة السباب فيما يطفئ جمرة السباب بتواضع الانسان ولينه واعراظه ووكرمه كما مر معنا المؤمن غر كريم ولهذا لا يقف عند سفه السفهاء وجهل الجهلة وانما يعرض عنهم قال ان الله عز وجل اوحى الي ان تواظعوا ولا يبغي بعظكم على بعظ ولا يبغي بعضكم على بعض وفي قوله ولا يبغي بعضكم على بعض فيه تنبيه الى الثاني الذي بدأ بالسب انا ان اراد ان يعيد لمن سبه السب الذي اه اه رماه به اعاده عليه دون بغي دون بغي ودون ظلم نعم وهذا مناسب آآ الجملة الاخيرة من الحديث المتقدم حتى يعتدي المظلوم اه فهنا فيه التحذير من من البغي وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم له خير للصابرين نعم قال رحمه الله تعالى باب المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان قال حدثنا عمرو بن مرزوق قال اخبرنا عمران عن قتادة عن يزيد ابن عبد الله ابن الشخير عن عياض ابن حمار رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله الرجل يسبني قال النبي صلى الله عليه وسلم المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان. نعم قال حدثنا احمد قال حدثنا ابي قال حدثني ابراهيم عن حجاج بن حجاج عن قتادة عن يزيد بن عن يزيد بن عبدالله عن عياض بن حمار رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يبغي احد على احد ولا يفخر احد على احد فقلت يا رسول الله ارأيت لو ان رجلا سبني في ملأ هم انقص مني فرددت عليه. هل علي في ذلك جناح قال المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان. نعم قال عياض وكنت حربا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فاهديت اليه ناقة. قبل ان اسلم فلم يقبلها وقال اني اكره زبد المشركين ثم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان. المستبان اي اللذان يتبادلان السباب كل منهما يسب الاخر وكل منهما من فعل ووغضبان وعقله في في طيش ومتجه الى سب الاخر فهذا يكيل له السباب وهذا ايضا يعيد له السباب ويكيل له السباب فالنبي عليه الصلاة والسلام ذكر صفتهما قال المستبان شيطانان المستبان شيطانان لان هذا الاشتغال بتبادل السباب هو من عمل الشيطان ومن نزغه والله تعالى يقول واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ولهذا سيأتي معنا حديث لاحق عند المصنف حديث سليمان ابن سرد ان رجلا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب احدهما قال في اخر الحديث لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولهذا عند السباب والغظب يدخل الشيطان يدخل الشيطان وهو يكون له دوره في في في دفع الغضبان الى السباب والشتام والطعن وغير ذلك. ولهذا قال مستبان شيطانان اي اه الشيطان حاضر معهما يدفعهما وهما في انفسهما ايضا آآ شطنا عن اه الحق فاتصف بهذه الصفة الذميمة قال المستبان شيطانان يتهاتران ايتهاكراني في الكلام يتقابحان يترامايان الكلام القبيح يتراميان الكلام القبيح يتهاتران كلنا يرمي الاخر الكلام السيء القبيح ويتكاذبان اي كل منهما يكذب على الاخر في شتمه انت فيك كذا وانت فيك كذا ويستمران في مثل هذا الكلام كل متجه الى طعن في الاخر ولو بالكذب عليه ولو بالكذب علي انت الذي فيك وهكذا يمضي فيهما الكلام يتهاكران اي يتراميان بالكلام القبيح ويتكاذبان كل واحد منهما يكذب في حق الاخر شتما له ووقيعة فيه وايراد المصنف رحمه الله لهذه الترجمة باب المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان عقب الترجمة السابقة المستبان ما قال فعل الاول في غاية المناسبة وذلك ان الحديث الاول المستبان ما قال فعل الاول قد يظن الانسان ان المجال مفتوح اذا بدأ السب فليعد الى الشاب سبه ويبدأ يشتغل معه بالسب وربما ايضا اه تعدى بسبب اه الغضب الذي يحضر الانسان في مثل هذا المقام فاورد المصنف هذه الترجمة باب المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان تنبيها الى ان عند الاستباب يحضر الشيطان يحضر الشيطان لدفع الطرفين الى التهاتر والتكاذب وقبيح القول وسيئة حتى يقع من الشر والفساد الشيء الكثير ولهذا الذي ينبغي على الانسان في مثل هذا المقام ان يعرظ تماما وما اجمل قول الشاعر فامر ثمة واقول لا يعنيني اجمل ما يكون في في مثل هذا المقام الاعراض التام عن سفه السفيه وجهل الجهلة ويمضي الانسان في طريق الخير راشدا باذن الله تبارك وتعالى قال آآ اورد رحمه الله هنا حديث عياض ابن حمار المجاشع رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله الرجل يسبني الرجل يسبني كأن السؤال هنا يعني هل ابادله السباب ارد عليه سبه بماذا تنصح قال الرجل يسبني. قال النبي صلى الله عليه وسلم المستبان شيطانان اي ان الشيطان يحظر ويكون له حضور اذا اذا وجد السباب بدء السباب حظر الشيطان ويبدأ يزيد فيهما وينزغ حتى يزيد الامر على السباب الى التطاول بالايدي وربما ايضا اراق احدهما دم الاخر وكم من المرات يحصل مثل هذا الشر عبر التاريخ يبدأ سباب قليل يبدأ سباب قليل ثم يزيد اذكر من القصص المؤلم في في في مثل هذا الباب قبل سنوات في منطقة من من المناطق شاب في ليلة زواجه في ليلة زواجه وقف عند محطة يعبأ البنزين فلما آآ اعطاه العامل اعطى العامل نقود وعاد له الباقي نقص شيء قليل قليل جدا من المبلغ فانتبه هذا الشاب الى الى النقص فرأسا شتم العامل وقال انت حرامي وانت فاخذ يشتمه ايضا هذا شتمه وزاد الشتم فالتفت العامل اذا بجنبه خشبة اه طويلة اخذها وظرب بها رأس الشاب فمات في مكانه مات في في مكانه وكله عند اه مبلغ اقل من ريال ومبلغ زهيد جدا فالشيطان يحظر ولا يكفيه الشيطان كلمتين من السب او ثلاثة او اربع يريد عشر ويريد مئة يريد يده تعمل يريد دما يراق ما يكفيه فلماذا يمشي الانسان في خطوات الشيطان ولهذا قال المستبان شيطانان يحضر الشيطان هنا ويصبح الانسان منساقا والعياذ بالله بسوق الشيطان له ففي مثل هذا المقام يعرض الانسان ويتعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال المستبانان شيطانان يتهاتران المستبان شيطانان يتهاتران اي يتقابحان بالقول لا يزال كل واحد منهما يكيل للاخر ويتكاذبان اي كل منهما يكذب في في في حق الاخر ثم ساق رحمه الله الحديث من طريق اخرى قال فيه عياض رضي الله عنه ان الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله اوحى الي ان تواظعوا حتى لا اي احد على احد ولا يفخر احد على احد وهذا من التواضع من تواضع الانسان لله تبارك وتعالى الا يبغي على احد بل يعامل الناس بالتواضع واللين واللطف والمسامحة لا يبغي احد على احد ولا يفخر احد على احد لا يتعالى ويتفاخر وهو يمشي في في الارض مرحا اه متفاخرا متعاليا متكبرا قال ولا يفخر احد على احد فقلت يا رسول الله ارأيت لو ان رجلا سبني في ملأ هم انقص مني يعني اقل مني مكانة او منزلة ثم شتمني في ملأ وهذا من اكثر ما يثير الانسان اكثر ما يثير الانسان ان يسب في ملأ آآ هم يراهم اقل منه مثلا في السن او في العمر او او في المكانة او او في العلم او غير ذلك عندما يسب الانسان في في في ملا ويكون الملأ ايضا اقل منه هذا يؤلمه جدا ويغضبه غضبا شديدا فيقول في مثل هذا المقام لو ان رجلا سبني ماذا علي قال فرددت عليه هل علي في ذلك جناح قال النبي عليه الصلاة والسلام المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان. وهذا فيه اه قطع هذا الباب وغلق هذا الطريق لان البداية قد تكون البداية قد تكون الرد عليه بالمثل ثم هو يزيد فينفعل ثم تأتي يدخل الشيطان بينما اذا اغلق الانسان الامر من البداية وتعوذ بالله من الشيطان اراح نفسه ما من ذلك كله والحديث الاول في الترجمة الاولى يفيد انه لو انه عاد اليه آآ سبه بدون ظلم وبدون اعتداء فالامر على الاول منهما ثم قال عياظ وكنت حربا لرسول الله صلى الله عليه وسلم اي عدوا له معاديا له محاربا له فاهديت اليه ناقة قبل ان اسلم اهدى اليه ناقة قبل ان يسلم. يعني مر بمراحل كان حربا ثم بدأ يلين اهدى اليها اليه ناقة قبل ان يسلم فلم يقبلها فلم يقبلها والله تعالى اعلم كأن النبي عليه الصلاة والسلام رأى منه بعد ان كان حربا لينا اهدى هدية لا للنبي عليه الصلاة والسلام فكان الامر لان عنده فاهدأ هدية فلم يقبلها وقال اني اكره زبد المشركين اكره زبد المشركين يعني عطاياهم وهداياهم. وجاءت احاديث انه قبل عليه الصلاة والسلام هدية المشرك وهذا لامر وذاك لامر هنا عياض مقبل. بدأ الامر عنده يلين وبدأ يقبل فقال اكره زبد المشركين اي اكره عطايا المشركين تنبذ عنك الشرك حتى تكون هديتك لي لها وقعها ولها ولها مكانتها فامتناعه عليه الصلاة والسلام من قبول هديته لهذا السبب وقبوله لهدية غيره ايضا يكون تأليفا له. وتقريبا له والنبي عليه الصلاة والسلام يتعامل مع كل بحسب ما يقتضيه مصلحة الدين ونفع الناس وتقريبهم للخير والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك