بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب من قال لاخر يا منافق في تأويل انت اوله قال حدثنا موسى قال حدثنا عبد العزيز قال حدثنا حصين عن سعد بن عبيدة عن ابي عبد الرحمن السلمي قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثني النبي صلى الله عليه وسلم والزبير بن العوام رضي الله عنه. وكلانا فارس فقال انطلقوا حتى تبلغوا روضة كذا وكذا. وبها امرأة معها كتاب من حاطب رضي الله عنه. الى المشركين فأتوني بها فوافيناها تسير على بعير لها. حيث وصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا الكتاب الذي معك. قالت ما معي كتاب؟ فبحثناها وبعيرها. فقال صاحب ما ارى فقلت ما كذب النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده مجردنك او لتخرجن او لتخرجنه فاهوت بيدها الى حجزتها وعليها ازار فاخرجت فاتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله عنه خان الله ورسوله والمؤمنين دعني اضرب عنقه. وقال ما حملك؟ فقال ما بي الا لا ان اكون مؤمنا بالله واردت ان يكون لي عند القوم يد. قال صدق يا عمر اوليس شهد بدرا لعل الله اطلع اليهم فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة دمعت عينا عمر وقال الله ورسوله اعلم. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف الامام البخاري رحمه الله تعالى باب من قال لاخر يا منافق في تأويل تأوله هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى ليبين هذه الصفة او هذه الحال من اطلاق هذه الكلمة يا منافق في تأويل تأوله اي من اطلقت عليه فقوله في تأويل تأوله يختلف عن اطلاق هذه الكلمة في حق الانسان عن غضب او مخاصمة او سباب او نحو ذلك فهنا المقام مقام اخر المقام مقام اخر ان يطلق هذه الكلمة في حق من رآه متصفا اهل هذه الصفات او اهل هذه الالقاب اهل النفاق ورأى عليه مثل هذه الصفة فاطلق عليه ذلك لما رآه من عمل نظير عمل المنافقين او عمل يقوم به المنافقون فاطلق هذه الكلمة في حق انسان قال يا منافق يا منافق فمثل هذا الامر يختلف عن عن سابقه لان هنا هذا الاطلاق له اه سببه له موجبه من حيث صورة العمل الظاهرة التي رآها الانسان فبنى عليها الحكم وان كان من اطلق عليه هذا الحكم ليس حقيقة بهذا الوصف لتأويل تأوله كما سيأتي في قصة حاطب رضي الله عنه وارضاه وساق المصنف هنا حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم والزبير ابن العوام قال وكلانا فارس كلانا فارس ايا كل منا على فرسه ومعه فرسه لم يبعثن ماشين وانما بعثنا راكبين كل على فرسه قال انطلقوا حتى تبلغوا روضة كذا وكذا في بعض الروايات حددت روضة خاخ وهي في الطريق الى مكة من المدينة الى مكة في الطريق وهي ليست بعيدة من المدينة كثيرا قال في روضة كذا وكذا وبها امرأة معها كتاب من حاطب الى المشركين معها كتاب من حاطب الى المشركين هذا علم من اعلام النبوة نبوة النبي عليه الصلاة والسلام حيث يخبر بهذا الكتاب الذي مع هذه المرأة ويحدد المكانة التي هي فيه وحاطب قد اعطاها هذا الكتاب خفية وهي كذلك ايظا بالغت في اخفاء الكتاب كما سيأتي ما يدل على ذلك واخبر النبي عليه الصلاة والسلام ان معها كتابا من حاطب الى المشركين فانطلق علي رظي الله عنه والزبير ابن العوام كما امرهما بذلك النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال انطلقوا الى روضة كذا وكذا وبها امرأة معها كتاب من حاطب الى الى المشركين فاتوني بها فاتوني بالمرأة اي ومعها الكتاب فوفيناها اي لقيناها ووجدناها تسير على بعير لها حيث وصف لنا النبي عليه الصلاة والسلام وجدوا المرأة طبقا لما اخبر عليه الصلاة والسلام ووجدوها على بعير راكبة بعير متجهة الى مكة تحمل اه خطابا او كتابا من حاطب الى المشركين قال فوفيناها تسير على بعير لها حيث وصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا الكتاب الذي معك اي اعطينا الكتاب الذي معك الكتاب الذي معك قالت ما معي كتاب؟ جحدت جحدت المرأة ونفت ان يكون معها كتاب قالت ما معي كتاب؟ فبحثناها وبعيرها بحثناها وبعيرها اي بحثوا في بعيرها وبحثوا ايضا بحثا ظاهرا في في المرأة نفسها مثل هل في يدها شيء؟ هل في خفها؟ في الاشياء الظاهرة لم يتعمقوا بالبحث كثيرا فبحثوا في في الظاهر وبحثوا ايضا في البعير قال بحثناها وبعيرها فقال صاحبي ما ارى يعني ما ارى ان معها شيئا لانها نفت ومن خلال البحث الاولي لم يجدوا معها شيئا فقال علي رضي الله عنه ما كذب النبي صلى الله عليه وسلم مراده بقوله ما كذب اي ان اخباره صادقة لانها وحي من الله تبارك وتعالى يوحى اليه صلى الله عليه وسلم فاخباره صادقة اذا قال يوجد كذا فالامر يكون طبقا لما اخبر لانه عليه الصلاة والسلام يخبر عنا هذه الامور بوحي من السماء وتأييد من الله تبارك وتعالى قال ما كذب النبي صلى الله عليه وسلم ثم اقسم علي رضي الله عنه قال والذي نفسي بيده وهذا قسم منه بالله تبارك وتعالى الذي بيده انفس العباد ونواصي العباد وهذا فيه اثبات اليد لله جل وعلا على الوجه اللائق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه كما يدل على ذلك القرآن وتدل على ذلك سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال والذي نفسي بيده والذي نفسي بيده لاجردنك لاجردنك اي من الثياب كاملة اي تكونين بذلك عريانة تماما لاجردنك او لتخرجنه اي الكتاب اما ان تخرجي الكتاب او انني سألجأ الى تجريدك من من الثياب تجريدا كاملا للبحث عن الخطاب وهو قال ذلك لانه عليه لانه رضي الله عنه على جزم تام بوجود الكتاب معها بخبر النبي عليه الصلاة والسلام فجعلها بين خيارين اما ان تخرج الكتاب بنفسها او ان يجردها من ثيابها تماما الى ان يجد الكتاب فاهوت بيدها الى حجزتها وعليها ازار صوف والحجزة هي موضع موضع معقد الازار والازار هو الذي يلف به الجزء الاسفل من البدن من اللباس الذي يكون من قطعتين ازار ورداء فالازار هو الذي يلف به جزء البدن الاسفل وموضع معقد الازار اي شد الازار وربطه في وسط البدن يسمى حجة فاهوت بيدها الى حجتها اي مدت يدها وانزلت يدها الى الى حجزتها اين هذا الموضع وعليها ازار صوف فاخرجت اي اخرجت الكتاب اخرجت الكتاب فاتينا النبي عليه الصلاة والسلام جاء في بعض الروايات بيان ما كتبه اه حاطب في في خطابه للمشركين ذكر فيه ان النبي عليه الصلاة والسلام يستعد للتوجه اليهم وانه يعد جيشه ذكر معلومات عن النبي عليه الصلاة والسلام وعن الجيش والاستعداد وبعث بها الى المشركين الى اعداء النبي عليه الصلاة والسلام وهذا العمل هذا العمل الذي يقوم به من حيث نصرة اه المشركين ودلالتهم على احوال المؤمنين وما يعده المؤمنون لقتالهم هذا من اعمال اهل النفاق هذا من اعمال اهل النفاق ومن اعمال اهل الخيانة اعمال خيانة الله وخيانة رسوله عليه الصلاة والسلام وخيانة اهل الايمان هذا من اعمالهم وعرفنا سابقا ان المؤمن قد يقوم به من شعب النفاق ما لا يكون به منافقا كما يقوم به من شعب الكفر ما لا يكون به كافرا كما في قوله سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وكما في قوله اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان فقد يقوم في الانسان شيء من اعمال المنافقين يقوم به شيء من اعمال المنافقين ولا يكون به منافقا ولا سيما اذا كان العمل الذي قام به لا لا اذا كان العمل العمل الذي قام به ليس كعمل المنافقين في مقصدهم ومرادهم وانما لمقصد اخر فالمنافقون يقومون بمثل هذا العمل خذلانا للايمان وخذلان لاهل الدين ومحاربة للمؤمنين الى غير ذلك من الاغراظ لكن هذا العمل قد يكون قد يقوم به شخص لا لهذه الاغراض التي يقوم بها المشركون او المنافقون وانما يقوم بها لغرظ اخر دون غرض هؤلاء فيكون صورة العمل فيكون العمل من حيث الصورة واحدة ولكن من حيث المقصد مختلف ولو تأملنا هنا لماذا فعل حاطب هذا العمل الذي لا يفعله الا اهل النفاق لوجدنا ذلك جليا ظاهرا في جوابه الذي اقره عليه نبي الله عليه الصلاة والسلام وصدقه فيه خلا فاخرجت فاتينا النبي عليه الصلاة والسلام فقال عمر خان الله ورسوله والمؤمنين اي اي حاطب بهذا العمل قام بهذه الخيانة قام بهذه الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين لان هذا العمل يعد خيانة هذا العمل يعد خيانة ان يكتب للمشركين باحوال المسلمين الحربية واستعداداتهم ونحو ذلك فهذا في صورته من اعمال اهل النفاق ويقوم به اهل النفاق خذلانا لاهل الايمان وخيانة للمؤمنين وحبا في انتصار المشركين الى غير ذلك من الاغراض التي تكون في اهل النفاق قال قال عمر خان الله ورسوله والمؤمنين وهذا هو موضع الشاهد من السياق للترجمة ان يقول يا منافق في تأويل تأوله لانه وصفه بهذه الصفة التي هي صفة المنافقين. قال خان الله ورسوله والمؤمنين فهذه هذه الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين هي من اعمال اهل النفاق واوصافهم فهذا هو موضع الشاهد من الحديث للترجمة قال دعني اظرب عنقه دعني اضرب عنقه وهذا فيه قوة عمر رضي الله عنه وارضاه وغيرته على الدين آآ اه شدته في الحق رضي الله عنه وارضاه ومكانته العظيمة ومنزلته الرفيعة قال دعني اضرب عنقه دعني اضرب عنق اي عنق حاطب على هذا العمل الذي قام به وقال ما حملك قال ما حملك اي على هذا العمل وهذا السؤال في هذا الموضع له اهميته ومكانته لان حاطب رضي الله عنه صحابي جليل وله موقف مشهود وعمل مبرور وجهد مبارك في نصرة الدين حيث كان مع النبي عليه الصلاة والسلام في صفوف الصحابة انصار دين الله في غزوة بدر فكان من المجاهدين في سبيل الله الساعين في آآ نصرة دين الله عز وجل ومقاتلة المشركين فوقف موقفا مشهودا مباركا وكان له ايضا نصيبهم من قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله قال في حق اهل بدر اعملوا ما شئتم فاني قد غفرت لكم فهو مما شهد بدرا وله مكانته ومنزلته وهذا فيه تنبيه الى ان صاحب الفضل والمكانة عندما يقع منه خطأ او زلة ينبغي ان ينظر في سببها ينبغي ان ينظر في في سببها والدافع اليها قال ما حملك ما دفعك الى هذا العمل فلم يؤخذ بحكم مباشر على عمله بل نظر في الدافع اليه والسبب من ورائه قال ما بي الا ان اكون مؤمنا بالله ما بي الا ان اكون مؤمنا بالله واردت ان يكون لي عند القوم يد واردت ان يكون لي عند القوم يد جاء ايضا في بعض الروايات انه قال ما ما فعلت ذلك كفرا بالله او ارتدادا عن دينه فهو ليس عنده شك في الدين وليس عنده كفر بالله وليس عنده رغبة في ان نصرة اه المشركين وليس عنده خيانة وخذلان للمؤمنين وقصد آآ هزيمة اهل الايمان كل ذلك ليس عنده ليس عنده قال ما بي الا ان اكون مؤمنا بالله انا على الايمان انا على الايمان لم يحصل عندي ارتداد او كفر او نفاق او نحو ذلك. كل ذلك لم يحصل ما بي الا ان اكون مؤمنا بالله. اذا ما الدافع قال اردت ان يكون لي عند القوم يد عند القوم يد وجاء عنه ايضا في بعض الروايات ما يوضح هذا المعنى لا يحفظ ماله وولده في مكة وكان غيره ممن هم في المدينة لهم مكانة ولهم قوة ولهم قرابة يكون منهم عون في الذب عن ماله او الذب عن ولده وهو لم يكن له شيء من ذلك فاراد ان يكون له يد عند المشركين يحفظ بها ماله وولده فارسل لهم هذا الخطاب هذا الذي دفعه لم يدفعه لهذا الخطاب ردة ولم يدفعه لهذا الخطاب نفاق ولم يدفعه لهذا الخطاب كفر بالله تبارك وتعالى ولم يدفعه لهذا الخطاب رغبة في انتصار المشركين على اهل الايمان وهو الصامد في في بدر في قتال المشركين وحظي بمغفرة الله عز وجل مع عموم الصحابة الذين شهدوا بدرا فلم يكن عنده شيء من ذلك لا كفر ولا ردة ولا نفاق ولا رغبة في انتصار المشركين على المؤمنين وانما اراد ان يكون له يد عندهم. ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال فهذه امور صدرت عن شهوة وعجلة لا عن شك في الدين وهذه خلاصة جميلة قال هذه امور التي صدرت من حاطب كتابة الخطاب وتحريره وذكر حال المسلمين وبعث الخطاب مع هذه المرأة الى المشركين اذ قال هذه امور صدرت عن شهوة صدرت عن شهوة وعجلة يعني تسرع في الامر لا عن شك في الدين لم يكن حاطب شاكا في دينه ولا منافقا ولا كافرا ولا مرتدا لم يكن في شيء من ذلك وانما حصلت عنده شهوة الشهوة ما هي هي تحديدا ان يكون له يد عند المشركين يحمون بها ولده وماله ويحفظون بها ملأ ولده وماله. اراد هذا الامر هذا الذي دفع تعجل ظن انه اذا اخبرهم بهذا الامر يحفظون له هذا الموقف ويكون منهم حماية لولده وماله فعنده شهوة وعنده عجلة عنده شهوة وهي وهي حفظ المال والولد وعنده عجلة تسرع وكتب الخطاب لم يتريث ولم يشاور ولم يتأنى في الامر وانما تعجل فكتب خطاب فاجتمعت شهوة وعجلة فوقع في هذه بهذه العظيمة وقع في امر عظيم قال واردت ان يكون لي عند القوم يد قال النبي عليه الصلاة والسلام صدق يا عمر قال صدق يا عمر اي صدق حاطب صدقة اي في قوله ما بي الا ان اكون مؤمنا بالله وفي قوله اردت ان يكون لي عندهم يد اذا اه ما قد يظن ما قد يظن انه بعث هذا الخطاب لكونه ارتد ورجع عن الدين او لكونه رغب في نصرة المشركين او غير ذلك من الظنون كلها انتهت انتهت بما ذكره عن نفسه والنبي عليه الصلاة والسلام صدقه في ذلك. قال صدق يا عمر اوليس قد شهد بدرا اوليس قد شهد بدرا؟ وهذه شهود بدر فيها علو لمكانته ومنزلته ودليل على فضيلته ولهذا الذين شهدوا بدرا من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم هم افضل من الذين جاؤوا بعد وشهدوا المعارك الاخرى وهكذا ايضا في المعارك الاخرى من شهد ما بعدها افضل منه من شهد المعارك الاول مع النبي عليه الصلاة والسلام وكان موقفه مع اه الاسلام والمسلمين ونصرة الدين من اول الامر لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله حسنى فحاطب شهد بدرا ووقي ووقف هذا الموقف العظيم قال اوليس قد شهد بدرا؟ لعل الله اطلع اليهم فقال اعملوا ما شئتم قد وجبت لكم الجنة اعملوا ما شئتم قد وجبت لكم الجنة ومنا الذين يدخلون في هذا الخطاب حاطب حاطب رضي الله عنه ثم وقوع هذا الامر وقوع هذا الامر العظيم منه رضي الله عنه مع ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اعملوا قال لعل الله اطلع على اهل بدر وقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة فيه ان من هؤلاء من قد يقع في خطأ او في كبيرة او في زلة ولكنه يوفق للتوبة منها والاوبة والرجوع الى الله سبحانه وتعالى ومآله الى الى جنات النعيم تائبا عليه رب العالمين مما ابتلاه به من خطأ او مخالفة وهذا الذي كان من حاطب. حاطب اه اه حصل عنده شهوة وهي حفظ ماله واولاده وتسرع تعجل لم يتأنى وهذا ايضا في خطورة العجلة وان الواجب على الانسان ان ان يتأنى في الامور ولا يستعجل فنشأ عن هذه العجلة وعن هذه الشهوة التي تحركت في قلبه هذا هذا الخطأ ولكنه تاب الله عليه ومن نعمة الله تبارك وتعالى عليه ان الله اعلم نبيه فلم يصل الخطاب اليهم فلم يصل الخطاب اليه وهذا من توفيق الله عز وجل ومنته على على حاطب ابن ابي بلتعة رضي الله عنه الخطاب لم يصل الى المشركين شهوة حصلت وتعجل وقع وخطاب كتب لكنه لم يبلغهم ولم يصلهم وهذا من نعمة الله عليه اعلم الله نبيه فرجع الخطاب من وسط الطريق بل من من اقل الطريق. قال فدمعت عينا عمر فدمعت عين عمر وقال الله ورسوله اعلم وهذا فيه سرعة التسليم عند الصحابة رضي الله عنهم فعمر كان مغظبا من الموقف ويستأذن النبي عليه الصلاة والسلام في في قتله يقول دعني اظرب عنقه ولما قال له النبي عليه الصلاة والسلام ما قال ذرفت عيناه رضي الله عنه وقال الله ورسوله اعلم انتهى عند قول النبي صلوات الله وسلامه عليه والحديث فيه فوائد عظيمة جدا وجليلة من هذه الفوائد الفائدة التي عقد المصنف رحمه الله هذه الترجمة لاجلها وهي من قال لاخر يا منافق في في تأويل تأوله لانه قد يقع الانسان في صورة عمل المنافقين وربما قيل في حقه يا منافق لصورة العمل التي اه كانت منه ولا يكون منافقا لان عنده تأويل تأوله فوقع في هذا الخطأ الذي وقع فيه نعم قال رحمه الله تعالى باب من قال لاخيه يا كافر قال حدثنا اسماعيل قال حدثني مالك عن عبد الله ابن دينار عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ايما رجل قال قال لاخيه يا كافر فقد باء بها احدهما وهذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى ليبين خطورة هذه الكلمة يا كافر ان ان يقول المسلم لاخيه يا كافر فهذه كلمة خطيرة ولا ينبغي للانسان ان يدفع الى هذه الكلمة في موقف او في بعض المواقف والا يستعجل باطلاق هذه الكلمة لان اطلاقها جد خطير كما سيأتي بيان ذلك في حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي ساقه المصنف فهي كلمة خطيرة جدا ولا ينبغي للانسان ان يستعجل باطلاق هذه الكلمة. يا كافر وايضا ما يؤدي معناها ويكون نظيرها من الكلمات. مثل ان يقول لاخيه الزنديق او يا يهودي او يا نصراني او يا ملحد. او نحو ذلك من الكلمات فهذه كلمات خطيرة جدا ولا ولا يجوز للمسلم ان يتسرع في اطلاق هذه الكلمة بل الواجب ان يستأني ويتريث وهو يتأمل في في الامر واطلاق هذه الكلمة على على المعين لابد فيه من شروط وهو انتفاء موانع ولابد فيه من معرفة ودراية بهذا الامر. والا لو كانت هذه الكلمة بايدي العوام وبايدي عموم الناس يطلقونها على على من شاؤوا لاصبح اه حال حال الناس في ظياع لاصبح حال الناس في ظياع لان العامي ومن لا علم عنده ومن لا فقه عنده قد يتسرع. عند ادنى الدون واقل شيء فيطلق هذه الكلمة فاراد المصنف رحمه الله بعقد هذه الترجمة ان يبين خطورة هذه الكلمة وان الواجب على المسلم الا يتسرع في اطلاقها واورد حديث عبد الله ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ايما رجل قال لاخيه كافر فقد باء بها احدهما احدهما اي من اطلق الكلمة او من اطلقت عليه فقد باء بها احدهما فاذا قال هذه الكلمة ان كان من اطلقت عليه هذه الكلمة اهلا لها فهو كذلك وان لم يكن اهلا لها ارتدت على من اطلقها وحارت عليه. ارتدت على من اطلقها وحارت عليه وهذا يبين لنا خطورة هذا الاطلاق ومثله ايضا اللعن عندما يلعن الانسان معينا ان كان اهلا لهذا اللعن والا رجعت لعنته عليه فهذه امور خطيرة وخطيرة جدا ومع ذلك بعض الناس يستهينون بها ويتسرعون باطلاقها عند ادنى شيء. نعم قال حدثنا سعيد بن داوود قال حدثنا ما لك ان نافعا حدثه ان عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما اخبره ان ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال اذا قال للاخر كافر فقد كفر احد ان كان الذي قال له كافرا فقد صدق وان لم يكن كما قال له فقد باء الذي قال له بالكفر ثم ثم اورد هذا الحديث رحمه الله حديث عبد الله ابن عمرو ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا قال للاخر كافر فقد كفر احدهما ان كان الذي قال له كافرا فقد صدق وان لم يكن كما قال فقد باء بالذي قال له بالكفر وهو بمعنى الحديث المتقدم اي ان من اطلق هذه الكلمة على اخيه فقال في حقه كافر او يا كافر او نحو ذلك ان كان كما قال فهو كذلك اي يكون هذا اللقب وصفا له كما اطلق عليه. وان لم يكن كذلك ارتدت او رجعت على من اطلق هذه الكلمة ومن قال هذه الكلمة فهذا يدلنا على الخطورة البالغة والشناعة العظيمة القبح آآ الشديد لاطلاق هذه الكلمة في حق مسلم بحق مسلم ثم يتسرع الانسان ويلقي هذه الكلمة ولنتأمل هنا ما ما جاء في هذه الرواية والروايات التي ايضا سبق ان مرت معنا في في هذا الباب في ابواب مضت قال الا ارتدت عليه او الا حارت عليه ونحو هذه الالفاظ ولا اعلم اناسا لا اعلم اناسا اه اه هم حقيقون بهذا الذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام مثل من والعياذ بالله يطلقون كلمة الكفر على اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وبخاصة ابي بكر وعمر وعثمان وعدول الصحابة رضي الله عنهم اهل المكانة العلية والمواقف المشهودة الذين شهد لهم رسول الله عليه الصلاة والسلام بجنات النعيم وبالفوز الكريم وبالمكانة العلية والمنزلة الرفيعة والدرجة السنية بشهادة رسول الله عليه الصلاة والسلام. وبشهادة رب العالمين جل وعلا بل ان الله سبحانه وتعالى شهد لهم بهذه الشهادة في التوراة والانجيل قبل ان قبل ان ينزل القرآن قال تعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوان سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه زاره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار فهذه تزكية وثناء عاطر على الصحابة الكرام وفي مقدمتهم ابو بكر وعمر رضي الله عن الصحابة اجمعين في التوراة قبل ان يمشي الصحابة ويدرج على الارض اثنى عليهم رب العالمين في التوراة واثنى عليهم في الانجيل قبل ان يمشوا على الارض. واثنى عليهم في القرآن ثناء عاطرا وعظيما في ايات كثيرة منها سورة الفتح التي فيها هذه الاية كثير من اياتها في الثناء على الصحابة في الثناء على الصحابة فمن كان يطلق والعياذ بالله كلمة الكفر على الصحابة ويقول ان الصحابة مثلا مرتدين او ان ابا بكر مرتد وانه كافر الى غير ذلك لا نعلم اناسا احق بهذا الارتداد ان هذه الكلمة تحور عليه وترجع اليه مثل هؤلاء. لان هؤلاء بشهادة القرآن وبشهادة النبي عليه الصلاة والسلام وبشهادة الامة امة الاسلام هذه مكانتهم وهذه منزلتهم. نشهد انهم في الجنة نشهد ان ابا بكر في الجنة. ونشهد ان عمر في الجنة ونشهد ان عثمان في الجنة ونشهد ان علي في الجنة ونشهد ان الحسين والحسن في الجنة وفاطمة في الجنة وهكذا بقية الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم فهذا كله يدل على خطورة الامر. وان الانسان يجب عليه ان ان ينتبه وان يتبين هذا الامر ان يعرف مكانة اهل الفضل والا يتسرع في مثل هذه الاوقات. واذا كان ابتلي بمذهب او بعقيدة تسوغ هذا الامر فليطرح الباطل وليقبل على الحق الذي في كتاب الله. وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم احق احق ان يتبع نعم قال رحمه الله تعالى باب شماتة الاعداء. قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سفيان عن سمي عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان كان يتعوذ من سوء القضاء وشماتة الاعداء نعوذ بالله من شماتة الاعداء. هذه الترجمة عقدها الامام البخاري رحمه الله تعالى لبيان هذا الامر وهو اهمية التعوذ بالله تبارك وتعالى من شماتة الاعداء اهمية التعوذ بالله من شماتة الاعداء. لان العدو يكيد للمسلم اعظم كيد ويتربص به الدوائر وفي الوقت نفسه يفرح بكل آآ بلاء او مصيبة او نازلة فتحل بالمسلمين وتصيبهم وتدهاهم فيشمت بهم اذا رأى فيهم اه مصيبة نزلت او بلاء حل او نحو ذلك ويفرح بكل امر من هذا القبيل ولهذا من الدعوات العظيمة التي ينبغي ان يعنى بها اهل الاسلام التعوذ بالله تبارك وتعالى من شماتة الاعداء من شماتة الاعداء اي من ان يشمت به اعداؤه من ان يشمت به اعدائه. واعدائهم اعداء دينه. اعداء الله واعداء رسوله. عليه الصلاة والسلام واعداء المؤمنين والشماتتهم تكون بكل امر فيها خذلان للمؤمنين او هزيمة او تفرق للمؤمنين او شتات لامرهم او حصول بلاء لهم او غير او غير ذلك من الامور اه التي يفرح اعداء الدين بوجودها في اهل الاسلام ولهذا كان من الدعوات المهمة التي ينبغي ان يعنى بها المسلم ان يتعوذ بالله جل وعلا من شماتة الاعداء من ان يشمت به عدوه والتعود هو الالتجاء الى الله التعوذ هو الالتزام الى الله عز وجل والاعتصام به سبحانه وتعالى لان الامر بيده سبحانه وتعالى فهو الحافظ وهو الواقي وهو الكافي ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم واورد رحمه الله تحت هذه الترجمة حديث ابي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام انه انه كان يتعوذ من سوء القضاء وشماتة الاعداء وايضا جاء في في بعض الروايات من سوء القضاء وشماتة الاعداء ودرك الشقاء وجهد البلاء اربعة امور كان يتعوذ منها صلوات الله وسلامه عليه قال كان يتعوذ من سوء القضاء من سوء القضاء والمراد بالقضاء اي المقضي القضاء اي المقضي اما القضاء الذي هو حكم الله عز وجل وامره وامره سبحانه وتعالى فالسوء ليس الى الله والشر ليس اليه سبحانه وتعالى ولكن السوء والشر يكون في في المقضي الذي هو مخلوقه المنفصل ليس في القضاء الذي هو الامر والقضاء هذه الكلمة او هذا المصدر يطلق ويراد به المقضي ويطلق ويراد به القضاء الذي هو فعل الله سبحانه وتعالى والسوء هنا يلحق المقضي الذي اه هو اثر القضاء الذي هو حكم الله عز وجل قال سوء القضاء والمراد اي ما يسوؤني من الامور التي اه تقضى وتقدر وتكون وتقع فيتعوذ بالله عز وجل من الامر الذي يسوءه حصوله له وهذا من جوامع الدعاء من جوامع الدعاء تعود الانسان من سوء القضاء هذا من جوامع الدعاء يجمع للمسلم كل خير ويجمع للمسلم السلامة من كل شر وكل ضر قال اعوذ بالله كان يتعوذ من سوء القضاء وشماتة الاعداء وهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة والمراد اي من اعوذ بك من ان يشمت بي عدوي من ان يشمت بي عدوي وهذا يتضمن اه يتضمن معنى طلب حفظ الله سبحانه وتعالى لعبده المؤمن. حفظه في دينه وماله وصحته وعافيته الى غير ذلك لان بقائه على الحفظ في هذه الاشياء لا يكون للعدو مجال للشماتة فهذا يتضمن اه اه معنى الحفظ حفظ العبد في دينه وماله وعافيته الى غير ذلك قال وشماتة وشماتة الاعداء. ودرك الشقاء درك الشقاء. هذا فيه التعوذ بالله عز وجل من ان العبد الشقاء وجهد البلاء اي شدة البلاء وما يصيب الانسان بسبب البلاء من جهد وشدة وضنك ومشقة فهذه تعوذات اربع كان عليه الصلاة والسلام اه يستعيذ بالله منها في في هذه الدعوة العظيمة والشاهد منها للترجمة اه هو تعود النبي عليه الصلاة والسلام من اه من شماتة الاعداء اجد هنا لمحة قد تكون صوابا وقد لا تكون لكن مناسبة هذا التعوذ في في تمام تراجم عديدة في التحذير من السباب والتحذير من رمي المسلم بالنفاق او رميه بالكفر او ان يطلق المسلم على اخيه يا كافر الى غير ذلك هذي امور اذا دبت بين المسلمين وكثرت فيهم وفشت واصبح بينهم السباب وبينهم اطلاق هذا اللقب كل يطلقه على الاخر. يا كافر يا منافق الى اخره. هذا امر ماذا يكون به ماذا يكون به؟ شماتة العدو. يشمت به عدوهم لان اصبح اصبح المسلمون بأسهم بينهم. يتشاتمون تسابقون وبعضهم يكفر بعض وبعضهم يتهم بعض بالنفاق منشغلين ببعض. لا ليس اه دأبهم وحالهم النصيب والرفق والرحمة والتعاون الى اخره وانما الذي بينهم مثل هذه الامور فهذا مما يشمت به الاعداء فكأن هذه والله اعلم الى التعوذ بالله عز وجل من من شماتة الاعداء الذي مما يشمت به الاعداء حصول مثل هذه في الامور او المعاني بين المسلمين والله تعالى اعلم قال رحمه الله تعالى باب السرف في المال قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا ما لك عن سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ان الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثة يرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. وان تعتصموا بحبل الله جميعا ان تناصحوا من ولاه الله امركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال ثم انتقل المصنف رحمه الله تعال الى باب اخر في باب الاداب اداب الشريعة فعقد هذه الترجمة وتراجم بعدها تتعلق بالمال وحفظه ووعناية العناية به وعدم تبديره وتضييعه وصرفه فيما يرضي الله سبحانه وتعالى الى غير ذلك من المعاني التي ستأتي عند المصنف رحمه الله تعالى ابواب عديدة بدأها بهذا الباب باب الشرف في المال والشرف في المال اي الاسراف في المال بتبذيره وتظييعه البذخ فيه كصرفه اه بشكل فيه اسراف في الانفاق وهو تضييع للمال قال باب السرف في المال والمراد التحذير من ذلك والنهي عنه واورد حديث ابي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام ان انه قال ان الله يرظى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا وهذا فيه اثبات هاتين الصفتين الفعليتين لله تبارك وتعالى الرضا والسخط الرضا والسخط ووهما ثابتتان في القرآن كما ثبت في سنة النبي عليه الصلاة والسلام وقول اهل السنة في في في هذا الباب باب الصفات معروف وقاعدتهم فيه واضحة الا وهي انهم يمرون صفات الله تبارك وتعالى كما جاءت ويؤمنون بها كما وردت ويثبتونها لله كما اثبتها الله لنفسه وكما اثبتها له رسوله عليه الصلاة والسلام دون تحريف او تعطيل ودون تكييف او تنفيذ فهنا يقول عليه الصلاة والسلام ان الله رضي لكم ان الله سخط لكم فنحن نعتقد ونؤمن بان الله يرظى ويسخط جل وعلا كما اخبر بذلك نبيه عليه الصلاة والسلام ولا نقول الرضا هو الانعام او ارادة الانعام او الرضا هو الثواب هذه كلها تأويلات باطلة الرضا صفة لله. يرظى سبحانه وتعالى وهي صفة تليق بجلاله وكماله وايضا يسخط ولا نقول السخط هو العقوبة او ارادة العقوبة او نحو ذلك من التأويلات التي بلي بها اهل الاهواء بل نقول يسخط كما اخبر الله كما اخبر رسوله عليه الصلاة والسلام نؤمن بها كما جاءت ونثبتها كما وردت نثبتها كما اثبتها الله لنفسه ونثبتها كما اثبتها له رسوله عليه الصلاة والسلام ثم اذا امن العبد في ضوء هذه الادلة بان الله يرظى وانه يسخط جل وعلا فانه يجب عليه ان يعرف الامور التي ينال بها رضى الله فيفعلها وان يعرف الامور التي ينال بها سخط الله جل وعلا فيجتنبها وهذه وهذه العبودية التي تتعلق الايمان بهاتين الصفتين. اذا امنت بان الله يرظى فابحث عن الاعمال التي تنال بها رضا الله واجتهد في في القيام بها واذا علمت ان الله عز وجل يسخط فاجتهد ايضا في معرفة الاعمال التي تسخط الله لتحذرها ولتجتنبها ولتبتعد عنها وهذا يبين لنا ثمرة الايمان باسماء الله وصفاته في حياة العبد وان اعظم امر يصحح سلوك العبد ان اعظم امر يصحح سلوك العبد ويصحح مساره وعمله هو معرفته بالله وباسمائه تبارك وتعالى وصفاته كما قال الله عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء. قال بعض السلف من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد فمعرفة اسماء الله الحسنى وصفاته العلى معرفة صحيحة مبنية على الكتاب والسنة وفهم سلف الامة به صلاح العبد وقوام امره والزكاء وسلوكه وطيب حاله وبلوغ وبلوغه اسباب السعادة في الدنيا والاخرة قال ان الله يرظى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا والمعنى الذي اشير اليه لعلك تلمحه واضحا في توجيه النبي عليه الصلاة والسلام ان الله يرظى لكم اي وانتم تبحثون عن رضا الله فاجتهدوا في هذه الاعمال يسخط لكم ثلاثا وانتم تخشون من سخط الله فاحذروا من هذه الاعمال وهذا ايضا في الوقت نفسه ينبهك الى الخطورة البالغة التي يجنيها اهل التأويل على انفسهم وعلى من يركنوا الى تأويلهم لان لان تأويل المتأولين في حقيقة امره قطع لطريق الناس عن تحقيق العبودية. وتحقيق السلوكيات العظيمة التي تجنى وتستفاد من امثال هذه الاحاديث فاذا تشاغل المعطل بالتأويل قطع الطريق على على على من يركن اليه لنيل الثمرة لان المعطل عندما يأتي ان الله يرظى لكم ثلاثا ويسقط لكم ثلاثا ثم يقف ويقول الرضا آآ لا لا يليق بالله مثلا او يقول السخط لا يليق بالله الرضا المراد به كذا والسخط المراد ويدخل في التأويلات هذه التأويلات في الحقيقة كما ذكر ذلك وقرره غير واحد من اهل العلم منهم ابن القيم رحمه الله هذا في الحقيقة قطع طريق عندما يشغل الناس بهذه التأويلات الباطلة يقطع طريقهم عن تحقيق العبودية التي يثمرها اه فهم هذا الحديث. وهذا له نظائر مثلا قول النبي عليه الصلاة والسلام ان انكم سترون ربكم يوم القيامة. كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم هنا ثمرة وهي العبودية التي تنشأ عن ايمانك بالرؤيا. فان استطعتم ان لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا هذه الثمرة يقطع عنها المتأول بتأويله عندما يقول الرؤيا آآ في في ثبوتها اشكال. ولو اثبتنا الرؤية للزم كذا. واذا ويدخل في تأويلات باطلة يقطع الناس او يقطع من يركن الى تأويله عن العبوديات التي تثمرها او يثمرها الايمان بهذه الصفة كذلك قوله عليه الصلاة والسلام ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليلة في ثلث الليل الاخر فيقول من يسألني من يستغفرني من يدعوني اذا اذا جاء المعطل وشغل الناس بالتأويلات ينزل لا يليق به النزول يلزم من النزول كذا الى اخره مما يوجد في كتب اهل التأويل الى الباطل فانه بذلك يقطع الناس عن الثمرة ولهذا يجب على المسلم ان يربأ بنفسه عن ذلك كله وان يبتعد عن ذلك كله وان يقبل على الصفات مؤمنا بها مثبتا لها كما جاءت وكما وردت وان يجاهد نفسه على تحقيق العبودية التي يثمرها ايمان العبد بالصفة ان الله يرظى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا امنا بان ربنا جل وعلا يرظى. وامنا بان ربنا جل وعلا يسخط كما اخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام ما الذي يرظيه؟ ما الذي يسخطه؟ نبحث عنه حتى نفعل الذي يرظيه وننال به رظاه وحتى نحذر ايظا الذي يسخطه ونجتنبه فيأتي لنا تمام الحديث يقول يرظى لكم ان تعبدوا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. وهذا اعظم ما ينال به رضى الله وان لم يوجد هذا الامر الذي هو اساس الدين وقاعدته لا مطمع للانسان في نيل رضا الله عز وجل. مهما قدم من الاعمال ومهما قام من الخصال ومهما وجد فيه من الاداب والاخلاق ان لم يوجد فيه هذا الاساس العظيم والاصل المتين لا ينال رضا الله عز وجل فقوله ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا هذا امر ينال به رضا الله وفي الوقت نفسه هو اساس لنيل رضا الله عز وجل في الاعمال التي يقوم بها العبد ارأيتم لو ان شخصا قام باعمال صالحة كثيرة من نفقات او او صدقات او مبرات او غير ذلك. لكن لا يوجد عنده هذا الاساس. ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا عنده الشرك بالله اتقبل منه تلك الاعمال ولو كانت مثل الجبال وعدد الرمال لا تقبل ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله. ولقد اوحي اليك والى الذين ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون اي الانبياء فالشرك محبط للاعمال مهما كان وخدمنا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله. اذا وجد او وجد للكفر بطلت الاعمال ايا كانت ومهما كانت فاذا التوحيد الذي هو عبادة الله عز وجل والبعد عن الشرك هو اعظم ما ينال به رضا الله هذا امر وايظا هو اساس لنيل رظى الله سبحانه وتعالى في كل عمل لان الاعمال كلها الاعمال الصالحة كلها ان لم تكن قائمة على هذا الاساس لا يقبلها الله عز وجل من العامل ولا يرظى عن العامل لا يرضى عن العامل لانه سبحانه وتعالى لا يرظى الا عن اهل التوحيد ولهذا جاء في في في امر الشفاعة يوم القيامة قال ووكم من ملك لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد اي وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرظى ويرظى ايظا الله عز وجل عن من يشفع له لا يكفي آآ شفاعة الشافع بل لا بد من رضا الله سبحانه وتعالى عن المشفوع له. وقال تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى والله سبحانه وتعالى لا يرظى الا عن اهل التوحيد. ولهذا يا اخوان في موظوع الشفاعة ولهذا ينبغي ان يعلم في موضوع الشفاعة ان ثمة فصولا ثلاثة لا لا تنال الشفاعة الا الا بها الاول اذن الله للشافع والثاني رظا الله عن المشفوع له والثالث ان الله سبحانه وتعالى لا يرظى الا عن اهل التوحيد لا يرضى الا عن اهل التوحيد ولهذا جاء في حديث ابي هريرة قال قلت يا رسول الله اي الناس اسعد بشفاعتك يوم القيامة اي الناس اسعد بشفاعتك يوم القيامة؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه رواه مسلم في صحيحه وروى مسلم في صحيحه عن ابي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لكل نبي دعوة مستجابة واني ادخرت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا فالذي يشرك بالله شيئا ايا كان ملكا مقربا او نبيا مرسلا اوليا او غير ذلك من اشرك بالله سبحانه وتعالى شيئا لم يكن له مطمع في نيل شفاعة الشافعين ولا نيل رضا رب العالمين سبحانه وتعالى فاساس نيل الرضا وحصول السعادة في الدنيا والاخرة اه اه وجود التوحيد والسلامة من الشرك وجود التوحيد والسلامة من الشرك فهذا اصل الاصول واساس الدين وقاعدته المتينة التي لا صلاح للعباد ولا فلاح لهم في الدنيا والاخرة الا بهذا الامر ولهذا بدأ به النبي عليه الصلاة والسلام في باب نيل رضا الله سبحانه وتعالى بدأ بهذه القاعدة العظيمة. قال ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وقوله هنا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا هو معنى لا اله الا الله هو معنى لا اله الا الله لان لا اله الا الله كلمة التوحيد فيها نفي واثبات وهي قائمة على الركنين ولا توحيد الا بهذين الركنين النفي والاثبات الذين اشتملت عليهما كلمة التوحيد بلا اله الا الله. النفي في اولها والاثبات في اخرها لا اله نفي للعبودية عن كل من سوى الله الا الله اثبات للعبودية بكل معانيها لله وحده ذلا وخضوعا وانكسارا وطمعا ورغبا فقائل لا اله الا الله لا يخاف الا الله ولا يرجو الا الله ولا يتوكل الا على الله ولا يصلي الا لله ولا يركع ولا يسجد الا لله ولا يذبح الا لله ولا ينذر الا لله ولا يصرف شيئا من العبادة الا لله. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين فالعبادة حق لله لا تصرف لغيره تبارك وتعالى وهنا قوله عليه الصلاة والسلام ان تعبدوه فيه تنبيه الى ضرورة معرفة العبادة ما هي. حتى نصرفها لله عز وجل ولا نصرف شيئا منها لغيره والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة وقوله ولا تشركوا به شيئا فيه تنبيه على ضرورة معرفة الشرك. حتى يحذر منه الانسان والشرك هو تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله ولهذا اذا دخل المشركون النار يوم القيامة قالوا نادمين تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين وقال تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون اي يسوون به غيرا. يعدلون به غيرا فالشرك هو عدل غير الله بالله. وتسوية غير الله بالله في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى و فقوله ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا فيه التنبيه الى ان التوحيد هو اساس نيل رظا الله تبارك وتعالى ثم ذكر بقية الخصال وللحديث غدا ان شاء الله صلة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين يقول السائل هل الذي انقذ حاطب رضي الله عنه من العقوبة انه شهد بدرا وهل الفعل نفسه له عقاب الفعل له عقاب لكنه ليس من الامور التي اه اه عليها حد مثل آآ مثل الزنا ومثل السرقة ومثل وانما هو له عقاب له عقوبة عند الله تبارك وتعالى لكن الله عز وجل حفظ حاطب في هذا الامر وحماه ورزقه التوبة ولهذا قال العلماء ان قوله اعملوا ما شئتم ليس معنى ذلك انهم عصموا من اي خطأ لا لا لا يقعون في خطأ بل قد يخطئ بعضهم قد يقع في خطأ قد يقع في ذنب قد يقع في معصية قد تكون كبيرة قد يقع في شيء من ذلك لكنه يوفق الانابة والتوبة والرجوع فالجنة وجبت لهم كما كما ذكر ذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال لعل الله اطلع على اهل بدر وقال قد وجبت لكم الجنة واعملوا ما شئتم قد وجبت لكم الجنة وفي لفظ فاني قد غفرت لكم فهذا لا لا يمنع من ان بعضهم قد يخطئ وقد يقع في معصية او في ذنب لكنه من اهل الجنة فيوفق التوبة الى الله عز وجل من ذنبه كما هو الحال في قصة حاطب رضي الله عنه في بعض الروايات ذكر ان الكتاب اخرجته المرأة من قرونها اي من شعرها فاي الروايتين اصح؟ كلتا الروايتين صحيحة من قرونها ومن حجزتها وبعض العلماء جمع قالوا لعل ضفيرتها طويلة ظفائر المرأة طويلة جدا فتصل الى الى الحجزة فتكون في في في ذؤابتها في قرونها يعني في جديلتها وغرست الجديدة في في حجزتها مبالغة في الاخفاء وبهذا جمع بعض اهل العلم بين الروايتين يقول حفظكم الله ما الحكمة من كون اهل بدر خصوا بهذا الفضل الزائد عن من جاء بعدهم. هذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم واهل بدر لهم سابقة عظيمة وقدم راسخة وسبق في في نصرة الدين مع قلة في العدد والعدة ومع قوة شديدة في عند اهل الشرك والكفر فلهم امور كثيرة تميزوا بها آآ ننال بها هذا الفضل العظيم والموعود الكريم من الله تبارك وتعالى والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ما صحة هذا الدعاء؟ اللهم اني لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه. لم يثبت ويغني عنه مثل ما مر معنا في في في هذا الدعاء وايضا قول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث عائشة وان تجعل كل قضاء قضيته لي خير جزاكم الله خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك