بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب السرف في المال قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ان الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا وان تناصحوا من ولاه الله امركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذه الترجمة باب السرف في المال وكذلك عدد من التراجم كلها تتعلق بالمال وحفظه وان يكون صاحب المال معتدلا في ماله ليس بالمبذر ولا بالمقتر وانما قوام بين ذلك كما قال الله عز وجل والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما فهذه تراجم عديدة كلها تتعلق بالمال وان يكون صاحب المال محسنا في ماله متوسطا معتدلا بدأها بهذه الترجمة باب السرف في المال والشرف هو الاسراف هو تبديد المال واضاعته اما بصرفه في وجوه الحرام وهذا من اضاعة المال او بالتجاوز بحيث ينفق ما له ويبقى عالة على الاخرين ويضيع ولده وحاجته فهذا كله من من السرف سواء وضع المال في وجه حرام قل صرف المال في هذا المجال او كثر او كان في انفاقه في المال تضييعا لحاجته وحاجة ولده ومن تجب عليه نفقتهم قال باب السرف في المال السرف في المال والمال هو ما يملكه الانسان وقيل ان ما يملكه الانسان سمي مالا لميل القلب اليه وان قلب الانسان يميل اليه لحبه له تحبون المال حبا جما فقلبه يميل اليه ويحبه فقيل انه سمي مالا لهذا واورد رحمه الله حديث ابي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ان الله يرظى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا عرفنا ان في هذا اثباتا لصفتي الرضا والسخط لله سبحانه وتعالى وانه عز وجل يرظى ويسخط وان عقيدة اهل السنة والجماعة في هذا الباب امرار ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام من صفات الله عز وجل كما جاءت والايمان بها كما وردت من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل فالرضا صفة ثابتة لله عز وجل والسخط صفة ثابتة لله جل وعلا وهو من صفات وهما من صفاته الفعلية المتعلقة بالمشيئة يرضى عمن شاء ويسخط عمن شاء جل وعلا واذا علم المسلم ثبوت هذه الصفة لله عز وجل على الوجه اللائق بجلاله وكماله وجب عليه ان يعرف الامور التي ترضي الله جل وعلا ليفعلها وان يعرف الامور التي تسخط الله تبارك وتعالى ليجتنبها وان يحرص على نيل رضا الله عز وجل والبعد عن سخطه وفي دعاء النبي عليه الصلاة والسلام الثابت عنه اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك فالرضا صفة ثابتة لله والسخط ثابت لله عز وجل والواجب على من امن بهاتين الصفتين ان يجاهد نفسه على فعل الامور التي ترضي الله واجفنا بالامور التي تسخط الله عز وجل وفي هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ذكر النبي عليه الصلاة والسلام مجامع او جوامع هذا الباب باب ما ينال به رضا الله وما ايضا يكون به سخط سخط الله عز وجل قال ان الله يرظى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا ليس معنى الحديث ان الامور التي ترضي الله محصورة في هذه الثلاث او الامور التي تسخط الله عز وجل محصورة في هذه الثلاث وانما المراد ان هذه الامور الثلاثة هي الجوامع جوامع هذا الباب وبقية الامور ترجع اليها قال ان الله يرظى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرظى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا اعاد قوله يرظى اهتماما بالامر وعناية به يرظى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وعرفنا ان هذا هو التوحيد الذي خلق الله عز وجل الخلق لاجله واوجدهم لتحقيقه كما قال سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولاجله بعث الرسل كما قال سبحانه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ولاجله انزل الكتب كما قال سبحانه اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا انا هذا هو توحيد الله واخلاص الدين له جل وعلا لاجله خلقت الخليقة وارسلت الرسل وانزلت الكتب اه اوجدت وخلقت الجنة والنار وانقسم الناس الى فريقين مؤمنين وكفار وسعداء واشفياء سعداء اهل التوحيد والاشفياء اهل الشرك والكفر بالله تبارك وتعالى فالتوحيد هو الاساس لنيل رضا الله عز وجل ومن لم يكن موحدا لا مطمع له في ان ينال رضا الله جل وعلا من كان مشركا بالله عز وجل لا سبيل له الى ان ينال رضا الله عز وجل الا ان كان حيا بتدارك الامر بالرجوع الى التوحيد وترك الشرك واما من مات على الشرك والعياذ بالله لا سبيل له الى ان ينال رضا الله ابدا ليس له الا النار مخلدا فيها ابد الاباد كما قال الله تعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير من مات على الشرك ليس له سبيل الى نيل رضا الله جل وعلا الاساس الذي يبنى عليه رضا الله جل وعلا هو توحيده واخلاص الدين له وافراده تبارك وتعالى بالعبادة بان يعبده تبارك وتعالى مخلصا له الدين ولا يعبد معه غيره لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا وليا من الاولياء. لان العبادة حق لله رب العالمين كما قال سبحانه وتعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين العبادة حق لله ليس لاحد ايا كان ومهما كان احقية فيها قال ان تعبدوه اي الله جل وعلا ولا تشركوا به شيئا فيا من يطلب رضا الله يا من يريد ان يرظى عنه رب العالمين. لا بد ان تعلم امرين وان تعمل بهما الامر الاول ان تعلم العبادة ان تعلم العبادة حقيقتها ومعناها وافرادها تجاهد نفسك على تعلم ذلك لتعبد الله جل وعلا وتفرده بها فهي حقه سبحانه وتعالى والامر الثاني ان تعلم خطر الشرك وحقيقة الشرك لتكون منه على اتقاء وعلى بعد وحذر قال اان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وهذا هو حقيقة لا اله الا الله كلمة التوحيد فقوله لا اله الا الله معناه ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا لان كلمة التوحيد لا اله الا الله قائمة على نفي واثبات النفي يدل على المعنى الذي ذكر هنا لا تشركوا به شيئا والاثبات يدل على المعنى الذي ذكر هنا وهو قول ان تعبدوه وهذا هو توحيد الله عز وجل ان نعبده اي ان نخصه تبارك وتعالى بالعبادة فلا نصرف منها شيئا لغيره والا نشرك به شيئا اي لا نسوي غيره تبارك وتعالى به في شيء من خصائصه جل وعلا فهذا اعظم ما يطلب به رضا الله جل وعلا قال الامر آآ قال وان تعتصموا بحبل الله جميعا وهذا الامر الثاني الذي يطلب به رضا الله عز وجل ان نعتصم بحبل الله جميعا ان نعتصم بحبل الله نعتصم اي نتمسك ان نتمسك بحبل الله وان يكون امامنا وان يكون امامنا وقائدنا قال ان تعتصموا بحبل الله كما قال الله جل وعلا واعتصموا بحبل الله والحبل اصله السبب الذي يتوصل به الى البغية والى المطلوب هذا هذا في الاصل والمراد بحبل الله هنا اي دينه تبارك وتعالى الذي لا سبيل الى نيل رضاه جل وعلا الا بالعمل به كما قال سبحانه وتعالى ورضيت لكم الاسلام دينا قال جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه فقوله واعتصموا بحبل الله ايدينا الله جل وعلا الذي امركم به ودعاكم اليه وخلقكم لاجله واوجدكم لتحقيقه اعتصموا اعتصموا بي اي تمسكوا بالدين وحافظوا على الدين ولا تتفرقوا في الدين شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه فالاعتصام هو اقامة باقامة الدين وعدم التفرق في الدين بل يكون اهل الدين كلمتهم واحدة كلمة سواء يخلصون لله ويتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحذرون الاهواء التي تفرق الناس وتشتت شملهم قال اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا جاء في بعض الروايات ثبوت هذه الزيادة ولا تفرقوا اي لا تتفرقوا في الدين بل كونوا معتصمين به هو الذي يجمعكم وليس هناك امر يجمع الناس وينضوون تحته ويلم شتاتهم الا الدين الذي خلقوا لاجله ليس هناك امر يجمع الناس ولا رابطة تربطهم الا الا دين الله عز وجل فالدين هو الرابطة التي لا تنفصم والعروة الوثقى التي يكون بها الاعتصام وبها التمسك ولهذا تأمل الدعوة العظيمة التي كان يدعو بها عليه الصلاة والسلام في حديث ام المؤمنين عائشة في صحيح مسلم كان يقول عليه الصلاة والسلام اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا الذي هو عصمة امرنا فالدين الحق دين الله عز وجل الذي رضيه تبارك وتعالى لعباده هو الذي يكون به عصمة امر الناس امانتهم اتفاقهم اجتماع شملهم اتحاد كلمتهم سلامتهم من الشرور الى غير ذلك لا يكون ذلك الا بالاعتصام بدين الله تبارك وتعالى اما من ضيع الدين فان امره يكون فرطا كما قال الله عز وجل ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا الذي يضيع الدين يكون امره فرطا ينفرط عليه امره ولا ينتظم بينما الذي يعتصم بدين الله عز وجل يجتمع عليه امره والمجتمع ايضا الذي يعتصم بحبل الله ودين الله عز وجل يجتمع امرهم وتجتمع كلمتهم ولهذا قال اعتصموا بحبل الله وهنا قال ان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا احيانا ترفع شعارات ودعوات للاجتماع ونبذ الفرقة ولكن قل من يرفع شعار الاعتصام بحبل الله اي دين الله عز وجل الذي هو كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ونبذ البدع والاهواء بل لا يوجد من يرفع شعارات للاجتماع على البدع شعارات للاجتماع على البدع وعلى الاهواء والضلالات ومن المعلوم ان البدعة تفرق لا تجمع متى كانت البدعة تجمع شمل المسلمين البدعة تفرق الذي يجمع هو الكتاب والسنة والاعتصام بحبل الله تبارك وتعالى وبدينه الذي شرعه تبارك وتعالى لعباده فالامر الثاني لنيل رضى الله سبحانه وتعالى الاعتصام بحبل الله ونبذ الفرقة والمراد بالفرقة اي التفرق في الاهواء كل يتبع هواه وكل يركب رأسه وكل يسير في في وجهه ويتركون دينهم ويضيعون دينهم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في حديث اخر قال ستفترق هذه الامة ثلاث وسبعين فرقة في الاهواء في الاهواء اي كل منهم يتبع هواه فالاصل في امة الاسلام ان يعتصموا بحبل الله وحبل الله عز وجل هو دينه هو هو كتابه هو سنة نبيه عليه الصلاة والسلام واذا قرأت كلام العلماء في تفسير الاية اعتصموا بحبل الله بعضهم يقول حبل الله دينه وبعضهم يقول حبل الله القرآن وبعضهم يقول حبل الله السنة وبعضهم يقول حبل الله جماعة المسلمين الملازمة للحق والهدى وكل هذا حق كل هذا حق الاعتصام بحبل الله هو الاعتصام بالدين القائم على الكتاب والسنة المنضبط بفهم سلف الامة الذي فيه اجتماع وليس فيه تفرق هذا هو حبل الله تبارك وتعالى. الذي امرنا ان نعتصم وان نستمسك به قال وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا والامر الثالث قال وان تناصحوا من ولاه الله امركم والنصيحة ضدها الغش والخديعة والخيانة النصيحة ان تريد الخير للمنصوح وان تحب الخير للمنصوح والا تقوم بشيء آآ في حقه الا شيء فيه خير له ومصلحة له اما الامور التي فيها اذى وفيها مضرة وفيها عدوان فانها خارجة عن نطاق النصيحة النصيحة ارادة الخير للمنصوح وقوله ان تناصحوا من ولاه الله امركم اي ان تقوموا مع ولاة الامر بمقتضى النصيحة قال عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم قال ولائمة المسلمين امام المسلمين حقه ان ينصح له ان ان يكون ان تكون الرعية ناصحة له متعاملة معه بمقتضى النصيحة والنصيحة هي ارادة الخير له ارادة الخير له ليس من النصيحة لولي الامر ان يدعى عليه ليس من النصيحة لولي الامر ان يدعى يدعى عليه بل من النصيحة له ان يدعى له بالخير بالصلاح بالتوفيق بالسداد بالعافية اما الدعاء عليه ليس من النصيحة له ولهذا قال بعض السلف اذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم انه صاحب بدعة واذا رأيته يدعو للسلطان فاعلم انه صاحب سنة لان امرنا بالنصح له والنصح له لا يكون الا بالدعاء له بالخير يدعى له بالخير يدعى له بالتوفيق يدعى له بالرأي الصائب يدعى له بما فيه صلاح الاسلام والمسلمين يدعى له بالعافية يدعى له بالبطانة الصالحة الى غير ذلك من الدعوات الطيبة المباركة قال بعض السلف لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان قال ذلك الفضيل ابن عياض قال عبدالله ابن مبارك رحمه الله ومن يقدر على ذلك؟ الا مثلك لو لو قيل لاحدنا لك دعوة مستجابة اكثر ما يفكر في خصوصياته وشؤونه الخاصة واموره الخاصة من الذي ينظر في مصلحة الامة؟ فيجعل دعوته للسلطان لان صلاح السلطان صلاح للرعية صلاح السلطان صلاح للرعية صلاح يترتب عليه خير عظيم للامة وللناس وللمجتمع ولهذا قال لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان لجعلتها للسلطان ان يدعوا له بان يوفقه الله وان يسدد رأيه وان يهديه وان يرزقه البطانة الصالحة الى غير ذلك من الدعوات فهذا كله داخل تحت قوله ان تناصحوا من ولاه الله امركم ايضا يدخل تحت النصحي لولي الامر ان لا يكون في في القلب غل او غش او خيانة او خديعة او مكر او غير ذلك من المعاني السيئة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في حديث اخر ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم وذكر منها هذا الامر فينزه ويبعد قلبه عن الغل والحقد و الخديعة وآآ ان يكن سوءا او شرا بل يجعل في قلبه الخير وحب الخير وحب الصلاح وحب التوفيق والسداد هذا من النصيحة لولي الامر وكذلك من النصيحة له عدم الافتيات عليه ونزع اليد من الطاعة وجاء في قد جاء في احاديث كثيرة التحذير من هذا الامر تحذير من نزع اليد من الطاعة ومن الافتيات على ولي الامر وجاءت احاديث كثيرة عن النبي عليه الصلاة والسلام فيها الامر بالسمع والطاعة اسمع واطع وان اخذ مالك وظرب ظهرك جاءت احاديث كثيرة في هذا الباب جمعها اهل العلم في مصنفات مفردة وايضا جمعت في دواوين السنة وفي صحيح مسلم كتاب بعنوان الامارة جمع فيه رحمه الله من الاحاديث في هذا الباب شيئا كثيرا وبعض الناس ممن بلي بشيء من الاهواء التي تحرف من ابتلي بها عن الجادة السوية والصراط المستقيم اذا تليت عليه الاحاديث المتعلقة في هذا الباب وجد في نفسه شيئا ولم يقابلها بالارتياح والرظا وهنا الحديث عن نيل رضا الله سبحانه وتعالى الحديث عن نيل رضا الله كيف تنال رضا الله سبحانه وتعالى؟ وهذا مطلب كل مسلم وبغية كل مسلم ان ينال رضا الله سبحانه وتعالى فهذا باب ذكره النبي عليه الصلاة والسلام تنال به رضا الله قال ان تناصحوا من ولاه الله امركم ان يكون قلبك ولسانك وعملك قائما على النصيحة لولي الامر ان تناصحوا من ولاه الله امركم فبعض الناس بسبب بعض الاهواء التي يبتلى بها من يبتلى بها تجد هذه الاحاديث احاديث السمع والطاعة احاديث النصيحة لولاة الامر احاديث التحذير من نزع اليد من الطاعة التي جمعها للعلم يجد في نفسه منها شيئا يقرأ كتاب الصلاة في صحيح مسلم ولا يستوحش ويقرأ كتاب الزكاة في صحيح مسلم ولا يستوحش واذا وصل الى كتاب الامارة استوحش من اين جاء هذا الاستيحاش من اين جاء هذا؟ الاستيحاش من اين وصل الى قلب هؤلاء الا من الاهواء الاهواء هي التي تجعل الانسان يستوحش من السنة ويجد في نفسه اشياء والا النبي عليه الصلاة والسلام ذكر هذا الامر مع التوحيد الذي هو حق الله سبحانه وتعالى في نيل رضا الله عز وجل وذكره في بعض الاحاديث مع الصلاة ومع الصيام مثل ما خطب الناس في حجة الوداع قال ايها الناس اعبدوا الله او اتقوا الله وصوموا شهركم قال اعبدوا قال اعبدوا ربكم وصوموا شهركم وادوا زكاة مالكم واطيعوا ذا امركم تدخلوا جنة ربكم تدخل جنة ربكم فذكر طاعة ولي الامر مع الصلاة ومع الحج ومع الزكاة وذكر ان عاقبة هذه الطاعة دخول الجنة والصلاة والصيام ومصالح المسلمين الدينية والدنيوية لا تستقيم الا بجماعة والجماعة لا تستقيم الا بامرأة والامرأة لا تكون الا بالسمع والطاعة عقد منتظم التوحيد لا بد منه واقامة التوحيد بامن وامان ورخاء وسلامة واسلام وراحة لابد من اجتماع ولهذا اول ما بدأ قال بالتوحيد ثم دعا الى الاجتماع ثم دعا للسمع والطاعة لانها كلها امور ينتظم بعضها ببعض فالتوحيد الذي هو الغاية العظمى لابد فيه من الاجتماع والاجتماع لابد فيه من امارة والامارة لابد فيها من سمع وطاعة ونصيحة ولهذا جمع هذه الامور الثلاثة التي لا ينتظم امر الناس ولا يسعد الناس الناس في دنياهم واخراهم الا بتحقيقها التوحيد والاجتماع والسمع والطاعة لولاة الامر هذي اصول كبار اصول كبار ومن يصبر حال المشركين الذين بعث النبي عليه الصلاة والسلام دعوتهم والانكار عليهم وبيان باطلهم كان عندهم جاهليات كثيرة اعظمها المخالفة في هذه الامور الثلاثة فعندهم بدل الشرك التوحيد اه عندهم بدل التوحيد الشرك وعندهم بدل السمع وبدل الاجتماع الفرقة وبدل السمع والطاعة عندهم الافتيات على الولي وولي الامر والخروج عليه والانفة والكبر ونحو ذلك من المعاني ولهذا هذه الامور الثلاثة يجب على كل مسلم ان يجعلها ركيزة له واساسا يبني عليه طلبه لنيل رظا الله تبارك وتعالى فيا من يطلب رضا الله سبحانه وتعالى عليك بهذه الخصال الثلاثة وطد نفسك على تحقيقها توحيد الله عز وجل في قوله عليه الصلاة والسلام ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا والامر الثاني الاجتماع على دين الله ان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا والامر الثالث النصيحة لولاة الامر ان النصيحة لولاة الامر ثم قال ويكره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال وقوله ويكره لكم في اثبات هذه الصفة لله جل وعلا وان من صفاته الفعلية الكره والبغض وهذا دل عليه القرآن الكريم قال يكره لكم قيل وقال اي اظاعة الوقت فيما لا فائدة فيه ولا طائلة من من ورائه اه اه نقل الكلام على هذه الصفة قيل وقال بان تكون مجالس الناس بهذه الصفة تناقل اخبار الناس واحاديث المجالس فلان قال وقيل انه حصل كذا ويقولون انه كان كذا مثل مثل هذا على هذا النمط قيل وقال في كلام ليس من ورائه فائدة وربما في كلام فيه مضرة ان كان قيل وقال مبنية على السخرية بالناس وعلى النميمة وعلى الاستهزاء ونحو ذلك واشنع من ذلك اذا كان قيل وقال مبنية على نقل كلام اهل الاهواء وكلام اهل الباطل والفلاسفة مثل ما قال احدهم نادما على اه تضييع جزء من حياته في ذلك قال لم نستفد من جمعنا طول عمرنا سوى ان جمعنا قيل وقالوا تجد في بعض الكتب التي تسمى اصول الدين او علم الكلام كلها مبنية على قيل وقال بنقل اقاويل المتكلمين والفلاسفة مما ليس فيه الا اضاعة الدين والحرمان من من الخير قال قال اي يكره لكم ثلاثا قيل وقال يكره لكم ثلاثا قيل وقال الامر الثاني وكثرة السؤال كثرة السؤال فالامور التي ليس من ورائها فائدة ولا مصلحة للانسان في دينه ودنياه او كثرة السؤال اي طلب آآ المال من الناس والاستجداء ومد اليد قال وكثرة السؤال واضاعة المال. وهذا هو موضع الشاهد من هذا الحديث للترجمة اضاعة المال اي تضييع بالاسراف والبذخ وتبديد المال اما بصرفه في وجوه الحرام او بتعدي حد الشريعة في الانفاق فيه قال واضاعة واضاعة المال نعم قال حدثنا عبد الله بن سعيد قال حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا اسماعيل بن زكريا عن عمرو بن قيس الملائي عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين قال في غير اسراف ولا تقطير ثم اورد رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى قوله تعالى وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ما انفقتم اي من مال وعطاء وصدقة في في سبيل الله تبارك وتعالى فهو يخلفه ان يعوضكم خيرا قد قال عليه الصلاة والسلام ما نقصت صدقة من مال لان الله عز وجل يعوض المنفق والمتصدق ويعطيه الخلف على ما انفق في الدنيا والاخرة. في الدنيا بركة في المال ونماء له وحفظا له وهو في الاخرة بالثواب العظيم والاجر الجزيل الذي اعده الله تبارك وتعالى للمنفقين قالوا قال وما انفقتم من شيء فهو يخلفه قال ابن عباس في غير اسراف ولا تقطير ان يخلف لكم اذا كان انفاقكم في غير اسراف ولا تقتير هذا هو المعنى اذا كان الانفاق في غير اسراف ولا تقتير وهذا المعنى اخذه رظي الله عنه من قوله تبارك وتعالى والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا والاسراف تبديد المال واضاعته تبديد المال واضاعته بحيث لا يبقى للانسان شيء ينفق به على نفسه وعلى من يعول والتقتير هو ان يضيق على نفسه في النفقة وعلى من يعول وكل من الامرين خطأ والحق قوام بين ذلك الحق قوام بين ذلك. والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنه عنهما موضحا الاية هنا قال وما انفقتم من شيء اي في غير اسراف ولا تقتير فهو يخلفه فهو يخلفه ان يكون لكم العوظ والبركة في الدنيا والاخرة نعم قال رحمه الله تعالى باب المبذرين قال حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن سلمة عن مسلم البطين عن ابي العبيدين قال سألت عبد الله رضي الله عنه عن المبذرين قال الذين ينفقون في غير حق ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة قال باب المبذرين اي التحذير من حالهم التحذير من حال المبذرين والمبذر هو الذي ينفق ما له في غير حق كما سيأتي في الاثر الذي ينفق ماله في غير حق اما ان ينفق ما له في الحرام والمال سواء قل او كثر اذا انفق في الحرام فهو تبديد للمال واضاعة له او ينفق في في غير حق بمعنى ان ينفق ما له ينفق ماله فيضيع من يعول ينفق ماله كله فيضيع من يعول في غير حق لان من تجب على الانسان نفقتهم النفقة عليهم نفقة على نفسه على ولده على اهله هذه نفقة واجبة فاذا وضع ماله في مجال من مجالات الخير وترك ولده بدون نفقة هذا في غير حق لان من الواجب عليه ان ينفق على على ولده مما اتاه الله عز وجل فاذا وضع المال وضع ماله في في وجه من وجوه الخير وترك ولده بدون نفقة دخل في هذا المعنى دخل في هذا المعنى اورد هنا اثر ابن ابن مسعود عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال اه قال ابو العبيدين سألت عبد الله ابن ابن مسعود عن المبذرين عن المبذرين قال الذين ينفقوا في غير حق الذين ينفقون في غير حق ينفقون اموالهم في غير حق آآ الحق يعرف بالشريعة الحق يعرف في الشريعة والشريعة بينت وجوه النفقة في المال وكيف يصرف الانسان ماله وبينت النفقة الواجبة والنفقة المستحبة لو وضع الانسان ما وجب من من نفقته ما وجب عليهما من النفقة في ماله في امر مستحب هذا في غير حق لانه وضع الواجب في مستحب وضع الواجب في مستحب فهذا في غير حق ولهذا قال المبذرين الذين ينفقون في غير حق والحق في في هذا الباب يعرف بشريعة الله تبارك وتعالى نعم قال حدثنا عارم قال حدثنا هشيم قال حدثنا حصين عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما المبذرين قال المبذرين في غير حق ابو العبيدين في الترجمة الماضية هذا من اصحاب عبد الله ابن مسعود اسمه معاوية وهو من اصحاب عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ثم اورد هنا عن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال المبذرين قال قال ابن عباس رضي الله عنهما المبذرين قال المبذرين في غير حق وهذا بمعنى اثر عبدالله بن مسعود المتقدم فالمبذر هو الذي ينفق ماله او يضع ماله في غير حق. نعم قال رحمه الله تعالى باب اصلاح المنازل قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثنا الليث قال حدثنا ابن عجلان عن زيد ابن اسلم عن ابيه قال كان عمر رضي الله عنه يقول على المنبر يا ايها الناس اصلحوا عليكم مثاويكم واخيفوا هذه الجنان قبل ان تخيفكم فانه لن يبدو لكم مسلموها وانا والله ما سالمناهن منذ ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة باب اصلاح المنازل وسيأتي بعد هذه الترجمة تراجم عديدة كلها تتعلق بالبيوت والمنازل والبناء بدأها بهذه الترجمة باب اصلاح المنازل الاصلاح ضد الافساد والمنازل هي مساكن الناس ومساويهم والمأوى الذي يأوون اليه وهو من نعم الله سبحانه وتعالى على عبده المؤمن من نعم الله عز وجل العظيمة ان جعل الانسان سكن ومأوى ولم يجعل الناس مثل البهائم تبيت في العراء بل من عليهم بالسكن والبيت الذي يأوون اليه ونعمته سبحانه وتعالى على عباده بالسكن متنوعة منهم من هيأ له السكن بالنحت في في الجبال ومنهم من هيأ له السكن بالاستفادة من الاشجار وجذوعها اه عثمان النخيل وغيرها ومنهم من جعل له سكنة من جلود الانعام ومنهم من جعل سكنه من الطين والبناء تهيأ الله سبحانه وتعالى انواع من الامور التي يستفاد منها في بناء المساكن. ولهذا اذا نظرت الى الناس في الارض وعلى وجه الارض في قديم الزمان وحديثه من الله عليهم بالمساكن وفطرهم وجبلهم على تهيئة المساكن وكل يهيئ لنفسه مسكنا على قدر ما ما يستطيع ولا يعيشون في العراء مثل البهائم فطرهم على ذلك البهيمة تعيش في العراء والله عز وجل من على الانسان بالسكن والمأوى منهم من هيأ له سكنه من الجلود جلود الانعام ومن اصواتها واوبارها واشعارها ومنهم من جعل له سكنة من الطوب واللبن والحجارة الى غير ذلك من انواع المساكن التي هيأها لعباده. ولهذا هذه المساكن نعمة من نعم الله جل وعلا العظيمة على عبده التي يجب عليه ان يشكر الله عليها وكان نبينا عليه الصلاة والسلام كما ثبت في الصحيح اذا اوى الى فراشه لينام قال عليه الصلاة والسلام الحمد لله الذي اطعمنا وسقانا وكفانا واوانا. وكم ممن لا كافي له ولا مؤوي نعمة من نعم الله عليك لما تضع فراشك بالبيت وجدران اربع تحيطك لا يراك من في الشارع ولا يراك من في الطريق تتجرد من ثيابك وتعاشر اهلك وتطمئن وترتاح وتتناول طعامك وتتباسط مع اولادك. والناس في الشارع يمشون ما يرونك ولا يطلعون على سرك وحالك في بيتك نعمة اكرمك الله سبحانه وتعالى بها ومن الله سبحانه وتعالى عليك بها. ولهذا يجب على آآ على العبد ان يشكر الله عز وجل على نعمته وان يستشعر النعمة والمنة فالمساكن منا ايا كان السكن الذي تسكن فيه هو نعمة سواء كنت تملكه او كان بالايجار سواء كان واسعا او كان ضيقا. البيت الذي يؤويك ويؤي اهلك واولادك. وتغلق على نفسك الباب فيه وترتاح وتجلس هذه نعمة انعم الله سبحانه وتعالى عليك بها وميز الانسان بها وكرم بني ادم بهذه النعمة وهداهم جبل الله سبحانه وتعالى الناس على هذا الامر وفطرهم على هذا الامر فهي نعمة من نعم الله عز وجل وقال المساكن والبيوت الشريعة ايضا جاءت فيها بضوابط من حيث البناء من حيث التهيئة من حيث الاعداد من حيث الاصلاح جاءت الشريعة بضوابط لهذا في هذا المجال ولهذا جاء في الدعاء الذي في صحيح مسلم في حديث عائشة قال اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي قول اصلح لي دنياي يشمل اصلاح البيوت لان من من من دنياك بيتك الذي تعيش فيه قال اصلح لي دنياي اصلاح البيوت مطلوب اصلاح البيوت مطلوب وهذه كلمة واسعة اصلاح البيوت ولعله لاجل هذا بدأ بهذا العنوان في في بين يدي تراجم عديدة تتعلق بالبيوت والبناء فهي واسعة جدا تتناول معاني كثيرة والاصلاح ضد الافساد ضد الافساد اصلاح البيت ببنائه البناء المعتدل والذي يكون فيه ايواء الانسان ويكون سكنا للانسان وايضا من اصلاح البيت تنقية البيت من الاشياء المضرة بالانسان من الاشياء المضرة بالانسان وهذا المعنى هو الذي قصده الامام البخاري رحمه الله في هذه الترجمة قال اصلاح البيوت وذكر هنا في في هذه الترجمة حديث زيد ابن اسلم عن ابيه قال كان عمر يقول على المنبر يا ايها الناس اصلحوا عليكم مثاويكم اصلحوا عليكم مثاويكم اي بيوتكم اصلحوها عليكم وهذا يجمع وينتظم كما قدمت امورا كثيرة يشملها اصلاح البيت اصلاح البيت قال واخيفوا هذه الجنان واخيفوا هذه الجنان هذا امر اخر يشمله او هو من جزئيات اصلاح البيوت ان ان ان تخاف الجنان ان تخاف الجنان التي تكون في البيوت وهي الحيات على ما سيأتي بيان ذلك فقال اصلحوا عليكم بيوتكم اصلاح البيت هذا كما قدمت ينتظم امورا كثيرة جدا ينتظم امورا كثيرة وسيأتي عند المصنف تراجم قريبة وتراجم ايضا في في اخر الكتاب كلها تتعلق باصلاح البيت بصيانته من المفسد صيانته من المضر صيانته مما يلقي اهل البيت بالتهلكة سيأتي عندنا اطفاء النور او اطفاء السراج عندما ينام الانسان وذكرى الفويسقة انها تشعل النار في البيت اذا ترك ايضا اخافة الجنان وهي الحيات ايضا اه بناء البيت بناء لا لا يتهدم على اهله هذا من اصلاحه بناء البيت بحيث يكون ساترا لمن فيه هذا من اصلاحه ايظا من اصلاح البيت الا يوضع في البيت ما يفسد على اهل البيت دينهم وهذا اعظم ما يكون في في اصلاح البيت بعض الناس يصلح بيته من حيث مظهر البيت وهيئة البيت ولكن يضع في البيت ما يفسد على اهل البيت دينهم وهذا من افساد افساد البيوت والبيت قد يفسد من حيث مبناه وقد يفسد من حيث فساد من يسكن فيه ومن اصلاح البيوت ان يتلى فيها القرآن وان يصلى فيها وان لا تكون البيوت مقابر. كل ذلك من اصلاح البيوت وهذا بحث مقترح من ينشط لذلك من طلبة العلم بحثكم بعنوان اصلاح البيوت تجمع فيه احاديث النبي عليه الصلاة والسلام تجمع الروايات في هذا الباب اصلاح البيوت من حيث البناء اصلاحها من حيث ازالة المضر والمؤذي في البيوت اصلاحها من حيث حفظ البيوت وحفظ العورات اصلاحها من حيث ابعاد وسائل الفساد التي تجلب الى البيوت فتفسد البيوت فاصلاح البيوت هذا باب مبارك من ابواب الخير ومن المجالات العظيمة التي بينت في سنة النبي عليه الصلاة والسلام اعظم البيان قال عمر رضي الله عنه يا ايها الناس اصلحوا عليكم بيوتكم او مساوئكم واخيفوا هذه الجنان اخيفوا هذه الجنان قبل ان تخيفكم. الجنان هي الحيات الجنان هي الحيات التي تظهر في في البيوت قال اخيفوها قبل ان تخيفكم بمعنى ان يكون الانسان ليس خائفا منها لا ينبغي للانسان ان يكون فيه خوف منها وان يطرد عن نفسه الخوف منها باخافتها هي قبل ان تخيفه وهي عدو له عدو له ولهذا قال آآ في في حديث اخر غير هذا الحديث على كل حال قال هنا اخيفوها قبل ان تخيفكم اخفوها قبل ان تخيفكم وهي عدو للانسان جبل على عداوتها الانسان جبن على عداوتها والعداوة بينه وبين الحيات من الطرفين وكل منهما يريد قتل الاخر الحية تريد قتل الانسان والانسان يريد قتلها وهذه العداوة جبل عليها الانسان والحية ايضا جبرت على عداوة الانسان ولهذا لا ينبغي ان يخاف الانسان من هذا العدو بل عليه ان يخيفه قبل ان ان تخيف الانسان الحية او تخيف ولده في البيت ولا يطمئن الانسان في بيته ولا يستقر ولا يهدأ ولا يهنأ له بال ما دام انها موجودة في البيت قال اخيفوها قبل ان تخيفكم واخافتها بقتلها اخافتها يكون بقتلها لكن جاءت السنة فيما يتعلق بالحيات التي تظهر في في البيوت ان تنذر ثلاثا ان تنذر ثلاثا قيل ثلاث ايام وقيل ثلاث مرات بمعنى ان ان يقال تخرجين والا قتلناك او نحو ذلك تنذر وهذا الانذار هو من اخافتها لانها تعرف ان اهل البيت اهل اهل شجاعة اهل قوة آآ تنذر ثلاثا اي ثلاث ايام او ثلاث مرات تخرجين والا قتلناك او نحو ذلك المعنى قال اخيفوها قبل ان تخيفكم اخيفوها قبل ان تخيفكم. فانه لن يبدو لكم مسلموها وانا والله ما سالمناها منذ عاديناها هذا المعنى الذي في الحديث منذ عاديناها العداوة بين الحيات والانسان عداوة قديمة جبل الانسان على عداوتها فطر فهذه العداوة قال ما ما سلمناها منذ عاديناها. وهذا الجزء من الحديث ثبت مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام الشاهد ان من اصلاح البيوت تطهيرها وتنقيتها من هذه الحيات باب اه ابعادها من اه من البيوت انذارها وتحذيرها واذا بقيت بعد ذلك فالبيوت تقتل يقتلها الانسان تخلصا منها وتخلصا من من شرها. نعم قوله فانه لن يبدو لكم مسلموها. لن يبدو لكم مسلموها قيل مسلموها ان في الحيات ما هو من الجان وفيهم المسلم واوفيهم الكافر المعادي وان المسلم مسلموها لا يبدو وقيل المعنى بالمراد بالمسلم اي مسالم منها الذي ليس فيه عداوة لا يبدو لكم لا يبدو لكم بل هو مسالم يبتعد و لا يظهر ولا يظهر منه عداوة. قيل هذا وقيل ذاك نعم قال رحمه الله تعالى باب النفقة في البناء قال حدثنا عبد الله بن موسى عن اسرائيل عن ابي اسحاق عن حارثة ابن مضرب عن خباب رضي الله عنه انه وقال ان الرجل ليؤجر في كل شيء الا البناء ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة قال باب النفقة في البناء باب النفقة في البناء اي هل يؤجر الانسان لا هل يؤجر الانسان اذا وضع النفقة في البناء في البيت في المسكن او لا يؤجر في ذلك هذه الترجمة عقدها لبيان هذا الامر ولهذا جعلها بهذا العنوان قال باب النفقة في البناء النفقة في البناء واورد رحمه الله عن خباب رضي الله عنه قال ان الرجل ليؤجر في كل شيء الا البناء الا البناء اي لا يؤجر فيه اي الا البناء لا يؤجر فيه والبناء اذا كان بني على وجه الاسراف وعلى وجه التطاول والتفاخر والتباهي ونحو ذلك من المعاني لا يؤجر عليه الانسان اما اذا كان بنى الانسان بناء معتدلا يؤويه ويؤوي ولده ويكون سكنا له ويشكر الله عز وجل فيه ويعبد الله تبارك وتعالى فيه ويكون بيتا من بيوت الايمان والطاعة لله سبحانه وتعالى يؤجر على ذلك يؤجر على ذلك اما اذا اذا بنى البيت بالاسراف والباذخ والتبذير والتطاول والتباهي والزيادة عن حاجة الانسان فهذا لا يؤجر فيه الانسان اما اذا كان في حدود حاجة الانسان وايواءه وايواء ولده ونحو ذلك فانه يؤجر على ذلك. ايضا البناء الذي يبنيه الانسان لا لا لوجوه الخير مثلا يبني مأوى للايتام او يبني بيوتا للارامل والفقراء والمحتاجين هذي كلها يؤجر ايضا يبني مسجدا من بنى من بنى بيتا لله بنى الله له بيتا في الجنة. فهذه بناء يؤجر فيها الانسان سواء بنى مسجدا او بنى بيتا للايتام او الارامل او الفقرا او نحو ذلك او بنى بيتا لولده في في حدود الحاجة بعيدا عن السرف والبذخ والتطاول فهذا كله يؤجر فيه الانسان وقوله ان الرجل ليؤجر في كل شيء الا البناء اي الا الا ما زاد ما زاد عن عن الحاجة او ما كان فيه بذخ او اسراف او نحو ذلك نعم قال رحمه الله تعالى باب عمل الرجل مع عماله قال حدثنا ابو حفص ابن عمر وقال حدثنا ابو حفص بن علي قال حدثنا ابو عاصم قال حدثنا عمرو بن وهب الطائفي قال حدثنا عطيف بن ابي سفيان ان نافع بن عاصم اخبره انه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال لابن اخ له خرج من الوهط ايعمل عمالك؟ قال لا ادري قال اما لو كنت ثقافيا لعلمت ما يعمل عمالك ثم التفت الينا فقال ان الرجل اذا عمل مع عماله في داره وقال ابو عاصم مرة في ماله كان عاملا مع كان عاملا من عمال الله عز وجل ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة باب عمل الرجل مع عماله ومناسبة هذه الترجمة او ذكر هذه الترجمة في اثناء ما يتعلق بالبناء والبيوت ان بناء البيت واصلاحه يحتاج الى عمال يتعاون الانسان معهم او يستعين بهم على بناء البيت على بناء البيت فيحتاج الى يحتاج الى الى ذلك فعقد هذه الترجمة باب عمل الرجل مع عماله اي ان هذا من تواضع الانسان من تواضع الانسان وو ومن خلقه عمله مع مع عماله. هذي آآ فوائد جميلة ما شاء الله ما شاء الله الفائدة السابعة ان المبذرين المبذر هو الذي ينفق امواله بدون حق هذه الفائدة السابعة والثامنة ان الله انعم على الانسان بالسكن لم يتركهم مثل البهائم في العراء ما شاء الله ما شاء الله ما شاء الله زادك الله من التوفيق والسداد قال رحمه الله تعالى باب عمل الرجل مع عماله باب عمل الرجل مع عماله اي ان هذا من تواضع الانسان وطيب خلقه ان يعمل مع عماله ولا يلزم من ذلك ان يباشر كل العمل وانما يشاركهم في رفع شيء او مناولة شيء والوقوف معهم ومساعدته على ما يثقل عليه حمله او نحو ذلك فهذا من تأملنا اعمال اهل التواضع من اعمال اهل التواضع اما اهل الكبر فانه لا يرغب في الوقوف عليهم ولا الجلوس معهم ولا مشاركتهم فمن طيب آآ خلق الانسان وتواضعه عمله مع عماله عمله مع عماله باي نوع من انواع المشاركة التي تدل على تواضع الانسان وطيب خلقه اورد هنا اه عن نافع ابن عاصم عن عطيف بن ابي سفيان ان نافع بن عاصم اخبره انه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص قال لابن اخ له خرج من الوهط الوهط هو البستان وهو المكان المنخفض والمراد هنا بستانا اه واسعا كان في مكان منخفظ عمرو بن العاص قال لابن اخ له خرج من من الوهط ايعمل عمالك اي عمل عمالك اي هل آآ عمالك في هذا البستان يعملون او لا يعملون هذا السؤال يجيب عليه من كان يقف على عماله ويجالس عماله ويشاركهم يعرف هل يعملون او لا يعملون اما الذي لا يمر عليهم ولا يجالسهم ولا فانه لا يعرف ذلك قال ايعمل عمالك؟ قال لا ادري قال لا ادري يعني لا ادري هل يعملون او لا يعملون؟ لا ادري لانه لو كان يقف عليهم ويشاركهم ويعمل معهم ولو قليلا عرفة يعملون او لا يعملون لكن اذا كان لا يقف عليهم فانه لا يدري عن عملهم من عدمه قال لا ادري قال اما لو كنت ثقافيا لعلمت ما يعمل عمالك لانهم مشتهدين بالعمل والزراعة يحب الواحد منهم المهنة والصنعة والعمل مشتهرين بذلك ولاجل هذه الشهرة قال عبد الله ابن عمرو لو كنت ثقافيا لعلمت لو كنت ثقافيا لعلمت ما يعمل عمالك اي الاشتهارهم بهذا الامر ثم التفت الينا اي توجيه عام قال ان الرجل اذا عمل مع عماله في داره او قالها في في في ماله كان عاملا من عمال الله عز وجل. لانه يثاب على ذلك. يثاب على التواظع على طيب الخلق على اه اللطف يثاب على هذه المعاملة الطيبة على البعد عن الكبر والتعالي والترفع فانه يثاب على على ذلك والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين يقول السائل الرجل يحب ان يكون اكله جيدا ولباسه جيد هل هذا من الاسراف او التبذير سئل عليه الصلاة والسلام عن اه الرجل يحب ان يكون حذائه حسنا فذلك من الكبر فقال عليه الصلاة والسلام الكبر بطر الحق وغمط الناس فكون الانسان يحب ان يكون ثوبه نظيفا او جديدا او جيدا او حذاؤه جيدا او مركبه ايضا جيدا فان هذا لا يكون من الاسراف وايضا هذا الامر كم بين اهل العلم يختلف باختلاف الانسان الانسان الذي آآ ذات يده قليل يعني ما يجده من المال قليل يملك مثلا مئة مئة ريال لا لا لا يملك الا هي يحتاجها لاكله ويحتاجها لاكل اهله في البيت وذهب واشترى بها حذاء بمئة ريال. قال احب ان يكون حذائي جيدا. هذا اسراف هذا هذا من الاسراف ولو اشترى اخر يجد مالا وخيرا واشترى حذاء بهذا الثمن افظل له واريح لقدمه فلا يعد اسرافا لا يعد اسرافا ولهذا يتفاوت الامر بحسب اه حال الانسان في في المال الذي اتاه الله عز وجل اياه. نعم يقول كثير من اقاربي يحتاجون الى المال مني وهم مسرفون فهل يجوز ان اعطيهم المال مع علمي انهم قد ينفقونه في الحرام او المكروه اجمع بين الخيرين آآ تساعدهم في في مواضع الحاجة وايضا تنبهم على الاسراف وخطورته والتحذير من اضاعة المال فاذا جمعت بين الخيرين هو الاولى لك في ذلك يقول يا شيخنا في بيتنا دش وانا احاول ان ازيله لكن امي تريد بعض البرامج المفيدة مثل برامج الفتاوى بينما يوجد من ينظر الى المحرم فما العمل؟ درى المفاسد مقدم على جلب المصالح المصلحة التي اه تريدها الوالدة هي موجودة في غير هذا المجال موجودة في اه الاذاعات الطيبة وموجودة في اه الكتب والاشرطة وكتب الفتاوى وغير ذلك والفساد الذي يدهى البيوت ويهدم البيوت آآ درؤه مقدم ولهذا تناصح الوالدة والوالد واهل البيت وتبين لهم خطورة الامر وما تجنيه هذه القنوات من هدم للبيوت وهدم للاخلاق افسادا للدين واضاعة للخلق ونشر للفواحش والرذائل فتكون في بيتك ناصحا. نعم جزاكم الله خيرا سبحانك الله وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك