بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه ادب المفرد باب التطاول في البنيان قال حدثنا اسماعيل قال حدثني ابن ابي الزناد عن ابيه عن عبدالرحمن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الادب المفرد باب التطاول في البنيان هذه الترجمة عقدها رحمه الله ليبين ما جاء في السنة من تحذيري من هذا الامر وبيان انه علم من اعلام الساعة وشرط من اشراطها قال باب التطاول في البنيان ومعنى التطاول اوسع من تعلية بناء على بناء فان هذا تطاول لكن المعنى اوسع من ذلك التطاول في البنيان بالتباري والتباهي بتنميقها وزخرفتها والتفاخر في ذلك بحيث يكون هذا الامر هو شغل المرء الشاغل وهمه وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا فاذا كان اهتمام الانسان في البناء من حيث والتباري في زخرفته وتنميقه والتباري في تعليته بتعلية بناء على بناء فهذا من امارات الساعة وعلاماتها قال باب التطاول في البنيان. والبنيان هو المساكن والمثاوي التي هي من نعم الله سبحانه وتعالى على العباد يسكنون فيها ويثون فيها ويأوون اليها ويرتاحون فيها وتكون سكنا لهم واورد هنا حديث ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان قوله لا تقوم الساعة حتى كذا اي ان هذا من علاماتها واشراطها فلا يكون للساعة قيام حتى يحدث هذا الامر والساعة لا تقوم حتى يكون بين يديها علامات منها علامات صغرى ومنها علامات كبرى وعلامات الساعة الكبرى اذا خرجت منها تتابعت بقيتها كالعقد اذا انقطع فتتتابع وتتوالى ولا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا عندما تظهر العلامات الكبار لان الايمان حينئذ يكون ايمان مشاهدة لا ايمان غيب والذي ينفع هو ايمان الغيب لا ايمان المشاهدة قال لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان اي حتى يتجه الناس الى التطاول في البنيان بالتباري بتعليته بحيث يسعى كل واحد الى ان يكون بيته الاعلى والارفع وادواره الاكثر وايضا يتبارون من حيث زخرفة البيوت وتنميقها وتجميلها والتباهي بذلك فهذا من علامات الساعة قد جاء في حديث جبريل المشهور عندما سأل النبي عليه الصلاة والسلام قال اخبرني عن الساعة؟ قال ما المسؤول عنها باعلم من السائل قال اخبرني عن اماراتها قال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان يتطاولون في البنيان اي اهل البوادي واشباههم ممن كانوا يشتغلون برعاية الاغنام يتخلون عن هذا العمل ويتبارون بالتطاول بالبنيان والتفاخر في زخرفتها وتنميقها وتجميلها الحافظ ابن حجر رحمه الله صاحب كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري قد توفي عام ثمانمائة واثنين وخمسين قال في كتابه الفتح وقد وجد في في زماننا من هذا شيء كثير قد وجد في زماننا من هذا شيء كثير اي التفاخر والتطاول يقول وجد في زماننا من هذا الشيء شيء كثير والذي رآه الحافظ في زمانه من التطاول في البنيان ربما اربعة ادوار اذا وجد اربعة ادوار او ثلاثة بالكثير اما ما يسمى في زماننا ناطحات السحاب ادوار تصل الى ان تلامس السحاب وربما ايضا ترتفع على السحاب تعلو عليه هذا لم يره الحافظ ابن حجر وفي زمانه رحمه الله يقول وجد من ذلك الشيء الكثير من حيث التعرية بالبنيان ربما الناس اعتادوا على بناء آآ مساكن في الارض وربما غرف تعلو على الارض بدور واحد وهي تسمى غرفة لعلوها كما سيأتي ثم وجد في بعض الازمنة تعلية بدورين او ثلاثة من من الحجارة اما الشيء الذي الان وجد في زماننا فهذا شيء لم يحدث في زمان قبله ولم ولم يقع في زمان قبل قبل هذا الزمان ان تصل الادوار الى ستين او سبعين دور او اكثر وايضا يسر الله عز وجل من الوسائل للصعود للادوار العالية لولا وجود هذه الوسائل المصاعد ما بنيت هذه الادوار لان ما احد ينشط يصعد الى ستين دور لكن لما وجدت هذه الوسائل ايضا سهلت مهمة التعرية في الادوار ورفعها الى هذا الارتفاع فهذا كله من علامات الساعة كله من علامات الساعة وهو ايضا من امارات اهتمام الانسان بالدنيا وان شغله الشاغل التفاخر فيها التفاخر في الدنيا وانه وان بيته الاعلى وبيته الارفع وبيته الاجمل الى اخر ذلك من المعاني اما الذي اه شغله الشاغل الاخرة وهمه فبناء بيت في الجنة فلا يكون منه هذه المفاخرة وهذه المباهاة وهذا الانشغال التام والاعراض عما خلق له بشيء لم يخلق له خلق لعبادة الله واخلاص الدين له وتوحيده تبارك وتعالى قال لا تقوم الساعة حتى يتطاول حتى يتطاول الناس بالبنيان يتطاول فيها معنى التباري والتفاخر والتباهي فيها هذا المعنى يتطاولون اي يتبارون في ايهم الاطول بناء او الانمق او الاجمل او الاكثر زخرفة الى غير ذلك من المعاني فالتباري بينهم والتنافس في البنيان لا في التقرب الى الرحمن سبحانه وتعالى نعم قال اخبرنا عبد الله قال حدثنا حريث بن السائب قال سمعت الحسن يقول كنت ادخل بيوت ازواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان ابن عفان فاتناول تناول فاتناول سقفها بيدي الحسن هو البصري رحمه الله من علماء التابعين ومن اجلة علماء التابعين وفقهاء الاسلام يقول رحمه الله كنت ادخلوا بيوت ادخل بيوت ازواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان ابن عفان رضي الله عنه فاتناول سقفها بيدي اتناول سقفها بيدي اي انه اذا وقف في البيت ومد يده فيتناول السقف بمعنى ان سقف البيت اه بيت حجرات النبي عليه الصلاة والسلام حجرات ازواجه في ثم تناول اليد بحيث اذا مد الانسان يده تناول سقف البيت تناول سقف البيت وسيأتي سمكه في الاثر الذي بعده وايراد امام الامام البخاري رحمه الله لهذا الاثر فيه التنبيه به التنبيه الى حال النبي عليه الصلاة والسلام وحال صحابته الكرام ومن اتبعهم باحسان الان ينبغي ان تلاحظ ان الحسن عندما دخل بيت ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهن وتناول السقف باليد وروى لنا الامر لاي شيء عندما دخل بيت ازواج النبي عليه الصلاة والسلام رظي الله عنهن ومد يده وتناول السقف واخبر بهذا الاثر انه كان يتناول السقف بيده لم هذا الاهتمام ولما رواية هذا الخبر الا تنبيها الحالة التي كان عليها النبي عليه الصلاة والسلام وعليها صحابته اه الكرام وفيها ايضا هذا الاهتمام من التابعي الجليل الحسن رحمه الله تعالى واذا تفكر الانسان بهذا الامر قل في في في نفسه او في قلبه التزايد التفاخر الذي تشرف به القلوب وتولع به النفوس عندما يذكر ان بيت النبي عليه الصلاة والسلام الذي هو اشرف عباد الله وافضلهم واكرمهم عند الله عز وجل بيوتاته كانت بهذه الصفة بيوتاته كانت بهذه الصفة فهذا يقلل بنفس الانسان الاندفاع الى التفاخر والتباهي والتطاول الذي اولعت به كثير من النفوس وفي المقابل ضعف اهتمامها بدينها الذي خلقت لاجله واوجدت لتحقيقه نعم قال وبالسند عن عبد الله قال اخبرنا داوود بن قيس قال رأيت الحجرات من جريد النخل مغشا مغشيا من خارج بمسوح الشعر واظن عرض البيت من باب الحجرة الى باب البيت نحوا من ست او سبع اذرع واحذروا البيت الداخل عشر اذرع واظن سمكه بين الثمان والسبع نحو ذلك ووقفت عند باب عائشة فاذا هو مستقبل المغرب ثم اورد هذا الاثر عن داوود ابن قيس رحمه الله في وصف حجرات ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن وهذا الوصف الدقيق فيه من الفائدة ما في وصف الحسن لسقف حجرات ازواج النبي صلى الله عليه وسلم تنبيها الى ان وحجرات النبي عليه الصلاة والسلام والمسكن الذي كان يثوي اليه ويأوي اليه صلوات الله وسلامه عليه كان بهذه بهذا التواضع وبهذه الصفة وبهذا الحجم يقول داوود رحمه الله رأيت الحجرات من جريد النخل من جريد النخل وجريد النخل هو سعف النخل والعسبان اذا جردت من الخوص اذا جردت من من الخوص تسمى جريدا بحيث تكون الاعواد طويلة ليس فيها خوص ففي هذه الحالة تسمى جريدا وكانت تستخدم مثل الجدران تصف بعضها الى جنب بعض ثم تشد اما اه خوص النخل او اه اصوات او خيوط او نحو ذلك يشد بعضها الى بعض فتكون مثل الجدار ولكنها في الوقت نفسه لا تكن ساترة لا تستر ما وراءها عن نظر العين لان لانها سيكون فيها فزوات وفتحات ولهذا قال من جريد النخل مغشاة من خارج من بمسوح الشعر مغشاة من الخارج بمسوح الشعر ومسوح جمع مسح وهو الكساء من الصوف الغليظ جدر الحجرات كانت من جريد النخل يصفى بعضه الى جنب بعض ويسد ولا يكون بهذه الصفة كافيا لستر نظر ما بداخله فغشي من الخارج بمسوح الشعر اي بكساء غليظ متين من الصوف وبهذه الصفة يكون ساترا يكون ساترا من بداخله فهذه حجرات ازواج النبي عليه الصلاة والسلام وهذا بيته صلى الله عليه وسلم وهو اكرم عباد الله على الله وافضلهم صلوات الله وسلامه عليه عند الله سبحانه وتعالى واذا نظرت وتأملت في بيته من حيث صفة بناءه ومن حيث حجم البيت ونحو ذلك تدرك تماما هو ان الدنيا على الله تدرك تماما هو ان الدنيا على الله لان الدنيا لو كانت تساوي عند الله شيئا لاعطاها اكرم خلقه ولكن جاء في الحديث لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء وهذا مما يبين لنا هو ان هو ان الدنيا على الله عز وجل هوان الدنيا على الله ومن هوانها عليه ان اكرم خلقه وافضلهم عند كانوا يعيشون في مثل هذا المسكن وفي مثل هذا المكان وهذا كله رفعة لهم عند الله سبحانه وتعالى. كل ذلك رفعة لهم عند الله جل وعلا قال مغشاة من خارج بمسوح الشعر قال واظن عرض البيت من باب الحجرة الى باب البيت نحوا من ستة من ست او سبع اذرع عرض البيت من باب الحجرة الى باب البيت البيت يتكون من فنا ويتكون من حجرات والمسافة بين باب الحجرة وباب البيت الخارجي باب البيت الخارجي الذي من الفناء اي فناء البيت مسافة ستة اذرع مسافة ستة اذرع والذراع هذا هو الذراع هذا هو فمسافته ستة اذرع يعني بالامتار اه تقريبا ثلاثة امتار بالامتار تقريبا ثلاثة امتار وربما ايضا اقل من ذلك قال آآ ستة اذرع او سبعة اذرع واحزر اي اقدر البيت الداخل البيت الداخل اي اي البيت الداخل الذي هو الحجرات عشرة اذرع البيت الداخل عشرة اذرع يعني داخل الحجرة الفناء ستة اذرع وداخل الحجرة ستة اذرع الحجرات وكل زوجة من ازواجه عليه الصلاة والسلام لها حجرة لها قال واظن سمكه اظن سمكه بين الثمان والسبع اي الثمان او السبع اذرع نحو ذلك والسمك هو والسقف سمك البيت اي سقفه وايضا يطلق السمك من من اعلى من الاعلى الى اه من اسفل البيت الى اعلاه يسمى سمك وهو المراد هنا سمكه فهي قياس البيت من الارض الى السقف سبع او ثمان اذرع ولهذا قال الحسن في الاثر المتقدم اذا مددت يدي المس السقف لان سمكه ليس عاليا ارتفاعه ليس عاليا وانما يتناول باليد يتناول باليد اذا مد الانسان يده تناول سقف البيت قال وقفت عند باب عائشة فاذا هو مستقبل المغرب فاذا هو مستقبل المغرب ومن المعلوم ان الحجرات كانت شرقي اه اه المسجد فاذا كانت باب حجرة عائشة مستقبل المغرب فهو يفتح الى جهة اه الى جهة المسجد مسجد النبي عليه الصلاة والسلام نعم مما ايضا يدل على صغر الحجرة او الحجرات عائشة رضي الله عنها تقول كان عليه الصلاة والسلام اذا صلى الليل تكون ممتدة اامامه فاذا سجد غمز رجلها حتى يجد موضعا السجود صلوات الله وسلامه عليه نعم قال وبالسند عن عبد الله قال اخبرنا علي ابن مسعدة عن عبد الله الرومي قال دخلت على امي طلق فقلت ما اقصر سقف بيتك هذا قالت يا بني ان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب الى عماله الا تطيلوا بناءكم فانه من ايامكم ثم اورد هذا الاثر عن ام طلق قالت قال لها عبدالله الرومي ما اقصر سقف بيتك هذا ما اقصر سقف بيتك هذا اي ان سقف البيت قصير ليس عاليا فقالت يا بني ان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب الى عماله والمراد بالعمال الامراء امراء المناطق يطلق عليهم عمال قال كتب الى الى عماله الا تطيلوا بناءكم الا تطيلوا بناءكم اي لا لا تعلوه ولا ترفعوه عن اه حد الحاجة لا تطيلوا بناءكم فانه من شر ايامكم من شر ايامكم هذا لو ثبت يفيد ما افاده المعنى السابق وانه من امارات الساعة وانه في اخر الزمان يتجه الناس الى الاشتغال بهذه الامور والتباهي والتفاخر وتضيع ايام حياتهم في ذلك تضيع ايام حياتهم في ذلك فيشغلون ببناء اه اه بيوت الدنيا عن بناء بيوت الاخرة ومن المعلوم ان الفرصة متاحة للانسان في الدنيا ان يبني بيوت الاخرة وجاء في هذا المعنى احاديث مثل حديث آآ المحافظة على سنن الرواتب الاثنى عشر فيه ان من حافظ عليها بنى الله له بيتا في الجنة وثبت ان من قرأ قل هو الله احد في في اليوم عشر مرات بنى الله له قصرا او بيتا في الجنة والاحاديث في هذا المعنى كثيرة وبناء البيوت في الجنة ما يتطلب من الانسان جهد ولا عمال ولا اه معاول ولا ادوات البناء ولا اي شيء من ذلك وانما يقبل على الله عز وجل بعبادته والتقرب اليه سبحانه وتعالى فاذا كان اهتمام الانسان في الدنيا وهمته متجهة الى الدنيا يذهب قلبه الى التنافس فيها والانصراف عن الاخرة بناء الاخرة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بما يحب ولهذا قال هنا فانه من من شر ايامكم لان الناس ينصرفون في شر الايام انصرافا تاما الى الدنيا ويعرضون عن الاخرة وتكون الدنيا هي اكبر همهم والدعاء الذي اشرت اليه وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا فيه كما نبه العلماء جواز الاهتمام بالدنيا به كما نبه اهل العلم جواز الاهتمام بالدنيا ان يهتم الانسان بطعامه وشرابه وان يهتم ببيته وبنائه ومسكنه وراحته وراحة اولاده كل ذلك لا شيء فيه ولكن المصيبة عندما تكون الدنيا اكبر همه فيكون هم الانسان بناء الدنيا واهم الانسان تزيين الدنيا ويعرظ عن الاخرة والاهتمام بها وهذا الاثر ضعيف الاسناد لان عبد الله الرومي وام طلق لا يعرفان نعم قال رحمه الله تعالى باب من بنى قال حدثنا سليمان ابن حرب قال حدثنا جرير ابن حازم عن الاعمش عن سلام ابن شرحبيل عن حبة ابن خالد دواء ابن خالد رضي الله عنهما انهما اتي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعالج حائطا او بناء له فاعاناه ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة بعنوان باب من بنى واراد بهذه الترجمة ان ينبه رحمه الله الى ان البناء من حيث هو امر مشروع امر جبل عليه الانسان ومن نعم الله سبحانه وتعالى التي امتن بها على عباده واعد ذلك تبارك وتعالى من جملة نعمه التي عددها في سورة النحل التي يسميها بعض اهل العلم سورة النعم لكثرة ما عدد فيها تبارك وتعالى من النعم على عباده فمن جملة هذه النعم نعمة البيوت والمساكن التي يأوي اليها الانسان فالبناء من حيث هو مشروع وهو جبلة جبل الله سبحانه وتعالى الناس عليها وفطرهم على ذلك ان يتخذوا بيوتا ومساكن لهم هذا امر جبلي جبل الله سبحانه وتعالى الناس وفطرهم على على ذلك الترجمة التي مضت لا تفيد عدم مشروعية البناء ولكنها تفيد التحذير من التباري والتباهي والتطاول والتفاخر بالبنيان وان يكون هذا الامر شغل الانسان الشاغل اما كون الانسان يبني بيتا وحجرات يسكنها ويسكنها اهله وولده وينستر فيها هو واهله واولاده وتكون مكانا يذكرون الله فيه ويقرأون فيه القرآن وينشأون نشأة الطاعة والايمان هذا مما يثابون عليه عند الله سبحانه وتعالى ولهذا جاءت الاحاديث الكثيرة في اصلاح البيوت ومن ذلكم اصلاحها بالعبادة. قال لا تجعلوا بيوتكم قبورا وقال مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله مثل الحي والميت فجاءت الاحاديث باصلاح البيوت البيت يشرع بناؤه وان يأوي اليه الانسان وين ستر فيه ويسكن فيه ويرتاحه من نعم الله سبحانه وتعالى على العباد ولهذا عقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة بهذا العنوان باب من بنى والبناء سنة ماضية في الخليقة في الناس اجمعين ولكنهم يتفاوتون في انواع البناء بحسب ما سخر الله عز وجل واهيأ لهم من الوسائل والالات ونحو ذلك قال باب من بنى واورد هنا عن حية بن خالد وسواء بن خالد انهما اتيا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعالج حائطا او بناء له فاعاناه فاعانه وهذا فيه اه معالجة النبي عليه الصلاة والسلام للحائط بنفسه ومباشرة ذلك بنفسه وايضا فيه التعاون على ذلك كما في في هذه الرواية لكن في الاسناد ضعف لجهالة حال سلام ابن شرحبيل نعم قال حدثنا ادم قال حدثنا شعبة عن اسماعيل ابن ابي خالد عن قيس ابن ابي حازم قال دخلنا على خباز رضي الله عنه نعوده وقد اكتوى سبع كيات فقال ان اصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا وانا اصبنا ما لا نجد له موضعا الا التراب ولولا ان النبي صلى الله عليه وسلم نهانا ان ندعو بالموت لدعوت به نعم ثم اتيناه مرة اخرى وهو يبني حائطا له فقال ان المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه الا افي شيء يجعله في التراب ثم اورد رحمه الله عن قيس ابن ابي حازم قال دخلنا على خباب رضي الله عنه نعوذه وقد اكتوى سبع كيات نعوده اي بسبب مرض الم به وكنا عرفنا فيما سبق ان الزيارة والعيادة اشتهر ان الزيارة للصحيح والعيادة للمريض والا كل منهما يصح ان يطلق على الاخر لكن اشتهر وغلب اطلاق الزيارة على الصحيح والعيادة للمريض قال دخلنا عليه نعوده اي في مرظ الم به كما يفيد ذلك قوله وقد اكتوى سبع كيات اكتوى سبع كيات وهذا فيه جواز العلاج بالكي جواز العلاج بالكي ووكره النبي صلى الله عليه وسلم الكي لامته واخبر عليه الصلاة والسلام ان فيه شفاء قال شفاء امتي في ثلاث وذكر منها كي تنار فالكي فيه شفاء فيه صفة لكن كرهوا كرهه النبي عليه الصلاة والسلام لما فيه من الايذاء للبدن والاظرار به والايذام به والا فيه فائدة وفيه شفاء اخبر عنها النبي عليه الصلاة والسلام كما ثبت عنه الحديث بذلك وثبت عنه ايضا كراهية العلاج بالكي وذكر في صفة السبعين الف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ذكر من صفتهم انهم لا يكتوون انهم لا يكتوون قال هم الذين لا لا هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ذكر لهم هذه الصفات الاربع صلوات الله وسلامه عليه فالكي جائز ومباح ولا يحرم ولا يحرم يجوز التداوي بالكي ومن اراد ان يتداوى بالكي لا يجعله اول علاجه اخر الدواء الكي كما يقال فاذا اضطر اليه ولجأ اليه لا يحرم عليه. وان كان الاولى الا الا يكتوي لكراهية النبي عليه الصلاة والسلام الكي لامته قال وقد اكتوى سبع كيات فقال ان اصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا جاء في بعض الروايات شيئا قوله اصحابنا الذين سلفوا جاء في في بعض الروايات ما يفيد ان المعني من كان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مات في اول الامر قبل الفتوحات وكثرة الاموال وكثرة الخيرات والارزاق الذين ماتوا على قلة كان بعضهم يموت ولا يجدون شيئا يكفنونه به فماتوا على قلة ما جاءت هذه الاموال ولا حصلت الفتوحات التي جلبت للمسلمين الكنوز والخيرات والاموال والذهب والفضة فكان يصف حال اولئك يقول ان اصحابنا الذين سلفوا يعني ماتوا قبل انها تحصل هذه الخيرات الكثيرة والاموال الوافرة قال السلف ان اصحاب الذين سلفوا مظوا ولم تنقصهم الدنيا شيئا ولم تنقصهم الدنيا شيئا اي من اجورهم وثوابهم لانهم ما كان عندهم من الدنيا الا شيء قليل وهذا فيه ان الدنيا اذا اذا كثرت على الانسان اشغلته الدنيا اذا كثرت على الانسان اشغلته والهته واصبح يهتم بها ويأوى ويحرص على اصلاحها تزيينها وتنميقها واذا كثرت دنيا الانسان كثر خوفه وكثر اهتمامه بها لانه يخاف عليها ويهتم لها وينشغل بها واما اذا كان ما ليس عند الانسان شيء منها لا يخاف ارأيتم الان لو لو دخلت الى بلد وليس معك الا ثيابك وحقيبة ايضا فيها ثوب ما من الثياب رثة ودخلت هل تخاف من لصوص او من سراق او من ما تخاف لكن لو دخلت ومعك حقيبة فيها الاف الجنيهات والذهب تجدك في شغل شاغل وهم كبير ومتخوف مخاوف كثيرة من السراق فيكثر اهتمامك وينشغل قلبك فالدنيا كل ما كثرت كثر الانشغال بها وكثر الهاؤها للانسان واذا قلت قل قل هذا قل هذا الامر وقل هذا الاهتمام فيقول ان اصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا شيئا. فكانت الذي عندهم منها شيء قليل وومكتفين به حامدين لله شاكرين ومقبلين على عبادته سبحانه وتعالى وطاعته جل وعلا ثم لما كثرت الدنيا يقول وانا امسينا ما لا نجد وانا امسينا ما لا نجد له موضعا الا التراب جاء في رواية انه قال بعد ان كنا لا نجد درهما بعد ان كنا لا نجد درهما بعد ان كان الواحد منهم لا يجد درهما يشتري به الطعام او او او حاجته الضرورية اصبح عنده من المال ما لا يجد له موضعا الا التراب يعني الا البناء وكثرت الاموال في في ايدي الناس وقل الطالبين لا للمال لكثرة المال يقول ما لا نجد له موضعا الا التراب قال ولولا ان النبي عليه الصلاة والسلام نهى امته فقال ولولا ان النبي عليه الصلاة والسلام نهانا ان ندعو بالموت لدعوت به وهذا فيه لزوم السنة والتمسك بما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام قد صح عنه صلى الله عليه وسلم النهي آآ قال لا يتمنين احدكم الموت لضر مسه لضر مسه وخباب مسه الضر وعياه الالم والتعب لكن امامه السنة يقول لولا ان النبي صلى الله عليه وسلم نهانا ان ندعو بالموت لدعوت به. اي لدعوت الله سبحانه وتعالى ان يميتني لكن نهي النبي عليه الصلاة والسلام يحجزه عن ذلك وهذا فيه فضل الصحابة رضي الله عنهم وعظم اهتمامهم بالسنة تقيدهم بها مع ما تكون عليه احوالهم وظروفهم وما يصيبهم من شدة فهو مع الشدة التي فيها كان مهتما بالحديث ولهذا قال لولا ان النبي عليه الصلاة والسلام نهانا ان ندعو بالموت لدعوته به اذا دعوت الله سبحانه وتعالى ان يميتني قال ثم اتيناه مرة اخرى وهو يبني حائطا له. الحائط هو البستان ويبني الحائط يعني يبني سورا لا لبستانه او مكانا او موضعا في في بستانه فقال ان المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه الا في شيء يجعله في التراب الا في شيء يجعله في التراب والمراد اي في البناء الا في شيء يجعله في التراب اي يجعله في البناء وهذا حمله اهل العلم على ما كان من ذلك على وجه المفاخرة وعلى ما زاد عن حاجة الانسان وعلى ما زاد عن حاجة الانسان. اما اذا بنى الانسان بيتا لا ليسكن فيه ويأوي فيه هو واهله وولده فهذا يؤجر عليه اذا اذا اذا اه اه بناه محتسبا محتسبا اه عبادة الله فيه وتربية ابناءه فيه على الايمان والصلاح والتقوى يثاب على على بناءه كما انه ايضا يثاب على بناء المساجد ويثاب على بناء دور الايتام وبيوت الفقراء والمساكين واماكن العلم والدراسة يثاب على البناء الذي يكون فيه مثل هذه المصالح والمقاصد الشرعية العظيمة يثاب على ذلك كله. اما اذا كان البناء على وجه المباهاة والزخرفة والزيادة عن عن الحاجة فانه لا لا يؤجر على ذلك نعم قال حدثنا عمر قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش قال حدثنا ابو السفر عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم وانا اصلح خصا لنا فقال ما هذا قلت اصلح خصنا يا رسول الله. فقال الامر اسرع من ذلك ثم ختم رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب من بنى آآ ختم بهذا الحديث حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم وانا اصلح خصا لنا قالوا الخس بيت يعمل من القصب ومن الجليد يسمى خصا يسمى خصا بيت يصنع من من الخشب ومن الجريد والقصب يقول فكنت اصلح خصا لنا يعدل فيه ويسويه وربما يصلح آآ تلفا فيه او نحو ذلك فكان يصلحه يصلحه فمر به النبي عليه الصلاة والسلام فقال ما هذا؟ يعني ماذا تصنع قال اصلح خصا خصنا يا رسول الله اصلحوا خصنا يا رسول الله ذكر الامر الذي كان يصنعه فقال النبي عليه الصلاة والسلام الامر اسرع من ذلك الامر اسرع من ذلك اي امر الدنيا اسرع من من هذا الامر لان ايام الدنيا ولا سيما في فيما يخص كل انسان في حياته آآ ومن مات من الناس قامت قيامته وانتهى الدنيا الامر في حق كل انسان اسرع من ذلك يوضح ذلك الحديث الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء فلا تنتظر المساء فالامر اسرع من ذلك وليس في هذا اه نهيا عن اصلاح البيت واصلاح الخس او المسكن او المأوى ليس فيه نهيا عن ذلك. النبي عليه الصلاة والسلام كان له بيوت وبيوته مصلحة على المعنى الذي مر وكان يسكن فيها ويأوي اليها صلوات الله وسلامه عليه واذا احتاج بيته الى اصلاح اصلحه عليه الصلاة والسلام بنفسه لكن هذا التنبيه فيه ايقاظ للقلب وتنبيه الى ان الذي ينبغي ان يكون الاهتمام الاكبر الاهتمام الاكبر لبناء الاخرة وتزيين بناء الاخرة وتكميل بناء الاخرة والا ينشغل الانسان ببناء ربما يفارقه بعد يوم من الناس من بنى بيتا من اجمل البيوتات من اجمل البيوتات واحسنها واجملها ولما جهز البيت مات ولم يسكن فيه مات ولم يسكن فيه ومر حالات نعرفها بنى البيت واعتنى به ووقف عليه غرفة غرفة اه مسمارا مسمارا ويتابع العمال ويصلح حتى اكتمل البيت فلما اكتمل البيت واصبح جاهزا للسكنة ما بقي الا ان يدخل اهل البيت البيت مات صاحب البيت ولم يسكن فيه ليلة واحدة لم يسكن فيه ليلة واحدة. ليس هذا ليس معنى هذا ان الانسان لا يبني بيتا. الباب عندنا من بنى بيتا ليس المعنى ان الانسان لا يبني بيتا بل يبني البيت ويهتم ببيته واصلاحه لكن لا لا يجعل بيوت الدنيا اكبر همه وهو ينشغل بها عن ما خلق لاجله ووجد لتحقيقه وهو عبادة الله سبحانه وتعالى بعض الناس من اهتمام قلبه بامر البيت ربما ان الصلاة تقام وينادى في المساجد اليها فيبقى في بيته يصلحه يصلح بيته الذي سيفارقه ويهدم بيته الذي سيقبل عليه بيت الاخرة عندما يترك الصلاة هدم بيت الاخرة عندما يترك الصلاة هدم بيت الاخرة. عندما لا يذهب الى المساجد ويصلي هدم بيت الاخرة. الجنة الذي هي بيت الاخرة ودار الاخرة لابد فيها من الطاعة والعبادة والعمل فاذا كانت بيوت الدنيا تشغل الانسان وتشغل قلبه واهتمامه كله منصرف اليها تزيينا وزخرفة وتطاولا وتعلية الى اخر ذلك ثم الاخرة لا يهتم بها ولا ولا يعد لها عدتها ثم ايام قلائل وقد فارق هذا البيت كما قال من قال وبيوت واموالنا لذوي الميراث نجمعها وبيوتنا لخراب الدهر نبنيها البيت يعتنى به يصلح الانسان بيته باب اصلاح البيوت مر معنا لكن لا يجوز للانسان ان يكون بناء الدنيا شاغلا له عن بناء الاخرة لا يجوز للانسان ان يكون بناء الدنيا شاغلا له عن بناء الاخرة وعندما يتجه الانسان في بناء الدنيا الى التطاول والتفاخر والتباهي الى غير ذلك من المعاني فانها تأخذ آآ آآ حجما من مساحة قلبه واهتمام قلبه عن الامر الذي خلق لاجله ولاجل هذا قال النبي عليه الصلاة والسلام هنا لعبد الله قال الامر اسرع من ذلك الامر اسرع من ذلك اي فلتكن همتك الاكبر وعنايتك الاكبر ببناء بيت الاخرة وليس المعنى آآ الدعوة الى ترك اصلاح بيت الدنيا الحديث لا يفيد هذا المعنى ابدا لا يفيد ترك اصلاح بيوت الدنيا وانما يفيد ان ان يكون الاهتمام الاكبر والاهتمام الاعظم هو باصلاح بيوت الاخرة قال فالامر اسرع من ذلك وهذا المعنى يوضحه توظيحا اه وافيا الدعاء الذي اشرت اليه وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا فان فيه من الفائدة جواز الاهتمام بالدنيا لكن لا يجوز ان تكون اه الدنيا اكبر هم الانسان او ان تكون ايظا الدنيا مبلغ علم الانسان واذا اردتم معرفة هذا المعنى فتأملوا حال كثير من الناس يجهلون فرائض من فرائض الدين فرائض من فرائض الدين يجهلونها لا يعرفونها واذا سألته عن امر الدنيا يجيبك بالتفصيل يجيبك اجابات مفصلة واذا سئل عن فرائض من فرائض الدين التي خلق لاجلها ووجد لتحقيقها لا يدري واذا سئل عن الدنيا يجيب بدقائق وتفصيلات دقيقة جدا تعجب كيف توصل الى الى معرفتها نعم قال رحمه الله تعالى باب المسكن الواسع قال حدثنا ابو نعيم وقبيصة قال حدثنا سفيان عن حبيبنا ابي ثابت عن خميل عن نافع ابن عبد الحارث عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال من سعادة المرء المسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء ثم عقد هذه الترجمة باب المسكن الواسع المسكن الواسع اي البيت او المنزل الذي يكون واسعا للانسان ولاهل بيته لا يكون ضيقا لان البيت الضيق قد يسبب للانسان حرج يسبب للانسان حرج في كثير من الامور في كثير من من الامور بينما اذا كان البيت واسع وهناك مكان للاولاد وهناك مكان للبنات وهناك مكان رب البيت تتحقق مصالح كثيرة من المصالح التي ارشد اليها النبي عليه الصلاة والسلام في سنته بينما اذا كان البيت ظيق على الانسان قد يلحقه في في ذلك حرج وظيق فلا يرتاح ولهذا جاء في الحديث الذي ساقه المصنف ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من سعادة المرء اي في الدنيا المسكن الواسع المسكن الواسع. فالمسكن اذا كان واسعا في في حدود حاجة الانسان ومتطلباته واهله وولده فان هذا من سعادة الدنيا من سعادة الدنيا لان صاحب البيت يرتاح في بيته وكل من اهل البيت يجد من البيت ما ما يكون فيه له ارتياحه وطمأنينته وهناك تحصل اه السعادة بسعة البيت فمن اسباب السعادة سعة البيت والامر الثاني قال الجار الصالح الجار الصالح عندما يكون للانسان جار صالح وجيران صالحين هذا من اسباب السعادة ومن اسباب الشقاء جار السوء والعياذ بالله لان البيت وان كان من اطيب البيوت اذا كان يحتف بجيران سوء لا يرتاح الانسان وقد مر معنا في هذا المعنى تراجم واحاديث عديدة عند المصنف رحمه الله تعالى والامر الثالث المركب الهني المركبة الهنيء اي الذي يرتاح عليه راكبه ولا يكون فيه حزونة او صعوبة بل مريحا طيبا فهذا ايضا من من اسباب السعادة. وجاء في بعض الروايات زيادة امر رابع وهو الزوجة الصالحة الزوجة الصالحة فهذه الامور الاربع من سعادة الحياة من سعادة المرء في الحياة الدنيا وشاهد الحديث للترجمة ذكر المسكن الواسع وانه من اسباب السعادة في الحياة الدنيا لانه يتحقق به مصالح ومقاصد لا لا للانسان في بيته نعم احسن الله اليك اذا لا تعارض بين المسكن الواسع والتطاول في البنيان لانه جاءت اسئلة كيف الجمع ليس هناك تعارض لان التطاول في البنيان اشرت الى ان فيه معنى التباري والتفاخر والتباهي يا ابني فلان سبعة انا ابني اثنعش هو يبني اثنعشر انا اتحداه وابني كذا ويتطاولون يتبارون في ذلك ثم يتبارون بالزخرفة وتنميق البيوت وهذا سيأتي فيه عند عند المصنف باب نقص نقص البنيان وهذا كله يكون بانصراف الانسان الى بناء الدنيا ويكون بناء الدنيا اكبر همه. اما كون الانسان يبني بيتا واسعا لحاجة اولاده وو يستوعب متطلبات البيت غرفة لبناته او غرفة لبنيه وغرفة له ولاهلي ونحو ذلك من المصالح فهذا اذا اذا صلحت فيه نية الانسان وطاب فيه قصده ولم يقصد به المباهاة ولا المفاخرة فانه لا لا لا يأثم بذلك لا يأثم بذلك والذي يأثم به عندما تكون هذه الامور على وجه المفاخرة والمباهاة اذا كانت على وجه المفاخرة والتباري والمباهاة والتطاول كما يفيد معنى التطاول فهذا الذي آآ هو من اوصاف من آآ من يأتون في اخر الزمان وفي اثر عمر قال من شر الناس او شر حال الناس اذا كان على هذا المعنى وهو ناشئ كما قدمت عن الاهتمام بالدنيا وتقديمها على الاخرة وان تكون وان تكون الدنيا اكبر هم الانسان نعم قال رحمه الله تعالى باب من اتخذ الغرف قال حدثنا موسى قال حدثنا الضحاك بن نبراس ابو الحسن عن ثابت انه كان مع انس رضي الله عنه فوق غرفة له فسمع الاذان فنزل ونزلت فقارب في الخطى فقال كنت مع زيد بن ثابت رضي الله عنه مشى بي هذه المشية وقال اتدري لما فعلت بك فان النبي صلى الله عليه وسلم مشى بي هذه المشية وقال اتدري لم مشيت بك قلت الله ورسوله اعلم. قال ليكثر عدد خطانا في طلب الصلاة. قال رحمه الله تعالى باب من اتخذ هذا الغرف الغرف جمع غرفة وهي تطلق على البناء المرتفع تطلق على البناء المرتفع من من البيوت مثل ما يكون في في في مثلا في الدور الاول الذي فوق الارض يكون بناء مرتفع ليس ليس بناء بحيث يسكن الانسان على على الارض وانما يسكن في ارتفاع وسكناه في في ارتفاع له فيه ما فيه من الفائدة من حيث الهواء والراحة ونحو ذلك واذا كان فيه هوام ووحشرات او نحو ذلك الارتفاع فيها فيه فائدة ولا بأس في ذلك لا بأس في في هذا الامر ولهذا قال باب من اتخذ الغرف من اتخذ الغرف اي ان الانسان اذا اذا اتخذ الغرف بنى دورا فوق الارض مثلا ليكون الهواء اطيب او ليبتعد مثلا عن الهوام والحشرات او نحو ذلك من المعاني فهذا لا بأس به اما اذا اتخذ الغرف والادوار للتعالي والتفاخر والتباري وانا بيتي ارفع وانا بيتي اعلى او نحو ذلك من المعاني يدخل في الترجمة الماضية اما هذه الترجمة ينبه فيها البخاري رحمه الله تعالى الى ان اتخاذ الغرف لا بأس به اذا كان لمثل هذا المعنى لا للتباهي والتفاخر لا للتباهي والتفاخر واورد هنا عن ثابت البناني اه رحمه الله تعالى انه كان مع انس وثابت من اه تلاميذ انس وقد جاء عن انس بن مالك رحمه الله اه انه اثنى على ثابت البناني ثناء عاطرا عندما اورد حديث حديث النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ان من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر وان من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفتاح الخير على يديه وويل لمن جعل مفتاح الشر على يديه قال انس وان ثابتا البناني من مفاتيح الخير وان ثابت للبناني من مفاتيح الخير وهذه ثناء عاطر من انس بن مالك على هذا التابعي الجليل ثابت يقول انه كان مع انس بالزاوية كان مع انس بالزاوية الحافظ ابن حجر في كتاب فتح الباري قال الزاوية مكان يبعد عن البصرة فارسخين كان لانس فيه قصر وبيوت يقيم فيها كثيرا وجاء في بعض المصادر انه موضع قرب المدينة ان ان الزاوية موضع قرب المدينة يقول ثابت انه كان مع انس بالزاوية فوق غرفة له فوق غرفة له فسمع الاذان فنزل ونزلت اذا الغرفة اه هي المكان الذي يبنى بارتفاع المكان الذي يبنى بارتفاع وويكون عاليا بعض الشيء لا لا تكون لا يكون مسكنا الانسان على الارض نفسها وانما يكون مرتفع بحيث اذا اراد ان يأوي اليها يصعد بدرج او نحوه واذا اراد ان يخرج منها يحتاج الى نزول ولهذا قال نزل ونزلت فاذا اتخذ الانسان غرفا وبناها مرتفعة لطيب الهواء مثلا والبعد عن الحشرات او الهوام او نحو ذلك فلا بأس بهذا الامر. قال فسمعنا الاذان فنزلنا فنزل ونزلت تنبه لهذا وقال بين هذه الحال وحال كثير من الناس الذين لا ينزلون من البيوت الا بعد الاقامة او في التكبيرة الثانية او الركعة الثانية او الثالثة لا ينهض الا اذا اقيمت الصلاة او اذا انتصفت الصلاة. قال فسمعنا الاذان وكان هدي السلف اذا اذن للصلاة تعطلوا كل عمل حتى ذكر عن بعضهم اذا كان بيده المطرقة اذا اذن لم يظرب وقد رفعها ليظرب بها لم يظرب يوقف العمل لانه نودي للصلاة والنداء للصلاة دعوة حي على الصلاة حي على الفلاح لكن اه لما ضعف الاهتمام بالصلاة وقل ميزانها في القلوب اصبح يكثر في الناس التأخر عن ادراك تكبيرة الاحرام بل لا يكثر فيهم التأخر عن ادراك الركعات الاولى من الصلاة وبل يوجد من تفوته الصلاة والصلاتين وربما صلاها بعد خروج وقتها بل يوجد من ربما فوت على نفسه بعض الصلوات نسأل الله العافية والسلامة فهدي السلف هدي مبارك قال فسمع الاذان فنزل فسمع الاذان فنزل والعطف الفاء يفيد الا يفيد الفورية لا للتراخي قال فسمع الاذان فنزل ونزلت فقارب في الخطى فقارب في الخطى فقال كنت مع زيد ابن ثابت فمشى بي هذه المشية اي قارب الخطى وقال اتدري لما فعلت بك يعني مثل هذا فان النبي صلى الله عليه وسلم مشى بي هذه المشية وقال اتدري لما مشيت بك قلت الله ورسوله اعلم قال ليكثر عدد خطانا في طلب الصلاة وجاء في الحديث اعظم الناس اجرا في الصلاة اكثرهم خطى اليها فكثرة الخطى الى الى المساجد فيها ثوابه عظيم قد جاء في الحديث انه يكتب له بكل خطوة حسنة يخطوها الى المسجد ويحط عنه سيئة وكلما كثرت خطى الانسان الى الى المساجد عظم اجره وثوابه عند الله سبحانه وتعالى ومقاربة الخطى بحيث تكون اه الخطوة قريبة من من الخطوة فيمشي بخطوات متقاربة من اجل ان ان تكثر خطى الانسان في في الصلاة فهذه يعمل بها اذا ثبت هذا الحديث او وجد شاهد لهذا الامر والا يبقى الامر على الاصل وان يمشي الانسان مشيته المعتادة خطواته المعتادة في مشيه للصلاة وهذا الحديث ضعيف الاسناد لا لا لان الظحاك شيخ شيخ البخاري لين الحديث ولعل احد الاخوة يزيد في البحث في المصادر وكلام اهل العلم ويفيد في في لقاءات قادمة ان شاء الله. نعم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. امين يقول السائل يرد في بعض الاحاديث لا تقوم الساعة حتى يكون كذا وكذا الى غير ذلك فهل هذا يفيد التحريم ام هو فقط مجرد اخبار من هذه الامور ما يكون اخبار عن علم من اعلام الساعة وامارة من اماراتها بل احيانا يذكر امورا لا تعلق للانسان بها لا علاقة للانسان بها الا من جهة ما يؤمر به من حذر او حيطة او نحو ذلك مثل نزول خروج الدجال ويأجوج ومأجوج اه خسوفات فتكون في في الارض ونحو ذلك من الامارات وهناك امور تتعلق باعمال لا لشرار الخلق ومن لا تقوم الساعة الا الا عليهم فيكون ذكر ذلك فيه معنى التحذير والنهي عن عن هذه الاعمال نعم هل التطاول والارتفاع في البناء لزيادة عدد الادوار لكثرة الاولاد مثلا؟ وليس للتفاخر جائز اذا كان البناء آآ لا يقصد به المفاخرة والمباهاة والتطاول على الاخرين وانما لحاجته وحاجة اولاده فان هذا لا يدخل في هذا المعنى. لا يدخل في هذا المعنى الذي يدخل في هذا المعنى ما كان على وجه المفاخرة والتباهي والتطاول اما اذا كان الانسان لا لا يملك الا قطعة واحدة ويمكن ان يبني عليها دورين او ثلاثة او اربعة لا لحاجة وحاجة او اولاده وليسكن فيه ويسكن اولاده فهذا لا يدخل في هذا المعنى الا اذا قام في قلبه معنى التفاخر والتباهي والتطاول نعم فمر معنا ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي في بيته في الليل ويغمز عائشة رضي الله عنها وما ذكر من وصف ضيق حجر زوجاته فكيف الجمع بينها وبين المسكن الواسع المسكن الواسع مر معنا انه من سعادة الدنيا والدنيا كما مر ايضا يعطيها الله سبحانه وتعالى من يحب ومن لا يحب ومر معنا ايظا ما في كون بيوت النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الصفة من العبرة وان الدنيا هينة على الله سبحانه وتعالى ان الدنيا هينة على الله سبحانه وتعالى ولا تنافي بين هذا الامر وذاك وليس معنى كون بيت الانسان ظيقا الا يسعد فكم من انسان بيته واسع ولم يشعر بسعادة وكم من انسان ايظا بيته ظيق ويشعر بسعادة عظيمة لكن هذا من اسباب السعادة ليس هو كل السعادة هذا من اسباب السعادة ارتياح الانسان ان يكون بيته واسعا. وقد يكون بيت الانسان ضيقا ولكنه سعيد سعادة لا يجدها اصحاب القصور الواسعة ولا اصحاب البيوت الفخمة الكبيرة واصل السعادة كما بين اهل العلم قرار القلب وطمأنينة القلب والقلب لا يقر ولا يطمئن الا بالايمان بالله عز وجل وتحقيق العبودية له كما قال عز وجل الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب وفي هذا الموضوع كتب الامام العلامة الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى كتابا عظيما نفع كبير الفائدة سماه الوسائل المفيدة للحياة السعيدة وهي وهي رسالة مختصرة كتبها رحمه الله وهو على فراش المرض ويعاني معاناة شديدة من الم برأسه وهو وهو على تلك الحال يصف الحياة السعيدة ما هي وهو في معاناة شديدة والم شديد في رأسه وكان يكتب بقلمه اه كيف يكون الانسان سعيدا وعلى فراش المرض وتجد اناس في عافية وفي صحة لا يذوقون لذة السعادة والكتاب سماه بعظ العلماء واصاب سماه مستشفى الامراض النفسية لان فعلا الكتاب على اختصاره عندما يقرأ الانسان قراءة مطمئنة ومتأنية يجد فيه ما يشرح الصدر ويقوي الايمان ويزيد السعادة في القلب اصلح الله احوالنا اجمعين امين وهدانا اليه صراطا مستقيما وكتب لنا حياة السعداء هو ان نلقاه عز وجل وهو راض عنا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد