بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب باب نقش البنيان قال حدثنا عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا محمد بن ابي الفليك قال حدثني عبد الله ابن ابي يحيى عن ابن بهند عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتا يشبهونها بالمراحل قال ابراهيم يعني الثياب المخططة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الترجمة هي اخر التراجم المتعلقة بالاداب المتعلقة بالبناء قد مر معنا تراجم عديدة تتعلق بالبناء ختمها الامام البخاري رحمه الله بهذه الترجمة باب نقش البنيان والمراد بنقش البنيان اي زخرفته وتزويقه وتنميقه والاشتغال بهذه المحسنات وصرف الاموال الكثيرة في مثل هذا الامر قال باب النقش البنيان واورد رحمه الله جملة من الاحاديث بهذه الترجمة بدأها بحديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتا يشبهونها بالمراجل وفي بعض النسخ بالمراحل تشبيهها بالمراجل اي بثياب للرجال المخططة المنمقة التي فيها خطوط جمالية مثل ما جاء في تفسير ابراهيم وهو ابن المنذر شيخ الامام البخاري رحمه الله قال يعني الثياب المخططة يعني الثياب المخططة وجاء في بعض النسخ بالمراجل اي الذي عليه نقش تصاوير المراجل او بالحاء المراحل اي الرحال التي آآ التي هي الابل بالحاء المراحل اي عليها نقش يشبه الرحال التي عليها شدادها فهي روايتان رواية بالمراجل ومعناها ما ذكره ابراهيم ابن المنذر وفي رواية المراحل تشبيها لها المراحل او الرحال التي هي الابل وما يكون عليها من شداد ونحو ذلك قال بيوتا يشبهونها بالمراحل ايضا جاء في بعض الروايات يوشونها يوشونها ان يزخرفونها بدلوا يشبهونها يوشونها بالمراحل او المراجل اي يزوقونها وينمقونها ويجملونها فيشتغلون بهذا الامر وهذا فيه من جهة اظاعة للمال وفيه ايضا من جهة تبديد واسراف ولهذا سيذكر الامام البخاري رحمه الله في هذه الترجمة حديثين يفيدان هذا المعنى قال لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتا يشبهونها بالمراحل او بالمراجل قال ابراهيم وهو ابن المنذر شيخ الامام البخاري رحمه الله يعني الثياب المخططة يعني الثياب المخططة والمعنى واضح ان ان الناس قبل قيام الساعة يبنون بيوتا يوشونها او يزخرفونها او ينمقونها ويضعون فيها خطوط للتزويق والجمال يا آآ يشتغلون بهذا الامر يشتغلون بهذا الامر ووفيه شيء من التبديد للمال وشيء من الاسراف والاضاعة للمال كما سيأتي التنبيه على ذلك من خلال حديثين ساقهما البخاري رحمه الله في هذه الترجمة تنبيها على هذا المعنى. نعم قال حدثنا موسى قال حدثنا ابو عوانة قال حدثنا عبد الملك بن عمير عن وراد كاتب المغيرة قال تاب معاوية رضي الله عنه الى المغيرة رضي الله عنه اكتب الي ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب اليه ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد وكتب اليه انه كان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال وكان ينهى عن عقوق الامهات ووأد البنات ومنع وهات ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن وراد كاتب المغيرة قال كتب معاوية الى المغيرة رضي الله عنهما اكتب لي ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا فيه من جهة حرص الصحابة رضي الله عنهم على السنة والتكاتب بها والتراسل باحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ومن جهة اخرى فيه فضيلة معاوية رضي الله عنه وحرصه على وسنة النبي عليه الصلاة والسلام وهنا كتب الى المغيرة وفي حديث اخر كتب الى ام المؤمنين عائشة ومثل هذه الكتابة تدل على الحرص على احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام قال كتب معاوية الى المغيرة اكتب لي ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب اليه ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد كتب المغيرة الى الى معاوية بهذا الذكر المبارك العظيم الذي كان يأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم دبر كل صلاة والمراد هنا بقوله دبر كل صلاة اي عقب الصلاة بعد التسليم لان ما جاء فيه ذكر دبر الصلاة ان كان من الدعاء فهو قبل السلام وان كان من الذكر فهو بعد السلام ولهذا جاء في بعض روايات هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي بهن عند انصرافه من الصلاة يهلل بهن عند انصرافه من الصلاة اي اذا انصرف صلوات الله وسلامه عليه من صلاته هلل بهذه التهليلات العظيمة المباركة لا اله الا الله وحده لا شريك له وقوله لا اله الا الله هذه كلمة التوحيد الذي لا توحيد الا بها ولا توحيد الا بتحقيق مدلولها من النفي والاثبات النفي العام في اولها لا اله والاثبات الخاص في اخرها الا الله وهي تنفي العبودية عن كل من سوى الله وتثبت العبودية بكل معانيها لله وحده فلا يدعى الا الله ولا يسأل الا الله ولا يستغاث الا بالله ولا يطلب المدد والعون الا من الله ولا يذبح الا لله ولا يتوكل الا على الله لا يصرف اي شيء من العبادة الا لله تبارك وتعالى هذا هو معنى لا اله الا الله وهي كلمة التوحيد والتوحيد هو مدلول هذه الكلمة العظيمة وهي كما عرفنا تشتمل على ركنين عظيمين لا توحيد الا بهما الا وهما النفي والاثبات نفي العبودية عن كل من سوى الله واثبات العبودية بكل معانيها لله وحده فمن نفى ولم يثبت ليس بموحد ومن اثبت ولم ينفي ليس بموحد التوحيد نفي واثبات هذا هو التوحيد ولما كان هذا المقام مقاما عظيما جليلا اكده النبي عليه الصلاة والسلام بقوله وحده لا شريك له فقوله وحده لا شريك له تأكيد للتوحيد الذي هو مدلول لا اله الا الله فقوله وحده تأكيد للاثبات وقوله لا شريك له تأكيد للنفي وهذا فيه بيان لعظيم مقام التوحيد وعظيم مكانته فلما ذكر التوحيد بذكر كلمته اكده بقوله وحده لا شريك له اكده بقوله وحده لا شريك له وقوله وحده لا شريك له هذا تأكيد للتوحيد الذي دلت عليه لا اله الا الله ونحن عرفنا ان لا اله الا الله دلت على وجوب افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة واخلاص الدين له والبراءة من الشرك والخلوص منه هذا هو مدلول لا اله الا الله فقوله وحده لا شريك له تأكيد لهذا المعنى وحده لا شريك له اي العبادة لله وحده لا شريك له لا يستحق العبادة احد سواه ولهذا لا يصلح ان يقال هنا وحده لا شريك له اي في صفاته وافعاله اي في صفاته وافعاله لان المعنى هنا آآ توحيد العبادة المتظمن للتوحيد العلمي الذي هو توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير قوله له الملك اي الملك كله بيده تبارك وتعالى ملك الدنيا والاخرة ملك الناس وعموم المخلوقات كله بيد الله تبارك وتعالى. لله ما في السماوات وما في الارض خلقا وملكا فالملك كله لله جل وعلا لا شريك له في شيء من الملك وليس هناك مخلوق كائنا من كان يملك في هذا الكون استقلالا ولا مثقال ذرة كما قال الله سبحانه قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض فالملك كله لله عز وجل والحمد كله لله تبارك وتعالى والف الحمد للاستغراق الحمد كله لله حمد له تبارك وتعالى على نعمائه وفضله وعطائه وحمد له تبارك وتعالى على اسمائه الحسنى وصفاته العليا العظيمة وله الحمد وهو على كل شيء قدير وهو على كل شيء قدير اي ان قدرته تبارك وتعالى شاملة لكل شيء كما ان مشيئته نافذة تبارك وتعالى له القدرة الشاملة والمشيئة النافذة ان الله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء في الارظ ولا في السماء ما بيده الحياة والموت والعطاء والمنع والخفض والرفع والقبض والبسط. كل ذلك بيد الله ان الله على كل شيء قدير ما اراده الله من عطاء لا مانع له وما منعه تبارك وتعالى لا معطي له لان الامر له جل وعلا بيده وقدرته تبارك وتعالى شملت كل شيء. ان الله على كل شيء قدير قال له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت لا مانع لما اعطيت اي ان كتبت لعبد من عبادك عطاء من صحة او مال او رزق او ايمان او قوة او غير ذلك من انواع العطاء فلا مانع له لا مانع لما اعطيت اي ما كتبته وقدرته لعبدك من عطاء لا يستطيع احد كائنا من كان ان يمنعه ولو اجتمع على منعه كل المخلوقات واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف قال لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت اي ما منعه الله سبحانه وتعالى من العطاء او النعمة او الرزق او المال او الصحة او او الحياة او غير ذلك لا معطي له لان الامر بيده العطاء بيد الله والمنع بيد الله الخفظ بيد الله والرفع بيد الله الحياة بيد الله والموت بيد الله العز بيد الله والذل بيد الله كل كل ذلك بيده تبارك وتعالى قال لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت. وقول المسلم لهذه الكلمة مع استحضاره لمعناها ومدلولها يقوي جانب التوكل من العبد والثقة بالله وحسن الالتجاء اليه والذل والانكسار بين يديه وطلب حاجاته منه تبارك وتعالى فهو المعطي المانع الخافض الرافع القابض الباسط لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع فقول المسلم لهذه الكلمة مع استحضار معناها وعقل مدلولها يجعله يقبل على الله سبحانه وتعالى وحده ذلا وخضوعا رغبا ورهبا توكلا واعتمادا لجوءا الى الله سبحانه وتعالى وحده لان الامر بيده لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ومن يلجأون الى غير الله من المقبورين وغيرهم طالبين منهم الحاجات منزلين بهم الرغبات سائلين اه سائلين اياهم وطالبين منهم اين هم من مثل هذه المعاني العظيمة الجليلة لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت العطاء كله بيد الله والمنع بيده العز بيده الذل بيده الخفظ بيده الرفع بيده كل يوم هو في شأن كل يوم هو في شأن يحيي ويميت يعز ويذل ويخفض ويرفع. يقبض ويبسط الامر بيده تبارك وتعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده الامر كله بيده جل وعلا قال لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد اي لا ينفع ذا الجد اي صاحب الحظ والنصيب. الجد هو الحظ والنصيب لا ينفع ذا الجد اي صاحب الحظ والنصيب ايا كان حظه ونصيبه سواء كان مالا او رئاسة او جاها او مكانة او غير ذلك لا ينفع ذا الجد اي صاحب الحظ والنصيب لا ينفع ذا الجد منك الجد اي لا ينفعه نصيبه وحظه من مال او رئاسة او غير ذلك. وانما الذي ينفع طاعته لله وتقربه الى الله واخلاصه لله وتوحيده لله تبارك وتعالى قال ولا ينفع ذا الجد منك الجد هذا الذكر المبارك يشرع للمسلم ان يقوله دبر كل صلاة مكتوبة كما كان يفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وايضا في الوقت نفسه ينبغي على المسلم ان يقول هذه الكلمات متعقلا معناها متدبرا لمدلولها محققا ما دلت عليه من الاخلاص والتوحيد لله تبارك وتعالى وقد جمعت هذه الكلمات بين نوعي التوحيد العلم والعملي لان التوحيد نوعان توحيد عملي وهو مدلول قوله لا اله الا الله وحده لا شريك له وتوحيد علمي وهو مدلول قوله له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ففي هذا جمع بين نوعي التوحيد العلم والعمل العلمي الذي دل عليه اخر هذه الكلمة والعمل الذي دل عليه اول هذه الكلمة بان يخلص العبد علمه وعمله لله علمه بان يؤمن بالله ربا خالقا رازقا منعما مالكا مدبرا متصرفا معطيا مانعا قابضا باسطا له الاسماء الحسنى والصفات العليا وايضا مخلصا لله جل وعلا في توحيده العملي فلا يعبد الا الله ولا يسأل الا الله ولا يذبح الا لله ولا يصرف شيئا من العبادة الا لله تبارك وتعالى ولما وجد في اناس لما وجد في اناس قول لهذه الكلمة دون عقل لمعناها وجد فيهم في الوقت نفسه فعل امور تناقض هذه الكلمة وتهدمها من الاساس فتراه يقولها ولكنه يهدمها بفعاله يهدمها بفعاله بالتزائه الى الله توجهه بالسؤال والطلب والذبح والنذر وغير ذلك من العبادة توجهه بذلك كله الى غير الله تبارك وتعالى فاين هؤلاء من هذه الكلمة العظيمة المباركة التي كان يقولها نبينا عليه الصلاة والسلام دبر كل صلاة ويقولها المسلمون تأسيا به واقتداء به صلوات الله وسلامه عليه قال وكتب اليه اي كتب المغيرة الى معاوية رضي الله عنهما انه اي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن قيل وقال كان ينهى عن قيل وقال اي عن اضاعة الوقت في قيل وقال اي حكاية اقوال الناس وذكر كلام الناس واحاديثهم فيما لا يعني الانسان ولا يهم في امر الدين ولا في امر الدنيا وهذا من اضاعة الوقت وربما فيه ايضا مفاسد من جهة اذا كان في قيل وقال سخرية او غيبة او نميمة او استهزاء او غير ذلك من المعاني المحرمة قال ونهى عن قيل وقال وكثرة السؤال كثرة السؤال فيما لا يعني المرء من امر دينه ودنياه او كثرة السؤال بسؤال الناس في الاموال والتوجه الى الناس بطلب المال ومد اليد الى الى الناس. قال وكثرة السؤال واضاءة المال وهذا هو موضع الشاهد من سياق الامام البخاري رحمه الله تعالى لهذا الحديث في هذه الترجمة اضاعة المال اشارة منه الى ان النقش في في البيوت من اضاعة المال اشارة منه الى ان النقش في البيوت من اضاعة المال قال واضاعة المال قال وكان ينهى عن عقوق الامهات عقوق الامهات العقوق ظد البر والصلة والاحسان وعقوق الامهات بترك الطاعة لهن وبالايذاء لهن وبسبهن او بغير ذلك من معاني العقوق الكثيرة وخص الامهات بالذكر لان حقهن اعظم كما مر معنا في اول حديث في هذا الكتاب قال من ابر؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال اباك فخص الام بالذكر لان حقها اعظم ومكانتها ارفع والجهود التي كانت منها اكبر من الجهود التي كانت من غيرها ولهذا خصت بالذكر هنا قال وعقوق الامهات وهو من كبائر الذنوب وعظائم الاثام قال ووأد البنات واد البنات اي قتل البنات وهن حيات بدفنهن في التراب وهذا من اعمال الجاهلية ومن افعال المشركين قال الله تعالى واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت فكان هذا من اعمال الجاهلية وكانوا يكرهون الانثى كراهية شديدة واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ايمسكه على هون ام يدسه في التراب وهذا هو الوأد ام يدسه في التراب فوائد البنات من اعمال الجاهلية قال ووأد البنات ومنع وهات ومنع وهات ان يمنع الانسان الحقوق التي تلزمه وتجب عليه فيكون شحيحا بخيلا منوعا لا لا يؤدي الحقوق التي عليه وفي الوقت نفسه يطالب بالذي له ولا يتنازل عن شيء من ذلك فالذي عليه لا يعطيه بل يمنع والذي له لا يتنازل عنه بل بل يطالب بذلك قال ومنع وهات ان يمنع الذي عليه ولا يعطي يمنع نعم يمنع الذي عليه ولا يعطي الذي له فهو منوع وفي الوقت نفسه سؤول ومطالب كما يدل عليه قوله وهات هات تدل على المطالبة الذي له ومنع ان يمنع الذي عليه من الحقوق والواجبات وما يلزمه الشاهد من هذا الحديث للترجمة قوله عليه الصلاة والسلام واضاعة المال نهيه عن اضاعة المال وايراد البخاري رحمه الله لهذا الحديث في هذه الترجمة فيه تنبيه منه الى ان النقش على البنيان نوع من اضاعة المال الذي نهى عنه الرسول صلوات الله وسلامه عليه نعم قال حدثنا ادم قال حدثنا ابن ابي ذئب عن سعيد المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لن ينجي احدا منكم عمل قالوا ولا انت يا رسول الله قال ولا انا الا ان يتغمدني الله منه برحمة فسددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا. ثم ختم البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة بهذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لن ينجي احدا منكم عمله اي ان العمل وحده لا ينجي العبد يوم القيامة من عذاب الله وفي الوقت نفسه لا لا يكون به دخول الجنة كما في لفظ لن يدخل احد الجنة بعمله لن يدخل احد الجنة بعمله والمعنى ان العمل وحده ليس اه ثمنا وعوضا لدخول الجنة الا اذا تغمد الله سبحانه وتعالى العبد برحمته ومن عليه تبارك وتعالى بمنه وفضله وعطائه قال لن يدخل احد الجنة بعمله. وهنا قال لن ينجي احدا منكم عمله. اي العمل لا ينجي من العذاب ليس كافيا لانجاء الانسان من العذاب وفي الوقت نفسه ليس كافيا لادخاله الجنة كما يدل على ذلك اللفظ الاخر لن يدخل احد الجنة بعمله. وقوله بعمله اي على سبيل المثامنة والعوظ ولهذا ليس هناك تعارض بين الحديث وقول الله تبارك وتعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون لان الباء في الاية سببية اي يدخل بسبب اعمالكم فالاعمال سبب لدخول الجنة سبب لدخول الجنة لكنها وحدها ليست كافية ليست كافية وليست ثمنا الا اذا صحب ذلك رحمة الله تغمد الله سبحانه وتعالى العبد برحمته اي ستره برحمته ومن عليه برحمته تبارك وتعالى ولهذا لما سمع الصحابة رضي الله عنهم هذا الحديث قالوا ولا انت يا رسول الله وانتبهوا لهذا السؤال العظيم قالوا ولا انت يا رسول الله لان عمله عليه الصلاة والسلام افضل العمل وطاعته اكمل الطاعات صلوات الله وسلامه عليه فهم لما قال لن ينجي احد اه عمله لا ليس لاحد نجاة بعمله المجرد وقال في اللفظ الاخر لن يدخل احد الجنة بعمله قالوا ولا انت؟ يا رسول الله لعلمهم ان عمل الرسول عليه الصلاة والسلام افضل العمل وطاعته افضل الطاعات وكان هذا السؤال يتضمن ملحظا عند عند سائله وهو ان اه اي ان مهما بالغنا في العمل وتممنا العمل وكملناه لا ينجينا وهذا فيه تنبيه عدم الاتكال على العمل وليس فيه تفريط في العمل يجب ان ينتبه لهذا فيه التنبيه على عدم الاتكال على العمل مهما قدمت من عمل وطاعة فلا تتكل على عملك. لن ينجي احد عمله عمله لن يدخل احد الجنة بعمله مهما بلغ الانسان في طاعته وعبادته وتقربه الى الله سبحانه وتعالى عليه الا يتكل على عمله بل لا يرجو رحمة الله يرجو رحمة الله سبحانه وتعالى يرجو نجاته من الله سبحانه وتعالى يرجو دخول الجنة من الله فلا يتكل على العمل ولهذا ينبغي ان ينتبه هنا الى ان المراد ليس التهوين من الاعمال وانما المراد عدم الاتكال على الاعمال مهما بلغت الاعمال مهما بلغت ومهما كانت مكانة الانسان في العمل لا يتكل على عمله وهذا فيه التنبيه على حال اقوام يجتهدون في طاعات وعبادات وربما كان جزء منها عبادات بدعية ليست مقبولة ولا مرضية عند الله سبحانه وتعالى ثم يدعي لنفسه انه من الاولياء والاصفياء ويضمن لنفسه الجنة وربما ضمن ايضا لمن حوله من المريدين ظمن لهم الجنة وهذا من قلة الدين وقلة الفهم اين هؤلاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد الجنة بعمله بل وجد في مثل هؤلاء من يتخلى عن العمل ويترك العمل يترك الصلاة ويترك العبادة مدعيا لنفسه انه من اولياء الله المقربين وربما ايضا ادعى لنفسه ان الاعمال ساقطة وربما قرأ قول الله سبحانه وتعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وقال انا ممن اتى ممن بلغ اليقين ووصل الى اليقين فانتهى عن العبادة والعمل لبلوغه اليقين الى غير ذلك من هراء هؤلاء وظلالهم وباطلهم الذي يدل على بعدهم عن دين الله تبارك وتعالى قالوا ولا انت يا رسول الله ولا انت يا رسول الله امام الاصفياء وهو سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه يقول ولا انا ولا انا يقول صلوات الله وسلامه عليه ثم يأتي في هؤلاء الذين اشيروا اليهم من يدعي لنفسه من المقامات شيئا عجبا حتى ان ان بعضهم ليضمن لمريديه واتباعه يظمن لهم الجنة يضمن لهما الجنة ويضمن له من النجاة من النار ويقول بعضهم لمريديه ومن حوله لا عليكم اذا جئتم يوم القيامة سأبصق على النار وتصبح حشيشا اخضرا لا لا لا تهتموا لهذا الامر من اهل الزيغ والضلال من اهل الطرقية الذين ضيعوا اديانهم وضيعوا اديان اتباعهم نسأل الله العافية والسلامة قال ولا انا قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا هذا فيه التنبيه على عدم الاتكال على عمله لا يتكئ الانسان على عمله يأتي بعض هؤلاء ويجلس معطلا الاعمال تاركا العبادات ثم يدعي لنفسه ولا يكتفي بذلك بل يدعي لاتباعه وهو مريديه يدعي لهم ويزعم لهم الجنة وومن يقف على احوال هؤلاء في قديم الزمان وحديثه يرى امرا عجبا يرى امرا عجبا احد المريدين جاء لاحد هؤلاء وو واراد ان ان يبيع بستانه اراد ان يبيع بستانه فقال المريد للشيخ انا لا ابيعك البستان الا بالجنة تعطيني الجنة واعطيك البستان قال او غير هذا؟ قال لا اريد الا الجنة قال اعطني كتاب واعطاه كتاب اشتريت من فلان بستانه في الدنيا بالجنة يوم القيامة يحدها من اليمين جنة المأوى ومن اليسار جنة العدل ومن وغلمانها والى اخره واعطاها الخطاب واخذ منه بستانا الى غير ذلك من الدجل الذي يتأكلون به اموال الناس باسم الولاية وادعاء المنزلة العلية الى غير ذلك من الضلال. فمن يقرأ هذا الحديث يبصر الحقيقة جليا ويدرك ان هؤلاء دجاجلة اكلة لاموال الناس بالباطل ليسوا من الاولياء وليسوا من الولاية في شيء وما كانوا اولياءه. ان اولياؤه الا المتقون. الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا ليست الولاية بمثل هذا الدجل الكذب على الناس واكل اموال الناس بالباطل نسأل الله العافية والسلامة. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته الامر بيد الله سبحانه وتعالى. وايضا هنا فيه تنبيه على التوحيد ومكانته. قال الا ان يتغمدني الله برحمته انتبه النبي عليه الصلاة والسلام يقول ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته مرة ثانية انتبه يقول عليه الصلاة والسلام ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. اقرأ الحديث واقرأ قول القائل في مدح النبي والثناء عليه يقول يا طالما الخلق ما لي من الوذ به سواك عند حلول الحادث العمم وان من جودك الدنيا وضرتها وان من علومك علم اللوح والقلم اين هذا من قوله عليه الصلاة والسلام ولا انام الا ان يتغمدني الله برحمته هذا التوحيد هذا هو التوحيد ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. الامر بيد الله جل وعلا العطاء عطاؤه والمنع منعه. قال الله عز وجل لنبيه ليس لك من الامر شيء. او يعذبهم او يتوب عليهم. الامر بيد الله قنت عليه الصلاة والسلام على اقوام شهرا يدعو عليهم فنزل قول الله ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم وكتب الله لهم الهداية مع ان النبي عليه الصلاة والسلام قنتا عليهم شهرا والصحابة من خلفه يؤمنون امين امين قنت عليهم دعا عليهم عليه الصلاة والسلام وكتب الله لهما التوبة والهداية واهتدوا واجتهد عليه الصلاة والسلام الى اخر لحظة من حياة عمه ابي طالب اجتهد في ان يدخل في هذا الدين ومات عمه وهو هو يقول بل على ملة عبد المطلب فحزن عليه الصلاة والسلام ونزل عليه قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء قوله ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته هذا يبصرك بالتوحيد هذا يبصرك بالتوحيد ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته الامر بيد الله فلا يلجأ الا الى الله لا يلجأ الا الى الله لا يتوكل الا على الله لا يطلب المدد الا من الله لا تطلب الرحمة والعافية والفوز والنجاة من من النار الا من الله ها هو سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه يقول ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته فلا يكون التجاء الا الى الله سبحانه وتعالى لان الامر من قبل ومن بعد لله رب العالمين لا شريك له قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين بالله هلا فهم اقوام هذا التوحيد عندما يتجهون زرافات ووحدانا الى الى القبور خاضعين عندها متذللين باكين راجين طامعين منكسرين يطلبون الحاجات وينزلون الرغبات من المقبورين الذين لا يملكون لانفسهم موتا ولا حياة ولا نشورا. فضلا عن ان يملكوا من ذلك لغيرهم هل عقلوا عقل هؤلاء التوحيد الذي مر معنا معناه في في تهليل النبي عليه الصلاة والسلام لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد وهنا يقول عليه الصلاة والسلام ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته فهذا فيه تبصير بالتوحيد فيه تبصير بالتوحيد وان الامر بيد الله تبارك وتعالى والفضل بيد الله الرحمة بيد الله العطاء بيد الله لا الا الى الله لا يصرف شيء من العبادة الا لله. لان الامر كله لله تبارك وتعالى لا يستحق شيء من العبادة لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي من الاوليا ولا غيرهم. الامر لله سبحانه وتعالى قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته ما الذي نعمل؟ قال سددوا وقاربوا وتأمل هذا الكلام العظيم قال سددوا وقاربوا فسددوا وقاربوا السداد هو اصابة الحق اصابة السنة الاتيان بالامر كما جاء به عليه الصلاة والسلام ان تلزم هديه صلوات الله وسلامه عليه شبرا شبرا ذراعا ذراعا تقتدي به عليه الصلاة والسلام هذا هو السداد اصابة السنة والمقاربة دون ذلك المقاربة دون ذلك ولهذا بدأ بالسداد لانه هو الاكمل فاذا لم تتمكن من السداد فقارب قارب اجتهد ان تكون مقاربا للسنة في افعالك واقوالك وهديك سددوا وقاربوا قال فسددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة ذكر هنا عليه الصلاة والسلام هذه الاوقات الثلاثة التي جرت العادة في اهل السفر واهل الابل والارتحال انهم يعتنون بهذه الاوقات لانها ابرد والين واريح للدواب في الصباح الباكر وفي اخر النهار بعد ان تبرد الشمس وشيء من الدلجة اخر الليل. اخر الليل قال واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة الغدو هو المشي في اول النهار والرواح في اخر الليل في اخر النهار والدلجة في اخر الليل وهذا فيه تنبيه على ان العامل ينبغي ان ان يأتي بالعمل او يأتي من العمل بما لا يطيق ولا يشدد على نفسه ولهذا جاء في في بعض روايات هذا الحديث زيادة ان احب العمل الى الله ادومه وان قل. لا تأتي بعمل كثير ثم تنقطع بل تأتي بعمل في اوقات مختلفة وتحافظ عليه وتواظب عليه يوميا هذا احب الى الله احب الي من ان تأتي بعمل كثير في يومين او ثلاثة او اربعة او شهر او شهرين ثم يثقل عليك وتترك العمل فهذا فيه دعوة الى ترتيب الانسان اعماله وطاعاته وقروباته ولا يشدد على نفسه ولهذا جاء في في حديث اخر قال عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين يسر ولن يساد الدين احد الا غلبه. فسددوا وقاربوا وابشروا فسددوا وقاربوا ابشروا عليكم بالسداد ان لم تبلغوا السداد فقاربوا منه وابشروا البشارة لمن سدد ولمن قارب قال والقصد القصد فابلغوا القصد هو التوسط في الامور القصد هو التوسط في في الامور والاعتدال قال تعالى واقصد في مشيك اي توسط واعتدل لا تمشي المشي السريع ولا تمشي ايظا المشي البطيء المتماوت. بل ليكن مشيك قصدا واقصد في مشيك فالقصد هو التوسط والاعتدال وخير الامور اوساطها لا تفريطها ولا ولا افراطها وفي الباب الذي اورد المصنف رحمه الله هذه هذا الحديث لاجله اراد ان ان يكون الانسان مقتصدا لا مبذرا مضيعا لماله ولا مقترا والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا لا اسراف ولا تقتير اذا ماذا؟ القصد وهذا هو موضع الشاهد من هذا الحديث للترجمة قوله القصد القصد اي كن متوسطا في النفقة لا لا لا تسرف ولا تبدد المال ولا تبدر وفي الوقت نفسه ايضا لا تقتر وانما عليك بالقصد وهو التوسط في النفقة قال القصد القصد تبلغ وامانا تبلغ اي تبلغ ما ترجونه من ثواب الله عز وجل وفضله وخيره ونعيمه في الدنيا والاخرة اه نلاحظ هنا ان الامام البخاري رحمه الله لما عقد هذه الترجمة نقش البنيان بدأها بحديث لا تقوم الساعة ثم اردفه بحديثين الحديث الاول فيه النهي عن اضاعة المال والحديث الثاني فيه الامر بالقصد القصد. لان قول القصد القصد بالنصب على الاغراء اي الزموا القصد وتمسكوا بالقصد وكونوا من اهل القصد وهو التوسط والاعتدال فذكر هذين الحديثين في النقش في البنيان منبها الى ان النقش في البنيان واضاعة الاموال في في هذا خلاف اه اه ما نهى فيه مخالفة لنهي النبي عليه الصلاة والسلام عن اضاعة المال من جهة وفي ايضا مخالفة لما وجه اليه عليه الصلاة والسلام القصد في في المال بقوله القصد القصد تبلغ وهو عام للقصد في امور الدين كلها. نعم قال رحمه الله تعالى باب الرفق قال حدثنا عبد العزيز بن عبدالله قال حدثنا ابراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عروة ابن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها قالت دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم قالت عائشة ففهمتها فقلت عليكم السام واللعنة قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا عائشة ان الله يحب الرفق في الامر كله فقلت يا رسول الله او لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قلت عليكم ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب الرفق والمراد بيان فضل الرفق ومكانته وان الله عز وجل يحب من عباده الرفق فهو جل وعلا رفيق يحب الرفق فهذه الترجمة معقودة لبيان فظيلة الرفق ومكانته العظيمة وان الرفق تتحقق به مصالح الناس الدينية والدنيوية وما دخل في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه كما يأتي في حديث النبي عليه الصلاة والسلام والرفق هو اخذ الامور بالمهل واللين والاناة وعدم الاندفاع والبعد عن الشدة والعنف والفظاظة والغلظة اخذ الامور بالسماحة واللين والطيب هذا هو الرفق الرفق يجمع هذه المعاني الرفق هو الترفق في في الامور وهو يكون في الاقوال وفي الافعال بالاقوال بان تكون اقوال الانسان رفيقة ليست اقوالا غليظة ولا عنيفة ولا شديدة ولا فاحشة ولا بذيئة ولا ايظا متعجلا في اقواله مندفعا ويكون ايضا في الافعال ويكون في الافعال بان تكون افعال الانسان بعيدة عن التهور والطيش والاندفاع ومسايرة الغضب وآآ ايذاء الناس ونحو ذلك من المعاني التي تنشأ من قلة الرفق وضعفه فالرفق مكانته في الدين عظيمة ولهذا تكاثرت الاحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في الحث على الرفق والترغيب فيه وبيان مكانته وحب الله تبارك وتعالى له ولاهله واورد الامام البخاري رحمه الله في في هذه الترجمة احاديث كثيرة جدا تدل على هذه الترجمة تدل على هذه الترجمة بدأها بحديث عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت دخل رهط من اليهود رهط اي جماعة دون العشرة من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم والسام هو الموت حذفوا اللام واليهود من اهل الاحتراف في التبديل في الكلام وفي الدعاء حتى ينقلب المعنى ويتغير قال الله لهم قولوا حطة قولوا حطة نغفر لكم خطاياكم فزادوا حرفا حتى يتغير المعنى. قالوا حنطة قالوا حنطة لانها حطة اي حط عنا خطايانا فيها طلب فزادوا فيها نونا فهم من اهل التبديل والتغيير يبدلون في الكلام ويغيرون ويلوون السنتهم بالكلام تحريفا وتبديلا حتى يخادعون الناس لانهم اهل مخادعة واهل مكر وهم من اهل هذه الصفة في قديم الزمان وحديثه. اهل مكر وهو خديعة ولن الالسن بالكلام تحريفا وتغييرا وتبديلا قالوا السام عليكم حذفوا اللام انتبه هنا الى قول عائشة ففهمتها ففهمتها لان اتوا بهذه الكلمة بحيث لا ينتبه لهم بحيث لا ينتبه لهم قالوا السام عليكم يعني تأتي كانه قال السلام عليكم لكن اذا انتبه الانسان فهم اه ما ما ما قصدوه وانتبه لذلك والا الذي لا ينتبه قد تمر عليه يظن انه سلم يظن انه سلم ولهذا قالت عائشة ففهمتها يعني انتبهت لهذا المكر وهذه المخادعة قالت ففهمتها قالوا السام عليكم حذفوا اللام حذفوا اللام آآ حذفوا اللام وكان بحذف حرف من هذه الكلمة تغير في المعنى. السلام دعاء بالسلامة والسلام اسم من اسماء الله تبارك وتعالى. افشوا السلام بينكم اسم من اسمائه تبارك وتعالى وفيه طلب السلامة لمن القي السلام عليه فهي دعوة مباركة قال السلام عليكم فحذفوا اللام وقاصدين بذلك الدعاء على من القوا عليه هذه الكلمة بالسام الذي هو الموت السام الذي هو الموت. قالوا السام عليكم وبهذه المناسبة ينبغي ان نتنبه الى ان بعضنا عندما يلقي السلام احيانا يلقيه بهذا اللفظ الذي يا يا قاله اليهود لكن من غير قصدهم. هم اهل مكر وخديعة لكن بعض الناس يلقيه من باب العجلة والسرعة ويختزل الكلام. بعضهم يلقى صاحبه يقول السلام عليكم السلام عليكم يعني يأتيه يأتي بها باختصار تشبه كلمة اليهود وما قصد ذلك قصد من باب الاستعجال واختزال الكلام فاختزال حرف يغير المعنى بدل ما ان يكون دعاء للانسان اصبح دعاء الانسان اصبح دعاء عليه. ولهذا ينبغي على المسلم ان ينطقها كاملة. السلام عليكم ينطقها كم؟ السلام عليكم. ما يختزل قد يختزل من باب السرعة والعجلة يذهب حتى بعضهم يختزل الالف واللام عندما يسلم بعضهم يختزل الالف واللام بالقائه لهذا الكلمة من باب السرعة. ونحن الان في عصر السرعة كل شيء يؤتى به حتى السلام يعني يختزنونه ومن الاختزال للسلام بعضهم يختزل الكلمة جملة يؤشر بيده بدون ان يسلم وهذا ليس سلام المسلمين. سلام المسلمين السلام عليكم. بعضهم يلقى صاحبه ويسير بيده او برأسه بدون سلام اختزال للكلام. السلام الذي شرع لامة الاسلام هو هذا. افشوا السلام بينكم. قال افشوا السلام تسلموا لهذا لا تختزل كن كريما في احرف في احرف السلام السلام عليكم تأتي بها وافية قال فقالوا السام عليكم قالت عائشة ففهمتها فقلت عليكم السام واللعنة عليكم السام واللعنة ومر معنا الحديث في في موضع سابق فيه ايضا عليكم السام ولعنة الله وغضبه هكذا قالت رضي الله عنها غضبت وحق لها ان تغضب حق لها ان تغضب يقول هؤلاء في حق امام الخلق وسيدي ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه يكون في حقه السلام عليكم يدعون عليه بالموت صلوات الله وسلامه عليه قالت فقلت عليكم السام واللعنة هنا انتبه انتبه انتبه الذين قالوا هذه الكلمة من هم يهود الذين قالوا هذه الكلمة يهود والذي والذي قالوا في حقه هذه الكلمة سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه ومع ذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها مهلا يا عائشة مهلا يا عائشة ان الله يحب الرفق في الامر كله ان الله يحب الرفق الامر كله سبحان الله يهود ويقولون في حق النبي عليه الصلاة والسلام السام عليكم الموت عليكم ويقول لها مهلا يا عائشة عليك بالرفق اذا تأملت في هذا الطلب وهذا التوجيه المبارك الذي يقوله النبي عليه الصلاة والسلام تأسف لحال كثير منا انه عندما يخطئ عليه احد اخوانه في خطأ دون هذا الخطأ في خطأ دون هذا الخطأ ومن شخص غير اولئك هذا غير هؤلاء الاشخاص من اخ له مسلم فتجده ينهال عليه بالسباب والشتائم. وكم من شتائم يلقيها الناس بعضهم على بعضا عند امور ادنى من هذا وهذا كله من تضييع الرفق عند من تضييع الرفق وبهذا تنتبه او تعلم ان من على لسانه السباب عند عند اي مخالفة وعند اي خطأ وعند رأسا يسب هذا ليس رفيقا ليس من اهل الرفق اين الرفق اين الرفق ممن يبادر الى السباب والشتائم خلاف الرفق عائشة رضي الله عنها في في هذه المرة في موقف مغضب ومع يهود وفي موقف مغضب جدا نبهها النبي عليه الصلاة والسلام وتنبهت رضي الله عنها في مرة واحدة قال مهلا يا عائشة ان الله يحب الرفق في الامر كله وانتبه مرة ثانية يقول لها هذه الكلمة في موقف القائلون لهذه الكلمة يهود ويقول لها ان الله يحب الرفق في الامر كله حتى مع العدو يترفق الانسان ويتمهل قال ان الله يحب الرفق في الامر كله. فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اولم تسمع ما قالوا لان هي فهمت الكلمة ظنت انه ما ما انتبه او ما فهم الشيء الذي قالوه اولم تسمع ما قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قلته عليكم قد قلت وعليكم ومر معنا الرواية اه السابقة قال اولم تسمعي ما قلت قلت وعليكم يستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في. انتهى الامر اخذ الامور بالرفق والاناة هو الذي تتحقق به مصالح الانسان وغاياته الدينية والدنيوية والنبي عليه الصلاة والسلام بهذا الامر قال وعليكم حقق الرفق صلوات الله وسلامه عليه وايضا اتى بالمقصود قال يستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في وعليكم اي وعليكم الشيء الذي قلتموه وهم قالوا السلام عليكم والله يستجيب لنبيه عليه الصلاة والسلام في هؤلاء ولا يستجيب هؤلاء في حق نبيه وصفيه صلوات الله وسلامه عليه الشاهد من هذا الحديث ان فيه الدعوة الى الرفق وان الله سبحانه وتعالى يحب الرفق في الامر كله وهذا فيه دعوة لكل مسلم ان يكون الرفق معه في كل اموره. في كل اموره وجميع احواله والحديث سبق ان مر معنا برقم ثلاث مئة احدى عشر. نعم قال حدثنا مسدد قال حدثنا ابو عوانة عن الاعمش عن تميم ابن سلمة عن عبدالرحمن بن هلال عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه انه قال قال حدثنا مسدد قال حدثنا ابو عوانة عن الاعمش عن تميم ابن سلمة عن عبدالرحمن بن هلال عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من يحرم الرفق يحرم الخير قال حدثنا محمد ابن كثير قال اخبرنا شعبة عن الاعمش مثله ثم اورد رحمه الله حديث جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحرم الرفق يحرم الخير في هذا الحديث ان من يحرم الرفق يكون خاسرا يفسر الخير سواء من ذلك الخير الدنيوي او الديني من يحرم الرفق اي لا يكون رفيقا في اموره وتعاملاته يحرم الخير وهذا شامل للخير الديني والدنيوي مثلا اذا كان الانسان من الدعاة الى الله سبحانه وتعالى ولكنه ليس رفيقا بل لا يتعامل مع الناس بالشدة والقسوة والغلظة الى غير ذلك يحرم الخير قال الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وقال لموسى وهارون عليهما السلام فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى ولهذا الرفق يكون في الدعوة يكون في التعامل مع الناس في البيع والشراء في في التربية والتأديب في التعامل مع الاهل في في التعامل مع الاخوان في كل الامور والذي يحرم الرفق في في تعامله يحرم الخير وهذا فيه دلالة على ان الرفق جالب للخير وحرمان الرفق حرمان من الخير مفهوم المخالفة للحديث ان الرفق يجلب يجلب الخير للانسان وما استجلبت الخيرات بمثل الرفق والاناة والمهل وعدم الاستعجال قال من يحرم الرفق يحرم الخير نعم قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن ابن ابي مليكة عن يعلى ابن مملك عن ام الدرداء عن ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اعطي حظه من فقد اعطي حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير. اثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق وان الله ليبغض الفاحش البذيء ثم اورد هذا الحديث عن ابي الدرداء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اعطي حظه من الرفق فقد اعطي حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير وهذا بمعنى الحديث المتقدم من يحرم الرفق يحرم الخير فالذي يعطى حظه من الرفق اي نصيبه من الرفق اعطي حظه من الخير اي بحسب ذلك كلما عظم حظ الانسان من الرفق عظم حظه من الخير وهذا فيه التنبيه الى ان الرفق ينبغي على المسلم ان يستصحبه في اموره كلها وفي معاملاته جميعها ان يكون رفيقا حتى يؤتى نصيبه من الخير وافرا ويؤتى حظه من الخير عظيما قال من اعطي حظه من الرفق فقد اعطي حظه من الخير والحظ هو النصيب قال ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير كلما كان كلما كانت حال الانسان مضيعا للرفق والتعامل في اموره بالرفق حرم من الخير بحسب ذلك وكم ضاع على الانسان من امور الخير وابوابه بسبب عدم رفقه وعدم اناته قال اثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق وهذا سبق ان مر معنا وفيه فضيلة حسن الخلق ووثيقة ثقله في الميزان يوم القيامة قال وان الله ليبغض الفاحشة البذيء وايضا هذا المعنى سبق ان مر معنا والفاحش البذيء اي الفاحشة في فعاله البذيء في مقاله الفحش عندما جمع هنا مع البذاء يكون الفحش في في الافعال والبذاء في الاقوال والله يبغض الفاحش البذيء اي التي افعاله فاحشة واقواله بذيئة افعاله اي تصرفاته وحركاته واعماله فيها فحش واقواله فيها بذاء اي اي بذيئة سباب وشتام ونحو ذلك من المعاني. قال ان الله ليبغض وكفى هذا الامر ذما وبيانا لقبحه ان رب العالمين يبغضه سبحانه وتعالى قال ان الله ليبغض الفاحشة البذيء والفحش والبذاء من الامور التي تتولد عن قلة الرفق من الامور التي تتولد عن قلة الرفق بينما اذا كان الانسان رفيقا متمهلا فانه باذن الله سبحانه وتعالى يكون بعيدا عن الفحش والبذاء والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين يقول السائل هل معنى القصد القصد حتى في طلب العلم القصد عرفنا معناه وهو التوسط والاعتدال وفي طلب العلم ايضا ينبغي ان يكون طالب العلم في طلبه للعلم آآ سائرا على هذا المنهج. القصد القصد بعض الناس عندما يدخل في بداية طلب العلم من اوله يجمع على نفسه كما هائلا من الكتب والدروس والمتون ويستغل نشاطه واقبال نفسه فيكثر على نفسه امورا لا يطيق المداومة عليها فيتخلى عن ذلك كله بينما اذا اخذ الامور بل بالقصد وتدرج في في الطلب واخذ نفسه ايضا بالرفق وعدم التشديد على النفس فلا شك ان هذا هو المطلوب قال القصد القصد تبلغ القصد في في العبادة والقصد في في الطلب والقصد في في الامور كلها والقصد هو التوسط والاعتدال بين الغلو والجفاء بين الافراط والتفريط نعم ما علاقة قوله صلى الله عليه وسلم واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة بالعمل والاجتهاد فيه مع ان هذه الاوصاف يتعلق بالسير هذه الاوصاف نعم هي تتعلق بالسير لكنها ايضا هي اوقات عبادة الغدو الذي هو اول النهار فيه الصلاة وفيه الاذكار اذكار الصباح والرواح الذي هو اخر النهار ايضا فيه صلاة العصر وفيه الاذكار اذكار المساء وصلاة المغرب وصلاة العشاء واخر الليل في قيام الليل والوقت الفاضل المعلوم فكما انها اوقات في السفر والسير مريحة للسائر في سفر الدنيا فهي ايضا اوقات عظيمة ومبروكة وفاضلة للسائر في طلب ثواب الله تبارك وتعالى والدار الاخرة يقول نريد توضيح حكم من يستقبل قبر النبي صلى الله عليه وسلم بدعاء استقبال قبر النبي عليه الصلاة والسلام بدعاء ان كان بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام والتوجه اليه هو بالسؤال يطلب منه الهداية او يطلب منه الصحة او يطلب منه العافية او يطلب منه النجاة من النار او يطلب منه عليه الصلاة والسلام المدد او نحو ذلك فهذا كله من الشرك المناقض للتوحيد اما اذا كان يسأل الله ويتحرى الدعاء عند قبر النبي عليه الصلاة والسلام فهذا عمل لا