بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد في باب الرفق الحديث الرابع قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال حدثني ابو بكر ابن نافع واسمه واسمه ابو بكر مولى زيد ابن الخطاب قال سمعت محمد بن ابي بكر ابن عمرو ابن حزم قالت قالت عمرة قالت عائشة رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم اقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان المصنف الامام البخاري رحمه الله تعالى عقد هذا الباب باب الرفق وعرفنا ان الرفق هو اللين والسماحة واللطف والتيسير في الامور وعدم التعسير واخذ الامور بالمأخذ السمح السهل اللين وضده العنف والشدة والغلظة والخرق والحمق ونحو ذلك من المعاني التي تتباين مع الرفق واورد رحمه الله احاديث عديدة في بيان فضيلة الرفق وعظيم مكانته منها هذا الحديث حديث عائشة رضي الله حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم اقيلوا من الاقالة وهو العفو الترك والمسامحة قال اقيلوا ذوي الهيئات وذوي الهيئات المراد بهم اهل الفضل والصلاح والعلم والنبل الذين عرفوا بين الناس بلزوم هيئة واحدة حسنة لا يعرفون بالتنقل والتذبذب والاضطراب وانما يعرفون بهيئة واحدة مثل ملازمة الصلاة والعبادة ملازمة حلق العلم ومجالس الذكر يعرف بذلك وهو على هذه الهيئة الحسنة مستقيما مستمرا لا يعرفه الناس الا بذلك يقال عمن كان كذلك من ذوي الهيئات اي اي له هيئة حسنة طيبة مستمر عليها ماض عليها معروف بين الناس بها قال اقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم العثرات جمع عثرة وهي الزلة والخطأ فاذا وقع صاحب الهيئة الذي هو صاحب النبل والفظل في عثرة او خطأ فانه يقال ويغظ الطرف عنه وكما قيل لكل جواد كبوة وكل بني ادم خطاء وليس بمعصوم فاذا وقع في في زلة او في خطأ فانه يقال وجرت عادة بعض الناس تربص الخطأ في ذوي الهيئات وذوي الفضل اما العلم اما اهل العلم او اهل العبادة يتحرى ويتصيد خطأ واحدا فيبني كما يقال على الحبة قبة ويبدأ يسنع يتهم ويسيء فالانسان المعروف بالصلاح والاستقامة والخير والفظل وطلب العلم على هيئة طيبة اذا وقع في خطأ يغض الطرف الطرف عنه ويتسامح عن خطأه في بحر الخير الذي عرف فيه والصلاح الذي داوم عليه واستقام عليه قال اقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم وهذا المعنى الذي يطلب من الناس في هذا الحديث لا لا يتأتى الا ممن كان رفيقا في اموره لا يتأتى الا ممن كان رفيقا في اموره الرفيق الذي يأخذ الامور بالرفق والاناة والهدوء والسماحة اذا وقع ذو هيئة في في خطأ اقاله خطأه اما اذا كان عجولا فظا ذا خرق وحمق فانه لا يقيل ذا الهيئة خطأه وعثرته نعم قال حدثنا الغداني قال قال حدثنا الغداني احمد بن عبيد الله قال حدثنا كثير ابن ابي كثير قال حدثنا ثابت عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يكون الخرق في شيء الا شانه وان الله رفيق يحب الرفق ثم اورد رحمه الله حديث انس عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا يكون الخرق في شيء الا شانه والخرق المراد به عدم اه احسان التصرف في الامور بان يتعامل مع الامور بشيء من العجلة او شيء من التسرع او الاندفاع على خلاف الرفق وما يقتضيه فلا يكون الخرق في شيء الا شانه اي ان المرء اذا تعامل في اموره بالخرق وما يكون في ذلك من عدم احسان في التصرف والتعامل فان يؤدي باموره الى عواقب غير طيبة لا من جهة الدين ولا من جهة الدنيا يفضي بالعواقب غير الطيبة غير الحسنة قال لا يكون الخرق في شيء الا شانه اي انه يصل بالخرق الى الامور التي يشينه وحصولها وهذا معناه ان الخرق يجر الى العواقب التي لا تحمد ومن العواقب التي لا تحمد ويجر اليها الخرق العنف والغلظة والشدة والفظاظة في التعامل بسبب ما يكون عليه الانسان من من هذا الوصف ولهذا قال لا يكون الخرق في شيء الا شانه. بينما اذا ترفق الانسان واخذ الامور ماخذا رفيقا ما خدم فيه اللين والسماحة والهدوء والطمأنينة فان الامور تزين والعواقب تحسن ولهذا قال وان الله رفيق يحب الرفق وان الله رفيق يحب الرفق رفيق اي ان هذا اسم له تبارك وتعالى من اسمائه ويدل على ثبوت الرفق صفة لله فالرفيق اسم والرفق صفة يدل عليها هذا الاسم وهي صفة تدل على اللطف تدل على الرأفة تدل على الرحمة تدل على عدم التعجيل بالعقوبة وهذا من رفقه سبحانه وتعالى قال ان الله رفيق يحب الرفق اي يحب من عباده ان يأخذوا الامور بالرفق ان يأخذ الامور بالرفق باللطف وواللين والطمأنينة والهدوء قال ان الله رفيق يحب الرفق وفي هذا ايضا اثبات صفة المحبة لله جل وعلا فهو عز وجل يحب الاعمال الطيبة ومنها الرفق ويحب الطيبين ومنهم اهل الرفق في الامور فالله سبحانه وتعالى يحب ذلك ومن عرف ربه بهذه الصفة اجتهد في تحصيل الامور الامور التي يحبها الله تبارك وتعالى ويحب من عباده ان يفعلوها ويقوموا بها قال ان الله رفيق يحب الرفق وقد جاء في حديث رواه الطبراني قال فيه عليه الصلاة والسلام اذا احب الله عبدا اعطاه الرفق اذا احب الله عبدا اعطاه الرفق وهذا نظير معنى سبق ان مر معنا وهو ان الله عز وجل قسم الاخلاق كما قسم الارزاق ومر معنا قول طاووس رحمه الله ان هذه الاخلاق وهايب وان الله عز وجل اذا احب عبده وهبه منها وهذا المعنى واضح في هذا الحديث يقول عليه الصلاة والسلام اذا احب الله عبده او عبدا اعطاه الرفق اعطاه الرفق يعني اعطاه الرفق في اموره وفي تعاملاته ولهذا وجود الرفق في الانسان في تعاملاته هذا من امارات الخير ودلائله ووجود العجلة في الانسان والطيش والتسرع هذا ليس من امارات الخير بل من امارات الخسران والحرمان نعم الله رفيق الرفيق اسم الرفيق اسم من اسماء الله جل وعلا والصفة هي الرفق الرفيق اسم من اسمائه ويدل على ثبوت الصفة التي هي الرفق نعم آآ العلاقة بين ان اسماء الله رفيق يحب الرفق رحمن يحب الرحمة وقول البعض تخلقوا اخلاق الله هل هذا الله جل وعلا يحب من عباده ان يحققوا العبوديات التي تقتضيها اسماؤه ولهذا قال الله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه امر بدعائه باسمائه وقال اهل العلم هذا يتناول دعاء العبادة ودعاء المسألة دعاء المسألة ان تسأله جل وعلا من مطالب الدنيا والاخرة متوسلا اليه بالاسم الذي يقتضي ذلك او يدل عليه ودعاؤه دعاء العبادة ان تعبد الله سبحانه وتعالى بما يقتضيه هذا الاسم بما يقتضيه هذا الاسم ولهذا من مقتضيات ايمانك بان الله يحب ان تحب ما يحبه الله ايمانك بان الله رفيق يحب من عباده الرفق ان تكون رفيقا هذه عبودية يقتضيها هذا الاسم يقتضيها كون الله عز وجل رفيق يحب الرفق دعاؤه بها دعاء العبادة ودعاء المسألة وابن القيم رحمه الله في ككتابه بدائع الفوائد ذكر الفاظ الناس التي تقال في هذا المقام وبين الخطأ منها والصواب قال هي عبارات اربع العبارة الاولى قال عبارة الفلاسفة يقولون التشبه بالاله التشبه بالاله قدر الطاقة وهذا كلام باطن قال والعبارة الثانية عبارة بعض المعتزلة قالوا التخلق باخلاق الاله التخلق باخلاق الاله ثم ذكر العبارة الثالثة وهي عبارة احد اهل العلم قال عبادة الله باسمائه عبادة الله باسمائه ثم ذكر العبارة الرابعة قال دعاء الله باسمائه وقال هذا لفظ القرآن دعاء الله باسمائه ثم بين رحمه الله ان هذا يتناول دعاء العبادة ودعاء المسألة دعاء المسألة بان يسأل تبارك وتعالى باسمائه ويلاحظ في كل مطلوب الاسم الذي يتعلق بذلك المطلوب يا رحمن ارحمني يا فتاح افتح لنا ونحو ذلك ودعاء العبادة بان يحقق العبادة التي يقتضيها ذلك الاسم ولهذا ذكر ايضا رحمه الله وغيره من اهل العلم ان كل اسم من اسماء الله تبارك وتعالى له عبودية هي من مقتضيات الايمان بذلك الاسم ومن موجبات الايمان به فاذا جئنا هنا ان الله رفيق يحب الرفق ايماننا بان الله رفيق وعرفنا معنى الرفق وحبه لذلك تبارك وتعالى يحبه ان يقوم عباده بذلك يقتضي ان يحقق الانسان هذه العبودية فيكون رفيقا باموره واحواله وتصرفاته. نعم قال حدثنا عمرو بن مرزوق قال اخبرنا شعبة عن قتادة قال سمعت عبد الله بن ابي عتبة يحدث عن ابي سعيد رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اشد حياء من طائفي خدرها وكان اذا كره شيئا عرفناه في وجهه ثم اورد رحمه الله هذا الحديث في باب الرفق حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد حياء من العذراء في خدرها في خدرها اي خبائها قدر هاي الخباء الذي تكون فيه والعذراء هي الشابة التي اقبلت على او بلغت وقاربت سنا الزواج تسمى عذراء لان عذرتها باقية اي بكرتها باقية لا تزال على بكرتها العذراء في في خدرها في خدرها اي في خبائها او في سترها ومن كانت في هذا السن تستقبل الزواج وقاربت الزواج تكون في غاية الحياء في غاية الحياء وتلازم الخباء والستر والحياء فيها حياء شديد واذا ادخلت على بعلها تدخل عليه وهي في غاية الحياء وولهذا يظرب بهن المثل في الحياء يقال حياء ذوات الخدور حياء ذوات الخدور يضرب بهن المثل الصغيرة التي قاربت سن الزواج في الثالثة عشرة والرابع عشرة والخامس عشرة وقبل ذلك وبعده فهذه يظرب بها المثل في حيائها والان بسبب القنوات الفضائية وسبب المجلات اصبح في عدد من ممن هن في هذا السن يضرب بهن المثل في الصفاقة وقلة الحياء يضرب بهن المثل في الصفاقة وقلة الحياء تقابل الرجال وتتخاطب معهم كانها رجل كأنها رجل ووتنظر اليه وتحد النظر فيه وهو الذي يبتعد عنها ويغض الطرف وتغيرت الامور بسبب هذه الامور التي دخلت على الناس واثرت على الاخلاق واثرت على السلوك واثرت على على حتى الاديان اثرت على على الناس تأثيرا بالغا فالشاهد ان ذوات الخدور مضرب مثل في الحياة في في غاية الحياء ويضرب بها المثل قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد حياء من العذراء في خدرها وهنا اختاروا في وصف النبي عليه الصلاة والسلام ذكرى اعظم امر يعرف في الحياء حياء ذوات الخدور فقالوا ان النبي عليه الصلاة والسلام اشد حياء من العذراء في في خضرها اشد حياء من عذراء في في خدره اي اشد الناس حياء لان هذا الحياء الذي هو من الايمان كما في الحديث والحياء شعبة من شعب الايمان ونبينا عليه الصلاة والسلام في كل امور الدين اتى بماذا باعلى مقام وارفع رتبة لكن ذكر ذوات الخدور لان لانهن مضرب المثل مغرب المثل في الحياء ولهذا قيل آآ كان اشد حياء من العذراء في في خدرها ففي هذا اتصاف نبينا عليه الصلاة والسلام الحياء قال وكان اذا كره شيئا عرفناه في وجهه كان اذا اذا كره شيئا عرفناه في وجهه. وهذا جانب او صورة من صور الحياء التي رآها الصحابة في النبي عليه الصلاة والسلام انه كان اذا اذا كره شيئا عرفوا ذلك في وجهه وهنا ايضا تدرك التربية العظيمة البليغة التي كان عليها الصحابة مع النبي عليه الصلاة والسلام فامور يعرفون قبحها او عدم حسنها او عدم رضا النبي صلى الله عليه وسلم عنها وعدم قبوله لها بنظرهم الى الى وجهه عليه الصلاة والسلام فيعرفون ذلك دون ان دون ان يتكلم وهذا من التربية والادب الذي كان عليه الصحابة الكرام مع النبي صلوات الله وسلامه عليه. قال كان اذا كره شيئا عرفناه في وجهه عرفناه في في وجهه ان يظهر على وجهه ذلك صلوات الله وسلامه عليه هذا هذا الحديث علاقته بالرفق ان هذه صورة مشرقة من صور الرفق التي كان عليها النبي عليه الصلاة والسلام ومن جانب اخر فان حياء الانسان ايضا يدفعه الى الترفق في الامور بخلاف من كان على غير الحياء بخلاف من كان على غير الحياء من كان على غير الحياء قلة حيائه تدفعه الى الغلظة والشدة والفظاظة وغير ذلك من التعاملات السيئة نعم قال حدثنا احمد بن يونس قال حدثنا زهير عن قابوس ان اباه حدثه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال الهدي الصالح والسمت والاقتصاد جزء من سبعين جزءا من النبوة ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الهدي الصالح الهدي الصالح اي الطريقة الطيبة والسلوك الطيب والسيرة الحسنة التي يكون عليها الانسان فالهدي هو الطريقة والمسلك والمنهج الذي يكون عليه الانسان قال الصالح لان طريق الانسان ومسلكه قد يكون صالحا وقد يكون طالحا فالهدي الصالح اي الطريقة الصالحة والمسلك الصالح والسيرة الطيبة التي يكون عليها الانسان في اخلاقه وادابه وتعاملاته وعموم اموره واحواله والامر الثاني قال والسمت والمراد بالسمت هيئة الانسان المراد بالسمت هيئة الانسان اي ما يظهر على الانسان في هيئته من السكون والوقار والهدوء والطمأنينة والرزانة والحياء ونحو ذلك قال والسمت ايضا هيئة الانسان في آآ نظافته ونظارته واتزانه في مشيه وعدم تعجله كل ذلك يدخل في السمت قال الهدي الصالح والسمت والاقتصاد والمراد بالاقتصاد التوسط في الامور لا لا غلو ولا جفاء لا افراط ولا تفريط يكون مقتصدا قد مر معنا قريبا الحديث القصد القصد تبلغ وجاء عن بعض الصحابة اظنه ابن مسعود قال اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة فالاقتصاد في الامور هو التوسط والاعتدال اذا هذه امور ثلاثة ذكرت في هذا الحديث الهدي الصالح والسمت والاقتصاد قال جزء من سبعين جزءا من النبوة جزء من سبعين جزءا من النبوة. والمراد ان هذه الخصال الثلاثة والصفات الثلاثة هي من شمائل الانبياء هذا هو المراد المراد انها من شمائل الانبياء واوصافهم نظير ما جاء في الحديث ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فمن شمائل الانبياء الحياء وهذه المذكورة هنا هي ايضا من شمائل الانبياء وخصالهم العظيمة الهدي الصالح والسمت والاقتصاد فهذه من شمائل الانبياء هذا الحديث صلته بالرفق ايضا واضحة لان هذه الامور لا تتأتى الا من الانسان الرفيق فالانسان الرفيق هديه وسيرته طيبة ووسمته طيب وفي اموره مقتصدا معتدلا متوسطا لا غاليا ولا جافيا والحديث في سنده قابوس وهو لين الحديث لكن سيأتي عند المصنف رحمه الله في الباب رقم سبع مئة وواحد وتسعين اورد الحديث هناك ايظا من طريق قابوس عن ابيه عن عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد ذكر الامور الثلاثة قال جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة وهذا اللفظ له شاهد عند الترمذي من حديث عبد الله بن سرجس فيكون الحديث حسنا به بلفظ جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة. نعم قال حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا شعبة عن المقدام عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كنت على بعير فيه بصعوبة فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عليك بالرفقة فانه لا يكون في شيء الا زانه ولا ينزع من شيء الا شانه ثم اورد رحمه الله حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت كنت على بعير فيه صعوبة فيه صعوبة اي ليس فيها ليونة في المشي والسير بل فيه شيء من الصعوبة يعني يتمنع ويتأبى فتقول كنت على بعير فيه صعوبة سيأتي الحديث معنا قريبا عند المصنف رحمه الله تعالى قالت فجعلت اظربه سيأتي الحديث قريبا قالت فجعلت اظربه فقال عليه الصلاة والسلام عليك بالرفق عليك بالرفق لانه كان البعير فيه شيء من الصعوبة لا يستجيب للسير وللمشي قالت فجعلت اظربه اي تظربه من اجل ان يسير وان يمشي فقال عليه الصلاة والسلام عليك بالرفق وهذا يفيد ان الرفق المطلوب في الاسلام ليس رفقا مع الادميين فقط بل حتى مع بهيمة الانعام الرفق بالحيوان الرفق بالحيوان الرفق يكون حتى مع بهيمة الانعام. وهذه هي شريعة الاسلام جاءت بالرفق وبالرحمة وباللين في في في الامور كلها رفق مع الناس ورفق مع بهيمة الحيوان الاسلام يدعو الى الرفق بالجمل الرفق بالحمار الرفق بالدابة اه الرفق عموم الحيوانات فهذا مما يدعو اليه ديننا الحديث قال عليك بالرفق قال فانه لا يكون في شيء الا زانه ولاحظ قوله في شيء فانها نكرة في هذا الموضع وهي تعم كل شيء حتى في تعاملك مع بهيمتك مع دابتك اذا تعاملت معها بالرفق زانت الامور بينما اذا تعامل الانسان بالعجلة شانت الامور ولعلك تلاحظ ذلك عندما يعطل عليك جهاز او ينقفل عليك باب باب بيت وتريد ان تفتحه ان صاحبتك في رغبتك في فتح الباب عجلة تخرب الامور كلها تكسر الباب وتقرب الجهاز بينما اذا تأنيت واخذت تفكر وتتدبر الامر ولا تستعجل تطمن نفسك تجد الحل يأتي جميلا رفيقا طيبا. بينما اذا دخل عليك اندفاع او الحمق او السرعة او الخرق فان الامور تخرب ما دخل الرفق في شيء الا زانه ولا نزع من شيء الا شانه حتى في فتحك لباب بيتك حتى في اصلاحك لجهازك حتى في تأديبك لدابتك في اي امر باي امر من الامور اذا دخل الرفق زانت الامور والرفق يأتي بتطمين النفس وتهدئة النفس عندما تريد ان تتعامل مع اي امر من الامور هدئ نفسك وتعامل مع الامر بالهدوء لا تستعجل كلما اندفعت واستعجلت فتنبه الى ان الاستعجال والاندفاع لا تحمد فيه العاقبة واذا ترفقت واخذت الامور باللين والهدوء والطيب والسماحة زانت الامور حتى في تربيتك للاولاد اذا ربيتهم بالرفق جاءت العواقب الطيبة واذا ربيتهم بالحمق والاندفاع اه الغلظة والفظاظة رأيت فيما بعد العواقب التي لا تحمد ما دخل الرفق في شيء الا زانه ولا نزع من شيء الا شانه فهذا فهذا فيه تنبيه للمسلم ان يعود نفسه دائما وابدا على الترفق في الامور اخذ الامور بالهدوء واللين والاناة وعدم التسرع عندما تتعامل مع شخص في بيع او شراء اذا كان اغضبك في موقف من المواقف ولم تكن رفيقا تفسد الامور بينك وبينه تفسد الامور بينك وبينها وربما ايضا تظهر بعض السباب او بعض العبارات الفظة او الغليظة بينما اذا ترفقت واخذت الامور بهدوء وابتسمت له وعاملته باللين مظت الامور على احسن حال على احسن حال ما دخل الرفق في شيء الا زانه. ولهذا ينبغي على المسلم حقيقة ان يجاهد نفسه على ان ان يدخل انتبه لكلمة يدخل ان يدخل الرفق في كل تعاملاته ان يدخل الرفق في كل تعاملاته كل ما موقف من المواقف وتعامل من التعاملات مع الناس مع الادميين مع البهائم مع الاجهزة مع اي شيء يأخذ الامور بالرفق فتزين الامور كما اخبر بذلك صلوات الله وسلامه عليه. ما دخل الرفق في شيء الا زانه قال ولا ينزع من شيء الا شانه. اي ان الامر اذا نزع منه الرفق يشين بمعنى ان صاحبه لا لا يحصل من وراء ذلك الا العاقبة التي تشينه وتؤسفه ولا تسره قال ولا ينزع من شيء الا شانه القصة هنا في تعامل عائشة رضي الله عنها مع دابة لها رآها تضربها تريد منها ان تسير او تسرع في المسير فقال لها عليه الصلاة والسلام عليك بالرفق آآ لعلنا نذكر القصة الطريفة التي سبق ان ذكرتها عن الامام العالم الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله عندما مر على رجل وكان معه حمار وكان يظرب الحمار آآ يريد من الحمار ان يسير فاتى اليه الشيخ عبدالرحمن رحمة الله عليه وقال له عليك بالرفق او صاب الرفق قال ترفق قال ما يستجيب جربنا الرفق معه ما يستجيب ما يستجيب الا بالظرب قال الشيخ ابدا ترفق خذ الامور بالرفق يستجيب لك قال ابدا ما يستجيب فقال له الشيخ ابتعد اه دعني انا واعامله فاخذه الشيخ بهدوء ولين ومسك زمام الحمار ومقدمة الحمار ومشى معها مشى معه بدون ضرب وبدون بمعاملة طيبة ورفيقة فصاحب الحمار لما رأى المنظر قال يا شيخ حتى الحمار يعرف انك شيخ. نعم وممكن نعطي الفائدة من يعني ما كان الرفق في شيء. السرعة في السيارة. عائشة كانت تضرب. نعم. يعني الذي يسرع يريد هل في هذا رفق وشدة؟ السيارة هذي ايظا ملحظ مهم. يعني اخذ الامور بقيادة السيارة مبدأ الرفق في في القيادة مطلوب لان كثير من الحوادث حوادث الوفيات وحوادث الاصابات التي تمتلئ بها كثير من المستشفيات كلها من تضييع الرفق كقائد السيارة لما يقود السيارة بالرفق هي في سيرا في اه رحمته بمن امامه من الناس هدوءه في القيادة هدوءه في استعمال المنبه هدوءه في المسير في وقوفه في انطلاقه اذا كان يتعامل بالرفق لن ينال باذن الله عز وجل الا العاقبة الطيبة الا العاقبة والطيبة اما اذا كان يسير في سيارته بالاندفاع وعلى خلاف الرزق فانه يهلك نفسه ويهلك الاخرين وكم من الحوادث والاصابات المدمية المؤلمة المهلكة التي كانت بسبب آآ عدم الرفق في استعمال السيارات فالرفق لا شك انه في في كل شيء يتعامل به الانسان ومن ذلكم وسائل النقل الحديثة التي من الله تبارك وتعالى بها علينا في هذا الزمان قال حدثنا عبد العزيز قال حدثنا الوليد ابن مسلم عن ابي رافع عن سعيد المقبوري عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اياكم والشح فانه اهلك من كان قبلكم سفكوا دماءهم وقطعوا ارحامهم. والظلم ظلمات يوم القيامة ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال اياكم والشح اي احذروه واجتنبوا وابتعدوا عنه ولا تكونوا من اهله والشح سبق ان مر معنا عند المصنف رحمه الله في ترجمة مستقلة قال باب الشح واورد تحته حديث النبي عليه الصلاة والسلام قال الشح والايمان لا يجتمعان في قلب عبد ابدا الشح والايمان وهذا المعنى يدل عليه القرآن يدل عليه قول الله سبحانه وتعالى اشحة على الخير اولئك لم يؤمنوا فالشح لا يجامع الايمان والشح هو شدة البخل شدة البخل في امور الخير وابواب الخير عامة قال اياكم والشح اي احذروه ثم بين خطورته وعاقبته الوخيمة على اهله قال فان فانه اهلك من كان قبلكم اي عندما اتصف من كان قبلكم بالشح وهو شدة البخل افضى بهم الى الهلاك ومن ذلكم قال سفكوا دماءهم وقطعوا ارحامهم سفكوا دماءهم وقطعوا ارحامهم بسبب الشح الذي ابتلوا به فالشح داء اه فتاك وهو مرض آآ خطير اذا اصيب به الانسان جره الى امور اخرى من منها سفك الدماء قطيعة الارحام الظلم ظلم الناس بسبب شح النفس بالخير ولهذا ختم النبي عليه الصلاة والسلام الحديث بقوله والظلم ظلمات يوم القيامة والظلم ظلمات يوم القيامة اي على صاحبه ولو كان الذي ظلمه شيئا قليلا فان الظلم ظلمات يوم القيامة وصلة هذا الحديث الذي جعله الامام البخاري رحمه الله خاتما لخاتمة لهذه الترجمة الرزق من جهة ان من كان رفيقا في في اموره لا تقع منه هذه الاشياء لا تقع منه هذه الاشياء لان الرفق لا يجلب لصاحبه الا الامور الحسنة والمآلات الطيبة والعواقب الحميدة في الدنيا والاخرة. نعم. قال رحمه الله تعالى باب الرفق في المعيشة قال حدثنا حرامي بن حفص قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا سعيد بن كثير بن عبيد قال حدثني ابي قال دخلت على عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها فقالت امسك حتى اخيط نقبتي فامسكت فقلت يا ام المؤمنين لو خرجت فاخبرتهم لعدوه منك بخلا قالت ابصر شأنك انه لا جديد لمن لا يلبس الخلق ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة قال باب الرفق في المعيشة الرفق في المعيشة اي ان يترفق الانسان في معيشته اي في ماله في بيته في كسوته ملبسه آآ في هذه الامور قال الرفق في المعيشة اي ان يكون في هذه الاشياء رفيقا والمعنى هنا معنى الرفق في هذه الامور ان لا يقتر ولا يبذر ويبدد وانما يترفق يأخذ الامور مأخذا رفيقا فلا يقتر على نفسه ولا ايضا يبدد ما له بل يترفق في الامور ويتوسط ويعتدل ويكون متواضعا طيبا في لباسه وفي اموره واورد تحت هذه الترجمة حديثا واحدا عن كثير ابن عبيد قال حدثنا او حدثني ابي قال دخلت على عائشة ام المؤمنين وكان المولى لابي بكر رضي الله عنه قال دخلت على عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها فقالت امسك يعني انتظر تريث امسك حتى اخيط نقبتي حتى اخيط نقبتي والنقبة تطلق على نوع من السراويل التي تلبس قالت حتى اخيط نقبتي اي انتظر وتريث فكان معها شيء من ملابسها وكانت تخيطها وتهيئها لان فيها شيء من الانقطاع الانفتاح او نحو ذلك فقالت امسك حتى اخيط نقبتي اي انتظر قال فامسكت اي انتظرت فقلت يا ام المؤمنين لو خرجت فاخبرتهم اي اخبرت الناس لعدوه منك بخلا لعدوه منك بخلا اي لعدوا هذا الامر نوع من من البخل قالت ابصر شأنك وفي بعض الروايات دع عنك اي لا تبالي بهذا الامر ومراقبة الناس في في مراقبة الانسان للناس في اموره واحواله اه ترهقه تماما ولا ولا يصل ايضا الى رظا الناس في اي امر من الامور فقال الداع عنك يعني لا تراقب الناس في هذه الامور وانما يأخذ الانسان الامور بحسب المصلحة ونحو ذلك من المعاني لا ان يكون نظرة للناس قال دع عنك او ابصر شأنك ثم قالت هذه الكلمة الجميلة قالت انه لا جديد لمن لا يلبس الخلق لا جديد لمن لا يلبس الخلق الذي لا يلبس الخلق ولا يعرف الثوب البالي الخلق ما معنى الجديد عنده ما معنى الجديد عنده؟ اذا كانت باستمرار ثيابه جديدة اذا كانت باستمرار ثيابه جديدة ولا يعرف الثوب البالي او الثوب الخلق تقول لا جديد لمن لم يلبس الخلق لا جديد لمن يلبأ لم يلبس الخلق وانت ترى الانسان اذا اذا كان مثلا عنده حذاء قديم عنده حذاء قديم ولو مدة طويلة عنده ووبلي الحذاء وطالت مدة الحذاء عنده ثم اشترى حذاء جديدا ووجد الجدة او لاحظ الجدة في الحذاء وميز الجدة التي فيه اما اذا كان الانسان باستمرار اه جديد جديد فلا جديد لمن لم يلبس الخلق لا يذوق جدة الشيء من لم يلبس الثياب الخلقة وهذا ايضا من تواضعها من تواضعها اه رضي الله عنها ومن رفقها ايضا في في معيشها وهذا هو موضع الشاهد من السياق من سياق هذا الحديث للترجمة نعم. قال رحمه الله تعالى باب ما يعطى ما يعطى العبد على الرفق. قال حدثنا موسى قال حدثنا حماد عن حميد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال ان الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف وعن يونس عن حميد مثله الحديث المتقدم يرويه كثير ابن عبيد عن عائشة وهو مولى لابي بكر الصديق رضي الله عنه وذكر ايضا انه رضيع لعائشة رضي الله عنها قال باب ما ما يعطى آآ باب ما يعطى العبد على الرفق ما يعطى العبد على الرفق اي ما يعطى على الرفق من العواقب الطيبة والمآلات الحسنة والخير في الامور وتحصيل آآ تحصيل العاقبة الطيبة والله عز وجل يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف فالرفق عواقبه طيبة ومآلاته حميدة في الدنيا والاخرة هذا هو مقصود الترجمة اورد عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ان الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف يعطي على الرفق ان يعطي عليه من العواقب الطيبة والمآلات الحميدة ما لا يعطي على العنف وفي هذا التنبيه الى ان من كان رفيقا في اموره فانه باذن الله عز وجل يحصل العواقب الحميدة يحصل العواقب الحميدة والمآلات الطيبة والعنف لا يأتي الا بالعواقب التي لا تحمد كما مر معنا وما نزع من شيء اي الرفق الا شانه اذا كان هناك عنف في التعامل فان العواقب تشيين الانسان ولا تزينه واذا كان هناك رفق في التعامل فان العواقب تسر الانسان ويحمد باذن الله تبارك وتعالى العاقبة. وهنا ايضا لاحظ ملاحظة تفيدك وهي ان الانسان عندما يقبل على معاينة اه امر من الامور على معاينة امر من الامور يصلحه او يباشر امرا من الامور غالبا في الانسان عجلة غالبا في في الانسان الانسان خلق عجولا فيه عجلة يريد ان يصل من خلالها الى تعجيلا الامر فاذا فعل العجلة بشكل اه قوي مع نفسه وصل الى التسرع الى الطيش الى العنف ثم يحصل من وراء ذلك العاقبة التي لا يحمدها بينما اذا ترفق وتأنت الامور ولم يستعجل وتمهل جاءته العاقبة الطيبة باذن الله عز وجل فالعجلة والتسرع والعنف يجلب للانسان عواقب لا يحمدها وتريث الانسان وتأنيه يجلب له العواقب الحميدة التي يسعد بها وقد قيل قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستأجر الزلل فالعجلة دائما يكون معها الزلل والتريث والتأني في الامور والترفق يكون معه باذن الله تبارك وتعالى العواقب الطيبة نعم قال رحمه الله تعالى باب التسكين قال حدثنا ادم قال حدثنا شعبة عن ابي التياح قال سمعت انس بن مالك رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة باب التسكين التسكين اي لزوم السكينة والطمأنينة في الامور فيكون الانسان في سيره وفي اموره ملازما للسكينة وايضا التسكين دعوة الناس الى السكينة دعوة الناس الى السكينة فيكون الانسان في نفسه من اهل السكينة وايضا يكون من الدعاة الى السكينة والسكينة عرفنا معناها السكينة هي الطمأنينة والهدوء وعدم ايضا الطيس والتعجل قال باب التسكين واورد حديث النبي عليه الصلاة والسلام انه قال يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا. فامر بشيء ونهى عن ضده امر بشيئين ونهى عن ضدهما فامر بالتيسير اي في الامور في دعوة الناس الى الحق والهدى اه يدعون الى الدين باليسر لا بالعسر والشدة والمشقة قال يسروا ولا تعسروا وهذا مبدأ ينبغي ان يكون عليها الدعاة الى الله جل وعلا دائما تكون دعوتهم بالتيسير لالا بالتشديد والتعسير وانما ييسرون للناس الامور ويرغبونهم في الخير ولا يشددون على على الناس بل يترفقون يترفقون بهم ويسرون الامور عليهم يسروا ولا تعسروا قال وسكنوا ولا تنفروا سكنوا الناس اي بدعوتهم الى السكينة والطمأنينة والهدوء والاتزان ولا تنفروهم عن عن الدين بتحميلهم ما لا يطيقون او بالتشديد عليهم او نحو ذلك من من المعاني التي قد تسبب الى وجود تنفير عن الحق والهدى وهذا فيه تنبيه الى ان الداعي الى الله سبحانه وتعالى ينبغي ان يتبصر في الناس واحوال المدعوين وبماذا يخاطبهم وان يكون ميسرا لا معسرا ومسكنا لا منفرا نعم قال حدثنا قتيبة قال حدثنا جرير عن عطاء عن ابيه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما انه قال نزل ضيف في بني اسرائيل وفي الدار كلبة لهم فقالوا يا كلبة لا تنبحي على ضيفنا فصحن الجراء في بطنها فذكروا لنبي لهم فقال ان مثل هذا كمثل امة تكون بعدكم يغلب سفهاؤها ماءها ثم اورد هذا الاثر عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنه ما قال نزل ضيف في بني اسرائيل اي نزل على قوم من بني اسرائيل وفي الدار كلبة لهم فقالوا يا كلبة لا تنبحي على ضيفنا قالوا يا كلبة لا لا تنبحي على ضيفنا اي نهروها نهروها عن اه عن النباح على الضيف والكلب المعلم ينتبه لهذا المعنى يعني اذا جاء غريب ينبح عليه ينبع عليه تنبيه لصاحب اه اه صاحب الشأن او صاحب المكان الى وجود او مجيء قريب فاذا لاحظ لاحظت الكلبة ان صاحب الدار يقرب الرجل يزجر الكلبة عن نباحه تكف عن ذلك قال قالوا يا كلبة لا تنبحي على ضيفنا اي نهوها عن النباح على الضيف فصحن الجراث في بطنها يعني لما نهروها عن عن ذلك الجراء اخذت تصيح في في بطنها والجراء الصغار من الكلاب الذين في في بطنها قال فصحن الجراء في بطنها فذكروا لنبي لهم اي هذا الامر فقال ان مثل هذا كمثل امة تكون بعدكم يغلب سفهاء سفهاؤها علمائها. يغلب سفهاؤها علمائها. اي ان آآ آآ اي ان آآ الجراء هذه مثل للسفهاء مثل للسفهاء ينهرون ويمنعون عن التدخل فلا يستجيبون فلا يستجيبون يعني كل من هؤلاء السفهاء يركب رأسه ولا يستجيب ينهى ما عن التدخل فيما لا يعنيه او فيما لا يخصه او فيما لا ينبغي له ان يدخل فيه او فيما هو مهمة غيره فلا يستجيب لهذا المعنى بل لا يبدي صوته ويبدي رأيه ويقحم نفسه ويتدخل فهذا مثل فهذا مثل يعني جاء في في هذا الاثر لحال السفهاء الذين ينطقون حيث لا يطلب منهم النطق النطق يكون لمن له الشأن وله المكانة وله العلم وله الدراية في الامور وله الخبرة لكن يأبى السفهاء الا الا التدخل المعنى من حيث المعنى من حيث الجملة من حيث الجملة واضح هي الدعوة الناس عموما وللصغار عموما الى السكون والهدوء والطمأنينة في التعامل من حيث الجملة المعنى واضح لكن الاثر هو من الاثار التي تروى عن بني اسرائيل السند فيها ضعيف لكن من حيث الجملة المعنى الذي قصده الامام البخاري ايراد الاثر واضح نعم ويعني مما يستأنس به ذكرا هنا النبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر الخوارج وصفهم بماذا في الحديث الصحيح قال السفهاء قال السفهاء صغار الاسنان سفهاء الاحلام وايضا في حديث اخر قال كلاب اهل النار قال كلاب اهل النار فيعني من حيث الجملة يعني الامور واضحة لكن الاثر الذي عندنا اسناده ضعيف. نعم قال رحمه الله تعالى باب الخرق لكن هنا يعني في الحديث قال كلاب اهل النار وهنا السفهاء مثلهم مثل جراء يعني صغار الكلاب يعني ليس كلب وانما من جراء الكلاب ويقحمون انفسهم في اصلح الله الاحوال نعم قال رحمه الله تعالى باب الخرق قال حدثنا ابو الوليد قال حدثنا شعبة عن المقدام بن شريح قال سمعت ابي قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول كنت على بعير فيه صعوبة فجعلت اظربه فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليك بالرفق فان الرفق لا يكون في شيء الا زانه ولا من شيء الا شانه ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة قال باب الخرق والخرق عرفنا معناه ومر معنا قريبا في حديث النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا يكون الخرق في شيء الا الا شانه والخرق ضد الرفق عدم الاحسان في اه في في التصرف واورد هنا حديث عائشة والحديث مر معنا قريبا وفيه ان عائشة كانت ضربت هذا البعير لما كان عليه من الصعوبة في عدم السير والاستجابة للسير فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام عليك بالرفق فان الرفق لا يكون في شيء الا زانه ولا ينزع من شيء الا شانه والحديث اه الكلام على معناه مر معنا قريبا قال حدثنا صدقة قال اخبرنا ابن علية عن الجريري عن ابي نظرة قال رجل منا يقال له جابر او جويبر طلبت حاجة الى عمر رضي الله عنه في خلافته فانتهيت الى المدينة ليلا فغدوت عليه وقد اعطيت فطنة ولسانا او قال منطقا قال حدثنا صدقة قال اخبرنا ابن علية عن الجريري عن ابي نظرة قال رجل منا يقال له جابر او جويبر طلبت حاجة الى عمر رضي الله عنه في خلافته فانتهيت الى المدينة ليلا فغدوت عليه وقد اعطيت فطنة ولسانا او قال منطقا فاخذت في الدنيا فصغرتها فتركتها لا تسوى شيئا والى جنبه رجل ابيض الشعر ابيض الثياب فقال لما فرغت كل قولك كان مقاربا الا وقوعك في الدنيا وهل تدري ما الدنيا ان الدنيا فيها بلاغنا او قال زادنا الى الاخرة وفيها اعمالنا التي نجزى بها في الاخرة قال فاخذ في الدنيا رجل هو اعلم بها مني فقلت يا امير المؤمنين من هذا الرجل الذي الى جنبك؟ قال سيد المسلمين ابي ابن كعب رضي الله عنه ثم اورد رحمه الله هذا الاثر ان رجل يقال له جابر او جويبر قال طلبت حاجة الى عمر اي ابن الخطاب رضي الله عنه في خلافته فانتهيت الى المدينة ليلا فغدوت عليه ايا جاءه في وقت الغداة قال وقد اعطيت فطنة ولسانا او قال منطقا اي انه يجيد الكلام والحديث وصف نفسه بذلك قال فاخذت في الدنيا فصغرتها اي هونت من شأنها وقللت من مكانتها قال فتركتها لا تساوي شيئا فتركتها لا تساوي شيئا قال والى جنبه رجل ابيض الشعر ابيض الثياب فقال لما فرغت كل قولك كان مقاربا الا ووقوعك في الدنيا اي لم تصب في وصفك للدنيا بهذه الصفة حتى جعلتها لا تساوي شيئا قال وهل تدري ما الدنيا قال ان الدنيا فيها بلاغنا او قال زادنا الى الاخرة وفيها اعمالنا التي نجزى بها في الاخرة قال فاخذ في الدنيا رجل هو اعلم بها مني اعلم بها مني يرجع الى سببين العمر من جهة وايضا البصيرة بالسنة والقرآن من جهة اخرى وهي اعظم والنبي عليه الصلاة والسلام لما ذم الدنيا لم يذمها لم يذمها مطلقا وانما بين ما فيها من الخير اما على هذه الصفة قال فجعلتها لا تساوي شيئا ابدا مطلقا هذا لا لا يصح والنبي عليه الصلاة والسلام قال في الحديث الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله وعالم ومتعلم وما والاه ولهذا قال قرر هذا المعنى ابي هنا قال الدنيا فيها بلاغنا وزادنا للاخرة اعمالنا التي نجزى بها فمن كثر بقاؤه في الدنيا على هذا المنهج فهو من الخير له خيركم من طال عمره وحسن عمله اما ان تذم الدنيا بهذا الذم المطلق وتجعل لا تساوي شيئا ابدا فهذا غير صحيح قال فاخذنا في فاخذ في الدنيا رجل هو اعلم بها مني اي بالدنيا ايظا في الحديث الدعوة التي مرت معنا قال اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا لم ينفي الاهتمام بالدنيا ولم لم ينفي ايضا العلم بالدنيا. وانما نفى آآ ان تكون هي اكبر هم الانسان او مبلغ بعلمه فقلت يا امير المؤمنين من هذا الرجل الذي الى جنبك قال السيد المسلمين ابي ابن كعب فعرفه به انه سيد قال سيد المسلمين ابي ابن كعب لكن هذا الاسناد ضعيف اسناد ضعيف آآ لجهالة جابر او جويبر الذي يروي آآ القصة او صاحب القصة لجهالته فالاسناد ضعيف وايضا تلقيب ابي رضي الله عنه بسيد المسلمين اذكر مر علي في المنهاج منهاج السنة لشيخ الاسلام ابن تيمية او اورد رحمه الله حديثا آآ في الثناء على علي رضي الله عنه حديثا موضوعا وفيه وصفه بسيد المسلمين وصف علي رضي الله عنه بسيد المسلمين تبين آآ شيخ الاسلام ان الحديث موضوع من حيث السند ثم قال رحمة الله عليه ولا نعلم احدا هو سيد المسلمين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نعم قال حدثنا علي قال حدثنا مروان قال حدثنا قنان ابن عبد الله النهمي قال حدثنا عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاشرة شر ثم ختم رحمه الله بهذا الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال الاشرة شر والاسرة هي شدة آآ شدة البقر العشرة هي شدة البطر في في الامور والتعامل وهي شر اي لا تجلب على صاحبها الا العاقبة السيئة وهي نوع خرق في الانسان حمق تسرع في في الامور وهي لا تجلب على الانسان الا العاقبة التي لا تحمد ولاجل هذا اورد الامام البخاري رحمه الله هذا الحديث وختم به هذه الترجمة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. امين بالامس اه كان السؤال لم يتم الجواب حكم استقبال قبر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء الوقت الان كافي ولا؟ باقي ثلاث دقايق استقبال القبر على حالات استقبال قبل قبر النبي عليه الصلاة والسلام على حالاته اذا كان عند القبر واستقبله يدعوه عليه الصلاة والسلام ويسأله الامور التي لا تسأل الا من الله كان يسأل كان يسأله الهداية او يسأله التوفيق او يسأله الرزق او يسأله العافية او نحو ذلك من المطالب التي لا تسأل الا من الله تبارك وتعالى فهذا هو الشرك الذي بعث عليه الصلاة والسلام في النهي عنه والتحذير منه لا يسأل الا الله ولا يدعى الا الله ولا يطلب من المدد والعون الا من الله عز وجل هذه صورة الصورة الثانية ان يستقبل القبر ليتحرى الدعاء يتحرى الدعاء عند القبر فهو يستقبل القبر ويجعل القبر امامه والقبلة خلفه ويتحرى الدعاء فيسأل الله عز وجل من خيري الدنيا والاخرة متحريا الدعاء بهذه الصفة وهذا مما لا اصل له في شريعة الاسلام وفي دين نبينا صلوات الله وسلامه عليه وهذه الصورة. الصورة الثالثة انى يستقبل القبر والقبلة خلفه ليسلم ليسلم ويزور الزيارة الشرعية فهذا عمل صالح يثاب عليه الانسان يقف عند القبر والقبر امامه والقبلة خلفه ويسلم على النبي عليه الصلاة والسلام وعلى صاحبيه ابي بكر وعمر فهذا من الاعمال الصالحة. ومما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى وهو داخل في ايضا قوله عليه الصلاة والسلام زوروا القبور فانها تذكركم الاخرة