بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد في باب الظلم ظلمات. الحديث الثامن قال رحمه الله حدثنا عبد الاعلى بن مسهر او بلغني عنه قال حدثنا سعيد بن عبدالعزيز عن ربيعة بن يزيد عن ابي ادريس الخولاني عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى قال يا عبادي اني قد حرمت الظلم على نفسي وجعلته وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا. يا عبادي انكم الذين تخطئون بالليل والنهار. وانا اغفر الذنوب ولا ابالي فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته. فاستطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته. فاستكسوني اكسكم. يا اكسكم فاستكسوني اكسكم يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب عبد منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئا. ولو كانوا على افجر قلب رجل لم ينقص ذلك فمن ملكي شيئا ولو اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان منهم ما سأل لم قص ذلك من ملكي شيئا الا كما ينقص البحر ان يغمس فيه الخيط غمسة واحدة. يا عبادي انما هي اعمالكم اجعلها لك عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلوم الا نفسه كان ابو ادريس اذا حدث بهذا الحديث جثى على ركبتيه بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا هو الحديث الاخير من الاحاديث التي ساقها الامام البخاري رحمه الله تعالى في باب الظلم ظلمات وهو باب عظيم عقده المصنف رحمه الله لبيان خطورة الظلم وعواقبه الوخيمة على الظالم في الدنيا والاخرة وان عاقبة الظالم هي الخسران وساق رحمه الله في بيان خطورة الظلم وسوء عاقبة الظالم جملة من الاحاديث ختمها بهذا الحديث العظيم الجامع الذي هو من جوامع الكلم بل ان هذا الحديث جمع الدين كله فهو من جوامع الكلم ومن الاحاديث العظام المشتملة على امور الدين اصوله وفروعه وعلى بيان كمال عظمة الله جل وعلا وجلاله وغناه سبحانه وتعالى وافتقار خلقه اليه وغناه تبارك وتعالى عنهم وانه لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره جل وعلا معصية من عصى الى غير ذلك من المعاني العظيمة الجليلة المبينة في هذا الحديث العظيم وهو حديث قدسي وحديث الهي لان الكلام فيه كلام الله جل وعلا والذي يقول في الحديث يا عبادي يا عبادي يا عبادي هو رب العالمين جل وعلا فهذا هو كلامه والنبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه سبحانه وتعالى ولهذا رواية الحديث القدسي عن الله بمثل هذه الصيغة ان يقال قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه او قال الله تعالى فيما يرويه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم او قال صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى انه قال فهذا كلام الله جل وعلا فهذا كلام الله جل وعلا الالفاظ والمعاني الالفاظ والمعاني كلها هنا كلام الله سبحانه وتعالى وهذا الحديث كما قدمت من الاحاديث العظيمة ولعلي ابدأ بكلمة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بالثناء على هذا الحديث وبيان مقامه العظيم ومنزلته العلية يقول رحمه الله ينبغي ان يعرف ان هذا الحديث شريف القدر عظيم المنزلة ولهذا كان الامام احمد رحمه الله يقول هو اشرف حديث لاهل الشام وكان ابو ادريس الخولاني اذا حدث به جثى على ركبتيه وراويه ابو ذر رضي الله عنه الذي ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء اصدق لهجة منه وهو من الاحاديث الالهية التي رواها الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه واخبر انها من كلام الله تعالى وان لم تكن قرآنا قال وهذا الحديث قد تضمن من قواعد الدين العظيمة في العلوم والاعمال والاصول والفروع الشاهد ان هذا الحديث الذي بين ايدينا حديث ابي ذر رضي الله عنه من الاحاديث الجوامع لعظيم المعاني وبديع الحكم والجامع لاصول الدين وفروعه ولهذا ينبغي على كل مسلم ان يعنى بهذا الحديث عناية عظيمة لا من جهة حفظ هذا الحديث ولا من جهة ايظا فهم معانيه ولا من جهة ايضا تطبيق المعاني التي اشتمل عليها هذا الحديث واقول هنا متحدثا بنعمة الله سبحانه وتعالى ان هذا الحديث حفظناه صبية صغارا في هذا المسجد من خطيب المسجد رحمه الله تعالى الشيخ عبد العزيز بن صالح فكثيرا ما كان يأتي بهذا الحديث في في خطبة الجمعة فتارة يأتي به كاملا وتارة يأتي اه جمل من هذا الحديث حتى حفظه من من حفظه ووعاه من وعاه وهو حديث كما قدمت عظيم الشأن علي المنزلة له اثره البالغ في قلب المؤمن لا سيما اذا كنت ايها الاخ الموفق تتأمل في هذا الحديث وتتأمل في هذا الخطاب العظيم الجليل رب العالمين في في كل جملة من هذه الجمل يقول يا عبادي يا عبادي يا عبادي وهي عشر نداءات كما في صحيح مسلم وان كانت رواية البخاري هنا للحديث فيها شيء من الالفاظ التي نقصت في في هذه الرواية لكنها في صحيح مسلم اتم فهي عشر جمل كل جملة مبدوءة يا عبادي يقول الله جل وعلا يا عبادي فاذا استشعر العبد هذا النداء واستشعر ايضا عبوديته لله جل وعلا وان العبد مهمته الطاعة لسيده ومولاه وخالقه جل وعلا واذا استشعر احتياجه لله وافتقاره اليه وغنى ربه تبارك وتعالى عنه كما هو مبين في هذا الحديث كان لذلك الاثر البالغ على ايمانه قوة وزيادة حرصا على طاعة الله تبارك وتعالى وعملا بما يرضيه عن ابي ادريس الخولاني عن ابي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى عن الله تبارك وتعالى وكل حديث يأتي بهذه الصيغة او بصيغة فيما يرويه عن ربه او نحو ذلك فهو حديث قدسي ويقال ايضا حديث الهي بينما الحديث الذي الفاظه من النبي عليه الصلاة والسلام يقول فيه الراوي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا هذا يقال فيه حديث نبوي حديث نبوي اما هذا الحديث وامثاله يقال عنه حديث قدسي او حديث الهي لان الالفاظ والمعالي كلها من الله تبارك وتعالى قال جل وعلا في هذا الحديث العظيم يا عبادي اني قد حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا هذه الجملة الاولى من هذا الحديث العظيم المبارك في تحريم الظلم وانه تبارك وتعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما وختم ذلك بقوله فلا تظالموا نهيا لهم عن الظلم عن ان يظلم بعضهم بعضا وقوله تبارك وتعالى اني حرمت الظلم على نفسي هذا من الله جل وعلا تحريم على نفسه وهو سبحانه وتعالى قدير على كل شيء ولا يعجزه تبارك وتعالى لا يعجزه شيء لكنه عز وجل حرم الظلم على نفسه وذلك لكمال عدله جل وعلا وذلك لكمال عدله فهو جل وعلا لا يظلم لكمال عدله عز وجل والقاعدة عند اهل العلم ان كل صفة نقص تنفى عن الله تبارك وتعالى في الكتاب والسنة فانه يثبت لله سبحانه وتعالى كما نظدها فتحريمه تبارك وتعالى الظلم على نفسه ونفيه عن نفسه الظلم بايات من القرآن وما ربك بظلام للعبيد وما ظلمناهم ونحوها من الايات في في هذا التنزيه لله جل وعلا عن الظلم اثبات كمال العدل لله عز وجل فهو عز وجل عدل لا يظلم لا يظلم الناس شيئا لا يظلم الناس مثقال ذرة لا يظلم الناس سبحانه وتعالى بانقاصهم شيء من حسناتهم واجورهم ولا ايظا يظلمهم تبارك وتعالى بان يزيد عليهم سيئات لم يقترفوها وجرائم لم يجترحوها فهو جل وعلا منزه عن ذلك كله. ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هظما لا يخاف ظلما ان يظلم بان يعطى سيئات لم يقترفها ويزاد في اثامه فيما لم يفعل ولم ولم يغترف ولا هظم اي ان يهضم شيء من حسناته وطاعاته واعماله الصالحات ولا مثقال ذرة كما قال سبحانه وتعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال عز وجل من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون لا يظلم تبارك وتعالى المحسن بان ينقص من حسناته ولا ايظا يظلم المسيء بان يزيد في سيئاته لا يظلم المحسن تبارك وتعالى بان ينقص من حسناته ولا ايظا يظلم المسيء بان يزيد في سيئاته وفي اثامه فيما لم يقترفه فالله عز وجل عدل لا يظلم قال قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وهنا قال حرمت الظلم على نفسي وهو جل وعلا قدير على كل شيء لا يعجزه شيء لكنه حرم الظلم على نفسه اي جعله محرما على نفسه ومنع تبارك وتعالى نفسه منه وذلك لكمال عدله سبحانه وتعالى والله عز وجل يحرم على نفسه ما يشاء ويوجب ايضا على نفسه ما يشاء تبارك وتعالى. كما قال في القرآن كتب ربكم على نفسه الرحمة فهو كتب على نفسه الرحمة وحرم على نفسه تبارك وتعالى الظلم وهذا كله من كمال عدل الرب سبحانه وتعالى وافعاله مع عباده سبحانه دائرة بين العدل والفظل يثيب المحسنة باحسانه فظلا ويجازي المسيء باساءته عدلا فاعماله دائرة بين الفضل والعدل تبارك وتعالى قال اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم اي ايها العباد جعلته محرما بينكم وقوله جعلت جعلته الجاعل هنا هو الجهل الشرعي لا ان جعل الكوني القدري لان اطلاق الجهل في القرآن جعل الله كذا تارة يراد به الشرعي الديني وتارة يراد به الكون القدري تارة يراد به الكون القدري انا جعلنا ما على الارض زينة لها هذا كوني قدري وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا هذا كوني قدري اما هنا في قوله جعلته بينكم محرما اي شرعا ودينا جعلته بينكم محرما اي شرعا ودينا مثل قوله تعالى ما جعل الله من بحيرة ما جعل اي ما شرع فالجعل هنا الشرع الديني شرعه تبارك وتعالى امره لهم او نهيه جل وعلا فقوله وجعلته بينكم محرما اي جعلته في الشرع الذي شرعته على عبادي وامرتهم به ان الظلم محرم ولهذا تقرأ في القرآن ايات كثيرة في التحذير من الظلم والنهي عنه وكذلك في السنة تقرأ احاديث كثيرة جدا مر معنا طرف منها في التحذير من الظلم والنهي عنه وبيان خطورته. فهذا هو معنى جعله محرما اي انه سبحانه وتعالى جعل لنا فيما شرع تحريم الظلم جعل لنا في فيما شرع تحريم الظلم. ولا ولا يسوغ ان يفهم هنا ان الجعل كوني قدري لا يسوغ ان يفهم هنا ان الجعل كوني قدري وجعلته بينكم محرما لو كان هذا كوني قدري لما وجد الظلم لو كان هذا كوني قدري لما وجد الظلم. لكن الجعل هنا شرعي ديني فمن الناس من يستجيب لهذا الذي آآ نهى تبارك وتعالى عباده عنه حذرهم منه ومنهم من لا يستجيب فيقع في الظلم بين مستقل من ذلك ومستكثر قال وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا اي لا يظلم بعضكم بعضا لا يظلم بعضكم بعضا. احذروا الظلم لا لا تظالموا والظلم الذي يكون بين العباد او ظلم العباد بعضهم لبعض يكون في امور ثلاثة جاءت مبينة في حديث النبي عليه الصلاة والسلام عندما خطب الناس في حجة الوداع فقال عليه الصلاة والسلام ان دمائكم واموالكم واعراضكم. عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا فهذه الامور الثلاثة التي يقع فيها التظالم بين الناس. الدماء والاموال والاعراظ وهي محرمة محرم ان يظلم احد احدا في ماله او في نفسه او في عرضه جعلها الله سبحانه وتعالى بين العباد محرمة الدماء محرمة لا يجوز ان يظلم احد احدا في دمه سواء في دمه بان يريق دمه الى ان يموت بذلك او ان يعتدي عليه بنوع من الاعتداء الذي يؤثر على دمه او على عظمه او على جسمه او على بدنه فكل ذلك ظلم كل ذلك ظلم اي اعتداء يكون من الانسان على بدن الاخر سواء بما تفوت به نفسه فيموت او بما يحصل به عليه الضرر في بدنه باي نوع من انواع الظرر فهذا كله ظلم محرم حرمه الله تبارك وتعالى على عباده. حرم على عباده ان يظلم بعضهم بعضا في ابدانهم الابدان محرمة بل لا يجوز للانسان وتأمل هذا. لا يجوز للانسان ان يظلم بدن نفسه فضلا عن ان يظلم بدن الاخرين لان بدن الانسان نفسه امانة امانة امانة ائتمنه الله جل وعلا عليها ولهذا لا يظلم لا يظلم حتى حتى بدن نفسه واذا تعاطى الانسان امورا محرمة مثل المخدرات والعياذ بالله هذا ظلم بدنه كذلك من يتعاطى التدخين هذا ظلم بدنه لان التدخين من الامور التي يظلم بها البدن لانه لا ينفع البدن بشيء المدخن عندما يدخل الدخان الى جوف نفسه لا ينفع بدنه بشيء ابدا وفي الوقت نفسه يضر بدنه بالتدريج هذا ظلم للبدن وظلم البدن محرم يحرم على الانسان ان يظلم بدن نفسه ولهذا من لطيف المعاني وبديع البيان قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الاحاديث التي وردت في النهي عن ان يمشي الرجل بنعل واحدى قدميه حافية او ان يجلس في الظل وجزء من بدنه في الشمس او ان يحلق بعض رأسه ويبقي البعض الاخر. ورد في هذا احاديث معروفة فيقول شيخ الاسلام ان هذا النهي عن هذه الاعمال هو من باب عدم ظلم البدن من باب عدم ظلم البدن عندما يكون بعض بدنك في الظل وبعض بدنك في الشمس اذا كانت الشمس حارة ظلمت الذي في الشمس من بدنك واذا مشيت بنعل واحدة والاخرى حافية ظلمت الرجل الحافية واذا حلقت بعض رأسك وابقيت ظلمت البعض والاسلام جاء بتحريم الظلم. سواء ظلم ظلمك لنفسك سواء ظلمك لنفسك بما يضرك في في بدنك او بما يضرك في دينك على ما سيأتي بيانه فهذا محرم وكذلك ظلم الاخرين ظلم الاخرين بالاعتداء عليهم في في في ابدانهم المعبر عنها في الحديث بقوله ان دمائكم التعرض لبدن الانسان بما يميته او بما يضره اما يسبب له جرحا او يكسر له عظما او يفقأ له عينا او يكسر له سنا الى غير ذلك. كل ذلك ظلم والظلم ظلمات يوم القيامة ظلم حرمه الله تبارك وتعالى على عباده وجعله بينهم محرما ولهذا اي احد وقع في شيء من هذه الامور سيلقاها يوم القصاص يوم يوم يقف الناس بين يدي رب العالمين فيقتص لكل مظلوم من ظالمه. قلت المظلمة او او او كبرت النوع الثاني من انواع الظلم ظلم الناس بعضهم لبعض ظلم الانسان في ماله ظلم الانسان في ماله فهذا ايضا ظلم والظلم ظلمات ولا يجوز لاحد ان يظلم احدا في ماله باي نوع من انواع الظلم سواء بالغش من غشنا فليس منا او بالمخادعة والكذب او بالربا الذي وصف الله تبارك وتعالى المرابي بانه محارب لله ورسوله فاذنوا بحرب من الله ورسوله او بالبيوع المحرمة او بغير ذلك من التعاملات التي فيها اكل لاموال الناس بالباطل فهذا ظلم والظلم ظلمات يوم القيامة. حتى لو حصل حتى لو حصل لانسان مثلا ما يسمى الان بكسب القضية في المحكمة كسب القضية في المحكمة ان يكون بينه وبين شخص ما خصومة في ارض ثم يكون هو الحن من صاحبه في الحجة ويكسب القضية وتكتب الارظ له وهو لا يستحقها هذا ظلم وان فات القاضي لان القاضي يحكم بما يسمع من الطرفين وقد يكون احد الطرفين الحا بالحجة من الاخر فقد يحكم للذي ليست له الارض. فحكم القاضي لا يحل حلالا ولا يحرم حراما. وانما القاضي يحكم بما بما يسمع من الطرفين وقد يكون احد الطرفين الحن بالحجة من الاخر في حكم له فهذا لا يجعل الامر آآ حلالا له. بل هو ظلم والظلم ظلمات يوم القيامة. وقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال من اقتطع شبرا من ارض طوقه يوم القيامة من سبعة اراضين من اقتطع شبرا من ارض طوقه يوم القيامة من سبعة اراضين ما معنى هذا اي انه يأتي يوم القيامة وعلى وعلى عنقه اطواق من سبعة اراضين يحملها على عاتقه يوم القيامة اطواق شبر من ارض او اشبار او امكار اخذها في الدنيا وربما تمتع بها وربما لم يتمتع ربما تمتع بها وربما لم يتمتع ربما لم يستفد منها ربما فقط ملكها بصك ووضعه في رف من الرفوف في بيته ولم يستفد منها ولم يتمتع لكنه يأتي يوم القيامة وهو يطوق هذا الذي اقتطعه الشبر الذي اقتطعه من سبعة اراضين يوم القيامة يحملها اطواقا على عنقه وينبغي ان يعلم هنا ينبغي ان يعلم هنا ان المظالم ايا كان نوعها يأتي بها الظلمة يحملونها يوم القيامة على اعناقهم المظالم ايا كان انواعها يأتي بها الظلمة يحملونها على اعناقهم كل يحمل مظلمته على عنقه لو كان مثلا ظلم اناسا ابل يأتي بالابل على عنقه يحملها ان الله على كل شيء قدير اذا كان ظلم اناس غنم فان الغنم يأتي به يحمله على عنقه يوم القيامة واحدة اثنتين مئة عشر اقل كلها يأتي يحملها على عنقه اذا كانت اراضي اذا كانت ايا كانت اموال من الذهب والفضة الريالات ايا كان يأتي يحمل يوم القيامة مظالمه على عنقه يحمل يوم القيامة وزرا يحملها على عنقه ومما يبين ذلك ما جاء في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام انه ذكر ذكر يوما للصحابة الغلول والغلول هو اخذ المال بغير الحق بالعدوان والاعتداء والبغي ذكر عليه الصلاة والسلام الغلول ثم خطب الناس. وقال عليه الصلاة والسلام في خطبته يا ايها الناس لا يأتين احدكم يا ايها الناس لا يأتين احدكم وهو يحمل على رقبته بعير له رغاء فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك لا يأتين احدكم وهو يحمل على رقبته فرس له حمحمة فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك لا يأتين احدكم يوم القيامة وهو يحمل على رقبته شاة لها ثغاء. فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك لا يأتين احدكم يوم القيامة وهو يحمل على رقبته رقاع تخفق رقاع اي جنود او اوراق فيها مظالم للناس في الدنيا يحملها على رقبته. فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك ولك شيئا قد ابلغتك لا يأتين احدكم يوم القيامة وعلى رقبته صامت فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك ومعنى قوله صامت اي ذهب او فظة او غير ذلك من انواع الاموال الغير ناطقة لان العرب تقسم المال الى قسمين مال ناطق وهي بهيمة الانعام والخيل والحمير وغيرها ومال صامت مثل الذهب والفضة ونحوها من الاموال فالشاهد ان الذي يظلم الناس في اموالهم شيئا سواء قطعة ارض او مثلا من بهيمة الانعام او من المال والذهب والفضة وغير ذلك كل ذلك يأتي به الظالم يحمله يوم القيامة على رقبته قل قل الظلم او كثر آآ فانه يحمل ذلك على رقبته يوم القيامة كما دلت على ذلك على ذلك النصوص الذي التي مر معنا شيء منها فهذا ظلم الناس في اموالهم لا يحل للانسان ان يظلم احدا في ماله لا يحل للانسان ان يظلم احدا في ماله وعندما تقرأ ايظا النصوص فيما يتعلق بالاموال ورعايتها وحفظها وعدم الاعتداء فيها تجد ان الشريعة فصلت في هذا الباب تفصيلا واسعا وبينت في ذلك المقام بيانا وافيا في تحذير الناس من هذا الظلم الذي حرمه الله سبحانه وتعالى بين عباده النوع الثالث من انواع الظلم ظلم الناس في اعراضهم ظلم الناس في اعراضهم. وهذا يدخل تحته امور عديدة منها الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء وغير ذلك من انواع الاعتداءات على الناس في اعراضهم. وهذا ظلم ظلم والظلمات الظلم ظلمات يوم القيامة ومن كانت له مظلمة من كانت له على اخيه مظلمة وقع في في ظلم اخيه فليتخلص من مظلمته في الدنيا قبل ان تقتص منه يوم القيامة. لان يوم القيامة لا يكون اموال لا يكون اموال الاموال تنتهي من الانسان بموته مثل ما قال عليه الصلاة والسلام يتبع الميت ثلاثة عندما يموت يتبعه الميت ثلاثة فيدخل معه في قبره واحد ويرجع اثنان يتبعه ماله وعمله وولده. فيرجع اثنان ويبقى واحد وهو العمل لا يدخل مع الانسان في قبره الا عمله سواء كان صالحا او طالحا اما المال والاولاد ونحو ذلك كل ذلك ليس شيء منه يدخل مع الانسان في قبره ليس شيء من ذلك يدخل مع الانسان في قبره. ولهذا الواجب على الانسان ان يتخلص من المظالم في الدنيا قبل ان تقتص منه يوم القيامة بالحسنات قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل فيتتبع الانسان المظالم ويجتهد في التخلص منها قبل ان يلقى الله سبحانه وتعالى بها. قبل ان يلقى الله جل وعلا بها ان كانت المظالم مظالم مالية حقوق مالية اموال اراضي اه دواب مواشي ايا كانت ليتخلص منها الان قبل ان يأتي يوم القيامة حيث لا درهم ولا دينار فيعيد المظالم الى اهلها يذهب الى اصحاب المظالم ويعيدها لهم بنفس طيبة ويعطيهم حقوقهم كاملة وافية غير منقوصة. قبل ان يأخذوها منه يوم القيامة. وما ضاع في الدنيا لا يظيع يوم القيامة لكن من الخير للانسان ومن العقل ايضا ان يتخلص من المظالم في الدنيا قبل ان تقتص منه يوم القيامة قبل ان تقتص منه يوم القيامة وقد يموت الانسان بعد يومين او ثلاثة او شهر وعنده اموال كثير منها للناس مظالم ماذا يفيده؟ لو فارق هذه الاموال بعد يومين او ثلاثة او شهر ولم ينتفع منها هو وبقيت عليه قصاصا يوم القيامة يقتص منه اصحاب المظالم. ولهذا العقل والحكمة ان يبادر الانسان ولا يؤخر الى اعادة المظالم الى اهلها ايا كانت قلت او كثرت واذا كان الانسان لا يجد يذهب اليهم ويتوددهم ويتلطف معهم ويطلب منهم العفو ويقول انا ان شاء الله اجتهد اعطيكم اياها مقصطة او مجزئة ارجو ان تسامحوني يطلب منهم السماح اولى له من ان يلقى الله عز وجل يوم القيامة وهو يحمل ظلمه ومن الناس من هو صاحب عفو اذا جاءه من ظلمه متلطفا ومتوددا ووعدهم بان يعطيه بعض الذي اخذ او جزءا من الذي اخذ قد يعفو عنه ويسامح ولهذا من الخير للانسان اذا كانت المظالم مالية ان يبادر بالتخلص منها في هذه الحياة الدنيا واذا كانت المظالم تتعلق بالاعراض ايظا يبادر للخلاص من ذلك. قال العلماء اذا كان الانسان اغتاب شخصا او سخر منه واستهزأ به بما بلغ ذلك الشخص هذا الامر فاذاه وادخل عليه الما وضيقا فان من التوبة هنا ان يذهب اليه ويطلب منه السماح والعفو. اما اذا كان اغتابه فيما لم يبلغه فان التوبة هنا بالاستغفار له والدعاء له. وكثرة الثناء عليه. لانك قد تبلغه بما حصل منك فتدخل في نفسه حزازة لا حاجة اليها فيكفي على الصحيح من اقوال اهل العلم انك تدعو له كثيرا تستغفر له تثني عليه خيرا تذكره بالخير والجميل الى غير ذلك من الاعمال الطيبة التي باذن الله تبارك وتعالى تكون كفارة فيبادر الانسان الى الخلاص من من هذه المظالم بانواعها وهي كما مر معنا في في الحديث ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا والظلم من حيث هو انواعه ثلاثة كما جاء ذلك مبينا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو حديث ثابت عنه قال عليه الصلاة والسلام دواوين الظلم يوم القيامة ثلاثة قال صلى الله عليه وسلم دواوين الظلم يوم القيامة ثلاثة ديوان لا يغفره الله وديوان لا يتركه الله. وديوان لا يعبأ الله به. هذه دواوين الظلم التي تأتي يوم القيامة دواوين الظلم اي دواوين اعمال الناس التي يظن وقعوا فيه وارتكبوه في هذه الحياة الدنيا انواعه ثلاثة النوع الاول قال ديوان لا يغفره الله وهو ديوان الشرك والعياذ بالله فالذي يموت مشركا بالله عز وجل يأتي وهو يحمل هذا الديوان الخطير من الظلم ومن المعروف ان والمعلوم ان الشرك اظلم الظلم واشنعه وافظعه كما قال الله تبارك وتعالى ان الشرك لظلم عظيم. وكما قال جل وعلا والكافرون هم الظالمون وقال جل وعلا والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يسترخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير. الظالمين هنا اي المشركين الذين ظلموا انفسهم بالشرك بالله عز وجل فهذا اظلم الظلم اظلم الظلم ويأتي المشرك يحمل هذا الديوان الخطير من الظلم وهو ديوان لا يغفره الله ويجب ان يعرف معنى لا يغفره الله اي ان صاحبه يكون في نار جهنم خالدا فيها ابد الاباد لا مطمع له ابدا في مغفرة الله عز وجل لا مطمع له ابدا في مغفرة الله عز وجل. يطلب في في في جهنم المشرك ان يعاد الى الدنيا ليعمل صالحا غير الذي كان يعمل فلا يستجاب له يطلب المشرك في نار جهنم ان يخفف عنه من العذاب فلا يستجاب له بل ان اشد اية كما قال علماء التفسير على المشركين في نار جهنم اشد اية عليهم هي قول الله تعالى في سورة النبأ فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا. اي ان المشرك ليس له في نار جهنم رحمة وليس له مغفرة وليس له تخفيف من العذاب اب ليس له في النار الا ماذا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فالمشرك لا مطمع له ابدا ان مات على الشرك لا مطمع له في مغفرة الله عز وجل ابدا. وهذا مما يجلب الى الى قلوب خوفا من الشرك خوفا عظيما والعقلاء من اصفياء الله عز وجل وعباده وكمل خلقه يخافون من الشرك هذا امام الحنفاء الخليل عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه واجنبني وبني ان نعبد الاصنام ربي انهن اضللنا كثيرا من الناس وكان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك كان يخافه عليه الصلاة والسلام على امته الواجب على الانسان ان يكون خوفه من الشرك اشد خوف ان يكون خوفه من الشرك اشد خوف وان يسأل الله تبارك وتعالى ان يعيذه من هذا الظلم. وان يحميه من هذا الذنب الوخيم الذي هو اشد الذنوب واخطرها على الاطلاق الديوان الثاني قال ديوان لا يتركه الله ديوان لا يتركه الله. وهو ظلم العباد بعضهم لبعض فهذا لا يتركه الله عز وجل يوم القيامة بل انه سبحانه وتعالى يقتص للمظلوم من ظالمه حتى انه مر معنا في الحديث انه سبحانه وتعالى يحشر الوحوش والبهائم واذا الوحوش حصرت يحشر الوحوش والبهائم يوم القيامة ويقتص تبارك وتعالى للبهيمة اه الجدعاء من البهيمة الجمعاء او القرناء اذا كانت نطحتها في الدنيا يقتص لها تبارك وتعالى يقتص لهذه البهائم التي لا تعقل فكيف بالادميين العقلاء فهذا الديوان الثاني لا يتركه الله عز وجل ومعنى لا يتركه اي انه سبحانه وتعالى يوم القيامة يقتص للظالم يقتص للمظلوم من ظالمه قلت المظلمة او كبرت يقتص تبارك وتعالى للمظلوم من ظالمه ولو كانت المظلمة قليلة او خفية انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله لطيف خبير. فالمظلمة قلت او كثرت يقتص لصاحبها من من الظالم يوم القيامة. هذا معنى قوله لا يتركه الله لا يتركه الله عز وجل ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا القسم الثالث او الديوان الثالث من دواوين الظلم ظلم العبد لنفسه فيما دون ذلك فيما بينه وبين الله في المعاصي والاخطاء والاثام التي هي ليست شركا وليست ايضا ظلما للعباد فهذه امرها تحت مشيئة الله عز وجل ان شاء الله عز وجل عذب صاحبها وان شاء رحمه وان عذبه فانه لا يخلده في نار جهنم لانه لا يخلد في النار الا الا المشرك فهذه دواوين الظلم الثلاثة كما هو مبين في حديث النبي عليه الصلاة والسلام والواجب على المسلم ان يجاهد نفسه مجاهدة تامة ما دامت روحه في جسده على الخلاص من الظلم كله بانواعه الثلاثة مستعينا بالله مستعينا بالله تعالى طالبا منه المدد والعون والتوفيق قال يا عبادي قال تعالى يا عبادي اني قد حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا يا عبادي انكم الذين تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب ولا ابالي فاستغفروني اغفر لكم وهذا مما يبين لنا عظيم مغفرة الله عز وجل وعظيم رحمته وتوبته جل وعلا على عباده وانه عز وجل اقبل التوبة عن عباده من عباده ويعفو عن السيئات ولا يتعاظمه سبحانه وتعالى ذنب ان يغفره جل وعلا مهما عظم الذنب ومهما كبر الجرم ولهذا قال في الحديث ولا ابالي ولا ابالي اي مهما كان الذنب ومهما كان الخطأ ومهما كانت المعصية فالله عز وجل يتوب على من تاب فهذا فيه فتح لباب التوبة والاوبة والرجوع الى الله عز وجل والاستغفار من الذنوب والخطايا كما مر معنا قول الله سبحانه وتعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. وفي الحديث القدسي حديث انس في الترمذي وغيره يقول الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا. ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة وهذا الحديث من اجمع الاحاديث لاسباب مغفرة الذنوب. وهي ثلاثة الدعاء مع الرجاء وملازمة الاستغفار والتوحيد الذي هو اعظم موجبات نيل مغفرة الله سبحانه وتعالى ورحمته قال هنا انكم تخطئون بالليل والنهار وهذا فيه ان بني ادم خطاء كما جاء هذا المعنى مبينا في قول النبي عليه الصلاة والسلام كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون ابن ادم فيه الخطأ فيه التقصير فيه الظلم لنفسه فيه الظلم لغيره فيه الزلل فيه العثرة هذه الامور موجودة في ابن ادم لابد من الخطأ لابد من الخطأ وليس هناك من هو معصوم من من الذنب او من الخطأ فالخطأ موجود والخطأ والخطأ حاصل انكم تخطئون بالليل والنهار انكم تخطئون بالليل والنهار وفي الحديث قال كل بني ادم خطاء اذا اذا كان اذا كانت هذه حالنا اذا كانت هذه حالنا فما الذي علينا قال انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب وانا اغفر الذنوب اي ان اي خطأ يقع فيه الانسان واي زلل يقع فيه الانسان ويتوب الى الله سبحانه وتعالى منه فالله يغفر له ويتوب عليه. من تاب تاب الله عليه مهما كان ذنبه ولهذا قال وانا اغفر الذنوب ولا ابالي فاستغفروني اغفر لكم وينبغي ان يعلم ان المراد هنا بقوله فاستغفروني اغفر لكم. ليس المراد من ليس المراد هنا الاستغفار المجرد الذي هو قولك استغفر الله ليس المراد هنا الاستغفار المجرد الذي هو قولك استغفر الله لان قولك استغفر استغفر الله هذا دعاء تطلب فيه من الله عز وجل ان يغفر لك دعاء وطلب والداعي الطالب قد يتحقق له مقصوده وقد لا يتحقق لوجود اسباب لقبول الدعاء وموانع ايضا من القبول لكن المراد هنا في قوله فاستغفروني اغفر لكم اي استغفروني من هذه الذنوب بالتوبة الى الله سبحانه وتعالى ان تتوبوا الى الله فمن تاب من ذنبه تاب الله عليه مهما كان ذنبه باصطفاء شروط التوبة المعروفة وهي ان تكون في توبتك مخلصا لله لا ترائي ولا تسمع ولا تريد محمدة الناس وثنائهم وانما تتوب الى الله طالبا ثوابه ومغفرته ورحمته والامر الثاني ان تقلع عن الذنب اقلاعا تاما والامر الثالث ان تندم على فعلك له ووقوعك فيه والثالثة والرابع ان تعزم على الا تعود الى الذنب والامر الخامس ان ان يكون توبة الانسان في في اواني التوبة ووقتها لان هناك وقتان لا تقبل فيها توبة التائب وذلك عندما يغرغر الانسان وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان. التوبة لا تقبل عند الغرغرة وكذلك لا تقبل التوبة عندما تطلع الشمس من مغربها اذا طلعت الشمس من مغربها امن الناس جميعا لكن لا تقبل التوبة حينئذ فاذا هذه شروط للتوبة اذا توفرت في العبد واجتمعت فيه وتاب الى الله عز وجل تاب الله عز وجل عليه. واذا كان متى الذنوب تتعلق بحقوق الادميين فلا بد مما سبق الاشارة اليه في التوبة من تلك الذنوب ثم قال يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم هنا في في صحيح مسلم عندما روى هذا الحديث في اضافة قبل هذه الجملة قبل هاتين الجملتين قال يا عبادي كلكم ضال الا من هديته. فاستهدوني اهدكم ثم قال يا عبادي كلكم جائع ثم قال يا عبادي كلكم عار فذكر اولا الضلال قال يا عبادي كلكم ضال الا من هديته وفيه ان العبد يكون ضالا ولا يتنافى هذا مع اخلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم لان المراد بالظلال هنا ليس المعنى المستفاد من من الحديث وان المراد من من الضلال كون الانسان لا يعرف تفاصيل الدين وتفاصيل الشرائع واحكام والاحكام التي يأمره الله عز وجل بها والامور التي ينهاه عنها كل هذه العبد ينشأ ضال عنها لا يعرفها والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا ولهذا قال الله عز وجل في حق نبيه عليه الصلاة والسلام قال وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان هذه الاية تفسر لنا الاية التي في سورة الضحى وهي قول الله تعالى ووجدك ضالا فهدى وجدك ضالا نايعا تفاصيل الشرائع حتى هداك الله عز وجل اليها بالوحي المبين قال كلكم ضال الا من هديته. وهذا فيه ان هداية الناس بيد الله عز وجل. لا يملك الهداية اي احد كائنا من كان الهداية بيد الله ولهذا اجتهد نبينا عليه الصلاة والسلام في هداية عمه ابي طالب ومات عمه ولم يهتدي فانزل الله قوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وقال عز وجل وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. تأمل الاية الاولى قال احببت. والثانية قال ولو حرصت فمهما حرص الانسان ومهما احب الانسان هداية اخر لم يكتب له الله له الهداية لا يهتدي. لان الهداية بيد الله. قال كلكم ضال الا من هديته وهذا فيه تذلل الانسان الى الله عز وجل في طلب هدايته منه ولهذا كثرت الاحاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام في الامر بسؤال الله الهداية. اللهم اهدني فيمن هديت اللهم اني اسألك الهدى والسداد اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفة والغنى ومن دعائه عليه الصلاة والسلام اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون ومن دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك والادعية في هذا المعنى الثابتة عنه عليه الصلاة والسلام كثيرة فالهداية من الله جل وعلا. قال كلكم ضال الا من هديته لا نجاة لانسان من الضلال ولا ثبات له ايضا على الهداية الا بتثبيت الله له وهدايته له. ولهذا وجب على كل مسلم يلجأ الى الله عز وجل آآ لجوءا تاما في ان يهديه ولهذا كان اعظم الدعاء ما جاء في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم يقول ابن تيمية رحمه الله تأملت في الادعية الواردة فوجدت ان اعظمها سؤال الله الهداية وهو في سورة الفاتحة وهذه الدعوة هي الدعوة الوحيدة من جملة الدعوات المشروعة التي يجب على كل مسلم ان يدعو الله بها فرضا واجبا لازما كل يوم وليلة سبع عشرة مرة يجب على كل مسلم ان يسأل الله هذا الدعاء سبع عشرة مرة في الصلوات المكتوبة اهدنا الصراط المستقيم ولهذا قال ايضا العلماء ينبغي ان ينبه العوام ان هذا دعاء حتى اذا قرأوا الفاتحة يستشعرون انهم يدعون الله عز وجل فالهداية بيد الله عز وجل قال استهدوني اهدكم ومعنى استهدوني السين للطلب اي اطلبوا منا الهداية اطلبوا مني الهداية حتى المهتدي الذي عرف الدين وعرف الاستقامة ايظا يطلب من الله الهداية وها انت تقول في صلاتك اهدنا الصراط المستقيم حتى الذي هداه الله فعرف الاسلام يسأل الله الهداية لان في سؤالك الهداية في طلب المزيد في طلب الثبات فيه طلب معرفة ما لم تعرفه في طلب القيام بالاعمال التي لم تقم بها الى غير ذلك من المعاني التي يشملها سؤالك الله تبارك وتعالى الهداية. قال استهدوني اهدكم قال يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم هنا تنبه الى فائدة لطيفة بدأ اولا بسؤال الله الهداية قال كلكم كلكم ضال الا من هديته ثم ذكر سؤال الله الطعام ثم ذكر بعد ذلك سؤال الله الكساء وهذا فيه فائدة عظيمة وهي ان حاجة الانسان الى الهداية الى الدين اعظم من حاجته الى ماذا الى الطعام والى الكساء حاجتك الى آآ الهداية الى الدين الى لباس التقوى لباس الدين اعظم من حاجتك الى الى اللباس الذي يستر سوءتك وتتجمل به. والى الطعام الذي يسد فاقتك وحاجتك. الحاجة الى الدين امس والحاجة الى الدين الحاجة الى الدين امس ولهذا بدأ به لانه هو الاهم قال قال كلكم ضال الا من هديته. بدأ به ثم ذكر بعد ذلك سؤال الله الطعام وسؤال الله عز وجل الكساء قال كلكم جائع الا من اطعمته. وهذا فيه ان الانسان لا لا لا نصيب له ولا حظ له من الطعام الا ما من الله عليه به. فالله عز وجل هو الذي يسر الطعام هو الذي يسر الماء الذي ينبت به الطعام وتحيا به الدواب واجعلنا من الماء كل شيء حي هو الذي سخر ذلك كله تبارك وتعالى ويسره. قال الله تبارك وتعالى في هذا الحديث القدسي العظيم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم قوله استطعموني السن للطلب اي اطلبوا مني طعامكم قد مر معنا قريبا عند المصنف ترجمة وهي قول الله تبارك وتعالى قول المصنف باب سؤال العبد الرزق من الله لقوله ارزقنا وانت خير الرازقين استطعموني اي اطلبوا مني طعامكم ورزقكم وغذائكم وشرابكم اطلبوا مني ذلك وقوله استطعموني يتناول جانبين كل منهما هو استطعام الاول الدعاء ان تدعو الله عز وجل بان يرزقك وقد مر معنا بعض الادعية في هذا الباب وان يطعمك وان يكسوك فتسأل الله عز وجل ذلك هذا استطعام استطعام تسأل الله جل وعلا والجانب الاخر وهو جانب عملي وله ايضا جانبان الاول عبادة الله جل وعلا وطاعته لان العبادة نفسها والمحافظة عليها من اعظم اسباب الرزق والعيش الهني كما قال جل وعلا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقال جل وعلا ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض فتقوى الله عز وجل وعبادته وطاعته والمحافظة على اوامره من اعظم اسباب الرزق الطيب والعيش الهنيء قال جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة اي في في هذه الحياة الدنيا اذا هذا جانب وهو العمل الصالح وعبادة الله والتقرب اليه والبعد عن المعاصي والاثام ولهذا فان الذنوب والمعاصي يترتب عليها من قلة المعيشة وضيق وضيق الرزق وغلاء الاسعار الى غير ذلك من الامور التي اه تؤثر على الناس في ارزاقهم ومعاشهم وطعامهم وشرابهم وكسائهم هذا جانب الجانب الثاني بذل الاسباب استطعموني لا يكفي فقط ان يكون الانسان اللهم ارزقني ولا يبذل السبب بل لا يبذل الاسباب كما قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله فيبذل السبب لا يبقى في بيته بل يخرج ويبحث عن العمل ويبحث عن التجارة ويبحث عن الرزق ويتسبب في اكتساب الرزق وقد مر معنا عند المصنف رحمه الله ابواب عظيمة ومفيدة جدا في في هذا الباب باب اكتساب اكتساب الرزق والعمل والصناعة ونحو ذلك فيدخل ايضا في استطعموني ان تبذل السبب الذي امرك الله به. قال جل وعلا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه تمشوا في مناكبها امرك بالمشي والسعي والعمل اذا قوله قوله تبارك وتعالى في هذا الحديث القدسي استطعموني استكسوني اكسكم يتناول الدعاء بان تسأل الله عز وجل ان يمن عليك بالطعام بالشراب بالكساء ويتناول ايضا العمل الصالح الذي تتقرب به الى الله والبعد عن المعاصي والاثام ويتناول ايضا بذل الاسباب باكتساب الرزق وتحصيل المعاش الطيب الحلال الذي احله احله تبارك وتعالى لعباده. قال كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم ثم ذكر بعظ المعاني الاخرى التي يأتي الحديث عنها ان شاء الله في اللقاء القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك فيكم والهكم الله الصواب. وفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا. وغفر لنا ولكم المسلمين هذا سائل يقول هل الشرك الاصغر داخل في الديوان الذي لا يغفره الله؟ الشرك الاصغر يختلف عن الشرك الاكبر في حده وحكمه اما من حيث حد الشرك الاكبر فعرفناه هو تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله تبارك وتعالى اما الشرك الاصغر فهو ما اطلق عليه في الشرع بانه شرك ولم يبلغ هذا الحد كشرك الالفاظ قول ما شاء الله وشئت او قول لولا البط لجاءنا اللصوص او الحلف لغير الله او نحو ذلك فهذا كله من من الشرك ولكنه في الحد يختلف عن حد الشرك الاكبر وايضا في الحكم فان صاحب الشرك الاكبر مخلد في يوم القيامة ابد الاباد اما صاحب الشرك الاصغر فمن اهل العلم من يقول انه داخل في قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به بمعنى انه يعاقب عليه ولابد لكنه لا يخلد بهذا الشرك في النار وانما يعاقب عليه ومنهم من يقول هو مثل بقية الكبائر داخل تحت المشيئة. نعم يقول هل يجوز ان نقول الحديث القدسي بالمعنى لا نقوله نصا؟ وما الفرق بينه وبين القرآن؟ اذا لما يتمكن الانسان من الاتيان بلفظه وقال فيما معناه فلا بأس بذلك وعندنا الان رواية البخاري للحديث فيها شيء من الاختلاف على الرواية مسلم سواء في الالفاظ او ايظا من حيث الزيادة والنقص وهذا يدخله الرواية بالمعنى مثل ما يدخل بقية الاحاديث لكن اذا لم يتيسر للانسان ولم يتسنى له الاتيان باللفظ آآ متقنا تاما واحتاج الى روايته بالمعنى مع الظبط للمعنى والاتقان فلا بأس بذلك والا لا شك ان الاتيان الالفاظ اه متقنة مضبوطة هو الاولى والاجدر كما قال عليه الصلاة والسلام نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها فوعاها فاداها كما سمعها يقول هل يجوز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم على ضوء الحديث الذي ذكرتموه؟ في قول النبي صلى الله عليه وسلم اغثني فيقول لا املك لك شيء قد ابلغت. الحديث دليل على حرمة الاستغاثة بالنبي عليه الصلاة والسلام وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم لا املك لك شيئا فالاستغاثة بمن يملك الامر كله وهو رب العالمين ولهذا قال اذ تستغيثون ربكم وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم ليس لك من الامر شيء قال يا فاطمة بنت محمد لا املك لك شيئا فالاستغاثة لا تكون الا بالله لكن الطلب من من المخلوق الحي فيما يقدر عليه مثل ان تقول لمخلوق حي ادعو الله لي او اعطني كذا مما هو يملكه سليني من مالي ما شئت اذا تسأل انسان حي شيئا يملكه شيئا بيده مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام لفاطمة سليني من مالي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا اما طلب النجاة من النار والخلاص من النار فهذا لا يكون ولهذا بين النبي عليه الصلاة والسلام هذه الحالة قال يأتي احدكم فيقول اغثني فاقول لا املك لك من الله شيئا فهذا فيه حجة بالغة على ان الاستغاثة لا تكون الا بالله تبارك وتعالى وانه لا يلجأ الا الى الله عز وجل والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين