بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين بالحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الادب المفرد باب الظلم ظلمات. الحديث الثامن قال حدثنا عبد الاعلى بن مسهر او بلغني عنه قال حدثنا سعيد بن عبدالعزيز عن ربيعة بن يزيد عن ابي ادريس الخولاني عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى قال يا عبادي اني قد حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا. يا عبادي انكم الذين تخطئون بالليل والنهار. وانا اغفر الذنوب ولا لا ابالي فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته. فاستطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب عبد منكم لم يزد ذلك ففي ملكي شيئا ولو كانوا على افجر قلب رجل لم ينقص ذلك من ملكي شيئا ولو اجتمعوا في ولو اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان منهم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكه كي الا كما ينقص البحر ان يغمس فيه الخيط غمسة واحدة. ان يغمس ان يغمس فيه الخيط غمسة واحدة عندك الخيط ولا المخيط؟ عندي الخيط. الخيط؟ نعم. نعم. المخيط. الا كما البحر ان يغمس ان يغمس ان يغمس فيه المخيط غمسة واحدة. يا عبادي انما هي اعمالكم هم اجعلها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلوم الا نفسه. كان ابو ادريس اذا حدث بهذا الحديث جفا على ركبتيه بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث كما سبق ان مر معنا في الليلة الماضية هو اخر حديث اورده الامام البخاري رحمه الله تعالى في باب الظلم ظلمات وموضع الشاهد من هذا الحديث للترجمة ظاهر في الجملة الاولى من هذا الحديث وهي قول الله تبارك وتعالى يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرم فلا تظالموا ففيه جعل الله عز وجل اه وعرفنا ان الجعل هنا الجعل الشرعي جعل الله عز وجل الظلم محرما بين العباد فلا يحل لاحد ان يظلم احدا لا في نفسه ولا في ماله ولا في عرظه والظلم ظلمات يوم القيامة والحديث عرفنا ايضا مكانته العلية ومنزلته الرفيعة وما اشتمل عليه من بيان لاصول الدين وفروعه وهو حديث له مكانته عند اهل العلم حديث قدسي من كلام الرب جل وعلا يرويه عنه رسوله صلوات الله وسلامه عليه وفي الليلة الماظية مظى شرح جملة من او او طرف من جمل هذا الحديث المباركة العظيمة وبقي في الحديث بقية انتهينا الى قوله جل وعلا يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم في صحيح مسلم اضافة في هذا الموضع ليست موجودة هنا وكنا عرفنا بالامس ان هذه الرواية رواية الامام البخاري للحديث سقط منها بعض الالفاظ الثابتة في في هذا الحديث فمر معنا عبارة كلكم ضال الا من هديته وانها من العبارات التي سقطت هنا العبارة الثانية في هذا الموضع وهي قول الله تبارك وتعالى يا عبادي انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني وهذا فيه كمال غنى الرب جل وعلا الغنى التام عن عباده جل وعلا فهو عز وجل غناه عن عباده غنا ذاتي وفقر عباده اليه فقر ذاتي اي انه سبحانه وتعالى غني عن عباده من كل وجه وعباده فقراء اليه من كل وجه كما قال سبحانه يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد فالله عز وجل غني عن العباد غنى ذاتي من كل وجه جل وعلا والعباد فقراء اليه فقرا ذاتي فقرهم فقر ذاتي من كل وجه لا غنى لهم عن الله تبارك وتعالى طرفة عين فهم فقراء الى الله عز وجل في مصالحهم كلها الدينية والدنيوية والاخروية والله عز وجل غني عن العباد ومن غناه جل وعلا عن عباده ما ذكره سبحانه في هذا الحديث القدسي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغ نفعي فتنفعوني وتأمل الارتباط بين هذه الجملة والجمل التي قبلها في الجمل التي قبلها قال انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم ايضا قال استطعموني اطعمكم استكسوني اكسكم ذكر هذه المعاني ثم ذكر عقبها انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني اي انه سبحانه وتعالى في عطائه لعباده الطعام والشراب والهداية وغير ذلك من الامور التي يمن بها على عباده ويتفضل يعطيهم اياها جل وعلا لا عن حاجة يعطيهم هذا العطاء لا عن حاجة منه تبارك وتعالى بالعباد فهو غني عنهم لا يبلغ نفعه فينفعه تبارك وتعالى وتنزه عن ذلك وايضا لا يبلغ ضره فيضروه هذا يقابله ما تقدم انكم تخطئون بالليل وانا اغفر الذنوب غفرانه للذنوب تفضل منه وتكرم وانعام عن غنى منه جل وعلا عن العباد لا انه يغفر لهم اتقاء شيء او ضر من العباد فانهم لن يبلغوا ضره تبارك وتعالى فيضروه فهو غني عنهم ولهذا فانه عز وجل لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره معصية من عصى طاعة الطائعين لا لا لا تنفعه ومعصية العاصين لا تضره هذا كله يدل عليه قوله انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني باي وجه؟ وباي امر ولهذا ذكر بعد ذلك اه قوله تبارك وتعالى يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا وهذا يبين لنا ما سبق وهو انه تبارك وتعالى لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره معصية من عصى ولو ان الناس من اولهم الى اخرهم بل الثقلين الانس والجن من اولهم الى اخرهم قاموا جميعا الاولين والاخرين الانس والجن قاموا في قاموا في صعيد واحد او كانوا جميعا او كانوا جميعا على افجر قلب رجل منهم اي على قلب اشدهم فجورا اصبحوا كلهم في الفجور على اشد قلب رجل منهم فجورا ما نقص ذلك من ملك الله شيئا ولو كانوا اجمعين على قلبي اتقى رجل منهم كانوا كلهم تقات لله عز وجل على قلب اتقى رجل منهم ما زاد ذلك في ملكه جل وعلا شيئا فهذا يبين انه تبارك وتعالى لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره معصية من عصى طاعة الطائعين تنفعهم ومعصية العاصين تضرهم ولا يظرون الله سبحانه وتعالى بعصيانهم او بكفرهم شيئا فهو عز وجل لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره معصية من عصى ولهذا قال الله سبحانه من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ظل فانما يظل عليها من اهتدى فانما يهتدي لنفسه هداية الانسان لنفسه لا لا ينفع الله عز وجل هداية مهتد ومن ضل فانما يضل عليها اي ضلال الانسان على الانسان والله جل وعلا لا يضره ضلال من ضل ولا ينفعه طاعة من اطاع وذلك لكمال غناه جل وعلا عن العباد فهو غني عنهم وعن طاعاتهم غني عن دعائهم غني عن توبتهم غني عن صلاتهم غني عن صيامهم غني عن صدقاتهم غني عن ايمانهم غني عن ذلك كله جل وعلا وايضا في المقابل كفر الكافر وفجور الفاجر وظلال الظال وزيغ الزائغ كل ذلك لا يظر الله تبارك وتعالى شيئا ولا ينقص من ملكه تبارك وتعالى شيئا فهو عز وجل الغني الحميد قال قال تبارك وتعالى ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرظى لعباده الكفر غني تبارك وتعالى عن العباد كفر الكافر لا يضره وعصيان العاصي لا يضره كما ان طاعة المطيع وهداية المهتدي لا تنفعه تبارك وتعالى ثم تأمل هنا ان الرب عز وجل مع كمال غناه عن عباده وعن طاعاتهم وعن عباداتهم وعن قرباتهم مع الغنى الكامل الذي اتصف به سبحانه وتعالى مع ذلك كله فهو جل وعلا يفرح بتوبة التائبين جل وعلا وانابة المنيبين واقبال المقبلين عليه. وهذا الفرح تفضل منه ومن سبحانه وتعالى مع غناه عن توبة العباد وانابة العباد حتى ان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر في بيان فرح الرب جل وعلا بتوبة العباد فقال عليه الصلاة والسلام لله اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب من احدكم اظل راحلته بفلات وعليها طعامه وشرابه. حتى اذا ايس منها اوى الى ظل شجرة ينتظر الموت اوى الى ظل شجرة ينتظر الموت فبين هو كذلك اذا بخطام اذا بخطام ناقته عند رأسه فامسك بخطام الناقة وقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك. اخطأ من شدة الفرح فهذا الفرح عندما نتأمل في حاله نجد انه اشد فرح يتصور نتصوره في البشر اشد فرح نتصوره في مثل هذه الحالة رجل زاده وطعامه وشرابه على بعيره وبعيره ظل منه وهو في صحراء في مفازة في مهلكة وفقد البعير بحث عنه لم يجده ثم نام تحت ظل شجرة ينتظر الموت. والموت الذي ينتظره ماذا؟ موت تدريجي يأتيه الموت تدريجيا وهو بانتظار الموت التدريجي. لانه يأس من راحلته فبينما هو في هذه الحال اذا بخطام الناقة عند رأسه فامسك بالخطام وفرح فرحا شديدا عظيما عثوره او حصوله على ناقته وامساكه بخطامها فقال من شدة الفرح عن ذهول اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح. يقول عليه الصلاة والسلام لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم اظل راحلته بفلات الى اخر الحديث فهو عز وجل يفرح فرحا عظيما بتوبة التائبين مع ان توبة من تاب الى الله لا تنفع الله شيئا. كما ان بقاء العاصي على عصيانه ضلاله وزيغه لا يضر الله شيئا واذا عقل المسلم هذا المعنى تحركت نفسه الى صدق الاقبال على الله انابة وتوبة واقبالا على الله عز وجل وطلبا في لرضاه جل وعلا وسعيا فيما يحبه جل وعلا من صالح الاعمال وسديد الاقوال فالله عز وجل غني عنا وغني عن طاعاتنا لا لا لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره معصية من عصى ثم بين كمال غناه جل وعلا بقوله يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ثم سألوني فاعطيت كل واحد منكم او منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئا الا كما الا كما ينقص المخيط اذا غمس في البحر والمخيط الابرة اذا اذا غمست ابرة في بحر ماذا انقصت الابرة من البحر لو جئت عند بحر وغمست فيه ابرة ماذا انقصت هذه الابرة من البحر فيقول عز وجل لو ان الناس او الثقلين الانس والجن قاموا كلهم في صعيد واحد وسألوه وكل واحد ذكر حاجته ومسألته واعطى كلا ما سأل ما نقص ذلك من ملكه تبارك وتعالى شيئا فهذا يبين عظيم ملك الله عظيم ملك الله وسعة سلطانه وانه تبارك وتعالى عطاؤه كلام ومنعه كلام كما قال عز وجل انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فعطاؤه سبحانه وتعالى كلام ومنعه كلام اذا اراد ان يعطي احدا شيئا قال قال للشيء كن فكان فعطاؤه عز وجل كلام ومنعه كلام وقد قال عز وجل ما عندكم ينفد وما عند الله باق فهو عز وجل واسع الملك واسع السلطان عظيم القدرة جل وعلا عظيم الشأن عز وجل ولو اجتمعت الخلائق كلهم وسألوه واعطى كلا ما سأل ما نقص ذلك من ملكه شيئا وتأمل امرا اخر هنا يستفاد من هذه الجملة قوله لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني لو قامت لو قام هؤلاء في صعيد واحد من زمن ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها. اعدادهم كم هذا امر الامر الاخر لغاتهم واحدة او لغاتهم شتى؟ هل هل لغاتهم بالعشرات او بالالاف او بالملايين لغات الناس ولهجاتهم ايضا الحاجات والطلبات متفاوتة ومتباينة والجميع لو وقفوا في صعيد واحد وكلهم في لحظة واحدة في دقيقة واحدة تكلموا كل ذكر حاجته وكل تكلم بلغته وبلهجته وكل ذكر طلبته لسمعهم تبارك وتعالى اجمعين دون ان يختلط عليه صوت بصوت او لغة بلغة او حاجة بحاجة تبارك الله رب العالمين قالت عائشة رضي الله عنها سبحان الذي وسع سمعه الاصوات قالت عائشة رضي الله عنها سبحان الذي وسع سمعه الاصوات اي الاصوات كلها وليس اصوات الادميين او الجن والانس بل اصوات كل كل ذي صوت كل صوت قل او كبر او ضعف يسمع تبارك وتعالى جميع الاصوات ولا يختلط عليه جل وعلا صوت بصوت او لغة بلغة او حاجة بحاجة. فهذا هذا ايضا من جهة يبين لنا كمال سمع الله عز وجل وان سمعه تبارك وتعالى وسع الاصوات كلها قال عز وجل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير في قصة المجادلة التي جاءت الى النبي عليه الصلاة والسلام في بيته تجادل في زوجها وتشتكي الى الله لان زوجها ظاهرها قال انت علي كظهر امي ولها منها صبية وبنين وجاءت تحمل هما وتعاني من مشكلة وتجادل النبي عليه الصلاة والسلام في في امر زوجها والمصيبة التي حلت بها عائشة رضي الله عنها قالت كنت انا في طرف البيت فكنت اسمع اسمع بعض كلامها ويغيب عني بعضا وانا معها في البيت وما ان انتهت المرأة من مجادلتها للنبي عليه الصلاة والسلام في زوجها الا وينزل قول الله جل وعلا قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها فقالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سبحان الذي وسع سمعه الاصوات فالله عز وجل سميع بسمع يسمع الاصوات كلها. فهذا من جهة فيه اثبات كمال سمع الله جل وعلا ومن جهة اخرى فيه كمال ملكه عز وجل وكمال سلطانه وان الخلائق اجمعين لو سألوه تبارك تعالى ما سألوه من المطالب والحاجات ما نقص ذلك من ملك الله تبارك وتعالى شيئا وهذا ايضا يفيدك فائدة اخرى تتعلق بالناحية التعبدية والناحية السلوكية التي تخصك وهي ان يعظم ان تعظم ثقتك بالله جل وعلا وتوكلك على الله وطلبك الرزق من الله عز وجل وان تكون في سؤالك له تسأله سؤالا واثق بالله عز وجل الطامع في فظله ونواله وعطائه سبحانه وتعالى فهو جل وعلا لا يعجزه شيء لا يعجزه شيء ولا يتعاظمه حاجة يسأله يسألها تبارك وتعالى ان يعطيها عطاؤه سبحانه وتعالى كلام انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. ولهذا فانه سبحانه وتعالى يحب من عباده ان يسألوه كل حاجاتهم وكل طلباتهم حتى جاء له شسع نعلك. اذا انقطع تسأل الله جل وعلا اسأل الله عز وجل كل حاجة بل ثبت في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال انه قال ما معنى؟ ان الله عز وجل نعم قال عليه الصلاة والسلام من لم يسأل الله يغضب عليه من لم يسأل الله يغضب عليه. يحبه تبارك وتعالى من عباده ان يسألوه. جميع حاجاته الدينية والدنيوية والاخروية وقد جمع هذه الثلاث نبينا عليه الصلاة والسلام في الدعاء العظيم الثابت في صحيح مسلم اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر ثم ختم ثم ختم هذا الحديث او ختم هذا الحديث تبارك وتعالى بقوله يا عبادي انما هي اعمالكم اجعلها عليكم وفي مسلم احصيها عليكم انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. هذا لفظ مسلم انما هي اعمالكم احصيها لكم اي ان اعمال العباد كلها محصاة كل اعمال العباد محصاة قال جل وعلا احصاه الله ونسوه انت بعض اعمالك الذي قمت بها هذا اليوم دعك عن الايام الماضية والشهور والسنوات اعمال قمت بها اليوم ربما تنساها ولو قيل لبعضنا ما الطعام الذي تناولته في افطار هذا اليوم ربما نسيه وكثير من منا ينسى امورا حصلت اليوم له وحصلت في في في اسبوعه وحصلت في شهره وحصلت في السنة امور كثيرة ينساها لكن جميع ما قام به العباد من اعمال سواء كانت خيرا او شرا كلها محصاة محصاة على العباد احصاء دقيقا قال تبارك وتعالى ووجدوا ما عملوا حاضرا فكل ما يقوم به العبد وكل ما ما يعمله العبد محصن عليه. ومكتوب عليه قال انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها اعمالكم يتناول الاعمال الصالحة ويتناول الاعمال الصالحة الاعمال السيئة فالاعمال كلها محصاة يحصيها تبارك وتعالى على العباد وتكتب ولا يغادر منها صغيرة ولا كبيرة الا احصيت وكتبت على العباد احصاه الله جل وعلا. قال انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها اي اوفيكم يوم القيامة اجورها وثوابها ان كانت اعمالا صالحة واوفيكم ايضا عقابها ان كانت اعمالا سيئة قال احصيها لكم ثم اوفيكم اياها وتأمل هنا قول الرب سبحانه وتعالى اعمالكم الاعمال التي يقوم بها العباد من صلاة او صيام او صدقة وكذلك الاعمال الاخرى الاعمال السيئة التي يقومون بها من امور محرمة قتل او فواحش او محرمات او غير ذلك هذه كلها اعمال للعباد وتنسب اليهم وهي اعمالهم وهم الذين قاموا بها وفعلوها بمشيئتهم وباختيارهم ولهذا قال اعمالكم اي الاعمال التي اكتسبتموها وفعلتموها بمشيئتكم واختياركم بهذه الحياة الدنيا انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها اوفيكم اياها اي يوم القيامة اي يوم القيامة ومن العلماء من قال اوفيكم اياها اي في الدنيا اضافة الى يوم القيامة لان الاعمال الصالحة لها ثواب معجل في الدنيا فمن عمل صالحا ووجد اثاره في الحياة الدنيا فليحمد الله كما مر معنا الاية الكريمة من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة فالحياة الطيبة من ثمار الايمان والطاعة لله عز وجل فمن وجد ذلك فليحمد الله يحمد الله على نعمة الهداية ونعمة الصلاح ونعمة الاستقامة ونعمة البعد عن المحرمات ويحمد الله عز وجل على النعم التي ترتبت على هذه الطاعات وايضا يوم القيامة عندما يوفى اجره على طاعاته وعباداته وبعده عما حرم الله عز وجل فليحمد الله ولهذا اهل الجنة اذا دخلوا الجنة يقولون الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله فيحمدون الله على ما وفاهم سبحانه وتعالى من الثواب والنعيم والاجور آآ اه اه على ما قدموه من طاعات واعمال وقربات في حياتهم الدنيا قال انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله فمن وجد خيرا فليحمد الله ايضا تنبه هنا في حمد الله ان يكون حمدك لله عز وجل على كل نعمة على نعمة الوجود وعلى نعمة الهداية وعلى نعمة الثبات على الطاعة والوفاة على الايمان ودخول الجنة كل ذلك نعم فمن وجد خيرا فليحمد الله فهذا فيه حمد الله عز وجل على نعمه ونعمه جل وعلا على العباد لا تحصى وقد قال عليه الصلاة والسلام ان الله ليرضى عن عبده ان يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ولهذا امضي هذا الحديث على اطلاقه فمن وجد خيرا فليحمد الله كن حامدا لله على نعمائه شاكرا له سبحانه وتعالى على منه وعطائه فاذا تيسر لك خير ومن الله عز وجل عليك بخير فكن حامدا وكن شاكرا قال ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه فيستشعر دائما العبد بانه في نعم الله وفي من الله وفي عطاء الله جل وعلا. ويكون دائما حامدا لله عز وجل شاكرا له جل وعلا على نعمائه شكر في الدنيا وحمد في الدنيا وايضا حمد في الاخرة عندما يمن الله تبارك وتعالى على عبده بالنجاة من ودخولي الجنة نسأله تبارك وتعالى من فضله قال ومن وجد غير ذلك فلا يلوم الا نفسه من وجد غير ذلك يعني من وجد خلاف ذلك فلا يلومه الا نفسه لانه هو الذي قصر لانه هو الذي فرط لانه هو الذي ضيع واهمل كانت الفرصة امامه مواتية والامر والباب امامه مفتوح ومشرع ولكنه مضى في غفلة مضى في اعراض مضى في تضييع الى ان فات الفوات ولا ينفع حينئذ ندم او اسف فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه لانه هو الذي خسر ثمان اهل العذاب يوم القيامة يلومون انفسهم لوما شديدا لكن هل ينفعهم اللوم وايضا يلومون اكابرهم ومن اغوهم وصدوهم عن سبيل الله فلا ينفع يومئذ الندم ولا ينفع اللوم. وقال الشيطان لما قظي الامر ان الله وعدكم وعد الحق. ووعدتكم فاخلفتكم فلا تلوموني لانهم يلومونه يلومون ويلومون اكابر السوء ودعاة الشر الذين قادوهم الى الشر يلومونهم يوم القيامة الشيطان يخطب فيهم يوم القيامة يتبرأ يقول لا تلوموني ولوموا انفسكم لا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي اني كفرت بما اشركتموني من قبل اي لا انقذكم ولا تنقذونني لا اخلصكم ولا تخلصونني لا تلوموني ولوموا انفسكم انتم الذين عندما دعوتكم استجبتم لي وانقذتم لما دعوتكم اليه فلا تلوموني. يوم القيامة يكون فيه لوم اه لوم يلوم الانسان نفسه ويلوم الشيطان ويلوم دعاة الشر ودعاة الفساد ولكن ما ينفع اللوم لا ينفع اللوم ولا يفيد ولا يثمر قال ومن وجد غير ذلك فلا يلوم الا الا نفسه واذا لام نفسه وقال ليتني لم افعل قد اخطأت اعدني يا رب الى الحياة الدنيا. اعمل صالحا غير الذي اعمل. كل ذلك لا يجزي. ولا ينفع ولا يثمر ولهذا يجب على على الانسان ان يتغانم فرصة وجود روحه في جسده وبقائه في هذه الحياة ان يعمل بما يسره ان يلقى الله سبحانه وتعالى به قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الاخرة مقبلة ولكل منهما بنون فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا فمن الخير للانسان ان يحاسب نفسه وان يزن اموره واعماله من الخير لك ان تقف مع نفسك وتنظر في حياتك التي مضت وايامك التي تصرمت على ماذا مضت في اي شيء ماذا قدمت فيها وتحاسب نفسك وتلومها خير لك ان تلومها الان وتعاتبها الان من ان يكون اللوم والعتاب يوم القيامة ولا ينفع ولا يفيد قال فمن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه هذه الجملة التي ختم بها الحديث تدل على مكانة الاعمال مكانة الاعمال مكانة الاعمال العظيمة ومنزلتها العلية. وان الواجب على العبد ان يجاهد نفسه في هذه الحياة بالتقرب الى الله سبحانه بالاعمال الصالحة وان يحذر من الاعمال السيئة والا كل الخلائق سيقفون هذا الموقف كلهم سيقفون هذا الموقف وسينقسمون الى قسمين. قسم يحمد الله على ما من عليه وانعم. ويسر وهدى وقسم يلوم نفسه ولا تنفع يومئذ المنامة قال رحمه الله كان ابو ادريس اي الخولاني اذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه كان اذا حدث بهذا الحديث جثى على ركبتيه اي تعظيما لهذا الحديث فهو حديث قدسي من كلام الرب سبحانه وتعالى الله جل وعلا ينادي عباده فيه يا عبادي يا عبادي يا عبادي عشر جمل كل جملة منها بدأت بها عبادي كما هو لفظ الحديث في صحيح مسلم عشر جمل كل جملة منها بدأت بهذا يا عبادي وبين فيه من المعاني العظام والمقاصد الجليلة واصول الدين وفروعه وما يتحقق به وما تتحقق به سعادة العبد في دنياه واخراه فالحديث له مكانته وله منزلته وكان ابو ادريس الخولاني وهو الراوي للحديث عن ابي ذر رظي الله عنه اذا حدث بهذا الحديث جفى على ركبتيه بهذا انتهى المصنف رحمه الله من هذه الترجمة باب ظلمات وعرفنا شاهد الحديث لهذه الترجمة ثم بعد ذلك انتقل الى ترجمة جديدة. نعم قال رحمه الله باب كفارة المريض حدثنا اسحاق بن العلاء قال حدثنا عمرو بن الحارث قال حدثنا عبدالله بن سالم عن محمد الزبيدي قال حدثنا سليمان بن عامر حدثنا قال حدثنا سليمان ابن عامر ان غبيظ بن الحارث اخبره ان رجلا اتى ابا عبيدة ابن الحارث ابن الجراح رظي الله عنه وهو فقال كيف امسى اجر الامير؟ فقال هل تدرون فيما تؤجرون به؟ فقال بما يصيبنا فيما فقال انما تؤجرون فيما انفقتم في سبيل الله واستنفق لكم ثم عد اداة الرحل كلها حتى بلغ اذار البرذون ولكن هذا الوصب الذي يصيبكم في اجسادكم يكفر الله من يكفر الله به من خطاياكم يكفر الله به من خطاياكم. قال رحمه الله باب كفارة المريض هذه الترجمة وعدد من التراجم الاتية بعدها تتعلق بالمريض اولا من جهة المريض نفسه وان المرظ الذي اصابه والنصب والتعب كل ذلك كفارة له فالمصائب كفارات ومن جهة ايضا حقوق المريض على اخوانه ولا سيما عيادة المريض والدعاء له الى غير ذلك مما سيأتي مبينا عند المصنف رحمه الله في التراجم التي ساقها وقوله هنا باب كفارة المريض اي ان المرض الذي اصابه كفارة له كفارة له يكفر الله عز وجل بهذا المرض ذنوبه وخطاياه فهو كفارة للذنوب والخطايا والله عز وجل من رحمته بعباده ان جعل مجالات عديدة في الحياة الدنيا تكفر بها الذنوب والخطايا وقد مر معنا كلمة ابن القيم الجميلة قال فيها رحمه الله في الجنة ثلاثة انهر من تطهر بها طهرته وهي الحسنات الماحية والتوبة النصوح والمصائب المكفرة والمصائب المكفرة منها المرض قال ثلاثة انهر الحسنات الماحية والتوبة النصوح والمصائب المكفرة. قال فمن تطهر بها طهرته والا طهر يوم القيامة بنهر جهنم. نسأل الله عز وجل العافية والسلامة. فاذا المصائب التي تصيب الانسان في الحياة الدنيا من مرظ او سقم او شدة او لأواء حتى الشوكة يشاكها كل ذلك كفارة له وقد وقد عاد النبي عليه الصلاة والسلام مريضا فقال طهور ان شاء الله اي فيه تطهير لك وفيه كفارة لك. يطهر المريض ويمحصه من ذنوبه ووخطاياه فالمصائب كفارات ولهذا ينبغي على العبد اذا اصيب بمصيبة او مرض بمرض او اصابه سقم حتى الشوكة يساكها ان يحتسب ذلك عند الله عز وجل سترا وثوابا وايضا ينبغي على من يعود المريض ان يذكره بهذا المعنى بان يقول كفارة طهور ان شاء الله كفارة او طهور ان شاء الله او نحو ذلك. يذكره بهذا المعنى حتى يحتسب المريض مرضه ومصابه تطهيرا وكفارة لذنوبه وخطاياه اذا قوله كفارة المريض اي ما في المرظ من الكفارة للمريض والتطهير له من ذنوبه وخطاياه. اورد جملة من الروايات هنا بدأها بهذا الاثر عن سليمة ابن عامر ان غطيف ابن الحارث اخبره ان رجلا اتى ابا عبيدة ابن الجراح وابو عبيدة من العشرة المبشرين بالجنة قال وهو وجع وهو وجع اي به مرظ به سقم به علة يشتكي من من وجع قال وهو وجع فقال كيف امسى اجر الامير كيف امسى اجر الامير هذا السؤال هو في في الوقت نفسه سؤال وفيه ايضا تذكير بالاجر الذي يناله من اصيب ومن مرض او من اصابه سقم فيقول كيف امسى اجر المريض كيف كيف امسى اجرى الامير؟ لانه كان اميرهم كيف امسى اجر الامير يعني كانه يريد ان يقول له كيف امسيت مع المرض الذي تؤجر عليه لاحظتم السؤال؟ كانه يقول كيف امسيت مع المرض الذي تؤجر عليه فاقتصر على قوله كيف امسى اجر الامير يعني انك ان شاء الله مأجور على على هذا المرض فكيف امس اجرك اي ان امتداد المرض يعتبر امتداد لماذا امتداد الاجر وامتداد ايضا للتكفير تكفير الذنوب والتطهير فيقول كيف امسى اجر الامير اي كيف حالك مع هذا المرض الذي تؤجر عليه ان شاء الله؟ هذا معنى السؤال. كيف حالك مع هذا المرض الذي تؤجر عليه ان شاء الله فقال ابو عبيدة هل تدرون فيما تؤجرون به لان العائد هنا رتب الاجر على المرظ رتب الاجر على المرظ يعني حصول الثواب رتبه على المرظ فقال له ابو عبيدة اتدرون فيما تؤجرون؟ يعني هل تعلم عندما قلت لي هذه الكلمة ما هي الامور التي يؤجر الانسان من خلالها كانه ينبهه الى انه لا يرى ان المرض اه بحد ذاته باب للاجر هو باب لتكفير الذنوب وحط الخطايا لكن ليس باب اجر كانه يرى ذلك مع ان هناك ما ما يدل على على ذلك في الاحاديث ولهذا قال بعظ الشراح على فرض ثبوت هذه الرواية وفيها ظعف قالوا لعله لم يبلغه ما يدل على ثبوت الاجر حصول المرظ قال اتدرون بما فيما تؤجرون فقال بما يصيبنا فيما نكره اي هذا باب من من ابواب الاجر اي ان هذا باب من ابواب الاجر فقال ايا ابو عبيدة انما تؤجرون بما انفقتم القائل الان بما يصيبنا فيما نكره من هو الرجل الذي عاد ابا عبيدة لما قال له اتدرون فيما تؤجرون قال فيما يصيبنا فيما نكره يعني من ابواب الاجر او من ابواب اكتساب الاجر ما يصيبنا فيما نكره ما يصيبنا اي من مرض او سقم او نحو ذلك فيما نكرهه فقال فقال اي ابو عبيدة انما تؤجرون بما انفقتم في سبيل الله واستنفق لكم ذكر له هذا الباب من ابواب الاجر ما انفقتم في سبيل الله من صدقات او ما انفق لكم اي ما انفق لكم في في هذا الباب من الصدقات في سبيل الله تبارك وتعالى فهذا آآ باب من الابواب التي تؤجرون عليها ثم عد اداة الرحل كلها عد اي ابو عبيدة اداة الرحل كلها اي الادوات التي يستفاد منها في الدابة التي تركب وترتحل عدها كلها اي انها كلها مجال للاجر كلها مجال للاجر خطام الناقة اه الشداد الركاب الى غير ذلك من الامور التي يستفاد منها كل شيء من هذا انت تصدق به هو باب من ابواب الاجر قال فعد اداة الرحل كلها حتى بلغ اذار البرذون البرذون هو هو الدابة هو العذار هو اللجام خطام حتى بلغ ان ذكر خطام الدابة يعني اذا انفق في سبيل الله خطام الدابة تؤجر فيه والشداد الذي يوضع عليها اذا انفقته في سبيل الله تؤجر فيه. اذا ابو عبيدة اخذ يعدد لهم الاشياء التي توضع على الدابة على على الجمل او على الحمار او على الخيل وقال ان هذه كلها ما انفق منها في سبيل الله فهو باب من ابواب الاجر. واكتساب الاجر ولكن هذا الوصب يستدرك على على على الرجل في في قوله نؤجر فيما يصيبنا قال ولكن هذا الوصب الذي يصيبكم في اجسادكم يكفر الله به من خطاياكم يكفر الله به من خطاياكم فهذا هو الشاهد الان من الحديث او من هذا الاثر للترجمة ان في المصائب والوصب والنصب والسقم ونحو ذلك كفارة للمريض على ما اصابه من سقم والاسناد اه ظعيف اسحاق ابن العلاء اه اسحاق ابن العلاء ظعيف وايضا الرجل آآ الذي اه يروي عن ابي عبيدة هذه القصة لا لم يذكر من هو نعم قال رحمه الله حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا عبد الملك ابن عمرو قال حدثنا زهير بن محمد عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن عن عطاء بن يسار عن ابي سعيد الخدري وابي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه ثم اورد رحمه الله هذا الحديث من رواية ابي سعيد وابي هريرة رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه شاهدوا الحديث للترجمة ظاهر الا وهو ان الوصب وهو المرض الذي يصيب الانسان فيه كفارة له الا كفر الله به من خطاياه فهذه فيها كفارة للمريض لمن اصابه الوصب وذكر عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث جملة من الامور التي جعلها الله سبحانه وتعالى تفضلا وتكرما كفارة العباد كفارة للخطايا والذنوب قال ما اصاب او ما يصيب المسلم من نصب النصب التعب النصب التعب عندما يتعب الانسان في سيره في مشيه في ذهابه في رواحه في في في طلبه لرزقه ورزق اولاده في مشيه للعبادة في سيره في اعمال البر والخير كل هذه كل هذا التعب الذي يصيب الانسان يحتسبه عند الله عز وجل كفارة لذنوبه وخطاياه فهذا الامر الاول النصب وهو التعب الجهد والمشقة التي يعانيها الانسان من سيره او اعماله هذه هذه كفارة الامر الثاني قال ووسط ولا وصب والوصى بالمرض المراد بالوصب اي المرض الذي يصيب الانسان السقم العلة التي تصيب الانسان ويعاني منها هذا كله كفارة وهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة قال ولا وصب ولا هم ولا ولا حزن او حزن ولا اذى ولا غم. لاحظ الامور الثلاثة التي جمعت في هذا الحديث وهي الهم والغم والحزن لاحظ هذه الامور الثلاثة الهم والغم والحزن هذه الامور الثلاثة هي الم يصيب قلب المسلم الم يصيب قلب المسلم ان كان هذا الالم يتعلق اشياء مضت اما خير فات الانسان اما خير فات الانسان او ضر اصاب الانسان فتذكر اشياء مضت يتذكرها ماذا يحدث للقلب عندما يتذكر اشياء ماضية يحزن يحزن يحزن على ما مضى. الحزن على اشياء ماضية واشياء فائتة فكان يتذكر مرغوب فات او مصاب حصل او او شيء من هذا القبيل فيدخل على القلب الم يسمى الحزن فالحزن الم يصيب القلب يتعلق باشياء ماضية يتعلق باشياء ماضية ايضا اذا كان الانسان الالم الذي جاء الى قلبه يتعلق بامر المستقبل مثل اخذ يتذكر ايامه القادمة وكان متخوفا من اشياء او متألما من امور يخشى منها في ايامه القادمة يصيبه في مثل هذه الحالة شيء يسمى الهم فالهم يتعلق بالايام القادمة والحزن يتعلق بالايام الماظية الالم الذي يصيب القلب في متعلقا بما مظى يسمى حزن والالم الذي يصيب القلب يتعلق بالاشياء الاتية يسمى اه هم والالم الذي يصيب القلب فيما يتعلق بواقع الانسان وما يعاينه يسمى غم فالحزن يتعلق بالماضي والغم يتعلق بالحاضر والهم يتعلق بالمستقبل وكل هذه الثلاث الم يصيب القلب الم يصيب القلب قال لا يصيب لا هم ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم فذكر الامور الثلاثة الحزن الذي يتعلق بالماضي والهم الذي يتعلق بالمستقبل والغم الذي يتعلق بما يعانيه الانسان في حاضره فكل هذه الاشياء اذا احتسبها عند الله جل وعلا كفر الله بها خطاياه قال ولا اذى ولا اذى وهذا التنويع في ذكر هذه الامور يدلنا على عظيم فضل الله سبحانه وتعالى والاذى قيل انه يجمع ما سبق كل كله وقيل ان المراد بالاذى ما يصيب الانسان من ضرر بسبب بسبب اعتداء الاخرين عليه في ما له او في عرضه او في نفسه فكل ما يصيبه من اذى من الاخرين في نفسه او في ماله او في عرضه يحتسبه عند الله تبارك وتعالى ويكون كفارة له فاذا هذه اه كلها من ابواب تكفير الذنوب والخطايا وهي من الدلائل العظيمة على عظيم عفو الله جل وعلا وعظيم بمنه سبحانه نعم قال رحمه الله حدثنا موسى قال حدثنا ابو عوانة عن عبدالملك بن عن عبدالملك بن عمير عن عبدالرحمن بن سعيد عن ابيه قال كنت مع سلمان وعاد مريضا في كندة فلما دخل عليه قال ابشر فان مرض المؤمن يجعله الله كفارة يجعله الله له ومستعتبة وان مرض الفاجر كالبعير عقله اهله ثم ارسلوه فلا يدري لما عقل فيما ارسل في الحديث الماضي ذكر النبي عليه الصلاة والسلام الشوكة قال حتى الشوكة يشاكها يعني حتى لو كان المصاب الذي اصابك شيء يسير والشوكة قد تكون شوكة كبيرة الحجم وتؤذي الانسان وقد تكون شوكة صغيرة جدا يعني يكون ظررها في الانسان يسيرا حتى هذه يكفر الله بها خطايا الانسان حتى هذه الشوكة الصغيرة اليسيرة التي تنزعها بسهولة بطرف اظفرك يأجرك الله عليها وتكون كفارة وهذا كله من عظيم فظل الله سبحانه وتعالى وعظيم منه جل وعلا على عباده ثم اورد هذا الاثر العظيم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه انه عاد مريضا في كندة منطقة فلما دخل عليه ولاحظ هنا جمال ادب زيارة المريض من هذا الصحابي الجليل رظي الله عنه وجمال التوجيه والبيان والتذكير عاد مريضا فلما دخل عليه قال ابشر قال ابشر تبشير تبشير المسلم وتبشير المؤمن وتبشير المريض داخل في قوله عليه الصلاة والسلام بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا لما يدخل انسان على على على المريظ يعوده ويقول له ابشر ثم ينفتح في ذهن المريض ابوابا من انواع البشارات لم يقل له ابشر بالشفاء ولم يقل ابشر بالاجر ولم يقل ابشر بالكفارة لم يحدد قال ابشر واطلق فيسبح المريض عندما يبشر بالبشارات التي يتحراها بشارة بالثواب بشارة بالشفاء بشارة ابشر ولاحظ جمال هذا التبشير الذي اطلقه ولم يقيده سلمان رضي الله عنه. قال ابشر ولم يقل ابشر بالثواب لم يقل ابشر بان هذا كفارة لم يقل ابشر بالشفاء القريب ان شاء الله او نحو ذلك وانما اطلق قال ابشر فهذه بشارة اه بشارة مطلقة بكل خير عاجل واجل والمريض عندما يسمع هذه الكلمة يكون لها وقعها في نفسه ويبدأ ذهنه يجول في معاني البشارات التي يتحراها ويشغل ذهنه بهذا المعنى الجميل ابشر فتجد المريض يبدأ في ذهنه ابشر بماذا وينفتح عليه باب البشارة بالجنة بالثواب بالاجر الى اخره بخلاف حال بعض الناس عندما يدخل على المريض يشغل ذهنه بامور ترهق المريض وربما ماذا تزيد في المه وتزيد في تعبه بينما الاصل في عيادة المريض المواساة والتسلية وتطييب خاطر المريض وادخال السرور على قلبه وعلى نفسه لا ازعاجه واخلاقه والاثقال عليه ولهذا يحتاج من يعود المريض الى ادب العيادة وماذا يقول للمريض؟ وماذا وبماذا يخاطب المريض وهذا باب يتفاوت فيه الناس تفاوتا عظيما بماذا يحدثون المريض فتجدهم يتفاوتون تنظر الى الى هذا الجمال قال ابشر ثم قال فان مرض المؤمن اي المرض الذي يصيب المؤمن يجعله الله له كفارة ومستعتبا ما اجمل هذا الكلام يجعله الله كفارة ومستعتبا اي عندما يصاب المسلم بمرض فان هذا المرض يفتح له بابين من ابواب الخير الباب الاول التكفير وهو موضع الشاهد من الحديث للترجمة كفارة اي يكفر الله سبحانه وتعالى به خطاياه ولهذا على المريض ان يحتسب مرضه كفارة لخطاياه يحتسب معاناته وتعبه وشدته كفارة لخطاياه ولهذا قال يجعله الله كفارة. هذا جانب والجانب الاخر قال ومستعتبا اي مجالا للمريض ان يعاتب نفسه مجالا للمريض ان يعاتب نفسه وان يلومها وان يؤنبها وان يتذكر حاله وكم من انسان في فراش المرض يفتح عليه من محاسبة النفس ولومها على التقصير ما لا يفتح على الاصحاء الاسوياء تجده في فراش مرضه يبدأ يتذكر هذه القوى وهذه الصحة وهذه العافية ويقول انا انا مقصر وانا مذنب انا يفوتني كذا انا في كذا يبدأ يحاسب نفسه. ويعاتب نفسه فالمرض بالنسبة للمسلم من جهة كفارة ومن جهة موقظة من جهة كفارة ومن جهة موقظة له. مثل ما قال هنا مستعتبا. موقظة للمسلم ينبهه وكم من انسان فتح عليه باب التوبة والانابة الى الله والرقي في صالح الاعمال؟ قوله رضي الله عنه اعتبا اي بابا لعتاب النفس وايقاظها وتنبيهها حتى يعود الانسان من مرضه الى او بعد مرضه الى حال خير من الحال التي كان عليها في المرظ فيه كفارة وفيه تنبيه وايقاظ للمسلم وكما اشرت كم من انسان كان في مرضه ايقاظا له وتنبيها وفتح باب له للدخول في الخيرات والاعمال الصالحات والتقرب الى الله عز وجل والبعد عن المعاصي والاثام حتى بعض الناس الذي الذين يبتلون بمرض اه ناشئا عن خطأ او خطيئة معينة او ذنب معين تجد ان هذا المرض يفتح له باب توبة وانابة الى الله عز وجل ورجوع صادق الى الله جل وعلا فهذا باب خير حصل للانسان ومن نعمة الله عز وجل على عبده ان يبتليه بهذا المرض الذي يوقظه به ويحيي به قلبه خير من ان يبقى صحيحا معافى ثم يموت على حال سيئة من التقصير والتضييع والتفريط فالمرض فيه كفارة من جهة وفيه ايقاظ الانسان وعودة به الى ابواب الخير ومجالات الصلاح والطاعة قال كفارة ومستعتب هذا بالنسبة للمؤمن قال وان مرض الفاجر نسأل الله العافية والسلامة قال كالبعير انظر التشبيه العجيب قال مرض الفاجر كالبعير عقله اهله ثم ارسلوه فلا يدري لما عقل ولم ارسل البعير عندما يقيد ويوضع في قدمه او في يده العقال فلا يستطيع ان يقوم ثم يطلق العقال او يحل العقال ويقوم لا يدري لما اطلق ولم ارسل بهيمة من بهيمة الانعام لا يدري لما اطلق ولما ارسل قد يكون اه قيدوه لامر ما او خوفا عليه من من امر ما ثم فكوا عقاله فيقوم من عقاله ولا يدري لما اطلق ولا يدري لما قيد فهو بهيمة لا يعرف شيئا الفاجر عندما يصيبه المرض يقيده المرض عن الحركة اسبوع او شهر ثم يقوم ويعود الى فجوره ومعاصيه حاله كحال البعير نسأل الله العافية لا يدري لما اطلق ولما ارسل بينما المؤمن اذا والمسلم اذا قيد بالمرض وعانى من المرظ واشتكى من المرظ وتوجع من المرظ يحتسب المرظ كفارة وايظا يكون المرظ موقظة له. بينما الفاجر والعياذ بالله يقوم من مرضه وهو لا يدري لما قيد ولا يدري لما ارسل حاله كحال البعير على ما وصف سلمان الفارسي رضي الله عنه وارضاه فالشاهد ان هذا الاثر فيها اه اه ادب زيارة المريض وحسن التوجيه له والبيان ومما يستفاد من من هذا الاثر الا يطول على المريض بالكلام. سلمان قال كلمات قلائل في سطرين ولكنا فيها من المعاني والخير والفائدة الشيء العظيم فلا يطول عليه يعطى خلاصة مفيدة وكلاما مختصرا واشارات سريعة ولا يطول عليه وايضا لا يثقل عليه الجلوس عنده طويلا في زيارته فالمرض له اداب وسيأتي شيء منها عند المصنف رحمه الله تعالى وشاهد الحديث للترجمة قوله كفارة اي ان مرض المريظ جعله الله سبحانه وتعالى له كفارة يكفر به خطاياه والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين امين هذا سائل يقول هل تكون الامراض والمصائب كفارة للذنوب لغير المحتسب؟ ام ان الاحتساب شرطا الاحتساب باب في في زيادة الاجر والثواب عند الله عز وجل والا كما ذكر اهل العلم نفس المرظ جعل الله سبحانه وتعالى فيه كفارة للانسان لكنه اذا احتسب ورجا من الله عز وجل ان يعظم له الاجر ويعظم له المثوبة ويكفر عنه بذلك اه كثيرا من من خطاياه وذنوبه فباب الاحتساب باب يعني اعظم في المثوبة وتكفير الخطايا يقول هل هناك اشياء تذهب اجر المريض هل هذه اشياء تذهب اجر المريض لا شك ان هناك اشياء تذهب الاجر واعظم ذلك التسخط تسخط على الله جل وعلا وعلى اقداره وان يشتكي الله جل وعلا على عباده او يعترظ على قدر الله او يقول في حق نفسه او في حق غيره من العبارات الدارجة التي فيها شيء من الاعتراض على القدر مثل بعضهم يقول فلان ما يستاهل او نحو ذلك من الكلمات فهذا كله مما يؤثر تأثيرا عظيما على اجر الانسان بل ربما يعرضه للاثم بما يكون منه من تسخط او او جزع او اعتراض على قدر الله سبحانه وتعالى قل ما حكم قول القائل اللهم اني لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف هذه الكلمة ليست كلمة مأثورة وفيها ايضا من المخالفة ما فيها واشرت سابقا الى انه يغني عنها ما جاء في حديث عائشة في الدعاء الذي علمها النبي صلى الله عليه وسلم وفي اخره وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا فهذه فيها آآ الكفاية في في في هذا الباب وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا. نعم يقول ما صحة هذا الحديث الذي يتكرر في في الاعلانات العقارية قال عليه الصلاة والسلام من كان له بالمدينة اصل فليتمسك به. ومن لم يكن له بها اصل فليجعل له بها اصلا ولو قاصر ورد حديث في في هذا الباب والذي اذكر انه حديث ثابت. الذي اذكر انه حديث ثابت لكن يراجع ان شاء الله يقول هل هناك فضائل وخصائص لشهر شعبان شهر شعبان ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يصوم هذا الشهر صلوات الله وسلامه عليه حتى قالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا اكثر من شعبان او كلاما نحو ذلك فكان عليه الصلاة والسلام يصوم هذا الشهر ومنتصف شعبان او ليلة النصف من شعبان ورد في فضلها احاديث بعض اهل العلم يحسنها ومنهم من يضعفها والشيخ عبد العزيز ابن باز رحمة الله عليه في رسالة له في هذا الباب يقول لم يصح شيء في فضل اه النصف من شعبان شيء يعتمد عليه. واما فضل الصلاة في ليلة النصف او الصيام يوم الخامس عشر من شعبان فهذا لم يثبت فيه عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه شيء والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين