بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب يكتب للمريض ما كان يعمل وهو صحيح قال حدثنا قبيصة ابن عقبة قال حدثنا سفيان عن علقمة ابن مرثد عن القاسم ابن مخيمرة عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال ما من احد يمرض الا كتب له مثل ما كان يعمل الا كتب له مثل ما كان يعمل وهو صحيح بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الترجمة باب يكتب للمريض ما كان يعمل وهو صحيح هي من جملة التراجم المتعلقة بالمرضى ومنة الله عليهم بان المرظ لهم كفارة وهذا مر معنا دليله في الترجمة الماضية كفارة المريض وهذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان فضل الله على المريض من جهة اخرى وهي ان الله عز وجل يكتب له وحال مرضه ما كان يعمله صحيحا عندما يمرض ويعوقه مرظه عن صيامه او يعوقه عن قيامه او غير ذلك من الطاعات فان الله عز وجل يمن عليه ويتفضل بكتابة ما كان يعمله صحيحا وقد اورد المصنف رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة جملة من الاحاديث شاهدة لذلك بدأها بحديث عبدالله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من احد يمرض الا كتب له مثل ما كان يعمل وهو صحيح وهذه منة من الله عز وجل وتفضل على المريض الذي اعاقه مرظه عن طاعاته واعماله وعباداته وما كان يقوم به من الرغائب والنوافل ونحو ذلك فاذا كان الذي اعاقه وعطله عن هذا العمل مرضه كتب له ما كان يعمل وهو صحيح وقد جاء هذا الحديث بلفظ اخر من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال فيه عليه الصلاة والسلام اذا مرظ العبد او سافر اذا مرض العبد او سافر كتب له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم فاذا كان ماضيا على الطاعة واعاقه عن الطاعة مرظ او اعاقه عن الطاعة التي يقوم بها سفر كأن يكون محافظا على صيام النوافل وتركه في السفر او يكون محافظا على صلاة النوافل وتركها للسفر ولمشقة السفر فان ذلك يكتب له وهذا من فظل الله سبحانه وتعالى وجاء ايضا من حديث عائشة رضي الله عنها ان من كان محافظا على قيام الليل ثم غلبه النوم خرج او طلع الصبح ولم يصلي الليل كتب له ذلك اذا كان محافظا على قيام الليل فغلبه في ذلك نوم فانه يكتب له وهذا كله من فظل الله سبحانه وتعالى ومنه على من كان مواظبا على الطاعة مداوما عليها قلت طاعته او كثرت وهذا فيه دليل واضح هذا الحديث ونظائره فيه دليل واضح على فضل المداومة على الطاعات حتى وان كانت قليلة لان كتابتها انما هو لمن هو مواظب عليها. فهذا فيه فظل المواظبة على الطاعات والحرص عليها والعناية بها وان من كان مواظبا محافظا على الطاعة فاعاقه عن ذلك مرظ او اعاقه عن ذلك سفر او عاقه عن ذلك غلبة نوم في ليلة ما او نحو ذلك فان ذلك يكتب له فهذا فيه دليل على فضل المواظبة والمحافظة على الطاعات قلت او كثرت واحب العمل الى الله عز وجل ادومه وان قل كما مر بذلك الحديث معنا عند المصنف رحمه الله ولعل الحديث آآ لم يمر وانما مر حديث من جملته هذا الحديث ولم يذكر المصنف رحمه الله هذا الحديث او هذا الجزء من الحديث الذي جاء في تمام حديث سبق ان مر معنا نعم قال حدثنا عارم قال حدثنا سعيد بن زيد قال حدثنا سنان ابو ربيعة قال حدثنا انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال ما من مسلم ابتلاه الله في جسده الا كتب له ما كان يعمل في صحته ما كان مريضا. فان عافاه اراه قال غسله وان قبضه غفر له قال حدثنا موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن سنان عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ام مثله وزاد؟ قال فان شفاه غسله ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن انس ابن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من مسلم ابتلاه الله في جسده الا كتب الله له ما كان يعمل في صحته هذا فيه فضل الابتلاء بالجسد والابتلاء بالجسد يكون بالامراض والاسقام التي تعتور الاجساد وتصيب الاجساد يكون في الصحة وهاء وضعف ويكون في الجسم اعتلال والم او نحو ذلك فهذا الابتلاء الذي يبتلي به الرب تبارك وتعالى عبده المؤمن هو من جهة كفارة له كما مر معنا الاحاديث بذلك في الترجمة الماضية ومن جهة اخرى ان اعماله تكتب له ان اعماله التي كان مواظبا عليها محافظا عليها تكتب له حال الابتلاء فهذا فيه فظل فضل الابتلاء من جهة انه كفارة ومن جهة ان الاعمال مكتوبة الاعمال التي كان يقوم بها العبد فاعاقه عنها هذا المرض او الابتلاء او الاعتلال في الصحة فانه يكتب له قال الا كتب له ما كان يعمل في صحته ما كان مريظا ما كان مريضا اي ما بقي فيه هذا المرض اي وان طال ما كان مريضا اي ما بقي فيه هذا المرض وان طال. وان استمرت مدة المرض شهرا او شهرين سنة او سنتين اقل من ذلك او اكثر اذا كان الذي اعاقه او عطله عن العبادة هو هذا المرظ او الابتلاء في الجسد فانه يكتب له ما كان يعمله حال صحته وقوله ما كان مريضا يفيد ان المرض وان طال وان طالت مدته فان ذلك يكتب له قال فان عافاه اي من مرضه اراه قال غسله ان عافاه من مرضه اراه قال غسله غسله اي نقاه بهذا المرض لان المرظ كما سبق ان مر معنا كفارة للمريظ فهو ينقيه ويمحصه ويطهره من ذنوبه وخطاياه وهذا تغسيل له وفي الدعاء المأثور واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد الخطايا تغسل بان تكفر عن العبد ويتجاوز الله تبارك وتعالى عنه ويصفح فهذا كفارة له وهو ايضا تغسيل له لان فيه معنى التنقية والتطهير والتهذيب من الذنوب والخطايا فهذا معنى قوله غسله اي غسله من ذنوبه غسله اي من ذنوبه وخطاياه بمعنى ان المرض يكون كفارة له قال وان قبظه غفر له وان قبضه غفر له ان قبضه اي توفاه وان قبضه اي في هذا المرض غفر له لان المرض كان خاتمة لحياته ممحصا له مكفرا له فيموت وقد حظي بغفران الله تبارك وتعالى وتجاوزه عنه وتكفيره لذنوبه وخطاياه قوله هنا غسله ان عافاه غسله وان قبضه غفر له هذان هما طرف حال المريض سيأتي معنا لاحقا اثر عن عبد الله بن الزبير وفيه قال ما اشتهي ان اموت حتى يأتي علي حتى يأتي على احد طرفيك على احد طرفيك فالمريظ له طرفان هو صائر الى احدهما وهما المشار اليهما هنا في هذا الحديث اما المعافاة ويكون المرض تغسيلا له وتطهيرا واما ان يكون واما ان يكون امره في هذا المرض ان يقبض وهذا الطرف الثاني فيكون مرظه كفارة له نعم ثم ذكر في رواية اه اخرى او في طريق اخر للحديث زيادة فان شافاه غسله. وهي بمعنى ان عافاه ان شفاه ان شفاه غسله وهي بمعنى ان عافاه ان شفاه اي من مرضه وعافاه منه نعم قال حدثنا قرة بن حبيب قال حدثنا اياس بن ابي تميمة عن عطاء بن ابي رباح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال جاءت الحمى الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ابعثني الى اثر اهلك عندك فبعثها الى الانصار فبقيت عليهم ستة ايام ولياليهن فاشتد ذلك عليهم فاتاهم في ديارهم فشكوا ذلك اليه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يدخل دارا دارا وبيتا بيتا. يدعو لهم بالعافية فلما رجع تبعته امرأة منهم فقالت والذي بعثك بالحق اني لمن الانصار وان ابي لمن الانصار فادعوا الله لي كما دعوت للانصار قال ما شئت ان شئت دعوت الله ان يعافيكي. وان شئت صبرت ولك الجنة قالت بل اصبر ولا اجعل الجنة خطرا ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة قال جاءت الحمى الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ابعثني الى اثر اهلك عندك جاءت الحمى اي حقيقة جاءت الحمى اي حقيقة الى النبي عليه الصلاة والسلام مخاطبته بهذا الكلام خاطبته بهذا الكلام قالت ابعثني الى اثر اهلك عندك وينبغي عند قراءة هذا الحديث ونظائره الا يغيب عن ذهن المسلم اه ان الله تبارك وتعالى على كل شيء قدير لا يغيب عن ذهن المسلم ان الله على كل شيء قدير قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء فلا يغيب عن عن ذهن المسلم هذا المعنى فالله جل وعلا على كل شيء قدير ولهذا جاء في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر حجرا في مكة قال كان يسلم علي اذا مررت عليه ورأى الصحابة رضي الله عنهم حصيات في يد النبي عليه الصلاة والسلام يسبحن وسمع الصحابة تسبيحهن سبحان الله سبحان الله والله تعالى يقول تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا يفقهون تسبيحهم فقوله هنا الحمى جاءت الى النبي عليه الصلاة والسلام وقالت له الاصل ان يحمل على ظاهره ولا يتشاغل بالتعويلات التي لا حاجة اليها بل في الغالب تفسد المعنى وتضر به فيقرأ المسلم هذا الحديث ونظائره ويمضيه كما جاء ويمره كما ورد كما هي الطريقة المباركة التي مضى عليها سلف الامة رحمهم الله ورضي عنهم فالنبي عليه الصلاة والسلام جاءته الحمى وقالت له ابعثني الى اثر اهلك عندك. ابعثني اي ارسلني ابعث لي اي ارسلني الى اثر اهلك عندك اي اولاهم واحضاهم وافضلهم الى اثر اهلك عندك قال فبعثها الى الانصار قال فبعثها الى الانصار فهذه الحمى ارسلت اه للتمحيص والتكفير لانها ارسلت لتصيب اقواما من المسلمين واصابتهم بها او اصابتهم او اصابتها لهم هي تكفير لهم وتمحيص ولهذا قالت اثر اهلك عندك فالامر فيه تمحيص فيه تمحيص وفيه تكفير فهي محنة فيها منحة محنة فيها منحة وفيها عطية عطية عظيمة وهي تكفير الذنوب وتمحيص العبد من خطاياه قالت ابعثني الى اثر اهلك عندك الى اثر اهلك عندك قال فبعثها الى الانصار فبعثها اي بعث الحمى الى الانصار قال اذهبي الى الانصار ارسلها الى الانصار وهذا فيه فظل الانصار فيه فظل الانصار من جهة ان الحمى قالت للنبي عليه الصلاة والسلام ابعثني الى اثر اهلك عندك قد قال عليه الصلاة والسلام في في حديث اخر قال الناس شعار والانصار دثار وادثار هو الصق لباس الانسان ببدنه واقرب لباس الانسان الى بدنه فهذا في فضيلة الانصار قالت اثروا اهلك عندك فارسلها الى الانصار ومن جهة اخرى تأتي فضيلة الانصار ما حصل لهم من التمحيص والتكفير والتنقية والتطهير بهذه الحمى التي ارسلت اليهم التي ارسلت اليهم تمحيصا وتكفيرا قال فبعثها الى الانصار فبقيت عليهم ست ايام ولياليهن بقيت ستة ايام ولياليهن اي بقيت هذه المدة بقيت هذه المدة ستة ايام بلياليهن فاشتد ذلك عليهم اشتد ذلك عليهم لان الحمى عندما يطول اه وقتها في في في الانسان عندما يطول امرها في الانسان فان الامر يشتد والمعاناة تعظم وتؤثر على جميع البدن البدن كله يتأثر ولا سيما الرأس وربما ايضا اشتدادها او ارتفاعها يؤثر على الرأس وخلايا المخ بالعطب والتلف فالحمى اه تؤثر على البدن تأثيرا شديدا وكلما ارتفعت زاد تأثيرها وزادت شدتها على الانسان فهؤلاء اه بقيت فيهم الحمى ستة ايام بلياليهن واشتد الامر عليهم فاتاهم عليه الصلاة والسلام في ديارهم فشكوا ذلك اليه اي ذكروا له امر الحمى واشتداد امرها عليهم وهنا الشكاية متظمنة معنى طلب الدعاء. منه عليه الصلاة والسلام متظمنة معنى طلب الدعاء من النبي عليه الصلاة والسلام فهم شكوا ذلك اليه اي ذكروا له خبر خبر الحمى وانها آآ انهم اصيبوا بها وانها بقيت فيهم هذه المدة وان الامر اشتد بهم فشكوا اليه ذلك اي ذكروا له هذا الامر طلبا منه اه اه متضمنا هذا المعنى طلب الشفاء منه عليه طلب الدعاء منه عليه الصلاة والسلام بالشفاء وهذا فيه جواز شكاية المريض كما سيأتي عند المصنف في باب اتي هل يكون قول المريض اني وجع شكاية؟ جواز شكاية المريض بان يخبر على وجه الاخبار لا على وجه الجزع والتسخط ونحو ذلك من المعاني وانما اخبار لا شكوى يخبر عن عن مرضه لمثل هذا المعنى الذي حصل من الانصار وهو تضمن هذه الشكاية طلب معنى الدعاء او مثلا اه طلب دواء العلة التي اصيب بها مثل ان يذكر المريض علته للطبيب وهذه شكاية لا لكنه المراد بها اه معرفة الدواء والتداوي وهو امر مشروع وهذه مسألة ستأتي عند المصنف رحمه الله في ترجمة اتية قال فشكوا ذلك اليه فجعل النبي عليه الصلاة والسلام يدخل دارا دارا وبيتا بيتا يدعوا لهم بالعافية يدعو لهم بالعافية وهذا من لطفه عليه الصلاة والسلام ونصحه صلوات الله وسلامه عليه لم يكتفي بدعاء عام لجميع هؤلاء المصابين بالحمى وهو في مكانه بل لا دخل بيوتهم بيتا بيتا ودارا دارا وقول الراوي هنا بيتا بيتا دارا دارا فيه تأكيد لمرور النبي عليه الصلاة والسلام بيوت جميع هؤلاء المرظى ودخول بيوتهم بيتا بيتا مع الدعاء لهم بالشفاء قال يدعو لهم بالعافية يدعو اي النبي عليه الصلاة والسلام لهما ان يدعو لهم الله جل وعلا ويسأل الله تبارك وتعالى وهذا فيه التوحيد وان العافية لا تطلب الا من الله ليست العافية بيد النبي عليه الصلاة والسلام ولا بيد الملائكة ولا بيد الاولياء ولا بيد اي احد كائنا من كان العافية بيد الله ولهذا في الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام سلوا الله العافية فالعافية بيد الله ولا تطلب الا من الله وطلب العافية من غير الله شرك بالله ناقل من الملة مخرج من التوحيد الذي ينادي مقبورا او وليا او غير ذلك العافية يا فلان او الشفاء يا فلان او ادركني يا فلان او الحقني يا فلان او نحو ذلك فكل ذلك شرك بالله ناقل من ملة التوحيد ومن يفعل ذلك طلبا اه للشفاء من مرضه يجمع لنفسه بهذه الكلمة المرضين المرض الذي اصاب بدنه ومرظ اعظم منه وهو مرظ الشرك والعياذ بالله يجمع لنفسه بين مرضين المرض الذي آآ اصيب به ولا يحصل من ذلك الا زيادة المرض كما يدل على هذا المعنى الحديث انزعها او انزعها فانها لا تزيدك الا وهنا وكما يدل على ذلك ايضا الاية الكريمة قول الله سبحانه وتعالى وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهق فهو لا يزداد الا مرضا على مرضه وعلة على علته ويجمع مع ذلك ايضا مرض اخطر من هذا المرض وهو مرض الشرك والعياذ بالله فالعافية لا تطلب الا من الله عز وجل ولا يلجأ فيها الا الى الله عز وجل وحده ولا بأس ان يطلب المريض من اخيه الدعاء له بالعافية مع ان الاولى بالمريظ ان يدعو الله عز وجل بنفسه باب الله مفتوح فيدعو بنفسه لكنه لو طلب من اخيه كالمسلم الحاضر عنده ان يدعو له بان يقول ادعوا الله لي بالشفاء او بالعافية او نحو ذلك لا بأس بذلك مع ان الاولى ان يتوجه المريض بنفسه ملحا طالبا راجيا طامعا من الله سبحانه وتعالى ان يمن عليه بالعافية قال يدعو لهم بالعافية. يدعو لهم بالعافية. اي العافية من المرظ وايضا العافية من الذنوب التي جعل الله سبحانه وتعالى هذه الامراض تمحيصا وتكفيرا قال يدعو لهم بالعافية فلما رجع تبعته امرأة منهم تبعته امرأة منهم اي من الانصار كأن النبي عليه الصلاة والسلام فاته اه بيتها او ان يدخل بيتها صلوات الله وسلامه عليه كأنه فاته ذلك قال فتبعته اي لحقته امرأة منهم اي من الانصار فقالت والذي بعثك بالحق والذي بعثك بالحق اني لمن الانصار ولنتأمل هنا القسم قسموا هذه المرأة وهو قسم بالله جل وعلا قالت والذي بعثك بالحق ولهذا من حلف بهذه الصيغة والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق نبيا او نحو ذلك فهذا حلف بالله جل وعلا حلف بالله جل وعلا. وهذا فيه تنبيه على الخلل الذي يقع فيه بعض الناس من جهة اه حلفهم بالنبي صلى الله عليه وسلم نفسه وهذا ما لم ما لا يفعله ولم يفعله احد من الصحابة وخيار الامة لانه داخل في قول النبي عليه الصلاة والسلام من حلف غير الله فقد كفر او اشرك من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك فلا يحلف الا بالله فيمكن للحالف ان يقول ورب النبي ورب النبي اه او او يقول والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق نبيا اما ان يقول في حلفه والنبي فهذا شرك بالله عز وجل داخل في قول النبي صلوات الله وسلامه عليه من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك قالت والذي بعثك بالحق اني لمن الانصار اني لمن الانصار وان ابي لمن الانصار. فانا انصارية ابا عن جد انا انصارية ووالدي انصاري وانا من الذين اصيبوا بهذه الحمى قالت اني لمن الانصار وان ابي من الانصار فادعوا الله لي كما دعوت للانصار فادعوا الله لي كما دعوت للانصار قال عليه الصلاة والسلام ما شئت ما شئت يعني انت بالخيار مخيرة بين اه اه ان ادعو لك او ان تصبري قال ما شئت ان شئت دعوت الله ان يعافيكي وان شئت صبرت ولك الجنة ان شئت صبرت ولك الجنة خيرها بين امرين بقوله ما شئت اي اختاري اختاري من الامرين ما تشائين اما ان شئت دعوت الله ان يعافيك ان شئت آآ دعوت الله ان يعافيكي. اي من من هذا المرض وان شئت صبرت ولك الجنة فاصبرينا على ذلك ولك الجنة قالت بل اصبر قالت بل اصبر ولا اجعل الجنة خطرا قالت بل اصبر ولا اجعل الجنة خطرا وقولها رضي الله عنها وارضاها ولا اجعل الجنة خطرا من كمال الفقه وعظيم الفهم وجميل النصح للنفس حيث لم تجعل الجنة خطرا اي لا تخاطر بها لا تخاطر بها اه وقد قال اهل العلم ان كنت مخاطرا بشيء فلا تخاطر بدينك لا تخاطر بدينك فهي رضي الله عنها تقول لا اجعل لا اجعل الجنة خطرا والامر الذي يخاطر عليه هو الذي لا لا يدري فاعله هل يحصل او لا يحصل؟ فيكون مخاطرا يكون مخاطرا يقال خاطر فلان بنفسه لانه اذا فعل امرا لا لا لا تستبين له عاقبته لا تستبين له عاقبته وجازف بنفسه يقال خاطر ويقال ايضا جعل هذا الامر خطرا فهي تقول لا اجعل لا اجعل الجنة خطرا والامر الخطر هو الامر غير المظمون الامر غير المظمون فهي لا لا تريد ان تجعل الجنة خطرا بل تريد ان تكون الجنة مظمونة فهو احد امرين اما ان تكون الجنة خطرا او تكون مضمونة واذا صبرت كانت الجنة ماذا اذا صبرت كانت الجنة مظمونة واذا لم تصبر وطلبت الدعاء والعافية اصبحت الجنة خطرا اصبحت الجنة خطرا اي شيئا غير مضمونا اي شيئا غير مظمونا فقالت لا اجعل الجنة خطرا بمعنى انها صبرت واختارت واختارت الصبر على اه الدعاء دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لها بالعافية دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لها بالعافية ويستفاد من قولها من من قولها لا اجعل الجنة خطرا لا اجعل الجنة خطرا يستفاد منه من الفقه التحذير من الحالة البئيسة التي اصيب بها اكثر الناس في او كثير من الناس في هذا الزمان من المخاطرة بالدين كثير من الناس الان يخاطر في دينه يخاطر في دينه وهو يفعل امورا تجعل دينه على خطر تجعل دينه على خطر مثل من يجلس امام القنوات الفضائية التي تجمع الفساد وانواع الانحرافات وحثالات سوءات العالم وضلال الناس من فساد خلقي وفساد ديني وشبهات مهلكة وشهوات مضرة وقل مثل ذلك ايضا في الشبكات العنكبوتية الانترنت فتجد في في الشباب والشابات من يجلس امام هذه القنوات وينطلق من قناة الى اخرى او من موقع في الانترنت الى اخر يتتبع المواقع وهذه مخاطرة بالدين مخاطرة بدين الانسان جعل دينه خطرا وتحت فضول النفس وحب الاستطلاع يخاطر بدينه فينتقل من موقع الى موقع تارة موقعا فيه شهوات ثم الى موقع فيه شبهات ونفسه تتطلع الى رؤية مواقع اخرى ويكون في ذلك مخاطرا بدينه فهذه حال وضيعة والعياذ بالله بخلاف حال السلف بخلاف حال السلف رضي الله عنهم وارضاهم. واذا تأملت في هذا المقام الذي تقول فيه هذه الصحابية الجليلة لا اجعل الجنة خطرا قال ذلك في امر دون ما يقع من هؤلاء الشباب مراحل كثيرة جدا ومفاوز كثيرة جدا هي تركت حظها ونصيبها من الدعاء دعاء النبي عليه الصلاة والسلام ولو طلبت منه الدعاء لم ترتكب اثما بينما هؤلاء الذين يخاطرون باديانهم يجلسون امام الاثم وتتفرع بهم ابوابه ومجالاته مخاطبة بالدين وتضييعا له ولهذا مع الوقت مع الوقت مع مضي الوقت والشاب والشابة يجلس امام هذه القنوات يسلب منه دينه ويسرق منه دينه تدريجيا يظيع الخلق وتظيع الفظائل وتظيع الاداب ويظيع الدين ويرق يسلب منه دينه تدريجيا حتى يفاجأ يوما من الايام بضياع دينه وانحلال خلقه وفساد عريظ بلي به وهو الذي جنى على نفسه ولهذا اذا كان الانسان مخاطرا بشيء فلا يخاطر في دينه. فرضي الله عن اه هذه الصحابية وعن الصحابة اجمعين ما اكمل نصحهم لانفسهم وما اعظم حرصهم على دينهم وما اعظم رغبتهم في ثواب الاخرة وما اعده الله سبحانه وتعالى لا لعباده المتقين ونسأل الله الكريم بمنه وفضله ان يلحقنا اجمعين بالصالحين من عباده نعم وعن عطاء عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال ما من مرض يصيبني احب الي من الحمى لانها تدخل في كل عضو مني وان الله عز وجل يعطي كل عضو قسطه من الاجر ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه ونحن عرفنا ان الامراض عموما كفارات وان ما يصيب العبد في في جسده كفارة له كفارة له وكلما اشتد الانسان الوجع والمرض والالم كان ذلك اعظم له في في التكفير كان ذلك اعظم له في في التكفير ولما كانت الحمى هي المرض الذي يصل الى كل جزء من البدن هي المرض الذي يصل الى كل جزء من البدن فيكون في اليد ويكون في الرأس ويكون في القدم ويكون في الصدر وفي عموم البدن كل جزء من البدن يأخذ نصيبه منها اذا وجدت اذا وجدت ولهذا قال ابو هريرة رضي الله عنه ما من مرض يصيبني احب الي من الحمى ما من مرض يصيبني احب الي من الحمى ليس في ذلك طلب للمرض ولكن فيه تنبيه منه رضي الله عنه الى تفاوت الامراض في التكفير وان المرظ الذي يشتد على الانسان ويعظم الالم به على الانسان والوجع اعظم تكفيرا وكذلك المرض الذي يشمل البدن كله ويصيب البدن كله اعظم تكفيرا ولهذا قال ما من مرض يصيبني احب الي من الحمى لما في لما في الحمى من الكفارة والتمحيص قال لانها تدخل في كل عضو لانها تدخل في كل عضو. وان الله عز وجل يعطي على كل عضو قسطه من الاجر وان الله عز وجل يعطي على كل عظو قصه من من الاجر اي من الثواب وهذا كما جاء عن عن الحافظ ابن حجر رحمه الله قال ان مثل هذا لا يقوله ابو هريرة من قبيل الرأي اي ان له حكم الرفع اي ان له حكم الرفع قوله رضي الله عنه وان الله عز وجل يعطي كل عضو قسطه من الاجر وهذا فيه تنصيص على ان المريض يؤجر على ما يصيبه يا ان المريض يؤجر على ما يصيبه من من امراض كما ان فيها تكفيرا له كما ان فيها تكفيرا له فالامراض كفارات وايضا فيها ثواب وايضا فيها ثواب وان كان هل المريض يثاب كونه كون المريض في مرضه كفارة هذا محل اجماع محل اجماع والادلة فيه واضحة وصريحة ومر معنا آآ جزء كبير من الادلة الدالة على ذلك لكن هل المرض فيه ثواب هل هل المرض فيه ثواب هذه مسألة اخرى فيها فيها خلاف بين اهل العلم من من اهل العلم من قال ان المريض لا يثاب مطلقا على المرض لا يثاب مطلقا على المرظ وانما يثاب على الصبر يثاب على الصبر الذي يكون منه عندما يصيبه المرض والصبر على المرض هذا قدر زائد يثاب عليه العبد لان الصبر من عمل العبد الصالح فمن اهل العلم ان يقول ان المريض لا يثاب لا يثاب على على المرض وانما اه يكون المرض كفارة كما تدل على ذلك الاحاديث واذا صبر اثيب على صبره ومن اهل العلم من يقول ان المرظ يثاب عليه مطلقا ان ان المرض يثاب عليه مطلقا مطلقا كما انه كفارة وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله له تحقيق جميل ونافع جدا في هذه المسألة اورده صاحب كتاب تسلية اهل المصائب لابي عبدالله الحنبلي رحمه الله وهو كتاب قيم جدا في بابه كتاب قيم جدا في بابه اه بعنوان تسلية اهل المصائب فذكر هذه المسألة في فصل من فصول الكتاب وذكر اقوال اهل العلم فيها وان منهم من قال انه لا يثاب مطلقا وانما يثاب على الصبر ومنهم من قال انه يثاب مطلقا ثم ذكر التحقيق في ذلك اه ما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وذكر كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بنصه ثم ختم ذلك بتلخيص الله بتلخيص لكلام شيخ الاسلام رحمه الله في في هذه المسألة فقال ما نصه قال ان ان كل ما تولد ان كل ما تولد عن عمله الصالح من المصائب اثيب عليه ان كل ما تولد عن عمله الصالح من المصائب اثيب عليه بخلاف المصائب التي لم تتولد عن عمله فانها مكفرات لا مثيبات فانها مكفرات لا مثيبات. شيخ الاسلام رحمه الله له تفصيل في هذه المسألة له تفصيل في هذه المسألة يقول ان المصائب التي تصيب العبد على نوعين نوع منها مصائب اصيب بها العبد متولدة عن طاعات قام بها. مثل كأن يكون ذهب في جهاد فاصيب مثلا او مثلا كان صائما فاصيب بصيامه بشدة او بجوع او نحو ذلك او مثلا كان قائما فاصيب بالم او بوجع عن قيامه او نحو ذلك من المصائب التي متولدة عن طاعات فالمصائب التي هي متولدة عن طاعات يثاب عليها واذا صبر اثيب ثوابا اخر على على الصبر لكن المصيبة بحد ذاتها يثاب عليها ان كانت متولدة عن طاعة ان كانت متولدة عن طاعة او اصيب بها بسبب طاعة من الطاعات يقوم بها فانها تكون باذن الله تبارك وتعالى آآ تكون آآ يثاب عليها وهو يحضرني مثال على ذلك لاحد المشائخ الافاضل كان من من نشاطه الدعوي يخرج الى الى بعض القرى كل خميس لالقاء بعض الدروس والكلمات في في المساجد فكان مرة في في هذا السفر انقلبت بهم السيارة واصيب وبقي مصابا في عموده الفقري مدة طويلة فاذا هذا هذه الاصابة البدنية ناشئة عن ماذا؟ او متولدة عن طاعة ولهذا قال لي هذا الشيخ الفاضل قال لي احد الاخوة جاءني وانا في المستشفى فسلاني بكلمة عجيبة قال لي انت خرجت في سبيل الله فاصبت قال وانا اتمنى ان اخرج في سبيل الله واموت اتمنى ان اخرج في سبيل الله واموت قال ما سلاني احد باجمل من هذه الكلمة. فالشاهد ان المصيبة التي تتولد المصيبة التي تتولد عن طاعة وعمل صالح فانه يثاب عليها يثاب عليها لان ما تولد عن الطاعة يأخذ حكمها في من حيث الثواب والاجر ثم ان لم تكن المصيبة متولدة عن طاعة لا يثاب ان صبر اثيب على على الصبر والا تبقى مصيبته كفارة له كما في الاحاديث الكثيرة ما من عبد يصيبه اه اه هم ولا غم ولا اذى حتى الشوكة يساكها الا كفر الله بها عنه خطاياه. فهذا هو تفصيل آآ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله واطال في الكلام على ذلك وذكر الشواهد عليه ومما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الاثر الذي صدر به الامام البخاري باب كفارات المريض باب كفارة المريظ اثر ابي عبيدة ابن الجراح عندما قالوا له وهو وجع كيف امسى اجرى الامير قال اتدرون فيما تؤجرون به اتدرون فيما تؤجرون به فهذا مما اورد شيخ الاسلام في ضمن كلامه وبسطه للقول في هذه المسألة. نعم قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن ابي وائل عن ابي نخيلة رضي الله عنه قيل له ادع الله قال اللهم انقص من المرض ولا تنقص من الاجر فقيل له ادع ادع فقال اللهم اجعلني من المقربين واجعل امي من الحور العين تعيد حفظك الله من البداية حدثنا قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن ابي وائل عن ابي نخيلة رضي الله عنه قيل له ادعوا الله قال اللهم انقص من المرض ولا تنقص من الاجر فقيل له ادع ادع فقال اللهم اجعلني من المقربين واجعل امي من الحور العين ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن ابي وائل عن ابي نخيلة رضي الله عنه ونخيلة تصير لنخلة انه قيل له ادعو الله انه قيل له ادعوا الله قال اللهم انقص من المرض ولا تنقص من الاجر قال اللهم انقص من من المرض ولا تنقص من من الاجر قيل له ادع الله عز وجل فدعا رضي الله عنه وارضاه بهذه الدعوة اللهم انقص من المرض ولا تنقص من الاجر وهذا فيه من من الفقه ان المريض اه اه له ان يسأل الله عز وجل اه الشفاء من المرظ ووالعافية والتخفيف منه والنقص من المرظ وان يشفيه الله منه وان يتم له الاجر وان يتم له الاجر والثواب قال اللهم انقص من المرض ولا تنقص من الاجر اي اجعل اجري وافيا وخفف عني المرض او اشفني وعافني منه قال اللهم انقص من المرض ولا تنقص من الاجر. قيل له ادعو ادعو هذا للتأكيد ادع الثانية للتأكيد يعني طلب الدعاء قال اللهم اجعلني من المقربين اللهم اجعلني من المقربين والمقربون من عباد الله هم المؤمنون الكمل اه من عباده ويتضح ذلك في القسمة المذكورة في قوله تبارك وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فالسابق بالخيرات هو المقرب والمقرب او السابق بالخيرات هو الذي اتى بالفرائظ والواجبات واجتهد ايضا في فعل الرغائب والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات هذا هو المقرب من عباد الله والمقتصد هو الذي فعل الواجب وترك المحرم الذي فعل الواجب وترك المحرم هذا مقتصد والظالم لنفسه هو الذي ترك بعظ الواجب او فعل بعظ المحرم فهذه قسمة ثلاثية لعباد الله واكملهم المقربون السابقون بالخيرات فهو رضي الله عنه وارضاه سأل لنفسه هذه الرتبة العلية قال اللهم اجعلني من المقربين اي من عبادك المقربين واجعل امي من الحور العين وهذا فيه الدعاء للام آآ ان لا ينساها العبد من دعائه بل يجعل لها حظا من دعائه كما فعل هذا الصحابي الجليل رظي الله عنه وارظاه نعم نعم ويبين سبب انه ضرب بسهم ايوه تقرأ علينا يقول وجاء في رواية ابن مهدي عن سفيان به عن ابي نخيلة رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه رمي بسهم نعم فقيل له انزعه فقال اللهم انقص من الوجع ولا تنقص من الاجر. ايوه. فقيل له ادعو فقال اللهم اجعلني من المقربين واجعل امتي ايوة لعلها تصحيف واجعل امتي او امي من الحور العين. امتي بعيدة واجعل امتي بعيدة يعني قطعا هي تصحيح اجعل امي من الحور العين وهذه الرواية تفيد انه رضي الله عنه اصيب بسهم يعني دخل في في بدنه فقالوا له انزع السهم انزع السهم ومن المعلوم ان السهم اذا دخل في البدن شديد الالم شديد الالم فقالوا ادعوا قالوا انزعه انزعه وايضا ذكروه بالدعاء اه ذكروه بالدعاء انزع السهم والالم شديد فكان وهو ينزع السهم دعا الله عز وجل بهذه الدعوة قال انقص من المرض اي الوجع والالم الذي اصبت به بهذا السهم ولا تنقص من الاجر ايجعل اجري تاما بهذا البلاء الذي اه الذي اصابني فقالوا له ادعو ادع ايضا ادعوا لنفسك وانت في هذه الحال تذكير له بالدعاء فقال اللهم اجعلني من المقربين واجعل امي من الحور العين نعم هذه الرواية اين يقول تهذيب الكمال محل اربعة وثلاثين صفحة ثلاث مئة واثنين واربعين نعم قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن عمران ابن مسلم ابي بكر قال حدثني عطاء بن ابي رباح قال قال لي ابن عباس رضي الله عنهما الا اريك امرأة من اهل الجنة قلت بلى قال هذه المرأة السوداء اتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت اني اصرع واني اتكشف فادعوا الله لي قال ان شئت صبرت ولك الجنة وان شئت دعوت الله ان يعافيكي. فقالت اصبر قالت اني اتكشف فادعوا الله الا اتكشف فدعا لها ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لعطاء بن ابي رباح الا اريك امرأة من اهل الجنة اه قوله الا اريك انا هنا اداة عرظ فعرظ عليه ان ان يريه امرأة من اهل الجنة قال الا اريك امرأة من اهل الجنة؟ قلت بلى قال هذه المرأة السوداء قال هذه المرأة السوداء قوله السوداء للتعريف ولا بأس اذا اذا اتى الانسان بوصف لاخر من جهة تعريف اه لا يعرف الا به مثلا يقول الاعرج او مثلا الاعمس او مثلا الطويل او مثلا السوداء مثل هنا ليس على وجه آآ التهكم بالانسان او التنقص له او نحو ذلك وانما من باب التعريف. من باب التعريف فقال الا اريك امرأة من من اهل الجنة؟ قلت بلى قال هذه المرأة السوداء هذه المرأة السوداء وهذه الالوان التي على بشر بني ادم من سواد او بياض او نحوه هذه كلها منن الله سبحانه وتعالى على عباده هذه كلها منن الله على عباده. وقد قال عليه الصلاة والسلام آآ ان اباكم ادم الا لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا اسود على احمر الا بالتقوى او كما قال صلوات الله وسلامه عليه فليس التمايز بين الناس بالفظيلة بالالوان او بالاشكال او بالهيئات او نحو ذلك وانما التمايز بينهم بالتقوى والعمل الصالح ان الله لا ينظر الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم التمايز بين البشر انما هو بتقوى الله عز وجل والاعمال الصالحات قال هذه المرأة السوداء ثم ذكر قصتها قال اتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت اني اصرع اي اصاب بهذا المرض مرض الصرع وهو مرض اذا اصيب بها اذا اصيب به الانسان وهو مرض يكون في الاعصاب فيصيبه مثل ما يعبر الان بالتشنج واشتد العظل في في في جسمه وربما ايضا يغيب عن وعيه بسبب اشتداد الصرع الذي يصيبه كما هي حال هذه المرأة كان يشتد عليها الصرع فربما غابت عن عن وعيها فحصل لها شيء من التكشف في في بدنها لانها في حال الصرع يغيب عنها الوعي فيحصل لها ايضا مع الشدة التي تكون في البدن والاعصاب شيء من التكشف في في بدنها قالت اني اصرع واني واني اتكشف ذكرت امرين اه اصيبت اه بهما الصرع من جهة والتكشف من جهة اخرى وعندها ان التكشف امره اشد ولا ينظر هنا الى كمال حال الصحابيات رظي الله عنهن وارضاهن بخلاف من اصبن بالفسق والضياع وقلة الدين وقلة الحياء التي اصبح عند بعض النساء بابا للتباري والتنافس والتباهي وذلك من قلة الحياء وضياع الدين واصبح بعض النساء لا تبالي لا لا تبالي ان ينكشف ليس امام النساء بل امام الرجال الاجانب عضدها او ساقها او صدرها او نحو ذلك بل لا اصبح في في في في مناطق فتمشي المرأة ليس عليها جلباب وانما تمشي بملابسها التي ربما هي ارفع من الركبة فيبدو جزءا من من ساقها وكان جزءا من فخذها وكامل ساقها. الله اكبر الله اكبر ما اجمل هذه الحال الكاملة من الادب والحياء من هذه الصحابية الجليلة رضي الله عنها وارضاها ولنتأمل هنا تدعو الله او تطلب اه من النبي عليه الصلاة والسلام ان يدعو لها الا تتكشف وان لا يحصل لها التكشف مع انه تكشف لا تعاقب عليه مع انه تكشف لا تعاقب عليه لانه تكشف يحصل لها في حال غياب وعيها بسبب الصرع فهي لا لا تعاقب على ذلك لا تعاقب على ذلك وتسأل النبي عليه الصلاة والسلام ان يدعو الله لها الا تتكشف وهذا من كمال الحياء من كمال الحياة تكشف لا لا تعاقب عليه لانها في حال مرض وليس على المريظة حرج فهي مريظة بصرع لا تستطيع معه اه ان تكون منتبهة لحال نفسها بالتستر فيحصل لها بعظ التكشف وتقول اني متكشف فادعو الله الا اتكشف هذا من كمال الحياء بينما من ابتلينا بالتكشف فانه تكشف مع وجود مع وجود العقل مع وجود العقل والوعي فهي واعية وتتقصد ذلك وتهيئ نفسها بالتكشف ولا تكتفي بذلك بل تظع على المواظع التي ابدتها من بدنها وسائل التجميل والتحسين ثم تبرز مفاتنها ومحاسنها للرجال فالذي يقارن بين الحالتين يجد البون الشاسع والفرق الكبير بين حال اه الصحابيات ومن اتبعهن باحسان الى هذا الزمان وبين حال من ابتلينا بالتشبه باعداء الدين وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام اه صنفان من امته اه لا يدخلون الجنة او صنفان من اهل النار لا يدخلون الجنة ولا يسمون ريحها وذكر من الصنفين نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ذكرهن من اهل النار وانهن لا يشمن لا يحصل لهن شم لرائحة الجنة وذكر من من حالهن هذا التعري التكشف والعياذ بالله. فالشاهد الذي يقارن بين حال هذه المرأة المباركة ونظائرها من نساء السلف وحال من ابتلينا بالتعري والتكشف يجد الفرق الشاسع بين هؤلاء وهؤلاء ونسأل الله الكريم ان يصلح نساء المسلمين ووبنات المسلمين وان يردهن الى الحق ردا جميلا بمنه وكرمه سبحانه وتعالى قال اتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت اني اصرع واني اتكشف فادعوا الله لي قال ان شئت صبرت ولك الجنة وان شئت دعوت الله ان يعافيك خيرها كما مر معنا في اه الحديث السابق خيرها بين امرين اما ان ان تصبر ويكون لها الجنة وهذا فيه الصبر ووفظيلة الصبر وان الصابرون يوفون اجرهم بغير حساب ان شئت صبرت ولك الجنة وان شئت دعوت الله ان يعافيك قالت اصبر اختارت الصبر ومر معنا في في الحديث الماظي قالت لا اجعل الجنة خطرا فقالت اني وتكشف فادعوا الله لي الا اتكشف فدعا لها فدعا لها فبقيت يعني هذه اه المرأة معها هذا المرض وهو الاصابة بالصرع وهذا فيه كما ذكر اهل العلم فضيلة من كان فيه هذا المرظ ويصبر وهو يحتسب يحتسب ذلك عند الله عز وجل قال ان شئت صبرت ولك الجنة هذا فيه ثواب آآ العظيم الذي اعده الله سبحانه وتعالى لمن ابتلي وصبر ولا سيما بمثل هذا المرض الشديد مرض الصرع. نعم قال حدثنا محمد بن سلام قال حدثنا مخلد عن ابن جريج قال اخبرني عطاء انه رأى ام زفر تلك المرأة طويلة سوداء على سلم الكعبة قال واخبرني عبد الله ابن ابي مليكة ان القاسم اخبره ان عائشة رضي الله عنها اخبرته ان النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول ما اصاب المؤمن من شوكة فما فوقها فهو كفارة ثم اورد عن عطاء الذي يروي الاثر عطاء بن ابي رباح الذي يروي الاثر المتقدم عن ابن عباس او الحديث المتقدم عن ابن عباس اه انه يخبر عطاء نفسه انه رأى اه اه هذه المرأة ام زفر رآها اي مرة اخرى طويلة سوداء على سلم الكعبة على على سلم الكعبة وفي رواية على ستر الكعبة يعني كأنها متكأة على على ستر آآ الكعبة قال رأيت تلك المرأة طويلة سوداء على سلم الكعبة قال واخبرني عبد الله ابن ابي مليكة القائل ابن جريج الراوي عن عطاء قال واخبرني عبد الله ابن ابي مليكة ان القاسم اخبره ان عائشة اخبرته ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اقول ما اصاب فالمؤمن من شوكة فما فوقها فهو كفارة وهذا المعنى سبق ان مر معنا في آآ الباب الذي ترجم له المصنف بقوله كفارة المريض. نعم. قال حدثنا بشر قال حدثنا عبد الله. قال حدثنا عبيد الله بن عبدالرحمن بن عبد الله بن موهب قال حدثني عمي عبيد الله بن عبدالله بن موهب قال سمعت ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما من مسلم يشاك شوكة في الدنيا يحتسبها الا قص بها من خطاياه يوم القيامة ثم اورد رحمه الله هذا الحديث وفيه ان المصائب كفارات والصق بالترجمة السابقة قال ما من قال عليه الصلاة والسلام ما من مسلم يشاك شوكة في الدنيا يحتسبها اي عند الله عز وجل الا قص بها من خطاياه. قص اي نقص واخذ وو كفر عنه وحط عنه من خطاياه اي بهذا المصاب الذي اصابه الا قص بها من خطاياه يوم القيامة ففيه ان المصائب كفارات. نعم قال حدثنا عمر قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش قال حدثني ابو سفيان عن جابر رضي الله عنه انه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة يمرض مرض الا قص الله به عنه من خطاياه ثم ختم الترجمة رحمه الله تعالى بهذا الحديث حديث جابر وهو بمعنى حديث ابي هريرة المتقدم ان المؤمن والمؤمنة والمسلم والمسلمة اذا اصيب بالمرض كان هذا المرض فيه قص للخطايا اي اخذ منها ونقص منها مثل ما مر معنا في دعاء ابي نخيلة رضي الله عنه قال اللهم انقص من المرض انقص من المرض ولا تنقص من من الاجر الكفارات فيها قص للاجر المصائب فيها قص للاجر اي اخذ منه وانقاص منه وهذا فيه معنى ان المصائب فيها تكفير للعبد. وفي قوله عليه الصلاة والسلام ما من مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة فيه فرق بين الايمان والاسلام وبين المؤمن والمسلم كما في قوله تعالى قال ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والمسلم هو الذي اتى باعمال الاسلام الظاهرة وعنده من الايمان ما يصحح اسلامه والمؤمن هو الذي تحقق الايمان في قلبه وهو اعلى درجة ودرجات اهل الايمان كما في حديث جبريل ثلاثة المحسن والمؤمن والمسلم وكل محسن مؤمن مؤمن مسلم وكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا محسنا ولا كل مؤمن محسن والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا بارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين يقول السائل هل المرض كفارة؟ اذا كان متولدا عن معصية المرظ المتولد عن معصية اذا اذا اذا كان العبد تاب من المعصية واناب الى الله عز وجل وكان في المرظ مستعتبا له كما مر معنا في اثر سلمان وعودة فيرجى له ان ان يكون فيه كفارة. اما اذا كان حاله حال الفاجر او المنافق كما قال سلمان قال مثله كمثل البعير اذا مرض مثله مثل البعير قيده اهله ثم ارسلوه فلا يدري فيما اطلق ولا فيما ارسل. فالشاهد اذا كان المرظ فيه مستعتب له وتوبة الى الله فيرجى له ان يكون تكفيرا اما اذا كان مقيما على على على على معاصيه فهذه حال والعياذ بالله سيئة نعم ما حكم الصبر على المرض الصبر على المرظ هي المراتب ثلاثة المراتب ثلاثة كما ذكرها اهل العلم الصبر والرضا والشكر اما الصبر فهو واجب والرضا مستحب والشكر اكمل اما الصبر واجب قال قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن فالواجب على المسلم ان يصبر. نعم