بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب هل يكون قول المريض اني وجع شكاية قال حدثنا زكريا قال حدثنا ابو اسامة عن هشام عن ابيه قال دخلت انا وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهما على اسماء رضي الله عنها قبل قتل عبدالله بعشر ليال واسماء وجعة فقال لها عبدالله كيف تجدينك؟ قالت وجعة قال اني في الموت فقالت لعلك تشتهي موتي. فلذلك تتمناه فلا تفعل فوالله ما اشتهي ان اموت حتى يأتي علي احد طرفيك او تقتل فاحتسبك واما ان تظفر فتقر عيني. فاياك ان تعرض عليك خطة فلا اتوافقك فتقبلها كراهية الموت وانما عن ابن الزبير ليقتل فيحزنها ذلك بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب هل يكون قول هل يكون قول المريض اني وجع شكاية هل يكون قول المريض اني وجع شكاية اي هل هل هذه الكلمة او نظائرها من اخبار المريض عن مرضه واظهاره لمرضه او المه او شدة وجعه باي صيغة كانت هل هذا يعد شكاية اه منهي عنها ويأثم بذلك ام انها ليست كذلك قول المريض اني وجع او نحوها من العبارات اما ان تكون خرجت منه على سبيل اظهار المرظ لي معرفة الدواء لمعرفة الدواء والعلاج النافع له او خرجت منه لاجل ان يشعر من عاده بمرظه وحجم مرضه فيدعو له بالعافية والصحة او كذلك ان يشعر بحجم مرضه فيواسيه ويسليه بكلمات طيبات نافعات فكل ما كان من هذا القبيل لا يعد شكاية ولا يلام عليه المريض لا يلام عليه المريض ولا يعد شكاية اذا كان يا اذا كان يظهر المرظ والالم او الحمى او الوجع لمن عاده او من زاره فيخبره بمرظه للاغراض المتقدمة لا يعد شكاية اما اذا كان يخبر بذلك على وجه الجزع والتسخط وعدم الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى او نحو ذلك من المعاني فلا شك انه يأثم بذلك فلا شك انه يأثم بذلك فالشاهد ان الامام البخاري رحمه الله عقد هذه الترجمة هل يكون قول المريض اني وجع شكاية وجعل الترجمة صيغة الاستفهام هل يكون كذا لان الامر فيه هذا التفصيل الذي اشرت اليه فالمريض قد يخبر عن مرضه على من باب الاخبار لا من باب الشكاية وقد يخبر عن عن مرضه من باب الشكاية لا من باب الاخبار فاذا كان يخبر او يظهر مرضه اخبارا لا شكوى اخبارا لا شكوى فلا يكون شكاية ولا يلام على ذلك واما اذا كان يظهر مرضه شكاية على سبيل الشكاية والتسخط على قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره وعدم رظا بما قظى الله جل وعلا فان ذلك يعد شكاية ويأثم بذلك ولا شك واورد الامام البخاري رحمه الله من النصوص والاثار ما يشهد لجواز اخبار المريض عن مرضه واظهاره لمرظه اخبارا لا شكوى وينبغي ان يفرق بين الامرين ولهذا بعظ المرظى عندما يسأل عن حاله فيقول اه ااجد الما في كذا ويوجعني كذا ويؤرقني كذا بعضهم يختم كلامه بقوله اخبار لا شكوى اخبار لا شكوى يعني اخبرك المرض الذي بي والاصابة التي بي للاغراض التي سبق الاشارة اليها لا شكوى اي ليس قولي لذلك شكاية او اقصد الشكاية بان يشكي الرب المدبر الى العباد عن عدم رظا بما قظى وبما قدر او او نحو ذلك فهذه معاني باطلة لا تجوز فاذا المريض له ان يخبر او ان يظهر مرضه من باب الاخبار لا من باب الشكوى اورد رحمه الله اولا هذا الاثر عن هشام ابن عروة عن ابيه رضي الله عنه قال دخلت انا وعبد الله ابن الزبير رضي الله عنه على اسماء بنتي اه على اسماء بنت ابي بكر على اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها قال دخلت انا اي عروة بن الزبير وعبد الله بن الزبير على اسماء بنت ابي بكر ابن الصديق وهي امهما رضي الله عنها وارضاها قال دخلت عليها قبل قتل عبد الله بعشر ليالي اي قبل ان يقتل عبد الله ابن الزبير بعشر ليالي يقول واسماء وجعة واسماء وجع اي تجد وجعا من من مرظ وكان عمرها في لذلك الوقت مئة سنة كان عمرها في في في ذلك الوقت مئة سنة تقريبا وذكر في ترجمتها رضي الله عنها انها لم يسب لها شعر ولم يسقط لها سن حتى بلغت هذا هذا العمر ما شاب شيء من من من شعرها ولم يسقط شيء من اسنانها رضي الله عنها وارضاها يقول دخلت انا وعبدالله بن الزبير على اسماء رضي الله عنها قبل قتل عبد الله بعشر ليالي واسماء وجعة فقال لها عبد الله كيف تجدينك اي كيف تحسين؟ كيف تجدين حالك مع المرظ وهذا فيه ان المريض يسأل مثل هذا السؤال كيف تجدك كيف صحتك كيف حالك كيف شأنك مع الوجع او المرض او نحو ذلك من السؤالات التي فيها تحسس حال المريض وتفقد امره قال كيف تجدينك قالت وجعة وهذا موضع الشاهد هذا موضع الشاهد للترجمة قولها رضي الله عنها وجعة قالت وجع اي اجد وجعا اجد الما آآ اجد شدة في المرض قالت وجعه وهذا هو الشاهد ووفيه انه لا بأس ان ان يقول المريض هذه الكلمة او ما كان نظيرها من الكلمات التي يقصد بها المريض الاخبار عن مرضه لا الشكاية قالت وجعة قال اني في الموت قال اني في الموت يخبر عن ما ما يحسه بحاله وامره لانه حوصر في في مكة رظي الله عنه فيقول اني في الموت وجاء في بعض الروايات انه ذكر الحالة التي اصبح اه او صار اليها من تخلي الاخوان والاعوان والاصحاب الا قلة قليلة وهو في حصار فقال اني في الموت وجاء في بعض الروايات انه قال لها ان في الموت لراحة وفي رواية ان في الموت لعافية فقالت لعلك تشتهي موتي يعني باخبارك بهذا الخبر اني في الموت او ان في الموت لعافية قالت لعلك تشتهي موتي او تحب آآ ان اموت ويوضح المراد بذلك ما جاء في اخر هذا السياق قال وانما عنا ابن الزبير ليقتل فيحزنها ذلك. وجاء في بعض الروايات ان يقتل ليقتل فيحزنها ذلك وجاء في بعض الروايات ان يقتل فيحزنها ذلك اي يحزنها آآ موته اه اه رضي الله رضي الله موته رضي الله عنها اي يحزنها هذا الامر فقالت لعلك تشتهي موتي فلذلك تتمناه فلذلك تتمناه يعني استشفت من من كلامه هذا الامر قالت فلذلك تتمناه يعني يتمنى موتها قبله لماذا؟ ماذا يعني؟ وماذا يقصد ابن الزبير بذلك؟ قال انما على ان يقتل فيحزنها ذلك ان ان يموت مقتولا فتحزن فكأنها استشفت من حديثه انه يتمنى موتها قبله انه يتمنى موتها قبله لهذه العلة ولهذا ولهذا السبب قالت فلذلك تتمناه فلا تفعل فلا تفعل ثم بينت له موقفها منه ومن امره ومن حاله قالت فوالله ما اشتهي ان اموت حتى يأتي علي احد طرفيك حتى يأتي علي احد طرفيك اه اشرت الى ان المعني في في في الدرس الماظي الى ان المعني بالطرفين اما العافية او الموت اما العافية او الموت لان هذان هما الطرفان اما ان يعافى الانسان مما هو مشفق منه او انه يموت فهي تقول انا لا اتمنى ان ان اموت قبلك بل اتمنى هذا الامر ما اشتهي ان اموت حتى يأتي علي احد طرفي او يأتي على احد طرفيك ايا اما اه الموت او العافية اما الموت او العافية قال قالت او تقتل فاحتسبك واما ان تظفر فتقر عيني وهذان هما الطرفان اما ان ان يقتل فتحتسبوا قتله عند الله سبحانه وتعالى واما ان يظفر فتقر عينها بظفره قال قالت فاياك ان تعرض عليك خطة وفي بعض الروايات خصلة اياك ان تعرض عليك خطة فلا توافقك فتقبلها كراهية الموت فتقبلها كراهية الموت تنبهه هنا الا يعرض عليه في مثل هذا المقام شيئا من تقام الدنيا ومتاع الدنيا بحيث يتخلى عن الامر قالت فاياك ان تعرض عليك خطة او خصلة كما في بعض الروايات بان يعطى مالا او يعطى شيئا من امور قالت فتقبلها كراهية الموت يعني لكونك حوصرت واصبحت مشفقا من الموت او تحس انك مقاربا من من الموت فاياك ان تقبل هذه الخطة او الخصلة التي تعرض عليك من اجل كراهية الموت. الشاهد من هذه الرواية هو قول اسماء رضي الله عنها آآ اني وجعة وقالت ذلك من باب الاخبار لا من باب الشكاية نعم قال حدثنا احمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال اخبرني هشام ابن سعد عن زيد ابن اسلم عن عطاء ابن يسار عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه دخل على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو موعوك عليه قطيفة فوضع يده عليه فوجد حرارتها فوق القطيفة فقال ابو سعيد ما اشد حماك يا رسول الله قال انا كذلك يشتد علينا البلاء ويضاعف لنا الاجر فقال يا رسول الله اي الناس اشد بلاء قال الانبياء ثم الصالحون وقد كان احدهم يبتلى بالفقر حتى ما يجد الا العباءة يجوبها فيلبسها ويبتلى بالقمل حتى يقتله ولاحدهم كان اشد فرحا بالبلاء من احدكم بالعطاء ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موعوك عليه قطيفة والوعك هو الحمى او الم الحمى اما الحمى او المها قال وهو موعوك عليه قطيفة والقطيفة هي كساء له خمل اي له اطراف في جوانبه اه هدب واطراف في جانبه وعليه قطيفة فوظع يده ايا ابو سعيد وضع يده على على النبي عليه الصلاة والسلام فوجد حرارتها فوق القطيفة فوجد وحرارتها فوق القطيفة هيا حرارة الوجع او الوعك الذي اصاب النبي عليه الصلاة والسلام وجده ابو سعيد رضي الله عنه فوق القطيفة فالحرارة هي وصلت من من شدتها الى اه الى اه ان تلمس او يحس بها من فوق القطيفة التي كان متغطيا بها صلوات الله وسلامه عليه وهذا فيه انه عليه الصلاة والسلام بشر يعتريه ما ما يعتري البشر من الجوع والعطش والمرض والنوم ونحو ذلك وهذا فيه التنبيه على مقام العبودية ومقام البشرية التي هي صفته صلوات الله وسلامه عليه ومثل هذه الاخبار والروايات تفيد الانسان ولا سيما من ابتلوا بالتعلق بالانبياء او الصالحين يعرضون عليهم الحاجات ويعرضون عليهم الطلبات والرغبات منهم من يطلب منهم شفاء ومنهم من يطلب غنا او عافية او غير ذلك تا فالأنبياء بشر الانبياء بشر يعتريهم ما يعتري البشر من المرظ والوعك والجوع والعطش وغير ذلك من الامور التي تعتور البشر وتصيبهم والبشر لا يعطى شيء من خصائص الاله ومن صفات الرب تبارك وتعالى ومن اعطى بشرا ايا كان شيئا من خصائص الله تبارك وتعالى فقد اتخذه شريكا مع الله تبارك وتعالى واتخذه ندا لله جل وعلا قال ابو سعيد قال فوظع يده عليه فوجد حرارتها فوق القطيفة فقال ابو سعيد ما اشد حماك ما اشد حماك اي انها حمى شديدة لانه رضي الله عنه احس بها من فوق القطيفة عندما وضع يده عليها ومن فائدة هذا الاثر اه من فائدة هذا الاثر او هذا السياق مشروعية وضع اليد على المريض وهذا فيه فوائد من ضمنها آآ الاحساس احساس العائد بحجم المرظ الذي يعاني منها المريض ومن فائدتها ايضا مواساة المريض وتسليته لان وضع اليد على المريض فيه تسلية للمريض ومؤانسة له وايضا فيه من الفائدة ان ان لأن انه يشرع عند وضع اليد رقية المريض او الدعاء له بالشفاء والعافية او نحو ذلك وكان من هديه صلوات الله وسلامه عليه فعل ذلك عندما يعود مريضا وقد مر معنا عند المصنف رحمه الله تعالى ما يشهد لذلك قال فقال ابو سعيد ما اشد حماك يا رسول الله قال انا كذلك وهذا هو موضع الشاهد من سياق هذا الحديث للترجمة قول النبي عليه الصلاة والسلام انا كذلك. اي ان شأننا كذلك. والمراد بقوله ان اي الانبياء اي الانبياء كما يوضح ذلك قوله عليه الصلاة والسلام الاتي اشد الانبياء بلاء اشد الناس بلاء الانبياء فقوله انا كذلك اي الانبياء اي نوعك ونصاب بالحمى نصاب بالمرض وقصة ايوب عليها صلوات الله وسلامه في في مرضه الذي طالت مدته واشتد اه وجعه منه ومعاناته منه عليه الصلاة والسلام في في كتاب الله عز وجل قصته في كتاب الله عز وجل فالانبياء يوعكون ويمرضون ويصابون بالحمى وغير ذلك من الامراظ التي تصيب البشر قال قال ما اشد حماك يا رسول الله؟ قال انا كذلك. انا كذلك وقوله عليه الصلاة والسلام ان كذلك اي ان كذلك نصاب بهذه الامراض فهذا من باب الاخبار هذا من باب الاخبار والمصنف رحمه الله تعالى قدم آآ الاثر الذي فيه قصة اسماء على هذا الحديث لان في الاثر فيه تصليح بلفظ الترجمة لان الاثر فيه تصريح بلفظ الترجمة قولها اني وجع واما اما هذا الحديث فليس فيها التصريح باللفظ وانما فيه المعنى والمدلول وهو الاخبار عن عن عن الوجع او عن الحمى او عن المرض الذي اصاب الانسان قال انا كذلك اي ان كذلك نوعك ونمرض وتصيبنا الحمى هذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام انا كذلك يشتد علينا البلاء ويضاعف لنا الاجر وهذا فيه قوله عليه الصلاة والسلام يشتد علينا البلاء ويظاعف لنا الاجر فيه ان عظمى البلاء ان عظم الجزاء او عظم الجزاء من عظم البلاء كما صح بذلك الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال صلى الله عليه وسلم ان عظم او عظم او او عظم الجزاء من عظم او عظم البلاء او عظم البلاء وفمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط فاذا عظم البلاء واشتد فان فان الاجر يزيد ويعظم ايضا ويدل على ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام هنا يشتد علينا البلاء ويضاعف لنا الاجر فقال يا رسول الله اي الناس اشد بلاء وهذا فيه اهمية فقه امر البلاء والاصابة به وعناية الصحابة والسلف عموما بالفقه في هذه المسألة وفهمها على بابها وعلى وجهها الصحيح من خلال سؤال النبي عليه الصلاة والسلام ويدل هذا السياق المبارك ان اصابة الانسان بالبلاء ايا كان اصابة المسلم بالبلاء ايا كان ليس انتقاصا لحقه او لقدره وانما هو تمحيصه ورفعة درجاته وتطهيره وتكفيره تكفير ذنوبه ورفعة درجاته عند الله تبارك وتعالى قال فقال يا رسول الله اي الناس اشد بلاء؟ قال الانبياء ثم الصالحون وفي بعض الروايات ثم الامثل فالامثل وفي هذا ان البلاء فيكون مع عظم الدين والتمسك بطاعة الله عز وجل وان الامثل من عباد الله اعظم بلاء من غيره وهذا فيه ان البلاء فيه رفعة للعبد المؤمن وعلول لمنازله وتكفير لذنوبه ووخطاياه قال ثم الصالحون وقد كان احدهم يبتلى بالفقر حتى ما يجد الا العباءة يجوبها فيلبسها يجوبها ان يخرقها ويقطعها لا يجد شيئا يواري به سوءته او عورته ان العباءة يجوبها اي يقطعها من من وسطها ثم يدخل رأسه فيها ثم تكون لباسا له تستره ما من شدة الفقر لا يجد لباسا الا هذا لا يجد لباسا الا هذا العباءة وهي قطعة من القماش يقطعها من الوسط ويدخل رأسه فيها وتصبح مثل الثوب له. لا يجد لباسا اهذا من شدة الفقر وهذا من الابتلاء الابتلاء يكون بالفقر ويكون بالمرض ويكون بانواع اخرى فالابتلاء انواع عديدة قال ويبتلى بالقمل حتى يقتله يبتلى بالقنبلة وهو الحشرة الصغيرة التي تكون في الانسان وايضا تصيب الدواب وتؤذي الانسان وفي الحديث لما كان النبي عليه الصلاة والسلام ولقي احد الصحابة وقد اه اه اصيب بالقمل فقال له عليه الصلاة والسلام ايؤذيك هوام رأسك ايهديك هوان مراسي؟ قال نعم يا رسول الله فقال له احلق رأسك مع انه يحرم على المحرم ذلك قال احلى رأسك وامره بالفدية التي هي خيار بين امور ثلاثة ذبح شاة لفقراء الحرم او اطعام ستة مساكين او صيام ثلاثة ايام. ففدية من صيام او صدقة او نسك فالقمل يصيب الانسان في رأسه ويؤذيه وربما قتله اذا اشتد امره عليه فذكر عليه الصلاة والسلام ان منهم من يبتلى بالقمل حتى يقتله بالقمل حتى يقتله قال ولا احدهم كان اشد فرحا بالبلاء من احدكم بالعطاء لانهم لانهم يفقهون امر البلاء لانهم يفقهون امر البلاء ويعرفون ماذا يعني به وماذا يراد به وماذا يترتب عليه من الخيرات العظيمة والفوائد العميمة والتمحيص ورفعة الدرجات وعلو المنازل فلاجل ذلك كانوا يفرحون لاجل ذلك يفرحون لما يعلمونه من اه من الاثار العظيمة المباركة والعوائد الحميدة الطيبة التي ترتب على البلاء الا والا وهي عظم الاجر وعظم الثواب والتمحيص والتكفير قال وان او لاحدهم كان اشد فرحا بالبلاء من احدكم بالعطاء اي ان فرحهم بالبلاء اشد من فرح الانسان بالعطاء اي بالنعمة والصحة والعافية والمال فهم كانوا يفرحون بالبلاء فرحا اشد من فرح الناس بالعطاء من فرح الناس بالعطاء وهذا الفرح انما ينشأ عن فقه هذا الباب انما ينشأ عن فقه هذا الباب ومن لا يفقه هذا الباب لا يفرح لا يفرح من الذي يفرح بالمرض يصيبه او بالبلاء يبتلى به الا من كان يفقه هذا الامر فيحتسب ذلك عند الله عز وجل ويتلقى الامر بالصبر والاحتساب فيعظم اجره بذلك عند الله سبحانه وتعالى. الشاهد من الحديث هو قول النبي عليه الصلاة والسلام انا كذلك نعم قال رحمه الله تعالى باب عيادة المغمى عليه قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سفيان عن ابن المنكدر انه سمع جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقول مرضت مرضا فاتاني النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يعودني وابو بكر رضي الله عنه وهما ماشيان فوجداني اغمي علي فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي فافقت فاذا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله كيف اصنع في مالي؟ كيف اقضي في مالي؟ فلم يجبني بشيء حتى نزلت اية الميراث ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب عيادة المغمى عليه اي ان عيادة المغمى عليه مشروعة وهي من سنة النبي عليه الصلاة والسلام والمغمى عليه يعاد مثل ما يعاد بقية المرضى وعيادته من السنة كما سيأتي في الحديث الذي ساقه المصنف حديث جابر رضي الله عنه فعيادة المريض فهي من سنة عيادة المغمى عليه هي من سنة النبي عليه الصلاة والسلام ومن المعلوم ان المغمى عليه لا لا يعي لانه فقد وعيه فلا يشعر بمن عادى لا يشعر بمن عاد ولا يشعر بمن زاره والمصنف رحمه الله تعالى اه عقد هذه الترجمة باب عيادة المريض اه باب عيادة المغمى عليه مع انها داخلة في اه عيادة المرظى عموما وسيأتي لها ترجمة موسعة عند المصنف رحمه الله تعالى الا انه رحمه الله خص المغمى عليه بالذكر وافرده بالترجمة حتى لا حتى لا حتى لا يقال ما الفائدة من عيادته اذا اذا كان لا يشعر قد يقول بعض الناس ان فلانا مغمى عليه فما الفائدة من عيادتي له؟ لانه لن يشعر بي ولن يعرف بمجيئه فعقد رحمه الله هذه الترجمة تنبيها الى ان المغمى عليه يعاد مثل غيره من المرظى. حتى وان كان لا يشعر بمن عاده او بمن زاره ان كان لا يشعر بذلك في عيادته فوائد في عيادة المغمى عليه فوائد منها اه تطييب خاطر اهله فانهم يسرون ويفرحون ويأنسون عندما يعود يعود مريضهم اخوانه ورفقاؤه واحباؤه وزملاؤه فلا يقطعونه فهذا يفرحهم ويدخل السرور عليهم وايضا في ذلك من الفائدة اه الدعاء للمريض الشعور بحجم مرضه ومعاناته وورقيته والنفث عليه وهذه من الفوائد العظيمة وايضا من من الفائدة ما ما يعود على الزائر نفسه بالثواب الذي اعده الله سبحانه وتعالى لمن عاد مريضا فهي فيها فوائد ومنافع عظيمة ومتعددة فلا يقال ما الفائدة اذا كان المريض مغمى عليه في ان نزوره او ان نعوده وقد اورد رحمه الله تعالى هنا حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال مرضت مرضا فاتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وابو بكر وهما ماشيان اي ذهب الى عيادته وزيارته مشيا على الاقدام قال وهما ماشيان فوجداني اغمي علي فوجدان اغمي علي وجاء في في في صحيح مسلم بلفظ فوجداني لا اعقل فوجداني لا اعقل اي لا اشعر بمن عندي آآ بسبب الاغماء الذي كان اصيب به رضي الله عنه قال فوجداني اغمي علي فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي فافقت ثم صب وضوءه علي فافقت. وهذا فيه بركة النبي عليه الصلاة والسلام لان الله سبحانه وتعالى جعل في هي في جسده عليه الصلاة والسلام بركة وايضا في المنفصل عنه من فظل وضوء او توفان او مخاط او شعر رأس او نحو ذلك كل ذلك فيه بركة وهذا امر خاص به. صلوات الله وسلامه عليه ولا يقاس عليه احد لان هذا امر اختص الله به نبيه عليه الصلاة والسلام بان جعل في فظل وضوئه بركة وفي المنفصل عنه بركة وفي جسمه صلوات الله وسلامه عليه بركة وهي بركة من الله جل وعلى جعلها في نبيه صلوات الله وسلامه عليه قال فتوظأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صب وظوءه علي فافقت اي افقتم من من ان فافقتم من الاغماء والنبي عليه الصلاة والسلام كما اشرت في فضل وضوءه بركة وفي بساقه وتفاره عليه الصلاة والسلام بركة وفي الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام تفل في عين علي بن ابي طالب وكانت رمدة حتى انه جيء به لا لا لا يعرف الطريق ولا يهتدي الى الى الطريق من شدة الرمد فلما تفل عليه الصلاة والسلام في عينه شفي وكأنما بعينيه رمد ولم يصب برمد بعد ذلك من بركة ريق النبي عليه الصلاة والسلام فهذا الامر لا لا شك فيه البركة في في في في ريقه وفي جسده عليه الصلاة والسلام هذا امر لا شك فيه وليس معنى هذا ان البركة يتجه في طلبها اليه وانما يتجه في طلبها من الله تبارك وتعالى ولهذا في القرآن قال وجعلني مباركا الله جل وعلا هو الذي ينزل البركة ويحلها على من يشاء من عباده فطلب البركة عبادة فلا يلتجأ فيها الا الى الله سبحانه وتعالى ولا يتوجه فيها الا الى الله عز وجل. لا يتوجه فيها الى احد سواه نعم نعم قال ثم صب ثم صب وضوءه علي فافقت فاذا النبي صلى الله عليه وسلم اي قائم عندي لانه قبل ذلك مغمى عليه لا يشعر لكن بعد ان صب عليه عليه الصلاة والسلام من فضل وضوئه افاق رضي الله عنه فوجد النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله كيف اصنع في مالي كيف اصنع في مالي وهذا يبين لنا حرص السلف رحمه رحمهم الله ورضي عنهم على امر الوصية وعنايتهم بها فكأنه شعر او احس بان في مثل هذا المرض دنو الاجل وقرب الاجل فاخذ يسأل النبي عليه الصلاة والسلام كيف اصنع في ما لي قال اقضي في مالي اقضي في مالي يعني طلب من النبي عليه الصلاة والسلام ان يقضي في ماله ماذا يصنع في ماله وهنا لك ان تتأمل وتعجب من هذه الحالة المباركة ما ان افاق من الاقماء ما ان افاق من الاغماء الا ويرد في ذهنه هذا السؤال مباشرة فالاهتمام متجه بما بما يتحقق به الواجب الشرعي وتبرأ به الذمة اهتمامهم رظي الله عنهم وارظاهم بهذا الامر قال كيف اصنع في مالي؟ اقظ في مالي قال فلم يجبني بشيء قال فلم يجبني بشيء وقوله لم يجبني بشيء اي لم يجبه الرسول. عليه الصلاة والسلام. لانه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فلما سأله جابر هذا الامر وامره ان يقضي فيه لم يكن عنده فيه وحي فسكت لم يجب صلوات الله وسلامه عليه لانه لا لا لا لا يعلم الناس ولا يقضي في الناس الا بالوحي كما قال الله تعالى قل انما انذركم بالوحي وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فالذي جعل النبي عليه الصلاة والسلام لا لا الذي جعل النبي عليه الصلاة والسلام لا يجيب بشيء كونه ليس عنده في ذلك وحي وهذا عمل منه بقول الله تبارك وتعالى ولا تقفوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا قال حتى نزلت اية الميراث حتى نزلت اية الميراث اي توقف عليه الصلاة والسلام لم يجبه بشيء حتى نزلت اية الميراث فقضى عليه الصلاة والسلام في ضوء هذه الاية او الايات الكريمة. نعم قال رحمه الله تعالى باب عيادة الصبيان قال حدثنا حجاج قال حدثنا حماد عن عاصمه الاحول عن ابي عثمان النهدي عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما ان صبيا لابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقل فبعثت امه الى النبي صلى الله عليه وسلم ان ولدي في الموت فقال للرسول اذهب فقل لها ان لله ما اخذ وله ما اعطى. وكل شيء عنده اله اجل مسمى فلتصبر ولتحتسب فرجع الرسول فاخبرها فبعثت اليه تقسم عليه لما جاء فقام النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من اصحابه منهم سعد بن عبادة رضي الله عنه فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم الصبي فوضعه بين سندوتيه ولصدره قعقعة كقعقعة الشنة فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد اتبكي وانت رسول الله؟ فقال انما ابكي رحمة لها ان الله لا يرحم من عباده الا الرحماء ثم قال المصنف رحمه الله تعالى باب عيادة الصبيان وخص الصبيان بالذكر لان عيادتهم فيه فيه رحمة بالصبي هي رحمة بالصبي وفيه مواساة لاهله وفيه ايضا تواضع من العائج تواضع تواضع من من العائد فلا تكون عيادته فقط لمن هم في سنه او لمن هم اكبر منه بل يعود من هم في سنه ومن هم اكبر منه ومن هم اصغر منه سنا ويعود ايضا الصبيان ربما بعض الناس يرى ان من النقص ان يعود صغيرا يرى انه من النقص في حقه او في مقامه ان يعود صغيرا وهو يقول مثلي يعود مثل هؤلاء الصبيان والصغار او هذا طفل صغير يعوده اه صغار مثله او نحو ذلك فعقد المصنف رحمه الله هذه الترجمة باب عيادة الصبيان مبينا ان عيادتهم من السنة ان عيادتهم من السنة من سنة النبي عليه الصلاة والسلام كان يعود الصبيان كما يعود الكبار وفي عيادة الصبيان فوائد من منها الرحمة بالصبي والدعاء له ورقيته والنفث عليه وادخال السرور على اهله وفيه ايضا تواضع العائد والثواب الذي اه يناله بهذه العيادة من الله تبارك وتعالى وسيأتي في هذا ترجمة لاحقة عند المصنف رحمه الله تعالى اورد هنا حديثا واحد عن اسامة رضي الله عنه قال ان صبيا لابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي زينب رضي الله عنها كما في المصنف لابن ابي شيبة ثقل اي اشتد به المرض ثقل اي الصبي ايا اشتد به مرضه فبعثت امه اي زينب رضي الله عنها الى النبي صلى الله عليه وسلم ان ولدي في الموت. ان ولدي في الموت اي تشير الى ان المرض اشتد به وثقل فقالت ان ولدي آآ في الموت لانها رأت علامات الموت من شدة الوجع والمرض والتعب قالت ان ولدي في الموت فقال للرسول اي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرسول الذي جاءه من طرف ابنته زينب قال له اذهب فقل لها ان لله ما اخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده الى اجل مسمى فلتصبر ولتحتسب وهذه كلمات عظيمات هي من اعظم ما يسلى به المصاب تسلية المصاب بها تكون كما في هذا الحديث عندما تبدأ مقدمات الاصابة ويدنو امرها من فقد ولد او محبوب او نحو ذلك او بعد ان ان تحل الاصابة وتقع بان يموت قريبا او نحو ذلك فان من اعظم ما يسلى به المصاب هذه الكلمات العظيمات قال لله ما اخذ وله ما اعطى قدم عليه الصلاة والسلام الاخذ على على العطاء مراعاة للواقع الذي آآ تشهده من سلاها بهذه الكلمات وهي ان ولدها يؤخذ ان ولدها يؤخذ وانه في في في مرض الموت تقول ان ولدي في الموت لانها شعرت انه في مرض الموت فهو في في مراحل الاخذ ان يؤخذ منها بقبظ روحه فلهذا قال لله ما اخذ لله ما اخذ اي اخذ وولدك اه ولدك منك هذا امره لله تبارك وتعالى لله ما اخذ ولله ما اعطى فالاخذ لله والعطاء لله وهذا فيه الايمان بربوبية الله تبارك وتعالى تصريفه لهذا الكون وتدبيره جل وعلا وانه يقضي فيه بما يشاء ويحكم فيه بما يريد لا لا لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه سبحانه وتعالى. لله ما اخذ ووله ما اعطى اي ان الامر بيده الاخذ والعطاء بيده سبحانه وتعالى قال لله ما اخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده الى اجل مسمى كل شيء عنده الى اجل مسمى كما قال الله تعالى لكل اجل كتاب كما قال تعالى فاذا جاء اجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون فكل شيء له اجل له اجل اي له وقت محدد لا يتقدموا ولا يتأخر عنه فالامر لله سبحانه وتعالى والاجال محدودة والاعمار مكتوبة ومقدرة قال وكل شيء عنده الى اجل مسمى وقد قال الله تعالى لكل اجل كتاب الله جل وعلا كتب مقادير الخلائق كما ثبت بذلك الحديث الصحيح قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كتب الاعمار وكتب الاجال وكتب الارزاق وكتب الاعمال كتب كل شيء سبحانه وتعالى قال عليه الصلاة والسلام كل شيء بقدر حتى العجز والكيس كل شيء بقدر قال ابن عباس رضي الله عنهما كل شيء بقدر حتى وضعك كفك على ذقنك هكذا بقدر فكل شيء بقدر كل شيء كتبه الله تبارك وتعالى قال وكل شيء عنده الى اجل مسمى اي ان ابنك اذا مات فهذا اجله. الذي كتبه الله عز وجل عليه في اللوح المحفوظ. قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال فلتصبر ولتحتسب وهذا فيه تنبيه المصاب الى الصبر عند المصيبة واحتساب ذلك عند الله عز وجل. يصبر عند المصيبة وهو يتصبر حتى يفوز بثواب الصابرين قال الله تعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه نعم العدلان ونعمة العلاوة صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون فهذا فظل عظيم جعله الله سبحانه وتعالى للصابر. قال وبشر الصابرين قال لتصبر ولتحتسب اي تحتسب صبرها اجرا وثوابا عند الله تبارك وتعالى وفي موضع اخر نبه عليه الصلاة والسلام ان الصبر عند الصدمة الاولى كما في الحديث قال صلى الله عليه وسلم انما الصبر عند الصدمة الاولى فاول ما يصدم الانسان يجب ان ان يتلقى مصابه بالصبر ومن لم يصبر عند الصدمة الاولى فانه ولا بد سيسلو ولكن سلو البهائم من لم يصبر عند عند الصدمة الاولى سيسلو ولابد طال الزمان وقصر ولكن سلو البهائم البهيمة عندما آآ آآ تفجع بموت ولدها يصابها هول ويصابها شدة ولا ينضبط امرها لكنها فيما بعد تسلو ولا يبقى في ذهنها اي امر فلهذا من لا يصبر عند الصدمة الاولى سوف يسلو يوما من الايام قال الامر او قصر سلو البهيمة بهيمة الانعام ولهذا المسلم ينبغي ان يربى بنفسه عن هذه الحال ينبغي على المسلم ان يربى بنفسه هذا عن هذه الحال فيوقد نفسه على الصبر عند اول الصدمة واول ما يصدم قال فلتصبر ولتحتسب فرجع الرسول فاخبرها اي رجع الذي ارسلته اليها فاخبرها اي بما قال النبي عليه الصلاة والسلام فبعثت اليه تقسم عليه لما جاء. اي تقسم عليه ان يأتي. وان ان يحضر عنده وان يشهد هذا الامر قال فقام النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من اصحابه منهم سعد بن عبادة رضي الله عنه فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم الصبي فوضعه بين سندوته او سندوتيه اي صدره والثندوتين فالرجل في مثل الثدي في المرأة اي عند الصدر ظمه عليه الصلاة والسلام اي انه ظمه عليه الصلاة والسلام عند صدره وهذا الظم فيه من العطف والحنان والمواساة والرحمة ما هو معلوم فظمه عليه الصلاة والسلام الى صدره قال ولصدره اي صدر الصبي قعقعة اي صوت ولصدره قعقعة اي لصدره صوت كقعقعة الشنة والشنة هي القربة اليابسة الشنة هي القربة اليابسة اذا اه تحركت او حركها الهواء يسمع لها قعقعة لها صوت فسمع النبي عليه الصلاة والسلام لصوت الغلام قعقعة وهذا فيه ان الغلام مات بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام ظمه الى صدره وسمع لصدره قعقعة اي سمع لصدره صوت مثل صوت القربة البالية قال فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عين رسول الله صلى الله عليه وسلم ودمع عينيه في هذا المقام هو رحمة رحمة منه صلوات الله وسلامه عليه بهذا الصبي الذي تنزع روحه وتخرج تنزع روحه من جسده فهذه رحمة من النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الصبي قال فدمعت عين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد رضي الله عنه اتبكي وانت رسول الله اتبكي وانت رسول الله لان البكاء كما جاء ايضا في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ان الميت ليعذب ببكاء اهله لكن ليس المراد بالبكاء الذي يعذب عليها الميت ان كان مقرا لذلك او راضيا به او موصيا به كما سبق ايضاح ذلك في موضع مضى ليس المراد بالبكاء دمع العين وحزن القلب ليس هذا المراد وانما المراد بالبكاء اي الذي البكاء الذي يعذب عليها المصاب الذي يبكي على مصابه انما هو البكاء الذي فيه النياحة او فيه التسخط او نحو ذلك من الامور التي تكون بلسان الانسان اما حزن القلب ودمع العين فهذا لا يعذب عليهما الانسان ولهذا جاء في الصحيحين عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ان الله لا يعذب على دمع العين ولا على حزن القلب وانما يعذب على هذا واشار الى اللسان او يرحم اما ان الله يعذب على هذا واشار الى اللسان او يرحم اما دمع العين وحزن القلب فلا يعذب عليهما ووهي من الرحمة مثل ما هنا بصنيع النبي وحال النبي عليه الصلاة والسلام قال فدمعت عين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد اتبكي وانت رسول الله كأن الامر اشكل على على سعد مع نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن البكاء بمثل هذه الحال فبين النبي عليه الصلاة والسلام ان مثل هذا الامر الذي هو دمع العين وحزن القلب ليس داخلا في ذلك وانما هو رحمة قال فانما ابكي رحمة لها انما ابكي رحمة لها ان الله لا يرحم من عباده الا الرحماء ان الله لا يرحم من عباده الا الرحماء فهذا البكاء الذي كان منه عليه الصلاة والسلام الذي هو دمع العين وحزن القلب هذا من باب الرحمة ونظير ذلك قوله عليه الصلاة والسلام عندما قبظ ابنه ابراهيم قال العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى او كما قال عليه الصلاة والسلام الشاهد من الحديث مشروعية عيادة الصبيان رحمة بهم ومواساة اهلهم نعم قال رحمه الله تعالى باب قال حدثنا الحسن بن واقع قال حدثنا ضمرة عن ابراهيم بن ابي عبلة قال مرضت امرأتي فكنت اجيء الى ام الدرداء فتقول لي كيف اهلك؟ فاقول لها مرضى فتدعو لي بطعام فاكل ثم عدت ففعلت ذلك فجئتها مرة فقالت كيف؟ قلت قد تماثلوا فقالت انما كنت ادعو لك الطعام ان كنت تخبرنا عن اهلك انهم مرضى فاما ان تماثلوا فلا ندعوا لك بشيء ثم عقد المصنف رحمه الله هذه الترجمة قال باب وتركها غفلا لما يذكر عنوانا للترجمة فاما ان يكون رحمه الله تعالى عن بهذه الترجمة انها من جنس هذه الابواب في العيادة اي منه من هذه الابواب التي في العيادة او انه قصد بهذه الترجمة اه اه معاونة من كان عنده مريض معاونته بطعام او نحو ذلك فاما ان يكون على هذا الامر او عناء اه اه عيادة المريض واورد هنا عن ابراهيم ابن ابي عبلة قال مرضت امرأتي فكنت اجيء الى ام الدرداء رضي الله عنها فتقول لي كيف اهلك فتقول لي كيف اهلك؟ وهذا فيه مشروعية سؤال من كان عنده مريض سؤاله عن مريضه من باب الاطمئنان المواساة قالت كيف اهلك؟ فاقول لها مرضى قال فتدعو لي بطعام فاكل فتدعو لي بطعام فاكل اي تدعو ام الدرداء له اي لابراهيم بطعام فيأكل وهذا فيه ان من كان اهله في في مرظه ومن يقومون على اه اه اعداد طعامه في في بيته بهم مرظ لا يتمكنون يساعد من الجيران او من الاقارب كما كما صنعت ام الدرداء رضي الله عنها قال ثم عدت ففعلت ففعلت ذلك عدت اليها اي مرة اخرى ففعلت ذلك اي ما سبق سألتني عن الاهل فقلت مرظى فدعت لي بطعام قال فجئتها مرة فقالت كيف اي اهلك قلت قد تماثلوا والمراد التماثل هو مقاربة البرؤ والشفاء اي انهم تماثلوا للشفاء قاربوا الشفاء والعافية والبر من المرض فقلت فقالت انما كنت ادعو لك بطعام اذا كنت تخبرنا عن اهلك انهم مرضى انما كنت ادعو لك بطعام اذ كنت اذ كنت تخبر عن اهلك انه مرظى يعني كانه كان يتحرى الطعام على العادة في الراتب الماضية التي كان يأتيها وهي انما كانت تصنع له الطعام وتدعو له الطعام لكون اهله مرضى ولا يجد اه في بيته من يصنع له الطعام فكانت آآ تواسيه في في هذا الامر بان تطلب له طعاما قالت اه فاما اذ تماثلوا فلا ندعو لك بشيء فلا ندعو لك بشيء اي ان الطعام الذي كنا ندعو لك به كان لاجل ذلك الامر وهو ما دام ان الاهل تماثلوا تطعن عند اهلك على كلمة العوام يعني دور العيشة عند اهلك ما دام ان الطعام يعني الاهل في البيت تماثلوا واصبحوا في صحة فالطعام ابحث عنه عند اهلك في في اما لما كانوا مرضى فتأتينا ونطعمك اخبرته بهذا الامر فالشاهد هنا اما ان يكون من اجل العيادة فيكون ذكر ابراهيم لحال اهله تنبيها الى وضعهم في المرظ لاجل ان يعادوا او ان يكون المراد بهذه الترجمة آآ ان من كان عنده مريض يواسى ويسلى ويساعد ويعاون في ما يحتاج اليه وقت المرض كما صنعت ام ام الدرداء رضي الله عنها وارضاها الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. رحمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله ما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين هنا سؤالان الاول يقول كيف اعرف ان الله ابتلاني لانه يحبني فافرح بذلك والاخر يقول كيف يعرف المسلم البلاء فيفرح به؟ فقد تكون مصيبة عقوبة له المسلم عندما يبتلى الواجب عليه ان يحتسب ابتلاءه تمحيصا وتكفيرا هذا الذي يجب على المسلم فما يبتلى به من فقر او مرض او غير ذلك من انواع الابتلاء الذي ينبغي عليه ان يحتسبها عند الله تبارك وتعالى تمحيصا له وتكفيرا لذنوبه وخطاياه. هذا هو الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم. ولا يفتح على نفسه ابوابا آآ تضره ولا تنفعه بل الذي ينبغي عليه في اي مصاب يصاب به ان يحتسب ذلك عند الله فيصبر اولا على المصاب ولا يجزع ولا يتسخط ويحتسب ذلك عند الله تبارك وتعالى فيكون ذلك كفارة له وطهورا وتمحيصا. نعم هل الافضل ان يصبر العبد على المرض ولا يبحث عن الدواء ام الافضل ان يبحث عن الدواء؟ في الحديث قال عليه الصلاة والسلام تداووا عباد الله تداووا عباد الله ما انزل الله من داء الا جعل له دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله. الا السام وفي رواية الا الموت فالتداوي مباح التداوي مباح تداوي المريض امر مباح وهو مشروع وجاءت الشريعة بالاذن به ولا ولا ولم يقل احد من اهل العلم بوجوب التداوي الا في في الحالات التي فيها ضرر وعطب على على المريض او ظرر على اجزاء من بدنه يسري اليها المرض او في مثل هذه الاحوال. اما في الحالات المعتادة مثل بعض الحمى او بعض الالم او نحو ذلك فالتداوي في مثل هذه الحال مباح واذا صبر ايظا على ذلك ويحتسب ذلك عند الله عز وجل فانه يؤجر على ذلك واذا تداوى فان التداوي مباح مأذون به لقوله عليه الصلاة والسلام تداووا عباد الله ما انزل الله من داء الا جعل له دواء نعم جزاكم الله خيرا سبحانك الله وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك