بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب الكبر قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن عن الصقعة بن زهير عن زيد بن اسلم قال لا اعلمه الا عن عطاء ابن يسار عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما انه قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من اهل البادية عليه جبة سيجان حتى قام على رأس النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان صاحبكم قد وضع كل فارس او قال يريد ان يضع كل فارس ويرفع كل راع فاخذ النبي بمجامع جبته فقال الا ارى عليك لباس من لا يعقل ثم قال ان نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه اني قاص عليك الوصية امرك باثنتين وانهاك عن اثنتين. امرك بلا اله الا اه فان السماوات السبع والاراضين السبع لو وضعن في كفة ووضعت لا اله الا الله في كفة لرجحت بهن. ولو ان السماوات السبع والاراضين السبع كن حلقة مبهمة لقسمتهن لا اله الا الله وسبحان الله وبحمده فانها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء وانهاك عن الشرك والكبر فقلت او قيل يا رسول الله هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر هو ان يكون لاحدنا حلة يلبسها قال لا قال فهو ان يكون لاحدنا نعلان لهما شراكان حسنان. قال لا قال فهو ان يكون لاحدنا دابة يركبها قال لا قال فهو ان يكون لاحدنا اصحاب يجلسون اليه. قال لا. قال يا رسول الله فما الكبر؟ قال سفه الحق وغمص الناس قال حدثنا عبد الله بن مسلمة قال حدثنا عبد العزيز عن زيد عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما انه قال يا رسول الله امن الكبر نحوه. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذه الترجمة باب الكبر عقدها الامام البخاري رحمه الله في كتابه الادب المفرد محذرا من هذه الخصلة المشينة والخلة القبيحة التي يبغضها الله تبارك وتعالى من الناس اذ المتكبر بغيظ الى الله عز وجل فالله لا يحب كل مختال فخور لا يحب تبارك وتعالى المتكبرين وقد مر معنا في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من كبر فهذا فهذا كله يدل على خطورة الكبر وعظم ظرره على الانسان في دنياه واخراه والمصنف رحمه الله تعالى عقد هذه الترجمة للتحذير من الكبر وبيان خطورته على الانسان وخير ما يعرف به الكبر وتبين به حقيقته كلام النبي صلى الله عليه وسلم عندما سألوه امن الكبر كذا؟ امن الكبر كذا وفي كل ذلك يقول لا الى ان قالوا له فما الكبر قال عليه الصلاة والسلام بطر الحق وغمط الناس بطر الحق وغمط الناس. فهذا هو الكبر وهذه حقيقته ببيان النبي. عليه الصلاة والسلام فالكبر قائم على ركيزتين او قائم على على اساسين وهما رد الحق وعدم قبوله والتعالي انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لساعر مجنون والجانب الثاني او الركيزة الثانية للكبر اه اه الترفع على الناس والتعاظم على الناس والتعالي عليهم فهذه حقيقة الكبر بطر الحق اي رده وعدم قبوله تعال يا وغمط الناس بالترفع عليهم والازراء بهم والتنقص لهم واحتقارهم ونحو ذلك فهذه هي حقيقة الكبر والمصنف رحمه الله تعالى عقد هذه الترجمة تحذيرا من الكبر وبيانا لخطورته وساق فيها جملة من الاحاديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بدأها بهذا الحديث عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من اهل البادية عليه جبة سيجان او عليه جبة سيجان حتى قام على رأس النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان صاحبكم قد وضع كل فارس او قال يريد ان يضع كل فارس ويرفع كل راع هذا رجل من اهل البادية ومن كانت حياته في البادية بعيدا عن العلم وعن التفقه ومعرفة شرع الله تبارك وتعالى واحكام دينه تجتمع فيه خصال مشينة عديدة من اخطرها او اسوأها الجفاء رؤية النفس وعدم التقبل للامور على وجهها يكون جافيا الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله فاذا كان الانسان في في البادية بعيدا عن العلم بعيدا عن الفقه فان فان هذا الامر يجمع فيه صفات ذميمة ولهذا ينبغي على على من كانوا في البوادي الا يحرموا حظ الا يحرموا نفسهم من العلم والفقه في دين الله تبارك وتعالى فاما ان يذهبوا الى معلمين او يطلبوا معلمين ويحرصون على معرفة ضروريات الدين وواجباته وقد كانت حال الموفقين من الاعراب في زمن النبي عليه الصلاة والسلام وبعد زمنه يرتادون اهل العلم كانوا يأتون الى النبي عليه الصلاة والسلام ويسألونه وكان الصحابة رضي الله عنهم يفرحون عندما يأتي رجل من الاعراب فيسمعون سؤالاته وجوابات النبي عليه الصلاة والسلام فمن الخير لاهل البوادي ان يكون هذا شأنهم ان ان يجعلوا في حياتهم اوقاتا يرتادون فيها اهل العلم واماكن العلم يروظون انفسهم على الخير وعلى فهم الدين ومعرفة ظروياته يسألون عن واجبات الدين وفرائض الاسلام حتى يزول عنهم الجهل والغفلة والاعراض والمعاني السيئة التي تبقى ملازمة لهم ما بقوا في البادية بعيدين عن العلم والفقه جاء هذا الرجل من من البادية الى مجلس النبي عليه الصلاة والسلام وهو رجل كما وصف في الحديث جاء من البادية وعليه كما قال ابن عمر رضي الله عنهما عليه جبه سيجان جمع ساج وهو الطيلسان الاخضر نوع من البرود والاكسية فكان لابسا لهذه الجبة وكان اه مختالا في نفسه كان مختالا في نفسه ولهذا وقف هذه الوقفة السيئة عند رأس النبي عليه الصلاة والسلام وقال كلمته السيئة التي سيأتي الكلام على معناها فكان فيه هذا الاختيال وعليه هذه الجبة ومغترا ووقف على رأس النبي عليه الصلاة والسلام وقال كلامه آآ المشين الاتي الحديث عنه وعندما يكون الانسان في في جهل وعدم بصيرة وفي جفاء وعليه مثل هذه البردة ربما اهلكته بردته وكثير من الناس مع جهله وقلة علمه ربما كساؤه الذي عليه يجعله يترفع على الناس ويتعالى ويختال. ولهذا جاء في الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال بينما رجل بينما رجل يتبختر بينما رجل يتبختر ببرديه معجب بنفسه خسف الله جل وعلا به فهو يهوي في الارض او كما قال عليه الصلاة والسلام فهذه عقوبة المختال المتكبر المتعالي الذي يغتر بلباسه ويغتر بهندامه ويغتر بهيئته وهو خواء من الفقه والعلم والبصيرة بدين الله تبارك وتعالى خواء من الصلاح والاستقامة على على دين الله فيمشي مختالا يمشي فخورا يمشي متعاليا متكبرا يحسب انه على شيء ومما يذكر في في الاثار في التنبيه على هذا المعنى ان مطرف ابن عبد الله ابن الشخير رحمه الله تعالى وهو من علماء التابعين رأى رجلا عليه حلة او بردة يختال في في مشيته فقال له رحمه الله تعالى قال يا عبد الله هذه مشية من يبغضهم الله هذه مشية من يبغضهم الله قال الرجل اما تعرفني اما تعرفني عليها تلك البردة الجميلة والهيئة الجميلة ويمشي مختالا ثم يخاطبه بهذا الكلام قال اما تعرفني؟ يعني ما تعرف من انا حتى تقول هذا الكلام؟ قال بلى والله اعرفك قال بلى والله اعرفك اولك جيفة اولك نطفة مذرة اولك نطفة مذرة واخرك جيفة قذرة وانت بينهما تحمل العذرة اي في بطنك اعرفك انا انت اولك نطفة مذرة واخرك جيفة قذرة وبينهما تحمل العذرة قال فمضى الرجل وترك مشيته ادبه ادبه بهذا الكلام ومن الكلام الجميل للسلف في هذا المعنى قول الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول عجبا لابن ادم عجبا لابن ادم يتكبر وقد خرج من مجرى البول مرتين عجبا لابن ادم يتكبر وقد خرج من مجرى البول مرتين مرة خرج من مجرى بول والده ومرة خرج من مجرى بول والدته ثم اذا كبر رأى نفسه انه اعلى الناس وارفع الناس ومشى مختالا فخورا متكبرا متعاليا على عباد الله لو تبصر في امره ونظر في حقيقة حاله لجانبه الكبر خرج من مجرى البول مرتين اوله نطفة واخره ايضا في القبر تأكله التراب او تأكله الديدان وهو بين ذلك يحمل العذرة احد السلف مر بشاب يمشي مختالا ومتعاليا فوخزه لمسه مع مع بطنه وهو يمشي مختالا فوخزه مع بطنه وقال له لو شعرت بالخرأ الذي في بطنك لما مشيت هذه المشية يمشي متعاليا مترفعا متكبرا يرى انه اعلى الناس وارفع الناس ولهذا من ابغض الناس على الله تبارك وتعالى المتكبرون وسيأتي انهم يوم القيامة يحشرون امثال الذر يحشرون امثال الذر بصورة الرجال صورته صورة الرجل وحجمه وهيئته هيئة الذر والعياذ بالله ولا يدخل الجنة من في قلبه ادنى مثقال ذرة من كبر فهذا المعنى في غاية الخطورة وعندما يقوم الكبر في قلب الانسان يبتلى بامرين سبق التنبيه عليهما الاول رد الحق وعدم قبوله والثاني التعالي على الخلق والترفع عليهما وكل امر من هذين الامرين في غاية السوء قال فقال هذا الرجل ان صاحبكم وقف عند رأس النبي عليه الصلاة والسلام عند رأس سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم وقال ان صاحبكم يخاطب الصحابة الذين هم جلوس حول النبي عليه الصلاة والسلام قال ان صاحبكم يريد ان يضع كل فارس ويرفع كل راع اراد ان ينتقص شأن النبي عليه الصلاة والسلام عند اصحابه بهذه المقالة قال انه يريد ان يضع كل فارس اي ان الفرسان الشجعان ذوي الشأن والمكانة يريد ان يظعهم ويجعلهم لا شيء ورعاة الاغنام ورعاة المواشي ومن لا شأن لهم ولا قيمة لهم ولا مكانة يريد ان يرفعهم ويعلي من شأنهم وكانه بهذا يقول فكيف ترتظونه؟ وكيف تجلسون عنده وكيف تسمعون الى كلامه وهذا شأنه ان صاحبكم يريد ان يضع كل فارس ويرفع كل راع فقام النبي عليه الصلاة والسلام فاخذ بمجامع جبته اخذ بمجامع جبته. اي امسكه امسك الرجل بمجامع جبته والجبة التي امسك النبي صلى الله عليه وسلم بمجامعها لها شيء من الدور في اختيال هذا الرجل وترفعه وتعاليه من الله عليه بهذه الجبة وحصل عليها فاصبحت اه سببا او من اسباب تكبره وتعاليه. ورؤيته لنفسه فامسك النبي عليه الصلاة والسلام بمجامع جبته وقال الا الا ارى عليك لباسا من لا يعقل الا ارى عليك لباس من لا يعقل اي ان هذا اللباس ولعلنا نذكر كلام النبي عليه الصلاة والسلام لعمر رضي الله عنه عندما آآ ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم بردا طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يلبسه فقال هذا لباس من لا خلاق له لباس من لا خلاق له. وهنا قال الا ارى عليك لباس من لا يعقل الا ارى لباس عليك من لا يعقل وهذا فيه التنبيه على ان الواجب على الانسان ان يصحح عقله وان يزن آآ ان يزن نفسه بميزان صحيح وميزان قويم بان يستأمن عقله في الخير ويعمل عقله في الخير ولا يمشي بقلب لا يعقل لا يمشي بدون بصيرة بل الواجب عليه ان يتعقل وان يتبصر وان يأخذ الامور بالفهم الصحيح والمسلك المستقيم قال الا ارى عليك لباس من لا يعقل ثم قال هيا النبي عليه الصلاة والسلام ذكر وصية عظيمة لنوح عليه السلام وفيها جانب شاهد الموضوع المتعلق بهذا الرجل فقال ان نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام لما حضرته الوفاة قال لابنه اني قاص عليك الوصية وهذا فيه من الفائدة اهمية العناية بالوصية وصية الابناء ووصية الاهل واعظم ما يوصى به الاهل والابناء توحيد الله واخلاص الدين له كما سيأتي في وصية نوح قال امرك بلا اله الا الله وفي القرآن قال الله تعالى ان كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي هذه وصيته لابنائه او بالتوحيد وصية لقمان الحكيم لابنه بدأها بالتوحيد يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ولهذا ينبغي على الاباء ان يعنوا بالوصية وان يكون اساس ما يوصون به توحيد الله جل وعلا واخلاص الدين له والبراءة من الشرك كما هو نهج الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه قال اني قاص عليك الوصية. امرك باثنتين وانهاك عن اثنتين وانظر جمال هذا البدء وحسنه في التفهيم وظبط العلم قال نوح لابنه امرك باثنتين وانهاك عن اثنتين لم يبدأ مباشرة بقوله امرك بلا اله الا الله وانهاك عن كذا وانما اجمل له ما سيوصيه به بقوله امرك باثنتين وانهاك عن اثنتين وهذا امكن في الفائدة وابلغ في التعليم لان الابن بهذه الطريقة يحفظ ان اباه او والده اوصاه بوصيتين ونهاه عن امرين فاذا نسي شيئا منه ما تذكر وحاول ان يستحضر الامر بخلاف اذا اطلقت الوصية دون ان تظبط بمثل هذا العدد قال امرك باثنتين وانهاك عن اثنتين الامر الاول الذي امره به قال امرك بلا اله الا الله قال امرك بلا اله الا الله. ما معنى قول نوح عليه السلام لابنه امرك بلا اله الا الله ماذا تنتظر هذه الكلمة هذا امر لا بد ان ننتبه له قول نوح اللبنة يا بني امرك بلا اله الا الله ماذا يعني هل يعني هذا امرك بها ان ترددها مرات وكرات دون ان تفهم معناها وما تدل عليه هل المراد ان انه يأمره بهذه الكلمة ان يفهم معناها دون ان يحقق ما تدل عليه من الاخلاص والتوحيد هل هذا مراده؟ لا والله وانما مراد نوح ومراد عموم النبيين بالامر بلا اله الا الله ان تحقق هذه الكلمة علما وعملا ان تحقق هذه الكلمة علما وعملا هذا هو المراد عندما قال النبي عليه الصلاة والسلام قولوا لا اله الا الله عندما قال المشركين قولوا لا اله الا الله تفلحوا فهموا ما عنى بهذه الكلمة لما قال لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا فهموا ما عنى عليه الصلاة والسلام بهذه الكلمة فماذا قالوا؟ اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب ومر معنا قريبا قول الله تعالى انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون فهم يفهمون ان لا اله الا الله تعني ترك الالهة والبراءة من الشرك واخلاص الدين لله تبارك وتعالى فاذا قول نوح عليه السلام لابنه امرك بلا اله الا الله اي امرك بها نطقا وامرك بها فهما وامرك بها عملا بما تقتضيه فهذه الامور الثلاثة كلها يتناوله قوله عليه السلام لابنه امرك بلا اله الا الله امرك بلا اله الا الله نطقا ان تردد هذه الكلمة وان تكثر منها ان تكثر من قول لا اله الا الله وتكثر من ترداد هذه الكلمة وتمضي فيها الاوقات الكثيرة مكررا لها لا اله الا الله والامر الثاني يأمره بها فهما اي فهما لما تدل عليه هذه الكلمة وانظروا هذا في قول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله وفي الصحيح في صحيح مسلم من حديث عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة اشترط العلم فلا يكفي مجرد النطق لان الرجل لو ردد لا اله الا الله عشرات المرات او مئات المرات وهو لا يدري ما هي لا يدري ما هي ولا يدري ما تدل عليه من الاخلاص والتوحيد لا يكون من اهلها بذلك لا يكون الرجل من اهلها الا اذا فهم ما تدل عليه من التوحيد والاخلاص لله فاذا قوله امرك بلا اله الا الله يشمل الفهم يشمل النطق ويشمل الفهم ويشمل امرا ثالثا وهو ماذا العمل بما تقتضيه هذه الكلمة من الاخلاص والتوحيد لله تبارك وتعالى ولهذا قال العلماء لابد في لا اله الا الله من امور ثلاثة حتى يكون الرجل من اهلها لابد من العلم ولابد من العمل ولابد من الصدق لابد من العلم ولابد من العمل ولابد من الصدق قالوا بالعلم يخرج الانسان من طريقة النصارى الذين يعملون ولا يعلمون وبالعمل يخرج من طريقة اليهود الذين يعلمون ولا يعملون وبالصدق يخرج من طريقة المنافقين الذين يظهرون ما لا يبطنون فاذا لا بد من علم وعمل وصدق في لا اله الا الله حتى يكون الرجل من اهلها وقد صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال من قال لا اله الا الله صدقا من قلبه دخل الجنة فلا بد من هذه الامور في لا اله الا الله حتى يكون العبد من اهلها حقا وصدقا قال امرك بلا اله الا الله اي نطقا وفهما وعملا اي بما تقتضيه هذه الكلمة من الاخلاص والتوحيد لله ولا اله الا الله هي كلمة التوحيد وهي قائمة على ركنين عظيمين لا توحيد الا بهما الركن الاول النفي والركن الثاني الاثبات النفي في اولها في قوله لا اله. والاثبات في اخرها في قوله الا الله. فلا توحيد الا بالنفي اثبات الذين قامت عليهما لا اله الا الله. نفي العبودية عن كل من سوى الله واثبات العبودية بكل معانيها لله وحده. فقائل لا اله الا الله لا يسأل الا الله ولا يستغيث الا بالله ولا قال الا على الله ولا يذبح الا لله ولا ينذر الا لله ولا يصرف شيئا من العبادة الا لله تبارك وتعالى. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك امرت انتبه هنا لقوله وبذلك فامرت وانا اول المسلمين وتأمل قوله امرت مع قول نوح لابنه امرك بلا اله الا الله اي اخلاصا وتوحيدا وبراءة وبعدا عن عن الشرك بالله تبارك وتعالى ثم بين نوح لابنه مكانة هذه الكلمة العلية ومنزلتها الرفيعة وتأمل قال فان السماوات السبع والاراضين السبع فان السماوات السبع والاراضين السبع لو وضعنا في كفة ووضعت لا اله الا الله في كفة لرجحت بهن لا اله الا الله لا اله الا الله اثقل شيء في الميزان ولا يثقل كما جاء في الحديث الاخر عن عبد الله ابن عمر لا يثقل مع اسم الله شيء. اثقل شيء في الميزان لا اله الا الله وليس هناك شيء اثقل منها في الميزان كلمة لا لها وزنها الثقيل في الميزان ولها مكانتها العلية فهي اعلى ما يكون في دين الله تبارك وتعالى قال لو وضعت السماوات السبع والاراظون السبع في في كفة ولا اله الا الله في كفة لرجحت بهن اي مالت وثقلت لا اله الا الله فهذا يبين لنا مكانة هذه الكلمة. امر اخر ايضا يبين مكانتها قال ولو ان السماوات السبع والاراضين السبع كنا كنا حلقة مبهمة اي حلقة مفرغة لقسمتهن لا اله الا الله. وفي رواية لفصمتهن لا اله الا الله والفصم والقصم هما كسر الشيء الفص ثم القصم هما كسر الشيء والقسم هو كسره مع الابانة مع ابانته والفصم هو كسره من غير ابانة وهنا قال لقسمتهن اي لكسرتهن لا اله الا الله لكسرتهن لا اله الا الله وهذا يدل على قوة هذه الكلمة وعظم اثرها وعلو مكانتها وكبير قدرها في في دين الله تبارك وتعالى فامره بالكلمة وبين له مكانة هذه الكلمة العظيمة ومنزلتها الرفيعة حتى ينشأ الابن محبا لا اله الا الله مكثرا منها محافظا عليها متفهما لمعناها محققا لمدلولها ومقتضاها ثم قال وسبحان الله وبحمده اي وامرك بسبحان الله وبحمده وهذه الامر الثاني وهذا الامر الثاني قال امرك باثنتين الامر الاول لا اله الا الله والامر الثاني سبحان الله وبحمده قال وسبحان الله وبحمده اي وامرك بسبحان الله وبحمده وهذه ايضا كلمة عظيمة جليلة القدر هي خفيفة على اللسان لكنها ثقيلة في الميزان حبيبة الى الرحمن كما جاء في الصحيح صحيح البخاري عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال كلمتان ثقيلتان في الميزان خفيفة خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم فسبحان الله وبحمده كلمة عظيمة ثقيلة في الميزان عندما توضع في الميزان يوم القيامة لها ثقلها العظيم وهي حبيبة الى الرحمن يحبها الله سبحانه وتعالى من عباده ويحب من عباده ان يكثروا منها وفي الحديث من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. فهذا يبين لنا مكانة هذه الكلمة سبحان الله وبحمده جمع فيها بين التسبيح والتحميد ويجب على من يقول سبحان الله وبحمده ان يعي معناها وان يفهم مدلولها فان سبحان الله تعني تنزيه الله جل وعلا وتقديسه وتبرئته سبحانه وتعالى من النقائص والعيوب ومما لا يليق به وبجلاله وبكماله سبحانه وتنزيهه تبارك وتعالى عن مماثلة الخلق قال الله جل وعلا ليس كمثله شيء وقال جل وعلا ولم يكن له كفوا احد وقال فلا تضربوا لله الامثال وقال ولا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فالله ينزه عن ذلك كله وايضا ينزه تبارك وتعالى عن النقائص والعيوب وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا. بل يداه مبسوطتان قال جل وعلا ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب قال تعالى وما ربك بظلام للعبيد فالله جل وعلا منزه قال لا تأخذه سنة ولا نوم فالتسبيح هو تنزيه الله تنزيهه عن النقائص والعيوب وتنزيهه عن ان يماثله احد من خلقه او ان يماثله احد من خلقه. فنزه ربنا وتقدس عن ذلك كله وقد كان عليه الصلاة والسلام يقول في ركوعه وسجوده سبحان الملك القدوس سبحان يقول سبوح قدوس رب الملائكة والروح ويقول عليه الصلاة والسلام بعد صلاة الوتر سبحان الملك القدوس هذا كله تنزيه لله وتقديس لله جل وعلا فالواجب على المسلم عندما يقول سبحان الله ان يعرف معنى هذه الكلمة. وانها تعني تنزيه الله وتقديسه وتبرئته سبحانه وتعالى عن كل ما لا يليق به والحمد في قوله وبحمده هو الثناء على الله مع حبه سبحانه وتعالى. وفي الحمد اثبات الكمال لله واثبات الاسماء الحسنى والصفات العلى. ولهذا نقرأ في القرآن الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. مالك يوم مالك يوم الدين فهو جل وعلا يحمد على اسمائه الحسنى وصفاته العليا ويحمد على نعمه التي لا تعد ولا تحصى واذا فالحمد فيه اثبات الكمال والتسبيح فيه فيه التنزيه والتقديس لذي الجلال والكمال وبهذا يعلم ان في التسبيح والتحميد في التسبيح والتحميد امران عظيم ان يقوم عليهما توحيد الله في اسمائه وصفاته وهما الاثبات بلا تمثيل والتنزيه بلا تعطيل الاثبات بلا تمثيل في الحمد والاثبات بلا تمثيل الاثبات بلا بلا تمثيل في التسبيح. ننزه الله عز وجل ونسبحه عن المثيل والتنزيه بلا تعطيل الاثبات بلا تمثيل في الحمد. والتنزيه بلا تعطيل في التسبيح تنزيه الله في في تسبيحه واثبات الكمال له جل وعلا في حمده سبحانه وتعالى فنحن عندما نقول سبحان الله وبحمده نثبت الكمال لذي الجلال وننزهه تبارك وتعالى عن النقائص والعيوب. هذا هو معنى سبحان الله وبحمده قال وامرك بسبحان الله وبحمده ثم ذكر مكانة هذه الكلمة العظيمة. وتأمل رعاك الله قال فانها اي سبحان الله وبحمده صلاة كل شيء فانها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء سبحان الله وبحمده صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء والكلام يمضى على ظاهره ويؤمن به كما جاء. على حقه وحقيقته سبحان الله وبحمده صلاة كل شيء وهذا المعنى اقرأه في قول الله تبارك وتعالى تسبح له السماوات السبع تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا فكل شيء يسبح بحمده وان من شيء الا يسبح بحمده. هذا معنى قوله صلاة كل شيء فكل شيء يسبح بحمده ولكن لا نفقه تسبيحهم والله عز وجل اطلع بعض خلقه على شيء من ذلك. الصحابة رضي الله عنهم شاهدوا حصيات في يد النبي عليه الصلاة والسلام تقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله يسمعون صوت التسبيح من الحصى الذي في يده ثم اخذ الحصيات ابو بكر فسبحت في يده واخذها عمر فسبحت بيده والصحابة يسمعون تسبيحه حصيات في يد النبي عليه الصلاة والسلام اطلعهم الله على ذلك قال وان من شيء الا يسبح بحمده. فاذا قوله فانها صلاة كل شيء اي ذكر كل شيء وتسبيحه فالكائنات كلها تسبح الله كلها تسبح الله تسبح الله بحمده. تقول سبحان الله وبحمده تردد هذه الكلمة قال وبها يرزق كل شيء وبها يرزق كل شيء وهذا ايضا فيه فائدة عظيمة ان هذه الكلمات من اعظم ابواب الرزق من اعظم ابواب الرزق اعظم ما ينال به العبد رزقه وسعادته في الدنيا والاخرة تسبيح الله بحمده ان يقول سبحان الله وبحمده منزها ربه حامدا له مثنيا عليه معظما له جل وعلا. هذا اعظم ابواب الخير والسعادة والرزق والهناء في الدنيا والاخرة طيب قال وبها يرزق كل شيء ثم ذكر له الامرين الذين ينهاه عنهما قال وانهاك عن الشرك والكبر ينهاه عن امرين هما الشرك والكبر ولاحظ خطورة خطورة الكبر هنا بقرنه مع ماذا مع الشرك اعظم الذنوب قال وانهاك عن الشرك والكبر فقلت القائل هنا قلته هو عبد الله ابن عمر او قيل عبد الله بن عمر او قيل يا رسول الله هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر قف هنا متأملا في قول ابن عمر او القائل هذا الشرك ماذا قد عرفناه لتعلم ان من الواجبات العظيمة والفرائض المتحتمة على كل مسلم ومسلمة ان يعلم ماذا ان يعلم الشرك ان يعرف حقيقته من اجل ماذا من اجل ان يجتنب كما قال القائل عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه فمن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه الذي لا يميز بين شر وخير يقع في الشر وقد قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي. الذي لا يعرف ما هو الشرك كيف يتقي الشرك الذي لا يعرف الشرك وحقيقته كيف يتقيه ولهذا الصحابة كانوا يعرفونه ويعرفون حقيقته قال او قيل هذا الشرك قد عرفناه اذا واجب على كل مسلم ان يعرف الشرك من اجل ان يتقيه وان يحذر منه وان يجتنب ومن لا يعرف الشرك كيف يتقي الشرك وهو لا يعرفه والشرك هو تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله من جعل لله ندا في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى سواء خصائصه في ربوبيته او خصائصه في اسماءه وصفاته او خصائصه جل وعلا في الوهيته فقد اتخذ مع الله شريكا ولهذا اهل النار اذا دخلوا النار يوم القيامة يقولون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فهذه حقيقة الشرك تسوية غير الله بالله ان يجعل غير الله عديلا ومساويا ومماثلا لله تبارك وتعالى في شيء من خصائص الله فهذا هو الشرك وهذه حقيقته قال هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر فما الكبر اي ما هي حقيقة الكبر ثم استرسل السائل في سؤاله فما الكبر قال اهو ان يكون لاحدنا حلة يلبسها هل هذا هل هذا هو الكبر ان يكون لاحدنا حلة يلبسها والحلة كساء يتكون من من ثوبين من قطعتين ازار ورداء وايضا لا يكون حلة الا اذا كان جديدا يحل من طيه ويفك من طيه فهل من الكبر ان يلبس الانسان ثوبا جديدا جميلا حسنا هل هذا من الكبر؟ يسأل اهذا من الكبر؟ قال لا قال فهو اي الكبر ان يكون لاحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان هل هذا كبر؟ ان ان ينتقي احدنا لنفسه حذاء جميل ان ينتقي لنفسه حذاء جميلا حسنا وله شراكان حسنان له سركان الشراك هو الذي يكون في في اعلى النعل ويكون بمناظر مختلفة وهيئة جميلة هل هذا من الكبر ان يختار الانسان حذاء جميلا ونعلن جميلة حسنة هل هذا من الكبر قال لا قال فهو ان يكون لاحدنا دابة يركبها دابة يركبها ان يكون له دابة يركبها دابة جميلة او نحو ذلك هل هذا من الكبر قال لا قال فهو ان يكون لاحد اصحاب يجلسون اليه هل هذا من التكبر ان يكون للانسان اصحاب يجلسون معه ويجلس معهم ويتحدثون هل هذا من الكبر قال لا وانتبه هنا الى معنى جميل النبي صلى الله عليه وسلم ترك له لهذا السائل المجال ترك له المجال لاستخراج الجواب سأل الرجل سأل ثم اخذ يعرض اجوبة على النبي عليه الصلاة والسلام هل هذا كبر؟ هل هذا كبر فترك له النبي عليه الصلاة والسلام المجال لاستخراج الجواب وهذي ايظا طريقة في التعليم وفي كل ما ذكر الرجل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له لا قال يا رسول الله فما الكبر؟ رجع للسؤال بعد ان ذكر امورا خشي ان تكون من الكبر وهذه السؤالات التي طرحها هذا الصحابي تدل على ماذا تدل على حرص الصحابة الشديد على البعد عن الكبر ارأيتم لو ان النبي عليه الصلاة والسلام قال له نعم هذا من الكبر. ماذا سيكون منه ترك هذه الاشياء مستعد مستعد ان يترك هذه الاشياء لو قال النبي صلى الله عليه وسلم له انها من الكبر فكانوا حريصين على الخير اشد الحرص حريصين على البعد عن الشر اشد الحرص فلما ذكر تلك الامور اعاد السؤال ثانية قال فما الكبر اي اخبرنا عن حقيقته قال سفه الحق وغمص الناس الكبر سفه الحق وغمص الناس اي ان الكبر حقيقته تقوم على ركيزتين ذكرهما النبي عليه الصلاة والسلام هنا وذكرهما في احاديث عديدة سيأتي بعضها عند المصنف رحمه الله تعالى يقوم على ركيزتين الركيزة الاولى قال سفه الحق سفه للحق اي رده رد الحق والاستهانة به وعدم قبوله والاستخفاف به والاستكبار عنه فهذا كبر وغمس الناس اي الترفع عليهم واحتقارهم والازراء بهم والانتقاص لهم فهذه حقيقة الكبر ليس الكبر ان يلبس الانسان ثوبا جميلا ولا من الكبر ان يلبس حذاء جميلا او تكون له دابة جميلة او يكون يجلس الى بعض اخوانه ويجلسون اليه ليس كل ذلك من الكبر في شيء. الكبر يقوم على ركيزتين هما سفه الحق وغمص الناس وهذان الامران اللذان ذكرهما النبي عليه الصلاة والسلام في التحذير من الكفر وجد في الاعرابي الذي مر معنا قريبا قام على رأس النبي عليه الصلاة والسلام وقال ان صاحبكم ان صاحبكم منتقصا النبي عليه الصلاة والسلام ومقللا من شأنه يريد ان يضع كل فارس ويرفع كل راع ففيه انتقاص وفيه رد الحق والهدى الذي بعث به النبي عليه الصلاة والسلام. النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث ليضع كل فارس ويرفع كل راعي وانما بعث بالهدى ودين الحق. بعث بشيرا ونذيرا وداعيا من الله باذنه. وسراجا منيرا بعث بن حنيفية السمحة بعث لدعوة الناس الى توحيد الله واخلاص الدين له. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. هذا الذي بعث به صلوات الله وسلامه عليه فاذا هذا السياق المبارك العظيم الذي ساقه الامام البخاري رحمه الله هنا فيه التحذير البالغ من وفيه ايضا فوائد عظيمة اشتملت عليها وصية نوح عليه الصلاة والسلام المباركة لابنه نعم قال حدثنا مسدد قال حدثنا يونس ابن القاسم ابو عمر اليماني قال حدثنا عكرمة بن خالد قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول من عظم في نفسه او اغتال في مشيته لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من تعظم في نفسه اي تكبر وتعالى وترفع في نفسه اي رأى نفسه عظيما ورأى نفسه من اعلى الناس وارفعهم واعلاهم شأنا متفاخرا في ذلك متعاليا مترفعا يريد علوا في الارض من تعظم في نفسه او اغتال في مشيته او اغتال في مشيته اي مشي مشية متبخر مختال قال الله تعالى ولا تمش في الارض مرحا. ان الله لا يحب كل مختال فخور مختال اي في مشيته وهيئته وفخور اي في في كلامه واقواله يتفاخر ويتعالى على الناس انا كذا وانا كذا وانا كذا وايضا في في مشيته يختال ويتبختر متعاليا على الناس قال ومن او اغتال في مشيته لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان وما اعظم بليته وما اشد خسرانه من لقي الله يوم القيامة والرب عليه غضبان لانه سيعاقب بعقوبة من غضب الله عليه وعقوبة من غضب الله عليه النار قال قال وهو عليه غضبان وهذا فيه اثبات الغضب لله سبحانه وتعالى وهي صفة دل عليها القرآن ودل عليها سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا من الفائدة وجوب الحذر من كل امر يغضب الله ويبسطه سبحانه وتعالى وقد ارشدنا نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ان من ان مما يغضب الله جل وعلا ويسخطه سبحانه ان يتعظم الانسان في نفسه او يختال في في مشيته فمن كان كذلك لقي الله اي يوم القيامة والرب عليه غضبان نعم قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله عن عبدالعزيز بن محمد عن محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما استكبر من اكل معه خادمه وركب الحمار بالاسواق واعتقل الشاة فحلبها ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن عن ابي هريرة رضي الله عنه في بيان ان من اتصف صفات ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام فانها باذن الله تبعده عن الكبر وتبعده عن خصال المتكبرين المتعالين المتعاظمين المترفعين على الناس وعلى عباد الله فانها صفات تكسب الانسان تواضع تكسب الانسان تواضعا وبعدا عن الاستكبار والتعالي فذكر امورا ثلاثة قال ما استكبر من اكل مع خادمه ما استكبر من اكل مع خادمه يجلس خادمه معه ويأكل معه من وعاء واحد في في في مكان واحد من كان كذلك ما استكبر وفي هذا ان ان امورا من المعاملات يقوم بها الانسان تبعد عن قلبه باذن الله عز وجل الكبر قال ما استكبر من اكل مع خادمه اي من اجلس خادمه معه واكله واياه لان المتكبر يرى نفسه اعلى من ماذا اعلى وارفع من ان يأكل مع الخادم ومع من هو ايضا اعلى من الخادم في المكانة والشأن فمن كان يأكل مع خادمه ما استكبر قال والامر الثاني وركب الحمار بالاسواق وركب الحمار بالاسواق والحمار كان من اوظع الدواب التي تركب في ذلك الزمان فيه البغال وفيه الخيل وفيها الجمال كلها مركوبات وبعضها انفس من بعض فمن ركب الحمار ومشى به بالاسواق راكبا له لم يتكبر لم يتكبر فهذا فيه ان من كان بهذه الصفة ليس متكبرا ليس متكبرا وفي مثل زماننا هذا بمثل زماننا هذا اذا ركب الانسان ما من الله عز وجل به في في هذا الزمان من المركوبات الحديثة التي يسرها الله جل وعلا في في هذا الزمان اذا اذا ركب بعض التي هي قليلة الثمن او السيارات القديمة والرخيصة ومشى ومشى بها هذا ينفي التكبر وليس معنى ذلك ان من شرط نفي التكبر هذه الامور قال والامر وذكر الامر الثالث قال واعتقل الشاة فحلبها اعتقل الشاة اي امسك برجل الشاة ووضعها بين اتخذيه وساقه وضعها بين الفخذ والساق يمسك رجل الشاة وجعلها بين الفخذ والساق واخذ يحلبها يحلب شاته بنفسه فمن اجتمعت فيه او وجدت فيه هذه الامور لم يتكبر ابعدته عن الكبر وهذا فيه ان من من الامور التي يباشرها الانسان يحققها في حياته تعينه على التواضع وفي امور تدفعه الى الكبر والتعالي وهذا فيه تنبيه في هذا الحديث تنبيه على ان المسلم ينبغي على ان يراعي في حياته الامور التي تأخذ به الى التواضع واللين ويبتعد عن الامور التي تذهب به الى الكبر والتعالي والترفع على عباد الله قوله في الحديث ما استكبر من اكل مع خادمه وركب الحمار بالاسواق واعتقل الشاة فحلبها ليس معناه ان من لم يفعل هذه الاشياء يكون متكبرا. ليس هذا معناه لكن المراد به ان هذه الامور تعين الانسان على البعد عن الكبر تعينه على البعد عن الكبر وقد يكون الانسان لا يفعل شيء من هذه الامور ولا يكون متكبرا لان حقيقة الكبر عرفناها ولهذا مر معنا في عند المصنف رحمه الله باب اذا كره ان يأكل مع عبده بعض اذا كره ان يأكل مع عبده قال فليطعمه اكلة من يده. لا بأس لا بأس بذلك لا يلزم ان يأكل معه بل لو لم يحبه او او كره ذلك يطعمه آآ اكلة في يده يعطيه من طعامه لا يلزمه ذلك لا يعني لا يعني انتفاء ذلك انه متكبر ومتعالي يكون متكبرا اذا رد حقا او تعالى على خلق وترفع على عباد الله فاذا ينبغي ان يفهم ان قوله هنا ما استكبر من اكل مع خادمه من اكل معه خادمه وركب الحمار بالاسواق واعتقل الشاة فحلبها ان المراد بذلك ان هذه الامور اذا فعلها الانسان اعانته على البعد عن الكبر اعانته على البعد عن الكبر والبعد عن الترفع والتعالي والخيلاء. تعينه على ذلك. وايضا في الحديث تنبيه ان ثمة امور في في الحياة تعين الانسان باذن الله تبارك وتعالى عن البعد عن الكبر وثمة امور اذا باشرها وفعلها دفعته والعياذ بالله الى الكبر ونسأل الله عز وجل ان يعيذنا اجمعين من الكبر وان يرزقنا التواضع وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يبلغنا شهره الكريم وان يعيننا فيه على الصيام والقيام على الوجه الذي يرظيه وان يجعلنا جميعا فيه من عتقائه من النار. نسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يعتق رقابنا اجمعين من النار ووالدينا والمسلمين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء واهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل وانبه الى ان القراءة في في هذا الكتاب في شهر رمضان المباركة ان شاء الله ستكون بعد صلاة العصر باذن الله تعالى السائلين الله عز وجل العون والتوفيق والهداية والرشاد انه سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين يقول السائل هل صحيح ان اول معصية عصي الله بها هي الكبر اه اه معصية ابليس هي ناشئة عن عن الكبر لما امره الله عز وجل بالسجود لادم استكبر واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس فلما امره الله جل وعلا بالسجود ابى وامتنع من السجود تكبرا وقال متكبرا خلقته خلقتني من من نار وخلقته من طين فامتنع وابى وايظا في الاية الاخرى قال ااسجد لمن خلقت طينا اسجد لمن خلقت طينا فامتنع من السجود الذي امره الله تبارك وتعالى بادم اه لادم تكبرا ولهذا قالوا من من تكبر من تكبر فقد اشبه ابليس لان هذه معصية معصية ابليس من تكبر فقد اشبه ابليس ومن تاب فقد اشبه آآ ابيه ادم لان ادم لما وقع في المعصية وقع في الخطأ تاب الى الله عز وجل فمن تكبر اه اشبه ابليس ومن تاب اشبه ابيه ادم عليه السلام الاعرابي الذي قال مقولته هل هو مسلم ام كافر؟ الله اعلم. لكنه اعرابي جاء ووقف هذا الموقف وقال هذه المقالة بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام اما حاله فلا اعلم عنها شيئا يسأل هل لقمان الحكيم من الانبياء؟ لقمان الحكيم ليس نبي ليس نبيا وانما هو آآ كما وصفه الله جل وعلا اتاه الله الحكمة اتاه الله الحكمة فهو حكيم اتاه الله الحكمة لكنه ليس من من الانبياء؟ نعم تنتشر عند العامة مقولة الكبر على اهل الكبر صدقة الكبر مذموم الكبر مذموم ولا ينبغي للانسان ان يتكبر في اي حال من الاحوال واهل الكبر لا يتكبر عليهم وانما ينصحون ولا تعالج السيئة بالسيئة وانما تعالج السيئة بالنصيحة والبيان والدلالة على الخير واذا كان يقابل اهل الكبر بالكبر يمضي هو واياهم متكبرا بدل ان يستفيدوا منه التواضع يكسب منهم هو اه الكبر نعم هل الكبر لا يغفر كالشرك الشرك والكبر كل منهما يغفر في حق من تاب منه بحق من تاب منه اما من لقي الله سبحانه وتعالى مشركا ام اما من لقي الله عز وجل مشركا فان الله لا يغفر له واما الكبر فهو درجات ان كان كبر الانسان رد به التوحيد والاخلاص لله عز وجل فهذا كافر لا يغفر الله له مخلد في النار واما اذا كان كبره في حدود المعاصي والذنوب فيما لا يصل به الى الكفر والشرك بالله تبارك وتعالى فمثل هذا اذا عاقبه الله عز وجل لا يخلد في النار لانه لا يخلد في النار الا المشرك بالله. اما من كان كبره كبر المشركين انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون فمن مات على مثل هذا الكبر فهو مخلد في النار يوم القيامة ابد الاباد هذا يسأل عن افضل كتاب معاصر في توحيد الاسماء والصفات الكتب المعاصرة في توحيد الاسماء والصفات كثيرة لكن من انفع ما يكون في هذا الباب كتاب شيخ الاسلام ابن تيمية العقيدة الواسطية وشروحاته المعاصرة لمشائخنا وعلمائنا كثيرة جدا فيستفيد منها ما حكم المرور امام المصلي الذي لم يتخذ سترة كذلك اسئلة عن المروءة والمصلي في الحرمين. لا يحرص المسلم الا يمر امام المصلي واذا كان لم يتخذ سترة يبتعد عنه اما ان يمر من ورائه او يبتعد عنه ولا يمر آآ من امامه سواء في الحرمين او في اي مكان نعم هل يجوز القيام بعمرة ثم العودة للمدينة والقيام بعمرة اخرى لا لا يخرج من مكة ليعتمر. مكة يدخل اليها لاجل العمرة ولا يخرج من مكة لاجل اه ان يعتمر فان خرج من مكة لحاجة له في المدينة وبدا له ان يعتمر مرة ثانية فلا حرج ولا بأس بذلك. نعم اذا احب الرجل ان يبدأه الناس بالسلام اذا ابصروه هل هذا من الكبر اذا كان في ذلك رد للسلام وترك له واهمال له فهذا فيه ما فيه من الكبر اما اذا اذا لم يكن كذلك وانما لاغراظ مثل آآ اراد ان يعود مثلا اولاده او نحو ذلك السلام او الصغير يعوده ان يبدأ بالسلام او نحو ذلك فمثل هذا يكون نشأ عن غير تكبر. فالشاهد ان الكبر هو رد الحق وغمط الناس. نعم يأتي في بعض الاحاديث كمثل من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه هل يدخل في ذلك الذنوب الكبائر من صام رمظان غفر له ما تقدم من ذنبه وايظا قول النبي اه عليه الصلاة والسلام الصلوات المكتوبة والجمعة الى الجمعة ورمضان الى الى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ما اجتنبت اه الكبائر فهذه تكفر صغائر الذنوب وعلى قول لبعض اهل العلم قد تنهض بتكفير بعض الكبائر اما الكبائر لا بد فيها من توبة نصوح لابد فيها من توبة نصوح والتوبة تجب ما قبلها ولهذا اه شهر رمظان المبارك هو شهر عظيم غفران الذنوب والعتق من النار والتوبة الى الله عز وجل. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في في الحديث الصحيح قال رغم انف امرئ دخل رمظان ثم خرج فلم يغفر له لانه موسم عظيم للغفران والعتق من النيران والتوبة الى الله عز وجل ولهذا ينبغي على من اكرمه الله عز وجل بادراك هذا الشهر المبارك ان يستقبل هذا الشهر بالتوبة الى الله من الذنوب والخطايا وبصدق الاقبال على الله عز وجل وحسن الانابة اليه والمحافظة على على الطاعات والاعمال الصالحات حتى يكون بذلك من عتقاء الله عز وجل من النار. نسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يحقق لنا ذلك اجمعين وان يوفقنا لما يحبه ويرضاه من صالح الاقوال وسديد الاعمال وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات وان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره انه تبارك وتعالى غفور رحيم هذا يسأل يقول نسمع في بعض البرامج التلفزيونية ان بعض النساء عندما تسأل تقول للشيخ اني احبك في الله هذا لا يصلح لا يصلح ان ان تقول المرأة لرجل سواء كان شيخا او غيره لا يصلح ان ان تقول مثل هذه الكلمة لرجل الا اذا كان آآ اخاها او اباها او زوجها او نحو ذلك فلا بأس بذلك اما الرجل الاجنبي فهذا باب فتنة فلا فلا يصلح ان ان تقول له انني احبك في الله واذا احبته في الله تدعو له بظهر الغيب وتدعو لعموم المسلمين بظهر الغيب وفي ذلك كفاية. نعم يسأل عن فضيلة الدفن بالبقيع هل له فضل جاء في اه الموت في المدينة حديث صحيح قال فيه عليه الصلاة والسلام من استطاع منكم ان يموت في المدينة ان يفعل من استطاع منكم ان يموت في المدينة ان فليفعل فاني اكون شهيدا او شفيعا له يوم القيامة او كما قال عليه الصلاة والسلام وايضا جاء عن سلمان الفارسي رحمه الله تعالى انه قال ان الارض لا تقدس احدا وانما يقدس الانسان عمله والذي يجب على الانسان ان يحرص عليه اينما كانوا في اي بلد كان ان يصلح حاله بينه وبين الله بتقوى الله عز وجل والاعمال الصالحة وحسن التقرب الى الله جل وعلا بما شرع؟ نعم ويقول وهل يجوز للغريب المتوفى بالمدينة