بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب التؤدة في الامور قال حدثنا ابو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا يونس عن عبدالرحمن بن ابي بكرة عن اشد عبد القيس رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان فيك لخلقين يحبهما الله قلت وما هما يا رسول الله؟ قال الحلم والحياء قلت قديما كان او حديثا. قال قديما. قلت الحمد لله الذي جبلني على خلقين احبهما الله بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب التؤدة في الامور والتؤدة عرفنا معناها قريبا وانها تعني اخذ الامور بالاناة وبالروية وبالتثبت وبالبعد عن العجلة والتسرع وذلك امر يحمد العبد عاقبته ويؤول به الامر باذن الله تبارك وتعالى الى ما يسر والى ما فيه الخير والى ما فيه الخير له التؤدة في الامور اي في امور الانسان كلها يتأنى ويتروى ويتحقق من الاشياء ثم بعد ذلك يقدم على بينة وبصيرة وسبق للمصنف رحمه الله في الترجمة الماضية انعقد العنوان نفسه التؤدى في الامور واورد تلك القصة التي رواها الحسن البصري رحمه الله تعالى وفيها عظة وعبرة ثم اعاد الترجمة مرة ثانية ليبين ما جاء في السنة من الدلالة على فضل التؤدة في الامور واورد رحمه الله تعالى حديث اشد ابن اشجع ابن القيس واسمه المنذر ابن العائد لما جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام قال له النبي صلى الله عليه وسلم ان فيك لخلقين يحبهما الله وفي اللفظة الثانية للحديث لخصلتين ان فيك لخلقين اي من الاخلاق الفاضلة الكريمة وقد عرفنا فيما سبق عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ان الله قسم بينكم اخلاقكم كما قسم ارزاقكم وايضا مر معنا بالتعليق قول آآ احد السلف رحمه الله تعالى طاووس ابن كيسان لعله قال ان هذه الاخلاق وهائب وان الله عز وجل اذا احب عبده وهبه منها وان الله عز وجل اذا احب عبده وهبه منها وقد تكون هبة الله سبحانه وتعالى لعبده الخلق اما جبلا يجبله الله تبارك وتعالى عليه وطبعا يطبعه الله عليه واما ان يهيأ له سبحانه وتعالى من اسباب كسب الخلق من اسباب كسب الخلق وتحصيله ما يحصل به هذا الخلق في حياته ولهذا الخلق قد يكون جبلة في الانسان بمعنى ان الانسان جبل حليما جبل متأنيا جبل صبورا او ان يكون الانسان اكتسب هذه الاشياء في حياته اكتسبها في حياته اما من خلال المطالعة والقراءة او من خلال الصحبة والرفقة او من خلال التجارب والمواقف الى غير الى غير ذلك من الامور التي يكسب منها العبد الاخلاق ولهذا جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم وقال ايضا ومن يتصبر يصبره الله فهذه الاخلاق قد تكتسب وقد تكون جبلة او طبعا جعله الله سبحانه وتعالى في الانسان. وهذا وذاك كل منهما هبة من الله سبحانه وتعالى اما بجبل العبد على الخلق او بتوفيقه لمعرفة الخلق واكتسابه كل ذلك هبة من الله سبحانه وتعالى ومن وفضل والنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث قال لاشج عبد القيس ان ان فيك لخلقين يحبهما الله ان فيك لخلقين يحبهما الله قلت وما هما يا رسول الله قال الحلم والحياء قال الحلم والحياء والحلم هو موضع الشاهد من هذا الحديث للترجمة التي هي التؤدة في الامور فالحلم هو وضع آآ فالحلم هو اخذ الامور بالرفق واللين والتؤدة وعدم التسرع والتعجل فهذا هو الحلم وهو خلق كريم يحبه الله جل وعلا قال الحلم والحياء والحياء ايضا خلق اخر من اخلاق هذا الدين بل قال عليه الصلاة والسلام والحياء شعبة من شعب الايمان والحياء خلق يوجد في قلب المرء فيحجزه عن سفساف الامور وعن رديئها وعن قبيح الخصال ومشينها وهو كما قال عليه الصلاة والسلام لا يأتي الا بخير وقال الحياء خير كله فالحياء اذا وجد في العبد لا يأتي الا بخير واذا نزع من العبد حياؤه جاءه الشر من كل جانب وان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت قال الخلق قال الحلم والحياء قلت قديما كان او حديثا قلت قديما كانه حديثا وهذا فيه ان هذه الاخلاق الحياء والحلم والاناة ونحوها اما ان تكون مكتسبة او تكون جبلية وهذا معنى قول اشج عبد القيس قديما او حديثا اراد بقوله قديما اي ان اي هل هذه الخصلة جبلية واراد بقوله حديثا اي مكتسبة هذا معنى قوله قديما او حديثا قال عليه الصلاة والسلام قديما اي ان هذه الخصلة امر جبلك الله عليه وامر طبعك الله عليه فمنذ نشأ اشج عبد القيس وهو على الحلم والاناة. جبله الله سبحانه وتعالى على ذلك هذا معنى قوله قديما قال قديما او حديثا قال قديما فحمد اشجع عبد القيس الله جل وعلا على هذه المنة. قال الحمد لله الذي جبلني على خلقين احبهما الله وهذا فيه حمد الله عز وجل على النعمة وفيه ان النعمة اوسع من ان ينعم الله على عبده بالمال او الطعام او الشراب بل النعمة بابها اوسع من ذلك فالنعمة تتناول نعمة الله على عبده بالدين القويم ونعمته على عبده بالخلق الكريم ونعمته على عبده بالرزق الطيب وكذلك يوم القيامة نعمته على عبده بالثواب والاجر فكل ذلك نعم من الله. والله عز وجل يقول وما بكم من نعمة فمن الله ويقول وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فحمد شج عبد القيس الله جل وعلا على هذه النعمة العظيمة والمنة الكبيرة التي اكرمه بها قال الحمد لله الذي جبلني على خلقين احبهما الله وفي هذا الحديث دلالة على اثبات صفة المحبة لله سبحانه وتعالى وانه عز وجل يحب اه يحب الايمان ويحب خصال الايمان يحب خصال الخير كما انه جل وعلا يبغض الشر ويكرهه ويبغض الكفر ويبغض خصال الكفر جل وعلا ولا يرظى لعباده الكفر فهو عز وجل يحب ويبغض ويرضى ويسخط وكل ذلك ثابت له في كتابه والسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. ومنهج اهل السنة في هذه الصفات وفي الصفات عموما اثباتها كما جاءت والايمان بها كما وردت من غير خوظ فيها بتأويل باطل او تحريف عاطل او تكييف او تمثيل او غير ذلك من مسالك اهل الضلال نعم قال حدثنا علي ابن ابي هاشم قال حدثنا اسماعيل قال حدثنا سعيد بن ابي عروبة عن قتادة انه قال حدثنا من لقي الوفد الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم من عبد القيس وذكر قتادة ابا نظرة عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لاشد عبد القيس ان فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والاناة ثم اورد رحمه الله الحديث برواية اخرى عن ابي سعيد رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لاشد عبد القيس ان فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والاناة الحلم عرفنا معناه وانه اخذ الامور بالتعقل والروية وظبط النفس والبعد عن التسرع ونحو ذلك والاناة المراد بها التثبت في الامور والروية فيها والبعد عن العجلة قال ان فيك لخلقين يحبهما الله الحلم والاناة الحلم اي اخذ الامور بتعقل وروية وضبط للنفس والاناة اي اخذ الامور بالتثبت وعدم العجلة والتسرع وشاهد الحديث للترجمة واضح من حيث ان من كان حليما متأنيا سيكون حاله في اموره الى خير لانه متئد في اموره اخذ اموره بالتعقل وظبط النفس والبعد عن العجلة والتسرع فينال بذلك العواقب الحميدة نعم قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال اخبرنا بشر ابن المفضل قال حدثنا قرة عن ابي جمرة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم للاشج اشج عبد القيس ان فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والاناة وهذا الحديث نفسه من رواية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. نعم قال حدثنا قيس بن حفص قال حدثنا طالب بن حجير العبدي قال حدثني هود ابن عبد الله ابن سعد انه سمع جده مزيدة العبد قال جاء الاشج يمشي حتى اخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فقبلها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اما ان فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله قال جبلا جبلت عليه او خلقا مني قال لا بل جبلا جبلت عليه. قال الحمد لله الذي جبرني على ما يحب الله ورسوله ثم ساق الحديث برواية اخرى عن مزيدة العبد قال جاء الاشد يمشي حتى اخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فقبلها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اما ان فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله قال جبلا جبلت عليه او خلق معي قال لا بل جبلا جبلت عليه قال الحمد لله الذي جبلني على ما يحبه الله ورسوله وهذا الحديث هو بمعنى ما تقدم لكن قوله هنا في هذه الرواية جبلا جبلت عليه او خلقا معي فهما بمعنى واحد فهما بمعنى واحد قوله جبلا جبلت عليه او خلق معي ما خلق مع الانسان هو ما جبل عليه ما خلق مع الانسان هو ما جبل عليه بينما الروايات المتقدمة قال قديما كان او حديثا قديما كان او حديثا قديما اي جبلا وحديثا اي كسبا ابتسمته بتوفيق من الله عز وجل وتيسير ولهذا هذا الموضع هنا قوله جبلا جبلت عليه او خلق معي فيه نكارة لمخالفته للروايات المتقدمة ولكون المعنى واحد ولكون المعنى واحد والاسناد فيه هود ابن عبد الله ابن سعد مجهول السند فيه ضعف والمتن فيه نكارة لكن في الجملة دلالة الحديث على حب الله عز وجل للخلقين الذين جبل عليهما آآ اشج عبد القيس مر معنا في الاحاديث المتقدمة نعم هنا سؤال ايهما اعظم اجرا ايهما اعظم اجر الاخلاق المكتسبة او الاخلاق الجبلية الله اعلم لكن عظم الاجر بحسب عظم خلق العبد والخلق الواحد قد يكون في في الرجلين ولكن يكون بينهما تفاوتا عظيما وقد يكون في احدهما كسبا وقد يكون في احدهما جبلا جبل عليه ولكن الاخر فيه هذا الخلق اعظم فالتفاوت والله تعالى اعلم لا يرجع الى فهذه القضية وانما يرجع الى قوة هذا الخلق في العبد وملازمته له ودوام عنايته به وحفاظه عليه وثباته له فبحسب التفاوت في هذه الاخلاق قوة وظعفا يكون الثواب والله اعلم قال رحمه الله تعالى باب البغي قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا فطر عن ابي يحيى قال سمعت مجاهدا عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لو ان جبلا بغى على جبل لدك الباغي ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب البغي وعقد رحمه الله فهذه الترجمة للتحذير من البغي وبيان عواقبه الوخيمة على البغاة في الدنيا والاخرة والبغي هو العدوان والتسلط على الناس والتجبر عليهم والاعتداء عليهم في اموالهم واعراضهم وانفسهم بانتهاك الحرمات والتعدي على الاعراض واستلاب الاموال ونحو ذلك ولهذا باب البغي باب واسع قد يكون بغي الانسان على غيره بالقول قد يكون بغيه عليه بالفعل قد يكون بغيه عليه في ماله قد يكون بغيه عليه في عرظه قد يكون بغيه عليه في في في في شرفه او خلقه او دينه او نحو ذلك فمجالات البغي متنوعة والبغي ظلم وعدوان وقد جاءت الشريعة بل الشرائع كلها على تحريمه والتحذير منه والنهي عنه ان الله يأمر بالعدل والاحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ينبغي نهى الله عز وجل عنه في جميع الشرائع وفي نبوات جميع الانبياء وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم من الاحاديث في التحذير من البغي وبيان خطورة الشيء الكثير قد ساق طرفا منها المصنف رحمه الله تعالى في هذه الترجمة تحذيرا من البغي وبيانا لخطورته وبدأها بهذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لو ان رجلا لو ان جبلا بغى على جبل لدك الباغي اي منهما لو ان جبلا بغى على جبل اي لو ان البغي حصل من جبل وهو جماد لا يعقل على جبل اخر بان اعتدى عليه لدك الله سبحانه وتعالى الباغي اي من الجبلين ومعنى دكه اي كسره وتهديمه بحيث يتساوى بالارض ويتدكدك فيصبح مساويا للارظ وهذا فيه ان الله عز وجل يعاقب الباغي ولا يضيع البغي بل ان بل ان بل انه تبارك وتعالى يأخذ من الباغي وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد فهو جل وعلا يمهل للباغي ولا يهمله واذا اخذه تبارك وتعالى اخذه بغتة واذا اخذه تبارك وتعالى اخذه اخذ عزيز مقتدر الباغي اه مآله الى العقوبة المعجلة والمؤجلة الى العقوبة الدنيوية والى العقوبة الاخروية وسيأتي ما يدل على تعجيل العقوبة للباغي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم فكلمة ابن ابن عباس رضي الله عنهما هذه فيها بيان خطورة البغي ولو فرض ان البغي وجد من جبل على جبل لدك تبارك وتعالى الباغي من الجبلين نعم قال حدثنا محمد بن سلام قال اخبرنا اسماعيل ابن جعفر عن محمد ابن عمر عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال احتجت النار والجنة فقالت النار يدخلني المتكبرون والمتجبرون وقالت الجنة لا يدخلني الا الضعفاء والمساكين فقال للنار انت عذابي انتقم بك ممن شئت وقال للجنة انت رحمتي ارحم بك من شئت ثم ساق رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنهما والحديث مر معنا قريبا ومر آآ الكلام على معناه والشاهد من هذا الحديث للترجمة هو قوله فقالت النار يدخلني المتكبرون والجبارون واهل التكبر والتجبر فهم الذين يحصل منهم في الغالب البغي على الناس يحصل منهم في الغالب البغي على الناس والعدوان بسبب احتقارهم للناس وانتقاصهم لهم وتسفيههم لهم مما يجرهم الى والاعتداء عليهم وظلمهم والبغي عليهم بالقول والفعل ولهذا اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث لبيان ان اهل التكبر والتجبر هم الذين في الغالب يكون منهم البغي ثم في الحديث ذكر للعقوبة التي يبوء بها هؤلاء قال فقال للنار انت عذابي انتقم بك مما شئت انتقموا بك ممن شئت ففي هذا الحديث من الدلالة ان البغاة الذين يتجبرون على الناس ويتكبرون ويعتدون عليهم في اموالهم ويظلمون هؤلاء ينتقم الله سبحانه وتعالى منهم يوم القيامة بعذابه التي هي النار كما قال في في هذا الحديث جل وعلا انت عذابي انتقم بك ممن شئت. نعم قال حدثنا عثمان بن صالح قال اخبرنا عبد الله بن وهب قال حدثنا ابو هاني الخولاني عن ابي علي الجنبي عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ثلاثة لا يسأل عنهم رجل فارق الجماعة وعصى امامه فمات عاصيا فلا تسأل عنه وامة او عبد ابق من سيده وامرأة غاب زوجها وكفاها مؤونة الدنيا فتبرجت وتبرجت بعده وثلاثة لا يسأل عنهم رجل نازع الله رداءه فان رداءه الكبرياء وازاره عزه ورجل شك في امر الله والقنوط من رحمة الله ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن فضالة ابن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يسأل عنهم اي انهم هالكون اي انهم هالكون وان مآلهم الى الهلاك وسخط الله تبارك وتعالى وعقابه وذكرهم عليه الصلاة والسلام واحدا واحدا وقوله ثلاثة اي اهل ثلاثة خصال اهل ثلاثة خصال او ثلاثة صفات من اتصف بها كان من الهالكين فذكر الامر الاول قال رجل فارق الجماعة وعصى امامه فمات عاصيا رجل فارق الجماعة وعصى امامة فارق الجماعة بنزع اليد من الطاعة يكون في عنقه بيعة لولي الامر فينزع اليد من الطاعة ويفارق الجماعة ويخرج على جماعة المسلمين ويمكث البيعة مفارقا لجماعة المسلمين عاصيا لامامه فيقول هنا عليه الصلاة والسلام من مات على على ذلك لا تسأل عنه لا تسأل عنه اي انه هالك اي انه هالك نظيره ما جاء في صحيح مسلم عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية مات ميتة جاهلية اي انها اي ان هذا الامر الذي هو عليه هو من اعمال اهل الجاهلية الذين لا يرفعون رأسا بامر الولاية ولا يقيمون لها وزنا وسرعان ما يمكثون البيع وينقضون العهد ويخرجون عن عن الطاعة ولا يبالون بهذا الامر وجاءت الشريعة بالتأكيد عليه في احاديث كثيرة جدا عن نبينا صلى الله عليه وسلم وامر البيعة لولي الامر والسمع والطاعة له وعدم الخروج ونزع اليد من الطاعة امر من مهمات الشريعة امر من مهمات الشريعة العظيمة التي لا لا تنضبط امور الناس ولا تستقيم احوالهم الا به لان امر الناس لا يكون الا بجماعة ولا جماعة الا بامام ولا امامة الا بسمع وطاعة فهو عقد منتظم اخذ بعضه ببعض لابد من هذه الامور مصالح المسلمين الخاصة والعامة لا بد فيها من اجتماع اذا لم يكونوا مجتمعين اصبحوا لقمة سائغة للاعداء واصبح امرهم فوظى وتسلط عليهم العدو. فامر المسلمين الخاص والعام لا ينتظم الا بالجماعة والجماعة لا تنضبط الا بالامام والامامة لا تنضبط الا بالسمع والطاعة ولهذا جاءت الشريعة جاء في السنة احاديث كثيرة عن نبينا صلى الله عليه وسلم في التأكيد على هذا الامر وبيان عظم هذا الشأن ووجوب السمع والطاعة لولاة الامر في المنشط والمكره حتى قال عليه الصلاة والسلام وان اخذ ما لك وظرب ظهرك مراعاة لمصلحة المسلمين وانضباط امرهم والتئام شملهم واتساقه وبعدهم عن الاختلال والاختلاف والانشقاق والتفرق فهذه الامور لا يمكن ان تستقيم الا اذا كان المسلمون جماعة وامورهم منضبطة تحت راية واحدة فيهم سمع وطاعة فبمثل هذا تستقيم امور المسلمين ولهذا جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام احاديث كثيرة جدا فالتحذير من الخروج على الولاة والتحذير من نزع اليد من الطاعة ومفارقة الجماعة وان من مات على مثل هذه الحال مات عاصيا لله ومات ميتة الجاهلية والعياذ بالله ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام هنا لا تسأل عنه اي لا تسأل عن هلاكه فان فانه فانه هالك هلاكا محققا اذا كان مات على هذه الحال مفارقا لجماعة المسلمين عاصيا لامامهم مات على ذلك فهو ميت على عصيان فلا تسأل عن هلاكه هذا الامر الاول الامر الثاني قال وامة او عبد ابق من سيده امة او عبد ابق من سيده اي فر منه اي فر منه وهرب فالعبد الابق ايظا لا يسأل عن هلكته لان لانه في هروبه مرتكب لمعصية ومرتكب لذنب وواجب عليه وفرض عليه ان يكون مع مالكه والا يفر منه والا يخرج من ملكه له الا بالطرائق الشرعية التي جاءت مبينة في سنة نبينا في القرآن والسنة اما ان يفر ويهرب من من مالكه فهذا عاصي لله تبارك وتعالى فلا يسأل عن هلكته لا يسأل عن هلكته قال وامة او عبد ابق من سيده اي من مالكه والامر الثالث قال وامرأة غاب زوجها وكفاها مؤنة الدنيا فتبرجت وتبرجت بعده والعياذ بالله امرأة غاب زوجها اي في سفر سواء طلب علم او تجارة او حج او عمرة او غير ذلك من الاغراض التي يسافر لاجلها غاب زوجها وكفاها مؤنة الدنيا اي ترك عندها ما ما ما تصلح به احوالهم الدنيوية ترك لهم ما يكفيهم من الطعام والغذاء والشراب والمأوى ونحو ونحو ذلك من الحاجيات كفاها في هذا الامر غاب عنها زوجها وكفاها مؤنة الدنيا فتبرجت وتمرجت بعده تبرجت اي خرجت سافرة مبدية مفاتنها مبهرة محاسنها وزينتها فاتنة الرجال مثيرة شهواتهم منتهزة فرصة غياب فعلها وزوجها حتى تخرج وتمرح وتسرح بعيدا عن الرقيب الذي كانت تراقبه الذي هو زوجها فمثل هذه المرأة التي بهذه الحال لم تكن مراقبة لله لان الرقيب هو الله سبحانه وتعالى ولكن مثل هذه المرأة لم تراقب الله جل وعلا فلما غاب عنها من عدته رقيبا لها تفلتت وتبرجت وتمرجت ووقعت في الشر والفساد منتهزة والعياذ بالله غياب بعلها وسفر زوجها قال رجل وامرأة غاب زوجها وكفاها مؤنة الدنيا فتبرجت. عرفنا معنى تبرجت اي انها خرجت سافرة خرجت سافرة مبدية مفاتنها ومحاسنها مثيرة بذلك الرجال وشهواتهم مؤجزة الفتن في المجتمع ولهذا يجب ان يعلم بل يجب ان تعلم المرأة انها اذا خرجت متبرجة فانها في الحقيقة خرجت اداة للشيطان في اثارة الفساد وتأجيج الشهوات في المجتمع قال وتمرجت بعده والتمرج الفساد تمرجت بعده ايا دخلت في الفساد وفي لوثة الباطل الرذيلة والفواحش والمحرمات تبرجت بعده وذكر هذا اللفظ دون غيره لانه لفظ قوي في الدلالة على المعنى في الدلالة على اسفاف المرأة وحقارتها اذا كانت بهذه الحال يكفيها يكفيها بعلها مؤنثها ويكفينا حاجتها ويتركها ويتركها في خير وفي رزق وفي مأوى ثم ترتكب الفاحشة بعد فهذا في غاية الاسفال والسفول والحقارة والخسة ولهذا قال وتمرجت بعده اختار فهذه اللفظة في الدلالة على هذا المعنى لقوة لفظها في في في الدلالة على انحلال المرأة وفسادها وشدة انحرافها في مثل هذه الحالة التي تكفى فيها المؤونة ثم من وراء زوجها تفسد عليه فراشه والعياذ بالله وقد قال عليه الصلاة والسلام في حديث اخر عندما سئل عن خير النساء ذكر ذكر خير النساء انها اذا نظر اليها سرته وذكر ايضا من خصالها انها اذا غابت حفظته اذا غاب حفظته في مالها وفراشها او كما قال عليه الصلاة والسلام فهذا من كمال الاخلاق والذي ذكر هنا في في هذا الحديث من سوء الاخلاق وقبحها قال وثلاثة لا تسأل عنهم اي لا تسأل عن هلكتهم رجل نازع الله رداءه نازع الله رداءه فان رداءه الكبرياء وازاره عزه تبارك وتعالى نازع الله رداءه مر معنا قريبا قول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي العظمة ازاري والكبرياء ردائي. فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار ومعنى قوله هنا رجل نازع الله رداءه اي نازع الله سبحانه وتعالى كبريائهم وعزه وقال هنا رداءه لانه سبحانه وتعالى قال في الحديث الاخر العظمة ردائي العز ردائي والكبرياء العظمة ازار والكبرياء ردائي وفي اللفظ الاخر قال العز ازاري والكبرياء ردائي فذكر تبارك وتعالى مكانة هاتين الصفتين وانهما بمنزلة الازار والرداء على ما سبق بيان ذلك وايظاحه وهنا قال من نازع الله رداءه اي من نازع الله كبريائه الذي هو بمنزلة الرداء ونازع الله عز وجل ازاره اي عزه الذي هو بمنزلة الازار فلا تسأل عن هلكته وهذا فيه ذم اهل التكبر والتجبر والتعالي على عباد الله وانهم في غاية الذنب وهذا هو موضع الشاهد من من هذا الحديث لا لان الترجمة من حيث ان من كان كذلك فهو باغ وايضا ما تقدم فيه نوع من البغي سواء خروج الرجل على الامام ونزع اليد من الطاعة او اباق العبد او الامة من من سيده او كذلك آآ فانحلال المرأة وتبرجها في غياب زوجها هذا كله من البغي كل ذلك من من البغي ثم قال ورجل شك في امر الله ورجل في شك في امر الله اي لا تسأل عن هلكة من كان كذلك قال الله عز وجل افي الله شك فاطر فاطر السماوات والارض قال شك في امر الله وقوله شك في امر الله عام يتناول كل امر يتعلق بالله سواء في ربوبية الله سبحانه وتعالى وتفرده جل وعز بالخلق والاحياء والتصريف والتدبير وغير ذلك من معاني الربوبية او شك في امر الله من جهة اثبات اسمائه الحسنى وصفاته العليا تبارك وتعالى او شك في امر الله سبحانه وتعالى من جهة اثبات العبادة له وصرف الطاعة له وافراده تبارك وتعالى بالوحدانية والحذر من الشرك والبعد عنه فما شك في امر الله تبارك وتعالى فلا تسأل عن هلكته ثم ذكر الامر الاخير قال والقنوط من رحمة الله والقنوط من رحمة الله اي اليأس من رحمة الله تبارك وتعالى بان يكون العبد يائسا من الرحمة معتقدا ان مثله لا تنزل عليه الرحمة او ان اه او ان آآ الرحمة ان الرحمة لا تنزل على مثله وان رحمة الله عز وجل بعيدة عنه ولا وانه لن ينالها ولن يحصلها. هذا كله قنوط. قال الله سبحانه وتعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا القانط من رحمة الله هو الذي يعتقد ان التوبة لا لا تنزل وانه لا يحصلها ولا ينالها وان وان بابها مسدود وانه محروم منها تماما فهذه احوال القانطين قال والقنوط من رحمة الله وهو من كبائر الذنوب وعظائم الاثام ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن الكبائر قال الاشراك بالله والقنوط من رحمة الله واليأس من رح الله فذكر عليه الصلاة والسلام هذه الامور الثلاثة والامن من مكر الله. نعم قال حدثنا حامد بن عمر قال حدثنا بكار ابن عبد العزيز عن ابيه عن جده عن النبي صلى الله عليه واله سلم انه قال كل ذنوب يؤخر الله منها ما شاء الى يوم القيامة الا البغي وعقوق الوالدين او قطيعة الرحم يعجل لصاحبها في الدنيا قبل الموت ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كل ذنوب يؤخر الله منها ما شاء الى يوم القيامة كل الذنوب اي جميع الذنوب التي يعصى الله تبارك وتعالى بها وتقع من من العباد كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء الى يوم القيامة قوله ما شاء اي ان بعضها قد قد يعجل الله سبحانه وتعالى العقوبة عليه في الدنيا قال كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء الى يوم القيامة الا البغي وعقوق الوالدين او قطيعة الرحم اي ان هذه الذنوب لا بد ان تعجل وصاحبها حري بان تعجل له عقوبته على عقوقه او على قطيعته او على بغيه في الحياة الدنيا قال كل ذنوب يؤخر الله منها ما شاء الى يوم القيامة الا البغي وعقوق الوالدين او قطيعة الرحم يعجل لصاحبها في الدنيا قبل الموت يعجل لصاحبها في الدنيا قبل الموت وقد مر معنا في باب متقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من ذنب اه اجدر ان يعجل الله سبحانه وتعالى عقوبته في الدنيا من البغي وقطيعة الرحم. او كما قال عليه الصلاة والسلام. مر معنا هذا الحديث عند المصنف رحمه الله تعالى وهو هنا بالمعنى نفسه اي ان البغي واه اه عقوق الوالدين وقطيعة الارحام من الذنوب التي يعجل الله سبحانه وتعالى لاصحابها العقوبة الدنيوية يعجل لهم العقوبة في الحياة الدنيا نعم قال حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون قال حدثنا مسكين ابن بكير الحذاء الحراني عن جعفر بن برقان عن يزيد ابن الاصم قال سمعت ابا هريرة رضي الله عنه يقول يبصر احدكم القذاة في عين اخيه وينسى الجدل او الجذع في عين نفسه. قال ابو عبيد جذب الخشبة العالية الكبيرة ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال يبصر احدكم القى ذات في عين اخيه وينسى الجدل او الجذع في عين نفسه يبصر القداة القذاة هو القذاة هي الاذى اليسير الذي يكون في العين مثل ان يكون فيها شيء من اه من التراب او شيء من الوسخ او نحو ذلك يقال له قذات يقال له قذات اه شيء يسير جدا يعني ما يلاحظه كل احد وانما يلاحظه قوية البصر ومدقق النظر. لا ينتبه له كل احد فيقول ابو هريرة رضي الله عنه يبصر احدكم القداة في عين اخيه يبصر احدكم القذاة في عين اخيه. القذاة هي الاذى اليسير القليل الذي يصيب العين ومن الذي يبصر القذاة في عين الانسان الا من كان قوي البصر وايضا يدقق النظر فهذا فيه تنبيه الى ان بعض الناس يبصر الاشياء اليسيرة القليلة الدقيقة جدا في الاخرين اما الاخطاء الكبيرة التي هو مبتلى بها لا يراها ولا يعدها شيئا ولا يلتفت لها ثم يأتي في ببعض المجالس ويبدأ يقول فلان فيه كذا والاحظ عليه كذا وانتقد عليه كذا ونحو ذلك وهو في نفسه عليه ملاحظات كبيرة جدا عليه ملاحظات كبيرة جدا اظرب لذلك مثالا للتوضيح فقط بعض الناس مبتلى والعياذ بالله بالنوم عن صلاة الفجر وهي من اعظم فرائض الاسلام مبتلى بالنوم عن صلاة الفجر او تأخيرها عن عن وقتها يقوم يصليها اذا اضحى او تفوت عليه في الجماعة فيكون متهاونا بهذه الصلاة متهاونا بادائها مع جماعة المسلمين ثم اذا اصبح ثم اذا اصبح بدأ يحرك لسانه بانتقاد الناس يقول فلان ولاحظ علي كذا وانتقد على فلان وفلان اعيب عليه كذا وفلان عندي عليه من العيوب كذا وقد تكون هذه الاشياء التي يعددها بعضها ملاحظات ليست معتبرة وليست ذات بال او ملاحظات انتقدت عليه على غير وجهها وعلى غير بابها وفهمت على غير ما اراد او نحو ذلك وينسى نفسه انه قام ينتقد الناس وهو لم يصلي الفجر مثلا هذا مثال فينسى نفسه وينسى عيوب نفسه وينسى اخطاء نفسه ثم يبصر اشياء فالاخرين دقيقة جدا مثلا لم يصلي الفجر ثم يأتي الى الى الى مكان من الاماكن وينتقد شخصا على خير في ايمانه وفي صلاحه وفي استقامته وفي صلاته وفي عبادته لكنه لاحظ عليه ملاحظة يسيرة جدا فينتبه لها ويبدأ ينتقده عليها فيلاحظ الاخطاء التي في الاخرين وان كانت دقيقة جدا ويسيرة وعيوب نفسه ينساها ولو كانت عظيمة كبيرة ومن كان بمثل هذه الحال فله حظه من البغي له حظه من من البغي والعدوان على الاخرين يعظم اخطاء الاخرين اليسيرة وينسى اخطاء نفسه العظيمة الكبيرة ولهذا يقول ابو هريرة رضي الله عنه يقول يبصر احدكم القذاة في عين اخيه وينسى الجدل او الجذع في نفسه او في عين نفسه الجدل هو الخشبة الكبيرة والجذع هو جذع النخلة ومعلوم ان الخشبة الكبيرة وجذع النخلة امر يبصره كل احد يبصره كل مبصر امر واضح جدا بل ان ابو عبيد قال في تفسير الجذر قال الخشبة العالية الكبيرة الخشبة العالية الكبيرة فوصف الجذع بانه خشبة كبيرة وعالية فاذا كانت خشبة كبيرة وعالية اي مرتفعة امام ابصار الناس فالكل يراها فابو هريرة ينبه بهذا المثل الى ان من من الناس من حاله انه لا يرى اخطأ نفسه الكبيرة العظيمة ويرى اخطاء الاخرين اليسيرة القليلة وهذه الكلمة العظيمة من ابي هريرة رضي الله عنه فيها تنبيه على المسلم انه اول ما ينبغي ان يعنى به في جانب الاخطاء اخطاء نفسه احد السلف قيل له ما ما نراك تتكلم في احد او تعيب احدا قال لست راض عن نفسي قال لست راض عن نفسي اي انني عندي عيوب وعندي اخطاء منشغل باصلاحها منشغل بتقويم نفسه قال لست راض عن نفسي فاذا كان عند الانسان اخطاء وعيوب وزلات ولا سيما الزلات الكبيرة فمن الخير له بدل ان يتتبع اخطاء الاخرين ان يحاسب نفسه وان قبل ان يحاسب يوم القيامة وقبل ان يوزن يوم القيامة نعم قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا الخليل ابن احمد قال حدثنا المستنير بن اخضر قال حدثني معاوية معاوية بن قرة قال كنت مع معقل للمزني فاماط اذى عن الطريق فرأيت شيئا فبادرته فقال ما حملك على ما صنعت يا ابن اخي قال رأيتك تصنع شيئا فصنعته. فقال احسنت يا ابن اخي. سمعت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول من اماط اذى عن طريق المسلمين كتب له حسنة ومن تقبلت له حسنة دخل الجنة ثم ختم رحمه الله تعالى هذه الترجمة بهذا الحديث العظيم الذي فيه علاج ينبغي ووطرد له من النفس وذلك بان يكون دأب الانسان في حياته هو اماطة الاذى عن الطريق لا ان يبغي عليهم بان يظع الاذى في طريقهم سواء كان الاذى الذي يضعه اذى حسيا او اذى معنويا فختم رحمه الله هادئ هذا الباب بهذا الحديث وهو من جمال الختم وحسنه منبها الى طريقة من الطرائق المباركة وسبيل من السبل النافعة في معالجة البغي وطرده من النفس وذلك بان يعود الانسان نفسه على اماطة الاذى عن الطريق واحتساب الاجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى باماطة الاذى عن الطريق. ومن كانت همته تسمو الى هذه الدرجة وتعلو الى هذه المرتبة بان يميط الاذى عن الطريق طريق المسلمين حتى لا يؤذيهم فهو بعيد عن البغي عليهم والعدوان فاذا عود نفسه على على مثل ذلك بعدت نفسه باذن الله تبارك وتعالى عن البغي وقد جاء في صحيح مسلم عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال مر رجل بغصن شجرة ذي شوك فقال والله لا ادع هذا في طريق المسلمين فيؤذيهم فاخذه ونحاه عن طريق المسلمين فشكر الله عمله فادخله الجنة وجاء في حديث الشعب وسيأتي قريبا عند المصنف رحمه الله تعالى ان نبينا صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان واذا واذا نظرت وتأملت في حال الناس مع هذه الخصلة اماطة الاذى عن الطريق لوجدتهم على اقسام ثلاثة قسم يضع الاذى في الطريق قسم يضع الاذى في طريق المسلمين بل ربما يتعمد ذلك يتعمد ان يظع الاذى في طريق المسلمين من جيرانه او اخوانه او غير ذلك يتعمد وظع الاذى في طريقهم والقسم الثاني قسم يدع الاذى في الطريق يدع الاذى يعني يرى الاذى في طريق المسلمين فيدعه لا لا يميل لا يميطه فهذا ترك امرا مستحبا وفي بعض الحالات يكون ترك امرا واجبا اذا كان الاذى الذي في طريق المسلمين يسبب هلاكا مثل ما لو رأى احدنا حجرا او بعيرا ميتا في طريق السيارات وهو من اسباب الحوادث فهنا يتعين ويجب ان يميطه اما الامور الاخرى فاماطتها مستحب هذا القسم الثاني القسم الثالث من يميط الاذى عن طريق المسلمين وهو خيرهم وافضلهم عند الله تبارك وتعالى من يميط الاذى عن الطريق ومن عود نفسه على مثل هذه الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة كان كان بعيدا باذن الله تبارك وتعالى عن عن البغي ولهذا اورد رحمه الله تعالى عن معاوية ابن قرة قال كنت معقل المزني رضي الله عنه فاماط اذى عن الطريق فاماط اذى عن الطريق يعني كان معاوية يمشي مع معقل ومعقل رأى ادنى اذى في الطريق فاماطه رأى ادم في الطريق فاماطه قال فرأيت شيئا فبادرته رأى شيئا فبادرته اي سبقته الي وامضته عن الطريق الان لو لاحظت اماطة اماطة معقل المزني للاذى عن الطريق فهذه تصلح شاهدا لما يسمى الدعوة بلسان بلسان الحال الدعوة بلسان الحال لان هذه السنة دعا اليها رضي الله عنه بالتطبيق العملي يمشي مع احد اخوانه او احد طلابه ورأى ادم في الطريق فاماطه فتعلم فتعلم هذا التلميذ او هذا الطالب هذه السنة التطبيق العملي لشيخه عندما رآه يميط الاذى ولهذا لما رأى في موضع اخر بعده اذى اخر في الطريق بدره اليه سبقه اليه سبقه اليه فهذه دعوة بلسان الحال وتأثيرها تأثير بالغ وقوي قال فرأيت شيئا اي شيئا من الاذى في الطريق فبادرته اي سبقته اليه فقال ما حملك على ما صنعت يا ابن اخي ما حملك على ما صنعت يا ابن اخي وقوله يا ابن اخي فيه من من لطف الخطاب وجمال الاسلوب وحسن التلطف قال ما حملك على ما صنعت يا ابن اخي؟ يعني ما الذي دفعك ما الذي دفعك لاماطة هذا الاذى قال رأيتك تصنع شيئا فصنعته رأيتك تصنع شيئا فصنعته الذي حملني على ذلك انني رأيتك تفعل ذلك فصنعت مثل صنيعك قال احسنت يا ابن اخي وقوله احسنت يا ابن اخي هذا من باب شد اليد على من فعل الخير وتشجيعه بحيث ينشط في المرات الاخرى على على العمل وعلى النشاط يقال للمحسن احسنت تشجيعا له وهذا من وسائل التربية واساليب التشجيع ان من اصاب واحسن ولا سيما الاولاد والصغار يشجعون بمثل هذه الكلمات الطيبة التي تجدد النشاط وتحرك العزائم وتفيد كثيرا قال احسنت يا ابن اخي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من اماط اذى عن طريق المسلمين كتبت له حسنة من اماط اذى عن طريق المسلمين كتبت له حسنة ومن تقبلت له حسنة دخل الجنة ومن تقبلت له حسنة دخل الجنة والله سبحانه وتعالى يقول انما يتقبل الله من عباده المتقين فالله جل وعلا يتقبل من من اهل التقوى والمراد بالاية اي المتقين الله سبحانه وتعالى في هذا العمل الذي تقربوا الى الله به المتقين اي لله سبحانه وتعالى في العمل ولهذا يجتهد المسلم في كل عمل يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى بان يأتي به اه على حد التقوى لله سبحانه والمراقبة له بان يكون مخلصا فيه لله راجيا فيه ثواب الله سبحانه وتعالى طالبا عظيم موعوده وكريم نواله عز وجل وعلى كل حال شهد الحديث للترجمة ظاهر من جهة ان الامام البخاري ختم بهذا الحديث هذه الترجمة لبيان ان من عود نفسه ودربها على مثل هذه الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة والحرص عن على اماطة الاذى عن طريق المسلمين فهذا مما يبعد الانسان عن البغي والعدوان باذن الله تبارك وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى باب قبول الهدية قال حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا ضمام ابن اسماعيل قال سمعت موسى ابن وردان سمعت موسى بن وردان عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال تهادى او تحابوا ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة بعنوان باب قبول الهدية الهدية آآ وجودها بين المسلمين من اسباب التواد والتحابب والتواصل والتآخي ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يهدي وايضا يقبل الهدية صلوات الله وسلامه عليه وكان يثيب عليها كان عليه الصلاة والسلام يقبل الهدية ويثيب عليها. كما ثبت في الصحيح كان يقبل الهدية اي ممن اهداها اليه ويثيب عليها ان يكافئ عليها وقد مر معنا قول النبي عليه الصلاة والسلام من صنع اليكم معروفا فكافئوه فان لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تجدوا انكم قد كافأتموه الهدية هي من اسباب التواد والتحاب ولهذا جاء جاءت السنة بقبول الهدية بقبول الهدية وجاءت السنة ايضا بالتهادي قال رحمه الله باب قبول الهدية اي ممن اهداها ممن اهداها لانها مدعاة للتحابب والتآخي والتآلف وغير ذلك من المعاني الطيبة اورد رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تهادوا تحابوا تهادوا اي تبادلوا الهدايا بينكم تهدي لاخيك واخيك يهديك تهديه الهدية ويهديك الهدية تكافئه على ما اهداك فهذا من اسباب فالتحابب ولهذا قال عليه الصلاة والسلام تهادوا تحابوا تهادوا تحابوا اي ان التهادي من اسباب آآ المحبة والمودة وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتهادون يتهادون الطعام ويتهادون اللباس ويتهادون مسائل العلم كان احدهم يلقى اخاه ويقول الا تحب ان يهديه ان اهدي لك هدية؟ فيقول بلى يقول له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا يهديه حديثا ولهذا يدخل في هذا اهداء الكتاب واهداء الشريط الذي فيه العلم النافع وما يفيد المسلمين في في دينهم هذا كله من من ابواب الخير والتواد والمحبة كما قال هنا صلوات الله وسلامه عليه قال تهادوا تحابوا وفي قوله تهادوا دلالة على تبادل ذلك بين المسلمين مما يشيع بينهم المحبة والمودة نعم قال حدثنا موسى قال حدثنا سليمان ابن المغيرة عن ثابت قال كان انس رضي الله عنه يقول يا تبادلوا بينكم فانه اود لما بينكم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن انس ابن مالك رضي الله عنه انه قال يا بني تبادلوا بينكم تبادلوا من البذل وهو العطاء اي ليبذل اه بعضكم لبعض من الطعام من المتاع من اللباس من الهدايا من الامور الطيبة تبادلوا بينكم وانس كنا عرفنا قريبا ان الله عز وجل اكرمه بكثرة الذرية استجاب الله سبحانه وتعالى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى قال عددت آآ ما لي من الولد فوجدتهم جاوزوا المئة جاوزوا المئة فكان عدد ابناءه عددا كبيرا فكان حريصا رضي الله عنه على التئام شمل ابناءه التئام سم لابنائه ولهذا مما يؤخذ من فوائد هذا الحديث ان الواجب على الاباء والامهات ان يحرصوا كثيرا على التئام شمل الابناء وان يعطوهم من الوصايا والنصائح التي تحقق ذلك بحيث يلتئم الابناء ويجتمع شمل شملهم ولا يتفرقون فهذه وصية مباركة من انس لابنائه قال يا ابنائي او يا بني تبادلوا بينكم. تبادلوا لان الاخوان اذا كانوا بهذه الصفة اذا كانوا بهذه الصفة يتبادلون بينهم فهذا مما يشيع المحبة بينهم مثل ان يقدم لاخيه من طيب طعامه او من الاشياء الجميلة او ينظر فيما يحس ان اخاه محتاجا اليه فيهديه منه او اذا وصله شيء جديد او امر جميل اثره به او ببعضه او بشيء منه او نحو ذلك فان هذا التبادل من اسباب توطيد المحبة وتمكينها. ولهذا قال يا بني تبادلوا بينكم فانه اود لما بينكم ومعنى قول اود اي انه يمكن المودة يمكن المودة ويمكن المحبة بينكم نعم قال رحمه الله تعالى باب من لم يقبل الهدية لما دخل البغض في الناس قال حدثنا احمد بن خالد قال حدثنا محمد بن اسحاق عن سعيد بن ابي بن ابي سعيد عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال اهدى رجل من بني فزارة للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة فعوضه فتسخطه فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول يهدي احدهم فاعوضه بقدر ما عندي ثم يسخطه وايم الله لا اقبل بعد عامي هذا من العرب هدية الا من قرشي او انصاري او قفي او دوسي ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب من لم يقبل الهدية لما دخل البغظ في الناس لما دخل البغض في الناس اي لما دخلت في الناس بعض الاغراظ غير الصحيحة والاهداف غير المستقيمة في الهدية فيهدي لا لاجل المحبة في الله ولا لاجل تحقيق التآخي والتواصل وانما يهدي لاغراظ اخرى لان البغظ وجد لان البغض وجد ليس الذي موجود هو المحبة والتآخي بالله البغض وجد فيه هدي ليس للمحبة ولا لكسبها وانما يهدي لاغراظ اخرى يهدي لاغراض اخرى ولهذا عقد المصنف رحمه الله تعالى للتنبيه على هذا الامر باب من لم يقبل الهدية لما دخل البغض في الناس بمعنى ان الهدية التي ورد فيما تقدم الحث عليها والترغيب فيها وبيان انها من اسباب اشاعة المودة اذا خرجت عن وخرجت عن بابها ترد ولا حرج على من ردها ولا حرج على من ردها مثل لو يكون الانسان على رأس عمل ومسؤولية فيأتيه شخص يهدي له هدية وهي في الحقيقة رشوة لا لا لتمظية امر من الامور او تمشية امر من الامور فيهدي له هدية يعطي يعطي له امرا باسم الهدية وهو في الحقيقة رشوة فمثل هذا يرد بل الواجب ان يرد وقد صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال هدايا العمال غلول هدايا العمال غلول العمال الذين على ولايات وعلى مسؤوليات فاذا جاءهم افراد من الناس وقال هذه هدية لك يكسب بها قلبه ثم يأتيه باليوم الثاني ويقول هذه هدية اعطيه هدية اخرى اجسم منها ويعبرون الان يقولون ادهن السير تمشي يعني فتأتي في ولاية او في مسؤولية ادهن السير يعني اعطيه هدية ثم تعال له في وقت اخر اذا قبل لك اذا قبل منك الهدية تأتي اليه مرة ثانية وتقول انا اريد كذا وكذا فربما يجد نفسه مضطرا ان ان يمشي لك ما اردت حتى لو كان وضعه غير صحيحا لماذا؟ لانك انت الذي كنت تهديه لانك انت الذي كنت تهديه تهديه. ولهذا قطع النبي عليه الصلاة والسلام هذا الباب واغلق هذا السبيل قال هدايا العمال غلول سدا للذريعة قد قد يهدى للعمال هدايا بعفوية ليست لاغراض دنيئة ولكن قد يهدى اليهم من اجل اغراض دنيئة فاغلق النبي عليه الصلاة والسلام هذا الطريق واوصد هذا الباب وقال هدايا العمال غلول ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة وقد ذكر مرة كما في صحيح البخاري الغلول وعظم امره وقال واخبر عليه الصلاة والسلام ان الغالي يأتي بما غل يحمله على عاتقه يوم القيامة وفي حديث ابن اللتبية وحديث مشهور ارسله النبي صلى الله عليه وسلم في في جباية الزكاة فلما رجع قال هذا لكم وهذا اهدي الي قال هذا لكم وهذا لي اهدي الي فقام النبي عليه الصلاة والسلام في الناس خطيبا وذكر حاله وقال الا جلس في بيت امه ينظر هل يهدى اليه الا جلس في بيت امه ينظر هل يهدى اليه؟ وهذا حقيقة ظابط جميل جدا في هذا الباب الذين على الولايات الهدايا التي تأتيهم تأتيهم من اجل الولاية ولهذا اذا جلس في بيت امه ما يأتيه شيء من هذه الهدايا لانه مرتبطة بتلك المصلحة لانها مرتبطة بتلك المصلحة. ولهذا الهدية هنا ضابط مهم الهدية اذا خرجت عن بابها الشرعي وهو التهادي من اجل التحاب ترد. متى ما شعر الانسان ان الهدية خرجت عن هذا الضابط التهادي من اجل اتحاد فانها ترد فاذا كان على ولاية او كان في مسؤولية او نحو ذلك من الامور او ايظا شعر ممن اهداه انه اهداه من اجل ان يستكثر كما سيأتي في الحديث من اجل ان يستكثر فله ان لا يقبل فله الا يقبل الهدية قال باب من لم يقبل هدية لما دخل البغض في الناس واعيد مرة ثانية قول الامام البخاري هنا لما دخل البغض في الناس اي ان البعض اذا دخل في الناس يصبح التهادي بينهم ليس لاجل ماذا يا اخوان ليس من اجل اتحاد ليس من اجل التحاب لان البغض دخل فتكون ليس من اجل التحاب الذي هو ارض الهدية التي شرعت تهادي لاجله ويكون لمصالح دنيئة ولهذا قال باب من لم يقبل الهدية لما دخل البغض في الناس واورد شاهدا على ذلك حديث ابي هريرة قال اهدى رجل من بني فزارة للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة فعوضه وجاء في بعض الا الالفاظ او في بعض الطرق ان النبي صلى الله عليه وسلم عوضه على هذه الناقة ست بكرات عوضه على هذه الناقة ست بكرات فتسخطه يعني تسخط هذا الرجل العوظ فقال له رأوا شيئا قليلا كان يطمع بشيء اكبر اذا لما اهدى الناقة اهداها لماذا اهداها من اجل التحاب او اهداها من اجل الاستكثار اهداها من اجل الاستكثار من اجل ان ان يستكثر اهداه من اجل ان يستكثر يعطي الان ناقة فيما بعد يستخرج ست سبع ثمان عشر فهو اهدى ليأخذ اهدى ليأخذ قدم له هدية من اجل ان يأخذ عوظا عنها شيئا كثيرا. ولهذا لما كان هذا غرظه لما كان هذا غرضه عندما اعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ست بكرات تسخط ما اعجبته يريد اكثر من ذلك الذي يهدي لاجل التحاب لو لم يهديه من اهداه هل يغضب الذي الذي اهدى من اجل الاتحاد لو لم يهديه من اهداه هل يغضب منه؟ لا يغضب لا يغضب لانه اهداه هدية لكسب المحبة ليس لجلب هدية اخرى. فلا يغضب ولهذا الذي يغضب يجب ان يفتش في نفسه وفي مقصده في في في هديته قال نعم قال فعوضه فتسخطه فسمع فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول يهدي احدهم فاعوضه بقدر ما عندي بقدر ما عندي الجود من الموجود اهدي بقدر ما عندي اي بالمتيسر عندي بالموجود عندي اهديه ثم ثم يسخطه ثم يسخطه قال ذلك عليه الصلاة والسلام منكرا ثم قال وايم الله وهذا قسم بالله تبارك وتعالى لا اقبل بعد عامي هذا من العرب هدية لا اقبل بعد عامي هذا من العرب هدية لا اذن بالتصوير يا اه قال آآ لا اقبل بعد عامي هذا من العرب هدية الا من قرش او انصاري او ثقفي او دوسي يعرف عليه الصلاة والسلام ان هؤلاء اهل كرم واهل سخاء واهل بذل وعندما يعطي احدهم هدية او نحو ذلك لا يعطي ليرجو من ورائها مثلها او اكبر منها وانما يتهادون ويبذلون الكرم والسخاء ولنحو ذلك من المعاني الجزيرة اما بعض الناس فانه يهدي ويقدم الكرامة لضيفه لكنه يطلب من ورائها مثل طريفة يذكرها احد الاخوة لا ادري حصلت له او انه يرويها. يقول انه مر مر شخصا في موضع من المواضع لا حاجة للتحديد فيقول لما علم علم بمجيئي ذبح تيسا ودعاني اليه والح علي في المجيء وصرت الى بيته وتناولت معه طعامه وشكرني ثم بعدها هذا هذا الغداء الذي تناولته معه اصبح كل ما جاء فترة من الفترات مرني في البيت وسلم علي قال ما تذكر التيس الطيب الذي تغدينا يقول فاذبح ويأتي مرة ثانية وثالثة ورابعة وكل مرة يقول ما تذكر التيس الجميل مذاقه حلو ويمدح طعمه ويمدح ثم يأتي مرة ثانية ويقول انا اريد ان تساعدني في الامر الفلاني والمصلحة الفلانية تذهب معي كل ما هذا دخل قال ما تذكر التيس الجميل ما تذكر جلستنا الحلوة فبعض الناس يعطي ومن نيته يستحلب يستحلب ويستخرج اشياء يعطي الان يقول انا الان ممكن اذبح تيس لكن اخرج ناقة فيما بعد من التيس هذا اخرج ناقة اخرج مئات الدراهم ما هو مشكلة يذهب التيس الانس لكن سيأتي العوظ وسيأتي بدلا فبعض الناس هذا غرظه في الهدية. فاذا علم من حال شخص ان هذا غرظه من هدية لا غضاظة في في ردها او عدم او عدم قبولها حتى حتى في من باب الاستجلاب في هذا الباب بعضهم آآ مثل ما احد الاشخاص الذين هذا منهجه مر على احد الولاة احد الولاة وقال له ابشرك اننا انه جاءنا اليوم مولود وسميت باسمك ابشرك انه جاني اليوم مولود وسميته باسمك سميته باسمك الان هذي ماذا يريد بها يريد ان يستحلب بها شيء فقال انا سميته باسمك فسكت تجاهله هذا الوالي تجاهله ثم بعد قليل قال نريد السماوة نريد السماوات ونريد شيئا على فكان لطيفا في في في جوابه قال انت ايش اسمك يسأل قال انا اسمي فلان قال اذا جانا ولد نسميه مثلا نسميه مثل اسمك فعلى كل حال يعني الهدية الهدية او نحو هذه الامور بعض الناس يهدي لغرض الشريعة تهادوا تحابوا واكرم وانعم بمن كانت هذه حاله واخرون يهدون اما رشوة او لاستحلاب واستجلاب ولامور غير ذلك فاذا اه وجدت البغظة بين الناس ولم تكن الهدية من اجل التحابي والتآخي في الله فمن كره الهدية ولم يقبلها فلا بأس ومن اخذ اخذ في مثل هذه الحال وعوض عليها ايضا لا بأس بذلك اما اذا كان على ولاية وعلى مسؤولية فان قبوله للهدية حرام لانها من الغلول وقد قال عليه الصلاة والسلام هدايا العمال غلول ونسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو آآ الذي وسع كل شيء رحمة وعلما ان يصلح احوالنا اجمعين وان يعيننا على طاعته وعلى ذكره وشكره وحسن عبادته وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء. هو حسبنا ونعم الوكيل والله الا اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا غفر الله لنا ولكم. وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك