جميعا رحمه الله ان والتابعون نقول ان الله سبحانه على عرشه ونؤمن ما ورد في السنة من الصفا ولما سئل ربيعة بن ابي عبد الرحمن شيخ مالك رحمة الله عليهما عن السؤال قال الاستغفار والشيخ غير معقول ومن الله رسالة وعلى وصول البلاغ المبين وعلينا التصديق. ولما سمي الامام مالك رحمه الله عن ذلك قائل الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب البدعة. ثم قال السائل ما اراد الا رجل سوء وامر رضي الله عنها ربنا سبحانه فوق السماوات على عرشه دائما من خلقه. وكلام الائمة في هذا الباب كثير جدا. لا يمكن النقل في هذه المحاضرة. ومن اراد الوقوف من ذلك فيراجع ما كتبه علماء السنة في هذا الباب مثل كتاب السنة لعبدالله بن الامام احمد والتوحيد للامام الامير محمد بن خزيمة احكام السنة بان القاسم الطباري شيخ الاسلام ابن تيمية لاهل وهو جواب عظيم كثير الفائدة قد اوضح فيه رحمه الله عقيدة اهل السنة. ونقل فيه الكثير من كلامه والادلة الشرعية والعقلية على صحة ما قاله اهل السنة وبطلان ما قاله ما قاله خصومه. وهكذا رسالة الموصونة بالتدميرية قد بسط فيها المقام وبين فيها عقيدة اهل السنة بادلتها المقلية والعقلية. والرد على المخالفين والحق. لكل من نظر في ذلك من اهل العلم بقصد صالح ورغبة في معرفة الحق. وكل من خالف اهل السنة فيما اعتقدوا في باب الاسماء والصفات فانه يقع ولابد في مطالبة الادلة النقلية والعقلية مع التناقض الواضح في كل ما يثبته وينفيه. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله على اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا الفصل يتعلق بمذهب اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات. وقد ذكرنا في درس مضى بعض القواعد التي تتعلق بهذا الباب. وباب اسماء الله وصفاته. ومذهب اهل السنة في هذا الباب انهم يثبتون لله كلما اثبته لنفسه سبحانه وتعالى وقاله في كتابه وكلما اثبته له رسول صلى الله عليه وسلم وقال وفي سنته وكل ما اجمع عليه المسلمون انه اسما وصلة لله عز وجل فانهم يثبتونه لله عز وجل واثباتهم يقتضي ان الاسم على حقيقته وانه اسم لله عز وجل وان اسمه يشتق منه صفة انه سبحانه وتعالى فهم يثبتون من غير تحريف ولا تعطيل ويثبتون حقائق ومعاني الاسماء والصفات لله عز وجل والناس بهذا الباب على ثلاثة اقسام. قسم حرف وتأول صفات الله عز واسمائه وابطلها ولم يثبتها. وهذا القسم من الناس هم الجهمية المعطلة. الذين عطلوا الله عز وجل عن اسمائه وعن صفاته ولم يثل الله صفة له سبحانه وتعالى. وهؤلاء قد كفرهم اهل السنة بل قد نقل اللانكائي والطبري والطبري رحمه الله تعالى اجماع اهل العلم على كفر الجهمية الذين عطلوا الله عز وجل من صفاته ومن اسمائه سبحانه وتعالى والقسم الثاني المفوضة الذين فوظوا صفات الله عز وجل واسمائه فقالوا نمرها كما جاءت فنقول هو سميع لكن لا نعلم معنى السمع. هو بصير ولكن لا نعلم معنى البصر. وهذا قول باطل. وهؤلاء المفوض المجهلة الذين جهلوا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حيث انهم زعموا ان الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم كان يتلوا ايات ويقول احاديث لا يعقل معناها بخلاف ما عليه اهل السنة وهم الذين قالوا ان اسماء الله حقائق ولها معاني ولله من هذه المعاني كمالها وتعالى فعندما نقول ان الله سميع يثبت لله عز وجل صفة السمع وانه يسمع حقيقة وان سمعه احاط بكل كل شيء سبحانه وتعالى يسمع خفايا الامور وظواهرها سبحانه وتعالى ولا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وهذا مذهب اهل السنة. اذا المعطلة الجهمية وهم على درجات منهم من يعطل اسماء الله كلها وصفاته كلها ومنهم من يعطل بعض الصفات وبعض الاسماء ويثبت بعضها ومنهم من يثبت سبع صفات ويعطل الله من الباقي وكل هؤلاء على معتقد فاسد ضال مخالفا لما عليه ائمة الاسلام ملء الصحابة والسلف الصالح والذي اعتقده ائمة الاسلام من عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى زماننا هذا انهم يثبتون لله ويثني له الصفات وكما سئل ربيعة ومالك عندما سئل عن الاستواء قال الاستواء معلوم والايمان به واجب والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة فنحن نعلم ان الله استوى على عرشه استواء يليق بجلاله. اما كيفية الاستواء وكيف استوى فهذا علمه عند الله عز وجل لا نعلم ذلك ونقل علمه الى ربنا سبحانه وتعالى. فمعنى قوله الاستواء معلوم ان الاستواء يأتي العرب بمعنى الصعود والارتفاع والاستقراء والعلو وهذا معلوم لدينا. فالله عال على عرشه صاعد على عرشه سبحانه وتعالى. اما كيف فهذا الذي نكل علمه الى ربنا سبحانه وتعالى ونقول كما قال مالك وربيعة وام سلمة الكيف مجهول لنا الكيف مجهول لنا اي لا نعلمه وليس معنى كلامهم الكي مجهول ان الله بصفات ليس لها كيفية بل لصفاته كيفية سبحانه وتعالى لكننا ولذلك لاننا لم نطلع على على ربنا سبحانه وتعالى حال استوائه لكن نؤمن بخبره ونصدق ما قال كما قال الشافعي امنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله عز وجل وامنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم هي العبودية الحقة ان تسلم بكل ما جاء من عند الله وبكل ما جاء من عند رسولنا صلى الله عليه وسلم ولا نرد كلام الله ولا كلام صلى الله عليه وسلم بارائنا وباذواقنا وباهوائنا وانما نكون عبيدا لله عز وجل نقول سمعنا واطعنا فما اثبته الله اثبتناه وما نفاه عن نفسه نفيناه ولا نمثل الله ولا نشبهه سبحانه وتعالى بخلقه ولا نفوظ اسماء وصفاته قل لا نعلو معانيها بل نقول ان معالي اسماء الله معلومة لدينا وصفات ايضا معلومة لدينا والايمان بالاسماء والصفات يورث القلب ايمانا وتقوى وتعظيما واجلالا وتوقيرا لله سبحانه وتعالى. فالذي يثبت ان الله يرى وان الله يسمع لا شك انه سيراقب الله في سره وعلانيته. فاما اذا قلت ان الله لا يرى فان ذلك سيحملك على انك تخلو بالمعاصي والذنوب. والله سبحانه وتعالى يرى يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء يراها ربنا سبحانه وتعالى بل يرى دماء البعوضة وهي تتنقل من مفصل في مفصل يراها ربنا سبحانه وتعالى. فاذا ايقنت بان الله يرى وبان الله يسمع وان له هذه الصفات العظمى سبحانه وتعالى والحسنى انك لن تعصيه اذا خلوت بنفسك. اذا اغلقت الابواب عليك وارخيت الستر. ولم يبقى معك الا ربك سبحانه وتعالى فانك لن تجرأ على ان تعصي الله عز وجل وانت تعلم ان الله يراك. وان الله يسمعك لانك اذا خلوت كما قال ابو العتاه اذا خلوت بريبة فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب وقل لها ان الذي خلق الظلام يراني فالذي خلق الظلام وخلق الليل والنهار يرانا ويسمعنا ويعلم السر واخفى سبحانه وتعالى يعلم خائنة الاعين ويعلم ما تخفي الصدور سبحانه وتعالى. فالايمان باسماء الله وصفاته يورث ايمانا وتقوى وخشية وتعظيما. فعندما تعلم ان الله منتقم فانك تفرح وتعلم ان الله سينتقم من الظلمة والفجرة والكفرة فتعظم رجاءك بالله عز وجل. عندما تعلم ان من اسماء الله التواب فانك وان اقترفت من الذنوب اقترفت وعلمت ان ان من اسماء الله انه التواب رجوت ان يتوب عليك وان من صفات انه يتوب على من تاب اليه ورجع اليه والله يقول قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. فيحملك هذا على ان تجدد التوبة مع الله عز وجل. عندما تعلم ان الله ارحم بنا من انفسنا ومن امهاتنا بانفسنا فالله ارحم فالله ارحم بنا من من امهاتنا وانفسنا علقت الرجاء بالله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى امرأة وهي في السبي تتبع اطفال السبي كلما رأت صبيا القمته ثديها اتظن انه ولدها حتى اذا حتى اذا لقيت ولدها ظمته الى صدرها واخذت ترضعه رحمة بهذا الرظيع. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه اترون هذه ملقية ولدها في النار؟ وهي قادرة على ان لا تلقي. قالوا لا يا رسول الله. قال الله ارحم بعبادي من هذه الام بولدها فاذا اثبتنا صفة الرحمة لله وصفة الرأفة وصفة المغفرة وصفة التوبة تعلقت قلوبنا بربنا سبحانه وتعالى فباب الاسماء والصفات باب يعظم الايمان في القلوب ويورث الخشية لله عز وجل وتوقيره وتعظيمه فحري بكل ان يثبت لله ما اثبته لنفسه وان يثبت لله ما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم. فرسولنا الصادق المصدق الذي صدقه ربه وتعالى ولا يقول على الله الا الحق والصدق سبحانه صلى الله عليه وسلم. فهذا هو معتقد اهل السنة والجماع في باب الاسماء والصفات انهم يثبتون لله ما اثبته لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف. ومن غير تعطيل ومن غير تمثيل ومن غير تكييف بل نؤمن بها كما جاءت ونثبت معانيها وحقائقها ولا نتعرض لكيفياتها. هذا هو مذهب اهل السنة والجماعة. وهذا مذهب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مذهب التابعون لهم باحسان وتابعي تابع الى يومنا هذا هم على هذا المعتقد الواضح البين الجليل الذي يدل عليه كلام ربنا وكلام رسولنا صلى الله عليه وسلم خلافا للمبتدعة من جهمية واشاعرة وما توريدية وغير ممن عطلوا الله عز وجل عن صفاته او سلبوا شيئا من اسمائه تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. فاسأل الله عز وجل ان يرزقنا الايمان التام الصادق وان يجعل من سار على نهج محمد صلى الله عليه وسلم واتبع طريقته واثره وان يحشرنا في زمرته وان يجعلنا تحت لوائه يوم القيامة والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد