بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب ليعزم الدعاء فان الله لا مكره له قال حدثنا محمد بن عبيد الله قال حدثنا عبد العزيز بن ابي حازم عن العلاء عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال اذا دعا احدكم يقول ان شئت وليعزم المسألة وليعظم الرغبة فان الله لا يعظم عليه شيء عطاه نعم قال حدثنا محمد بن سلام قال اخبرنا اسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن انس رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا دعا احدكم فليعزم في الدعاء ولا يقل اللهم ان شئت فاعطني فان الله لا مستكره له. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب ليعزم الدعاء فان الله لا مكره له وهذه الترجمة تأتي في ضمن بعض التراجم التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى لبيان ادب الدعاء وما ينبغي ان يكون عليه كالداعي من اداب ومراعاة امور جاءت بها الشريعة يتم بها دعاؤه ويكمل ويتحقق بها الاتيان بالدعاء على الحال الكاملة والوجه التام قال باب ليعزم الدعاء اي ليكن دعاء المرء لله تبارك وتعالى عزما وجزما ولا يكون فيه رخاوة لا يكون في دعائه رخاوة او عدم مبالاة او اهتمام بل ياتي بدعائه عن رغبة وعن عزم وعن جزم واذا كان في الدعاء الفاظ واذا كان في الدعاء الفاظ تشعر بالرخاوة في الدعاء والفتور في الطلب وعدم الجد في العزم في السؤال فانها تجتنب ويبتعد عنها ولهذا قال ليعزم الدعاء ليعزم الدعاء اي عندما تسأل الله جل وعلا فليكن سؤالك عزما لا رخاوة فيه. اللهم اعطني كذا. اللهم اني اسألك كذا. اللهم من علي بكذا اللهم اكرمني بالجنة هكذا يسأل عزما لا يجعل في دعائه رخاوة او فتورا او نحو ذلك ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام تحذيرا من هذا الامر لا يقل احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت لان في فهذه الصيغة فتور ورخاوة وليس فيها عزم وجزم فنهى النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فيبتعد عن هذا اللفظ وعن كل لفظ يا يصل بالدعاء الى هذا الغرض او يصل بالدعاء الى هذا الامر بحيث يجعل الدعاء رخوا من الداعي اللهم اعطني كذا ان احببت او نحو ذلك من الصيغ والألفاظ التي فيها فتور من السائل ورخاوة في الطلب فهذه يبتعد عنها قال باب ليعزم الدعاء فان الله لا مكره له فان الله لا مكره له وقوله فان الله لا مكره له جاءت في حديث النبي عليه الصلاة والسلام عندما نهى السائل ان يقول اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت قال عليه الصلاة والسلام معللا فان الله لا مكره له او لا مستكره له وهنا نستفيد من هذه الترجمة ومن الحديثين الذين ساق ساقهما المصنف رحمه الله تعالى فيها ان الداعي ينهى في دعائه عن ان يقول اللهم اغفر لي ان شئت لامور ولتعليلات جاء بيانها في السنة واجتمعت في في هذين الحديثين الذين ساقهما المصنف رحمه الله تعالى وهي امور وهي تحديد وهي تحديدا امور ثلاثة ينهى السائل ان ان يقول اللهم اغفر لي ان شئت لامور ثلاثة جاء بيانها في الحديثين الذين ساقهما المصنف رحمه الله تعالى اما الامر الاول فهو يتعلق بحال السائل واما الامران الاخران فهما يتعلقان بشأن المسؤول تبارك وتعالى الامر الاول هو ان في هذه الصيغة اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت اللهم اعطني كذا ان شئت في هذه الصيغة رخاوة في الطلب فيها رخاوة في الطلب وليس فيها عزم وجزم في السؤال فهي تشعر قلة المبالاة وعدم الاهتمام وعدم القوة في في السؤال والطلب ولهذا جاء في الحديث قال وليعزم المسألة قال في الحديث وليعزم المسألة اي لتكن لتكن مسألته عزما وجزما لا رخاوة فيها فاذا هذا الامر الاول الامر الثاني يستفاد من قوله عليه الصلاة والسلام وليعظم الرغبة فان الله لا يعظم عليه شيئا اعطاه ليعظموا الرغبة فان الله لا يعظم عليه شيئا اعطاه وهذا يفيد ان هذه الصيغة اللهم اغفر لي ان شئت قد تجعل في السائل شعورا بان هذا امر عظيم وكبير جدا وقد يكون اه عظيما فلا يجيبه الله ولا يعطيه الله سبحانه وتعالى فيضع فيها هذه الكلمة ان شئت متعاظما للطلب متعاظما للطلب ولهذا قال فان الله لا يعظم عليه شيء. اي مهما طلبت ومهما سألت اعظم الرغبة انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وهذه قد يأتي بها السائل قد يأتي بها السائل في الامور التي قد يشعر انها عظيمة على السائل عظيمة على السائل او كبيرة على السائل فيجعل له مجالا بقول ان شئت اعطني كذا ان شئت اذا اذا طلب منه امرا يرى انه عظيما عليه والله سبحانه وتعالى لا تعظمه شيء والله جل وعلا لا يتعاظمه شيء اعظم الرغبة اسأل الله جل وعلا من خيري الدنيا والاخرة ولا تتعاظم شيئا على الله فانه سبحانه وتعالى عطاؤه كلام عطاؤه كلام يده صح جل وعلا ينفق بالليل والنهار جل وعلا لا ينفذ ما عنده سبحانه ولهذا قال وليعظم الرغبة فان الله لا يعظم عليه شيء اعطاه اي ليس هناك شيء عظيم على الله فاي شيء تريده من خيري الدنيا والاخرة اسأله من الله عزما واثقا بالله مقرا بان الله سبحانه وتعالى لا يتعاظم عليه شيئا الامر الثالث يستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر فان الله لا مستكره له وهذه الكلمة ان شئت يؤتى بها في الطلب احيانا اذا كان السائل يخشى عدم قدرة المسؤول على الاجابة بان ثمة مكرها له على العطاء او مكرها له على المنع ولهذا يجعل له هذه الكلمة ان شئت اذا كان هناك مكرها يخشاه على على السائل ولهذا نزه النبي صلى الله عليه وسلم الرب جل وعلا عن ذلك قال فان الله لا مستكره له فان الله لا مستكره له. اذا لا معنى لقول السائل اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت اللهم ادخلني الجنة ان شئت او ان ان يقول اسأل الله مثلا لصاحبه اسأل الله ان يدخلك الجنة ان شاء الله او نحو ذلك هذا كله يمنع لهذه العلل الثلاثة المستفادة من هذين الحديثين حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا دعا احدكم فلا يقول ان شئت اي لا يقول اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت اللهم ادخلني الجنة ان شئت اللهم اعف عني ان شئت او نحو ذلك هذا كله لا يجوز ان يجعله آآ السائل في سؤاله وليعزم المسألة وليعظم الرغبة اي ما يرغب من الله سبحانه وتعالى ان يعطيه من خيري الدنيا والاخرة فان الله لا يعظم عليه شيئا اعطاه. لا يعظم عليه شيء اعطاه وفي وفي قوله وليعظم الرغبة فائدة مهمة وكبيرة في الدعاء ان تكون همتك في الدعاء سواء في طلب خير الدنيا او خير الاخرة تكون همتك في المطالب العظام والمقاصد الجليلة وجوامع الكلم من الدعاء وليعظم الرغبة اي ما يرغب من الله سبحانه وتعالى ان يمن عليه به فان الله سبحانه لا يتعاظمه شيء والحديث الثاني حديث انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دعا احدكم فليعزم في الدعاء. نظير قوله فيما تقدم وليعزم المسألة فليعزم في الدعاء اي ليكن دعاؤه عزما وجزما لا رخاوة فيه ولا فتور قال ولا يقل اللهم ان شئت فاعطني فان الله لا مستكره له نعم قال رحمه الله تعالى باب رفع الايدي في الدعاء قال حدثنا ابراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح قال اخبرني ابي عن ابي نعيم وهو وهب قال رأيت ابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم يدعوان يديران بالراحتين على الوجه ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب رفع الايدي في الدعاء باب رفع الايدي في الدعاء وهذه الترجمة عقدها رحمه الله ليبين هذا الادب العظيم الرفيع بدعاء الداعي ربه وسؤاله له تبارك وتعالى وان مما يستحب للداعي ويندب اليه الى ان يفعله عندما يدعو الله سبحانه وتعالى ان يرفع يديه ان يرفع يديه الى الله وان يمد يديه الى الله سبحانه وتعالى مد الذليل المنكسر الفقير المحتاج الى الغني العظيم تبارك وتعالى الذي بيده ازمة الامور فمد اليدين الى الله سبحانه وتعالى في في الدعاء فهذا من اداب الدعاء وقد ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام مد يديه في الدعاء في احاديث كثيرة حتى عد جماعة من اهل العلم ذلك من المتواتر عنه صلى الله عليه وسلم تواترا معنويا لان رفع اليدين كما يقول السيوطي رحمه الله ويقول افردت في ذلك جزءا يقول ورد في ما ما يقرب من مئة حديث فيها ان النبي عليه الصلاة والسلام رفع يديه في الدعاء في احوال متنوعة في الاستسقاء وفي عرفة وفي وفي رمي الجمار وفي الصفا والمروة وفي مواضع عديدة تبلغ الاحاديث التي فيها رفع اليدين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في في الدعاء مئة حديث وتقارب المواضع التي مد والاحوال التي مد فيها النبي صلى الله عليه وسلم يدي ما يقارب الخمسين موضعا او حالا مد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وهو يدعو الله جل وعلا فمد اليدين في الدعاء هذا من اداب الدعاء وليس شرطا في الدعاء ليس شرطا في في الدعاء بمعنى انه لا يجوز للانسان ان يدعو الا ان يرفع يديه ليس شرطا بل لو دعا دون رفع اليدين فهذا سائغ لكن الدعاء برفع اليدين اتم واكمل وهو من اداب الدعاء ومن اسباب الاجابة وقد جاء في حديث سلمان الفارسي عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ان الله حيي كريم ان الله حيي كريم يستحيي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا اي خائبتين فرفع اليدين ومدهما في الدعاء هذا من اداب الدعاء وفي الرفع برفع اليدين ومدهما الى الله جل وعلا حال الدعاء فيه فوائد عظيمة ودلالات عديدة فمن دلالات رفع اليدين في الدعاء الاقرار اقرار الداعي بقدرة الله عز وجل على كل شيء وانه سبحانه وتعالى القوي المتين العظيم الذي يذل له ويخظع وتمد اليه الايدي وترفع تذللا وخضوعا ايمانا بقدرته وقوته وايمانا بان الامور بيده سبحانه وتعالى وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ومن دلالات رفع اليدين ايمان الداعي بكرم الله سبحانه وتعالى وجوده وسخائه وانه سبحانه وتعالى لا يخيب عبدا مد اليه يديه ورفع اليه يديه او يعطي من سأله ويجيب من دعاه ولا يخيب تبارك وتعالى من ناداه فمد اليدين فيهما اقرار الداعي بجود الله وكرمه واحسانه وفضله وعطائه سبحانه وتعالى وفي مد اليدين الى الله ايمان بعلم الله سبحانه وتعالى بكل شيء ورؤيته سبحانه وتعالى لكل شيء يرى سبحانه وتعالى من يمد يديه الى الله يرى من يمد يديه اليه ويعلم بحاله ويسمع دعاءه ففي مد اليدين الى الله سبحانه وتعالى اقرار بذلك وايمان وفي مد اليدين الى الله سبحانه وتعالى ايمان بعلو الله على خلقه وانه سبحانه وتعالى علي على خلقه مستوا على عرشه بائن عن خلقه تبارك وتعالى فمد اليدين الى الله فيها الاقرار بالعلو هي الاقرار بعلو الله سبحانه وتعالى اما والعياذ بالله من انتكست فطرهم في هذا الباب ولم يؤمنوا بعلو الله وجحدوا علو الله وزعموا ان الله في كل مكان تعالى الله عما عما يقولون فما معنى مد اليدين ورفعهما ما معنى مد اليدين ورفعهما على هذا المذهب الباطل الفاسد ما معنى مد اليدين تمد اليدين في الدعاء من دلائل العلو وشواهده بل كان عليه الصلاة والسلام في بعض احواله يمد اليه يديه الى السماء وفي بعظ الاحوال يرفع بصره الى الى السماء في في في مثل قضية تحويل القبلة قد نرى تقلب وجهك في السماء كان يرفع بصره عليه عليه الصلاة والسلام الى السماء يتحرى وكان يمد اصبعه الى السماء يشير الى الله كما حصل في حجة الوداع قال اللهم فاشهد ثم رفع اصبعه عليه الصلاة والسلام الى السماء فهذا فيه الايمان بعلو الله تبارك وتعالى على خلقه ايضا في مد اليدين الى الله سبحانه وتعالى اعلان العبد افتقاره واحتياجه الى الله وعدم غناه عن الله تبارك وتعالى فهو يقف امام الله وقفة المسكين الدليل الفقير المحتاج ولهذا مد اليدين الى الله عز وجل فيها اشعار بالفقر والحاجة والذل والمسكنة وعدم الغنى والفقر الكامل الى الله سبحانه وتعالى الى غير ذلك من الفوائد العظيمة والدلائل المباركة التي تستفاد من رفع اليدين الى الله سبحانه وتعالى حال الدعاء ثم ان الداعي الى الله سبحانه وتعالى عندما يرفع يديه الى الله جل وعلا بالدعاء ينبغي بل يتأكد عليه ان يراعي في رفعه ليديه سنة النبي عليه الصلاة والسلام وهديه المبارك فيفعل مثل ما فعل ويسأل كما سأل عليه الصلاة والسلام ويمد يديه كما مد عليه الصلاة والسلام يديه وذلك لان كثيرا من الناس عندما يمد يديه بالدعاء يمدهما بصفة او بصيغة غير واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ربما ان من فعلها استحسنها واستجودها وربما انه قلد غيره فيها او غير ذلك من الاسباب التي تجعل بعض الناس او كثيرا منهم يمد يديه في الدعاء بصيغة غير مأثورة وطريقة غير مشروعة عن نبينا عليه الصلاة والسلام وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح انه قال اذا سألتم الله عز وجل فاسألوه ببطون الاكف اذا سألتم الله عز وجل فاسألوه ببطون الاكف ولا تسألوه بظهورها ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام اسألوه ببطون الاكف اي ان بطن الكف وهو الراحة راحة اليد تكون الى السماء تكون راحة اليد وقت الدعاء الى السماء يمد الانسان يديه يمد الانسان يديه الى الله سبحانه وتعالى بهذه الصفة وتكون بطون كفه الى السماء ويضم يديه بعضهما الى بعض ملمومتين مجتمعة الاصابع ويكون بطن الكفين الى السماء وظهور الكفين الى الارظ كما وجه الى ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام وكما كان يفعل صلوات الله وسلامه عليه يقول اذا سألتم الله فاسألوه ببطون الاكف ولا تسألوه بظهورها اي لا تجعل ظهر كفيك الى السماء وانما اجعل بطن الكفين الى السماء وظهور الى الارض بعض الناس عندما يدعو عندما يدعو الله سبحانه وتعالى يجعل يديه متفرقتين متباعدتين بهذه الصيغة بهذه الصيغة والاصابع مفرقة والابهام الى السماء ويدعو بهذه الصفة. يمد يديه بهذه الصفة وهذا فيه مخالفة لما وجه اليه النبي عليه الصلاة والسلام ومباينة لما ارشد لما ارشد اليه عليه الصلاة والسلام ولما فعل ايضا يسن للداعي كما دل على ذلك بعض النصوص والاثار ان تكون يديه عندما يمدهما الى الله سبحانه وتعالى محاذية المنكبين او قريبا منهما تكون محاذية للمنكبين او قريبة من من المنكبين عندما يدعو الله عز وجل فبعض الناس عندما يدعو يجعل لا يده قريبا من سرته او الى اسفل من سرته مما يشعر بعدم المبالاة وعدم الاهتمام تكون يديه الى السرة او قريبة من السرة مرتخية الى اسفل ليس فيهما مد ولا رفع وانما فيهما ارتخاء ونزول الى اسفل فمثل هذه الصيغة التي يقع فيها بعض الناس ايضا هي مخالفة لهدي النبي عليه الصلاة والسلام. وربما ايضا فعل بعض الناس عندما يريد ان يدعو الله سبحانه وتعالى ربما فعل امرا لا يشرع له فعله ولا دليل ولا دليل له على على فعله من هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فيلاحظ بعض الناس عندما يريد ان يبدأ بالدعاء دعاء الله سبحانه وتعالى يمسح اليدين احداهما بالاخرى او ما ضرب اليدين احداهما بالاخرى ثم رفع يديه ودعا وهذا امر لا اصل له ولا دليل عليه في سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فالشاهد ان المسلم في دعائه لله تبارك وتعالى ينبغي عليه ان يراعي السنة وان يهتدي وان يهتدي بهدي نبينا كريم عليه الصلاة والسلام ولا يفعل اي قربة او عبادة او امرا يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى بيديه لم يشرعه الله له واظرب هنا واظرب هنا بمثالين او اظرب على ذلك مثالين يفعلهما بعض الناس ولا اصل لهما في السنة يلاحظ بعض الناس عندما يؤذن المؤذن عندما يؤذن المؤذن اذا قال اشهد ان محمدا رسول الله يمسك اصبعيه ويقبل بهما ويقبل الابهام بفمه او يضع الابهامين عند فمه ويقول حبيبي وقرة عيني وكلام نحو ذلك ثم يمسح بهما عينيه عند اشهد ان محمدا رسول الله يفعل ذلك مرتين وهذا ورد فيه حديث لا اصل له واورده اهل العلم في كتب الموضوعات كتب الاحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم واكثر الاحاديث اكثر الكتب التي الفت في الموضوعات اوردت هذا الحديث وبينت انه حديث لا اصل له عن نبينا عليه الصلاة والسلام لان هناك حديث لا اصل له فيه ان ان من فعل ذلك لم يصب بالرمد ابدا ان من يفعل ذلك لم يصب بالرمد ابدا. ولو صح هذا الحديث لتسابقن الى فعله. ولتبارينا القيام به لكنه لم يصح عن نبينا عليه الصلاة والسلام فلا يجوز لمسلم ان يفعله لانه شيء لا اصل له وامر لا دليل عليه من كلام نبينا وهديه صلوات الله وسلامه عليه. فما يفعله بعض العوام عندما يسمع المؤذن يقول اشهد ان محمدا رسول الله فيقبل الابهام ويضع الابهام على عينيه ويقول حبيبي وقرة عيني ونحو ذلك الكلام هذا كله كلام لا اصل له ولا دليل عليه في هدي نبينا صلوات الله وسلامه عليه. ومن يطالع الكتب التي الفها اهل العلم في وهي كثيرة يجد انهم اوردوا هذا الحديث في جملتها وبينوا انه حديثا لا اصل له عن نبينا صلى الله عليه وسلم لا يحل ولا يجوز العمل بحديث هذا شأنه وهذه صفته المثال الاخر انه يلاحظ على بعض الناس عندما ينقضي من الصلاة بعد ان يسلم يضع يده اليمنى على ناصيته يضع يده اليمنى على ناصيته وربما مسح بهما الناصية وتمتم بكلاما. وربما انهم يقولون بسم الله الذي لا اله الا الا هو الرحمن الرحيم مع اظافة على ذلك وهي جاءت في حديث في المعجم الاوسط للطبراني لكن بين اهل العلم حديث النبي عليه الصلاة والسلام بانه حديث لا يثبت ولا يصح عن رسولنا صلى الله عليه وسلم فلا يجوز العمل والعمل انما يكون بالمأثور وبالصحيح الثابت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه الشاهد ان رفع اليدين في الدعاء فهذا من اداب الدعاء والذي ينبغي على المسلم ان يتحراه في دعائه هو هدي نبينا الكريم وسنته القويمة صلى الله عليه وسلم فيأتسي به ويقتدي به صلوات الله وسلامه عليه. اذا هذه الترجمة التي عقدها الامام البخاري رحمه الله تعالى قال باب الرفع الايدي في الدعاء عقدها لبيان هذا الادب العظيم من اداب الدعاء وما في هذا من الذل والخضوع انكسار بين يدي الله تبارك وتعالى. واورد في هذه الترجمة احاديث واثار كثيرة جدا في بيان هذا الادب الكريم في في التوجه الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بدأ ذلك بهذه الرواية عن ابي نعيم قال رأيت ابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم يدعوان يديران بالراحة يديران بالراحتين على الوجه يديران بالراحة على الوجه قال رأيت ابن عمر يدعوان رأيت ابن عمر وابن الزبير يدعوان يديران بالراحة على الوجه. معنى يديران بالراحة على الوجه اي ان اليد تكون مضمومة بعضها الى الى بعض تكون مضمومة بعضها الى بعض ويجعلها على وجهه ولهذا بعض العلماء قالوا ان لرفع اليدين في الدعاء صيغتين الصيغة الاولى ان ان يجعل بطونهما الى السماء ان يجعل بطون الايدي الى السماء وظهورهما الى الارظ كما سبق بيانه وذكر الدليل عليه والصيغة الثانية ان يجعل اليدين مقنعتين للوجه مقنعتين للوجه بهذه الصيغة يغطي بوجهه يديه وتكون ظهور اليدين الى القبلة وبطون اليدين الى الوجه وهذه الصيغة يفيدها هذا الاثر لو كان قد صح لكن في في سنده كلام فهو يفيد انهما كانا يديران بالراحتين الراحتين هذه الراحة يديران بالراحتين ان يضعان الراحتين على الوجه مقنعتين للوجه مغطيتين له ووظهور الكفين الى القبلة فلو صح هذا الاثر يفيد هذه الصيغة في الدعاء وليس معنى قوله يديران راحتين على الوجه انهما يمسحان ليس المراد بقوله يديران بالراحتين على الوجه انهما يمسحان باليدين او بالراحتين الوجه واذا تأملنا الصيغة نجد انها لا تفيد ذلك قال يدعوان يديران بالراحتين على الوجه فهذا مد لليدين ولهذا اورد اورد اورده البخاري رحمه الله تعالى في باب رفع اليدين في الدعاء دلالة الحديث للترجمة مشروعية الرفع مشروعية الرفع ومد اليدين الى الله سبحانه وتعالى حال الدعاء فهما لا لا يفيدان مشروعية المسح مسح الوجه باليدين بعد الدعاء او في اثناء الدعاء ولهذا قال الشيخ بكر ابو زيد حفظه الله تعالى في رسالة له صغيرة مطبوعة بعنوان جزء في مسح اليدين بعد رفعهما مسح اليدين بالوجه اه مسح الوجه باليدين بعد رفعهما في الصفحة الثانية والخمسين قال هذه الترجمة اي عند الامام البخاري في الادب المفرد قوله باب رفع اليدين في الدعاء تدل على ان المراد بهذا الاثر اي هذا الاثر اثر ابن عمر وابن الزبير ان المراد بهذا الاثر رفع الايدي في دعاء لا المسح رفع الايدي في الدعاء لا المسح ولهذا قال شارحه حيث تكون راحتاه مقنعتين لوجهه حيث تكون راحتاه مقنعتين لوجهه فهذه الصيغة في الرفع كما سبق الاشارة الى الى ذلك ان يجعل بطون الكفين الى الوجه وظهورهما الى وظهورهما الى القبلة واما قضية المسح مسح الوجه اه بعد الدعاء فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ورد في ذلك حديث او حديثان عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم بهما حجة لا تقوم بهما حجة. فورد في المسح مسح الوجه باليدين بعد الدعاء حديثان عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن لا تقوم لا تقوم بهما حجة اي هما غير ثابتين عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعمل بهما لعدم ثبوتهما عنه صلوات الله وسلامه عليه نعم محمد ابن ابن فريح ووالده فيهما ضعف ولهذا ضعف هذا الاثر اه بهما نعم قال حدثنا مسدد قال حدثنا ابو عوانة عن سماك ابن حرب عن عكرمة عن عائشة رضي الله عنها زعم انه سمعه منها انها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعا يديه يقول انما انا بشر فلا تعاقبني ايما رجل من من المؤمنين اذيته او شتمته فلا تعاقبني فيه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها رأت النبي صلى الله عليه وسلم رأت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعا يديه وهذا موضع الشاهد من هذا الحديث للترجمة رفع الايدي في الدعاء رفع الايدي في الدعاء فام المؤمنين عائشة رضي الله عنها رأت النبي عليه الصلاة والسلام يدعو رافعا يديه اي الى الله سبحانه وتعالى يقول اي النبي صلى الله عليه وسلم انما انا بشر انما انا بشر وهنا ينبغي ان يتأمل ويقف المسلم هنا في قول النبي عليه الصلاة والسلام وهو رافع يديه الى الله يدعو ويقول انما انا بشر فهذا باب من ابواب التوحيد الذي ينبغي ان يفهم التوحيد المسلم من خلاله قال يمد يديه او رأت النبي صلى الله عليه وسلم مادا يديه ويقول انما انا بشر فالبشر الذي يمد يديه الى الله مفتقرا وسائلا وطالبا هل يصح ان يسأل ويطلب هل يصح ان يدعى ويرجى هل يصح ان يتوجه اليه بالسؤال والطلب؟ حاشا وكلا والله فهو عليه الصلاة والسلام بشر وعبد لا يعبد بل رسول يطاع ويتبع صلى الله عليه وسلم ومن جهل هذه الحقيقة وخفي عليه هذا الامر من مقام التوحيد واصل الدين فربما توجه في سؤاله وطلبه الى النبي صلى الله عليه وسلم قائلا مدد او اغثني او اسألك كذا او لا تحرمني من كذا او نحو ذلك من الدعوات والسؤالات التي لا يجوز التوسل لا يجوز التوجه بها الا الى الله تبارك وتعالى فهذا نبينا وامامنا وقدوتنا صلوات الله وسلامه عليه رأته ام المؤمنين مادا يديه الى الله يدعوه ويقول انما انا بشر ويقول انما انا بشر فالبشر الذي يدعو الله ويرفع يديه محتاجا مفتقرا الى الله لا غنى له عنه طرفة عين ليس له احقية في شيء من العبادة فالعبادة حق لله لا يتوجه فيها الا الى الله ولا ولا يلجأ فيها الا الى الله سبحانه وتعالى لا يسأل النبي عليه الصلاة والسلام ولا غيره فالسؤال والطلب والالتجاء انما يكون لرب البشر لا لاحد من تري كائنا من كان ولهذا قال نبينا مد مد يديه وقال انما انا بشر انما انا بشر وفي قوله عليه الصلاة والسلام انما انا بشر اعلان لفقره واحتياجه وذله وانكساره بين يدي ربه جل وعلا. فهو اكمل البشر عبودية واكملهم ذلا وخضوعا وانكسارا بين يدي الله تبارك وتعالى. قال انما انا بشر فلا تعاقبني فلا تعاقبني اي على ما اقول او على ما جاء مني من كلام او اقوال او نحو ذلك لا تعاقبني فهو عليه الصلاة والسلام بشر ويسأل الله ويرجو الله ويسأل الله ان لا الا يعاقبه ويسأل الله الا يضله كما في الصحيحين كان يقول في دعائه عليه الصلاة والسلام اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون وكان عليه الصلاة والسلام في كل مرة يخرج فيها من بيته يقول اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي هو عليه الصلاة والسلام بشر وفقير الى الله سبحانه وتعالى ومحتاج اليه ولا يملك عليه الصلاة والسلام هداية لاحد ولا يملك غناء لاحد ولا يملك شفاء لاحد لا يملك شيئا من ذلك الا الله تبارك وتعالى قال انما انا بشر فلا تعاقبني. ايما رجل من المؤمنين اذيته او شتمته فلا تعاقبني فيه فلا تعاقبني فيه وهذا نظيره مر معنا سابقا انه عليه الصلاة والسلام سأل الله عز وجل ان يجعل كل دعوة دعاها على احد ان يجعلها رحمة عليه ان يجعلها رحمة عليه. وهنا يقول لا تعاقبني في ذلك فايما رجل من المؤمنين او شتمته فلا تعاقبني فيه فهذا كله من كمال ذله واخباته وتواضعه صلوات الله وسلامه عليه. والشاهد من هذا الحديث للترجمة هو مد اليدين الى الله سبحانه وتعالى في الدعاء وانه من من اداب الدعاء واسباب الاجابة نعم قال حدثنا علي قال حدثنا سفيان قال حدثنا ابو الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قدم الطفيل ابن عمر الدوسي رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال يا رسول الله ان دوسا قد عصت وابت. فادعوا الله عليها فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة ورفع يديه فظن الناس انه يدعو عليهم فقال اللهم اهد دوسا وات بهم ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة في قصة قدوم الطفيل ابن عمرو الدوسي رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان دوسا قد عصت وابت عصت الله وابتا تستجيب لدينه وان ترضخ لدينه تبارك وتعالى فعصت عن عن عن الطاعة وابت قبول الدين الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعوا الله عليها يقول ذلك وهو دوسي لكن الامر بلغ عنده مبلغا عظيما واستاء استياء بالغا من حالهم وشدة اعراضهم وانصرافهم عن دين الله تبارك وتعالى فجاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وقال ادعوا الله عليهم ادعوا الله عليهم اي لانهم عصوا وابوا وامتنعوا من قبول ما جئت به ودعوت اليه من التوحيد والعبادة والاخلاص لله عز عز وجل والبعد عن الشرك ابو ذلك وعصوا فادعوا الله عليهم. جاء يطلب من النبي عليه الصلاة والسلام ان يدعو عليهم قال فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة ورفع يديه وهنا ذكر اه ادبين من اداب الدعاء استقبال القبلة ورفع اليدين واستقبال القبلة ادب من اداب الدعاء وليس شرطا من شروطه استقبال القبلة ادب من اداب الدعاء وليس شرطا من شروطه بمعنى انه لا يلزم الداعي ان يستقبل القبلة ولا يجب على الداعي ان يستقبل القبلة. عندما يريد ان يدعو الله لكنه اذا استقبل القبلة فهذا ماذا؟ اكمل اكمل في في دعائه فاستقبال القبلة ادب من اداب الدعاء وليس شرطا من شروط الدعاء وكذلك رفع الايدي الى الله عز وجل عند الدعاء ادب من اداب الدعاء وليس شرطا من شروطه فذكر هنا ادبين استقبال القبلة ورفع اليدين فهو عليه الصلاة والسلام عندما طلب منه الطفيل ان يدعو على دوس توجه صلى الله عليه وسلم الى القبلة وفي هذا من الفائدة ان قبلة المسلمين في الدعاء هي قبلتهم في الصلاة ان قبلة المسلمين في الدعاء هي قبلتهم في الصلاة ولهذا لما آآ اراد عليه الصلاة والسلام آآ ان يدعو استقبل القبلة. استقبل القبلة وتوجه الى القبلة. فقبلة المسلمين في الدعاء هي قبلتهم في الصلاة ليس للمسلمين قبلتين قبلة للدعاء وقبلة للصلاة بل قبلتهم واحدة في صلاتهم ودعائهم اه وهي الكعبة يتوجهون اليها اذا ارادوا الدعاء ويتوجهون اليها اذا ارادوا الصلاة واقول ذلك منبها الى ان بعض اهل الضلال ممن ينكرون علو الله ولا يؤمنون به يقولون ان مد اليدين الى الله عز وجل عند الدعاء لان السماء قبلة الدعاء وهذا كلام باطل يقولون لان السماء قبلة الدعاء ولهذا تمد اليدين الى الى السماء لا لان الله في العلو وانما لان السماء قبلة دعاء هذا كلام باطل فليس للمسلمين قبلتين قبلة المسلمين واحدة وهي الكعبة ويتوجه اليها المسلم في دعائه وفي عبادته وصلاته ولو كان الامر كما يزعمه هؤلاء الزاعمون ويدعيه هؤلاء المدعون ان السماء قبلة الدعاء ان السماء قبلة الدعاء فالقبلة قبلة الانسان هي ما يستقبله الانسان بوجهه قبلة الانسان هو ما يستقبله الانسان بوجهه لا لا لا ما يمد اليه يديه قبلة الانسان هو ما يستقبله الانسان او هي ما يستقبله الانسان بوجهه. ويتجه اليه بوجهه فلو كان الامر كما يدعي هؤلاء ان السماء قبلة الدعاء للزم اصحاب هذا الفهم المعوج والقول العاطل الذي لا اصل له للزمهم على هذا المذهب ان يستلقي الواحد على ظهره حتى تكون السماء قبل وجهه ثم يدعو ولا يدعو الا بهذه الصفة وهذا لا يقوله احد وهذا لا يقوله احد فالشاهد ان هذا من التحريفات الباطلة تحريفات اهل البدع التي يريدون التوصل منها الى انكار صفات الله سبحانه وتعالى الثابتة له جل وعلا في كتابه وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. الشاهد ان استقبال نبينا عليه الصلاة والسلام للكعبة في دعائه لان ان الكعبة قبلة المسلمين في الدعاء كما انها قبلتهم في في الصلاة واستقبال القبلة حال الدعاء ادب من اداب الدعاء ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث وفي احاديث كثيرة جدا مثل وقوفه في عرفة استقبل القبلة ومثل ايضا وقوفه في بعد رمي جمرة العقبة بعد رميه للجمرة الصغرى والجمرة الوسطى استقبل القبلة وعند وقوفه على الصفا والمروة استقبل القبلة ودعا عليه الصلاة والسلام فاستقبال القبلة في الدعاء ادب من اداب ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام في غير ما حديث قال فظن الناس انه يدعو عليهم. لان الذي طلب منه ماذا طلب من ان يدعو عليهم. الطفيل قال ادعوا عليهم فاستقبل القبلة ومد يديه والذي طلب منه ان يدعو عليهم فظن الناس انه يدعو عليهم حتى قال بعضهم هلك الدوس مجرد ما رفع النبي عليه الصلاة والسلام ومد يديه الى السماء وقد طلب منه ان يدعو عليهم قال بعض الناس سلك الدوس لانه سيدعو عليهم فيهلكون بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام عليهم فماذا قال في دعائه؟ وهذا من رحمته هذا من رحمته عليه الصلاة والسلام الرحمة التي ملأت قلبه صلى الله عليه وسلم وما ارسلناك الا رحمة للعالمين فمد يديه الى السماء وقال اللهم اهد دوسا وات بهم هذا الذي دعا به قال اللهم اهد دوسا سأل الله ان يهديهم اي ان يهدي قلوبهم للايمان وان يشرح صدورهم للدخول في هذا الدين. وان يأتي بهم اي ان يقبل بهم على هذا الدين ويأتون راغبين مقبلين واستجاب الله سبحانه وتعالى دعاءه ووهدى اكثرهم الى هذا الدين فدعا لهم صلوات الله وسلامه عليه والشاهد من الحديث مد الايدي في الدعاء حيث ان النبي عليه الصلاة والسلام استقبل القبلة ورفع يديه صلوات الله وسلامه وعليه نعم قال حدثنا محمد بن سلام قال اخبرنا اسماعيل ابن جعفر عن حميد عن انس رضي الله عنه انه قال قحط المطر عاما فقام بعض المسلمين الى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال يا رسول الله قحط المطر واجدبت الارض وهلك المال فرفع يديه وما يرى في السماء من سحابة فمد يديه حتى رأيت بياض ابطيه يستسقي الله فما صلينا الجمعة حتى اهم الشاب القريب الدار الرجوع الى اهله فدامت جمعة فلما كانت الجمعة التي تليها فقال يا رسول الله تهدمت البيوت واحتبس الركبان فتبسم لسرعة ملال ابن ادم وقال بيده اللهم حوالينا ولا علينا. فتكشطت عن المدينة ثم اورد رحمه الله هذا الحديث في رفع الايدي في الدعاء حديث انس ابن مالك رضي الله عنه قال قحط المطر عاما اي عاما من الاعوام في حياة النبي عليه الصلاة والسلام. ومعنى قحط اه المطر اي ان الارض اصابها القحط والجذب بسبب انحباس الامطار وتأخرها عن وقت نزولها ويحصل بذلك يبس الارض وجفافها جفاف الضرع وتضرر الناس ويحصل بذلك اظرار عديدة فجاء اعرابي يشكو الى النبي صلى الله عليه وسلم ويذكر له هذه الحال ويطلب منه ان يدعو الله جل وعلا وهذا فيه من الدلالة مشروعية اه اه طلب الدعاء مشروعية طلب الدعاء مثلا يقال اه ادعوا الله لنا او استسقي لنا او نحو ذلك فهذا امر مشروع دلت عليه السنة كما في هذا الحديث وغيره من الاحاديث وهو لا يطلب الا من الاحياء يطلب من الرجل الصالح الحي اما الرجل الصالح الغائب او الرجل الصالح الميت فلا يجوز ان يطلب منه مثل شخص هنا ويكلم شخصا في اقصى الدنيا هكذا بدون الوسائل الحديثة بدون وسائل اتصال حديثة يخاطبه يقول استسقي لنا او اسأل الله ان يشفيني هذا باطل او ان يخاطب ايضا الاموات ويدعو الاموات يسألهم هذا من الشرك بالله سبحانه وتعالى توجه للمقبورين وسؤال الاموات آآ طلب الدعاء من الصالحين الاحياء جائز اما الصالح الغائب او الصالح الميت لا يجوز ولهذا جاء في صحيح البخاري ان نبينا عليه الصلاة والسلام قال لام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في في قصة اوردها البخاري في صحيحه قال لها عليه الصلاة والسلام ان كان ذاك وانا حي استغفرت لك ان كان ذاكي وانا حي استغفرت لك فتقييده عليه الصلاة والسلام هنا بكونه حيا دليل على انه ماذا اذا مات لا يستغفر لاحد واما الاية التي يستدل بعضهم بها على مشروعية ذلك فهي فهو استدلال في غير بابه ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول هذا انما هو في حياته عليه الصلاة والسلام وليس بعد مماته. والسياق يتعلق بالمنافقين. كما يعلم ذلك من يقرأ السياق كاملا في سورة النساء يقول ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول هذا في حياته. اما بعد حياته فهذا امر لا يجوز ولا يشرع ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لام المؤمنين عائشة ان كان ذاك وانا حي استغفرت لك وربما استدل بعضهم بحديث لا يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال اه اه تعرض علي اعمالكم فما كان فيها من خير حمدت الله وما كان فيها من غير ذلك استغفرت لكم. وهذا حديث لا يصح. ولا يجوز الاستدلال به بعدم ثبوته عن النبي عليه الصلاة والسلام. وبهذا نعلم ايها الاخوة ان من يستدلون على مشروعية هذا الامر فاستدلالاتهم لا تخرج عن امرين اما ان يستدلوا بشيء ثابت لكنهم يستدلون به على غير بابه او يستدلون بشيء لا يثبت وما لا يثبت لا حجة فيه. وما لا يثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام لا حجة فيه اذا هذا الذي ذكره انس امر مشروع في حياة النبي عليه الصلاة والسلام معه وبعد حياته مع غيره من اهل التقى والصلاح. ولهذا لما قحطت الارظ واجدبت الديار في زمن عمر عدل عمر عن التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام الى التوسل العباس اي بدعائه. وقال كلمته المشهورة اللهم كنا نتوسل اليك بعم اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا والان نتوسل اليك بعم نبينا قم يا العباس فادعوا الله لنا وقوله عليه الصلاة والسلام كنا نتوسل اليك بنبينا ما معناه هل المراد بذاته او بجاهه او بمكانته او بقدره؟ لا والله. المراد بدعائه. مثل ما حصل من هذا الاعرابي قال ادعوا الله لنا. المراد بدعائه والمراد بقول عمر والان نتوسل اليك بعم نبينا اي بدعائه ولهذا قال له قم يا العباس فادعوا الله لنا فقدمه عليهم يدعوا وهم يؤمنون هذا هو المراد وهذا هو المشروع. قال قحطت الارض او قحط المطر عاما فقام بعض المسلمين وفي بعض الروايات انه اعرابي جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وهو يخطب وخاطبه وقت وقت الخطبة يوم الجمعة فقال يا رسول الله قحط المطر واجدبت الارض وهلك المال فرفع عليه الصلاة والسلام يديه وما يرى في السماء من سحابة وهذا فيه من الفائدة انه يشرع للامام والمأمومين اذا استسقوا وقت خطبة الجمعة ان يرفعوا ايديهم اما الدعاء اما اما رفع اليدين بالدعاء وقت الخطبة من الامام او من المأمومين فهذا لا يشرع في غير الاستسقاء لا يشرع للمسلم ان يرفع يديه وقت الخطبة لا يشرع ذلك لا للامام ولا للمأمومين الا اذا استسقى كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام هنا رفع يديه والصحابة رفعوا ايديهم فهذه صيغة تشرع وقت الاستسقاء عند عندما يخطب الامام ولهذا انكر الصحابة رضي الله عنهم على من رفع يديه بالدعاء وقت وقت الخطبة وانكروا ذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك صلوات الله وسلامه عليه قال فمد يديه حتى رؤي بياض ابطيه حتى رؤيا بياض ابطي اي رؤيا بياض الابطين هذا الابط وهنا ينبغي ان ان يعرف ان رؤية البياض بياض الابط عندما يمد الانسان يديه لا يكون الا عندما يبالغ في الرفع. اما الرفع العادي مثل الذي اشرنا اليه قبل قليل وهو وان يمد يديه الى حذو المنكبين فهذه الصيغة في الرفع لا ترى عثرة الابط ولا ولا يرى ايضا العضد فلا يرى الابط ولا يرى العضد لان الرفع العادي في الدعاء وفي المسألة بهذه الصيغة حتى لو قنع به وجهه فان عفرة الابط او بياض الابط لا يرى اذا رؤية عفرة بياض الابط عندما يبالغ في الرفع ولهذا قال ولهذا قال في هذا الحديث قال حتى رأيت بياض ابطيه يستسقي الله يستسقي الله وبهذا نعلم ان لرفع اليدين في الدعاء احوال ومراتب بحسب نوع الدعاء وهما ثلاث مراتب دلت عليهما سنة النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابو داوود عن ابن عباس مرفوعا ووقوفا قال المسألة ان ترفع يديك حذو منكبيك المسألة ان ترفع يديك حذو منكبيك المسألة ما هي الدعاء المعتاد الدعاء المعتاد في الاحوال كلها ان ترفع يديك حذو منكبيك هذه المسألة ان ترفع يديك حذوا منكبيك هذا هو المنكب فرفع اليدين حذو المنكب اي الى المنكب او قريبا منه. زادت شيء قليل نقصت شيء قليل لا يؤثر المهم ان تكون حذو المنكبين فهذه الصيغة في الرفع التي هي المسألة تكون اليدين حذو المنكبين اي محاذية للمنكبين وفي هذه الصيغة لا ترى اه لا يرى بياض الابط لا يرى بياض الابط كما تلاحظون الان لا يرى بياض الابط لانه رفع عادي الى حذو المنكبين هذا الدعاء المعتاد عامة الدعاء قال المسألة ان ترفع يديك حذو منكبيك او نحوهما يعني او قريبا منهما وزاد قليل او نقص قليل لا يؤثر قال والاستغفار وفي بعض الروايات والاخلاص ان تشير باصبع واحدة مثل ما يحصل في التشهد وايضا في خطبة الجمعة كان عليه الصلاة والسلام يشير باصبع واحدة فالاستغفار او الاخلاص فيشير فيه باصبع واحدة فهذه صيغة في الرفع مثل ما عندما ندعو في في التشهد نشير باصبع واحدة فهذا هذه المرتبة الثانية المرتبة الثالثة وهي التي جاءت هنا في حديث انس قال والابتهال قال والابتهال ان تمد يديك جميعا والابتهال ان تمد يديك جميعا مد اليدين جميعا هذا في الابتهال يعني في الشدة في النوازل في الخطب في الامور الملمة في الشدائد في الكربات تمد اليدين مدا تمد اليدين مدا يقول فمد يديه حتى رأيت بياض ابطيه وجاء في بعض الروايات ان بطون كفيه الى الارض او حتى صارت ظهور كفيه الى السماء ظهور الكفين الى السماء مد يديه الان عرفنا ان الصيغة المعتادة في في المد هي هذه حتى تكون حذو المنكبين اما في الاستسقاء والشدائد والنوازل يرفع اليدين يرفع اليدين بهذه الصيغة ظهر الان بياض الابل ويرى ايضا العضد واصبحت بطون واصبحت ظهور الاكف تقريبا الى السماء لم تصبح البطوننا لان هذه في المبالغة فالمبالغ اصبحت الظهور الى السماء لا انه عليه الصلاة والسلام في الاستسقاء كان يفعل هكذا يجعل البطون الى الارظ والظهور الى السماء وانما كان مدوا يديه يرفع اليدين مبالغة في المد فاذا مد اليدين اصبحت ظهور الاكف الى السماء وبطون الاكف الى الارظ او الى وجه الانسان فهذه فهذه الصيغة تكون في الابتهال او في الشدائد او في آآ الكروبات او في النوازل والاحوال الملمة اما بقية الدعاء فانها تكون اه اه تكون اه يكون الوضع اه على الطريقة المعتادة بحيث تكون بطون الاكف الى السماء وتكون اليدين حذو المنكبين. وهذا التحقيق في في هذه المسألة بين وقرر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله عليه في في مواضع من كتبه واستند في ذلك الى هذا الحديث الذي في سنن ابي داود والى حديث انس وغيره من الاحاديث الواردة في هذا الباب قال انس رضي الله عنه في هذا الحديث فمد يديه حتى رأيت بياض ابطيه فمد يديه حتى رأيت بياض ابطيه جاء هذا الحديث في بعض رواياته بلفظ قال فيه انس كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه الا في الاستسقاء وهو في الصحيحين بهذا اللفظ قال كان لا يرفع صلى الله عليه وسلم يديه في شيء من دعائه الا الاستسقاء واستشكل ذلك بعض اهل العلم لان رفع اليدين في غير الاستسقاء ورد في ماذا ورد في احاديث كثيرة وعندنا في هذه الترجمة احاديث كثيرة جدا فيها رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في غير الاستسقاء حديث الطفيل وحديث عائشة رضي الله عنها واحاديث كثيرة جدا اه ذكر السيوطي كما اشرت الى انها تقارب المئة والاحوال التي فيها الرفع تقارب الخمسين فقول انس كان لا يرفع يديه في شيء من دعاءه الا في الاستسقاء اشكل على بعض اهل العلم بل ظن بعضهم ان ان رفع اليدين لا يشرع في اي دعاء الا في الاستسقاء وهذا مخالف للاحاديث الكثيرة الواردة عن نبينا صلى الله عليه وسلم التي فيها رفع رفعه عليه الصلاة والسلام ليديه في الدعاء والجمع بين هذا الحديث والاحاديث الاخرى ان المنفي هنا في حديث انا الصفة ليس عموم الرفع وانما صفة من صفاته فقول انس هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه الا في الاستسقاء ماذا اراد ماذا اراد؟ اراد صفة معينة وهي المد اما الرفع المعتاد هذا ثابت فاذا يحمل قول انس رضي الله عنه كان صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه الا في الاستسقاء اي الرفع الشديد اي الرفع الشديد وهذا يبين لنا خطأ بعض الناس في الدعاء المعتاد في الدعاء المعتاد يرفع يديه رفعا شديدا على خلاف سنة النبي عليه الصلاة والسلام وخلاف ما ذكر انس هنا قال كان لا يرفع يديه اي رفعا شديدا ومدا شديدا الا في الاستسقاء الا في الاستسقاء ففي مثل هذه الحال يشرع مد اليدين يمدهما مدا كما جاء في يمدهما جميعا كما جاء في حديث ابن عباس وكما في حديث انس قال حتى رأيت بياض ابطيه فهذا لا يكون الا في الاستسقاء. اما الرفع المعتاد الذي هو حذو المنكبين ولا يبدو بياض الابطين فهذا يشرع في دعاء المسلم عموم دعائه يشرع له اان يرفع يديه في هذه الصيغة قال يستسقي الله اي يطلب منه سبحانه وتعالى ان يسقيهما المطر. قال فما صلينا الجمعة حتى اهم الشاب القريب دار الرجوع الى اهله كانوا اه كما جاء في بعظ الروايات ما في السماء قزعة ما يرى سحاب. لما دخل الاعرابي فنشأت سحابة من جهة سلع او احد وغطت المدينة وهم ما زالوا في المسجد. غطت المدينة وامطرت واستمرت اسبوعا كاملا تمطر. ما رأوا الشمس اسبوعا كاملا ولما انتهوا من صلاة الجمعة يقول انس حتى اهم الشابة القريب الدار الرجوع الى اهله اصبح الذي بيته قريب من من البيت اهمه اي عظم عنده كيف يصل الى البيت اهم الشاب فكيف بكبير السن الشاب الامر عليه ايسر الامر عليه ايسر لكن من شدة هطول المطر ونزوله عليهم وهم يصلون الجمعة فبعد الصلاة الشاب الذي بيته قريب من المسجد اهمه اي اصبح مهما عنده كيف يصل الى بيته؟ مع شدة الامطار وكثافة نزولها عليهم هذا معنى قوله حتى اهم الشاب القريب الدار الرجوع الى اهله فدامت جمعة اي استمر المطر ينزل جمعة اي اسبوعا كاملا فلما كانت الجمعة التي تليها والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب دخل رجل الاول او غيره فقال يا رسول الله تهدمت البيوت واحتبس الركبان فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم لسرعة ملالة بني ادم سرعة ملالة اي اه اه ان يملوا ان يحصل لهم الملل السريع قبل اسبوع وهم يريدون المطر ويريدون نزول الماء ويسكون الحاجة من الماء ولم يمضي اسبوع الا ويشتكون يريدون ماذا ان يقف المطر عند النزول فهذا فيه سرعة ماذا؟ منالة بني ادم يمل بسرعة يا يمل من من الامور يطلب شيئا ثم اذا حصل يمل منه سريعة يمل منه سريعا يعني قبل اسبوع وهو يشتكي شكوى ملحة اريد كذا ثم بعد اسبوع يشتكي يقول لا اريده فهذا فيه سرعة ملالة بني ادم تبسم النبي عليه الصلاة والسلام. قوله سرعة ملالة بني ادم هذا فيه ان ابن ادم من طبعه انه ماذا يمل سريعا من الاشياء يمل قد يكون راغب في شيء معين راغب في شيء معين ثم اذا حصل له وكان مشتاقا له زمنا طويلا يبقى عنده هذا الشيء اسبوع او اسبوعين او ثلاثة فيمل منه ويجد انه ليس له طعم وانه يرغب في شيء اخر ويطمع في شيء اخر فهذا امر في في بني ادم قال سرعتي ملالة بني ادم سرعة ملالة بني ادم وربما هذا نلاحظه بطريقة اخرى من باب الطرافة والتنبيه اولادنا في البيوت تجد مثلا يلح على والده يريد كذا اريد لعبة من اللعب. رآها مع احد او شاهدها ثم يتكلف والده فيأتي له بها لشدة اشتياق ولده اليها ورغبته فيها ثم يلعب فيها يوم او يومين او ثلاثة ثم يرميها. ولا يرغب فيها ابدا ولا يطالعها ولا كأنه ذاك الشخص الذي كان يلح في طلبها ويرغب في الحصول عليها كانه شخص اخر كان يبكي على والده ويلح عليه. ويكثر من طلبه اريد كذا اريد كذا. ثم اذا حاز عليها امسكها بيده يوم او يومين او اسبوع او اسبوعين رماها وودعها الى غير رجعة وعافها تماما. هذه سرعة ملالة بني ادم وقل مثل هذا في الكبار. ايضا تجده يطلب شيئا ثم اذا حصل وبقي عنده فترة مله وسئم منه قال وقال بيده اللهم حوالينا ولا علينا. اللهم لا اللهم حوالينا ولا علينا. حوالينا اي في المناطق حولنا بعيدة عنا ولا علينا اي ليس على بيوتنا واماكننا وجاء في بعض الروايات انه قال على الاكام وعلى رؤوس الجبال ومنابت المطر فسأل الله عز وجل ان تتحول فانقشعت السحابة بدعائه صلى الله عليه وسلم فكشطت عن المدينة اي انقشعت وتجلد الشاهد من الحديث مشروعية رفع الايدي في الدعاء نعم قال حدثنا الصلت قال حدثنا ابو عوانة عن سماك عن عكرمة عن عائشة رضي الله عنها انه سمعه منها انها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعا يديه يقول اللهم انما انا بشر فلا تعاقبني ايما رجل من المؤمنين اذيته او شتمته فلا تعاقبني فيه ثم عاد رحمه الله الحديث المتقدم حديث عائشة رضي الله عنها في المرة الاولى رواه عن شيخه مسدد عن ابي عوانة ثم آآ رواه هنا مرة ثانية عن شيخه الصلت عن ابي عوانة به نعم قال حدثنا عالم قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا حجاج الصواف عن ابي الزبير عن جابر بن عبدالله رضي عنهما ان الطفيل بن عمرو رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم هل لك في حصن ومنعة؟ حصن دوس؟ قال فابى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذخر للانصار فهاجر الطفيل وهاجر معه رجل من قومه. فمرض الرجل فضجر او كلمة شبيهة بها الى قرن فاخذ مشقصا فقطع ورديه فمات فرآه الطفيل في المنام قال ما فعل بك؟ قال غفر لي بهجرتي الى النبي صلى الله عليه وسلم قال ما شأن يديك؟ قال فقيل انا لا نصلح منك ما افسدت من يديك قال فقصها الطفيل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم وليديه فاغفر ورفع يديه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان الطفيل ابن عمر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم هل لك في حصن ومنع حصن دوس هل هل لك في حصن ومنع؟ اي هل لك ان تكون اه اه تأتي عند دوس وتكون في حصن ومنعة باتيانك اليهم لتكون في في حصن دوس وفي منعتهم ويكونون انصارا لك هل ترغب في ذلك هل تريد ذلك قال فابى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخر الله للانصار اي للشيء الذي دخره الله للانصار في المدينة فابى ان يهاجر عليه الصلاة والسلام الى الى ديارهم لان الله عز وجل دخر شيئا ادخر شيئا الانصار في المدينة فلم لم يكن عليه الصلاة والسلام ليهاجر الا الى البلد الذي دخر الله سبحانه وتعالى لاهله نصرة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وهذا فيه فضيلة الانصار قال فهاجر الطفيل وهاجر معه رجل من قومه هاجر الطفيل وهاجر معه رجل من قومه اي كانوا من المهاجرين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرظ الرجل اي اصابه مرض واشتد عليه المرض فضجر او كلمة شبيهة بها ظجر اي اي من شدة المرظ ومعاناة المرظ اشتد عليه المرظ شدة ضجر بسببها واشتد به الامر فحبى اي على آآ يديه وركبتيه حبا الى الى قرن اي جعبة له فاخذ مصقصا اخذ مشقصا اي سهما من النصل الذي كان معه فاخذ سهما فقطع ودجيه قطع ودج نفسه اي قتل نفسه من شدة المعاناة والالم وشدة الذي اصابه بالمرض واشتد به الامر فاخذ يحبو وكونه يحبو يدل على انه ليس عنده قدرة على المشي من شدة المرظ ومعاناته من المرظ فحاب الى قرن اي جعبة فاخذ مسقصا فقطع ودجيه فمات قطع ودجيه فمات المشقص قالوا سهم في نصل عريظ يعني له حد فقطع به ودجيه اي امره على رقبتي حتى قطع ودي جيه فمات. وفعل ذلك لان لانه ضجر وتعب واشتد به الالم شدة عظيمة ففعل هذا الامر قال قال فمات فرآه الطفيل في المنام فرآه الطفيل في المنام زاد مسلم في صحيحه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه رآه الطفيل في المنام وهيئته حسنة يعني رآه في المنام على هيئة طيبة ومغطي يديه اي ساترا يديه بغطاء مغطيا يديه قال ما فعل بك اي قال الطفيل لصاحبه الذي كان مهاجرا معه ما فعل بك؟ قال غفر لي بهجرتي الى النبي صلى الله عليه وسلم غفر لي بهجرتي الى النبي صلى الله عليه وسلم. الذي ارتكبه قتلة لنفسه هذا كبير امر كبير ومن كبائر الذنوب ولكن الله سبحانه وتعالى غفر له هذا الكبير بماذا اه غفر له بهجرته الى النبي عليه الصلاة والسلام وهذا الحديث فيه رد على الخوارج الذين يوجبون النار فيها على ماذا؟ على من ارتكب كبيرا ويستدلون بقوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. ومعنى الاية عند علماء السنة واهل الحق ان هذا جزاؤه جزاه الله والا امره ماذا تحت المشيئة ولهذا فان هذه الاية في في في سورة النساء مسبوقة وملحوقة بقوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قبلها وبعدها ورد قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقتل الانسان لنفسه كبيرة لكن هل هي اليست هي تحت تحت الشرك بالله داخلة تحت قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولهذا من يقول انه لابد ان ان يدخل النار ويخلد فيها محتجا بالاية نقول له ماذا تصنع في قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فاذا شاء الله ان يغفر له ماذا تصنع انت ولهذا هنا يوضح لنا هذه المسألة حديث الطفيل هذا قتل نفسه لكن الله شاء ان يغفر له قال غفر لي بماذا بهجرتي فقد يكون عنده شيء من الاعمال الصالحة العظيمة الكبيرة ما يغفر الله سبحانه وتعالى له به ذنبه وهذا فيه حجة لقول بعض اهل العلم ان اه بعظ الاعمال الصالحة الكبيرة من فرائظ الاسلام وواجبات الدين قد تنهظ لتكفير بعظ الذنوب. الاصل في الذنوب الكبائر انها لا تكفر الا بماذا الا بالتوبة لا تكفر الا بالتوبة منها لكن هذا الحديث يفيد ان بعض الذنوب او بعض الكبائر قد تكفر باعمال صالحة كبيرة جدا تنهض لتكفير بعض الكبائر. تنهض لتكفير بعض الكبائر. وممن قرر هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. في في كتابه به الايمان قال فقال غفر لي بهجرتي الى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا في فضل الهجرة قال ما شأن يديك؟ لانه رآهما في المنام مغطيتين قال قيل انا لا نصلح منك ما افسدت من يديك انا لا نصلح منك ما افسدت ما افسدت من يديك لانه امسك بالنصل بيديه فقيل له انا لا نصلح منك ما افسدت اه اه من يديك قال فقصها الطفيل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم وليديه فاغفر اللهم وليديه فاغفر لان الله عز وجل غفر له وقيل له لا نصلح منك ما افسدت اه ما افسدت من من يديك فسأل النبي صلى الله عليه وسلم الله جل وعلا ان يغفر ليديه. ولهذا قال وليديه فاغفر اي اغفر ليديه اغفر ليديه ورفع يديه. وهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم اثابكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله ما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك