الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. اللهم اغفر لنا ولشيخنا الحاضرين. قال الشيخ بن باز رحمه الله رحمة واسعة العقيدة الصحيحة ما يضادها. من الايمان بالله الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله. ويحب المؤمن المؤمنين ويواليهم. ويبغض الكفار ويعاديهم وعلى رأس المؤمنين من هذه الامة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاهل السنة والجماعة يحبونهم ويوالونهم ويعتقدون انه خير الناس بعد الانبياء. لقول النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم متفق على صحته ويعتقدون ان افضلهم ابو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي بن المرتضى رضي الله عنهم اجمعين وبعد بقية العشرة ثم بقية الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. يمسكون عما شجر بين الصحابة. ويعتقدون انهم في ذلك مجتهدون من اصاب فله اجران ومن اخطأ فله اجر يحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. المؤمنين به ويتولونهم يتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم. امهات المؤمنين ويتربون عنهن جميعا. ويتبرأون من طريقة الروافض الذين اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم ويغلون في اهل البيت ويرفعونهم فوق منزلتهم التي انزلهم الله عز وجل كما يتبرأون من طريقة النواصب الذين ينقذون اهل البيت بقول وعمل. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد في هذا الفصل ذكر الشيخ رحمه الله تعالى عدة مسائل اول هذه المسائل مسألة الولاء والبراء. الموالاة والمعاداة. الحب والبغض في الله عز وجل ولا شك ان من لوازم هذا هذا التوحيد من لوازم لا اله الا الله ان يحب المؤمن من احبه الله عز وجل واحبه رسوله صلى الله عليه وسلم وان يبغض ويعادي من ابغضه الله وابغضه رسوله صلى الله عليه وسلم فان لا اله نافية. تنفي الوهية غير الله عز وجل من لوازم هذا النفي من لوازم هذا البراء والتبري من معبود غير الله عز وجل ان تتبرأ من عابده ايضا. ان تتبرأ من عابده كما قال ذلك ابراهيم عليه السلام انا ابرأ منكم ما تعبدون من دونه الله كفرنا بكم وبدا وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء. فهذا هذا هو حال اهل الايمان انهم يحبون من احبه الله ويبغضون من ابغضه الله. يوالون من والاه الله عز وجل وولاه رسوله صلى الله عليه وسلم. ويعادون من عادى الله رسوله صلى الله عليه وسلم وقد جاء في الحديث عند ابي داود وغيره قال اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في والبغض في له وذاق طعم الايمان من احب في الله وابغض في الله ذاق طعم الايمان من احب في الله وابغض في الله وثلاث من كن ففيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله عز وجل. هذه من وجدها وجد حلاوة الايمان. والناس بالولاء والبراء على ثلاث درجات. من الناس من له الولاء المطلق والمحبة المطلقة يحب يوالى من كل وجه ومن الناس من له البراءة المطلقة فيبغض ويعاد من كل وجه. ومن الناس من له حظ ولاء وحظ براء. اما اهل التوحيد المتقين اهل اهل الايمان الذين فعلوا وامتثلوا اوامر الله واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم وهم اهل التقوى فاولئك يحبون من كل وجه. لا لا يبغض الوجه من الوجوه من جهة الديانة وانما يحبون من كل وجه. فالمطيع العبد المطيع هو الذي له الولاء المطلق. والقسم الثاني يقال ذلك من له العداء البغض المطلق وهم الكفار المشركون. فالكافر المشرك بالله عز وجل له البغظ المطلق. وله العداوة المطلقة لانه حاد الله ورسوله حاد الله ورسوله. ولما ذكر الامام احمد عندما مر في طريقه ورأى نصرانيا غض رحمه الله تعالى فقالوا ما لك؟ قال كيف انظر الى من افترى على الله الكذب؟ فهؤلاء النصارى واليهود قد وصفوا الله باقبح الصفات اتهموه باعظم التهم ووصفوه بانه فقير ووصفوه بان يده مغلولة وجعله الولد والصاحبة لعنهم الله عز وجل. وهم مع ذلك يشركون فبالله صباح مساء ويكفرون به ويعادون ويعادون اولياءه فلا شك ان من حقيقة الايمان ان تحب اهل الايمان وان تبغض اهل الكفر والنفاق. والقسم الثالث هو الذي فعل ما اوجب الله عليه من التوحيد ووقع في بعض المنكرات وترك بعض الواجبات. ويسمى عند اهل العلم بالفاسق الملي بالفاسق الملي ارتكب بعض الامور التي توسقه لكنه في دائرة الاسلام لم يخلد دائرة الاسلام. فهذا يحب لتوحيده والايمان ولاسلامه لما ارتكب من الكفر لما ارتكب من المعاصي والذنوب. فيبغض لكبيرته ويحب لاسلامه وايمانه. ويبغضه لانه يشرب الخمر واحبه ولانه مسلم ابغضه لانه يأتي الزنا واحبه لانه موحدا مصليا مطيعا لله من جهة التوحيد فهو يحب من جهة ويبغض من اما التقي في حب من كل وجه. واما الكافر المشرك فيبغض من كل وجه. لما ذكر الشيخ تعالى ما يتعلق بالولاء والبراء وانه من لوازم الايمان التوحيد وان من لا وان من خالف هذا اللازم واحب اعداء الله وابغض اولياء الله سبحانه وتعالى فلا شك ان ايمانه اما ان يكون منتفي واما ان يكون ناقصا النقص الذي يضر بتوحيده وايمانه اما ان يكون منتفي وهذا لا يتصور من موحد يبغض واهل التوحيد جميعا ويحب الكفار جميعا الا ان مبغضا للتوحيد مبغضا للاسلام وهذا كفر بالله عز وجل. واما ان يكون بهذا البغض لطائفة معينة من الموحدين طائفة من الكفار ان ايمانه ناقص وواقع في ذنب عظيم من الذنوب لانه احب هؤلاء الكفرة ومن احب قوما حشر معه من شهد من شهد لفيروزهم ومهرجانهم حشره الله عز وجل يوم القيامة مع هؤلاء الذين عصوا وهو اسخط الله سبحانه وتعالى. اذا هذا ما يتعلق ثم ذكر ان من اعظم من يوالى. واعظم من يحب هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لانهم كانوا السابقون الى مرظاة الله عز وجل. السابقون الى طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بذلوا انفسهم. بذلوا اموالهم تركوا اراضيهم تركوا اوطانهم واولادهم نصرة لدين الله عز وجل. فحبهم من الايمان حبهم من الايمان وبغضهم بين الكفر والنفاق والشقاق نسأل صلى الله عليه وسلم فلا يبغض الصحابة عن العموم الا كافر او رافظي منافق خارج من دائرة الاسلام ولا يحب الا المؤمن الصادق فحب الصحابة ولا الصحابة هذه علامة من علامات ايمان العبد وصدق ايمانه وصدق اخلاصه لله عز وجل لان هؤلاء الصحابة هم الذين نصروا دينهم الله عز وجل هم الذين نشروا دين محمد صلى الله عليه وسلم هم الذين بذلوا انفسهم اموالهم في نصرة هذا الدين فلا يبغضهم الا من ابغض دين الله عز وجل لان هؤلاء الصحابة لولا نصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلوا الله ذلك سبب في نصرة ونشر الدين لما قام دين الله عز وجل لان الله جعل نصرته وظهور الدين بسبب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنصروه واظهروه وجاهدوا في سبيل الله عز وجل حتى اعلوا كلمة الله ونشروا الله عز وجل في هذه الارض بل جميع الارض تتقلب الى الان بنعمة ما قام بها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من نصرة ومن نشر هذا الدين في ارض في ارض الله عز وجل. فبعد ذلك ذكر ان هؤلاء الصحابة بعدما ذكر ان حبهم وولاؤهم والدعاء لهم والترحم عليهم. وموالاة من ذكر ايضا انهم يتفاوتون في هذه المنزلة. وان الصحابة على درجات فافظلهم على الاطلاق بل هو افظل الخلق بعد الرسل والانبياء ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وذلك لسبقه ولفضله العظيم عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم فهو الصديق الاكبر وصاحبه في قال رضي الله تعالى عنه وهو الخليفة بعده رضي الله تعالى عنه. ثم بعد ذلك عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فاروق هذه الامة والمحدث الملهم رضي الله تعالى ثم عثمان بن عفان ذو النورين الذي زوجه وسلم ابنتي ثم امير ثم علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه وحوائجه ايضا من خاصة اصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم فهؤلاء الاربعة هم الخلفاء الراشدون فافضلهم واكملهم واحبهم الى الله ورسوله وبكر ثم عمر ثم عثمان ثم ام علي ثم بقية العشرة ثم بيع ثم اهل البيعة بيعة العقبة ثم قبل ذلك اهل بدر ثم اهل احد ثم بيعة العقبة الاولى والثانية ثم من بايع تحت الشجرة ثم من اسلم قبل الفتح ثم من اسلم بعد الفتح من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هكذا يكون فضله منزلتهم ثم بعد ذلك ذكر ان ما شجر بين الصحابة وحصل بينهم من نزاع وخلاف كما حصل بين علي ومعاوية ان المذهب في ذلك وهو ان طريقة اهل السنة انهم يترضون عنهم جميعا ويسكتون عما شجر بينهم فلا يخوضون فيما شجر بين علي ومعاوية لان ذكر ما شجر بينهم يوغر الصدور وقد يسبب شيئا من البغض لفلان او لعلام اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وانما الواجب ان نقول كما قال ابن مبارك تلك ايام طهر الله عز وجل الى من الخوض فيها فلنطهر السنتنا من الخوظ فيه وهذا محل اجماع بين سلف هذه الامة انهم يسكتون عما من بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل ان من علامة اهل البدع وعلامة اهل الضلال انهم يخوضون فيما شجر بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تخطئة وتصويبا تضليلا وتفسيقا وتبديعا فكل هذا من الخطأ الذي يسلكه المبتدعة اما اهل السنة فانهم يقولون ان لهم من الحسنات ما سيغفره الله عز ما سيغفر الله عز وجل لهم بها تلك السيئات تلك الخطايا التي وقعوا بها او اخطأوا فيها وان ما شجر بينهم مغمور في بحر حسناتهم رضي الله تعالى عنه وان الله هو الحكم بينهم وانهم اخوان على صدر على متقابلين نزع الله من صدورهم الغل وان الله ايفصل بينهم ويحكم بينهم ولا نشك انهم يتراضون فيما بينهم رضي الله تعالى عنهم فحقهم علينا الترضي والترحم والدعاء والمحبة والولاء ثم ذكر ايضا ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم لهن حق عظيم على اهل الايمان. وذلك من حقه من حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن حقهم علينا والترضي عنهم وموالاتهم وعدم القدح والكلام فيهم ولا شك ان من قدح في ازواج النبي صلى الله عليه وسلم او قذفهم فانه كافر بالله عز وجل لان التنقص وقذف ازواج النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا هو قذف لنبينا صلى الله عليه وسلم. ووصف للنبي بالخبث لان الله او بالخبث لان الله عز وجل جعل ذات الخبيثين والخبيثون للخبيثات بل قال ان عائشة زانية وخبيثة فهو بذلك يكفر بالله عز وجل من جهتين من جهة انه كذب الله في خبره حيث ومن جهة انه وصف رسولا ايضا بالخبث لان الخبيث لا تكون الا للخبيث وهذا كفر بالله عز وجل بل هم ينصون على ذلك الرافظ يقولون ان فرج النبي صلى الله عليه وسلم هو خبيث وهذا من كفرهم لعنهم الله عز وجل فاجواد النبي صلى الله عليه وسلم حقهم علينا ان نترضى عليهم وان نحبهم وان ندعو لهم وان نتولاهم لانهم ازواج وسلم من جهة ولانه من الصالحات المؤمنات الصادقات القانتات التائبات رضي الله تعالى عنهن. ثم بعد ذكر منهج اهل السنة انه منهج منهجه وسط في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفي ازواجه بين الروافض وبين النواصب. فالروافض لعنهم الله كفروا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جميعا. وسبوهم ولعنوهم تبرأوا منهم واصبح دندنهم الى الان الى الان يتقربون الى الله كذبا وزورا بسب ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب ولذلك ترى انهم يعلمون اولادهم وصغارهم من في مجامعهم تراهم اذا اجتمعوا اول ما يسبون يسبون من؟ ابا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه او يقذفون عائشة لعنهم الله عز وجل ولا شك ان هذا كفر بالاجماع الذي الشيخين ابا بكر وعمر فهو كافر والذي يقذف عائشة بالاجماع انه كافر والذي يكفر الصحابي بالاجماع انه كافر لانه كذب الله في خبره حيث ان الله رضي عنهم ورضوا عنه. كذلك طريقة النواصب الذين يؤذون بيت النبي صلى الله عليه وسلم فان اهل السنة ايضا يتولون اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويحبونهم ويعلمون لهم مسبقة الايمان وسبق الفضل بقربه من نبينا صلى الله عليه وسلم ونسى من رسولنا صلى الله عليه وسلم. لكن لا يحول ذلك على ان نطوى على ان نغو على ان نغلي على ان نغلو فيهم فننزلهم منزلة فوق منزلتهم فنعبدهم او ندعو من دون الله فكما تفعل الروافض وانما هم بشر كسائر البشر نحبهم ونترضى عنهم فتولاه وندعوا لهم لانهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولانهم ايضا من اهل بيته. فلا يفعل المسلم فعلا النواصب الذين يسبون ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويسبون علي واهل بيته ولا يفعل فعل الروافض لعنهم الله الذين يكفرون الصحابة ويقذفون ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ويكفرون بالصحابة بل اهل السنة وسط بين الروافض وبين النواصب وبين الخوارج ايضا وبين المرجئة وبين المرجئة فهم وسط في ذلك كله من جهة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى الخوارج في بعض الصحابة كفروا علي كفروا عليا وعثمان ومعاوية واهل السنة لم والروافض كفروا عثمان ومعاوية وجعلوا عليا الها من الله عز وجل اما اهل السنة فترضوا عن جميع الصحابة رضي الله تعالى عنهم وعرفوا سبقهم ومنزلتهم وانهم اكثر هذه الامة علما واقلهم اقلهم تكلفا واعماقهم علما رضي الله تعالى عنه قوم اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم كما قال ذلك ابن مسعود رضي الله تعالى عنه انهم اطهر هذه الامة قلوب واعمقهم علما واقلهم تكلفا قوما اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم فاعرفوا لهم قدرهم رظي الله تعالى عنه هذا ما ذكره اذا موالاة المؤمنين ومعاداة الكفار تولي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تولي ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم السكوت عما شجر بين اصحاب النبي صلى الله عليه وعدم الخوض في ذلك والترضي عنهم جميعا وان نعلم ان لهم حسنات حسنات كثيرة تغمر فيها تلك السيئات والخطايا التي حصلت منهم رضي الله تعالى عنهم اجمعين ولا نسلك مسلك الروافض ولا مسلك النواصب ولا مسلك الخوارج عافانا الله واياكم جميعا من اهل للضلال والبدع والخرافات والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد