الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين قال المؤلف غفر الله لنا ولهم في كتابه العقيدة الصحيحة وما يراد وجميع ما ذكرناه في هذه الكلمة الموجزة داخل في العقيدة الصحيحة. التي بعث الله بها رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وهي عقيدة الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة. التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال خائفة من امتي على الحق منصورة لا يضره من خذلهم حتى يأتي امر الله سبحانه. قال عليه الصلاة والسلام يعود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الا واحد. فقال الصحابة من هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما انا عليه واصحابي. وهي العقيدة التي يجب التمسك بها والاستقامة عليها والحذر مما خالفها. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ختم الشيخ رحمه الله تعالى ما ذكره من امور الايمان من مسائل العقيدة بهذه الوصية النافعة. مبينا ان ما ذكر في مقدمة هذا الكتاب انه معتقد اهل السنة والجماعة وان هذا المعتقد هو معتقد الفرقة الناجية ووصفت هذه الفرقة بوصفين انها ناجية وانها منصورة فنجاتها انها تنجو النجاة المطلقة في الدنيا وفي الاخرة فهي ناجية من عذاب الله عز وجل يوم القيامة ومنصورة في الدنيا والاخرة. والنصر نصران نصر حسي ونصر معنوي نصر لا يتخلف ابدا وهو نصر الحجة والبيان. فان اهل السنة منصورون دائما من هذا الطريق ونصر بالسيف والسلال وهذا النصر هو دول مرة ينصرون ومرة يدال عليهم وهي سنة الله عز وجل في كونه سبحانه وتعالى اما النصر بالحجة والبيان فهذا لا يتخلف ابدا وكذلك النصر بالسيف والسنان العاقبة دائما للمتقين وينكسر يوما او يومين او مرة او مرتين فان العاقبة لهم وذكر الادلة على ذلك ما جاء في الصحيحين عن معاوية وجاء ايضا بهجاء ابن عبد الله وابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة. لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي امر الله وجاء عند ابي داوود عن عمران بن حصين حتى يقاتل اخرهم الدجال. وهم على الحق قائمين وهذه بشارة من رسولنا صلى الله عليه وسلم ان الحق قائم وانه لا يزول الى قيام الساعة وان حتى تقوم الساعة اي حتى يرسل ربنا سبحانه وتعالى ريحا من الشمال باردة فتقبض ارواح المؤمنين وعندئذ اذا قبض اهل الحق وقبظ اهل الايمان لم يبقى في الارض او على الارض الا لكع ابن لكع. ولا تقوم الساعة الا على الخلق لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارض الله الله. وقد اخبر رسولنا صلى الله عليه وسلم ان اليهود افترقت والنصارى افترقت على احدى واثنين وسبعين فرقة كلها في النار. وان هذه الامة ايضا ستفترق. وقد افترقت كما اخبر رسولنا صلى الله عليه وسلم على ثلاث وسبعين فرقة. كلها في النار الا واحدة. جاء في هذه الواحدة جاء ذلك الحديث جاء من حديث ابي هريرة باسناد جيد والجامعة بن سفيان رضي الله تعالى عنه. وجاء ايضا من حديث عوف بن مالك الاشجعي. وجاء ايضا من حديث عبد الله بن العاص. وهو حديث صحيح بطرقه وفيه انه قال ما انا عليه واصحابي ما انا عليه واصحابي. وفي رواية قال الذين هم السواد الاعظم والمراد بهذه الفرقة الناجية هي من كانت على مثل ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه لا من جهة المعتقد ولا من جهة ولا من جهة ولا من جهة الشرائع والاخلاق والاقوال والافعال فالناظر في سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم بمعتقده يرى ان كثيرا من المسلمين قد تركوا ما عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه وتراهم قد ابتدعوا في دين الله بدعا لم تكن معروفة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها اصحابه رضي الله تعالى عنهم. وهؤلاء المختلفون مفارقون المخالفون لطريق محمد صلى الله عليه وسلم هم على قسمين قسم فارق بالكلية واستوجب الخلود الابدي في نار جهنم وهم اولئك الذين اشركوا بالله عز وجل او جعلوا مع الله الها اخر يعبدون من دون الا كغولاة الروافض وغلاة الصوفية ومن شابههم او ممن غلاة الجاهلية الذين عطلوا الله عز وجل عن اسمائه وصفاته وشبهوا الله بالعدم فهؤلاء كما قال ابن مبارك وقال غير واحد من السلف ان هؤلاء ليسوا في الثاني والسبعين فرقة يدخلون وانهم خارجون منها لانهم ليسوا من امة محمد صلى الله عليه وسلم امتي الاجابة واما القسم الثاني فهم الذين وقعوا في شيء من المخالفة بطريقة محمد صلى الله عليه وسلم لا من جهة الاعتقاد وهذا هو الاصل فاعتقدوا اعتقادات ليست على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وليست وفق كتاب الله عز وجل. مثلا عندنا من تلك الاعتقادات اعتقادات والاتحادية الحلولية هذه الطائفة صوفية ظالة زعمت وهي تنتسب الى الاسلام زعمت ان الله سبحانه وتعالى يحل في كل شيء ان الله يحل في كل شيء تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا حتى ان بعضهم كان يقول ما في الجبة الا الله يفتح جبته ويرى ان ما في الجبة الا الله تعالى الله عن قوله علوك هذه زندقة وكفر بالله مع ان هذا الرجل ينتسب الى ان من امة محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الطائفة جعلوا جعلوا ربنا تعالى الله عن قولهم في كل مكان ويحل في كل مكان بل هم اخبث من النصارى من اي جهة ان النصارى جعلوا الله محالا في اي من؟ في مريم وفي عيسى عليه السلام فقط. اما هذه الطائفة فجعلت ربنا حال في كل مخلوقاته الطائفة الثانية التي هي دونها طائفة الاتحادية. وهي طائف من طوائف الصوفية ايضا يزعمون ان الله اتحد بخلقه وليس بجميع خلقه. وانما اتحد باوليائه كالقطب والنجب مثلا والاوتاد والابدان اتحد الله بهم اتحاد الماء بالسكر. وامتزج به امتزاج الماء بالسكر. وهذا لا شك انه ايضا كفر وزندقة وخروج من الاسلام. هذه طوائف وتنتسب ايضا الى الاسلام. فهؤلاء لا يدخلون في دار حساب الفرقة لان قولهم اشد من قول اليهود والنصارى مع انهم ينتسبون الى الاسلام. عندك مثلا طواف القرامطة والباطنية من الاسماعيلية ومن النصيرية والدروز والعلوية. كل هؤلاء الاسلام وهم لا لا يعرفون الاسلام شيء حتى اليزيدية لا يعرفون الاسلام شيء بل هم يعبدون الشيطان. فهؤلاء ايضا لا يدخلون في مسمى انهم من امة محمد صلى الله عليه وسلم وان ادعوا ذلك فهم كافرون خالدات الاسلام. اذا جميع الطوائف التي تخالف ما عليه محمد صلى الله عليه وسلم في معتقده يدخل فرقة مثلا اعتقاد النبي صلى الله عليه وسلم الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه ذكروا وساق ربنا سبحانه وتعالى انزل على رسوله كتابا وهو كلامه سبحانه وتعالى الذي بين ايدينا وهو القرآن العظيم واخبرنا بشيء من صفاته وبشيء من اسمائه والرسول صلى الله عليه وسلم تلا ذلك على امته وتلا ذلك على اصحابه انه يخاطبهم بما يعقلون وبما يفهمون. فعلموا عند قوله ان الله كان سميعا بصيرا. ان الله يسمع ويبصر وان الله استوى على عرشه ان الله يستوي استواء يليق بجلاله وان الله سبحانه وتعالى يغضب ويرظى وينتقم ويسخط وان ذا كله يثبت لله عز وجل فاثبتوا لله ما اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم وتتابع الائمة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل هو باجماع الصحابة واجماع التابعين والقرون المفظلة على هذا المعتقد. حتى خرج من تلك الطوائف الضالة الجعد ابن درهم عندما قال ان الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم ولم يكلم موسى تكليما. فاخذه عبد الله القسري رحمه الله تعالى وقال في يوم عيد الاضحى ظحوا تقبل الله ظحاياكم فاني مضح بالجعد بدرهم. انه زعم ان الله لم يتخذ ابراهيم خليلا. ولم يكلم موسى تكليما. فنزل وذبحه عند عند عند المنبر وقال رحوا تقبل الله فمشى من هذا النشر وهو جعل ابن درهم خرج من خرج ممن يتابع قوله كالجهم بن صفوان وبشر ابن غيث من رزق فعطلوا الله عز وجل عن جميع صفاته وعن جميع اسمائه حتى قال ابن المبارك انتهى قول الجهمية انه ليس في السماء اله واخذ بعض الطوائف المنتسبة للاسلام كالاشاعرة والماتريدية الكرامية وغيره والسالمية وغيرهم اخذوا من اصول هذه المعتزلة والاشياء المعتزلة ايضا والمعتزلة اخذوا من اصول الجهمية تعطلوا الله عز وجل عن صفاته. المعتزلة عطلوا الله عن جميع الصفات الا اربعة صفات. صفة الوجود مثلا والحياة اثبت ولله عز وجل وهذا الوجود انما هو وجود ليس في الحق ليس في ليس في الحقيقة وانما هو في اذهان وليس بمعنى كلامهم ان هناك اله موجود واما الاشاعر الماتوريدية فاثبتوا فقط من الصفات ما اثبته العقل. واما ما نفاه العقل فنفوه ولم يثبتوه فالله يقول الرحمن على العرش استوى ويقول لم يستوي ربنا على العرش. الله يقول استوى وهم يقول لم يستوي الله النبي يخبر ان ربنا يضحك وهم يقولون ان الله لا يضحك يخبر الله عز وجل ان ربنا ينتقم ويغضب وهم يقول لا يغضب ينتقم. اما اهل السنة فقالوا ما اخبرنا الله به اخذنا به وما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفناه به. ولا نتعدى الكتاب والسنة. فايهما فايهما اتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الذي يثبت فاثبته الله ورسوله او الذي يعطل الله عما الله ورسوله لا شك ان الذي على ما عليه محمد واصحابه هم اهل السمو ولذلك تجد ان اهل السنة مجمعون على هذا المعتقد من عهد رسولنا صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا وترى معتقد اهلس الجماعة واحد لا يتغير. بخلاف اهل البدع فانهم يتغايرون في معتقدهم ويكفر بعضهم بعضا ويضلل بعضهم بعض. لما لان اصولهم غير مستقرة اصولهم تقوم على العقل وعلى الذوق والنظر اما اصول السنة فقائم عليه شيء على الكتاب والسنة والاتباع. اذا ثلاثة وسبعين فرقة اختلفت كلها في النار اما خلودا ابديا واما خلودا ابديا الا فرقة واحدة وهي فرقة اهل السنة والجماعة الذين هم على مثل ما عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله تعالى عنه فنسأل الله عز وجل ان يثبتنا على هذا المعتقد وان يميتنا عليه وان يهدينا الى صراط مستقيم وان لا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وبارك على نبينا محمد