بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لنا والحاضرين وعلى مالك غفر الله لنا ولهم ثم تغيرت الاحوال وغلب الجهل على اكثر الخلق حتى عاد يكثرون الى ذكر الجاهلية بالغلو في الانبياء والاولياء ودعائهم والاستغاثة بهم وغير ذلك من انواع الشرك. ولم يعرفوا معنى لا اله الا الله كما عرف معناها الكفار العرب الله المستعان. ولم يزل هذا الشرك يفشوا في الناس الى عصرنا هذا. بسبب غلبة الجهل العهد بعصر النبوة وشبهة هؤلاء المتأخرين هي شبهة الاولين. وهي قولهم هؤلاء شفعائنا عند الله نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقد ابطل الله هذه الشبهة. وبين ان من عبد غيره كائنا من كان فقد اشرك به وكفر كما قال تعالى ويأخذون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم. ويقولون هؤلاء دعاءنا عند الله فرد الله عليهم سبحانه بقوله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون. وبين سبحانه في هذه الاية ان عبادة غيره من الانبياء والاولياء وغيرهم الاكبر وان سماها فاعلوها بغير ذلك. قال تعالى والذين اتخذوا من نجومه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى صديق الا ليقربونا الى الله زلفى. فرد الله عليهم سبحانه بقوله ان الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار. فابان بذلك سبحانه ان عبادتهم بغيره بالدعاء والخوف والرجاء بذلك كفر بي سبحانه واكذبهم في قولهم ان الهتهم تقربهم اليه زلفى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر الشيخ رحمه الله الله تعالى في هذا الفصل ما يتعلق بعموم الجهل الذي عم الناس حتى انتشر الشرك بينهم وعبد غير الله عز وجل. وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوموا الساعة حتى يلحقوا حتى يلحق طائرة بالمشركين وحتى يعبد كثير من فئام الناس الاوثان. وقد حصل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وجاء في الصحيحين ابي هريرة ان لو قال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تضطرب نيات نساء دوس عند ذي الخلصة ووثن كان يعبده اهل اهل الجاهلية ومع ذلك وقع ما اخبر به رسولنا صلى الله عليه وسلم فعبد الاولياء وعبدت الاضرحة والاشجار وعبدت الاحجار وعبد الفسقة والفجرة من دون الله عز وجل فشيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى خرج في زمان انتشر فيه الشرك وظهر وعم وطم حتى عبدت الاحجار من دون الله عز وجل فكان هناك غار يقال له غار بنت الامير يعبد من دون الله عز وجل وتذبح له القرابين وكان هناك فحل نخل يعبد من دون الله عز وجل وتأتي المرأة والرجل فيضمه اليه ويقول يا فحل الفحول اريد ولدا قبل الحول وكان هناك اشجار تعبد من دون الله عز وجل بل هناك من الناس من يحسن ظنه بشجرة فيعلق بها الاوراق ويعلق بها التمائم ظانا ان تنفعه وتضره من دون الله عز وجل وهذا الى عهد قريب. من يفعل ذلك. وعندما تنظر في احوال المسلمين وتنظر في بلاد العالم الاسلامي ترى ان القبور قد عظمت من دون الله عز وجل. وترى ان القباب عليها قد قامت حتى ان بعضهم اذا دخل قبر ولي الاولياء كما يزعم لا يدخله ماشيا وانما يدخله راكعا ساجدا بل رأيت من يدخل قبور بعض اولئك وهو يحبو على وجه ويمرغ وجهه بالتراب تقربا لذلك الميت. وما علم هذا المسكين انه قد اشرك بالله عز وجل الشرك الاكبر كما قال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. والشرك انما هو ان تساوي المخلوق بالخالق فيما هو من خصائص الخالق. او تصرف شيء من العبادة لغير الله عز وجل. وليس الشرك ان تعتقد فيه انه ينفع ويضر استقلالا بل بمجرد ذبحك لهذا الولي ذبيحة متقربا بها اليه تكون قد اشركت بالله عز وجل. عندما تقف على قبره وتقول يا سيدي فلان انا في حسبك انا في رجائك قد اشركت بالله عز وجل ولو كان الذي يقال له ذلك محمد صلى الله عليه وسلم بل هناك من الجهلة من يطوف قبر النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت من يصلي له ويسجد للقبر والقبلة خلف ظهره نسأل الله العافية والسلامة. بل بلغ الجهل ببعض الناس انه واذا رأى معلما او رأى شيئا اثرا من الاثار القديمة تراه يطوف به ورأيت من يسجد له من دون الله عز وجل والقبلة خلف ظهره هذا كله بسبب الجهل الذي عم. وحجة هؤلاء الجهلة انهم ظنوا ان هؤلاء الاولياء وان هؤلاء الذي يدعون من دون انهم شفعاؤهم عند الله عز وجل فقالوا هؤلاء شفعاؤنا وظنوا ان شفاعتهم وان دعاؤهم وتوسلهم تقربهم الى هؤلاء الاموات انه يقربهم الى الله عز وجل. وما اشبه الليلة البارحة فهذه هي الحجة التي احتج بها المشركون في النبي صلى الله عليه وسلم عندما قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله سبحانه عند الله الله سبحانه وتعالى نفى شفاعة هؤلاء واخبر ان دعاء ان دعاءهم وسؤالهم انه الكفر العظيم والكفر الاكبر بالله عز وجل. فكل من دعا غير او اشرك بالله او سأل غير الله او ذبح لغير الله او رجا غير الله رجاء عبودية وذل وانكسار او او خاف خوف سر وظن انه انه يستطيع ان يظره دون الله فقد اشرك بالله الشرك الاكبر. اقول هذا العواء والواقع يشهد لاحوال كثير من المسلمين انهم يفعلون هذا الشرك نسأل الله العافية والسلامة. فالواجب على المسلم الواجب ان يحقق اعظم ما عليه وهو ان يحقق توحيد الله سبحانه وتعالى. فلن تدخل الجنة الا بتحقيق لا اله الا الله كما قال وهب المنبه. ان مفتاح الجنة لا اله الا الله فلا يفتح الا من اتى بهذه الكلمة وهذه الكلمة لا تنفع اصحابها الا اذا حققوا شروطها واركانها اعظم اركانها الا يعبد الا الله سبحانه وتعالى. هي قائمة على ركنين اثبات العبادة لله وحده ونفي العبادة عما سوى الله عز وجل في قولك لا اله لا اله اي تنفي العبادة عن كل من سوى الله سبحانه وتعالى. والا الله اثبات العباد لله عز وجل فمن يظن ان العيدروس او دسوقي او عبد القادر الجيلالي او البدوي او غيره ممن يعن الله انه ينفع ويضر فهو لم يحقق كلمة التوحيد لا اله الا لان من يقول يا عيدروسنا في حسبك لم يعرف معنى لا اله. ومن قال يا عيدروس انا في رجاك لم يعرف ايضا معنى لا اله الا الله. لان معنى لا لا اله الا الله وان تتبرأ من كل معبود يعبد من دون الله عز وجل وعجبا لهؤلاء الذين يدعون الاموات ويسألونهم بل من يدعو الاحجار والاشجار تابوا ويرجوها من دون الله اين عقول هؤلاء القوم؟ لو هؤلاء ينفعون او يضرون او لهم جاه او لهم منزلة عند الله عز وجل لنفعوا انفسهم وانما اموات لا ينفعون ولا يظرون ولا يسمعون لا يسمعون ايضا دعاء من يدعوهم ويسألهم وانما يعطى الاموات فقط من يعطى يبلغ الاموات سلام الحي لهم يبلغون ان فلان يسلم عليه لا انه يسمع دعاء الداعي ولا يسمع سلام اسلم وانما يبلغ ان فلان يسلم عليك او يدعو لك. اما دعاؤهم وطلب الدعاء منهم فهذا من الشرك المنافي للتوحيد. نسأل الله السلامة فما حذر من الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى قد وقع فيك المسلم فالواجب على المسلم ان ان يطهر نفسه اولا من الشرك بالله عز وجل وان يعود الى اهله واسرته ويعلمه التوحيد وانه لا يدعى ولا يرجى ولا يخاف ولا يذبح ولا ينذر الا لله سبحانه وتعالى وهذا الامر والامر العظيم الخطير الذي يقول الله فيه انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة فقد حرم الله عليه الجنة اي لا يدخلها ابدا والله يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذات لمن يشاء. فكل من وقع في الشرك فان الله لا يغفر هذا الشرك ولا يدخل الجنة ابد الاباء بل هو مخلد ابدا خالدا في نار جهنم ابد الاباد لا يخرج منها ابدا. اذا حجج المشركين ان متخذوهم شفعاء وانهم جعلوهم هم او وسائط ووسائل يتقربون بهم الى الله عز وجل او يظنون انهم يقربونهم الى الله عز وجل. وسؤال الله الصالحين او التوسل او التوسل الى الله بدعاء الصالحين نقول هذا بدعة منكرة لا يشرع وانما لا يشرع ذلك ان نتوسل الى الله بحب صالحين وان نتوسل الله بحب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. اما ان نتوسل بجاهه او بشفاعته فهذا باطل ومنكر. فالواجب على ان يجرد توحيده من الشرك بالله عز وجل ولا يغرك انك تقول لا اله الا الله فكم من شخص يقولها وهو لا يعرف معناها وكم من يقولها وهو لم يحقق شروطها واركانها انما يقولها بلسانه دون ان يعقل معناها بقلبه وقد وقفت على رجل سألته قلت عن ولي من يدعى من دون الله قال قلت هل زرته؟ قال نعم زرته وطفت بقبره ودعوته قلت واين قولك لا الله قال انا اقول يا الله قال وما معناها؟ فسألته قلت ما معناها؟ قال معناها ان الله هو الخالق الرازق المدبر وهذا امر فطري تقر به جميع الطوائف حتى حتى اليهود والنصارى يقرون بان الله هو الخالق الرازق حتى ابو جهل وابو لهب وجميع مشركي قريش يقرون بان الله هو الخالق الرازق. وان مع لا اله الا الله بمعنى اي لا معبود الا الله سبحانه لا معبود بحق ولا معبود موجود بحق الا ربنا سبحانه وتعالى والا الله سبحانه وتعالى. لذلك نقول لا بد علينا ان نتنبه لهذا الامر الخطير وان ندعو اولادنا وانفسنا واهلينا الى توحيد الله عز وجل وان نعلمهم معنى لا اله الا الله وان نبين لهم شروطها واركانها وان من الشرك نحذرهم من الشرك الذي عم في بلاد المسلمين وعما في العالم الاسلامي هناك قبور تدعى من دون الله هناك اولياء يدعون من دون الله بل هناك من يدعو محمد صلى الله عليه وسلم ويسأله ويرجو من دون الله فتراه يدعو ويسأل رسول صلى الله عليه وسلم والرسول يقول عندما قاله رجل ما شاء الله وشئت ماذا قال اجعلت لله ندا؟ ما شاء الله وحده ما شاء الله وحده. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما اطرت النصارى فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله هذا نبينا صلى الله عليه وسلم ولعن اليهود والنصارى لانهم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وقال اولئك شرار الخلق الذين يتخذون قبورا الانبياء مساجد القبور الصالحين مساجد فيدخل القبر في المسجد ويبني عليه قبة عظيمة ثم يصلي في هذا المسجد تقربا لهذا الولي هذا الصالح فاولئك هم شرار الخلق واولئك الذين لعنهم الله ولعنهم رسوله صلى الله عليه وسلم. فاسأل الله ان يجنبنا الشرك ما ظهر منه وما بطن وان يعصمنا منه وان يطهرنا من كل وسيلة وكل طريق يوصل الشرك بالله عز وجل. اللهم احينا على التوحيد وامتنا على التوحيد واجعلنا من قال ممن دعا الى توحيدك يا رب العالمين. اللهم اعصمنا واعصم اهلينا وذلالينا ان نشرك بالله ان نشرك بك طرفة عين يا رب رب العالمين والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. جزاك الله خيرا يا شيخ