الحمد لله رحمه الله واخر غسل الايمان ارسلت عبادي رسلا منهم مبشرين ومنذرين ودعاة الى الحق فاز بالسعادة ومن خالفهم باع بالخيبة والندامة وخاتمهم واولهم هو نبينا محمد وهو عبدالله صلى الله وسلم عليه كما قال سبحانه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله. وقال تعالى رسلا مبشرين منذرين لان لا يكون للناس على حجة بعد موصل وقال تعالى ما كان محمد على احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبي ومن سمى الله بهم او ثبت عن رسول الله على سبيل التفسير الكريم. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واتباعه لا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا هو الركن الرابع وهو الايمان بالرسل صلوات الله وسلامه عليهم فان من اركان الايمان التي لا يصح ايمان العبد الا بها ان يؤمن برسل الله عز وجل والايمان بالرسل ينقسم الى قسمين ايمان اجمالي وايمان تفصيلي. اما الايمان الاجمالي فهو ان يؤمن ان الله عز وجل ارسل رسلا الى الامة مبشرين ومنذرين يأمرونهم بالتوحيد وطاعته وينهونهم عن الشرك ومعصيته. وان خاتم هؤلاء المرسلين ومحمد صلى الله عليه وسلم الذي هو افضل الرسل عليه افضل الصلاة واتم التسليم. ويؤمن على وجه التفصيل مع هذا الاجمال ما ذكر في الكتاب كابراهيم وموسى وعيسى اذا كان قارئا لكتاب الله عز وجل. اما الايمان التفصيلي فهو ان يؤمن بكل ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء المرسلين. وان يؤمن ان الرسل يتفاضلون من جهة الفضل. فافضلهم على وجه الاطلاق واكملهم هو محمد صلى الله عليه وسلم فهو امام المرسلين وخطيبهم يوم القيامة والمتقدم بين ايديهم شافعا عند الله عز وجل في المقام المحمو الذي عليه جميع الخلائق يحمده المرسلون ويحمده غيرهم من عامة الخلق مسلم وكافر كلهم يحمدون وسلم على هذا المقام الذي يأتي الذي يشفع فيه لله عند الله عز وجل ان يأتي لفصل القضاء. والرسول صلى الله عليه وسلم هو افضل الخلق واكرمهم على الله عز وجل ولم يخلق الله خلقا على الله منه صلى الله الاكرم اكرم عليه منه صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك ان الرسل ارسلوا الى الى جماعة كثيفة ابراهيم ارسل الى قومه وموسى ارسل بني اسرائيل وكذلك عيسى ارسل بني اسرائيل واكثر الانبياء هم في بني اسرائيل الا الا اسماعيل ومحمد وشعيب وهود وصالح فان هؤلاء في العرب صح فيؤمن على هذا فيؤمن بهذا التفصيل ايضا. ويؤمن ايضا ان اول الرسل هو نوح عليه السلام. وان ادم كان نبيا ولم يكن رسولا صلى الله عليه وسلم لان لم يرسل انما كان نبئ وهو نبي مكلم. واما اول الرسل فهو نوح وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ايظا من الايمان التفصيلي. ويؤمن ان الرسل جاءوا بكل خير وامروا امتهم بكل خير وانه ما من خير الا وقد دلت الرسل وما هم عليه وقد جاء في الصحيحين قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قال ومن يأبى يا رسول الله؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى والرسل هم دعاة الله عز وجل هم الدعاة الى الله سبحانه وتعالى والهداة للامة الى طريق النجاة والرشاد. وانه لا طريق للعبد لا طريق للعبد للجنة الا عن طريق المرسلين. وان كل طريق لم يأت بمحمد صلى الله عليه وسلم فان فان مآله وخاتمته الى النار ليس لاحد طريق يصل به الى الجنان الا طريق محمد صلى الله عليه وسلم وان الرسول بشر يعتري ما يعتري البشر من المرض والسقم وانه يأكل ويشرب وينام ويتزوج النساء وانه مات صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاثة وستين سنة. وانه لا وانه لا يفرط ولا يفرط في حقه صلى الله عليه وسلم فلا يطرأ كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فيقول له عبد الله فيقولون هو ابن الله وانه آآ وانه اله مع الله عز وجل ولا ولا ولا يفرط في حقه فيجعل كسائر البشر بل هو رسول الله صلى الله الله عليه وسلم افضل الخلق واكرمه الى الله عز وجل وانه عبد الله ورسوله لا يملك ظرا ولا نفعا الا ما اعطاه الله عز وجل. وان سؤاله ودعاءه دون الله عز وجل انه من الشرك الاكبر لان الناس في مقام النبي وسلم انقسموا الى ثلاث اقسام. القسم الاول من غنا فيه من غلا في النبي صلى الله عليه وسلم وجعل الها مع الله عز وجل فتراه يدعوه صباحا مساء ويسأله من دون الله عز وجل ويقول يا رسول الله انا في حسبك انا في رجاك وهذا هو الشرك الاكبر المخ من دائرة الاسلام وهذه الطائفة طائفة غالية اشركت بالله عز وجل وانزلت الرسول منزلا لم ينزله الله من لم ينزله الله لم ينزله الله كما قال صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم وانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. القسم الثاني من جفت في حق النبي صلى الله عليه وسلم ولم ترى له حق الاتباع ولا التعظيم ولا ولا التعزير فاجابته صلى الله عليه وسلم ولم تقبل سنته واقتصرت على القرآن دون السنة وقالوا ان السنة لا يحتج بها ولا تقبل وليس لنا اتباع وانما نقتصر على القرآن وهؤلاء منهم القرآنيون الذي يسموننا انفسهم القرآنيين وهؤلاء بردهم السنة نقل اهل العلم الاتفاق على كفرهم ومنهم ايضا بعض الخوارج الذين يكفرون الذين يقبلون السنة ولا يحتجون بها ويرون ليس بحجة اما القسم الثالث فهم اهل السنة الوسط العدول الذين انزلوا الرسول منزلته التي انزله الله اياها فعرفوا انه الله ورسوله وانه لا يملك نفعا ولا ضرا وانه افضل الخلق واكرم عند الله عز وجل وان له جاه ومنزلة ومع ذلك لا يدعوه ولا نسأله ولا يستغيث به ولا نست ولا نتوجه ايضا به فلا نقول اتوسل الى الله بك وانما نسأل الله عز وجل مباشرة ونعلم ان الرسول الذي امرنا هو هو الذي امر عندما قاله ما شاء الله وشئت قال اجعلت لله ندا؟ ما شاء الله وحده وبل هو صلى الله عليه وسلم لما حضره الموت وهو في سكرات الموت اقول اولئك شرار الخلق الذين اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر مما صنعوا حديث عائشة وابن عباس انه قال لعنة الله على اليهود والنصارى اذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وعبدوا من دون الله عز وجل. بنوا على قبر مسجدا واتخذوا مسجدا. فلعنهم الرسول صلى الله عليه وسلم تحذيرا ان يتخذ مسجد له مقبض ان يتخذ قبره مسجدا يدعى من دون الله او يعبد من دون الله وقد وقفت على اناس يعبدون الرسول من دون الله عز وجل بل رأيت منهم فليستدبر القبلة ويصلي لقبر النبي صلى الله عليه وسلم. بل رأيت من يطوف بقبر النبي صلى الله عليه وسلم ويدعوه ويسأله من دون الله عز وجل. وهذا كله من الشرك الاكبر الكفر للمخل من ذات الاسلام لان الله يقول وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا والله يقول واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والنبي صلى الله عليه وسلم عندما قاله رجل ما شاء الله قال اجعلت لله ندا؟ ما شاء الله وحده ونهانا وحذرنا ان نطريه او ان نغلو في حقه صلى الله عليه وسلم وهؤلاء هم اهل السنة والجماعة الذين ازروه وقروه ونصروه وعرفوا حقه وقدره واتبعوا سنته وعظموا محبته باتباعه وطاعته وقد قال تعالى قل كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله المحبة الحقيقية للنبي صلى الله عليه وسلم ليست بزيارة قبره وليست ايضا اقامة عيد وحفل لمولده. وانما المحبة الحقيقية له صلى الله عليه وسلم ان نتبع سنته وان نعظم السنة التي اتى بها صلى الله عليه وسلم فنتأسى به في الاقوال والافعال والحال فنطلق اللحاء ونقصر الثياب يظهر السنة في حياتنا محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وطاعة لله ورسوله. فهذه المحبة الحقيقية التي اخبر الله عز وجل قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله. اما من يدعي محبته ثم تراه صباح مساء مخالفا لهديه. ومخالفا لسنته وعاصيا لامره هذا محبته محبة غير صحيحة وغير حقيقية وانما هذا يحب ما وافق هواه وما خالف هواه فانه يرده واما المؤمن هو الذي يكون رواه تبع لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. اسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من اتباع سنة محمد. ومن زمرته وحزبه الذي يحشرون تحت لواء والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد