وما الايمان باليوم الاخر فيدخل فيه الايمان من كل ما اخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم بعد موته فتنة القبر وعذابه ونعيمه. وما يكون يوم القيامة الا اهوال والشدائد والصراط والميزان والانساب والجزاء ونشر الصحف بين الناس كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره ويدخل في ذلك ايضا بحفظ المورود لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. والايمان بالجنة والنار ورقية المؤمنين لربهم سبحانه وتكريمه اياه. وغير ذلك مما جاء في القرآن الكريم والسنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيجب الايمان بذلك كله وتصديقه على الوجه الذي بينه الله رسوله صلى الله عليه وسلم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين ذكر هنا الركن الخامس من اركان الايمان وهو ان تؤمن باليوم الاخر واليوم الاخر سمي بذلك لانه تأخر عن اليوم الدنيوي فهما يوم ان يوم دنيوي وهي الدنيا التي نعيشها بايامها وسنينها وشهورها ويوم اخر تأخر فسمي اخرا وقيل لانه اخر ايام الدنيا. قيل انه اخر اما لتأخره وهو وهو انه يوم اخر غير الدنيا هناك دنيا وهناك اخرى. وقيل انه سمي بالاخر لانه اخر ايام الدنيا والواجب على المسلم من الايمان باليوم الاخر ان يؤمن بكل ما اخبر به ربنا سبحانه وتعالى واخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم والايمان به ايمانان ايمان اجمالي وايمان تفصيلي ويتعلق الايمان بالعلم. فكلما ازداد العبد علما كلما ازداد تكليفه وايمانه. فالذي يلزم عامة المسلمين ان يؤمنوا بان هناك بعد الموت بعث. وان بعد الموت حساب وجزاء. وان بعد الحساب والجزاء جنة ونار جنة ونار جنة اعدها الله عز وجل للمؤمنين. ونار اعدها الله للمنافقين والكافرين. هذا هو الايمان الاجمالي اما الامام التفصيلي فهو يؤمن بتفاصيل ذلك اليوم. واليوم الاخر يبتدأ يبتدأ وتبتدأ قيامة العبد بخروج روحه من جسده فيؤمن العبد المسلم ان الموت حق وانه ما من نفس منفوسة الا وستدور عليها رحى الملون وسيقبضها الله عز وجل كل نفس ذائقة الموت كل نفس ذائقة الموت فليس هناك نفس لا تذوق الموت وكل من عليها فان وكل الشيء الهالك الا وجه ربنا سبحانه وتعالى فكل ما على هذه البسيطة فانهم هالكون اميرا ومأمورا عظيما وحقيرا ملكا وملوكا كل من عليها سيموت وكل سيرجع الى الله سبحانه وتعالى فتؤمن بذلك وتؤمن ان العبد اذا مات انتقل من الدار الدنيا الى الدار البرزخ الى دار البرزخ وهي دار برزخ بين الدنيا والاخرة يصار فيها العبد الى قبره سواء كان دفن او آآ او اغلق او اكلت السباع لابد ان تدور عليه حياة البرزخ حياة البرزخ لا تتعلق بان يكون الميت قد دفن بل نقول تتعلق بالارواح والاجساد فلو غرق في البحار فان حياة البرزخ تمر به. ولو اكلته السباع فان حياة البرزخ تمر به. ولو دفن فان حياة البرزخ تمر به ايضا واذا وضع انه اذا وضع الميت في قبره والميت مسلما كان او كافرا فانه اذا وضع في قبره وحمله اهله ووضعوه في قبره دفنوه يأتيه ملكان كان جاء في وصف هذين الملكين انهما اسودان ازرقان يطئان باشعارهما الارظ يحفران بانيابهما التراب اصواتهما الرعد وابصارهما كالبرق الخاطف. معهم مرزمة من حديد مرزبة من حديد. لو اجتمع الانس والجن على ان يحملوها ما حملوها. فيجلسان العبد يجلسانه حتى انه جاء حجاب ابن عبد الله ان الكفن يتراخى حتى يصل الى حقوه. ويرى الشمس عند الغروب. فيقول له ما ربك؟ وما من ربك وما دينك من نبيك؟ اما العبد الصالح المؤمن التقي فيقول ربي الله وديني الاسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم فيعودان عليه سؤال يعودا الى السؤال فيقول ربي الله وديني الاسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم فيقال له قد علمنا انك موقن ثم يفتح له باب الى النار فيرى اغلالها ويرى سلاسلها ويرى ما فيها من العذاب الشديد من حميم فيقال له هذا مقعدك لو انك عصيت الله عز وجل ثم يغلق هذا الباب ويفتح له باب الى الجنة. فيقال فيرى قصورها وانهارها وجمالها وما فيه من النعيم العظيم. فيقال له هذا حتى يبعثك الله عز وجل ثم يأتيه من روحها وريحانها ويمتد له في قبره مد بصره ويفرش له من يفرش له من الجنة ويأتيه من روح الجنة ثم يقال له نم نومة العروس يمد لهم سبعين ذراعا في قبره ثم يقال له نم نومة العروس الذي لا يوقظ الا احب اهله اليه وقد جاء عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان حياة البرص تمر عليك قبل صلاة ضحى اي ينام كقدر عشر دقائق فقط او اقل ذلك ثم يفزع ويقام الى العرض على الله عز وجل. فهذا الامام بالحياة البرزخ وان العذاب اما العبد الفاجر العبد الفاجر الذي كفر وفجر فانه يأتي ملكان بنفس الوصف الذي ذكرناه فيقولا له من ربك؟ وما دينك؟ فيقول ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلت فيقال له لا دريت ولا تليت. فيظرب بهذه المطرقة وبهذه المرزبة فيصرخ فيغيص في الارض سبعين ذراعا ويسلخ صرخة يسمع كل شيء للثقلين يسمع كل شيء الا الثقلين ثم يفتح له باب الى الجنة فيقال له انظر فيرى قصورها وان هذا يقال هذا منزلك لو انك اطعت الله عز وجل ثم يغلق هذا الباب ويفتح له باب من النار فيرى فيرى اغلالها وجبالها واوديتها وحياتها وما فيها من عذاب ثم يقال هذا منزلك حتى يبعثك الله عز وجل يضيق عليه قبره يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه. ويدخل اضلاعه بعضها في بعض. ثم يأتيه من من من السميع من السموم والحمي من نار جهنم ثم يبقى هذه ينقلب قبره الى حفرة من حفر النار نسأل الله العافية والسلامة. فيقول ربي لا نص ساعة ربي لا تقلي الساعة ربي لا تقم الساعة لانه يعلم ان الساعة اذا قامت فان مرده الى جهنم لانه رأى منزله وعذابه الذي اعد الله له في نار جهنم هذا ما يتعلق بالحياة البرزخية بعد ذاك ينتقل الى حياة الفزع وحياة وحياة والحياة ويوم القيامة العظيم الذي اذا لفخ بالصور فزع من في السماوات في الارض الا من شاء الله يفزعون جميعا ثم يبعثون الى يوم الى يوم القيامة. اهل القبور يخرجون من قبورهم ينشرون التراب عن رؤوسهم عن وجوههم حفاة العراة الغلا يسوقهم يسوقهم السائق. منهم من منهم من يمشي على قدميه ومنهم من يمشي راكب ومنهم من من يأتي راكبا مكرما معززا ومنهم من يسحب على وجهه حتى انه يمشي على وجهي فيتقي بوجه مواضع السوء والحدب فيقول بعض يقول ابو رزيم ايمشي قال ان الذي امشى على قدميه قادر على ان يمشي على وجهه فيسحب على وجهه في ارض المحشر. والارض قد بدلت وغيرت ليس فيها معلم ولا ولا ولا ولا شيء لاحد بل هي ارض بيضاء نقية ليس فيها معلم لاحد. ويحشر الناس في ذلك المقام حفاة عراة غرلا كما خلقهم الله عز وجل اول مرة يعيدهم سبحانه وتعالى النساء والرجال حتى قالت عائشة يا رسول الله النساء والرجال عراة ينظر بعضهم البعض قال يا عائشة الامر اشد من ذلك. شاخصة الابصار اربعين سنة الى السماء الشمس فوق رؤوسهم مقدار ميل. تغلي الجماد وتفور من حر تغلج وتفور من حر ذلك اليوم الا من اظله الله في ظله يوم لا ظل الا ظله سبحانه وتعالى. فالناس في هول عظيم وفزع شديد حتى جاء عند ابن حبان ان اهل الموقف يقولون يا ربنا تأمل هذا الحديث يا ربنا ارحنا من هذا المقام ولو الى النار ارحنا من هذا الهول ولو الى النار لانهم في هول عظيم الشمس دانية والاقدام قريبة والعرق قد الجم الناس الجاما منهم من يبلغ عرقه الى الى ركبتيه ومنهم من يبلغ الى حقويه ومنهم من يبلغ الى تدويه ومنهم من يغرق في عرقه نسأل الله العافية والسلامة ومنهم من اكرمه الله عز وجل فاضله في ظله. في ذلك المقام يعرض الناس على ربه يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية لا تخفى خافية. من اسر سريرة الا الله يظهرها في ذلك المقام. من اغلق ابوابه على معصية الله عز وجل فان الله يفضحه في ذلك المقام. ينصب لكل غادر يوم القيامة دواء ينصب لكل غد لواء يقال هذه غدرة فلان ابن فلان وتصبح السريرة علانية ويصبح ماء سر وما اغلق قد اظهره الله عز وجل احصاه الله او سبحانه وتعالى ونسوه يومئذ تعرض ثم تنصب الموازين هناك موازين توزن فيها الاجساد وتوزن فيها الاعمال وتوزن فيها الصحائف. هذه الموازين الثلاثة توضع انت فيها. فمنهم من يثقل ومنهم من يخف توضع الاعمال فمنهم من تثقل اعماله ومنهم من تخف وتوضع الكتب والصحابة الذي تكتب فيها الحسنات والسيئات فمنهم من تثقل موازينه ومنهم من تخف من ثقلت موازينه نادى مناديا ان سعد فلان سعادة لن يشقى بعدها ابدا. ومن خفت موازينه ينادي منادي ان قد شقي فلان شقاوة لن يسعد بعدها ابدا عياذا بالله من ذلك. ثم بعد ذلك ينصب الصراط على متن جهنم. ويمر الناس على الصراط على قدر اعمالهم على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كالبر ومنهم من يمر كاجاود الركاب ومنهم من يمر كالخيل ومنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من تمشي مشيا ومنهم من يركض ركظا ومنهم من يحبو حبوا ومنهم من يمشي خطوة وتخدشه الكلاليب خدشا ومنهم من على وجهه في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة وتأمل ان الصراط يضرب على متن على متن جهنم. وهذا الصراط جاء في وصفه انه ادق من الشعرة واحر من الجمرة واحد من السيف ومع ذلك دحض مزلة واروع من التعب والناس لا يمرون بقوة ابدانهم انما يمرون بقوة اعمالهم وصدقهم مع الله عز وجل من كان صادقا كان صراطه واسعا وسلكه كما يسلك اي طريق بل يمر عليك لم البصر نسأل الله عز وجل من فضله ثم ثم يؤتى الناس كتبهم اخذا كتابه بيمينه واخذا الكتاب بشماله. وقد قيل ان الذي يأخذ كتاب عثمان هو الذي يأخذ كتابه ايضا من وراء ظهره وذلك ان الاخذ بالشمال له صورتان. الصورة الاولى ان يأخذ مباشرة بالشمال اعاذنا الله واياكم واما ان ان تكسر شماله وتدخل من ظهره ويشق بطنه ويأخذ كتابه من وراءه تؤخذ اليد الشمال فتكسر وتدخل داخل جوفه ثم تخرج من قفاه ثم يأخذ كتاب من وراء ظهره ثم يؤخذ بهذا الكتاب الى نار جهنم. ثم بعد ذلك الناس يتفرقون فاهل الايمان والتقوى والصلاح يدخلون جنة يدخلون جنة العرظ والسماوات والارض ادنى اهلها منزلة تأمل ادنى اهل الجنة منزلة من له مثل هذه الدنيا وعشر امثالها. لو ان ملكا من ملوك الدنيا ملك الدنيا كلها بانهارها اوديتها وجمالها ومالها وما فيها من حسن فان لك يا من انت ادنى اهل الجنة منزلة مثل الجنة مثل هذه الدنيا وعشر امثالها. اما اعلاهم منزلة فاولئك الذين غرس الله بيده واولئك الذين اعد الله لهم ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر يرون يرون ربهم سبحانه تعالى غدوة وعشية يرونه غدوة وهؤلاء هم اكمل اهل النعيم في الجنات واعلاهم منزلة رسولنا صلى الله عليه وسلم. اما اهل النار عياذا الله عياذا بالله من ذلك فادناهم منزلة من يوضع تحت قدميه جمرتان يغلي منها دماغه ويرى انه ويرى انه اشد اهل النار عذابا وهو اهونهم. اما اعلاهم فهم يأكلون من زقومها ويشربون من صديدها وعساقها وغسلينها ويتجرعون فيها الغصص لا يذوقون فيها الموت لا يرون لا يذقون فيها الموت اي لا يموتون بل كلما نظرت جلودهم بدلهم الله جلودا غيرها ليذوقوا العذاب. هذا حال اهل النار عقارب وحيات اودية ومقامع من حديد كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها اذ يستغيثون فيغاثون ماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا. فاسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يجعلني واياكم من اهل الجنة. وان يجنبنا عذابا وسخطه. وان يجعلنا برضوانه وان يسلمنا ووالدينا ووالد والدي واخواننا من عذاب النار والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد