الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في العقيدة الصحيحة وما يضادها فمن الايمان بالله سبحانه الايمان بانه الاله الحق المستحب قل للعبادة دون كل ما سواه. لا بكونه خالق العباد ولا يحسن اليهم. والقائم بارزاقهم والعالم وعلانيتهم والقادر على اثابة مطيعهم وعقاب عاصيهم. ولهذه العبادة خلق الله الثقلين وامرهم بها كما قال قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. قال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم رب فراشه والسماء وبناء وانزل من السماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وقد ارسل الله الرسل وانزل الكتب لبيان هذا الحق والدعوة اليه والتحذير مما يضاد. كما قال سبحانه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال عز وجل الف لام راء كتاب ختمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نبي وبشير. وعقيقة هذه العبادة هي الله سبحانه بجميع ما تعبد العباد به من دعاء وخوف ورجاء وصلاة وصوم وذبح ونذر وغير ذلك من انواع العبادات على وجه الخضوع له والرغبة والرهبة مع كمال الحب له سبحانه والذل لعظمته. وقال وغالب القرآن الكريم نزل في هذا العظيم كقوله سبحانه فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله دين خالص. فقوله سبحانه وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وقوله عز وجل فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وفي الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. قال ابو الايمان بالله ايضا نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال الشيخ رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته اعظم واجب على العبيد هو توحيد الله عز وجل بالهيته وعبادته سبحانه وتعالى وهذا الواجب هو الذي اوجبه الله عز وجل على خلقه وامرهم به وخلقهم لاجله كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. اي لعلة غائية هي عبادته سبحانه وتعالى. علة تعليلية غائية هي عبادته سبحانه وتعالى. فالله لم يخلق الخلق ليتكثر بهم من قلة او ليتقوى بهم من ضعف او ليعتز بهم من ذل سبحانه وتعالى. وانما خلقهم ليعبدوه. خلقهم ليعبدوه وهو الذي لاجله ارسل الله عز وجل الرسل ونزل الكتب وخلق الجنة والنار. ولاجله جردت سيوف المجاهدين ولاجله امر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا. ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وتوحيد الالوهية هو الخصام الذي وقع فيه الامم مع انبيائهم فالرسبة الامم كلهم من اولهم الى اخرهم الا من شذ وندر يقرون بان الله هو الخالق. وان الله هو الرازق وان الله هو المدبر المحي المميت قد فطروا على ذلك واقروا بذلك. كما قال تعالى عنهم ولئن سألتم من خلق السماوات والارض ليقولن الله. فهم يقرون بان الله هو الخالق الرازق المدبر المحي المميت. وانما الخلاف معهم انما وانما خلاف الامم مع انبيائهم ورسلهم انهم جعلوا مع الله الها اخر وعبدوا مع الله غيره. فنوح عليه السلام ارسل الى قوم كانوا يؤمنون بالله ويقرون بان الله هو الخالق الرازق المدبر المحي المميت وانما جعلوا معه الهة هي ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا وعبدوهم من دون الله عز وجل وتقربوا اليهم بانواع القرب من دون الله عز وجل. فكان نوح عليه السلام يدعوهم الى ان يعبدوا الله وحده والا يشرك بالله غيره وخاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي كسر صور هذه الاصنام ودعا كفار قريش ومن حولها ان يعبدوا الله وحده وجميع الرسل من لدن نوح الى محمد وما بينهما كلهم دعوا الناس الى توحيد الله عز وجل لم يأتوا ليبينوا الناس ان الله هو الخالق الرازق المدبر فهذا امر فطر الله عز وجل الناس عليه وانما بعثوا ان يقر الخلق والعباد بعبودية الله هذه المسألة ومسألة توحيد الالوهية هي التي وقع فيها النزاع ووقع فيها الخصام بين الرسل والامم وسبحان الله هي نفسها التي تتكرر من زمان الى زمان. فكما كان كفار قريش يعبدون الله والعزى يأتي من ينتسب الى الاسلام وينطق بالشهادتين ويدعو غير الله عز وجل فمنهم من يدعو العيدروس ومنهم من يدعو الدسوقي ومنهم من يدعو مرعي ومنهم من يدعو عبد القادر الجيلاني ومنهم من يدعو محمد صلى الله عليه وسلم ويعبدونهم من دون الله عز وجل وهذا تراه بينا لمن آآ رأى احوال الناس وتتبع طوائفهم فانظر مثلا الى الروافض الروافض يعبدون ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويعتقدون فيهم ما لا يعتقد الا في الله عز وجل بل يعتقدون ان الذي انقذ نوح هو علي والذي انقذ موسى علي والذي انقذ جميع الانبياء واخرجهم من كربهم هو علي رضي الله تعالى عنه لا ربنا سبحانه وتعالى ويعتقدون ايضا ان عليا يخلق ويرزق وادى عليا يخلق يحيي الموتى ويعتقدون فيه ما لا يعتقد في بشر وهذا لا شك انه من اعظم الكفر بالله عز وجل وعنده يشهدون ان لا اله الا الله ويشهدون ان محمدا رسول الله. كذلك غلاة المتصوفة الصوفية الذين يعظمون الاولياء ويدعونهم من دون الله عز وجل فترى كثيرا من المتصوفة يعبدون اداتهم ويعبدون اوليائهم ومنهم من يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم. وقد وقفت على رسالة ارسلت الى محمد صلى الله عليه وسلم كاتبها امرأة تشتكي المرض تقول يا رسول الله انا في حسبك انا في رجاك فلانة مريضة فاشفها وفلانة لم تتزوج فاسعى في زواجها. وهذا كله لا يملكه الا من لا يملكه الا الله سبحانه وتعالى. مع انه يشهدون ان لا اله الا الله. اذا لا بد لاهل الاسلام ان يعرفوا معنى توحيد وان يعلم معنى لا اله الا الله وان العبودية لا يستحقها الا ربنا سبحانه وتعالى العبادة والعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة وليست العبادة كما يقررها بعضهم يظن العباد هو ان تسجد لصدم. فهذه العبادة تكون لغير الله شركا. واما ان تخاطب امواتا او تدعو او تدعو امواتا واولياء فهذا يقول ليس بشك وانما هذا من باب اتخاذهم وسائل ووسطاء وشفعاء. وهذه الشبهة هي شبهة كفار قريش كما قال الله عنهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فهم ايضا يعتقد كفار قريش يعتقد ابو لهب وابو جهل وصناديد قريش من المشركين يعتقدون في اللات والعزة انها وسائط وانها شفعاء تقربهم الى الله عز لا انهم يعتقدون فيها انها تخلق او ترزق او تحيي وتميت وانما يعتقدون في انها شفيع وانها شفيرا وانها وانها تشفع عند الله عز وجل وهو صائم الله عز وجل ولا شك ان هذا كفر باجماع المسلمين باجماع اهل العلم اجمع اهل العلم ان من جعل بينه وبين الله وساطة يدعوهم يرجوه انه كافر بالله عز وجل وكذلك كلما ادعى ميتا او دعا وليا او دعا غائبا في شيء لا يملكه الا الله عز وجل فانه قد عبده من دون الله عز وجل. فالدعاء هو العبادة سواء قال دعاء مسألة او دعاء عبادة من دعا غير الله وخاطب الاموات بان يكشف ضره او ان يصبر عليه رزقه فقد اشرك بالله عز وجل. اذا الدعوة الرسل كلهم هو ان نوحد الله عز وجل. ولذا جاء في السند عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ادى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا غلام اني اعلمك كلمات اذا سألت فاسأل الله. واذا استعذت فاستعذ بالله اذا استعدت فاستعذ بالله عز وجل. وهذه الامور من العبادة. فاذا كان السؤال لا يسأل العبد الا ربه ولا يستعيذ الا بالله ولا يستعيذ الا وهي قد يجوز يجوز ان يستعين الانسان بمخلوق بشروطه كأن يكون حيا حاضرا قادرا فيجوز ان يستعاذ ان يستعاذ به ويجوز من يملك شيئا من من العطاء كأن يسأل سلطانا او اميرا ان يعطيه مالا وهو حي حاضر قادر نقول لا بأس بذلك اما ان يسأل غائبا او ان يسأل ميتا ويقول يا فلان ارزقني او يا فلان ادع او يا فلان اشف مريضي تقول قد اشركت بالله الشرك الاكبر اذا قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون بعد يعبدون اي يوحدون الله عز وجل ويفردوه بالعبادة ولو كان يصلي ليله ونهاره ويصوم ويقوم ويتصدق ويحج ويشرك بالله ولو مرة واحدة لحبط عمله كله كما قال تعالى لئن اشركت ليحبطن عملك. والمشرك لا يقبل الله عز وجل منه كثير ولا قليل. كما قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر مادود ذلك لمن يشاء. فاذا حقق العبد التوحيد اذا حقق العبد التوحيد وبقي في دائرة الاسلام لا يظره اي يذب لان جميع الذنوب تكون تحت مشيئة الله عز وجل وان عذب في النار على ذنوبه اذ عذب لو ان هنا رجل فعل الفواحش وشرب الخمر لكنه موحد وباقي في ذات الاسلام فانه وان شاء الله ان يعذبه فانه سيخرج الى الجنة لا محالة ويكون مآلنا الجنة لكن لو كان صوابا قوابا متصدقا نافعا فاعلا وهو يشرك بالله عز وجل خالد مخلد في نار جهنم كما قال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة. فالحذر الحذر من الشرك الحذر الحذر ان تطأ قدمك الشرك الاكبر. وان تدخل وان تدخل في دائرة المشركين فانك ان دخلت في دائرة دخلت في دائرة الخالدين في الدار وحرمت عليك الجنة واصبحت من الكفار نسأل الله العافية والسلامة هذه الوصية التي اوصى بها الشيخ رحمه الله تعالى هو ان نوحد هو ان نحقق توحيد الله عز وجل وذلك بعبادته وحده سبحانه وتعالى. والا نشرك به شيئا. فلا يدعى مع الله غيره. ولا يرجى مع الله غيره. ولا يتقرب لغير الله عز وجل. وانما العبادة تصرف لله وحده سبحانه وتعالى. ومن حقق هذا فقد حقق التوحيد الذي اوجبه الله عز وجل عليه. وكان من الموحدين الذين ينجون يوم القيامة بفضل توحيد كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه ان رجلا كان لمن كان قبلنا اوتي بسجلات له مد بصره من الذنوب واوتي ببطاقة اللهو فيها لا اله الا الله. فاوتي بهذه السجلات من الذنوب ووضعت في كفة الميزان. ووضع في كفة السيئات ووضعت كفة في كفة الحساد هذه البطاقة التي فيها لا اله الا الله فثقلت هذه البطاقة بهذه السجلات وذلك لعظيم فضل التوحيد عظيم فضل التوحيد ان من حقق التوحيد كما قال الله تعالى في الحديث القدسي يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك به شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. فنسأل الله عز وجل ان يجعلنا من الموحدين الذين حققوا توحيد توحيد ربهم بانواعه توحيد الربوبية والالوهية وتوحيد الاسماء والصفات. ونسأله ربنا سبحانه وتعالى ان يميتنا على الاسلام والايمان وان يبعثنا مؤمنين في زمرة محمد صلى الله عليه وسلم. والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين