بسم الله ما شاء الله العقيدة الصحيحة فمن الايمان بالله سبحانه الايمان بانه الاله الحق المستحق للعبادة دون كل ما سواه كونه خالق العباد والمحسن اليهم والقائم بارزاقه والعالم بسره وعلانيته والقادر على اثابة مطيعهم وعقاب عاصيهم ولهذه العبادة خلق الله الثقلين وامرهم بها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منه من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين قال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرة رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قد ارسل الله الرسل وانزل الكتب لبيان هذا الحق والدعوة اليه والتحذير مما يضاد كما قال سبحانه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليها انه لا اله الا انا فاعبدون وقال عز وجل الف لام راء كتاب احكمت الايات ثم فصلت من لد حكيم خبير الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير حقيقة هذه العبادة هي افراد الله سبحانه بجميع ما تعبد العباد به من دعاء وخوف ورجاء وصلاة وصوم وذبح ونذر وغير ذلك من انواع العبادة على وجه الخضوع له والرغبة والرهبة مع كمال الحب له سبحانه والذل لعظمته وغالب القرآن الكريم نزل في هذا العصر العظيم كقوله سبحانه فاعبد فاعبد الله مخلصا له الدين. الا لله الدين الخالص قوله سبحانه وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. وقوله عز وجل فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وفي الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى قرأناها بعده ومن الايمان بالله ايضا الايمان بجميع ما اوجبه على عباده وفرضه عليه من اركان الاسلام الخمسة الظاهر. وهي شهادة ان لا وهي شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان. وحج بيت الله الحرام لمن استطاع اليه سبيلا وغير ذلك من الفرائض التي جاء بها الشرع المطهر واهم هذه الاركان واعظمها شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فشهادة ان لا اله الا الله تقتضي اخلاص بالله وحده نفيه عما سواه وهذا هو معنى لا اله الا الله. فان معناها لا معبود حق الا الله. وكل ما عبد من دون الله من بشر او ملك او جني او غير ذلك فكله معبود بالباطل. والمعبود بالحق هو الله وحده كما قال سبحانه ذلك بان الله هو الحق. وان ما يدعون من دون هو الباطل قد سبق بيان ان الله سبحانه خلق الثقلين لهذا الاصل الاصيل وامرهم به وارسل به رسله وانزل به كتبه تأمل ذلك جيدا وتدبره كثيرا ليتضح لك ما وقع فيه اكثر اكثر المسلمين من الجاهل العظيم بهذا الاصل الاصيل حتى عبدوا مع الله غيره وصرفوا خالص حقه سواك الله المستعان. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ بن باز رحمه الله تعالى فمن الايمان الايمان باركان الاسلام الخمسة التي فرضها الله عز وجل علينا اولا لابد ان نعلم ان مراتب الدين هي ثلاث مراتب قد جاء توضيحها وتبيينها في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وفي صحيح مسلم مثل عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وذلك عندما اتى جبريل عليه السلام وقال يا محمد اخبرني ما الاسلام فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا فلابد اولا ان نفهم معنى الاسلام. الاسلام له معنيان اسلام عام واسلام خاص اما الاسلام العام فهو كل من حقق عبادة الله عز وجل واتبع انبيائه ورسله وكان على الدين الصحيح من كان في عهد موسى وكان على الدين الصحيح الذي جاء به موسى فانه يسمى مسلم وكذلك الذي تبا عيسى عليه السلام في زمن عيسى وكان على الدين الصحيح يسمى مسلم واما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فليس هناك دين سوى دين الاسلام ليس هناك دين ودين محمد صلى الله عليه وسلم. وكل دين بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فانه منسوخ منسوخ ويجب على كل اصحاب الديانات ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وان يتبعوه وكما قال صلى الله عليه وسلم ما من يهودي ولا نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي الا كان من اهل النار. وقال تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فلا بد على جميع الثقلين ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وان يتبعوه فلابد ان نفهم هو الاسلام العراقي. الاسلام الخاص هو اتباع محمد صلى الله عليه وسلم والايمان به. واعتقاد انه خاتم الانبياء المرسلين وانه لا نبي بعده ولا رسول بعده. واما معنى الاسلام الذي يسمى به العبد مسلما فهو الاسلام لله بالتوحيد الاستسلام لله بالتوحيد ومعنى الاستسلام لله بالتوحيد ان تسلم قلبك وجوارحك بتحقيق توحيد الله عز وجل تحقيق توحيد الله عز وجل يتعلق بربيته وتحقيق عروبية وان تعتقد انه لا خالق غير الله الا مدبر غير الله ولا رازق غير الله. وان الامور كلها بيد الله سبحانه وتعالى. وانه ليس اما خالق الا ربنا سبحانه وتعالى. فتوحد الله بافعاله. توحد الله بافعاله. فربنا هو الذي يخلق وهو الذي وهو الذي يحيي وهو الذي يميت وليس هناك شريك له في تدبيره ولا في ملكه سبحانه وتعالى. الاستسلام لله بالتوحيد وتوحيد الربوبية التحقيق اعتقاد العبد فيه انه الخالق الرازق. كذلك الاستسلام لله بالتوحيد لتحقيق توحيد الالوهية وهو ان تفرد الله عز وجل بالعبادة. وان تعتقد ان كل معبود سوى الله فعبادته باطلة. فعبادته باطلة وان من عبد غير الله فهو مشرك كافر بالله عز وجل وهذا الاصل العظيم الذي جاء به مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وبعث الله عز وجل به جميع الرسل من لدن نوح عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم كانت دعوة الرسل في اي في اي شيء؟ دعوتهم ان اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله. فدعوة الرسل جميعا جاءت لتحقيق عبودية الله عز وجل وقد يسأل سائل لماذا هذا الامر يعتني به الانبياء والرسل في تحقيق عبودية الله مع انه امر فطري مع انه امر ان العبد لا يعبد الا ربه ولا يعبد الا اله. اقولها هذا الامر لعظيم الفتنة التي وقعت في هذا الاصل وعظيم وقعت في هذا الاصل فعندما تنظر في عهد نوح عليه السلام تجد ان قومه عبدوا عبدوا وسواعا ويغوث ويعول فجعلوا لهم تصرفا في هذا الكون. فسألوه ودعوه ودعوه من دون الله عز وجل. مع انهم يعتقدون فيها او يعتقدون في هذه الالهة انها لا تنفع ولا تضر استقلالا وان النافع الضار هو الله وانما هؤلاء هم اسباب ووسائل يقربونه عند الله زلفى. الا انهم بدعائهم وسؤالهم والذبح لهم عبدوه من دون الله عز وجل. كذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما بينهم الانبياء وقع الشرك في توحيد الالوهية فقوم ابراهيم عبدوا الكواكب والنجوم. وقوم صالح عبدوا الاحجار والاشجار. وقوم هود ذلك عبد الاوثان وهكذا ما من نبي بعث الا ونرى ان قومه قد اشركوا بالله عز وجل حتى ختم الله بالانبياء محمد صلى الله عليه وسلم فوجد في زمانه من يعبد حجرا ومن يعبد شجرا ومن يعبد وثنا ومن يعبد ملائكة ومن يعبد عزيرا ومن يعبد عيسى عليه السلام ومع ذلك كفرهم رسولنا صلى الله عليه وسلم جميعا ولم يفرق بين عبادة وعبادة وهكذا بعد الاسلام ودعوة محمد صلى الله عليه وسلم وبلوغ شريعته ودينه الافاق الا اننا نجد في كل فترة من فترات الرسل وفي كل من فترات العلم نجد من يشرك بالله عز وجل ويعبد غير الله سبحانه وتعالى. فنسمع ونرى من يردد لا اله الا الله صباحا مساء ويقصد البيت الحرام حاجا ومعتمرا ويصوم ويطوف البيت ومع ذلك تراه يتبرك باشجار ويتبرك باحجار ويعتقد في انهم ينفعون ويضرون من دون الله. فكم من من المسلمين من يدعو عبد القادر الجيلاني؟ وكم من مسلمين من يدعو العيدبوس ودسوقي؟ وكم من مسلمين من يدعو اشجارا واحجارا وقد رأيت مقطعا ان شجرة يتمسح فيها اناس يزعمون انهم مسلمون بها ويطوفون عليها مع انهم يقولون لا اله الا الله. اذا هم حقيقة لم يعرفوا معنى لا اله الا الله ولم يعرفوا معنى الاسلام. الاسلام هو ان من قاد لله بالتوحيد والا نشرك به شيئا. وهذه هي دعوة الرسل وهي التي لاجلها خلق الله الجنة والنار. ولاجلها ارسل الله الرسل. ولاجلها انزل الله الكتب. ولاجلها جردت سيوف الموحدين حتى يعبد الله وحده سبحانه وتعالى ولا يشرك به شيئا. ومع ذلك يعم الجهل ويفشوا الجهل ويكثر الجهل ونرى من الناس من يتعلق باحجار او باشجار او باولياء او بسحرة او بكهان او بدراويش او بجهال او بفقهاء او باي احد او باي احد فيعبد من دون الله عز وجل. نقول لمثل هؤلاء انت لم تعرف التوحيد ولم اعرف معنى لا اله الا الله والا لو عقمت معنى لا اله الا الله وعرفت ان معناها انه لا اله يعبد الا الله لما عبدت شجرا ولا ما عبدت حجرا ولا ما تعلقت بالميت المقبور لا يملك لنفسي نفعا ولا ضرا ولا اذا دعوت من دون الله عز وجل. لذا فاعظم نعمة يتقلب فيها المسلم ان يكون من اهل التوحيد ومن اهل لا اله الا الله الذين لا يدعون الا الله ولا يرجون الا الله ولا يعبدون الا الله. فكم من مسلم منتسب للاسلام وهو يدعو ويسأله من دون الله عز وجل كثير كثير ولذلك ترى في مواردهم وفي وفي زيارة هذه الاظرحة والقبور ترى الاف المسلمين يأتون زرافات ووحدانا بين مقرب لهذا القبر وبين طائف به وبين داعيا له وبين سائله نسأل الله العافية والسلامة بل يعظمون هذه الاتربة وهذه المقامات وهذه المشاهد اعظم من تعظيمهم لبيت الله عز وجل واعظم من دعائهم وسؤالهم لله عز وجل فهو يقف بين يدي سيء مولى ووليه الذي يزعم انه ينفعه يضره اعظم من وقوفه بين يدي الله عز وجل وهذا لا شك انه من عظيم خسارته ومن عظيم هلاكه والا ابو جهل وابو لهب وهؤلاء كلهم كانوا يعتقدون ان الله وهو الخالق وان الله هو الرازق وان الله هو النافع وان الله هو الضار وان الله هو المحيي المميت لكنهم كانوا يعبدون اللات والعزى من باب انها تقربهم من الله جلفة وهذه الدعوة هي دعوة مشرك زماننا في يومنا هذا فهم يعبدون عبد القادر او العيدروس او الدسوقي او البدوي وغيرهم من يعبدون بدعوى انهم وجهاء ووسطاء وشفعاء عند الله يقربونهم وما علم ان فعله هو فعل ابي جهل وابي لهب وعبادته لهم كعبادة ابي جهل وابي لهب لهذه الاصنام والانداد. اذا الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة ومعنى القيل له بالطاعة ان ترى وتعتقد وجوب طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن اعتقد انه لا يجب عليه يطيع الله ويطيع رسوله فليس بمسلم ليس مسلم. من قال لا يلزمني ان اطيع الله ولا يلزمني اطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا كافر غير مسلم فلا بد ان تعتقد وجوب طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. والبراءة من المشركين والبراءة من الشرك واهله. البراءة من واهله اذا هذا الاسلام الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. وهنا لا بد ان نفهم انه لا بد ان نتبرج من الشرك وان نتبرأ من المشرك. ان نتبرأ من الكفر ونتبرأ من الكافر. لا كما يقول بعض الناس نتبرأ من الشرك دون المشرك ونتبرأ من الكفر دون الكافر والله يقول كما على لسان ابراهيم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحدة إبراهيم عليه السلام عندما تبرأ تبرأ من العابد قبل قبل المعبود. انا برءاء منكم لانكم عبدتم غير الله. انا مرابكم ومما تعبدون من دون الله. فلا بد على ان يعادي الكفار وان يبغضهم وان يتبرأ منهم وان يتبرأ ايضا من معبوداتهم ومعنى من معبوداتهم ان يعتقد بطلانها لان بعض المعبودات انبياء ورسل فمنهم من يعبد عزيرا ومنهم من يعبد المسيح. فهنا عندما نتبرأ من المسيح وعزير لا نتبرأ من ذواتهم وانما نتبرأ من عبادتهم وان عبادتهم باطلة لا تجوز وان عابدهم مشرك كافر الله عز وجل مثال اخر من يعبد عبدا قاضي الجلال ويدعوه ويسأل من دون الله عز وجل نقول لهذا العابد لعبد القادر انه كافر ونتبرأ منه ونتبرأ من معبوده بزعم ان يتبرأ معبوده بدعوى انه يعبد دون الله. لا اننا نبغض عبد القادر او نعاديه فعبد القادر من الاولياء والصالحين ونحب في الله ولله ولكن نتبرأ من كونه انه معبودا مع الله عز وجل ونعتقد انه عبد لله عز وجل بل هو لا يرضى ان يتخذ مع الله الها اخر. لا يرضى ان يتخذ الها مع الله. كذلك محمد صلى الله عليه وسلم هناك من يعبده. فعندما يتبرأ من العابد معبود بمعنى ان نعتقد ان المعبود عبادته باطلة وعابده كافر بالله عز وجل. فهذه فهذا هو الاسلام الذي جاء محمد صلى الله عليه وسلم هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله وهو يقوم على خمسة اركان اولهم واكدها واصلها الاصيل شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وسنأتي على هذه الاركان الخمسة في اللقاء القادم باذن الله عز وجل. والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد