الصلاة والسلام على من نبيه من لا نبي بعده وعلى اله وصحبه اما بعد. فلما كانت العقيدة الصحيحة هي اصل دين الاسلام. واساس الملة رأيت ان تكون موضوع المحاضرة ومعلوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة. ان الأعمال والأقوال انما تصح وتقبل إذا صدرت عن عقيدة صحيحة. فإن كانت عقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من اعمال واقوال. كما قال تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله في الاخرة من الخاسرين. وقال تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. والايات في هذا المعنى كثيرة قد دل كتاب الله مبين سنة رسوله الامين عليه من ربه افضل الصلاة والتسليم. على ان العقيدة الصحيحة تتلخص في الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر بالقدر خيره وشره. فهذه الامور الستة هي اصول العقيدة الصحيحة. التي نزل بها كتاب الله العزيز. وبعث الله بها رسوله رسوله محمدا عليه الصلاة والسلام ويتبرع عن هذه الاصول كل ما يجب الايمان به من امور الغيب وجميع ما اخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين ذكر رحمه الله تعالى في هذا الفصل اهمية صحة الاعتقاد. وان صحة الاعتقاد يثمر عنه قبول العمل الصالح. وان العبد متى ما صح اعتقاده فان الله يقبل عمله الذي بعد ذلك بل من صح اعتقاده ولو كان مقصرا في عمله فانه اذا عمل اي بعمل صالح فان الله يكفر عنه سيئاته قال ابي بن كعب رضي الله تعالى عنه ما من عبد على سبيل وسنة يذكر الله يذكر الله فينتفض الا تحاتت خطاياه كما تتحات الشجرة اذا ضربت كما تتحات الشجرة من اوراقها. اذا هبت الريح على الشجر وهي يابسة تتساقط اوراقها من هذا من هذه الريح. كذلك العبد اذا كان على سبيل وسنة اي على معتقد صحيح وعلى طريقة صحيحة متبعا فيها النبي صلى الله عليه وسلم. اذا ذكر الله كفر الله عنه سيئاته اذا عمل صالحا قبل الله عز وجل اعماله كما قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وكل من اتى بعمل على غير وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم فان مردود عليه. ولذلك جاء في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من العمل ليس عليه امرنا فهو رد. وشبه العاملة الناصبة بعباد اليهود. ويلحق بهؤلاء ايضا كل من كان على طريقة باطلة وطريقة بدعية في عمله وصلاحه فان الله لا يقبل الا ما كان على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومن عمل عملا ليس عليه امر النبي صلى الله عليه وسلم فعمله مردود يجعل الله عز وجل اعمال هؤلاء يوم القيامة هباء المنثور يأتون باعمال فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا لانها لم تكن على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر الشيخ ان كثيرا من الناس اعتقاده فاسد خاصة اولئك الذين يعتقدون في الاولياء والصالحين ان ينفعون يضرون مع الله عز وجل. فان اعظم نعمة اعظم نعمة يتقلب فيها العبد ان يكون على معتقد صحيح. واعظم او البلاء واعظم الخسران واعظم البلية ان تكون على معتقد فاسد. تأمل وتخيل وانظر الى اولئك كالذين يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فهو يشهد ان الله هو الاله وحده. ولكنه في واقعه لا يحقق وهذه الشهادة فتراه يتعلق بقبور الاولياء. وتراه يقصد الصالحين فيدعوهم من دون الله عز وجل. بل يقع في قلبه من تعظيم هؤلاء الاولياء اشد ما يقع في قلبه من تعظيم الله عز وجل. فتراه عند قبور الاولياء داعيا سائلا ذابحا متقربا لهم من دون الله عز وجل ولا شك ان هذا العمل من الشرك الاكبر المحبط لجميع الاعمال. الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم لان اشركت ليحبطن عملك محمد صلى الله عليه وسلم لئن اشرك ليحبطن عمله وحاشاه صلى الله عليه وسلم. فكيف باناس يأتون وهم يعتقد في عبد في العبد القادر الجيلاني انه يحيي الموتى وانه ينفع ويضر او يعتقد العيدروس او الدسوقي او ربعه او بؤل او البرعي او غيرهم ممن يعبد من دون الله عز وجل اذا لو كثرت صلاتك وكثر صيامك وكثرت اعمالك الصالحة وانت تشرك بالله في قولك او في اعتقادك لم ينفعك عملك هذا كله. هذا العمل كله لا ينفعك يوم القيامة ويجعله الله عز وجل يوم القيامة هباء منثورا. اذا الاعتقاد الصحيح واهم ما يطلبه المسلم واهم ما يحصل للمسلم. اذا صح اعتقادك صحت الفروع. واذا فسد الاصل فسد فسد الفرع فمن كانت اصوله فاسدة واعتقاده فاسد فكل ما يبنى على هذا الفاسد فهو فاسد. واما اذا صحت الاصول وصحت اعتقاد العبد فان فانما يأتي بعد ذلك من الفروع الموافقة لهذه الاصول تكون ثمار نافعة ويكون العبد عليها مأجور. اما اذا كان الاصل فاسد فكل ما يبنى عليه فهو فاسد. قصد قصد الشيخ رحمه الله تعالى ان يحرص المسلم على تحقيق المعتقد الصحيح وان يسلم نفسه من معتقدات اهل الباطل خاصة ما يتعلق بالشرك بالله سبحانه وتعالى ما يتعلق بتوحيد الله سبحانه وتعالى ما يتعلق باسماء الله وصفاته فهناك من يعطل الله من اسماء وصفاتك الجهمية وهناك من يشرك مع الله غيره في الالوهية بل هناك من اللي يشرك مع الله غيره في الربوبية وهؤلاء لا ينفعهم عمل ولا يقربه من الله عز وجل فعل او قول لان اعمالهم قد حبطت بشركهم بالله عز وجل لك ما احسن ما قال ما قال شيخ الاسلام محمد بن الوهاب في قواعده عندما ذكر ان من اعظم ما يأتيه المسلم بحفظه ان يعرف الشرك. فانها الشراك والشباك الذي وضعه الشيطان لعباد الله المسلمين. فانه متى ما وقع في هذا الشراء في هذه الشباك فانه يكون خالدا في نار جهنم. ان من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. اذا وقعت في هذه الشباك فان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ومن يشرك بالله فقد خسر خسرانا مبينا. المشرك بالله قد جمع قد جمع الضلال كله وقد جمع ترك كلها ايضا. ايضا من يشرك بالله نسأل الله العافية والسلامة. فان له نار جهنم خالدا فيها ابد الاباد. لا يخرج منها ابدا من مات وهو مشرك بالله عز وجل فانه لن يدخل الجنة ابدا وسيكون في النار خالدا فيها ابد الاباد. الامر الرابع ايضا اذا استشعر يرى المسلم ان هؤلاء هؤلاء الاموات او هؤلاء الاولياء الذي يدعوهم انما هم بشر لا يملكون نفعا ولا ظرا هذا الميت الذي يعتقد فيمن دعاه انه يسمعه وانه يجيبه وانه يكشف ضره لو كان يملك من الامر شيء ما اصابته المصيبة مصيبة الموت ولا دفع الموت عن نفسه ولو كان يملك من نفسه شيئا لاستكثر من الخير وهو حي بل هو بشر لا يملك من ذلك شيء بل قول الخلق واكرم الخلق على الله محمد صلى الله عليه وسلم. يقول كما في الصحيحين يا فاطمة بنت محمد. يا فاطمة محمد سليني من ما شئت فاني لا املك لك من الله شيئا. هل هناك من هو اقرب الى النبي صلى الله عليه وسلم من ابنته فاطمة؟ ابنته وهي بضعة منه صلى الله عليه وسلم ويقول يا فاطمة سليلي من مالي ما شئت فاني لا املك لك من الله شيئا. فكيف باولئك الذين يعتقدون النبي صلى الله عليه وسلم انه يستطيع ان ينفعهم او يستطيع ان يضرهم ويدعون ويسألون من دون الله عز وجل حتى يرددوا بعضهم قول البوصيري فان من جودك الدنيا فيها ومن عندك علم اللوح والقلم ولا شك ان هذا من اعظم الشرك بالله عز وجل. فالحذر الحذر ان يكون معتقدنا فاسد او ان تكون اصول فاسدة ولنبني معتقداتنا على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح فانت اذا كنت على هذا المعتقد وعلى سبيل وسنة فانك تحت مشيئة الله عز وجل ولو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم لقيت الله لا تشرك به شيئا لاتاك الله بقرابها مغفرة ورحمة ولو بلغت ذنوبك سجلات مد البصر ولكن اتيت بكامل التوحيد وكنت محققا لتوحيد الله عز وجل غير فاعلا غير فاعل لامر يخرجكم من دائرة الاسلام فان الله يجعل هذه السجلات اذا شاء هباء منثورا وفي قصة لصاحب البطاقة الذي حيده الله ابن عمر الذي عند الترمذي وغيره اوتي برجل ممن كان قبلنا ومدته سجلات من الذنوب سجلات عظيمة من الذنوب فلما رأى سجلات ايقن بالهلاك قال لانك لا انك لا تظلم ان لك عندنا بطاقة. قال وما تفعل هذه البطاقة؟ ورقة ما اجعلوا هذه البطاقة امام هذه السجلات. فاوت بطاقة فيها لا اله الا الله اي قال لا اله الا الله وهو صادق من قلبه مخلصا لله عز وجل. محققا لتوحيد فوضعت هذه البطاقة في كفة الحسنات ووضعت سجلات السيئات والذنوب في سيئة في كفة السيئات فطاشت بهن لا الا الله ولا يثقل مع اسم الله شيء. واذا قال قال عندما سأل موسى ربه ان يعلمه شيئا يخصه به يدعو الله به ويذكر به قال يا موسى قل لا اله الا الله. قال يا ربي كل عبادي يقولون قال يا موسى لو ان السماوات السبع عامرهن غيري. والاراضين السبع السبع عامرهن وضعن في كفة ولا اله الا الله في كفة لرجحت بهن لا اله الا الله فحرموا من يحقق توحيد الله وان يحرص على تحقيق المعتقد الصحيح الذي سار عليه ائمة اهل الاسلام من الصحابة ومن التابعين واتباعهم الى يومنا هذا والذي الذي يعرف كلام اهل العلم ويتتبع كلام الصحابة والتابعين واتباعه الى يومنا هذا يرى ان معتقد اهل السنة والجماعة معتقد واحد لا يتغير. فما كان عليه الصحابة في الزمن الاول وما عليه اهل السنة في هذا الزمان لا لا يتغيرون ولا لا يتغيرون ولا يتباينون بخلاف اهل البدع فان معتقدهم مخالف لما عليه اصحاب النبي وسلم ولما عليه التابعين ولما عليه اتباعهم الى يومنا هذا اهل البدع من من المتصوفة والجهمية والروافض والمعتزلة كل هؤلاء على اصول تخالف اصول اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واصول التابعين بل نقول واصول اهل السنة والجماعة جميعا فنسأل الله عز وجل ان يهدينا الى السبيل السوي والى الطريق المستقيم والى صراطه الذي انعم الله به على عباده المؤمنين وان يثبتنا على الايمان ويميتنا عليه ويحشرنا في زمرة نبيه صلى الله عليه وسلم والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد