بسم الله الرحمن الرحيم لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال الله عز وجل والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قولك وبالاخرة هم يوقنون قال ابن عباس قال ابن عباس في قوله تعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك اي يصدقون بما جئت به من وما جاء به من من قبلك من المرسلين لا يفرقون بينهم ولا يجحدون ما جاءوهم به من ربهم وبالاخرة جم يوقنون اي بالبعث والقيامة والجنة والنار والاحتساب والميزان. وانما سميت الاخرة لانها بعد الدنيا والموصوفون هنا هم الموصوفون بما تقدم من قوله تعالى الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون عن مجاهد لانه قال اربع ايات من اول سورة البقرة في نعت المؤمنين. وايتان في نعت الكافرين وثلاث عشرة في المنافق ان قيل فهذه الايات الاربع عامات في كل مؤمن اتصف بها من عربي وعجمي. وكتابي من انس وجن. وليس وليس تصح واحدة من هذه الصفات بدون الاخرى. بل كل واحدة مستلزمة للاخرى وشرط معها. فلا يصح الايمان بالغيب واقام الصلاة والزكاة الا مع الايمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وما جاء به من قبله من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. والايقاظ بالله الاخرة. كما كما ان هذا لا يصح الا بذاك. وقد امر الله المؤمنين بذلك كما قال وامنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل. الاية وقال تعالى ولا تجادلو اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم. وقولوا امنا بالذي انزل الينا او انزل اليكم والهنا والهكم واحد الاية. وقال تعالى تاب امنوا بما امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم وقال تعالى قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم. واخبر تعالى عن المؤمنين كلهم بذلك فقال تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقال تعالى والذين امنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين احد منهم الى غير ذلك من الايات الدالة على جميع امر المؤمنين بالايمان بالله ورسله وكتبه لكن لمؤمني اهل الكتاب خصوصية وذلك انهم يؤمنون بما بأيديهم مفصلا. فاذا دخلوا في الاسلام وامنوا به مفصلا كان لهم على ذلك الاجر مرة واما غيرهم فانما يحصل له الايمان بما تقدم مجملا. كما جاء في الصحيح اذا حدثكم اهل الكتاب فلا تكذبوهم ولا تصدقوهم ولا ان قولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم. ولكن قد يكون ايمان كثير من العرب بالاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم اتم اتم واكمل واعم واشمل من ايمان من دخل منهم في الاسلام فهم وان حصل لهم اجران من تلك الحيثيات فغيرهم يحصل لهم من التصديق ما ما ينيف ثوابه على الاجرين الذين حصلا لهما والله اعلم قال تعالى قال تعالى هدى من ربهم واولئك هم المفلحون الهداية والفلاح من نصيب المؤمنين يقول الله تعالى اولئك اي المتصفون بما تقدم من الايمان من غيب واقام الصلاة والانفاق من الذي رزقهم الله والايمان بما انزل الى الرسول ومن قبله من الرسل والايقان بالدار الاخرة. وهو مستلزم الاستعداد لها من الاعمال الصالحة وترك المحرمات على هدى اي على نور. وبيان وبصيرة من الله تعالى. واولئك هم المفلحون اي في الدنيا والاخرة بان ادركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا ففازوا بالثواب والخلود في الجنات. والنجاة مما اعد الله من العقاب قال تعالى ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. يقول تعالى ان الذين ان الذين كفروا اي غطوا الحق وستروه. وقد كتب الله تعالى عليهم ذلك سواء عليهم انذارك وعدمه فانهم لا يؤمنون بما جئتهم به كما قال تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى تروا العذاب الاليم. وقال تعالى في حق المعاندين من اهل الكتاب. ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبعوا قبلتك. اي ان من اي ان من كتب الله عليهم الشقاوة فلا مسعد له. ومن اضله فلا هادي له. فلا تذهب نفسك عليهم الحسرات وبلغهم الرسالة فمن استجاب لك فله الحظ الاوفر. ومن تولى فلا تحزن عليهم ولا يهمنك ذلك فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب انما انت نذير والله على كل شيء وكيل. وقال علي ابن ابي في طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى ان الذين كفروا سواء عليهم اأنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص ان يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى فاخبره الله تعالى انه لا يؤمن الا من سبق له من الله السعادة في الذكر الاول ولا يضل الا من سبق له من الله الشقاوة في الذكر الاول ختم الله على قلوبهم ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم. معنى الختم قال السدي ختم الله اي طبع الله وقال قتادة في هذه الاية استحوذ عليهم الشيطان اذا طاعوه فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة فهم لا يبصرون هدى ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون. وقال ابن جريج قال مجاهد ختم الله على قلوبهم. قال الطبع ثبتت الذنوب على القلب فحفت به وقال ابن جريج قال مجاهد وقال ابن جريج قال مجاهد ختم الله على قلوبهم. قال الطبع ثبتت الذنوب على القلب. فحفت به من كل نواحيه حتى عليه فالتقاؤها عليه الطبع والطبع الختم. قال ابن جريج الختم على القلب والسمع. قال ابن جريج وحدثني عبد الله ابن كثير انه سمع مجاهدا يقول الران ايسر من الطبع والطبع ايسر من الاقفال والاقفال اشد من ذلك كله وقال الاعمش ارأت ارانا مجاهد بيده فقال كانوا يرون ان القلب في مثل هذه يعني الكف فاذا اذنب العبد ذنبا ضم منه. وقال باصبعه الخنصري هكذا. فاذا اذنب ضم وقال باصبع اخر فاذا اذنب ظما وقال باصبع باصبع اخرى هكذا حتى ضم اصابعه كل كلها ثم قال يطبع عليه وقال مجاهد كانوا يرون ان ذلك الرين. قال القرطبي واجمعت الامة على ان الله عز وجل قد وصف نفسه بالختم والطبع على قلوب مجازاة لكفرهم كما قال بل طبع الله عليها بكفرهم وذكر حديث تقليب القلوب يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وذكر حديث حذيفة الذي في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فاي قلب اشرب نكت؟ فيه نكتة سوداء؟ واي قلب انكرها نكتة فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على ابيض على ابيض مثل الصفاء فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض والاخر اسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الحديث قال ابن جريج والحق عندي في ذلك ما صح بنظيره الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو ما رواه ابو هريرة رضي الله عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن اذا اذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه. فان تاب ونزع واستعتب صقل قلبه. وان زاد زادت حتى تعلو حتى تعلو قلبه. فذلك الران الذي قال الله تعالى لا لا من جريج ابن جرير قال ابن جرير والحق عندي في ذلك ما صح بنظيره الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما رواه ابو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن اذا اذنب ذنبا كانت كانت نكتة سوداء في قلبه فان تاب ونزع واستعتب صقل قلبه وان زاد زادت حتى تعلو قلبه. فذلك اخوان الذي قال الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حسن صحيح عراب غشاوة ومعناها واعلم ان الوقفة التامة على قوله تعالى ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وقوله وعلى ابصارهم غشاوة جملة تامة. فان الطبع يكون على القلب على السمع والغشاوة وهي الغطاء يكون على البصر كما قال السدي في تفسير عن ابن عباس وعن ابن مسعود وعن اناس من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم يقول فلا يعقلون ولا يسمعون يقول وجعل على ابصارهم غشاوة يقول على اعينهم فلا لا يبصرون ذكر المنافقين لما الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين يذكر ربنا في هذه الايات وصف المؤمنين قد امتدحهم الله عز وجل في الاربع الايات الاولى وهي قوله الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب وصف ان هذا القرآن هدى للمتقين والمتقون هنا وصفهم بالصفات بصفات متلازمة لا تنفك احداه مع الاخرى ولا يمكن ان يكون بعضها ويعدم بعضها اما ان تأتي جميعا واما ان يذهب بعضها ويذهب معها الايمان والهدى اول هذه الصفات الذين يؤمنون بالغيب والغيب هنا يتعلق بما غاب عن انسان والمراد به ما اخبر به ربنا او اخبر به رسولنا صلى الله عليه وسلم من الحوادث والاخبار التي ستقع الصفة الثانية ويقيمون الصلاة الصفة الثالثة ومما رزقناهم ينفقون والصفة الرابعة انهم يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والذين يؤمنون نزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون. هذه الصفات الاربع وصف الله عز وجل بها اهل الايمان والذين امنوا بما انزل قبل محمد صلى الله عليه وسلم وامن بمحمد صلى الله عليه وسلم فان لهم اجران كما جاء في حديث موسى الاشعري عند البخاري البخاري ومسلم ثلاثة انه قال صلى الله عليه وسلم سيؤتون اجرهم مرتين ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين وذكر منهم الرجل من اهل الكتاب يؤمن بنبيه ويؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فيؤتى اجره مرتين ومع ذلك نقول ان اجر هذه الامة اعظم من اجل الامم قبلها الجميع اعمال هذه الامة مضاعفة وربنا سبحانه وتعالى تكرم على هذه الامة بان جعل اجرها ظعفي اجر اليهود والنصارى اجر امة معظمة لكن الله عز وجل حذر الحديث خص نبي صلى الله عليه وسلم الذي امن بالنبي وامن به انه يؤتى اجره مرتين. اما الامة جميعا ان لها الاجر مرتين. هذا خاص من امن بنبيه محمد لم واما امة محمد فهي جميعها يؤتى اجرها مرتين ويزيد ايضا من حافظ على صلاة العصر انه يؤتى اجره مرتين وغير ذلك وصار ايضا بانهم بالاخرة هم يوقنون والايقان هو الذي اليقين الذي لا ريب فيه ولا شك واليقين درجات منه علم اليقين ومنه حق عين اليقين ومنه حق اليقين فمن حقق اصل اليقين وهو علم اليقين ادرك هذا الفضل وكلما ازداد العبد يقينا كلما ازداد اجرا وآآ منزلة عند ربه سبحانه وتعالى ثم وصف هؤلاء الذين اتصفوا هذه الصفات الاربع بانهم على هدى اولئك على هدى من ربهم والهدى هنا بمعنى التوفيق والالهام اي ان الله هداهم ووفقهم الى ما فيه فلاحهم ونجاته وهذه الهدى هذا الهدى هو العلم الذي دلهم عليه ربنا سبحانه وتعالى اي اولئك على علم وعلى عمل على علم وعمل فجمعوا بين العلم وبين العمل. علمهم الذي هو الايمان بالغيب والايمان بما بعث الله للرسل وانزلوا للكتب وعملهم قاموا الصلاة وايتاء الزكاة والذين هم يقول ومما رزقناهم ينفقون فهم علموا وعملوا فكانوا بمعنى فكانوا على هدى بهذا اي جمعوا بين العلم والعمل والهدى المراد بهنا هدى التوفيق ان الله عز وجل يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. ان يوفق ويلهم من شاء من عباده الى طاعته حبب الايمان قلب لمن اراد الله هدايته الا الهداية العامة وهداة الداء والارشاد فهذه جاءت بها والهدايا العامة جاء بها ربنا وانزلها ربنا سبحانه وتعالى على جميع خلقه وهداية الدار والارشاد بعث الله لاجلها الرسل وانزل الكتب وجعل المنذرين من العلماء واولئك هم المفلحون لان متصبي هذه الصفات الفلاح الابدي السرمدي في الدنيا والاخرة وفلاح العبد اما ان يكون له مطلق الفلاح او يكون له الفلاح المطلق من حقق الكمال من هذه الصفات فله الفلاح المطلق ومن حقق القدر الذي يصح به اسلامه وايمانه فله مطلق الفلاح له مطلق الفلاح لكن نقول واولئك كما قال تعالى واولئك المفلحون اي لهم الفلاح المطلق له الفلاح المطلق لان الفلاح هو النجاح والبقاء على ما يحبه الله ويرضاه هذا ما يتعلق بصفات اهل الايمان. ذكر بعد ذلك ويتعلق بصفات الكفار فقال تعالى ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذروا لا يؤمنن هنا الذين كفروا هنا اسم عام الذين هو اسم موصول هنا يشمل جميع جنس الكفار لكن هذا العموم نقول غير مراد بل هو من العام المخصوص المقصوص فالعامل مخصوص هنا دليل الصرف العمومي هنا ان هناك من الكفار من نفعهم الانذار والاعذار ونفعهم الوعظ والتذكير فيكون المراد هنا ان الذين كفروا من الذين كتب الله عليهم عدم الايمان فيكون للعام الذي يراد به الخصوص او العام المخصوص فخرج منه من كتب الله عز وجل انه يؤمن بل اكثر الذين امنوا كانوا كفارا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب كان مشرك وكذلك بابه كانوا مشركين ومع ذلك امنوا ونفعهم ونفعهم داره وانذاره فيكون المعنى ان الذين كفروا دواء عليهم اانذرتهم ام لم تنم لا يؤمنون بعد الذين سبق في علم الله لهم لا يؤمنون او يقول الذين ماتوا وقد بلغتهم الدعوة لكن الاصح انها للمستقبل اي ان الذين كفروا ممن تخاطبهم يا محمد دواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون لان الله كتب في علمه السابق انه ختم على قلوبهم وعلى على هذه الغشاوة فوضع هذا هل يحتج بهذه الاية من يقول لا فائدة من اعلام الناس وانذارهم يقول هذا هذا هذه الاية انما نزلت في اناس حكم الله عز وجل عليهم بالكفر وحكم الله عز وجل عليهم بعدم الايمان وهذا الحكم والقضاء والقدر الذي قدره الله عز وجل هو القدر والقضاء والحكم الكوني اي قدر الله كونا قضى الله قولا وحكم الله كونا ان فئة من الكفار لا ينفعهم لا ينفعهم انذار المنذرين ولا اعذار المعذرين لان الله سبق في علمه انهم لا يؤمن اولئك ابو جهل لعنه الله من اولئك ابو لهب لعنه الله من اولئك جميع الكفار الذين ماتوا وهم فهؤلاء لو اجتمع الانس والجن على دعوتهم لم ولكن حيث ان الامر طيبي لا يعلمه الا الله فنحن بدعوة والا نجزم ونعلم ان من الكفار لا يؤمنون ولو اجتمعوا نجتمع على دعوة لكن هذا علمه الى الله سبحانه وتعالى والله ابرد ان ندعو الى سبيله وقال على لسانه كما امر نبيه ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة قال ايضا قال تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى نحن مكلفون الدعوة الى الله وتعليم الناس اما حال من يستجيب من عدمه فهذا علمه عند الله سبحانه وتعالى نحن نؤجر على دعوتنا ونؤجر على طابت الحجة وابلاغ الرسالة واما استجابة الخلق فهذا مرده الى ربنا سبحانه وتعالى اذا هذه الاية لا حجة فيها بترك الدعوة وترك الناس او يحتج بها القدرية الذي يقولون ان العبد يخلق فعل نفسه ان الله عز وجل يعني لا لا يؤمن هؤلاء او كمحتج بالجهمية وغيرهم بل نقول انما هذه الاية يراد بها الخاصة الذين انذرناهم ودعوناهم لم بيبو فيقول الامين العام الذي يراد به والعام المخصوص قال هنا ان الذين كسواء عليهم انذرتهم لم تنذرهم لا يؤمنون لا يؤمن بسبب ان الله ختم على قلوبهم دائما اتلو الله والاسماع على القلوب لا يكون ابتداء وانما يكون جزاء الله عز وجل لا يبتدي احد بهذا الختم وانما يكون ذلك رزاء لاعراضه وصده كما قال تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم بما نقضهم ميثاقهم لعناهم النقض اللعن لم يأتي ابتداء وانما جاء اللعن بعد النقض وجاء الختم بعد الكفر والاعراب فهكذا هنا يقول الله ان الذين كفروا واول عبادة انهم قد ختم الله على ختم الله على قلوب على سمعهم فلا يعقلون ولا يسمعون وجعل وعلى وعلى ابصارهم غشاوة وهذه المنافذ الثلاث هي منافذ الادراك عقل السمع والبصر اما ان يعقل ويكون طريق العقل هو السمع واما ان يكسو طريقه البصر الختم على القلب الذي هو العقل لان منافذ القلب السمع والبصر قد ختم عليها ذلك ختم الله على سمعه فلا ينفذ الى القلب ما ينفعه وجعل البصر غشاوة فلا يرى ما ينفعه كانت هذه عقوبة لصدهم واعراضهم عن دين الله عز وهذا في الدنيا وفي الاخرة لهم عذاب عظيم فكما جاء في حديث هريرة الذي رواه الحاكم وهو ايضا رواه الامام احمد وابو داود وغيرهم وقد وقعنا قال عن ابي هريرة اذا اذنب العبد هذا صقل قلبه بالعادة حتى يجتمع حتى يختم على قلبه فذلك الران وجاء الحين قول جاهد ايضا عن ابي هريرة انه اذا اذنب قبض خنصره ثم بنصره ثم حتى يجمع يده قال ذاك هو طبعه معنى طبع القلب ان القلب اذا طبع لا يدرك فلا يكون له منفذ يقبل معه حقا او باطلا الا ما اشر من هواه ذاك ختم هناك طبع بالختم والطبع هناك غين وهناك ران وهناك ختم والاقفال هو الذي لا يرجى بعده ولا فلاح نسأل الله لان هذه الايات نكها الله عز نصف الكفار ايه ام على القلوب اقفالها على قلوب اقفالها وقفة له نسأل الله العافية والسلامة لا تعرف تعرظ الفتن على القلوب العود اي قلب هذا دليل على ان سبب طبع القلوب والختمة فتن هي الشهوات والشبهات اذا اشرب القلب ها الشهوة نكت فيه سوداء حتى تعود القلوب على قلبين اسود مرباد كالكوز مجخيا وابيض كالصفا الذي ردها ودفعها يزداد بياضا ويزداد قوة والذي اشربها ونسأل الله السلامة وتلقاها يزداد وهنا وظعفا ويزداد سوادا حتى ليس اسود وانما اسود مرباد بانه كالكوز مجخيا نسأل الله العافية والسلامة هذه اتا للايتان وذكر الوقف قال ختم الله على قلوبهم على سمعهم وعلى سبهم وقتها ختم الله على قلوب على سمعهم ويبتدأ على ابصارهم غشا هذا هو الصحيح لو وقف قال ختم الله على قلوب على سمعه وعلى ابصارهم غش جاز بعض اهل العلم لكن الاصح كتب الله على قلوب ان الختم قل يتعلق بالسبع هذا هو الختم وهو الطبع والبصر يكون متعلق به لان الغشاء هو الذي تحول بين الشي والرؤية خلاف السمع فان الغشاوة لا تمنع يرى لكنه يسمع وانما الذي انما الذي يحول بين الرؤية والغشاوة والطبع بالقلب والسمع ولهم عذاب عظيم