بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب قال حدثنا عبيد بن يعيش قال حدثنا يونس عن ابن اسحاق عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال اني لادعو في كل شيء من امري حتى ان يفسح الله في مشي دابتي حتى ارى من ذلك ما يسرني بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الادب المفرد باب وترك الترجمة غفلا دون ان يذكر عنوانا لها وربما فعل ذلك لان هذه الترجمة لها تعلق او شيء من التعلق بالترجمة التي قبلها تترجمة الماضية كانت بعنوان الدعاء او دعاء الاخ بظهر الغيب واورد هنا في هذه الترجمة التي لم يذكر لها رحمه الله تعالى عنوانا اورد جملة من الاحاديث المشتملة على دعوات مأثورة مما يناسب ان يدعو به بها المرء لنفسه او ان يدعو بها لاخوانه المؤمنين وقد جاءت الدعوات التي اوردها رحمه الله تعالى في هذه الترجمة متنوعة منها دعوات اه يدعو بها المرء لنفسه ومنها دعوات عامة له ولاخوانه المؤمنين فهي ترجمة لها شيء من التعلق بالترجمة الماضية وهي في وهي في مجمل محتواها مشتملة على جملة من الدعوات المأثورة الجامعة لخيري الدنيا والاخرة وبدأها رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اني لادعو في كل شيء من امري اني لادعو في كل شيء من امري وهذا تنبيه عظيم في فقه الدعاء وان الواجبة على المسلم ان يسأل الله تبارك وتعالى كل حاجاته وجميع طلباته الدينية والدنيوية وذلك وذلك ان الامر كله بيد الله كما قال احد السلف ما معناه قال تأملت الخير فاذا هو كثير وابوابه عديدة الصلاة خير والصيام خير والصدقة خير وعدد امورا كثيرة من ابواب الخير قال ووجدت ان ذلك كله بيد الله فعلمت ان الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة علمت ان الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة ولهذا اي خير يطلبه العبد لنفسه ولغيره من المسلمين فان مفتاحه الدعاء فان مفتاحه الدعاء فكان من الجدير بالمسلم والحري به ان يكون دائما داعيا لربه تبارك وتعالى سائلا من خيري الدنيا والاخرة ولهذا يقول ابن عمر اني لادعو في كل شيء من امري ادعو اي الله اسأله تبارك وتعالى واتوجه اليه بالسؤال في كل شيء من امري اي اموري لان امر مفرد والمفرد اذا اضيف يعم فهو يعم كل امر من اموره الدينية والدنيوية فهو رضي الله عنه يدعو الله سبحانه وتعالى في كل شيء من اموره الدينية والدنيوية يسأل الله فيه الخير والبركة والتوفيق والتيسير الى غير ذلك من المطالب التي لا تخفى وظرب مثالا مثالا مثالا من امره الذي يسأله الله تبارك وتعالى قال حتى ان يفسح الله في مشي دابتي حتى ان يفسح الله في مشي دابتي يعني اذا لا اذا تلكأت في المشي فانه يسأل الله عز وجل ان يفسح في مشيها ان يفسح في مشيها بحيث يكون تكون خطاها متباعدة ومشيها حثيثا فيسأل الله حتى هذا الامر اذا حصل له شيء من ذلك توجه الى الله عز وجل بالسؤال ان ييسر له ونظير ذلك في زماننا عندما تكون سيارة الانسان مثلا يصيبها شيء من العطل او شيء من الخلل او الظعف في السير او نحو ذلك فيلجأ الى الله يسأل الله عز وجل حتى مشي سيارته حتى مشي سيارته يسأل الله تبارك وتعالى ولا يتنافى الدعاء مع فعل الاسباب وهذا اصل نبه عليه اهل العلم كثيرا بل ان من تمام الدعاء ان تفعل السبب فمثلا لو ان على ضوء هذا المثال لو ان سيارة احدنا مثلا اصيبت بشيء من العطل فان الذي عليه في هذا المقام ان يسأل الله عز وجل تيسير اصلاحها وان يبذل السبب في اصلاحها لا يترك هذا ولا يترك ذاك بل يأتي بالدعاء ويأتي ايضا في الوقت نفسه بالاسباب التي تصلح بها امور الانسان سواء منها الدينية او الدنيوية قال حتى ان يفسح الله في مشي دابتي ثم ذكر رحمه الله تعالى الثمرة العظيمة التي يحصلها وينالها دائما من الدعاء قال حتى ارى من ذلك ما يسرني حتى ارى من ذلك ما يسرني يقول اه من من ثمار هذا الدعاء وانني دائما ادعو الله سبحانه وتعالى واسأله من آآ صلاح اموري الدينية والدنيوية يقول حتى انني ارى من ذلك ما يسرني اي من العواقب الطيبة والاثار الحميدة والنتائج المباركة التي اظفر بها على اثر دعاء وتوجهي الى الله سبحانه وتعالى ووالده عمر ابن الخطاب الخليفة الراشد يقول انني لا احمل اهم الاجابة ولكن احمل هم الدعاء لان الله عز وجل ضمن لعباده الاجابة. قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم فابن عمر هنا يقول حتى اني ارى من ذلك ما يسرني وهذا الاسناد فيه شيء من من الضعف لان فيه عنعنة ابن اسحاق وهو مدلس لكن معناه واضح معناه واضح تماما الدعاء مستجاب ممن صدق مع الله وحسن في اقباله على الله والمسلم مطلوب منه ان يسأل الله تبارك وتعالى كل شؤونه وحاجاته واموره حتى تسع نعله كما جاء ذلك في الحديث نعم قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا عمرو بن عبدالله ابو معاوية قال حدثنا مهاجر ابو الحسن عن عمرو ابن ميمون الاودي عن عمر رضي الله عنه انه كان فيما يدعو اللهم توفني مع الابرار ولا تخلفني في الاشرار والحقني بالاخيار ثم اورد رحمه الله تعالى هذه الدعوة المباركة التي كان يدعو بها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان فيما يدعو اللهم توفني مع الابرار اللهم توفني مع الابرار وهذا فيه سؤال الله تبارك وتعالى صلاح الحال والاستقامة على طاعة الله عز وجل والسير في الحياة سير الابرار الى ان تكون الوفاة مع الابرار على هديهم وعلى طريقهم وهذا انما يحصل للعبد بالاستقامة على طاعة الله والمضي في طريق الابرار الى ان يتوفاه الله تبارك وتعالى وهو على هذه الحال فقوله رضي الله عنه توفني مع الابرار ليس فيه سؤالا للموت او تعجيلا بالموت وليس فيه مخالفة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يتمنين احدكم الموت فهو يسأل الله جل وعلا ان تكون وفاته على هذه الحال كقوله توفني مسلما والحقني بالصالحين فهو يسأل الله عز وجل ان تكون ان تكون وفاته وفاة الابرار وان يكون في في حياته ومآله على مآل الابرار وحالهم قال توفني مع الابرار اي سالكا طريقهم ناهجا منهاجهم منهاجهم ماضيا على اثرهم والابرار جمع بر والبر من اعتنى بخصال البر والبر يشمل الدين كله عقائده وفروعه كما في اية البر في سورة البقرة ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى الى اخر الاية فذكر البر تبين انه شاملا لعقائد الدين ولاعمال الدين فالابرار هم الذين اتوا بالدين عقائده واعماله اتوا بالدين عقيدة وعبادة قال مع الابرار ولا تخلفني في الاشرار ولا تخلفني في الاشرار لا تخلفني فيهم اي لا تبقني معهم ولا تجعلني في سبيلهم واعذني من من شرهم قال ولا تخلفني في الاشرار والاشرار جمع شرير وهو من اجتمع فيه الشر فكان من اهله ومضى في اعمال اهله قال ولا تخلفني في الاشرار والحقني بالاخيار اي بالصالحين من عبادك والاخيار هم اهل الرفيق الاعلى والدرجات العلى فهو يسأل الله عز وجل بهذا المطلب ان يكتبه في الدرجات العالية والمنازل الرفيعة التي هي منازل الاخيار من عباد الله تبارك وتعالى فهذه دعوة عظيمة يدعو بها او كان يدعو بها عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اللهم توفني مع الابرار ولا تخلفني في الاشرار والحقني بالاخيار ومن فوائد هذه الدعوة العظيمة اهمية الجليس الصالح اهمية الجليس الصالح وخطورة جليس السوء على الانسان وان العبد ينبغي عليه في حياته ان يحرص على مجالسة الاخيار ومجانبة الاشرار وعلى ضوء القاعدة المتقدمة التي مضى ذكرها عن اهل العلم وهي ان من دعا الله سبحانه وتعالى بدعوة ينبغي عليه ان يتبع الدعاء بفعل الاسباب فلا يقتصر على الدعاء ولا يهمل ايظا الدعاء فمن مقتضيات هذه الدعوة اللهم توفني مع الابرار ولا تخلفني في الاشرار والحقني بالاخيار ان يأخذ العبد بالاسباب فيجانب الاشرار ويجانب مجالستهم ويحرص على الاخيار ويحرص على مجالستهم فيكون بذلك جامعا بين الدعاء وفعل السبب وقد صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل اي ان الواجب على المسلم ان يتفقه في الجلساء والاصحاب فلا يجالس كل احد بل يجالس من الاخوان والرفقاء من في مجالستهم خير له ويحذر من مجالسة من مجالسة الاشرار ومن لا خير في مجالستهم نعم قال حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش قال حدثنا شقيق قال كان عبد الله رضي الله عنه يكثر ان يدعو بهؤلاء الدعوات ربنا اصلح بيننا واهدنا سبل الاسلام ونجنا من الظلمات الى النور واصرف عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقلوبنا وازواجنا وذرياتنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قائلين بها واتممها علينا ثم اورد رحمه الله هذا الدعاء العظيم عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه كان يكثر ان يدعو بهؤلاء الدعوات كان يكثر ان يدعو بهؤلاء الدعوات وهذا فيه ان هذه اه الدعوات دعوات جامعة وكان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه يكثر منها ويعتني بالدعاء بها وهي دعوات جامعة لخيري الدنيا والاخرة كان يقول ربنا اصلح بيننا رواه ابو داوود في سننه ولفظه اللهم الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا اللهم الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا وهذه دعوة مباركة له ولعموم المسلمين وهي من الدعوات التي ينبغي ان يعتني بها المسلمون ولا سيما عندما تكثر الفتن ويكثر الخلاف والشقاق والتناثر والتهاجر والتباغظ والتعادي والحسد وغير ذلك واذا فشت مثل هذه الامور فان من الجميل ان يدعى بهذه الدعوات المباركة العظيمة التي كان يكثر من الدعاء بها عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه وارضاه قال اللهم الف بين قلوبنا اي اجعل قلوبنا متآلفة ليست متناثرة ولا متباغظة ولا متعادية وانما تجمعها الفة الاسلام ومحبة الدين والتآخي في الله تبارك وتعالى اللهم الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا اي اصلح احوالنا وما وجد فينا من شقاق او خلاف او تنافر او تباغظ او غير ذلك اصلح ذات بيننا اي اصلح ما يكون بيننا وما يكون في احوالنا من خلاف او عداء او نحو ذلك اصلح لنا ذلك وازل ما بيننا من خلاف او عداوة او شحناء او بغضاء قال واهدنا سبل الاسلام ولفظه عند ابي داود واهدنا سبل السلام والمؤدى واحد اهدنا سبل الاسلام اي اعمال هذا الدين العظيمة وطاعاته الجليلة وقربه المتنوعة التي توصل الى الله تبارك وتعالى واهدنا سبل السلام اي الجنة التي هي دار السلام او السلام اي من السرور والافات وسخط الله تبارك وتعالى وعقابه بالتوفيق للزوم لدين الله تبارك وتعالى القويم قال واهدنا سبل الاسلام ونجنا من الظلمات الى النور. اي اخرجنا منها وابعدنا عن طريق الظلمات وعن اهل الظلمات الى النور اي الى الدين الذي هو ضياء ونور لاهله قال الله عز وجل الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات قال الله عز وجل قد انزل الله اليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم ايات الله مبينات ليخرجكم من الظلمات الى النور وقال الله سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور والايات في هذا المعنى كثيرة قال ونجنا من الظلمات الى النور من الظلمات ظلمات الشرك ظلمات الكفر ظلمات النفاق ظلمات البدع ظلمات المعاصي ظلمات الاهواء نجنا من ذلك كله الى النور اي نور التوحيد ونور لا اله الا الله ونور الطاعة ونور الصلاة الصلاة نور من حافظ عليها كانت له نورا نور الصدقة نور الصيام نور الحج نور المشي في طاعة الله عز وجل نور القلب بضياء الايمان كله يتناوله قولك في هذه الدعوة ونجنا من الظلمات الى النور قال واصرف عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والفواحش هي الاثام التي فحشت وكبرت وساءت وغلظت من القول منها والفعل الظاهر منها والباطن اي المعلن منها والخفي اعذنا من ذلك كله واصرفنا عنه ويتناول هذا فاحشة الزنا وغيرها من الفواحش قال تعالى ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا فقوله واصرف عنا الفواحش يتناول هذه الفاحشة ويتناول غيرها من الفواحش والاثام قال وبارك لنا في اسماعنا وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا الى اخره البركة وتأتي في الدعاء بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام وفي الدعوات المأثورة تأتي كثيرا البركة تتناول امرين يشملهما معناها الاول تبات وبقاء النعمة الموجودة والثاني زيادتها ونماؤها فانت اذا سألت الله عز وجل البركة في شيء ما فانت تكون بذلك طلبت امرين تبات هذا الشيء الذي طلبت من الله عز وجل ان يبارك فيه ثباته وبقاءه وايضا طلبت امرا اخر زيادته ونماءة فالبركة تتناول هذين الامرين معا قولك وبارك لنا في اسماعنا السمع معروف فانت تسأل الله عز وجل ان يبارك لك في سمعك وهذا يتناول امورا عديدة يتناول بقاء السمع وان تكون ممتعا به الى ان يتوفاك الله عز وجل وسمعك على الصحة والعافية والسلامة وايضا يتناول هذا الدعاء ان يبارك لك في سمعك بان لا تسمع فيه الا ما يرضي الله بان لا تسمع فيه الا ما يرضي الله لان سماع الانسان بسمعه ما يسخط الله هذا ليس من البركة هذا ليس من البركة بل هذا والعياذ بالله من الشر ان يستعمل السمع في غير ما خلق له وقد قال الله عز وجل ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولة ان يسألك الله عنه يوم القيامة ولهذا من من البركة في السمع ان يكون صاحبه شاغلا له بسماع ما يرضي الله يسمع به القرآن يسمع به الدروس العلمية يسمع به الكلمات والمواعظ النافعة يسمع به الامور الخيرة والكلمات الطيبة ويبتعد عن سماع الحرام سواء الحرام من الاغاني ونحوها او من البدع والضلالات والاهواء وفي هذا اظرب مثالين الاول عن ابن عمر مر رضي الله عنه في طريقه على اعرابي يرعى الاغنام ومعه زمارة فوظع اصبعيه في اذنيه وعدل عن الطريق وعدل عن الطريق لا يريد ان تسمع اذنه آآ اللهو الذي حرمه الله لا يريد ان تسمع اذنه اللهو الذي حرمه الله وفيما يتعلق بالبدع طاووس ابن كيسان دخل عليه احد المبتدعة واراد ان يتكلم وكان عنده ابن عنده ابنه ابراهيم فلما اراد ان ان يتكلم صاحب البدعة ادخل طاووس اصبعيه في اذنيه والتفت على ابنه ابراهيم وقال يا ابراهيم ادخل اصبعيك في اذنيك فلما بدأ يتكلم الرجل التفت طاووس على ابنه وقال يا ابراهيم اشدد يعني ادخل اصابعك جيدا حتى لا تسمع ولا كلمة الشاهد من البركة لك في سمعك الا يدخل معه الله و ولا تدخل معه الاهواء ابعد سمعك عن سماع الاهواء وابعد سمعك عن سماع اللهو وفي هذا ولك في هذا فائدتان عظيمتان مهمتان للغاية فرط فيهما كثير من الناس الاولى عندما تعف سمعك من سماع الله و فان في ذلك حفظ للقلب من تحرك الفاحشة فيه والشهوة المحرمة لان السمع اذا دخلت من خلاله الات اللهو والاغاني ونحوها حركت في القلب الفاحشة ولهذا قال العلماء قديما الغنى بريد الزنا الغنى بريد الزنا لانه اذا دخل مع السمع تلك الامور التي تهيج الحرام تحرك القلب في البحث عنه ومرض القلب بمرظ الشهوات قال الله عز وجل فيطمع الذي في قلبه مرض اي مرض الشهوة فيطمع الذي في قلبه مرض اي مرض الشهوة مرض الشهوة لها اسباب ومن اعظم الاسباب سماع الحرام سماع الحرام الجانب الاخر عندما يتعفف الانسان من سماع الاهواء وكلام اهل الاهواء يسلم له قلبه من الشبهات الاول يسلم من الشهوات وهذا يسلم من الشبهات والشبهات خطيرة جدا على القلب لان الشبهة اذا دخلت في القلب قد لا تخرج ولهذا يؤثر ان رجلا اتى عند عبد الله ابن المبارك واراد ان رجلا من اهل الاهواء واراد ان يتكلم عنده بشيء حتى انه قال اريد ان اقرأ عليك اية من كتاب الله قال اخرجوه عني. لا اسمع منه شيئا فقيل له يا ابا عبد الرحمن انما اراد ان يقرأ عليك اية من كتاب الله فانظروا ماذا قال هذا الامام رحمه الله تعالى قال خشيت ان يطرح في قلبي شبهة تجلجل في قلبي حتى اموت خشيت ان يطرح في قلبي شبهة تجلجل يعني تتردد في صدري الى ان اموت لا تخرج ولهذا يجب على الانسان ان يعف سمعه من سماع الاهواء ومن سماع اللهو حتى يسلم قلبه من مرض الشبهات ومن مرض الشهوات بارك لنا في اسماءنا بان تبقى ممتعة الى ان نموت وان تكون محفوظة من الحرام سالمة من سماع الاثام لا يسمع بها صاحبها الا ما فيه الخير له في دينه ودنياه. فهذه بركة السمع قال وابصارنا وابصارنا اي بارك لنا في ابصارنا والبركة في البصر بان يبقى العبد ممتعا به يبقى ممتعا به الى ان يموت وهو يبصر ممتعا بهذه الحاسة العظيمة وايضا يشمل او تشمل بركة البصر ان يتعفف الانسان من النظر الى الحرام فلا ينظر ببصره الى الحرام بل ينظر فيه الى القرآن كلام الله وينظر الى كلام اهل العلم واحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا خير ما نظرت اليه الابصار القرآن والسنة وينظر ايضا الى ايات الله عز وجل من سماء وجبال واشجار وغيرها متفكرا معتبرا ينظر الى طريقه ليمشي الى المسجد ليمشي الى السوق ليمشي الى طلب رزقه وحاجاته وحاجات اولاده ليهتدي الى الطريق هذا كله من بركة البصر عندما يكون مستعملا في هذه الاشياء اما والعياذ بالله من يجعل هذه النعمة في النظر الى الحرام ولا سيما ما وجد في زماننا هذا وابتلي به كثير من الناس يجلسون الساعات الطوال امام القنوات الفضائية وامام الشبكة العنكبوتية ينظرون الى حثالات العالم واوساخ الناس وقاذورات العالم ينظرون اليها بابصارهم وكأنهم لا يتذكرون ان هذا البصر نعمة الله عليهم نسأل الله ان يهدي الجميع وان يبارك في ابصار الجميع واسماعهم وكأنهم لا كأنهم لا يذكرون نعمة الله عليهم بهذا البصر فينظر غير مستح من الله تبارك وتعالى الى ما حرم الله عز وجل عليه النظر اليه فيجلس ساعات طوال ينظر الى المحرمات والاثام والاوساخ والقاذورات ونتن العالم وخسائس الناس ويهدر بصره ويهدر حياته مما يترتب عليه ظلمة قلبه والعياذ بالله وقد قال الله عز وجل قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم. ان الله خبير بما يصنعون ان الله خبير بما يصنعون ولهذا من بركة بصر الانسان ان يجاهد نفسه على حفظه قد ينفلت منك البصر بنظرة عابرة لكنك مع المقاومة والمجاهدة والاستعانة بالله تبارك وتعالى يتحقق لك باذن الله عز وجل بركة البصر وحفظه واياك ثم اياك ثم اياك مما سماه بعضهم في زماننا الخلوة العصرية وهي الخلوة التي تكون من كثير من الشباب والشابات مع القنوات الفضائية او مع الشبكات العنكبوتية عندما يجلس الشاب او الشابة وحده في الغرفة ثم يلتفت ويرى الباب مغلقا ويقول لا احد يراني من الناس ثم يبدأ ينظر ويشاهد فيما تلك فيما فيما في تلك القنوات من الخسائس والقاذورات وينسى ان رب العالمين مطلع عليه اذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب قل ان الله عز وجل رقيب علي مطلع علي يراني لا تخفى عليه مني خافية يراني ماذا اعمل بسمعي وماذا اعمل ببصري فيتقي الله جل وعلا ويجاهد نفسه في حفظ في حفظ سمعه وبصره وفي تقوى ربه تبارك وتعالى ليكون السمع مباركا وليكون البصر مباركا وليكون العبد متقيا لله تبارك وتعالى في سمعه وبصره وليعلم ان هذا السمع وهذا البصر سيسأله الله تبارك وتعالى يوم القيامة عن كل ما نظر به اليه وعن كل ما استمع بسمعه اليه كل ذلك يسأله عنه ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا تسأل عن سمعك وتسأل عن بصرك كل ذلك كل ذلك يسألك الله عنه قال وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا فبركة البصر تكون بذلك بان يجاهد المسلم نفسه متقيا ربه تبارك وتعالى محافظا على بصره ولا سيما ان هذا الزمان الذي نعيشه زمن فتن كثيرة ولا سيما في كثير من البلاد التي يبتلى فيها اهل الخير واهل الدين واهل الفضل بكثرة الفتن حتى ان بعضهم ليقول متألما ولا ويذكر حاله متألما يقول اين اذهب ببصري اين اذهب بصري؟ اذا خرجت من بيتي ليس امامي الا افخاذ عارية وصدور بادية وشعور مكشوفة وفتن تعصف وانا شاب الله اللهم يا ذا الجلال والاكرام سلمنا اجمعين من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم واحفظ علينا اسماعنا وابصارنا اللهم بارك لنا في اسماعنا وابصارنا واصرف عنا الفتن يا ذا الجلال والاكرام اللهم لا تخزنا يوم يبعثون اللهم لا تخزنا يوم يبعثون. اللهم لا تخزنا يوم يبعثون اللهم واصلح شباب المسلمين ونساءهم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اصلحهم يا ذا الجلال والاكرام وردهم اليك ردا جميلا اللهم يا حي يا قيوم نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم انا نعوذ بك من شر اسماعنا وشر ابصارنا وشر قلوبنا وشر منينا كما ثبت بذلك الدعاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم قال وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقلوبنا وهنا سؤال الله تبارك وتعالى بركة القلب وبركة القلب هي اعظم ما يطلب واجل مقصد ينشد ان يسأل المسلم ربه تبارك وتعالى بركة قلبه وبركة القلب تكون بنقاء القلب وسلامه بنقاء القلب وسلامته وبعده عن الشرك اصوله وفروعه وبعده عن النفاق والغل والغش والحقد والضغائن وغير ذلك من امراض القلوب وان يكون القلب عامرا بالحياء الحياء من الله عامرا بالخوف الخوف من الله عامرا بالرجاء رجاء الله تبارك وتعالى عامر بالتوكل على الله الثقة بالله الصدق مع الله حسن الالتجاء مع الله كل ذلك من بركة القلب كل ذلك من بركة القلب قال وقلوبنا اي اجعل قلوبنا قلوبا مباركة بان تكون قلوبا مخلصة قلوبا نقية قلوبا صادقة قلوبا متوكلة على الله تبارك وتعالى قلوب الراجية ما عند الله عز وجل خائفة من عقابه سبحانه وتعالى. كل ذلك من بركة القلب والقلب اذا كان مباركا صالحا نقيا طيبا فالجوارح كلها تبع له ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فهذه دعوة مباركة بها سؤال الله عز وجل بركة القلب بان يكون محفوظا بالاستقامة على الدين بعيدا عن الفتن والشرور والفساد قال وقلوبنا قال وازواجنا اي وبارك لنا في ازواجنا وبركة الزوجة بان تكون مطيعة لله تبارك وتعالى وان تكون محافظة على اوامر الله عز وجل منتهية عن نهيه ان تكون بعيدة عن التبرج والسفور فهذا من بركة المرأة وبركة الزوجة الا تكون متبرجة ولا تكون سافرة ولا تكون مهمتها في المجتمع فتن الناس تحريك الشهوات في قلوب الشباب وغيرهم من بركة الزوجة ان تكون حافظة لفراش زوجها وان تكون حافظة لمال زوجها وان تكون حافظة لبيت زوجها كل ذلك من بركة الزوجة ومن بركة الزوجة ان تكون ودودا ولودا مواتية مواسية وان تكون ايضا مع زوجها اذا نظر اليها سرته واذا غاب حفظته في نفسها وماله وبيته فهذا كله من بركة الزوجة. ولهذا مما ينبغي ان يجتهد المرء فيه بالدعاء ان يسأل الله عز وجل بركة زوجه قال وبارك لنا في ازواجنا وبارك لنا في ازواجنا بان يكون اهل الانسان مباركين محفوظين بحفظ الله تبارك وتعالى بعيدين عن عن الانحلال والانحراف قائمين بطاعة الله عز وجل ممتثلين لامره عز وجل قال وبارك لنا في ازواجنا وكما قدمت سؤال الله عز وجل البركة في الزوجة يتطلب من الزوج ان يحقق القوامة. الرجال قوامون على النساء ان يحقق القوامة بحفظ زوجته ومنعها من الاثام وابعادها عن الحرام ومنعها من التبرج والسفور والخروج متعطرة متطيبة فاذا قال وبارك لنا في ازواجنا اجتهد في الوقت نفسه على تحقيق القوامة بمنع زوجته وتوجيهها وارشادها ودلالتها على الخير قال وبارك لنا في ازواجنا وذرياتنا وذرياتنا وهذا فيه صلاح الاولاد ودعاء الله عز وجل البركة في الاولاد وان يكون اولاد الانسان قرة عين له قال عز وجل واجعل لنا قال عز وجل وهب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما والزوجة والولد لا يكونون مباركين الا اذا كانوا على الطاعة والاستقامة وعلى المحافظة على طاعة الله عز وجل والبعد عن الضياع والفساد والانحراف قال وذرياتنا اي احفظ لنا ذرياتنا واجعلهم صالحين بعيدين عن الفتن بعيدين عن اهل الشر والفساد قال وذرياتنا وتب علينا وكم هو جميل ختم هذا الدعاء بهذه الدعوة لانك عندما تتأمل وانت تدعو بهذه الدعوات بارك لنا في اسماعنا بارك لنا في ابصارنا في قلوبنا ذرياتنا ازواجنا اصلح ذات بيننا الى اخره اذا تأملت في هذه دعوات ودققت النظر في حالك معها تجد ان عندك ماذا ماذا يا اخوان تجد عندك تقصيرا تجد عندك تقصيرا قصرت في سابق زمانك في سمعك في بصرك هي اه اهل بيتك في تربية اولادك في الامور التي يتحقق بها صلاح صلاح ذات البين في مجتمعك ربما وقع منك مخالفات اخطأ فكم هو جميل ان تختم هذه الدعوة بقوله وتب علينا لاننا ولا بد قد حصل منا تقصير في السمع بالبصر في القلب في كل المجالات حصل منا تقصير وقد قال عليه الصلاة والسلام كل بني ادم خطاء فاذا سألت الله البركة لا لا لا يأتيك الشيطان هنا او نفسك الامارة بالسوء وتقول انت تدعو بهذا الدعاء وانت الذي فعلت بسمعك كذا وانت الذي ابصرت باذنك ابصرت بعينك كذا وانت الذي كذا وانت الذي كذا فكأنه يقول لك انت لست من اهل البركة فيحاول ان يصرفك عن مثل هذا الدعاء المبارك والحق ان هذه الدعوة لكل مسلم ولكل مقصر ادع الله عز وجل سل الله عز وجل ولا تتعاظم امرا تسأله رب العالمين سل الله عز وجل ولا تتعاظم امر لا من امور الدنيا ولا من امور الدين فان السائل فان المسؤول كريم سبحانه وتعالى وجواد ولا يتعاظمه امر ان يسأله ولا حاجة سبحانه وتعالى لا يتعاظمه امر ولهذا اسأل وانت واثق بالله عظيم الرجاء به تبارك وتعالى. واذا تذكرت اثامك واخطاءك وتقصيرك في سمعك في بصرك الى اخره فتذكر في هذا المقام ان الله عز وجل تواب وان التوبة تجب ما قبلها وتهدم ما قبلها والله لو كانت الذنوب امثال الجبال ولو كان ما وقع منك في سمعك امثال الجبال وفي بصرك امثال الجبال تب الى الله جل وعلا يتوب عليك مهما كان الذنب ومهما عظم الجرم والله جل وعلا يقول قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم لا يتعاظمه ذنب ان يغفره ولا حاجة يسألها يسألها تبارك وتعالى ان يعطيها وهو القائل جل وعلا في الحديث القدسي يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة ولهذا اخطاء الانسان الكثيرة التي مضت في سالف ايامه وماضي حياته في سمعه في بصره في قلبه في يده في جوارح في في جميع اعضاء بدنه كلها تذهب باذن الله تبارك وتعالى بالتوبة النصوح قال جل وعلا والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك القى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ولهذا ختم هذا الدعاء المبارك بقوله وتب علينا من جميل ما يكون في ختم الدعاء ثم توج ذلك كله بالتوسل الى الله عز وجل بهذين الاسمين العظيمين. قال انك انت التواب الرحيم انك انت التواب الرحيم التواب عرفنا معناه وان توبة الله عز وجل على عبده توبتان توبة قبل توبة العبد بتوفيق العبد للتوبة وتوبة بعد توبة العبد بقبول توبته منه قال انك انت التواب الرحيم اي الذي وسعت رحمتك كل شيء وخصصت المؤمنين بانك بهم رحيما وهذا امر اختص الله تبارك وتعالى به عباده المؤمنين فاثمر لهم تثبيتهم على الايمان واثمر لهم ايضا فوزهم يوم القيامة برضى الله ودخول الجنان قال واجعلنا شاكرين لنعمتك واجعلنا شاكرين لنعمتك اي اجعلنا من اهل شكر النعمة وقوله هنا نعمتك النعمة هنا مفرد مضاف فيعم كل نعمة فقولك واجعلنا شاكرين لنعمتك اي اجعلنا شاكرين لنعمك علينا كلها القديمة منها والحديث نعمة الاسلام ونعمة القرآن ونعمة السنة ونعمة المعافاة ونعمة المال ونعمة الولد ونعمة الصحة الى غير ذلك من النعم كل ذلك يشمله قولك واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قائلين بها مثنين بها عليك بان نحمدك عليها ونثني عليك بانك انعمت وتفضلت واوسعت العطاء واجزلت المن مثنين عليك اي حامدين شاكرين مقرين معترفين بالفضل والانعام والعطاء قال اه شاكرين لنعمتك مثنين بها اي عليك يا الله والله عز وجل يحب من عباده ان يثنوا عليه وان يحمدوه تبارك وتعالى وفي الحديث ان الله ليرضى عن عبده ان يأكل الاكلة فيحمده عليها وان يشرب الشربة فيحمده عليها قائلين بها اي متحدثين بهذه النعمة. قال عز وجل واما بنعمة ربك فحدث فيتحدث الانسان بنعمة الله عليه وتمتيعه له جل وعلا ومنه عليه بالاسلام منه عليه بالمال منه عليه بالصحة قال قائلين بها واتمها علينا واتمها علينا اي اتم النعمة علينا اتمها علينا اي بحفظها وبقائها ودوامها وسلامتها من الافات وايضا حفظ الاسلام وهو اعظم النعم بالثبات عليه والاستقامة عليه والممات عليه والفوز بعالي الدرجات ورفيعها وتمام النعمة وكمال المنة بدخول الجنة يوم القيامة. وهذا يتناوله قولك هنا واتمها علينا اتمها علينا بحفظها لنا في الدنيا ابقائها لنا سالمة محفوظة مباركة طيبة واحفظ لنا ديننا والدين هو اعظم النعم واتمها واتمها علينا بان يتوج هذا التمام بدخول الجنة يوم القيامة دار السلام كل ذلك يتناوله قوله واتمها علينا فهذه دعوة عظيمة مباركة جليلة القدر كان يدعو بها هذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود فكم هو جميل بنا انا نحافظ على هذه الدعوة وان نعتني بها وان نكثر منها اعيدها مرة وثانية وثالثة يقول رضي الله عنه اللهم الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات الى النور لفظ ابي داوود واخرجنا من الظلمات الى النور و واصرف عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقلوبنا وازواجنا وذرياتنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها خائنين بها واتمها علينا قال اللهم الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور واصرف عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقلوبنا وازواجنا وذرياتنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قائلين بها واتمها علينا قال اللهم الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور واصرف عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقلوبنا وازواجنا ازواجنا وذرياتنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قائلين بها واتمها علينا ويمكن ايضا من باب التعاون على البر والتقوى يمكن لبعض طلبة العلم ان يكتبوا هذا الدعاء في ورقة ويهديها لمن شاء ممن حوله من الزوار والمعتمرين كتب الله عز وجل الاجر والتوفيق للجميع نعم قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا سليمان ابن المغيرة عن ثابت قال كان انس رضي الله عنه اذا دعا لاخيه يقول جعل الله عليه صلاة قوم ابرار ليسوا بظلمة ولا فجار يقومون الليل ويصومون النهار ثم اورد رحمه الله تعالى هذه الدعوة عن انس ابن مالك ولعلنا لاحظنا ان هذا الباب اشتمل على دعوات متنوعة عن الصحابة بدأ بدعاء ابن عمر ثم ابيه عمر ثم عبد الله ابن مسعود ثم هذا الدعاء عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال كان انس اذا دعا لاخيه يقول اذا دعا لاخيه اي لاي من اخوانه اي لاي احد من اخوانه اذا دعا له يقول جعل الله عليه صلاة قوم ابرار جعل الله عليه صلاة قوم ابرار صلاة قوم ابرار اي دعاءهم لان الصلاة معناها الدعاء ومنه قول النبي عليه الصلاة والسلام هي اه في الدعاء لصاحب الطعام وصلت عليكم الملائكة صلاة الملائكة اي الدعاء. صلت عليكم اي دعت لكم الملائكة قال جعل الله عليه صلاة قوم ابرار اي جعلك من الذين يدعو لهم الابرار يدعو لهم الابرار وتحظى بدعوات الابرار وهذا فيه ان دعوات الابرار للناس مباركة قد قال عليه الصلاة والسلام انما تنصرون بضعفائكم فدعاء الابرار لانفسهم ولعموم المسلمين فيه خير عظيم ولهذا ينبغي على من وفقه الله للخير وللصلاح الا يبخل على اخوانه بالدعاء في سجوده وفي صلاته وفي احاينا المختلفة يدعو لاخوانه المسلمين احوج ما يحتاجه المسلمون في هذا الزمان الدعاء احوج ما يحتاج اليه المسلمون في هذا الزمان الدعاء. المسلمون فيهم المريض فيحتاج الدعاء بالعافية فيهم المبتلى بالاثام والمعاصي والضلال فيحتاج الدعاء بالهداية فيهم المبتلى بتسلط الاعداء عليه فيحتاج بالدعاء له ان ينصره الله تبارك وتعالى على عدوه وان يكبت عدوه فالشاهد ان احوج ما يحتاجه المسلمون بعضهم لبعض الدعاء واذا كان الابرار اهل نصح وعناية بالدعاء لعموم المسلمين. افراد وجماعات فان هذا يترتب عليه خيرا عظيما قال صلى الله جعل الله عليه صلاة قوم ابرار والابرار عرفنا معناه في دعاء عمر قال ليسوا بظلمة ولا فجار ليسوا بظلمة ولا فجار اي جعل الله عليه صلاة قوم ابرار بعيدين عن الظلم وبعيدين عن الفجور وهذا تأكيد لتمام برهم وصلاح حالهم وبعدهم عن الظلم والفجور والظلم هو العدوان على الناس في اموالهم واعراضهم وانفسهم والفجور هو الخروج عن عن طاعة الله عز وجل والايغال في الاثام وانواع المعاصي جران قال ليسوا بظلمة ولا فجار ثم وصفهم بصفتين عظيمتين من صفات الابرار قال يقومون الليل ويصومون النهار يقومون الليل اي اي من اهل قيام الليل وهذه من صفات الابرار عنايتهم بقيام الليل ومحافظتهم عليه قال ويصومون النهار يقومون الليل ويصومون النهار. ومعنى يقومون الليل ان يقومونه على ضوء ما جاء في السنة. ليس المراد قيام الليل كله لان النبي عليه الصلاة والسلام قال اقوم وانام من رغب عن سنتي فليس مني فالمراد يقومون الليل اي لهم حظ من قيام الليل لهم حظ ونصيب من قيام الليل ويصومون النهار اي لهم حظ من صيام النهار على اختلاف في رتبهم في ذلك منهم من يحافظ على الاثنين والخميس ومنهم من يحافظ على البيظ وهكذا على ظوء ما جاء في سنة النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وهذه الدعوة صحت موقوفة ومرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم. نعم قال حدثنا ابن نمير قال حدثنا ابو اليمان قال حدثنا اسماعيل ابن ابي خالد قال سمعت عمرو بن حريث يقول ذهبت بي امي الى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح على رأسي ودعا لي بالرزق ثم ذكر واورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عمر ابن حريث رضي الله عنه يقول ذهبت بي امي الى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح على رأس ودعا لي بالرزق مسح على رأس المسح على الرأس فيه ملاطفة الصغير ومؤانسته وادخال السرور عليه ويأتي آآ في احاديث عديدة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع الصبيان والصغار يمسح على رؤوسهم لطفا بهم واحسانا اليهم واذا صحب مسح الرأس الدعاء فهذا ايضا خير على خير فالمسح مؤانسة والدعاء فيه خير وبركة قال ودعا لي بالرزق ودعا لي بالرزق اي سأل الله تبارك وتعالى ان يرزقني والرزق اذا اطلق الرزق اذا اطلق يتناول الرزقين رزق الدين ورزق الدنيا يتناول الرزقين رزق الدين والدنيا. قال ودعاني بالرزق اي ان يرزقني الله عز وجل الصلاح والاستقامة. والمحافظة على طاعة الله ها وان يرزقني ايضا المال الطيب والمال الحسن في هذه الحياة الدنيا فقوله ودعى لي بالرزق هذا يتناول آآ يتناول آآ الرزق الذي هو الدين وايضا الرزق الذي هو آآ الدنيا والحال الطيبة ولهذا ذكروا في ترجمة عمرو بن حريث كما في سير اعلام النبلاء انه كان من اغنى اهل الكوفة انه كان من اغنى اهل الكوفة لانه عاش في الكوفة ومات النبي صلى الله عليه وسلم وعمره اثنى عشرة سنة وذهب فيما بعد للكوفة وعاش بها وكان من اغنى اهل الكوفة وهذا من استجابة الله تبارك وتعالى اي نبيه حيث دعا له بالرزق حيث دعا له بالرزق وهذا يستفاد منه ان مما يدعو به المسلم لاخوانه ان يرزقهم ان يرزقهم يرزقهم العفاف يرزقهم الغنى يرزقهم الهداية يرزقهم المال الحسن الطيب يرزق شبابهم العفاف والزواج يرزق نساءهم البعد عن الفتن الى غير ذلك فيدعو لاخوانه بالرزق والرزق كما قدمت يتناول الرزق الذي هو الدين والرزق الذي هو ايظا صلاح الدنيا وبقي عند المصنف رحمه الله تعالى في هذه الترجمة دعوات اخرى اولها اه دعاء دعاء النبي عليه الصلاة والسلام ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وهي دعوة عظيمة جدا بل جاء في الحديث عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان هذه الدعوة كانت اكثر دعاء النبي عليه الصلاة والسلام والحديث عن هذه الدعوة العظيمة المباركة حديث قد يطول شيئا ما فنؤجله الى لقاء الغد باذن الله تبارك وتعالى سائلين الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يوفقنا اجمعين وان يهدينا صراطه المستقيم ونسأله تبارك وتعالى ان يؤلف بين قلوبنا وان يصلح ذات بيننا وان يهدينا سبل السلام وان يخرجنا من الظلمات الى النور وان يصرف عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وان يبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وقلوبنا وازواجنا وذرياتنا وان يجعلنا مباركين اينما كنا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وحسبنا ونعم الوكيل الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين يقول السائل كيف نجمع بين قوله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله الى اخرها وقول سبحانه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اية النساء وهي قول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به هي في حق من مات على ذلك من مات على الشرك لا يغفر الله تبارك وتعالى له اما اية الزمر وهي قوله تبارك وتعالى ان الله يغفر الذنوب جميعا فهي في حق من تاب ولهذا ليس هناك تعارض بين الايتين ولهذا قال الله عز وجل في اية الزمر قال لا تقنطوا من رحمة الله اي توبوا وهذا في حق الحي ليس الميت الميت ليس له مجال ان يتوب فاذا اية النساء وهي قوله لا يغفر ان يشرك به هذه في حق من مات على ذلك واية الزمر في حق التائبين فان التائبين يتوب الله عليهم مهما كانت ذنوبهم حتى الشرك ولهذا فان قوله ان الله يغفر الذنوب جميعا ويشمل حتى الشرك لان من تاب من الشرك تاب الله عليه ومر معنا دليل ذلك واظحا بقول الله سبحانه وتعالى باية الفرقان والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب اي من تاب من الشرك ومن تاب من الزنا ومن تاب من القتل ومن تاب من اي ذنب تاب الله عليه نعم يقول ما حكم من صلى صلاة التراويح عشر ركعات ولم يوتر مع الامام ترك الوتر الى اخر الليل على كل حال صلاة التراويح هي من رغائب اه من رغائب شهر الصيام وشهر الخير والبركة والذي ينبغي للمسلم ان يحرص على ان يصلي مع امامه حتى ينصرف لان النبي عليه الصلاة والسلام قال صلاة الليل مثنى مثنى فاذا خشيتم الصبح فاوتروا بواحدة فالاولى به ان يصلي مع امامه حتى ينصرف وقد جاء ايضا في حديث ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اذا قام العبد يصلي اوتي بذنوبه كلها فوضعت على عاتقه فاذا ركع وسجد تساقطت فاذا ركع وسجد تساقطت فهذه فرصة للركوع والسجود في امر مأثور وسنة مباركة وهديا قويم عن نبينا صلى الله عليه وسلم يدل عليه قوله صلاة الليل مثنى مثنى فاذا خشيتم الصبح فاوتروا بواحدة ومن صلى اربعا او صلى ستا او صلى ثمان او اقل او اكثر فهو على خير فهو على خير لكن الاولى بالانسان ان يصلي مع امامه حتى ينصرف ليفوز بما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة يقول كيف التوفيق بين القول بالنعمة والتحدث بها؟ وبين ترك المفاخرة واتقاء الحسد هذا باب وهذا باب اخر التحدث بالنعمة على وجه الثناء على الله وحمده والاعتراف بنعمته عليه وفضله سبحانه وتعالى مثنين بها اي على الله قائلين بها اي معترفين بانها نعمة الله علينا متحدثين بذلك على وجه الاقرار والاعتراف والثناء على الله فهذا باب اما التفاخر على الناس والتعالي عليهم والتحدث بالنعمة على وجه الفخر والكبر والخيلاء فهذا باب اخر. وهم من باب الاثام من باب الاثام ويكون اثما بمثل هذا الحديث لانه يقول ذلك متفاخرا وهذا يصحبه في الغالب امور تنافي تمام الايمان الواجب وتنافي ما ينبغي عليه الانسان من كمال توحيده الواجب فمثل هؤلاء عندما يأتي حديثهم على هذا الوجه ينسون فضل الله عليهم فتراه يقول ورثته كابرا عن كابر او هذا حزته بجدارة او حصلت عليه بعرق جبيني او يقول انا اهل له ومستحق او غير ذلك من العبارات التي تدخل تحت قوله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها اي بنسبة النعمة الى غيره تبارك وتعالى فالشاهد ان اه التحدث بالنعمة على وجه الثناء والحمد لله تبارك وتعالى باب والتحدث بها على وجه الفخر الفخر والتكبر والتعالي على عباد الله باب اخر والله اعلم جزاكم الله خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك