بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال المؤلف قال ابن كثير رحمه الله تعالى مسألة وجمهور العلماء على ان الاستعاذة مستحبة ليست ليست بمتحتمة يأثم تاركها وحكى الرازي عن عطاء بن ابي وجوبها في الصلاة وخارجها كلما اراد القراءة واحتج الرازي واحتج الرازي لعطاء بظاهر الاية فاستعذ وهو امر ظاهره الوجوب وبمواظبة وبمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها ولانها تذرع شر الشيطان وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب ولان الاستعاذة احوط. فاذا قال المستعيذ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم كفى ذلك من لطائف الاستعاذة ومن لطائف الاستعاذة انها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له وهو لتلاوة كلام الله وهي استعانة بالله واعتراف له بالقدرة وللعبد بالضعف بالضعف او بالضعف والعجز والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه وذبحه الا الله الذي خلقه ولا يقبل مصانعة ولا يدار بالاحسان بخلاف العدو من العدو من نوع الانسان كما دلت على ذلك ايات من القرآن في ثلاث من المثاني. وقال تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا. وقد نزلت الملائكة لمقاتلة العدو البشري فمن قتله العدو الظاهر شاريه كان شهيدا ومن قتله العدو الباطني كان طريدا ومن غلبه العدو الظاهري كان مأجورا ومن ومن قهره العدو الباطني كان مفتونا او موزورا. ولما كان الشيطان يرى الانسان من حيث لا يراه استعاذ منه بالذي يراه ولا يراه الشيطان فصل والاستعاذة هي الالتجاء الى الله تعالى والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر. والعياذة تكون لدفع الشر واللياظ يكون لطلب لطلب جلب الخير ومعنى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان يستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم ان يضرني في ديني او دنياي او يصدني عن فعل ما امرت به او او يحث على فعل ما نهيت عنه فان الشيطان لا يكفه عن الانسان الا الله. ولهذا امر تعالى بمصانعة شيطان الانس ومداراته باسداء الجميل اليه ليرده طبعه طبعه عما هو فيه من الاذى وامر بالاستعاذة به من من شيطان الجن لانه لا يقبل رشوة ولا لا يؤثر فيه جميل لانه شرير بالطبع ولا يكفه عنك الا الذي خلقه. وهذا المعنى في ثلاث ايات من القرآن لا اعلم لهن رابعة. قوله في خذي العفو وامري بالعرف بالعرف واعرض عن الجاهلين فهذا فيما يتعلق بمعاملة الاعداء من البشر ثم قال واما ينزغنك من الشيطان نزغ استعذ بالله انه السميع العليم. وقال تعالى في سورة في سورة قد افلح المؤمنون قال ادفع بالتي هي احسن السيئة نحن اعلم بما يصفون وقل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون وقال تعالى في سورة حميم السجدة ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم الشيطان في لغة العرب مشتق من شطنا اذا بعد. فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير. وقيل مشتق من شاطئ لانه مخلوق من نار ومنهم من يقول كلاهما صحيح بالمعنى ولكن الاول اصح. وقال سيماويه العرب تقول تشيطن فلان. اذا فعل الشياطين ولو كان منشاطا لقالوا تشيط فالشيطان مشتق من البعد على الصحيح ولهذا يسمون كل من تمرد من جني وانسي وحيوان شيطانا قال الله تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. وفي مسند الامام احمد عن ابي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر تعوذ بالله من شياطين الانس والجن فقلت او للانس شياطين؟ قال نعم. وفي صحيح مسلم عن ابي ذر ايضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الاسود. فقلت يا رسول الله ما بال الكلب الاسود من الاحمر والاصفر؟ فقال الكلب فقال الكلب الاسود الشيطان. وروى ابن جرير ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركب برذوانا فجعل يتبخر به فجعل بير ذوانا بكسر الباب احسن اي احسن الله اليك نعم احسن الله اليكم ركب برذونا فجعل يتبختر به فجعل يضربه فلا يزداد الا تبخترا فنزل عنه وقال ما حملتموني الا على شيطان. ما نزلت عنه حتى انكرت نفسي اسناده صحيح ومعنى الرجيم والرجيم فعيل بمعنى مفعول اي انه مرجوم مطرود عن الخير كله. كما قال تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما الشياطين وقال تعالى انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد. لا يستمعون الى الملأ الاعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب الا من خطب الخطبة فاتبعه شي مثاقب. وقال تعالى ولقد جعلنا في السماء برودا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين. الى غير ذلك من الايات وقيل رجيم بمعنى راجم لانه يرجم حسب الوسواس والربائث والاول اشهر واصح البسملة اول اية من سورة الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم افتتح بها الصحابة كتاب الله واتفق العلماء على انها بعض اية من سورة النمل ثم اختلفوا هل هي اية مستقلة في اول كل سورة؟ ومن اول كل سورة كتبت في اولها او انها بعض اية من كل سورة. وممن حكي عنه انها اية من كل سورة الا براءة. ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وابو هريرة وعلي ومن التابعين عطاء وطاووس وسعيد بن جبير ومكحول والزهري وبه يقول عبدالله بن المبارك والشافعي واحمد بن حنبل في رواية عنه اسحاق ابن راهوية وابو وابو عبيد القاسم بن سلام رحمهم الله وقال مالك وابو حنيفة واصحابهما ليست اية اية من الفاتحة ولا من غيرها من السور وقال داوود هي اية مستقلة في اول كل سورة لا منها وهذه رواية عن الامام احمد ابن حنبل فاما الجهر بها في الصلاة فمن رأى انها ليست من الفاتحة فلا يجهر بها. وكذا من قال انها اية من اولها. واما من قال بانها من اوائل السور فاختلفوا فذهب الشافعي رحمه الله الى انه يجهر بها مع الفاتحة والسورة. وهو مذهب طوائف من الصحابة والتابعين وائمة المسلمين سلفا وخلفا. فجهر بها من الصحابة ابو هريرة وابن عمر وابن عباس ومعاوية وحكاه ابن عبد البر والبيهقي عن عمر وعلي ونقله الخطيب عن الخلفاء الاربعة وهم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي هو غريب ومن التابعين عن سعيد بن جبير وعكرمة وابي قلابة والزهري وعلي بن الحسن وابنه وابنه محمد وسعيد بن المسيب وعطاء وطاووس ومجاهد وسالم ابن كعب القرظي وابي بكر ابن محمد ابن عمرو ابن حزم وابي وائل وابن سيرين ومحمد ابن المنكدر وعلي ابن عبد الله ابن عباس وابنه محمد ونافع مولى ابن ابن عمر وزيد ابن اسلم وعمر ابن عبد العزيز والازرق وابن قيس وحبيب ابن ابي ثابت وابي الشعذاء ومكحول وعبد الله ابن معقل ابن مقرن زاد البيهقي عبد الله بن صفوان ومحمد بن ومحمد بن الحنفية زاد بن عبدالبر وعمرو بن دينار حجة بذلك انها بعض الفاتحة فيجهر بها كسائر ابعادها. وايضا فقد روى النسائي في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم في والحاكم في مستدركه عن ابي هريرة انه صلى فجار بقراءته بالبسملة وقال بعد ان فرغ اني وقال بعد ان فرغ اني لاشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم وصححه الدارقطني والخطيب والبيهقي وغيرهم. وفي صحيح البخاري عن انس بن مالك انه سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت قراءته مد ثم قرأ ببسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم. وفي مسند الامام احمد وسنن ابي داود وصحيح ابن خزيمة ومستدرك الحاكم عن ام سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وقالت دار قطني اسناده صحيح وروى الامام ابو عبد الله الشافعي والحاكم في مستدركه عن انس ان معاوية صلى بالمدينة فترك البسملة فانكر عليه من حضر من حضر من المهاجرين ذلك فلما صلى المرة الثانية بسمل وفي هذه الاحاديث والاثار التي اوردناها كفاية قنعوا في الاحتجاج لهذا القول عما عداها. فاما المعارضات والروايات الغريبة وتطريقها وتعليلها وتضعيفها وتقريرها فله موضع اخر. وذهب اخرون الى انه لا يجهر بالبسملة في الصلاة وهذا هو الثابت عن الخلفاء الاربعة وعبد الله ابن مغفل وطوائف من سلف التابعين والخلف وهو مذهب ابي حنيفة والثوري واحمد بن حنبل وعند الامام مالك انه لا يقرأ البسملة بالكلية لا جهرا ولا سرا واحتجوا بما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكفير بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين. وبما في الصحيحين عن انس ابن مالك قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر عمر وعثمان فكانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين. ولمسلم ولا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في اول قراءة ولا في اخرها. ونحوه في عن عبد الله ابن مغفل رضي الله عنه فهذه مآخذ الائمة رحمهم الله في هذه المسألة وهي قريبة لانهم اجمعوا على صحة من جهر بالبسمة ومن اسر ولله الحمد والمنة تصلو في فضلها. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين بهذا الفصل ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى ما يتعلق باحكام الاستعاذة والبسملة. فبدا اولا بذكر معنى الاستعاذة والاستعاذة معناها طلب العوذ من الله عز وجل وفيها اظهار افتقار العبد. وانه لا تنفك حاجته عن ربه سبحانه وتعالى وانه لا يمكن ان يدفع عدوه الجني الا بربه سبحانه وتعالى. فالعدو عدوان عدو انسي عدو انسي وعدو جني عدو يرى ويقاتل ويدافع بالسيف والسنان. وعدو لا يرى. وانما يدافع بالتعاويذ والادعية والاستعانة بالله عز وجل وكلا العدوين يدفعان بالله سبحانه وتعالى الا ان العدو الانسي له اسباب ظاهرة من اخذ العدة والعتاد بدفعه ومصاولته. اما العدو الشيطاني فلا يدافع الا بالاوراد والاذكار وقد دلنا ربنا سبحانه وتعالى على سلاح عظيم اذا حضرنا هذا الشيطان ان ندفعه بالاستعاذة بالله عز وجل وان نطلب العوذ من الله سبحانه وتعالى يدفعه وليس لهذا الشيطان دافع الا ربنا سبحانه وتعالى فلا يمكن ان ندفع بالاسباب الظاهرة من مقاتلته ومصاولته وانما ندفعه بالاسباب الشرعية والاسباب الحسية المأذون بها. فمن الاسباب الشرعية قول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن ذلك ايضا من الاسباب الشرعية التي يدفع بها الشيطان قول بسم الله من الاسباب الشرعية ايضا الاذان. ومن ذلك ايضا قول لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير يدفع به الشيطان ومن ذلك كلام ربنا سبحانه وتعالى كقراءة سورة البقرة فان الشيطان يفر من من من المكان الذي يقرأ فيه كذلك من الايات الدافعة والحافظة والدافع للشيطان اية الكرسي وخواتم سورة البقرة فان من قرأ اية الكرسي ونام عليها لم يزل من له من الله حافظ حتى يصبح. من قرأ خواتم سورة البقرة في ليلة كفتاه من كل شر من ذلك شر الشياطين ففي قوله الست في قول في الاستعاذة قبل قراءة القرآن فيها اظهار فاقة العبد اظهار فاقة العبد وحاجة العبد قيل ربي سبحانه وتعالى وانه لا يمكن ان يدفع الشيطان الا بربه سبحانه وتعالى. فتقول اعوذ وطاؤ العوذ وطلب الاستعاذة الاستعاذة هي طلب العوذ وان وان يعيذه ويدفعه ويدفع الله هذا الشيطان ويمنعه من وسوسته فان الشيطان يحظر الصلاة اذا قرأ المصلي فاذا قرأ المصلي وهو لم يستعذ فان الشيطان يحظو قراءته وقد يوسوس له ويشغله ويخطئ ويخطئه في قراءته واما اذا استعاذ فان هذا اذا صدق في تعوذه فان ذلك سبب لدفع وساوس الشيطان وخطراته. وكما جاء في الصحيح ان ان المصلي ان الشيطان اذا سمع الاذان ادبر له ضراط ثم يرجع اذا فرغ المؤذن من اذانه ثم اذا اقيمت الصلاة وثوب بها فر الشيطان مرة اخرى فاذا فرغ المقيم من اقامة صلاته وكبر اتى الشيطان حتى يحول بين المصلي وبين صلاته. وفي هذا ان الشيطان يفر من الاذان اعظم من فراره من ذكر من قراءة القرآن. وهذا بل الشيطان يكره ان يسمع رفع صوت الحق والنداء به وذلك ان الاذان يرفع الصوت به يرفع الصوت فبلغ من الشيطان من عداوته لهذا الدين انه لا يحب وان يسمع الصوت الذي ينادي للفلاح وينادي الى طاعة الله عز وجل بخلاف القراءة فان القارئ انما يسمع بذلك نفسه فيكون اثر القراءة على الشيطان من جهة المصلحة المتعدية الاذان فيه مصلحة متعدية وهي ان مسامعه يجيب بينما قراءة القرآن مصلحته متعد قاصر على من على القارئ الذي يسمع قراءة نفسه وليجلي هذا يحرص الشيطان ان يصد المصلي عن قراءته. وان يشغله عن وعن تأملها فامر فامر ربنا سبحانه وتعالى اذا قرأت القرآن ان يستعيذ القارئ من الشيطان الرجيم وقد وقع خلاف بينهم في مسألة الاستعاذة وحكمها وفي معناها اما من جهة حكمها فذهب جماهير اهل العلم الى ان الاستعاذة سنة وان من ترك متعمدا وناسيا فصلاته صحيحة ولا شيء عليه لكنه ترك ترك السنة. وبهذا قال جماهير الفقهاء كالشافعي وكأبي حنيفة ومالك وجماهير اه اهل العلم وذهب بعضها لتلك الاوزاعي والثور وايضا هو قول عطاء بن ابي رباح وقال به اهل الظاهر الى ان الاستعاذة واجبة وحجتهم ظاهر الاية. اذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. والله امر اذا اراد ان يقرأ القرآن يستعين. اي والله اما الجمهور فصرفوا هذا الامر عن الوجوب الى السنية في حديث لحديث المسيء صلاته في ابي هريرة انه امر من يصلي ولم يأمره بالاستعاذة ولو كانت واجبة لنبهه وعلمه صلى الله عليه وسلم اياه وعلى كل حال نقول قول بالوجوب قول قوي في ظاهر النصوص لظاهر النص. ومع ذاك من ترك الاستعاذة متعمدا فصلاته صحيحة لكنه قصر. والاستعاذة هنا متعلقة بالشيطان الرجيم. وسمي شيطانا لانه بعيد عن الخير العرب تقول تشيطنا اذا بعد اذا بعد بئر شطول اذا كانت بعيدة القعر وتشيطن فلان اذا بعد عن الخير وسمي الشيطان شيطانا لانه بعيد من الخير وقيل من انه من شاطئ لك اياه ذهبوا النار كأن ابليس خلق منها. ذاك الذي على الجمهور ان الشيطان هو من الشيطنة وهي البعد عن كل عن كل خير فسمي شيطانا لذلك. واما الرجيم فسمي رجيما لانه رجم وطرد من رحمة الله عز وجل له رجيم من مرجوم هو هو رجيم مرجوم فالله رجمه وطرده وجعل النجوم وجوبا للشياطين ترجم وتطردهم وسمي الشيطان رجيما لان القارئ يرجمه بالاستعاذة ويرجمه بقوة الله عز وجل ويدفعه بالتعوذة بالله عز وجل من شره ونفسه وهمزه ونفخه فعلى كل حال نقول الاستعاذة هي سنة تتأكد عند قراءة القرآن تتأكد عند الصلاة تتأكد ايضا عند دخول الخلاء تلقى ايضا يستعاذ عند دخول المسجد مما يسن ايضا اعوذ بالله العظيم وجهه الكريم القديم من الشيطان الرجيم هذا مما يقال عند دخول المسجد ايضا يستعاذ في اذكار الصباح والمساء ومن شر الشيطان وشركه ايضا ما يستعاذ منه يستعاذ عند دخول الخلاء من الخبث والخبائث وما شابه ذلك. وذكر لطائف ان الاستعانة طهارة الفم مما كان يتعاطاه الانسان من اللغو والرفث وتطيب له. ومتى متى يستعيذ المصلي او القارئ؟ يقول الذي عليه جماهير العلم والاستعاذة قبل القراءة لا بعدها وان معنى قوله اذا قرأت القرآن بمعنى اذا اردت ان تقرأ كما قال صلى الله عليه وسلم اذا دخل احدكم الخلاء فليقل ومعنى ذلك اذا اراد ان يدخل الخلاء فاخذ بعض اهل العلم بظاهر الاية وقال انه يستعاذ بعد القراءة لا قبلها وقال اخرون يستعيذ قبل القراءة وبعدها توجه من قال ان الاستعاذة بعد القراءة قال يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم بعد القراءة حتى لا يدخل عليه شيء من العجب والتسميع بعمله فيتعوذ بالله من شر الشيطان. لكن هذا فيه نظر والصحيح ان الاستعاذة قبل القراءة حتى يفرغ قلبه من وسوسته ومن خواطره التي تصده عن تدبر القرآن وعن فهمه ثم ذكر مسألة اخرى ومسألة آآ مسألة البسملة البسملة ايضا ذكر فيها عدة مسائل من جهة هل هي اية من الفاتحة او من كل سورة وليست باية. بالاجماع بين اهل العلم ان البسملة اية من سورة النمل واما في غيرها من السور فاختلفوا منهم من رآها اية مستقلة يؤتى بها الفصل بين السورة كما هو مذهب كما يروي عن احمد وقول داوود ومنهم من يرى انها اية من كل سورة يبتدأ بها وبها ذكر من اهل العلم وعلى هذا وقع الخلاف بينهم في مسألة قراءة الفاتحة لان هذا هو ثمرة الخلاف هل تقرأ البسملة مع فاتح الكتاب او لا تقرأ؟ قراءة البسملة لمن يراها اية من الفاتحة هي على الوجوب ومن لم يرها اية هي على على خلاف بينهم منهم من يراها سنة وان قراءته من السنة كما مذهب الجمهور ومنهم من يرى انها لا تقرأ في الفاتحة ابدا وانه لا يسن قراءته بالفاتحة كمذهب المالكية. واصح الاقوال في هذه المسألة ان نقول ان البسملة اية مستقلة في غير اية مستقلة الا في سورة النمل. فانها اية من سورة النمل. اما في غير سورة النمل فانها اية يؤتى بها يؤتى بها للفصل بين السور لا يعرف انتهاء السورة الا بنزول البسملة فهي اية مستقلة يؤتى بها الفصل بين السور. ودليل هذا القول قوله صلى الله عليه وسلم قاسيا فيما يروي عن ربه قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال الحمد لله رب العالمين فهذه هي سورة الفأس ما قسمت صلاتي هي سورة الفاتحة سماها سورة الصلاة سماها الصلاة فابتدأ بالحمد لله وختمها بغير مغضوب ولا الضالين وجعلها قسمين قسم للعبد وقسم لله قسم لله وقسم العبد. فالذي هو لله التحميد الحمد لله رب العالمين والتمجيد الرحمن الرحيم والثناء مالك يوم الدين ثلاث ايات والقسم الذي بينه وبين العبد وهو قوله اياك نعبد واياك نستعين فهذا نصفها للعبد ونسوة لله الذي هو لله اياك نعبد والذي العبد هو نستعين. والقسم الثاني اللي هو العبد اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب ولا الضالين هذا قسم فافاد هذا التقسيم ان ان البسملة ليست اية من سورة الفاتحة وانما هي اية مستقلة وهذا هو ثمرة الخلاف بين العلم في مسألة الفاتحة فقط. لانه يترتب عليها وجوب وجوب وصحة الصلاة مع عدمها. فالذي يرى وجوب قراءة الفاتحة وركنيتها يرى ايضا ركنية قراءة الاسم اذا كان يراها اية من الفاتحة واما الجنون فلا يرون انها اية من الفاتحة وانما يرون انها اية مستقلة يؤتى بها الفصل بين السور هذه المسألة المسألة الثانية هل يسر بها او يجهر؟ الشافعي رحمه تعالى ووجر من اهل العلم يرون ان السنة في الفات ان السنة في البسملة يجهر بها كما تجهر بسورة الفاتحة وهذا الذي مال اليه ابن كثير وذهب انه هو قول اكثر اهل العلم وذكر في ذلك احاديث واقوال وخلاصة ما ذكر ابو هريرة الذي احتج به انه قرأ مسمار رحيم وقال اني اشباهكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا القول لذكر ابن كثير نقول هو قول مرجوح والصحيح ان البسمة لا يجهر بها وهذا هو السنة بل بالغ سفيان الثوري رحمه الله تعالى فعد عدم الجهر بها انه مذهب اهل السنة وان من لم يفظل البسمة من يفظل الاسرار بها على الجهر انه ليس على السنة التي يرتضيها رسولنا صلى الله عليه وسلم وعد البخاري هذا ان من المحدثات والمبالغات سفيان في ذلك و خلاصة ما ذكر الاحاديث نقول كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة البسها في الصلاة فليس بمحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحديث ابو هريرة الذي احتج به وهو حديث رواه ابن سبي اسناده الصحيح واصله في الصحيحين دون ذكر الزيادة فقد تفرد بها نعيم ابن عبد الله المجبر وخالفه جل اصحاب ابي هريرة فلم يركح منهم هذه اللفظة. ولو سلمنا بصحتها فليس معنى ذلك انه ذكر انه في جميع بافعال الصلاة وانما هو من باب التغريب اي اشبهكم فيما رأيتم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الركوع والسجود والرفع وما شابه ذلك اي في اكثر احواله لا في جميع تفصيله واجزائه وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه انه كان يفتتح الصلاة بالحمد لله رب العالمين وكذلك كانوا يقرأون كانوا يفتتحون كان كما قال كما قال انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه انهم كانوا لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم وفي رواية عند ابن خزيمة لا يجهر بسم الله الرحمن الرحيم وابن المواطن عندما سأل ابيه عن الجابي قال يا بني محدث اي ان هذا الفعل محدث. وهو الذي كان يفعله بكر وعمر وعثمان وعلي كانوا لا يجو اسم الله الرحمن الرحيم. وهو الذي عليه هاي الاصول كثيرة. اما اللي في الصحيحين عندما سئل عن صفة وسلم فقال انه كان يقرأ مد ثم بدا باسمه عن الرحيم فهذا من باب تفصيل قراءته خارج الصلاة ليس بداخل الصلاة وانما اراد ان يبين يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم. واحد والاحاديث الاخرى من الباب لا تخلو لا تخلو من ظعف. وعلى هذا نقول قول الوسط في هذا المسألة ان قراءة الاسماعيل في الصلاة انها سنة واما الجهر بها فليس بسنة. يقرأ بها سرا. فلا نقول كما يقول الشافعي من وافقهم بوجوب الجهر بها. ولا نقول بما يقول المالك ان قراءتها محدث وانه لا وانها لا تقرأ ابدا. بل نقول كما قال ائمة اهل الحديث انها تقرأ ويبسمل لكنها ليست اية من سورة الفاتحة وانما هي اية مستقلة يؤتى بفصل من القضاء فيكون من السنة قراءتها والاسرار بها يتعلق بمسألة البسملة وحكمها في الصلاة والله اعلم